قصص و روايات - قصص مخيفة :

رواية خادمتي اللذيذة للكاتبة ميمونة كاليسي الفصل الرابع

رواية خادمتي اللذيذة للكاتبة ميمونة كاليسي الفصل الرابع

رواية خادمتي اللذيذة للكاتبة ميمونة كاليسي الفصل الرابع

استيقظت في زنزانة مظلمة، و كان الظلام قاسيا يكبل مكامن النفس الموثبة، ينشر سواده القاسي بجمجمة تخض بالأفكار و التساؤلات، هواجس تجول، تخبط في الوعي
السلاسل مطوقة على عنقي و يداي و رجلاي، أتحسس فستاني الغارق بالمياه الباردة النتنة.
لماذا أنا هنا!؟
ماذا يريدون مني؟!
أنا لم أقترف خطأ!

أصبت بالذهول و الدهشة و الخوف و الإستغراب، أبحث جوف نفسي عما حدث، و لم أكن أحفظ آي صورة أو صوت مما حدث، و كيف وصلت هنا!
يحتاحني قلق إرهاص الشك، تقلصات في معدتي بسبب التوتر و الإرهاق، مشاعري بقلبي، لممت نفسي و أطلقت زائرا حادا، خطوت خطوتين نحو باب الزنزانة
صحت أعلا صوتي
أخرجوني!
أنا لم أفعل شيئا، أنا لا أحد!
تبا، أخرجوني من هنا!

سمعت صوتا، و تعالى الأصوات، أصوات المعذبين تصل الى أذناي، عالية، مجروحة صرخات مخنوقة بالألم، أشياء تتهاوى، توسلات،
إختنقت الكلمات في حلقي، فسدت مجرى تنفسي، و لم أستطع أن أصرخ مرة أخرى و لا حتى أن أطلق زفيرا، شعرت بخوف شديد، خوف لم أعرفه من قبل، يختلف عن الخوف رهبة الليل، و رهبة الموت، خوف بمذاق غريب، حتى أشعر بالغرابة و انا أصفها.

تكلل جسدي و راحت ترتعش في كل أطرافها، قلبي ساكن، تتسللت برودة قاسية الى جسدي المتجلد، و تكورت في أخر زاوية من الزنزانة أحتضن أفخادي، و أنتفض برعب مع كل صيحة أسمعها
أضع يداي على أذنيي، و أتمتم كالمجنونة، هذا ليس حقيقيا، هذا مجرد كابوس، يكفي، إستيقظي.

أيام مضت، و لم تفتح زنزانتي إلا لتقديم طعام متعفن، و بعض ماء أصبح بطعم، تركوني وحيدة، و لا أعرف لماذا؟!
و لكني أعلم أنهم تركوني لهواجسي، بكوابيس الوحدة و الظلام العاتم، لعذاب الترفع و التحسر!

أحس بالإرهاق، و التصدع، و لا أتذكر كم مرت من الأيام و لحظات عمري هنا، كانت الحيرة تفتك بكل قواي الذهنية، أتسائل كثيرا بوجودي هنا؟!
أتذكر ما كنت أفعل آخر مرة قبل أن تنتهي بي الأمر هنا، خطوت الى خارج القصر لأول مرة رغم التحذيرات و التهديدات على عدم خروجي، و كنت خائفة من طلعات الناس و تحديقاتهم لي، و حتى همساتهم التي تصلني.

كنت أبكي في حديقة قرب النهر حينما ظهر إستيفن أمامي، فقدت وعيي أمامه و هو يقول لي
ستعرفين كل شيء قريبا
هل لذيه رجل في حبسي هنا؟! زنزانة كيقاع بئر مهجور تحيطه الرطوبة و تقتحمه الوحدة!
لا يمكن! إستيفن كان يبدوا القلق علي دائما، أشعر أنه يهتم لأمري، و لن يفعل بي هذا!

كنت أدور في دوامة التسائل، أقتحم جلد الأحداث، الأيام، عضة يوري العميقة و التي لم تؤلمني كثيرا، تلك الأصوات الهامسة التي كانت تحدرني على بقائي هنا..
تبا ماذا يحدث؟!
سئمت من الإنتظار!

صحت بأعلى صوتي
أخرجوني من هنا!
أيها الأوغاد! اللعنة عليكم!

سمعت صوت خوات تتقدم أمامي، أصابني رعب، لممت نفسي، و ضعت قبضتي على صدري، بدت الأشياء غائمة متداخلة، تترجرح
أغلقت عيناي و فتحتها، لم أصدق ما أرى
شاب صغير السن، لا تبدوا عليه الخشونة، و لا يبدوا عليه الصلف و القوة
فتح الزنزانة
تقدم نحوي، يحمل أوراقا
ثم قال بلطف و الإبتسامة على ثغراته
نحن نأسف للتأخر عليك أياما طويلة آنستي، إنه ضغط العمل
ثم بدأ يفقد الأوراق و هو يقول لنرى! همم..

ثم رفع نظرات الي و قال أنت متهمة بإقتحام عالمنا، كأكثر الموجودين هنا! ما عليك سوى توقيع هذه الوثيقة
قلت بدهشة شديدة متهمة، لم أفهم قصدك؟!

أتعرف كل من وصل هنا ظنوا بأنهم على قدر ما من البطولة، من الصمود، و حين لمس العذاب جسدهم، إنهاروا أرضا، بكوا، طلبوا الرحمة، و نحن ساعدناهم، أعطيناهم القلم ووقعوا، و ببساطة إنتهى الألم
قال ذلك و كان هنا فرق كبير في مظهره حين دخل، و الآن إنبثقت القساوة في ملامحه مرة واحدة، و رز من عينيه بريق من الحقد، حقد حيوان جائع على فريسة عصية
كان يتحدث بلطف بينما عيناه داخل جمجمتي، داخل صدري.

أغراه العرق الفائض من جسدي، إستثارت شهيته
طأطأت رأسي نحو الأسفل، شعرت بالخوف، يعتريني رعب مخيف
كنت أجهل عنما يتحدث، عن إقتحام عالمهم، و توقيع الورقة التي ستنهي عذابي،
إن كان ستنهي عذابي لم أتردد على توقيعها، جاهلة عنما حصدته بيداي!
كنت أريد فقط أن أخرج من هنا بأسرع ما يمكن.

يأتي صوت غاضب من الزنزانة المجاورة، صوت رجل غاضب قوي البنية يعرق دما!
أيتها الخائنة، عار عليك! لقد بعتي روحك!
خفت بينما ضحك الشاب بشكل هستيري و قال مبروك، لقد أصبحتي كونترهنتس. بمعنى المتعاقد مع الشيطان.

دعى الحراس و طلب منهم أن يفكو كل أغلالي، و خرجت من زنزانتي، أتبع الشاب و لا أعرف إلى أين!؟

هل سيطلق سراحي بكل سهولة؟! إم تنتظرني توقعات مجهولة!
: ، انتهى
يتبع...
من هم الكونترهتسيين؟!
لماذا كانت ماريا في السجن؟! هل خالفت أحد القواعد التى كانت موجودة بين البشريين و مصاصوا الدماء؟!
من هؤلاء المسجونين!؟
أين إستيفن و يوري؟! و لماذا لم ينقذوها!؟
هل تستطيع إنقاذ شخص من دولة قوية قائمة؟!

خرجت من زنزانتي و كان الحارسان يجراني الى ردهة طويلة، ألمح المسجونين في زنزاناتهم تسيل منهم الجروح و الدماء..
أدخلوني في مكتب عادي و ما هي إلا لحظات حتى وجدت يوري وإستيفن أمامي، يجتاحهم القلق
آه يا يوري لو تعلم كيف جرت الأمور معي هذه الأيام، أين إختقيتم؟! و لماذا لم تنقدوني من الجحيم؟! لو كنت موجودا معي حين دخلت الزنزانة، كم كانت عتمة و مظلمة و مرعبة.

إلتقت عيوننا مرة واحدة، حدقت به بحزني و ضعفي و أحتضنته بكل قوتي، بكل إمكانياتي..

لمحت إستيفن كان منزعجا على إلتصاقي بيوري، حاول أن يركز علينا كثيرا و لاح وجهه جهة أخرى و لا أعرف لماذا!

بدأت أروي القصة، بتمهل، و كنت أبكي.

أنزل يوري عينيه الى الأسفل، و كان يشعر بالخجل و ربما الذنب او تأنيب ضمير، لا أعرف؟! و لكني كنت أعرف أنه يود أن يقول شيئا ما، إن يفضح عن شيء ما، لكن الكلمات إختنقت في حلقه، ترفض الخروج.

إحتضنته مرة أخرى، بكيت في صدره و كنت أهمس له إرجوك خدني من هنا، أنا خائفة.

و لكنه كان يحدقني بتلك النظرات العجزة التي لا تستطيع أن تحرك رمشا!

هززت كتفه و صرخت بهستيرية ما بالك! تكلم، أرجوك قل شيئا، لا تتركني هنا
يقف صامدا عاجزا
أمسكني إستيفن من أكتافي و قال لي بهدوء إهدئي سوف تخرجين قريبا، أعدك
نظر إلى يوري و تكلم بكل وقاحة أنظري ماذا فعلت بنفسك، هل أنت ضعيفة إلى هذه الدرجة يا ماريا، يبدوا أنني لم أعلمك جيدا، مجرد تهديد و حبس ليومين توقع ورقة تنهي حياتك! كنّا سنخرجك قبل قليلا لو لم تحدث تلك الكارثة! اللعنة! كم أحتقرك!

ماذا، ماذا تقول يا يوري؟! ضحكت بهستيرية أنت تمزح أليس كذلك، أنتم كلكم تمزحون أليس كذلك، هل هذا كله مقلب! صحيح أنه كذلك، لا يوجد سجن تحت الأرض تحبس بشخص عديم النفع مثلي، من أنا أصلا! أنا لا أحد! أنا، أنا فقط يتيمة، و بكيت
و كان إستيفن يمسكني حتى لا أنهار على الأرض تماما
أجلسني على الكرسي.

أمسك إستيفن قميص يوري، يجتاحه غضب عنيف
كم أنت حقير أيها الوقح، . انت السبب في كل وجعها، لو لم تحضرها الى هنا من الأول، لو لم تقترب منها تلك الليلة، لما حدث كل هذا!

كنت أنتحب بشدة و يداي كانتا ترجفان بشدة.
أمسك الحارسان إستيفن قبل أن يضرب يوري، و كان يوري كجثة هامدة مستسلما لإهانات إستيفن و تهديداته و سحبه و دفعه على الجدار!
الشاب الأنيق أنتما الإثنان أخرجا حالا، إنتهى وقت الزيارة.

و خرجا، ؛؛
حشروني في غرفة صغيرة و كنت أسمع همسات الحراس، همسات واضحة و لكن غير مفهومة
- لا، لا يمكن أن تكون مجرد مصادفة!
- و لم لا تكون مصادفة،؟! محض صدفة!

اللعنة كيف أوقعت نفسي كل هذا؟! و لكن لم يكن هذا وقتا مناسبا للأسئلة؟! لقد كنت متعبا من فكرة الإنتظار.
فتحوا بابا حديديا لأرى سلما يقود إلى الأسفل عندها تحول تعبي و قلقي الى رعب.

بدأنا بالنزول على سلالم لا ترى نهايتها من الظلام، . و كان الحارسان يمسكان بمصابيح
أتعبني الرجلاي، لا أعرف عمق السلالم!
توقفنا لأجد رواق ضيق تحيط به الكثير من الغرف من الجانبين، فبدأت أنظر داخل الغرف، و لكن وجدت ما لم أراه في حياتي كله، يا إلهي
هياكل عظمية للكثير من البشر و ربما الآلاف منهم مقيدة بسلاسل حديدية الى الجدران
و في غرفة أخرى جثث بشرية لم تتحلل بالكامل بعد.

كان المنظر مقرفا و رائحة الجثث العفنة
فبدأت أصرخ بهستيرية جنونية الى أين تأخذني؟!، لا لاااااااالا، يكفي، لا أريد الموت، بكيت، لا أرجوكم، أتتركوني، لا أريد الموت! أنا لم أفعل شيئا! الى أين تجروني.

و خزوني بإبرة تخدير حينما لم أكف عن الصراخ! و فقدت وعيي
صحت بصوا أنثوي من إحدى الغرف تقول: يا لسوء الحظ
ذهبت الى مصدر الصوت
من أنني، أرجوك ساعديني!
نظرت إليها
إمرأة عارية لا يغطيها شيء
و أكملت قائلة يا لسوء الحظ، الأخريات كلهن أخدوا، و انت ستأخذين قريبا، إن لم تباعي ستموتين!

صوتها كان مألوفا، لقد سمعتها من قبل، نعم تذكرت صوت تلك المرة التي كانت تهمسني و تحدرني!
قلت لها انا أعرفك أنت تلك المرأة
نظرت إلي بنظرات واهية حزينة كان عليك الهرب بعيدا..! تأخر الوقت، انت وقعت تلك الورقة؟! آه كيف شعورك الآن بعد أن أصبحت جارية رقيقة
قلت بإستغراب جارية، ماذا تقصد؟!
قالت ببرودة شديدة لا تهتم، هذا ليس مهما.

كنت قد فقدت أعصابي حينها فصرخت و قلت ساعديني! اللعنة، كيف سنخرج من هنا؟ أتوسل إليك أخبريني بكل ما تعرفين؟! عوضا عن التفوه بهذا الهراء أخبريني ما هذا المكان؟!
دخلوا علي الحراس و و وقزوني بإبرة تخدير أخرى، فقد وعيي.

صحوت بأحدهم بجرني على سرير إسعاف، فتحت عيناي ببطء، أشعر بألم شديد، أنا مقيدة! لا أستطيع تحرك يداي! إلى أين يأخذني! لماذا أنا عارية!؟
نظرت الى يميني لإحدى الغرف، كان هناك رجل، إنه ممزق الأطراف، مغطي بالدماء، هناك أبوبة بلاستيكية مخزوة في عنقه تسحب دمه..
ماذا أشاهد؟!
مالذي يهمس فيه؟!
أسمع صوته الواهن لم أعد أحتمل، أرجوكم أقتلوني!

أسمع أصوات دماء تسحب على أنبوبات كبيرة بلاستيكية لاصقة على جدران البهو و الغرف، غرف مليئة بضحايا بشريين! أسمع أصوات إستغاثة، أصوات تذكرني فقط بأني على قيد الحياة.
لطالما تسائلت لماذا يبقوني على قيد الحياة؟! كانت الإجابة واضحة لكني كنت أنكرها، فأنا بالتأكيد وجبتهم القادمة!
كنت خائفة بل مرتعبة إستسلمت بصرخاتي الهستيرية مرة أخرى إبتعد عني! لا لاااا لا أريد! لا أريد الموت في مكان كهذا!

أوه كيف حالك يا ماريا الصغيرة؟!

ما هذا؟ أنا أعرف هذا الصوت، صوت ثقيل الظل، فتحت عيناي ببطء، نعم إنها إيسبيلا
إنها هي، إتسعت عيناي، فتحت فمي على آخره
رددت بتوتر لا يمكن!
عادت الكلام لماذا تبديين متفاجئة لرؤيتي؟! ألم تكن تعرف أنني عضو مهم في مجلس إدارة بمصا، ، آوه أنت لا تعرفين شيئا! هذه الجزيرة إنها ليست حتى على خريطة الأرض، في عالمك طبعا!؟

قلت أيتها الوحشة، أنت من يفعل كل هذا لهؤلاء المساكين، تبا لك!؟

أجابت بنبرة سخرية نعم، شكر ا جزيلا لك على المديح الجميل، أنا وحشة، خد هذا أيتها النكرة
و لطمتني بكل قوتها على وجهي!
ثم قالت و تكشر أنيابها و الشرر يتطاير منها هل تظنين بأنني لم أكن أعرف كيف كنت تقتربين في زوجي، عندما خرجت من القصر كانت تلك فرصتي حتى أنتقم منك! سأذوقك الجحيم بعينه و لن يستطيع يوري و لا حتى أخي الغبي بإنقاذك.

أرجوك سامحيني، لم أقصدك أن أقترب منه، صحيح أنا أحبه، لكني لا أحاول أخده منك!؟

صرخت في: هل أنت دائما هكذا؟ تستجدي عطف الناس؟ أنت حقيرة فاشلة، أتعتقد أنك تستطيعين أخده مني؟! فكر من جديد أيها الحقيرة، أنت مجرد خادمة بائسة، انت جارية و الجواري لا يتزوجهم أحد، سوف تكونين ممتنة بي لأنني سأبيعك و لن أقتلك! ستصبحون عاهرة صغيرة لسيدك الجديد!
ثم وخزتني بإبرة تخدير على عنقي.

( موجة ندم إجتاحتني )
كنت اردد بضعف قبل أن أفقد الوعي تماما: ساعديني، ساعديني أرجوكي ساعديني.
لم تأبه و إستمرت بإعطائي مخدر آخر، فقدت الوعي الآخره.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة