قصص و روايات - قصص مخيفة :

رواية خادمتي اللذيذة للكاتبة ميمونة كاليسي الفصل الثاني

رواية خادمتي اللذيذة للكاتبة ميمونة كاليسي الفصل الثاني

رواية خادمتي اللذيذة للكاتبة ميمونة كاليسي الفصل الثاني

التوق لتغير متعب، بل إنه حمل لا فائدة منها، لذلك استسلم يوري للرتابة، و اصبح يجد متعة ان أيامه تتطابق ذون أذني تغيير..

يعود من عمله في مساء مبكرا كعادته، و علامات الإكتئاب و انهاك ترتسم في ملامح وجه، فاتجه الى المطبق لأعدّ له القهوة، و فيما أنتظر غليان الماء توقف قلبي للحظات من الخفقان كأنه استوعب دفعة واحدة معنى الحب، الحب هو الاهتمام، و كأن الحب له مذاقا شديد الغرابة و العذوبة ينسكب فجأة في فمي، أتذكر ليلة البارحة حين حملني بكل سهولة بدراعيه القويتين، كم كنت خفيفة و ضعيفة بين يدي رجل قوي ناضج، أتوقع عمره ٢٥ او٢٦!

ذهبت إليه أرشف له القهوة و هو جالس الى طاولة كتابته و يستمع الى موسيقية كلاسيكية فوق الشرفة في البلكونة قريب من غرفتي، وقفت خلفه، اضغط عليه بثدياي المتمردتين و أنا أقول بلهجة تمثيل متصنعة: ااه كتابتك رائعة، يا يوري!

التفت الي و كان وجهه تحت سطوتي، مسحورا، متيما، يحدق الى بإستمرار ثم انزلقت نظراته في شفتي ثم في عنقي ثم في صدري، هل يتأمل بإفتتان عنقي و أعلى صدري؟ ولكنه ابتسم بوقاحة وقال: إنتبه الى أين، تقفين
خفق قلبي من المفاجأة، كنت مبهورة ليس بتعبير وجهه والتمثيل، بل بمعجزة الإمساك و سيطرة على نفسه بعد كل ما يتلقى مني من الإغراء، كيف يمكن لرجل أن لا يفتتن بأنوثة المرأة و عطرها المأجج بالرغبات.

. صار الجو محرجا و مكهربا بيننا، فاحمر وجنتاي من الخجل، واضطرب قلبي، فتركته لأتجه الى غرفتي وفي حمامي الخاص، فكنت اشعر بالحر و الاختناق، فرميت ثيابي أرضا، أقف تحت الدوش، أدعك يدي بالذوف و الصابون، تعريني رعشات رغبة، أفكر لو كان لحق بي إلى الحمام، والتصق بي تحت الدوش، ولانصر جسدانا في شبق و هوى.

تعمدت أن أترك باب الحمام مواربا، فلا يخطر له إختلاس النظر حتى، مع أنه لا يبعد عني سوى عشرة أقدام، و لكن لم كل هذا الغضب و الإحساس بالمهانة، إنه رجل واقعي يحب زوجته و لا يفكر بخيانها، و لا يريد أن يرتبط معي بعلاقة محرمة، أنا أيضا لا أريد ذلك و كل ما يصدر عني تلقائية و لم أخططها، سخرت بنفسي: علاقة محرمة، انتي ترغبينه، يا لك من كاذبة، ، ولكن ليس هذا ما أريد، إنني أحبه، يحق لي أن أحب و أن استدفئ بحب رجل، الحب مشروع للإنسان و لو كان متزوجا، و يجب ان نتبع قلبنا.

أإلى هذا الحدّ يهم القلب؟ كم من العبر استخلصتها من قصص الناس الذين سمحوا لقلبهم أن يقودهم، فتدمرو أ، لكن، يا إلهي إنه متزوج، متزوج من إمرأة أخرى.
خرجت من الحمام، و ارتميت على الفراش لدقائق، .

فرأيت يوري من فتحة بابي الصغير و هو لا يزال جالسا من الولهان ينتظر زوجته و قد وقب الظلام، فأتيت إليه بالعشاء لكنه رفض و قال بأنه سيأكل مع زوجته، انقلب مزاجي ما أن سمعت هذه العبارة انتابني رغبة الغضب و أن اصرخ فيه، لكني كبت رغبتي المجنونة، اردت أن أقترب منه أمسك من كتفه و أهزه: ما بك، ما بك، تظل بحالة إنتظار و الإكتئاب ألا يحق لك أن تسعد نفسك بغيرها...

و لكن فورة غضبي تنطفئ، و تغمرني شفقة ناعمة عليه، مسكين، مسكين حقا، أيه علاقة ملتبسة يجمعكما معا؟! هل يحلو للقدر أن يلهو!
و أظنه لاحظ كيف عبرت وجهي سحابة كآبة، و لكنه وضع يده على صدره كأنه يتوجع، و قفت حائرة لا اعرف ما يؤلمه، نظر إلى بصمت فيه رجاء كأنه يقول أرجوكم ارحموني يا نساء، أنا مسكين لم أقترف ذنبا، لماذا تعذبوني؟!
قلت له: ماذا فعلت؟! هل صدر مني فعلة يضّرك يا يوري؟

يوري: لا يا ماريا، لماذا تقولين ذلك؟
ماريا: أظن أنني لا أطيق رؤيتك مكتئبا تجلس هنا وحدك، إنه يضايقني نوعا ما!
ضحك كعادته دوما في التوري و إخفاء ضيقه، قال لي بدلال: إذن إجعلني سعيد!
ماريا: أخبرني ما يسعد، و سأذهب الى أخر الدنيا لأجلبها لك!
إقترب يوري مني مما جعلني أنزلق من الكرسي من التوتر و أقع على الأرض، اااه لكني تفاجأت عندما وجدته فوقي، يمسك يدي بقبضته القوية،.

! ثم قال وهو يبتسم و يتثاءب بوقاحة: أنتي تعرفين ما يريد الرجل من المرأة! ألم تتوقع بأنك تثيرني الى حد ينفد صبري، معتقدة بأني لا ألاحظ نظراتك، وحركاتك، و لكن في الحقيقة أحس بالقرف و العار حين أتخيل بأني مع فتاة صغيرة، مثل ما لا أحب أن ااكل ثمرة خضراء لم تنضج.
انفجرت بغضب عاصف على وقاحة يوري، فرفعت نظري إليه، و تأملته بلا مبالية!
قال ببرودة: قل لي يا مارية، هل تحبني! هل ترغب بي!

قلت و لا أعرف ما أشعر به أهو غضب و إهانة أم خجل و أضراب أتركني، أتركني.

يوري حسنا، سأذهب، الوقت قد تأخر.

ثم تأملني ببرودة تام، و لكن لسانه توقف، فأناب عيناه بالحديث، فتلقيت نظراته الكئيب..
أردت أن أنطق برد مفحم و لكن لساني عجز عن الحركة، تبا لك
كم أكره زوجته الجميلة تلك، و لا مجال في مقارنتي بها، مع أنها تكبرني كثيرا، تبدوا امرأة فوق الثلاثين، اللعنة عليك، بل عليكما!

مع أنني كنت أحقد عليها إلا أنني أعترف بأني كنت معجبة بها فأنا الوحيدة قليلة الخبرة أنطوائية، و ليس لي شخصية حقيقة أفتخر بها، و أسوء من ذلك أنني لا أعيش كمرأة،.

المرأة الحقيقة هي التي تكون ملكة في قلب رجل، المرأة محور حياة حبيبها، ماذا عني، فقلبي يحتل انسان متزوج، و لا ينظر إلى سوى أنني مجرد فتاة صغيرة يشفق عليها مع أنني وضعت جهدي أن الفت انتباهه ( أنظر إلي أنا مرأة، أمرأة ناضجة، حلوة الملامح ذات صوت رقيق )، و لكن دائما ما يدعوني بصغيرتي، فهو من ذلك كله يراني طفلة تحتاج الى رعاية أبً، سحقا لك.

تركني لأسبح في أفكاري و خيالي، و لم أستطع النوم فخرجت الى الشرفة لأجلس على الكرسي الهزاز الذي كان يجلس فيها، يجعلني أريد أن أغفو بها، كان المكان هادئ و دافئ، ينبعث راحة في صدري، .
سمعت هسيسات غريبة من الخارج، جعلني أتدلف ثم أتلمص فوق الشرفة لأختلس السمع، فرأيت هيري إبن عم يوري و إيسبيلا واقفان قرب باب المدخل
بدا هيري علامات الإنزعاج و الغضب ثم قال الى متى ننتظر، يجب أن نبدأ البحث الآن.

ثم إقترب منها، و قال بحنان دافئ أنا لا أريد الثروة، أنت تعلمين ما أريد!
ردت إيسبيلا ببرودة الوقت متأخر، سنتناقش هذا الأمر غدا
لم أفهم شيئا سوى تصرفات إيسبيلا الباردة القاسية المغرورة، فارغة من الداخل، و لم أحاول إيستيعاب شيء سوى ما يفوح منهم من سر غامض، و أمر غير متضح.
...

إستيقظت أول تباشير الصبح كعادتي، دخلت المطبق أشتف العمل، الحياة هكذا لا ننفك في تعب حتى تزال الأرواح و الأجساد، و لا ينبغي لي أن أشتكي لأنني خادمة و قيل من عرف نفسه نجا.
ثم إنضم معي في المطبق الخادمتان هاني و ميرنا، ليس ليساعداني في الطبق، بل لينهراني و يزجراني..
صرخت إحداهما أنت بطيئة جدا، نريد الأكل لنباشر العمل!

ميرنا تلك العجوزة الذميمة أفضل منك بكثير حين كانت تطبق، إنها نشيطة جدا و كأنها في عنفوان شبابها
عملي هو الطبق بينما عملهما هو التنظيف!

لم ألقي بالا لهفواتهما، و شرعت أنهي عملي لأستريح ما بقي من وقتي قبل الظهر، ثم جاءت العجوز تنظم معي المائدة، أخدت الصحون الى البهو حيث يجلس فيها الجميع إلا إستيفن، و كنت أشعر بالإضطراب على وجود يوري في الطاولة، أستدكر شريطة ليلة أمس، حين باشر في سؤالي دون أدنى خجل هل تحبني! هل ترغب بي!
بدأت نبضاتي تتسارع، و كانت حركاتي واضحة المعنى أنا منحرج، أشعر بالحرج من يوري.

طالعني الجميع، و أتجهت نظراتهم إليّ، و تنحنح يوري لعلي لا أثير الشك، و أعتدل في تصرفاتي.
جون هاي ماريا، لست على طبيعتك اليوم، أنا لا اكل الجبن، لماذا وضعت بهذا الجانب
ليون لا تزعجها أيها الأحمق! كل ما ترى، نحن متأخران عن المدرسة!
ماريا أعتدر بشدة! ااسفة
جون و ليون تؤمان يشبهان بعضهما كثيرا، إنهما في مثل عمري!
و أنطلقت بحياء..

بقي أن آخد الفطور الى إستيفن في غرفته، و هذا ما أفعل كل يوم، و كم رجوت من عجورة لارى أن لا تطلب مني ذلك، و لا أحد غيري سيأخد له الفطور.

و صلت الى باب غرفته، ترددت قليلا، لعله نائم! تشجعت، دقت الباب عدة مرات، دخلت، و كان متكاً بوسادته يقرأ كتابا، بدا عليه كل علامات الهدوء و الإسترخاء!
وضعت الفطور فوق الطاولة!
تكلم إستيفن عفوا، أريد أن آكل على فراشي!
كم هو مزعج! عدت أدراجي مرة أخرى لأضع فطوره فوق فراشه، إنه يعاملني كخادمته الخاصة، تبا!
إستيفن هل يمكنك أن تعطني ذلك الكتاب!

شغل ذلك الأسطوانه، أريد أن أستمع قليلا بعض موسيقى الكلاسيكية!
إنتظر، الطعام خالى من السكر قليلا، هات بعض العسل من المطبق!
خرجت و أنا غاضبة، رأيت ألينا قرب الباب، فتاة كتومة جدا، نسيت أنها أخت يوري، فتاة طويلة و رشيقة تلبس نظارات باستمرار
طالعت إلي بإستحياء و عرفت أنها تريد مني شيئا.
عفوا ماريا، هل لك أن تعطي هذه الرسالة الى إستيفن!

و لم لا تعطيها بنفسك، هذا ما رغبت قولها، و الغضب في داخلي كبركان مكبوت! و لكني كبحت رغبتي الغاضبة بالصراخ، و ناب في شخصيتي شخصية هستيرية منافقة
حسنا آنستي ألينا، هل هو رسالة حب و لا أعرف لماذا قلت هذا، و لكن حين إرتبكت عرفت أن ما أعنيه صحيح! و أنها تحب إستيفن، و ترغب بمصارحة حبها في رسالة، طفولية جدا، و كأنها في المدرسة الإبتدائية!
ثم قالت و هي تتسرع في كلامها فقط أعطيه، و لا تخبره أنه جاء من عندي،.

قلت بإندهاش و لكن كيف سيعرف أنه أنتي ما لم تخبريه و أخبره
نظرت إلي بصمت رهيب!
ثم قلت لها و أنا أبتسم حسنا، تريدين أن تظهري كمعجبة سرية
دخلت غرفة إستيفن، فطالعني بإندهاش
أين العسل التي طلبتها منك
قلت لا، فقط أتيتك أعطيك هذه الرسالة
أخد مني و لم يستفسرني، خرجت الى المطبق، ثم أتيت مع العسل، كان ملامحه مندهشة و غريبة، يتفادى عن نظراتي و ليس هذا عادته، صامت كأنه نزل به نازلة عجيبة رهيبة..

أهذا تكتيك جديد عن معاملته لي! لم أبالي و خرجت!
ذهبت الى البهو لأجمع الأواني من المائدة الى المطبق للغسل، سمت صوت من الخارج ينادي إيسبيلا، إيسبيلا أخرجت رأسي حافة النافدة..
إنه هيري، نادى فلم يحظ بالردّ، فأنطلق في إثرها يعد و يناديها، و أدركها في آخر ردهة قبل أن يخرج سيارتها من الباب الذي يصب في الحديقة..
أخرج رأسي من النافدة أتسائل ما أمرهما؟!

فاجأني وجود إستيفن و قد إستحالت الإبتسامة المتألنقة على فمه الطري، و معه سلسلة مفتاح في يمينه يديرها حول سبابته...
نظر إليَّ بحماسة حارة فزعت منها و خفت، و ساورني إرتباك و خجل شديدتين، و عدم الراحة، تنبعث عنه هالة سوداء مثير للخوف و الشك..
أخدت الأواني و نظراته تلاحقني، و أنطلقت كالسهم الى المطبق...
ميرنا و هاني موجودتان في المطبق، تنبعث منهما سحابة كآبة!
ميرنا بدت و كأنها تشتكي عن أحزانها لهاني!

ماذا أفعل، هيري يتجاهلني تماما للمرة الثانية اليوم!
ماذا أسمع؟! ميرنا تحب هيري، أي دراما يحدث في هذا المكان، ميرنا فتاة دات ملامح رقيقة و جميلة، في ثامنة عشر من عمرها، ماذا تريد من رجل يكبرها سبعة عشر عاما!
قلت هل أنتما حبيبان يا ميرنا
هاني يبدو أنه حب من طرف واحد
ميرنا و هي تتباكي لا تقولي ذلك، راعي مشاعري قليلا لو سمحت
قلت حسنا، ما أمر ألينا و إستيفن؟!
هاني معجبة سرية، تعجز عن إفصاح حبها له مند قرن!

ميرنا لقد إرتادا نفس الثانوية هنا، و لا عجب أنها وقعت في حبه، لأنه شاب وسيم ممشوق!
هاني تصفه و كأنك أنت من وقع في حبه!
ميرنا لا، إنني لا أستطيع أن أخون هيري، فهو حبي الأوحد الوحيد!

إكتفيت من ثرثرتهما، و طالعت شباك المطبق في الخارج، البحر يصفح موجاته جعلني أعيد شريط دكرياتي الى وراء..
حين شاهدت إستيفن أول مرة...
طالعني بنظرة مندهشة، و تأمل لوني العربي الغريب هنا، و شعري السوداء الفاحم، فهو على كل فنان يتمتع بحس الجمال، من هذه الفتاة! من أين جاءت!
أجابت أخته إيسبيلا بقسوة مجرد خادمة.

فناب في نظراته إحباط و كآبة شديدتين و لعله تخيلني من أول وهلة ضيفة كريمة في قصر أكوادرو، أو إحدى أقرباء يوري، آنسة نبيلة!
ثم تحولت نظراته المحبطة الى نظرات آمرة مخيفة، يحدقني بإستمرار، و قلما يظهر البشاش، لا أدري، لأنني خادمة أو لأنني أتوهم فقط
قاطعت ثرثرة ميرنا و هاني بكلامي
هل إستيفن قاسي بارد، أم أنه يقسوا علي فقط.

هاني إنه شاب إنطوائي، يعجز عن تعبير نفسه، و ربما ظنه الناس بأنه بارد لا يتمتع بأي حس عاطفي
ميرنا متى أصبحت تحللين الشخصيات، أنا أظنه شخص مخيف و مريب! لكنه ليس قاسيا، ربما يقسوا عليك لأنه...
أطلقت ضحكة منخفضة...
قالت هاني بإندهاش لا يمكن!
قلت عن ماذا تتحدثان
هاني تشجعي يا ماريا، إكتشفي وراء قسوته لك! إنه يعجز عن إفصاح نفسه! ربما، ربما يحبك
قلت بغضب أنتما غبيتان، سأذهب.

خرجت الى الحديقة خلف القصر أستنشق الهواء، و أطرد هذه الأفكار المسمومة التي يبثها هاني و ميرنا، أنا أحب يوري، هو من يسكن جوانحي، و قلبي و وجداني، مع أنه إنسان متزوج و لكني لازلت أحبه! و لن أكف في حبه أبدا!
و جدت معملا في بهرة الحديقة، فدخلت، كان هناك إستيفن جالس في وسط المعمل غارقا في فنه و أفكاره، يستوعب كل نقطة يضع فيها فراشاته، مركز ثابت!

لوحات عجيبة مصطفة بجانبيه، إقتربت قليلا بحدر لأرى ما يرسم، إنه أنا
عيناي الأعج الشديدتين السواد، واسعة المقلة، شفتاي الوردتين المرهف، أنه يصفني بفرشاته بشكل رائع، كأنه تأمل كل تقاسيم وجهي وجسدي بإمعان!
ألهذا كان يحدق بي كل مرة بإستمرار حتى يرسمني، أظن أن ميرنا و هاني أساءا
الظن، إنه لا يحبني، إنه لا يقسوا عليّ! كل ما في الأمر هو حس فنيُ.
سمع خطوات المتعثرة، و ألتفت إلي بكل جسده مع كرسيه المتحرك..

أنت، ماذا تفعلين هنا!؟
آه، لقد تُهت في طريقي، عفوا سأخرج
إنتظر
إقترب مني بشدة حتى إلتصقت بالجدار، و أنشل حركتي، لا أستطيع الهروب الى أي مكان، هو أمامي، و ذراعيه يحجز يساري و يميني...
صدري يعلو و يهبط، أتسائل ماذا يريد مني!
أنفاسي تتردد في مسامعه..
هو لا يفعل شيئا سوى النظر إلي!
كأنه يتأمل تقاسيم و ملامح وجهي!
ثم راح أصابعه اللدنة، يضع آخر لمسات شعري، عنقي، خدي، ثم إنساب لمساته عبر شفتاي..

تنبعث منه عطر رجولي رقيق...
يجعلني أستسلم لهذه اللحظات و لا أقاوم..
طمأنينة تقول لي لا شيء يجري إطلاقا، لا شيء
و بينما هو يتلمس وجهي كأنه يرسمها بأصابعه الطويلة يقول بحنان
أنا معجب ب...
ثم غيَّر نبرة صوته الحاني الى صوت بارد أنا معجب بوجهك..
ثم راجع أدراجه الى الوراء و قال لا شيء، حس فني فقط.

خرجت و قلبي يدق دقات غير إعتيادية، كأني على حافة الإنهيار و الإنهاك، و أنه يجب علي أن أسرع الى مكان ما لأستريح قليلا..
وصلت الى غرفتي و نفسي متعبة، أغلق الباب ورائي، ينتابني هلع و قشعريرة غريبة، جعلني أتدثر بالبطانية...
تبا لحسه الفني
كيف يمكنه أن يضع يداه القدرتان على وجهي، و يقترب مني، ليقول لي في الأخير مجرد حس فناني
تبا لحسه الفني
كيف سمحت له أن يتلاعب بمشاعري بهذه السرعة!

أنا في الأخير فتاة حساسة، رقيقة المشاعر، لا شك أنه لا يدرك ذلك
تبا لحساسيتي و رقتي
رميت نفسي على السرير متدثرة، و أنا أقول
تبا، تبا لكل شيء!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة