قصص و روايات - قصص مخيفة :

رواية خادمتي اللذيذة للكاتبة ميمونة كاليسي الفصل الرابع عشر

رواية خادمتي اللذيذة للكاتبة ميمونة كاليسي الفصل الرابع عشر

رواية خادمتي اللذيذة للكاتبة ميمونة كاليسي الفصل الرابع عشر

تقابلوا بإرتباك أجساد تخفي أسرار خبيثة
لمح إمرأة مهملة بثوبها المنحسر..
توسدت لتو خسارت معركية ترك أثار على جسدها طري..
و رجل يغتسل وجهه بقطرا ت العرق و يبخس أمامها..
لا يخلوا من عينيه من نوايا الغش الذكوري..

لمح آثار ما علق به من صفرة الدهشة..
وقفا إلينا و إستيفن بوجهين حائرين..
لمحا شاب غريب بإختلاف يجسده بين وجهه الطفولي و غلاظة جسده الضخم كالفيل المتنامي بكيانه..
يلبس بنطال مرفوع و بزة قديمة باهتة و حداء صيفي مؤلف من نعل و ربطة إبهام..
تحدث بخجل
كنت أبحث ماريا..
بصوته الجهير، و قامته المديدة كالبرج و هو يحملقهم بحياء..
تاهت نظراتهم على وجهه..
هتفت إلينا آه أنت ذلك الفتى الدي كان تحت شباكتي.

إبتسم بخجل يحك رأسه بلطف أنا آسف، لم أكن أريد مضايقتكم
شد إستيفن دراع جيري بقوة، يلوح في عينيه غضب ممزوج بالغيرة، كقنابل موقوته تترامى في دمه
خاطبه بنغم عدائي..
و كيف تعرف ماريا أيها الفتى
تسائل جيري بماذا يهدي هذا الرجل؟
دفع يده، خاطبه أنا فتى من دار الجنازة..
طامن إستيفن راْسه بخجل أنا آسف
إطمأن قليلا، إستطرد هيا بِنَا سآخدك في غرفتها..

ألقى نظرة خاطفة على إلينا، مالت وجهها المتغضنة، تخفي مشاعرها المختلجة في داخلها، و قد تجمعت الغصة في حلقها..

خرج استيفن غير مباليا بها، و كان في حوزته أعذار تعفيه من الإحساس بالذنب
لأنها من عرضت له ما أيقظ صخب حواسه الذكورية التي تعودت الإستكانة بسهولة..
فلماذا يهتم ما تشعر به لأنها هي التي فتحت له بجملة واحدة بوابة شهواته الجهنمية..

أكان عرضها نابعا من طبيعتها و حبها الشديد لي؟ أم حاجة الى إدعان للمتعة!؟ و كلا أمرين لم يهمه أكثر مما يهمه ماريا، هي إمرأة تضمر له متعة شاهقة، و ماريا إمرأة بريئة و رقيقة، إمرأة لا تمل منها أظافره الفنية، كأنها أنثى لكل الفرشاة..
كان يعتريه رغبة ملحة في البكاء بخيانته لها و هو متجه نحو غرفتها مع جيري..
نعم تلك كانت خيانته الأولى لإمرأة قد خانته في موتها..
إجتازا الممر الطويل..
إنعطفا أزقة ضيقة...

صعدا السلالم..

الحاشية ١: ..
كانت ماريا ترقص على أنغام الماء الدافئة، تحتضنها أوهام الشهوة من الخلف..
متقدة في ذاكرتها لحطة إنقظاضها على رجلين شهيين كلبوة مفترسة..
متقدة لحطة إنغراس أنيابها الحادة في أجسادهم المفعمة بروائح الفلاحي..
طامنت رأسها بعجب و تركها تلك الرغبة شرسة مذهولة حائرة، لا تدري كيف غلب شهوة الدم حاجتها للحب و الحنان و الزواج!
قاطع أفكارها و تسؤلاتها المزدحمة دقات باب غرفتها..

إنتفضت تحت الماء كالسمكة، إرتبك جسدها، ثمة إحساس يخبرها بأنه إستيفن، كم تأنس لدفئه و حنانه!
لحظات و تشعر أن الأمل يستأذن بالدخول الى حياتها..
أسرعت نحو خزانتها، سرت رعشة شوق و لهفة و هي تضع في جسدها ثوبا قصيرا و كأنها تهيئ لنفسها ليلة عشق وردي يتصارخ بألالحان..
توجهت نحو الباب و دبيب اللهفة يتلاعب في داخلها..

أمسكت مقبض الباب، سحبتها ببطء، تقبلت عينيها مع عينى إستيفن عندما رفعت رأسها، و جدته يحاول أن يمسح دموعه، حضنته بقوة..
آه وجهه الرائق خمري اللون المملوءة بالشجن و الدموع، أطرافه المعروقة يعبق منه رائحة غريبة، رائحة عرق نسائي..
سكتت خشية أن يخونها حواسها الأنوثة الهائجة..
لم تنتبه لجيري الدي كان يقف خلفه، و قد إعتدت وجهه غيمة دهشة، لا يدري كيف تداعى لذهنه مباشرة بأنهما حبيبنا..

و لكن لحظة! ماذا كان يفعل إذن مع تلك الفتاة الطويلة! قطع أنفاسه الصدمة؟!
إعتدرت له بلطف، بينما تغطي أعلى صدرها بالمنشفة خجولة!
آسفة يا جيري لم ألاحظ بوجودك!
لجلج لسانه بتوتر
لا بأس، أراك قد تحسنت بكثير مبتلعا عنما يضمر له إستيفن من خيانات!
تكلمت بينما هي لاتزال في أحضان إستيفن نعم لقد تحسنت، سأعرفك بحبيبي إستيفن، إنه رائع أليس كذلك!؟

نظر إليهم كطفل تشنقه مفردات كامنة حبيسة في باطنه تأبى الخروج! فضل أن يسكت! من دخل فيما لا يعنيه لقي فيما لا يرضى..!
رحبتهم في شرفة غرفتها، يظل خلفها هدير أمواج البحر الهادئة، و نسمة رمال الشاطئ..
شرع جيري يديه في الهواء بعد أن وضع كتاب كبير أمامهم، يستنشق عبق البحر..
خاطبته ماريا بإهتمام كيف حالك يا جيري؟! آسفة لم أستطع إنتظارك
إستطردت و لكن لا داعي بأن تقلق علي بعد الآن، لم أعد أشعر بالعطش.

أردف إستيفن ماريا ماذا تقصد، هل كنت عطشة للدم
علا في وجهها الشحوب، و قبل أن تقول له الحقيقة و ربما كان من الأفضل أن لا تخبره لأنه لن ينظر إليها كفتاة بريئة، بعد أن أخدت روح رجلين من قارعة الطريق! و تستلذ بذكريات جرائمها و لقسوتها تريد أن تحتفظ بتفاصيله بدلا من ان تشعر بالذنب و كأنها إستثمارات عاطفية و لحظات حميمة جميلة..

قاطعها جيري، نعم كانت، و تمكننا أن نسيطر عطشها بواسطة بعد الدماء الدي كنّا نختزنها في الثلاجة و قد إمتقع وجهه بفعل الكدبة التي أطلقها لسانه متدكرا بأنه شريكها في الجريمة..
إبتلعت ماريا كلماتها، و هي تلوح إليهم بحزن، ينفطر قلبها الواجفة. بسبب هذا الكذب الدي يعصف أوراق صفراء على إيمانها بالصدق و الوفاء، يتلاعب بها روحها.

كيف قدرت أن تكدب على وجه حبيبها إستيفن، لا تستطيع إجتياز تأنيب الضمير الدي يداهمها، لو فقط عرفت أنه يكذب عليها أيضا بخيانته مثل ما سكتت و لوحت رأسها بأكاذيب جيري، لارتاحت كثيرا، فهو ليس مهما كما تظن أكثر من أهمية رغباتها المرتعشة نحو دماء الفلاحين الأقوياء..
واجهته بوجهها النحيل، و لم يتنام الى سمعها سوى صوت جيري و هو يشرح لإستيفن..

لمحت على كاتب كبير، كان مألوفا بالنسبة لها، جره الى ذكريات قديمة، في مكتبة والدها، كان لديها كتاب مثله! إن منظره لا ينسى، فهو محاط بغلافه الجلدي بعض أحرف كبيرة بلون ذهبي!
إنبثق للحظة جانبها الفضولي، و سألته ما هذا الكتاب يا جيري؟!
إقتضب جبينه و رد بحزن
ترك لي أبي قبل إن يرحل مع عائلته، و قال لي أن أقرأ هذا الكتاب لأنني بواسطتها سأعرف مستقبل هذه الجزيرة.

إنفجرت ماريا بضحكات عالية صدد أرجاء الغرفة و أعقبها سخرية إستيفن
حقا! هل نستطيع أن نعرف عن مستقبلنا أنا وحبيبتي!
شعر جيري بإحراج، ووضع الكتاب جانبا، بدا الجدية واضحا على قسمات وجهه و أردف بصوت رصينة
دعنا من هذا الكتاب، فهناك أمر أهم من ذلك
أخرج ورقة من جيبه، و تابع لا بد أن نبحث هذه الكريستال بأسرع وقت ونضع في رقبتك قبل أن تتحول
إنبثق من عيني ماريا ما يشبه صراخ.

أتحول، الى ماذا سأتحول! أنا أشعر بالخير الآن، أفضل حالا من قبل
إختطف إستيفن الورقة من يد جيري..
هتف إستيفن آه، أعرف أين يكون هده الكريستال..
لمحت ماريا الورقة، لهجت نفسا كثيفا، و أستطرد ت أجل، إنني رأيته مرة في جانب الآخر من القصر
إعتلى في وجه إستيفن غيمة من الغضب، و أردف لن تذهبي الى ذلك المكان، و خاصة أن يوري..
سكت هنيهة و قبل أن يكمل جملته قاطعته ماريا بقلق:
ماذا حدث ليوري، ماذا حدث له؟!

نسيت لوهلة ما سبب لها يوري..
أغاظ سؤالها إستيفن، لوح عليها بعينان مزدريتان اللعنة، تبدوا خائفة و قلقة عليه رغم كل ما سبب لك!
أكمل جملته صار من الراقدين يا ماريا..
راحت تلتفت الزوايا بعينين زائغتين، تنفخ أنفاسا حارة متقاطعة، تنتفض كالمجنونة
هل مات! هل تعني أنه مات! ذاك المجنون ماذا فعل بنفسه...
إنتصب إستيفن بقامته الطويلة..
نظراته ثاقبة أكثر حدة..
ملامحه صارمة..

شفتاه المرتجفتين الورديتان يعلوهما غضب مشوبة بغيرة لم يعرفه من حياته..
أمسك يديها بقوة..
سحبها من جلستها..
مشى بخطوات سريعة يجر خلفها و لسانها يتلجلج بتوتر..
إستيفن، مابك! الى أين تأخذني! أترك يدي!

كان يجرها خلفه بخطواته السريعة المتتالية، له ظفرات غاضبة مشفوعة بجنون..
ماريا تصيح بتوسل أرجوك، دعني
زفر بحرارة دون أن يتأنى بمشيه، تجف لسانه، تحولت قطعة خشب في بلعومه
خاطبها بصوت غليظ هدر جعله يجفل و يقفز كحصان شبت فيه النار
تريد يوري، إنتظر قليلا، سأرميك في حضنه
سرى في أوردة ماريا لحظة صمت، و بدا في عينيها بريق دمعة أبت الخروج و ظلت مغلقة حتى إنعطفا الى جانب الغربي من القصر..
يلفهما صمت موجع..

وصلا أخير نهاية ردهة كانت طويلة فيها البلورة و الصورة..
و انفتح باب حجري تلقئيا، خاطبها بلهجة باردة مصطنعة
هيا، إذهب إليه، إنه في الداخل
أراد أن يلقيها في صدره بحنان و لا يدعها تدخل، في وجهه شعاعان من الحزن و الغيرة التمعا معا في قلبهK تتجمع الغصة في حلقه و الدموع عسيرة تأبى الخروج!

تحركت ببطء نحو الثقب المفتوح، يسري ارتباك حاد في كيان جسدها المتنامي، إرتعد أطرافها..
كانت تريد أن ترى يوري في نفس اللحظة لا تريد أن تخسر إستيفن بسببه..
خطواتها حائرة بين التردد و امضي..
إنها تعرف جيدا أنها في لحظة إختبار بمشاعرها!
هل تحب يوري رغم كل ما سبب لها من معانات، أم إستيفن الدي يغدق الحب بها؟!

هي متأكدة بكل حواسها و جوارحها أنها تريد أن تركض على أحضان يوري غير آبهة ما يحدث بعدها على العكس ما يُزعم عقلها الدي يوهمها بأنها في حالة هديان!
حالة هلوسة أصابها تحت ضغط الشعور، شحن بها، حتى درجة عالية من التوتر أججت لديها الأخيلة و الإنفعالات، و إلا لماذا تأبه برجل قتلها! رجل شردها في مقابر! كدمية مرمية بإهمال! واثقة أن ما جرى كانت جريمة في حقها!

كانت تأئهة بين ما يريد عقلها و ما يريد قلبها! كانت صامتة، لا حركة فيها، نظراتها شاهقة نحو فتحة الجدار، كم تريد أن تراه حتى لمرة أخيرة وجها بوجه، تسأله عن أحواله الخاصة و العامة، تكلمه مشافهة، تسمع منه الإعتدارات..
و لكنها جرفت عن رغبتها الجامحة في تعرف عن أحواله، لم تحب هذا الجانب الفضولي من نفسها، إستدارت تكظم صبرها لتجد إستيفن، يهدل حزنا إنفطر لها قلبها
أسرعت نحوه، تضمه و تهزه بجنون..

لا أطيق رؤيتك حزينا! أنا أحبك إستيفن، لن أذهب الى غيرك
طوقها بدراعيه، يبتلعها في حضنه، تنتابه فرحة مشوبة بذعر لم يعرفه في حياته، يمسكها بقوة خشية أن يفقدها للمرة الثانية!
يرتجف بخوف مرضي من فقدان مباغت لحبه!
و لكن كيف يمكن لإنسان أن يحب بهذا الجنون ذون أن يكون نزيها أو صادقا؟!
إنها من المشاعر الإنسان المضطربة التي لم توجد لها تفسير بعد!

لم يكن عنده ليلتها ما يقوله ليبوح لها بأنه ملتزم نحو علاقتهما معا و أنه لن يتقاسم معها إمرأة أخرى، فلا أحد مثلها أبدا! سوى أنه أطلق جملة صغيرة تحمل صدقا خالصا
دعنا نتزوج دون حفلة خطبة، دعني نتزوج بعد غد!
تجشمت الدهشة فيها، تتقاطع أنفاسها و هي تحاول أن تتكلم كطفل يشرنقها مفردات لغة كامنة حبيسة في باطنها تريد أن تخرج..
كيف، أقصد كيف سنجهز كل شيء، الفستان، و الكيك، و
وضع يده في فمها..

خاطبها بحنان إهدئي حبيبتي
إسترخى عضلات وجهها المندهشة، هدأت قليلا، إنتظم أنفاسها..
أطلقت جملتها المتمرغة في أنهار السرور
هل حقا سنتزوج بعد غد، أنا متوترة جداً و في نفس الوقت متلهفة جداً
قاطع لحظاتها الحميمية وقع خطوات بطيئة و ثقيلة..
إستدارا ببطء..
تبادلا نظرات صامتة قبل أن تبثق جملتها الأولى بوقاحة
يا إلهي لم أصدق عندما سمعت من الجميع أنها عادت حية! و الآن أنت أمامي، و في قصري!

كالعادة أفعالها المجفف مع ماريا، توسمت فيها القسوة و الإستهزاء..
مشت نحوهم، تتهالك بمشيتة جسدها المكتنزة..
في شفتيها سرور متكبر..
أمسكت يد ماريا، تخطبها بلهجة إزدراء عدائي
ماذا تفعلين في قصري!؟ لماذا رجعت الى هنا! هيا إتبعني، سوف أرميك خارجا أيتها الوضيعة الماوتشينية
دفع إستيفن يد أخته من يد ماريا ببرودة قاسية أفطر قلبها..
ماذا يحدث؟!.

خاطبها بإستفزاز هي لم تعد خادمة في قصرك، بل إنها ضيفتي أنا! إن قمت بطردها هذا يعني أنك طردتني أيضا
و أعقبت ماريا بكلام إستيفن لإغاظتها أكثر
سنتزوج بعد غد و نصبح أخوات يا إيسبيلا
حملقتهم بصدمة و كأن نازلة عجيبة قد نزلت لعنة في وجهه
ردت بتوتر لا أصدق، أنت تكذبين بالطبع
رد إستيفن بثقة لا، إنها تقول حقيقة، أنا أريد أن أتزوج ماريا.

داهمها إنهيار حادة فقدت بها وعيها، حملها إستيفن في غرفتها دون أن تقف له شعره..

الحاشية ١:
خرج جيري و الأفكار تتدفق في جمجمته مثلما يتدفق الملفات في حاسب الآلي، كان يريد أن يستوعب ما شاهد قبل قليل! كيف وجد إستيفن عاريا الصدر مع صاحبة النظارات قرب باب غرفة، هل كان يتخيل مشهدا جنسيا حدث بينهما في مخيلته؟! هل كان يهدي بهذيان لا أساس لها من الصحة! هل يمكن أن تكون أخته؟!
كان يتحدث، و يتحدث لنفسه، و هو يشق طريقه الى خارج القصر، بزغت أمامه صاحبة النظارات ذات بشرة شفافة كالطفل..

عينيها الجميلتين تدعوه من وراء نظارتها الطبية، يشعر بإنجذاب هائلة بدنو إليها، تنبعث من داخله متاهات نفسية، متعبة، متشوقة الى إمرأة تملأ فراغات الرهيبة المرعبة..
دلف نحوها..
إرتسم في وجهها إبتسامة مجبرة، و خاطبته بنبرة هامسة
أرجو أن تنسى ما رأيت قبل قليل
حملق فيها بغباء
ماذا تقصد؟!
أردفت بخجل أقصد عندما كنّا أنا و ذلك الشاب إستيفن، ليس الأمر كما تظن؟!
رد بوقاحة هل هو حبيبك أم حبيب شخص آخر.

كان تحاول أن تنتقي عبارتها بعناية حتى لا يأخد عنها فكرة خاطئة
في الحقيقة، كان حبيب ماريا قبل أن تموت، و لكنه الآن يخصني! ربما يتعاطف معها لا أكثر!
إلتبس جيري بإبتسامة ماكرة، و هو يخاطبها
لماذا ترضين هذا النوع من الحب المشترك
إجتاح إلينا غضب عارم أثار رغبتها في شتمه، و لكنها تجاهلته و هي تصوب نحوه نظرات عنيفة فيما تتجه الى داخل القصر..

كانت الصياح يتناوشها من كل الجهات و هي تقترب في غرفة إيسبيلا، صوت جهيّر كالبوق، يتواعد، و يهدد! يهتز الجدران و كأنه حدث إضطراب جيولوجي..
بزغت أمامها ميرنا، شاحبة الوجه..
أوقفتها إلينا، تستوضح ما يحدث..
خاطبتها ميرنا بهمسة خافتة
إن سيدة إيسبيلا قد جن جنونها..
إندهشت ألينا، توسع عينيها بفضول
خاطبتها بهدوء و لكن لماذا؟!
رد ميرنا بهمسة لأن سيد إستيفن قر ر أن يتزوج ماريا بعد غد.

إرتفع صوت إلينا يحدث زلزالا آخر ماذا ‼️⁉️
أدارت حدقتي عينيها و كأنها على وشك السقوط من الهول ما تسمع.! باغتتها وعكة غثيان و نلت أطرافها، بدت على وجهها علامات الذعر و ملامح الصدمة
خاطبتها ميرنا قلقة ما بك يا صديقتي
لا يمكن! هذا غير صحيح، كيف ينظر الى تلك المتسولة و أنا موجودة هنا!
قاومت إلينا الغثيان قليلا، تهرول نحو الحمام، و لكنها أفرغته في الردهة!

جثمت على الأرض بركبتيها و راح تجهش بالبكاء وسط القرف التي أمامها، تتلمظ على لعابها و دموعها، تدرأ يدها في بطنها، تحاول أن تضبط الفراشات التي تتقافز بجرح في داخلها! آه، كانت المسكينة تتلوى ألم داخلي شحن بها لدرجة عالية من العواطف و الخيبات!
كانت تناجيه همسا و تكلمه شفاهة.

إستيفن، لماذا فعلت بي هذا، لماذا زرعت في قلبي أملا لكي تنزعها في الأخير، كم أنت قاس يا إستيفن لقلب أحبك بصدق! ألم تجد مني ما كنت تبحث عنه من إمرأة، الحب و حتى المتعة الجسدية! كل ذلك أستطيع أن أمنحها لك و لكنك هزءت بمشاعري، و تركتني بين أنياب الألم
لحظات...
و لا حركة فيها، يغمرها البرودة و الخواء...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة