قصص و روايات - قصص مخيفة :

رواية خادمتي اللذيذة للكاتبة ميمونة كاليسي الفصل الخامس

رواية خادمتي اللذيذة للكاتبة ميمونة كاليسي الفصل الخامس

رواية خادمتي اللذيذة للكاتبة ميمونة كاليسي الفصل الخامس

في تلك الحقنة، تصبب العرق من جبيني، و بدت علي قشعريرة غريبة..
إرتفعت درجة حرارتي، و ييبست أعضاء جسمي!
فغبت عن الوعي لمدة ليست طويلة و لا بالقصيرة!

و عندما عدت الى الحياة وجدت نفسي قرب روائح نتينة من المواد المخدرة المخلوطة بالدماء.!

وجدت نسوة قد أغرقتهم صيحات الألم و الرعب، و أجسامهم العارية مخالب القسوة و الشهوة، مطوقة بالسلاسل الحديدة في أعناقهم و قد تحطم أحلامهم رغبات الوحوش!

و بين ذلك التخبط النفسي و تلك الغرفة المعتمة، سكون تام، تسمرت عيون تلك النسوة و أختطفت أنفاسهم، هناك، في تلك القبو المظلم تحت الأرض العابقة بروائح المواد المخدرة و الدماء، تنتظر النسوة بلهفة رعب الى ما هو قادم!

نعم، تلك العيون الخائفة تسمرت بصمت أمام الباب!

دخل رجل عجوز شارف على إنهاء عقده السابع و معه رجلان ضخمى الجثة ليعبثا على تلك السكون التي كانت قاتمة في الغرفة!
تعالت الأنفاس و دب الرعب في عيون الحاضرين، و علامات الخوف ترتسم على محياهم.

كان العجوز متأنقا بزي النبلاء البريطانيين القدماء، و كأنه بذلك يضمن إستمرارية التقاليد و تراثهم العنيفة! و كان ينظر إلينا من تل بشخامته و كبريائه التي لم تمحها الأيام و الزمان!

ثم أشار بيده مرة واحدة، و تسلط علينا بالرجلين المخيفين!
أتجهى نحونا و علا صراخ الجميع و توسلاتهم و كأن القادم لهم سيحدد مصير حياتهم للأبد، و مسكا السلاسل و قاما بجرنا في صف طويل كالمواشي، يأخذونا الى المدابح و المجازر.

أدخلونا في بهو ضخم مزدحمة بأناس متألقون بلباس السهرة الليلة، الموسيقى الكلاسيكية، الرائحة الجميلة المراشة بالأرجاء، و الشموع، و كأنهم يجلون إجلالا لقداسة الظلام!

هؤلاء يستمتعون بوجوهنا البائسة، يضحكون، يرقصون و يغنون، و يجدون السعادة في كل شيء يحيط بهم، الأطعمة الملونة الشهي حول موائدهم، الدماء الذي يتلذذون بإرتشافه في أكوابهم الزجاجية!
ماذا أهلوس حقا!
يشربون دما، كم أنا مجنونة لإستسلام بهواجسي!
ربما هو نبيد أحمر أو عصير توت أو طماطم!

أشعر أنهم وحوش بأقنعة بشرية جميلة! كم سيلائمهم لو شربوا دما بدلا من تلك الكؤوس الحمراء!

أراقب من بعيد، تلك الأرض المفروشة بسجادات نسجت بخيوط من الذهب، و ستائر حريرية يتماوج بنعومة، حفلة كحفلات الأمراء الحقيقيين، تفتنك بجمالها و بهائها، و نسائهم، كم هن ساحرات بتلك الفساتين السهرة، شابات و كأن الزمن أوقفهم عن النضوج!

و كنّا نحن أيضا هنا! مجموعة نساء عاريات! غير نظيفات!
نقف فوق المسرح كتماثيل معروضات للبيع لعند هؤلاء الأمراء الراقيين! بأقنعة الوحوش.

شارفت الحفلة على الإنتهاء، و حان. ساعة المزاد السحري، حيث تباع بالأشياء الغريبة عن عالم البشريين، أنا لا أعتبرهم من البشر حتى و لو كانوا كذلك!
رأيتهم يبيعون جمجمة بشري!
و قلب إنسان في زجاجة لا يزال ينبض!

رأيت العجب في عيناي الهاتين! و كنت غير مصدقة!
رأيتهم يبيعون عينين بلون القمري القاتم!
ثم إنعطف الصاعد بغتة، فإذا بي أرى نفسي أمام قائل يقول أيها السادة، الليلة لدينا عرض مميز جداً! حيث لن تتكرر في عالمنا المزاد و ربما للأبد، واحدة من فصائل الدماء النقيين!

ماذا يقول!
ماذا يقصد بفصيلة الدماء النقيين!
تعالت أصوات الراغبين، و أرتسم الدهشة على وجوه الحاضرين، و انا أكاد افقد عقلي الغير مستوعب!

أخلى الحراس على إمساك ذراعي!
كنت واقفة مذعورة!
كنت كالزهريات الجبل و زينة الألب، و النجمة المتألقة في ذلك السوق السوداء..

الكل ينظر إلي كمعجزة حلت بهم، يتنافسون برفع الأسعار، يحاول كل واحد منهم أن يحصلني بيأس شديد، و كأنني غالية في الأنفس النفيسة!

أريد أن أهرب، أريد أن أتكلم، لا لا أنا لست معروضة للبيع! أريد أن أسترجوهم برحمتي، و لكن لا أستطيع
الفتاة التى كانت تقف في خلفي تهلوس
ما كان يجب علينا أن نخالف القوانين، ما كان يجب علينا..
نالها التعب، و اختلطت أمامها الكلمات، لم تعد تعرف ما تقول!

شخص ما أمسك يدي، شعرت بقشعريرة باردة، نظرت خلفي، إنها إيسبيلا!
ماذا تفعل هنا!
هل ستنقدني، هل ندمت على قرارها في بيعي!

كانت تقول بغضب و هي تكلم البائع لم أعد أريد بيعها!
البائع فات الأوان
هي تكشر أنيابها لو كنت أعرف أنها من تلك الفصيلة! تبا، اللعنة عليكم جميعا
أمسكت بقميص البائع هيا عليك إزالة الختم عليها
ظهر الشاب الصغير السن و هو يزيح يدها على البائع توقفي إيسبيلا، لقد وقعت الورقة و فات الأوان عليها
إيسبيلا أيها الوغد كنت تعرف أنها مثل أخي إستيفن، اللعنة عليك أيها الحقير!

ضحك الشاب بشكل هستيري، و خرج ذلك العجوز الشامخ بزيه البريطاني و هو يقول
أحسنت يا بني، كم أفتخر فيك!

أسمع صوت الطرقة
لقد بيعت
العجوز هيا خدوا الفتاة الى غرفة الطقوس، سوف نجري اللازم لتصبح كونترهنتس حقيقي لسيدها!
أخذوني في غرفة صغيرة مليئة بالشموع و الكتب القديمة!
ظهر أشخاص غريبين
هم، هم برداء أسود غريب، تدلى على رأسهم جزء من ردائهم ليخفي معالمهم.

هم عيناهم حمراوين، ينظرون إلي، يقتربون مني و هم يتمتمون بكلمات غريبة. فأشعر و كأن جبلا و بِع على صدري، فأغمض عيناي، تمر ثواني، قلبي يكاد يخرج من مكانه، أشعر بخوف و سط رغبة داخلية بالفرار و لكني أعجز حتى عن القيام!
حاصرونا بشكل دائري، و مازالوا يتمتمون بكلمات غير مفهومة، يحملون كتبا على كفوفهم
يدخل أحد آخر في الغرفة يرتدي عباءة حمراء
يتقدم نحوي و يصيحون مرة واحدة
نياتوا موكارونج.

ثم قام صاحب الرداء الأحمر بجرح يده بسكين، و قعد يرسم على الأرض بدمه برسوم غير مفهومة، مثلثات و دوائر و كتابات بلغة قديمة
نظرت إليه و قد إرتسم على وجهي علامات الرعب، ووقف ينظر إلي مباشرة، القناع يغيظني وجهه، عيناه حمراوتين مخيفتين
ثم رفع يده، و قام بوشم جسدي العاري كتابات غير مفهومة
حتى شماعة جنوني لا أملكها لأعرف غرابة ما يفعل!

تبا ما يحدث!؟! ماذا يفعل بي هذا المجنونة.

جرح يده مرة أخرى ووضعها في فمي، لأجعلني أتذوق ذمه النتن، كم هم مجانين!
و كنت أقوم ببثقها لو لم يمسك فمي ليجعلني أبتلعها غصبا عني! اللعنة عليك
أتركني أيها المجنون
كنت أصارعه عندما وقع عنه الغطاء
و تمنيت أنني لم أشاهد تلك اللحظة
و ما أشد بؤسي إن كان ما أظنه صحيحا
و قبل أن ألفظ بإسمه.

غرس أسنانه في حلقي
و فقدت وعيي بكلماته الأخيرة
لقد أصبحت لي الآن يا خادمتي اللذيذة.

إستيقظت في غرفتي ليلا و كنت متعبة، أعاني وعكة صحية مند ذلك اليوم، كان أياما مشهودا و ليالي حالكة
في ذلك اليوم غبت عن وعي، و كنت خائفة، يعتريني الشك و الإرهاق و تقلصات في عنقي المغروس بأسنانه، نعم كنت خائفة عن شخص وجدت منه الأمان، و لم يعد كذلك، أحس نفسي ورقة تعابثها مستقبل مجهول في مهب ريح هوجاء في أسرارها و كدرها و صحوها!

من صغري و انا أتقبل مع صروف الزمن، و أتكور كتكور الليل و النهار و تعاقبهما، و كلما غرقت في بوثقة السوداء و التهمتني المتاهة أتطلع لبزوغ أمل جديد كبزوغ شعاع من نور يبدد سطوة العتمة!
جلست على سريري، و تكورت بجسدي، في عيني الغائرتين دمعة، و على شفتيي الذابليتن إبتسامة باهتة كاللون الأصفر، أضحك على حالتي الغريبة الخائفة!

من اليوم فقدت طعم الأمان، أشك الجميع، الخوف أصبح رفيقي، سكن في حدقاتي و أطل معهما يحمل صورة قاتمة من البؤس و الرعب!
ها قد غادر النوم أجفاني و ربما للأبد و حل محله الأرق و السهاد و القلق الذي يبدد في أوصالي كلما حل الظلام!
خرج من بين عتمة غرفتي يوري
ها، إستيقظت أخيرا، لقد ظليت نائمة طوال النهار.

نظرت إليه بصمت واجم أحمل نظرات الشك و الخوف!
يوري ما بك؟! تطليين خائفة و قلقة! أنتم لم تعودي في ذلك المكان المخيف! أنت هنا بأمان معنا
قلت بشك لم تخبرني ماذا كنت تفعل في تلك الغرفة؟! و لماذا فعلت ما فعلت بي!
يوري لقد إشتريتك، و كنّا نجري طقوسا لأكون سيدك الشرعي
قلت بغضب تبا لك يا يوري، أنت من خطط كل هذا! لقد أخبرني إستيفن.

قال بإبتسامة مستفزة إستيفن لا يعرف أي شيء، لقد كنت أحاول إنقاذك، لو لم أشتريك ذلك اليوم في المزاد لكنت خادمة رجل آخر! أنت تحبيني و تفضلين أن تكون خادمتي، أليس كذلك.

قلت بحنق لم يكن ليحدث كل هذا لو لم تخالف تلك القوانين الموجودة بين مصاص الدماء و البشريين!
قال بضحك هستيرية تلك القوانين الموجودة بين هؤلاء المصاص الدماء لا تنطبق علينا أبدا نحن مصاص الدماء المستئدبين نفعل ما نريد، ألم يخبرك إستيفن ذلك أيضا!
مثل هذا الأحاديث أصبح عاديا في حياتي بعد تلك الليلة في غرفة الطقوس، مصاص دماء و مستئدبين، أي عالم أعيش فيه حقا، حتى عقلي ما زال لم يستوعب حقا!

مند زمن بعيد كانت الحروب قائمة بين البشريين و مصاص الدماء حتى إتفقوا على الهدنة ووضع قانونين بينهما، حتى لو أرادوا بخرقهم لن يستطيعوا.

القانون الأول هو المصاص الدماء لا يستطيع دخول في منزل أحد ذون إذنه
القانون الثاني المصاص الدماء لا يستطيع أن يشرب دم البشري إلا كونترهنتس.

الكونترهتسيين هم الدين وقعوا وثيقة التعاقد بإرادتهم، حيث باعوا روحهم لمصاص الدماء، تقول من المجنون التي يفعل ذلك؟! في الحقيقة هناك كثير من البشريين البائسين يفعلون أي شيء من أجل الثروة! و لهذا سيكونون غداء لسيده المصاص الدماء.

و لكن المصاص الدماء المستئدب يستطيع أن يخرق تلك القانونين، كعائلة أكوادور كلاوس!
هناك كثير من الحاقدين بعائلة يوري، كونهم لذيهم حرية في فعل ما يريدون ذون غيرهم، و تلك القوانين التي تخرقها المصاص الدماء المستئدب يدفع ثمنها غالبا البشريين حيث يسجنون و يجبرون على بيع روحهم!

الكاذب اللعين يوري كيف يجعلني خادمته الخاصة، كان يعرف بما سيحدث اذا عضني، و رغم ذلك فعل! و لا يزال يتظاهر بالبراءة و أن هذا حدث عبثا! أظن أنه كان ينتظر بلهفة عندما أدخل في السادسة عشر ليجعلني جاريته الخاصة! و عندما أسأله الحقيقة يتفادى دائما بضحكته المتوارية!
تلك الليلة التي عضني كانت عيد ميلادي التي نسيتها!
سأكتشف حقيقتك يا يوري! كاذب لعين!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة