قصص و روايات - قصص مخيفة :

رواية خادمتي اللذيذة للكاتبة ميمونة كاليسي الفصل الخامس والعشرون

رواية خادمتي اللذيذة للكاتبة ميمونة كاليسي الفصل الخامس والعشرون

رواية خادمتي اللذيذة للكاتبة ميمونة كاليسي الفصل الخامس والعشرون

تقدمت نحوي قائلة بسخرية
- ما هي أخبارك أيتها المزيفة؟!
- ماذا تريدين!
إبتسمت بخبث و هي تنظر إلي بإستهتار قائلة..
- الخادمة تأخد في يدها قطعة خرقة لتنظيف الغبار، أنظر إليك، تجلسين كملكة..
تأففت
- أنت مجرد خادمة و لا أظن أنك ستتخلصين من ذلك!
- إنها إطراء بالنسبة لي، على الأقل سأكون خادمة في منزلي أليس كذلك! أنظر إليك، إمرأة مسكينة!
تعرف أنه ليس لديك عمل في مكان كهذا! إن إنهيت كلامك فالبوابات خلفك..

- لا يحقك طردي من هنا!
- بل يحق لي!
- حاول إن قدرت أيتها الوضيعة!
ناديت الحارس فاستجاب لي سريعا..
نظرت إليها يتملكني شعور بالإنتصار و أنا أضم ذراعي ببعضهما..
ثم قلت للحارس
- رافق السيدة الى الخارج من فضلك!
- حسنا سيدتي!
توجهت نظراته الصارمة نحوها قائلا
- من هنا، لو سمحت!
إنتفضت غير مصدقة و قالت
- هل نسيت أنني وظفتك أيها البغل!
- لا تدعني أستخدم العنف معك أيتها السيدة!
أمسك ذراعها، فهاجت و ثارت..

في هذه اللحظة بالذات ظهر يوري قائلا..
- أتركها!
هرع الحارس يبصبص برأسه!
تبا! و لكن على الأقل هي تعرف الآن أنني أمتلك السلطة هنا! و لم تعد سوى دخيلة!
قالت و عينيها تلمعان بغضب..
- أرأيت يا يوري تلك الوقاحة..!
و لكنه قاطعها ببرودة
- ما عملك هنا يا إيسبيلا!
- إسمع يا يوري، أتمنى ان تستيقظ مما أنت فيه، إنها ليست فتاة بريئة كما تظن!
- عن ماذا تتحدث!

- ألم تدرك بعد، السبب الوحيد لبقائها معك هو أنها تريد الإنتقام من أخي!
إنها لا تحبك!
- هذا الكلام لا ينطلي علي! كما أنني لن أسمح لك بأن تتكلم عنها بتلك الطريقة..!
عيناي تلمعان بإنتصار، من الجيد أن يكون يوري بجانبي حتى لو كان بعض ما قالت إيسبيلا صحيحا، المهم هو لا يصدقها! إنه يصدقني فحسب!
ثم أردف يوري
- لماذا أنت هنا؟!

نعم أجد هذا غريبا، ليس من المعقول أنها أتت من أجل أن تحرضه تجاهي، لديها هذف آخر، و عرفته عندما قالت
- ذاهبة الى أخي، لم نتحدث هذه الأيام!
نعم إنها ذاهبة الى أخيها، ربما تنجح في تحريضه، و بث سمومها في دماغه
كالعادة، و ليس هذا جديدا، فقد فعلت هذا من قبل! يبدوا أنه يؤمن بها و يسمعها!
ماذا ستفعل الآن! هل تطالبه بأن يتطلق من إلينا مثل ما فعل بها يوري..
كان من السهل أن أتوقع هذا!

أستيفن لا يحب إلينا، من الجيد أنه لديه الآن مبرر قوي..
سيتطلق منها الآن ذون أن يشعر بالذنب!
كم هو نذل و قاسي جدا!
المسكينة توسلت، و جثت بين ركبيته، و لكنه تركها منهارة..
و لكن الغريب أن أكون بعد كل هذا الملامة و المذنبة الوحيدة..
و كأنني تضامنت مع إيسبيلا ثم حرضت إستيفن ليتركها!
فيما بعد تمسكت ألينا بياقة ثوبي غاضبة، منهارة، و هي تندد
- أنت السبب، أنت السبب!

لو أنني تزوجت إستيفن! لما كانت تلومني و تكرهني الى هذا الحد!
مهما تفعل تجد أحدا ما يلومك في شيء
مهما تكون طيبا، كريما، هادئا
لابد و أن تجد على اقل شخص أو شخصين في حياتك يلومونك بشيء ما
بنصيحة ابدنها، بكلمة قلتها يوما ذون وعي..
يقولون انه من السهل ان تلوم الاخرين اذا فشلت!
و لكن هل تشكرهم على نجاحك!
لم تشكرتني عندما سلبت مني إستيفن!
و لكنها تلومنني على تركه و ليس لي يد في ذلك!

عندما إنهارت و فقدت أعصابها، أمسكت ياقتي و لكنني لم أتركها تصب غضبها نحوي، أزحت يدها بقسوة و برودة و دفعتها كالجرباء و قلت لها
لا تتجرأ!
بسرعة تدخل يوري، هو لم يراني أدفعها..
فقط رآها على البلاط مثل لحم بشري ثمل عاجز عن المقاومة، ينتظر من يصفعه و يركله و يبصق عليه..
و كنت سأفعل ذلك بحماس لو لم يكن يوري هنا..
أمسك ذراعها، و اجلسها و طلب لها الماء، و لكنها صدت فتناثر الزجاج على الأرض، و هي تقول.

- لا أريد هذه الشفقة منك يا أخي، فقط أعد لي أستيفن! هل يمكنك أن تفعل هذا!
أمان، أمان، المرأة تبكي من أجل رجل لا يحبها، أي إبتذالة هذه، لا يمكنني أن أتصور مكانها أبدا..
و لكن جلس يوري حائرا، يخاف أن تؤدي نفسها..
ثم هدئت و توسلت له
- أرجوك يا أخي، كل ما عليك أن تفعله هو أن تعيد إيسبيلا، و سوف يعود إستيفن لي!
هجمت عليه أعاصير من الغضب و قال
- مستحيل، هذا غير ممكن!

كنت أعرف أن يوري سوف يرضخ أمام رغبات أخته في الأخير، لا يستطيع أن يراها تتأدى..
كانت إيسبيلا تدرك أن الأمر سوف ينتهي بشكل أو بآخر أن ترجع الى القصر عندما بدأت هذه اللعبة..
و لكني لن أتركها تفوز! لا أدعها تنجح!
في المساء اليوم التالي، إتصلت بإستيفن و دعوته في مقهى قريب أمام مدرستي، بعد كل ما حدث بيننا، أنا متأكدة أنه لا يزال يقدرني، و لن يرفض لي طلب..

بما أن أخته قدرت أن تتسلل في عقله، فأنا قادرة و أكثر أن أفعل!

بالفعل إلتقينا قرب المقهى..
إبتسم لي و كأننا حبيبان، المسكين لا يزال يأمل أن أرجع له خاصة بعد أن ترك إلينا..
مند زمن و هو يعتقد أن رجوعي له يتوقف على تركه من تلك المسكينة..
لست قاشية الى هذه الدرجة، لا أجسر أن أسلب حياة إمرأة يتوقف عليها زوجها..
جلس و نادى النادل، يطلب القهوة و الشاي
و لكنني أخبره بأنه لا داعي لذلك، فكلامي سيكون قصيرا
أخبرته أن يرجع الى ألينا، فهي بذونه حياتها مهشمة!

- أليس مؤساة للمرأة الحامل المسكينة، إنها تعشقك لدرجة أنها قد تؤدي نفسها، لا أظنك قاسيا و تستطيع مشاهدتها بهذه الحالة!
في سري أقول هذا ليس لأنني أشفق على تلك المبتذلة، كنت أول من سيسعد على تعاستها..
و لكنني أريد أن أقف أمام خطة إيسبيلا..
لاحظت كيف خاب نظراته، ربما لأنه كان يتوقع شيئا آخر!
ثم خرجت، و لم أتوقع أن يلحق بي..
و هو الآخر منهار و مهشم أكثر من إلينا..
فقال لي بكلمات لم أفهمه
- لا، ليس هذا!

- أنا لم أرد أن أسمع هذا منك!
أمسك كتفاي ليديرني نحوه
- أنظر إلي يا ماريا، ألا تحبني!
- أنا أتوسل إليك! قل إنك تحبني! تحب إستيفن!
لماذا لا تحبني!
كم هذا مثير للشفقة، رجل رخيص جدا! لم أتخيل أن يتصرف بهذه الطريقة..
لا اصدق انني احببت هذا الرجل من قبل، انه ضعيف و مثير للسخرية!
قلت ببرودة، و هو لايزال يهز كتفاي بهستيرية..
- أتعرف لماذا! أنت الآن أسوء، على الأقل الفتى الموجود سابقا كان رجلا، يتحمل مسؤولياته..

ثم أزحت ذراعيه عن كتفي..
تجمد صاعقا، كيف قدرت ان اكون بهذه البرودة!
قبل يومين لما استطعت ان اتعامل حالته المبكية، كنت ربما انهرت ايضا بنفسي و لكن ها هي الحياة جعلتني صخرة صماء، الوحيد الذي احمل عاطفة له هو مصالحي فحسب..

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة