قصص و روايات - قصص مخيفة :

رواية خادمتي اللذيذة للكاتبة ميمونة كاليسي الفصل السابع

رواية خادمتي اللذيذة للكاتبة ميمونة كاليسي الفصل السابع

رواية خادمتي اللذيذة للكاتبة ميمونة كاليسي الفصل السابع

ظهر يوري خلفي متضايقا، و نظرت إليه بلا مبالات، فلم يعد يهمني كثيرا بعد أن سلب مني حريتي و إرادتي، فأنا أصبحت أشعر بالكراهية و الحقد تجاهه، كم أكرهك يا يوري، بأنانية و قسوتك معي، مشيت أمامه و جاوزته خطوات حتى أمسك يدي و أوقفني
توقفي يا ماريا
توقف جسدي ينساع لأوامره كالعادة، كم أكره هذا! صرت أمثل العبدة المطيعة!
ما تريد مني
كان كاسح الوجه، أطلق نبرة قوية إبتعدي عنه، هذا لا يعجبني
ماذا تقصد!

تضايق عيناه و اجتمعت حاجباه لقد رأيتكما تتبادلان القبل!
إبتسمت إبتسامة إستفزاز و قلت بوقاحة و هل جرحت قلبك الرقيق يا عزيزي
أمسكني بقوة ألمتني، تأوّهت توقف، توقف
قال انت ملكي يا خادمتي! مما يعني أنك من ممتلكاتي الخاصة المحظورة عن الآخرين
جذبني نحوه حتى صدمت بصدره القوى! و هزني بقوته و هو يقول لي هل فهمتي!

شعرت بخوف ممزوج بالغضب، تبا له! كيف يعاملني هكذا! كم أبغضك، أصبحت بغيضا حقا! لم تعد ذلك الرجل المحبوب أبدا! قد يكون حقا إمتلك جسدي لكنه لم يمتلك قلبي! لا أحد يستطيع أن يستولي روحي!
قلت بألم توقف، أنت تؤلمني
أفلت يدي، و تركني أذرف الدموع، كم أنت قاسي جداً يا يوري..

تلاشى ملامح الغضب من وجهه لتحلها حزن دقيق في عيناه الرماديتين الناعسة، و نظر إلى نادما أو ربما هذا ما خَيل لي، لم أهتم! و تركته بغضبه و إرتباكه لأنزل الى الدور الأخير في القصر، آه كدت أنسى تحضير العشاء، وجدت عجوزة لأري تصرخ و تشتم، دخلت المطبخ ببط، أبدوا شاحبة اللون و مرهقة بشكل واضح، ثم ألقيت جسدي النحيل على الكرسي بإهمال، أقوم بتقشير البطاطس في حالة إرهاق مزمن، أنهكتني هموم و أعباء اليوم حتى الأحداث الإيجابية، مثل تلك القبلة الوردية!

اللعنة! لماذا أتذكر قبلة إستيفن الدافئة، أشعر و أكنها لا تزال مطبوعة على شفتاي! كم كان مخجلا!
لن أستطيع النظر إليه بعد تلك الحادثة!
بالحق إنني في ورطة!
مشاعري أصبحت جياشة و مضطربة! متلبكة! لم أعد أفكر بوضوح، هل لأنني أدخل في سن المراهقة! في بعض الأحداث لا أستطيع أن أقرر إن كانت لعنة أم نعمة!
تأخذني يميناً و تعيدني شمالا..
أكثر ما يخيفني أن رجلا دخل في حياتي في تقويم الخطأ! لا، بل رجلان!

استيفن إنه أخ تلك البغيضة..
و لكن لماذا كان قلبي يخفق بشدة! ترف مثل طائر مجروح بحركات غريبة و سريعة..
لا أستطيع أن أنكر بأنني شعرت شيئا في تلك القبلة الوردية! و كأنها أخدت روحي معها!
و يوري، تبا له! قلبي يخفق له أيضا حتى عندما أراه من بعيد، رجل غليظ الملامح، آه كم هو وسيم و آسر بقسوته و غلاظته تلك، بارز العضلات!
أحيانا أخشى أن يشعر مشاعري الصامتة تجاهه!

أحب المكر في عينيه الرماديتين، يرنو إلي من عَل كالعقاب..! و كأنه يقول لي لا أحبك بل أريدك!
تبا! أي عبث هذا الذي أفعله بنيتي! و كيف قبلت لنفسي مثل هذه المشاعر الشائنة رغم كل ما فعله بي! لقد إستخدمني كجارية له!
أخدت نفسا طويلا و هززت رأسي و أنا أحدث نفسي اللعنة! لماذا القلب دائما يتطلب الحبيب النافر التى تحترق فيه أوصالنا قبل أن نصل إليه..

أخدت البطاطس لأضعها على النار، أحس بتعب شديد، و النعاس يداعب جفنتاي، و لكن ما هي إلا ساعة حتى أحضر العشاء و أذهب للنوم
...
كانت الضحكات و أصوات القهقهة تصلني في المطبخ بين الفينة و الأخرى، لمحتهم في زجاجة الشباك، كانوا في ظل شجرة الجازورينا ذات العساليج اللدنة الكثة في فناء القصر، يوري و إيسبيلا و أفراد العائلة و بعض من أصدقائهم، كانوا يجلسون جميعا بشكل دائري، و في بهرة الحلقة نار حطب مشتعلة..

تتعالى أصوات الضحك و القهقهات و هم يحتسون القهوة و الشراب..
أتعجب كيف يمرحون و يستمتعون و أنا تحتهم أسيرة و مقهورة، و بالأحرى مظلومة!
أشعر بغليان داخلي، و غصة في حلقي، أدافع دموعي و لكني أفشل مقاومتها، وانهمرت بلا هوادة تكشف عن جزعى وانهيارى
؛؛
أكثر من أسبوعين مضوا، و القهر يمزقني، أشعر بحزن و ظلم تعسفني و تشدني لأنتقم لجروحي و كرامتي!
تلك الجروح الدي نزفتها إيسبيلا! و يوري!

لست بحاقدة و لكنني سأنتقم منكم و ستندمون، فالتسامح كلمة غريبة في قاموسي!
أعود قليلا الى ذكريات الماضي، كان يقول لي صغيرتي و عزيزتي، و كنت أصدقه كالبلهاء، وعدني ببيت أسكنه فأخذني الى قصره لأعمل خادمة وضيعة تستحقرني زوجته، كنت أرى الهناء في عينيه و ألمس يديه فأشعر بالإطمئنان و أشعر أنني في أمان، و أقول لنفسي أحبه! و لكن كان مجرد مسرحية إسمها ( الغبية أنا ).

و لكن لم أكن أعرف أنه يستغلني و نقطة ضعفي أنني زهرة، أنه أناني يريد الكثير و لا يعطي غير الجروح!
نشفت دموعي براحتي، و قمت تحضير العشاء لآخدها اليهم...
و جدتهم مازالوا يضحكون و قد سرقوا مني ضحكتي و فرحي..
نظرت الي، و كانت تمضغ علكة كبيرة في شفتيها الغليظتين، لعلها تستلذ في تدكر عنفها اليوم في جسدي!
قمت بتوزيع الصحون على الحاضرين..
وقفت أمامها، أضع لها الأكل، أفكر لو قمت بدس السم في طعامها!

رمقت وجهها الغلق، أرى المكيدة على ملامحها الثقيلة، ترتدي روبا حريريا يظهر جسدها المكتنز بكل التفاصيل غير المملة، تمسك يد يوري بإستمرار، قبلته بمكر أمامي و كأنها تقول لي إنه يخصني، شعرت بالخجل شديد، أشحت وجهي!
يحاول يوري قليلا ليحرر شفتيه من شفتيها، و لكنه حضنها قليلا لكي لا يجرحها!
همست في أذنه كالأفعى، إبتسم يوري كأنه لم ينجح يوما في صدها يقول نحن سنحتفل في غرفتنا!
ضحك الجميع إستمتعا أيها العروسان.

وقفت إيسبيلا، مشت أمامي، همست في أذني أحضري المشروب في غرفتنا
...
ذهبت الى المطبخ، أكتم غيظي، جهزت كوبين زجاجتين مع قنينة شراب، أسرعت بأخذها الى غرفتهم، و كان قلبي ينبض و لا أعرف لم كنت خائفة!
دقت الباب، أذنت لي بالدخول
وجدتها مستلقية على حضن يوري بجسدها الأنثوي الجامح..
وضعت المشروب على طاولة الغرفة، رمقت إليهم، كانت تبوح له بإيحات جنسية تستثير فيه رغبة يوري، شعرت بالخجل ممزوج بغضب عارم!

ايسبيلا هيا أخرجي، ماذا تنتظرين
تعطلت حروفي، و بحث كلمة ( لا ) في قواميسي و معجمي و للأسف لم أجده..
إنسحبت بهدوء، و خرجت خائبة..
كم أنا غبية و مضطربة المشاعر! أكاد أحس بأن قلبي يقتلع جذوره عندما أجد معذبي مع زوجته تلك! و ظلت الأفكار تتزاحم في رأسي..
لم أعد أعرف كيف أفكر!

وتوجهت الى غرفتي، إلى الحمام وخلعت جميع ملابسى وفتحت الدش لأزيل عن جسدى توتره وأزيل عنه رائحة المطبخ، مرت لحظات حتى سمعت صوت أقدام تقترب من الغرفة فأسرعت إلى الفوطة لألف بها جسدى بسرعة و أنا أصرخ، من هنا، من
خرجت بعجل، و جدت إستيفن..
نظرت إليه بدهشة ماذا تفعل هنا
دخل الى غرفتي و نظراته تلتهمني، يدهشه منظرى وأنا ملفوفة فى الفوطة والماء يتساقط من شعرى ومن بين أقدامى..

رغم أنني كنت سعيدة بنظراته و كلامه إلا أن الخوف كان يمتلكني، رسم خيالي بانه سوف يقترب مني و يقبلني مرة أخرى و يزيل ذلك الغطاء التي تحجزه عن نظراته، ربما ليست قصة رسمتها في خيالي بل هذا ما أتمناه بالفعل، لكنه إكتفى بنظراته الموحشة و إبتساماته!

تمسكت بفوطتي بقوة، و قلت مرتبكة ماذا تفعل في غرفتي!
قال و الإبتسامة تعلو على وجهه السعيد لقد كنت أنتظر بشوق حتى أختلي بك في غرفتك
قلت بغضب و هل أبدوا لك عاهرة! أنظر إلي مرة أخرى..
استيفن لماذا تقولين ذلك!
قلت و أنت لماذا قبلتني اليوم.!
استيفن أليس واضحا!
قلت لا ليست واضحة، انت لم تعترف لي مشاعرك او أي شيء!

اقترب مني بطوله و أرتبكت أكثر، دنى مني، يقول هل أقول تلك الأربعة كلمات، و ما الذي يجعلك متأكدة إن كانت حقيقية
قلت، هل تخجل أن يعرف الجميع بأنك تحب خادمة!
ابتسم يشبك يده في شعري القصير الأسود الفحمي، يقول كم أنت سادجة، من يخجل في حب فتاة جميلة مثلك! أكاد أكون محظوظا في حصولك
و كان يتلمس شعري و يمرر يديه في عنقي! و كان يكتفي بنظراته و لمساته الدافئة!

ثم قال لي قبل أن يشي طريقه الى الخارج لم أكن أعرف بأنك بهذا الجمال.

كانت كلماته ترن في أذني لأيام، و ظليت سابحة الأفكار طوال الليل، و كنت أعتصر الوسادة في حضني حتى أطفؤ نيران مشاعري و عواطفي، و قبل أن أقلد الى النوم
سمعت صوتا في شرفتي، خرجت ألف الروب على جسدي بعجل..
وجدت ألينا كاسحة البال
قلت بدهشة ماذا تفعلين هنا
نظرت الي و الدموع يملئ جفنتيها، و قالت لقد كنت أتبع أستيفن. و جدته معك، و رأيت كل شيء، نعم كل شيء.

أمسكت يدي، إرتكبت، قالت بنبرة جادة هل تصدقين أنه يحبك، حتى أنه لم يستطع أن يقول تلك الكلمات الأربعة
قلت الحب ليست مجرد كلمات!
ألينا كم أنت غبية يا ماريا، هو يعرف كم أنت متعلقة بيوري، كلنا نعرف! لذا من الطبيعي أن يحاول مساعدة أخته في حفاظ على بحياتها الزوجية، لقد حاول من قبل التخلص من التهديدات التي قد تدمر عائلة، ليس لديك أي فكرة عن من يكون إستيفن عندما يتعلق الأمر بأسرته..

لم أكن أصدق ما تقول، نعم لأنها تغار مني! لهذا السبب تحاول أن تُخلْق فجوة بيني و بين إستيفن، تجاهلتها، و أنسحبت الى الداخل..

ألينا هي تلك الفتاة الهادئة ذات ملامح ذابلة، التي لم تظهر كثيرا في حلقات روايتي، لديها مشية خجولة و رزينة، تختفي عن الأجواء، تحمل نظرات حالمة و شاردة، شفتان رقيقتان ممتلئتان وجه مربع مع إنحناءات لطيفة، عينان رماديتان ضيقتان تضع نظارات طبية بإستمرار، لديها خصلات شعر بني طويل تجمعها دائما بمطاط أسود، بشرة شاحبة اللون، جسم طويل متناسق بتقاسيمه..

حساسة جداً، ترتبك بسرعة و تميل الى العزلة قليلا مع كتبها، فهي عاشقة للقراءة الروايات العاطفية و الكتابة..
كانت تجلس كالعادة جانب نافذة في غرفة المكتب..
تقرأ بشرود و هي تتأمل تارة رفوف الكتب الخشبية المتناظرة الذي يغظي الجدران الغرفة بأكمله..
إتجهت نحو إحدى الرفوف و أخدت كتابا آخر و هي تزفر بثقل.
ثم جلست على أريكة وثيرة يظل حلقة الغرفة..

كان يوري هناك يقرأ كالعادة مع فنجان قهوة الصباح، لفته ملامح وجه أخته السارح المضطرب و شرودها، فهي تجلس و تأخد كتابا ثم تعود لتغير بكتاب آخر، تقاسيم وجهها يدل بوضوح بأن شيئا ما يشغل رأسها، أحب أن يسألها؟ فهو يحب الهدوء في غرفة المكتب خاصة، لكن لسانه لم يكن يطاوع ليحدثها!
يا إلهي أنظر ماذا فعلت!؟
أوقعت نظارتها، و أنحنت لإلتقاطها، تناثر شعرها الطويل، بدأت تجمعها بعصبية و نرفزة..

إندهش أخوها ربما لأنه لم يعتد رؤيتها هكذا، فهي تلك الفتاة الهادئة و الوديعة دوما..
من الواضح أنها غاضبة من شيء ما، نظرة عينيها المتجهمتان، ملامحها الجامدة الصعيقية، عدم الإسترقاء في بسماتها و حركاتها!
خاطبها بهدوء ما بك ألينا!
قطبت جبينها، و ردت ببرودة لا شيء
إستنكر يوري جوابها لا تكذبي، هيا قولي يا أختى، ماذا يزعجك
رمقت إليه بخجل، ثم تمتمت قبل أن تبصق الكلمة مرة واحدة إيستيفن.

إبتسم يوري فهو يعرف مسبقا بأنها متعلقة بإستيفن و تحبه، فرغم أن أخته خجولة و لا تحادثه بهذا الأمور إلا أنه يشعر بها من تصرفاتها، لأنه هو من قام بتربيتها بعد أن مات والديه، لقد كان لها أكثر من أخ!
خاطبها يوري نعم، ما به!
أجابت بخجل رأيتهما معا، هو وماريا ليلة البارحة
صمتت قليلا ثم إستطردت كان يخرج من غرفتها في آخر ساعة من الليل و هي لا شيء يغطيها سوى فوطة قصيرة
إنتفض يوري من جلسته..

ألينا بدهشة ما بك يا أخى
عاد يضبط جلسته، فهو لديه قدرة فائقة في إخفاء إنفعاله خاصة و هو يسن أسنان الغضب ليستعملها لاحقا ضد ماريا!
رد بعفوية لا شيء، لا تهتم! بينما عيناه الرماديتان يتطاير منهما شرر لا توصف!
عادت ألينا بقراءاتها الشاردة، حتى يحين وقت الفطور..
ذهبت الى صالة الطعام، أخدت كتابها معها، و ظلت تحاول إخفاء قسمات وجهها الشاحبة و نظراتها الزائغة..
حضر الجميع، و أجتمعوا على المائدة..

و كانت تحضر ماريا الفطور بحركاتها الرشيقة و السريعة، فتاة هزيلة، طولها المعتدل أقرب الى القصيرة، هيفاء الخصر، عينان واسعتان متقاربتان، كم أكرهها! كتمت بغيظ! هل يعقل بأن يحب إستيفن تلك الهزيلة و مظهرها الرث؟! هززت رأسها غير مصدقة، . مستحيل أن يحب تلك الخادمة الجاهلة!

إنبعث في داخل ألينا قليل من الإيمان بأنها قد يكون لديها فرصة بأن تنافس ماريا على إستيفن، فهي الفتاة المثقفة الجامعية و تحمل كثير من صفات للأنوثة الراقية، إبتسمت بثقة تلك البشرية الحمقاء لن تهزمني!
و لكن سرعان ما إنهار ثقتها عندما إنبثق إستيفن فجأة أمامها..!
بدت قسمات وجهه نضرة، نظرة عينيه لامعة، فاح عطره، تمهل، وجد كرسيا فارغا جنب ألينا، جلس بإسترقاء!

علا وجه ألينا بالشحوب، و أجتمع الدماء على وجنتيها الفاتحتين، وضعت كتابها أمامها! تتظاهر بالقراءة..

لم يكن إستيفن يحب حضور المائدة، فقد كان يأكل في معمله أو في غرفته! و لكن تسائلت ألينا بسبب تغيره السريع! رمقت الى وجهه فلاحظت ملامحه و ما تعكس هذا الملامح من تفاصيل يثير الدهشة، و هو ينظر الى ماريا التي تخدم الجميع و تتحرك بخفة هناك و هناك..
أغاظها ألينا الموقف، و صعقهما المشهد و لم تكن تملك سوى التطلع إليهما و هما يتبادلان الإبتسامات و النظرات!

كانت ميرنا هناك تخدم أيضا، الفتاة الخادمة ذات ثمانية عشر ربيعا، و هي صديقة لألينا، دائما بشوشة مبتسمة، لديها ملامح مريحة، خفيفة الظل!
ببط إنحنت برأسها المثقل ليستقر قرب أذن ألينا
صديقتي، سوف يضيع إستيفن بين يديك إن لم تتصرفي بسرعة
ألينا ماذا أفعل، إنه حتى لا ينظر إلي!
ميرنا لا تقلقي يا صديقتي، سنخطط هجومنا القادم.

إنتهى وقت الفطور، و راح الجميع الى شغلهم، بقيت ألينا بلا عمل كالعادة، مند أن تخرجت من الجامعة و هي تكرس جل وقتها في الكتابة! كم تحلم بأن تصبح كاتبة رائعة يشار إليها البنان، فعادت الى المكتب لتكمل كتابة جزء الأخير من روايتها، و كانت الأفكار خالية من مكونتها. لم تستطع أن تفكر جيدا، لقد أخد الشرورد جل إهتمامها، و ظلت تحدق الورقة في فراغها العميق!

قامت بفتور من جلستها. و خرجت من المكتبة لتصفية أفكارها، وجدت ميرنا، شرح لها صدرها، جرت وراءها تناديها
ميرنا، ميرنا
إلتفتت ميرنا، مبتسمة
أهلا يا صديقتي
نظرت إليها بملامحها الرصينة..
أطلقت ألينا زفرة قوية مثقلة بالهموم، و خاطبتها صديقتي، أنا متشتتة جذا و لا أعرف ماذا أفعل، حتى الكتابة بدأت أضجر منها
قالت ميرنا بهدوء و هي تضع يدها على كتف ألينا هيا يا صديقتي لنذهب الى غرفة المكتب و نتحدث
...

ذهبا الى غرفة المكتب و جلسا يتبادلان الهموم و الأحداث
تسللت دمعة على وجه ألينا رغما عنها..
شفقت لها ميرنا و قالت لا تحزني يا صديقتي، أنت رأيته يخرج من غرفتها فقط، ربما لم يحدث شيئا
ألينا لا يا صديقتي، لقد سمعتهم يتحدثون..!
ميرنا و هل سمعته يعترف لها مشاعره
ألينا كان أشبه بالمغازلة أكثر من كونه إعتراف للمشاعر، كان يمدح جمالها، و كانت هي ملفوفة بفوطة قصيرة
ميرنا بدهشة و هي تضع يدها على فكها.

لا أصدق، تلك الخبيثة الصغيرة، لم أكن أعرف بأنها صائدة رجال محترفة
تقطب جبين ألينا فيما تزفر بغضب
إنها مجرد شحادة و رغم ذلك تتطاول علينا، لا أظن بأن إستيفن يحب تلك الزبالة، إنه يستخدمها لرغباته العابرة
ملأ الضحك في قسمات وجه ألينا و هي تقول
أنا من ستكون سيدة إستيفن المستقبلية، و ليست تلك الزبالة!
إبتسمت ميرنا بإندهاش
أوف يا صديقتي، لقد أصبحت شريرة! ماذا تخططين!
تمتمت ألينا قليلا..
إبتسمت..

لمحت وجه ميرنا بعينيها الرماديتين الضيقتين
، حسنا، لن نستبق الأحداث، و لكن سنخطط بدقة! أولا سأظهر جميلة في حفلة هذا الأسبوع، سيحضر عائلة إستيفن و إيسبيلا، و لهذا سيكون إستيفن مجبورا على حضور الحفلة و سأكون رفيقته للرقص!
ميرنا هذا رائع يا صديقتي
ألينا يكفي هنا، لنتحدث عنك! أين يمر علاقتك مع هنري كلاوس!
حزنت ميرنا قليلا
و لكن إدعت الهدوء و استرخى ملامحها ببطء و هي تقول لا بأس
إستنكرت ألينا ردها.

لا تتدعي بالهدوء، أنا أرى أنك حزينة، ما الأمر!؟
ميرنا..
أنت تعرفين أنني أحبه! و هو يعترف لي و لكن أحيانا أشعر بأنه يخفي علاقتنا عن الجميع! و يستنكر بي عندما لا نكون لوحدنا
ألينا بغضب..
لقد قلت لك من قبل إنه لا يستحقك، حتى أنه أكبر منك بكثير!
ميرنا..
و لكنني لا أحبه يا صديقتي، و لا أستطيع أن أتخيل حياتي بدونه
إنبثقت هاني أمامهم فجأة و أندمجت بالحديث معهم..

هاني إمرأة في منتصف العمر، مكتنزة الجسم، بيضاء البشرة، مطلقة!
هاني صاحت بعصبية..
. حبيتي إنه يستخدمك فقط، هؤلاء الرجال الأغنياء من طبقات الراقية لن يتزوجوا فتيات فقيرات مثلنا، سوف يقوم بتنفيذ تعاليم المجتمع الذكوري بحذافيره، فيغرس أنيابه بجسدك الطري و ما أن ينتهي من رغباته حتى يرميك في الزبالة
قاطعتها ألينا
لا تقولي هكذا..
ميرنا بأسف شديد..

لا بأس ألينا. كنت تقول بأن إستيفن يستخدم ماريا! ربما هذا يفعل بي هنري أيضا!
و أنسحب ميرنا بهدوء من الغرفة...
ألقت هاني بجسدها المكتنز الطري على الكرسي..
تململت و هي تخاطب ألينا
إذن، إستيفن و ماريا، لم أكن أنتظر هذا الحدث!
ألينا بنرفزة
هذا صحيح! لقد رأيتهما معا ليلة البارحة!
قامت هاني بثقلها يتزحزح عنها شحوما المكتنز، و خرجت و هي تضحك بملأ فمها!
...

تسارع الخبر في أنحاء القصر، و تكاثرت الإشاعات عن إستيفن و ماريا و عن تلك الليلة الوردية الذي يظن الجميع بأنها ليلة التي سلمت ماريا عذريتها لإستفين و ضحت برائتها له..

و كانت ألينا تعلم بأنه لم يحدث بينهم شيئا في تلك الليلة، و رغم ذلك كانت تدعم الإشاعات بصمتها! و هي تعرف جيدا بأنها تغامر على سمعة فتاة بريئة، و لكن لم يهمها كثيرا مادام أنها لم تكذب في حديثها! فهذا أقل شيء تستطيع أن تفعل للإنتقام بجروح قلبها الحساس..
يتبع..

موقف يوري عن هذا الحدث؟!
ماذا تسبب الإشاعات لماريا؟!
ماذا عن إستيفن! هل ما تقول عنها أليان صحيحة أم أنه يحبها بجدية!
كيف يتصرف يوري عندما إكتشف هذه العلاقة!
الحفلة و ماذا سيحدث فيها!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة