قصص و روايات - قصص مخيفة :

رواية خادمتي اللذيذة للكاتبة ميمونة كاليسي الفصل الثامن والعشرون

رواية خادمتي اللذيذة للكاتبة ميمونة كاليسي الفصل الثامن والعشرون

رواية خادمتي اللذيذة للكاتبة ميمونة كاليسي الفصل الثامن والعشرون

و فجأة لمحت إيسبيلا، و كان برفقتها شخصان، ماذا تفعل هنا! كانت تمشي بخطى بطيئة يلف شعرها شال من الموسلين الأسود كأنها تتخبئ من أحد، معطف أسود طويل كمعاطف الجواسيس..
كانت تتقدم ببطء لا يشبه خطواتها، أقنعت نفسي بأنها ليست هي، تسللت خلفها ببطء، إستدارت فجأة كمن يستكشف عن المكان، لكني تراجعت على الفور، لأعود مرة أخرى أتسلل خلفها..
أي فجيعة سوف تحدث، قلبي لا يستريح بما تضمر إيسبيلا..

بقيت خلفها، أتحين الفرصة لأأعرف ما تفعل..
و لكننا هبظنا في القلعة المهجورة و أتضح شكوكي أكثر، إزداد نبضات قلبي و عجزت أن اتنفس..
و قد تقافزت مخيلتي تلك القصص التي حكت لي جدتي عن حياة جدتنا الملكة إليزابيت..
إذا فعلت إيسبيلا ما افكر عنه فلسوف تتحول هذه الجزيرة الى ينبوع للدم..
عصر ملكة إلزابيت كان من أسوأ العصور في تاريخ البشرية.

فلم تكد الأميرة الشابة تتربع على عرشها حتى دعت جميع النبلاء إلى مأدبة كبيرة كانت الأضخم و الأشهر في تاريخ المقاطعة..
حضرت هي لترمق النبلاء إذ أخدوا يعبون الطعام و الشراب بنهم، حتى إطمأنت إلى أن بطونهم قد إمتلأت عن آخرها بالسم التي وضعت لهم، ثم ألقت بالقبض على عوائلهم لتعدمهم فورا بوضعهم على الخوازيق!

تخيل أن يتم دس خازوق خشبي حاد في جسد رجل، ليعلق عليه حيا يصرخ و يتلوى و لتتكفل الجاذبية الأرضية بالباقي!
بعض أيام متصلة من العداب و الوتد يمزق أحشائهم ببطء، الى أن يهلكو في النهاية، لتظل جثتهم معلقة شاهدة على من يتجرأ عليها!
هناك فقراء و شحاذون يجوبون طرقات المدينة، هؤلاء دعتهم إليزابيت إلى مأدبة أكلوا فيها و شبعوا قبل أن يشعل النار فيه أحياء، فقط لنقضي على الفقر في بلادها بطريقة مبتكرة حاسمة!

لكن إليزابيت لم تستطع أن تتغلب عن مللها بالقتل و التعذيب من ذون أن تفلح هذا كله من تخفيف حدة مللها، فأبتكرت طرق تسلية أخرى، أشد قسوة و أكثر إبتكارا دفع ثمنها سكان بريطانيا..
في البداية كان التعذيب محاولة لطرد الملل، ثم تحول إلى هواية...
ثم مرت السنوات على إليزابيت لتجد أن الشيخوخة تشق طريقها إلى وجهها بيجاح، هنا تحول إلى هوس حقيقي و قصص أقرب إلى أساطير يرددها الجميع من ذون أن يجرأ على تصديقها..

هكذا بدأت بالبحث عن طريقة للخلود و الحفاط على جمالها، فدلتها مشعودة على طريقة الحفاط على شبابها بإستخدام دماء العذراوات..
كانت تهوى تعليق الخادمات فوق حوض إستحمامها لتذبحهن و لتغتسل في دمائهن طلبا للصحة و النضارة..
إليزابيت التي كانت من عائلة المالكة صاحبة نقية الدم و التي يعمل تحت سيطرتها جميع مصاصوا الدماء، مغ الوقت أصبح قصرها و مدينتها إلأى ما يشبه مثلث برمودا...

و عندما إكتشف اللجنة العليا لمصاصو الدماء أن مخزونهم من البشر يوشك على النفاد، قررو إسقاطها من الحكم، و من ثم نفيها إلى جزيرة جلاجابوس
حيث إلتقت بجدي أكوادور، و تزوجت به لتخلف منه أولادا، و قد بدت هادئة في أول سنواتها في الجزيرة..

و لكن إلزابيت كانت مفتونة بجمالها، و كانت تملأ قصرها بالمرايا لتستمتع بوجهها في كل إتجاه تنظر إليه، وجدت أن الشيب يغزوها مرة أخرى، و أن تجاعيد عرفت طريق الى ملامحها..
الحمقاء ستفعل أي شيء لتحيا إلى الأبد، و الخيار أمامها الآن واضح و مرير ككل مرة، إما أن تتحول إلى عجوز ببطء، و إما أن على أحدهم أن يدفع الثمن، فورا. ، من؟ بنات هذه الجزيرة طبعا..

و في ليلة واحدة أسقط جميع بنات أهلي الجزيرة مرة واحدة عندما نفذت طقوسا خطيرا منحها الخلود بعدها، و راح ضحيتها نساء الجزيرة..
يمكنك الآن أن تتخيل الموقف، فلقد تحول كل بقعة من بقاع هذه الجزيرة جثث مكتدسة، و يمكن أن تتخيل أيضا مدى غضب الأهالي، و هم محتشدون قرب القصر يحملون الشماع و السيوف و أدواة الزراعة..
و ما هي إلا خطوات معدودة حتى خرجت إليهم و هي تحمل بلورة ناعمة.

ثم أطلقت صهلولة مزقت صخب الغاضبين، ضحكت، تحشرج صدرها ثم قالت
أيها الحمقى سوف تدفعون الثمن الآن
، و ما هي إلا لحظة حتى صاروا جميع تحت رحمتها، و إذا بقبضة واحدة من بلورتها يسقط الجميع كأنما إنقطعت عنهم الكهرباء مرة واحدة، ثم تخرج أرواحهم الزرقاء كالنيران الهادئة من أفواههم و ملامحهم التي إرتسمت فيها أبشع الخوف..
ترفه بلورتها عاليا لتجذب الأرواح اليها كالمغناطيس..

هؤلاء البلهاء، فلترققد روحههم هنا إلى الأبد
بالطبع لم يكن جدي مسرورا بإنجازات جدتي العظيمة، و أعمالها الجليلة التي تؤديها بشغف و إلاخلاص و إتقان، و لكنه أيضا لم يرد أن يتدخل فيما تراه صميم عملها و إختصاصها، إلا أنه بات قلقا على مستقبل أولاده و أحفادهم
هل يكتب لهم العيش في جزيرة صارت مهجورة..

لذا أرسل طالبا للسكان في جزيرته، عارضا لهم ما يكفي لإغرائهم، من قصور و أموال، و لكنه كان يعرف أيضا بأن عليه أن يتحكم جنون زوجته و إلا تكرر ما حدث سابقا..

و هي لم تشك أن الزوج المخلص ينوي دفنها حية في مقبرة ضخمة سيضمها فيما بعد عشر من رجالها المخلصين، بنى مقبرة تليق بملكة في جاني الخلفي من القلعة، ثم وضع صورتها الفاتنة كاتبا عبارة إخلاص
أنت حنيني و سيدتي لما تبقى من عمري
لأول مرة يقتل الحبيب حبيبته بيديه منذ أن إبتكروا الحب..
و هكذا إنفرجت أسارير سكان الجزيرة و عاد الكثيرون عندما عرفوا مصيرها التعس التي لا تستحق أكثر منها...

ما أسوء أن تدفن حية فيصير الموت هذه اللحظة أمنية عزيزة
و مرت سنوات هناك بلا طعام و لا شراب و لا دماء و لا تعذيب أي أحد، حتى جف الدم في عروقها، و رقدت و ربما إلى الأبد..
الجميع يعرف طرق إنعاشها جيدا، هي لا تحتاج إلا قطرة واحدة من دم إمرأة نقية الدم مثلها، كلنا نعرف ذلك لأنها تركت مذكرة تسمى قربان الموت.

إعتبروها فيما بعد سرا في غاية الخطورة، فهو يحتوي على طقوس مثل التي قامت به و التي منحها الخلود، تكون هذه المذكرة خطرة إذا وقت في أيدي الخاطئة
كنت أختبأ في أحد الزوايا و أنا أراقب إيسبيلا و مساعديها من بعيد، و ما هي إلا لحظات حتى إختفيا داخل الجدار..

كانت ترهقني الإنتظار، و لكني دعني أؤكد لك أنني لم أخف يوما في حياتي عندما سمعت صراخا أليما مزق الظلام في لحظة التي خرجت إيسبيلا و قد ركب وجهها ألف عفريت و هي تضحك بشراهة..
لحظتها علافت أن ما كنت أعتبره مجرد خيال بات واقعة مريرة، فلقد أنعشت إيسبيلا جدتي المجنونة، و كلنا سوف ندفع ثمن ذلك..
إنسحبت من المكان بسرعة و أنا أجر ساقي التي تحولت الى عرجاء بفعل الخوف، ألمم ثيابي، حافية القدمين، أعجز.

إستطعت أن ألتقط أنفاسي عندما وصلت إلى حجرتي، دخلتها مغلقة الباب ورائي و أنا أستوعب ما حدث قبل قليل..
سأجد أخي و أخبره، و بالفعل غيرت ثيابي بسرعة، و خرجت، و لكني مرة لمحت إيسبيلا قرب حجرة أخي، لا يمكن أن أخاطر الآن، لا يمكنني أن أتخيل ما ستفعل بي إذا عرفت أنني إكتشفت سرها..

إنسحبت بسرعة، و كاد قلبي يخرج من مكانة، و لكني تذكرت إيستيفن، و أتصلت به فورا، أخبره ما تفعل أخته، و أنها من الممكن أن تكون ماريا مختطفة من قبلها. ،
ملاحظة
مصاص الدماء نقية الدم إذا تزوجت مستئذب ينجبون أطفال هجينون مثل يوري إلا أنهم ليسوا أنقياء الدم..
مصاص الدماء نقي الدم يجب أن يتزوج مصاص دماء اذا أراد إنجاب أنقياء الدم، و من الأفضل أن يتزوج نقي الدم مثله إذا أراد بناء سلالة مالكة.

إستيفن رجل، و لأنه رجل فإن الخيانة ستلتصق به بشكل أو بآخر..
هذا ما علمته ألينا، علمته معنى أن ينسى حبا بحب آخر، أن يستبدل الحب الذي يستعصى على نيله بجسد آخر يغدقه بالحنان و الإهتمام، لا يريد شيئا منها غير قبلة في الصباح و حضن في الليل، و بينهما تكون لا شيء..
رجع إستيفن، و بالرغم أن رجوعه كانت لسبب آخر تماما، و لكن هذا لم يمنع من الزوجان أن يهيما حبا و يقضيا ليلة ممتعة..

أذكر أنها كانت ليلة ماطرة، أذكر أن ألينا كانت خائفة، تقف على عتبة الجنون حين ذكرت له ما يحدث في القصر..
ثم أدركها بسرعة و هو يحمل القلق في طياته..
كان شعره الذهبي المنسدل على كتفيه مبللا و جزء من ملابسه..
كانت الحروف قد هرب منها عندما وجدت إسيتيفن أمامها
تجمعت الغصة في حلقها، اللسان ثقيل جدا، يا إلهي كم إشتقت إليه
قامت رغبة قوية في إحتضانه، لكنها لم تشعر و هو يبتلعها في ذراعيه
ثم خرجت كلماته مقتضبة.

كيف أنتي؟
تحسس بطنها بيديه الدافئتيبن
و كيف صغيري
قاومت رغبة في البكاء، تماسكت..
طال صمت ألينا، أردف إستيفن قائلا
هل أنتي غاضبة مني يا حبيبتي
قالت بصوت أرادت أن يكون قويا فخرج متوترا متحشرجا
كنت غاضبة منك لأنك تركتني بتلك الطريقة، لكني تجاوزتك الآن!
هل أنتي متأكدة! ألم تشتق إلي!
أنت مخطئ، أنا فقط إتصلت بك لأنك كنت الوحيد الذي يستطيع أن يوقف أخته، و لأني كنت آمل أن تنقد ماريا منها..
لماذا لم تخبر يوري!

لا أعرف! قد لا يصدقني! وحدك يعرف فقط كم هي إيسبيلا شريرة!
بالرغم ما صار بينهم، أنا متأكد ة أن أخي مازال يؤمن إيسبيلا!
طبعا، إنهما زوجان لمدة عشر سنوات!
سأتفقد مكتبتها غدا، و سأجد دليلا يوصلني حيث تحتجز فيها ماريا..
إلينا، كنت أعرف دوما كم أنتي طيبة و حنونة، و اليوم أثبتي لي أنني محق!
طبعا. كنت كذلك. لكنك لم تكن ترى غير ماريا
هذا ليس صحيحا، أنا فقط متشتت و مضطرب، كان علي أن أركز فيك أكثر
تعالي يا حبيبتي!

حاولت أن ترفضه لكنه كان أسرع في قبلته، فأنهار مقاومتها..
إستسلمت سريعا أمام هجوم إستيفن
و في الصبح لم تجده بجانبها لكنها كانت تعرف أين ذهب..
ذهب لإنقاد حبيبته ماريا
كم هي غبية لكي تتوهم و لو للحظة بانه يهتم لها، لقد كان كل يريد هو جسدها فحسب مثل كل مرة..
إنها تدرك الآن أنها نصف متزوجة! و كيف ذلك، تكون نصف متزوجة عندما تتزوج نصف زوج، زوج لا يريد إلا جسدها..
نضبت ظهرها على السرير بعدما كففت دموعها.

نفذ إستيفن في مكتبة أخته في هدوء الصباح الباكر، و ذيول الفجر لا تزال في أسهم الضياء..
كان إستيفن يعرف أين يبحث، في البداية تفقد مكتبة أخته و بين كل الأوراق الموجودة إلا أنه لم يجد خيطا يوصل إليها
غير ذلك، اوراق عن مؤامرات، و خرائط، و خطط لإقامة دولة خاصة لمصاص الدماء
لم يكن يعرف ماذا يفعل لكنه يدرك بأنه عليه أن يجد من يساعده على كشف هذا اللغز المحير بين الأوراق!
لكن من؟!

جيري، لا أدري لماذا تذكر جيري لحظتها، الفتى الضخم الذي يعمل في دار الجناز، لكنه تذكر أيضا بأن عائلته لديهم علاقة مع أشخاص ذو نفوذ..
ووثب وحيدا إلى ضاحية الجزيرة..
ثم أقبل على جيري، في دار الجنازة
لقد أتيت لك لتساعدني، ماريا مفقودة!
ثم سرد له ما حدث ليلة البارحة..
ظهر علي جيري عدم التصديق، و الإيمان بقصته، و لكنه تذكر تنبؤات والده
أردف إستيفن
صدقني الموضوع حقيقي مائة بالمائة.

إذن إن كنت ما تقول حقيقة فسوف تتحول هذه الجزيرة إلى جحيم كما تنبأ والدي..
المشكلة تكمن يا إستيفن في أنك تسير وحيدا تبحث عن طريقة لإنقادها، و بالطبع سيكون سيرك بطيئا و عقيما إن أردت الدقة. ز و لكن لو سلمت تلك الأخبار الخطيرة لجهة عليا أو قسم المباحث، سيمكنهم أن يجدوها في وقت أقل من الوقت الذي ستسغرقه بالتأكيد، بل سيمكنه أن ينقد الموقف..
و هل تعتقد أنني لم أفكر في ذلك الموضوع من قبل؟

إذن لماذا لا تنفذه؟
لأنني لا أعرف تلك الجهة العليا! لهذا أتيت إليك لأن أبوك كما أخمن لديه علاقات مع أصحاب ذو نفوذ..
قد أعرف رجلا يمكنه مساعدتك، لقد أوصاني أبي به عندما تشتد ظروف الجزيرة أن يخرجني من هنا..
لنذهب إليه إذن..

، إنطلقنا حتى وصلنا إلى مكان قصي مجهول كأنه خارج حدود الزمن، بيت عتيق متداع من طابقين، يبدو واضحا أن الطابق الأول خال تماما، هناك أمام البيت أرض فضاء تناثرت بها بعض سيارات إنتهى عمرها الإفتراضي، و تحولت إلى صفيح صدئ..
صعدنا درج متهدم كريه الرائحة..
ثم هناك إستقبلنا رجل، تحسبه بائع محل، و كان في الخمسين تقريبا له شعر حليق بالطريقة العسكرية، و يلبس بذلة مذنية عادية..
تكلم الرجل بصوت أجش.

أهلا جيري، كيف حالك!
بخير يا عم، هذا هو الرجل الذي حدثتك عنه!
إقتربت يمد كفه إليّ مصافحا، له يد باردة قوية صارمة، ،
و كانت عيناه جديرتين بهذا اليد..
تفضلوا، بالدخول
و كانت القاعة ممتدة إلى ما لا نهاية، و هناك خارطة عملاقة للعالم على الجدار الغربي، و هناك رائحة البارود، و كأن هذا المكان للتذريب العساكر..
كنت قد وصلت إلى أسوء الإحتمالات في خيالي، حين كان يغمغم الرجل بحماسة
سيد إستيفن، نحن ممتنون لك..

من يقصد نحن، لكن أصغيت إليه بإهتمام و هو يتابع..
كانت هي اللحظات النهائية، مؤامرة محكمة كادت تغير حياة أهل الجزيرة للأبد، لكننا بفضلك عرفنا، و سوف نحبط هذه المؤامرة اليوم، و قد أرسلت طلبا بفرقة خاصة من صيادي مصاص الدماء يقودها القائد الديسهامي الأعظم سيد فيصل أفندي!
هل يقرب لماريا
إبتسم بدفء، يقول إنه عمها! قال لي بأنه بحث عنهم طويلا و لم يسمع عنهم إلا هذه المرة عندما أعلمته عن إبنة أخيه المختطفة!

سمعنا فرقعة، و صوت محرك هلوكبوتر..
و خرج أمامنا رجال..
أنت تعرف مثل هؤلاء الرجال الأقوياء الشكيمة الذين يفجرون معسكرا كاملا و هم يمشون نحو عدسة الكاميرا بالحركة البطيئة ذون أن ينظروا للخلف إلى اللهب المتطاير..
هكذا كانوا..
و تقابلت مع عم ماريا لأول مرة، رجل جلف ينظر في عينيك بشراسة بلا سبب، فقط ليريك بأنه لا يخاف شيئا، و لابد أن يبصق على الأرض من حين لآخر، كأنه يبصق الحقد الذي يتراكم فوق روحه..

ثم تكلم بصوت إرتعدت له فرائسي..
انت يا ولد! من أين أتيت!
أنا من هنا! من هذه الجزيرة!
لا لست كذلك، ألا تشعر تلك الذبذبات المضطربة بيننا!
آية ذبذبات..
تلك التي نتعرف فيما بيننا إن كنا من عائلة الديسهامية!
آه، تذكرت ما قالت لي أمي، عن أبي الصياد الديسهامي الحقير الذي خدعها و أحدث مجزرة في قريتها!
لا يمكن، أن يكون هو أبي! بدأت شفتي السفلى ترتجف في توتر في غضب.

ثم لم أشعر إلا في اللحظة التالية التي إنتزعت البندقية من يد الجندي الواقف جواري..
و صوبته نحو ه، و توجهت البنادق كلهم نحوي..
صاح جيري
ماذا تفعل يا إستيفن!
سأقتل الحقير، سأقتل السفاح اللعين!
إشتاط الرجل الخمسيني غاضبا على جيري
جيري، أتيت بنا أحد جواسيسهم، ايها الخائن، لقد وثقت بك..
أما الصياد فقد كان ينظر إليه بعينه التالفة في ثبات، و هو يبتسم بثقة
أنت تبحث الموت برجليك يا فتى..!

أصمت أيها الحقير، لن تنجوا بفعلتك! بعدما فعلت بأمي!
إندهش عم ماريا..
أمك، ماذا تعني، من هي!
ديانا دويز، تذكر ما فعلت بها قبل قبل عشرين عاما..
و أطلق الرجل صهلولة دوى في أرجاء القاعة، و لابد أن هذا أثار حنق إستيفن..
إذن أنت إبن يلماز..
يلماز، من هو!؟
يلماز، أخي طبعا، سأكذب عليك لو زعمت أنني مصدوم أو مندهش، كنت أعرف علاقته الجيدة مع أمك، و لكن أحد رجاله الخونة أنصب له شباكا و أوقعه..

سكنت ملامح إستيفن قليلا، و قد ركنه حزن شديد..
و تابع عمه و هو يلوك لفافة تبغ
الوقت ينفذ، لنذهب إلى إنقاذ أختك!
ماذا!
ماريا يلماز!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة