قصص و روايات - قصص مخيفة :

رواية خادمتي اللذيذة للكاتبة ميمونة كاليسي الفصل التاسع والعشرون

رواية خادمتي اللذيذة للكاتبة ميمونة كاليسي الفصل التاسع والعشرون

رواية خادمتي اللذيذة للكاتبة ميمونة كاليسي الفصل التاسع والعشرون

يبدوا أن المشاهد الغريبة سنراها كثيرا في هذه القصة..! لكن دعني أصف لكم المشهد
نحن الآن في منطقة جبلية وعرة، و لو أردنا أن نكشف المنطقة أكثر، فسنقول بأن هناك مبني أشبه إلى مصحة مهجورة، و لا تسألني كيف أتى هذا المبني؟ فأنا أصف لك فقط، المنطقة يغلفها الظلام إلا من ضوء القمر الذي يبعث الرعب، و لكن حتى الآن لا يوجد بالمشهد يستحق وصفه!
و لكن إنتظر!، هل ترى ما أراه؟

حول المبني هناك أسلاك شائكة تذكرك الأمر بالمعسكرات النازية التي تراها في أفلام الحرب، و أعلى الأسلاك لافتات مرسوم عليها بإشارات الخطر و كلمات منطقة خطرة ممنوع التجاوز، stop
و لكن يبدوا أن السلك مكهرب! لسبب خطر ربما
رباه، ما هذا الذي أراه..! لو كان شخص حي بهذا المكان و رأى ذلك لمات رعبا..

هناك خليط من الروائح و الأصوات و المشاهد، الرائحة الأولى و الرئيسية هي رائحة الأموات، في هذه الرائحة ذابت روائح غريبة من الأدوية و الكيمياء و الفضلات البشرية..
هناك عربة تكدست فوقها أكياس دم، و خلائط من الأدوية..
يبدوا هذا المكان نوعا من مختبر سري للتجارب البشرية!

هنا رأينا ثلاث رجال أمام فتحتة المبني، رجال يلبسون معاطف طبيبة، إنتظر، إنهم يجرون سريرا. جثة أخرى في كيس بلاستيكي تنظم إلى الجثث المكتسدة في الخارج، و لكن يبدو أن أحدهم هو القائد، لأن الإثنين الآخرين يتبعونه في خشوع و هم يعودون إلى المبني
و لكن هناك شيء غريب! بمجرد دخول ثلاثة الرجال أعتقد أنني رأيت ذيول تخرج من تحت ملابسهم
الآن نحن داخل المبني، دعني أصف لك ما أرى بالتفاصيل و بلا مناقشة.

المبني الذي يشبه مستشفى أجمل من الداخل، تضيئه أضواء بيضاء! إضاءة قوية جدا!
و آخر المبني هناك، غرفة بالزجاج تختلف عن باقي الغرف، فيها إضاءة حمراء، و مكتوب علي بلافتة تقول
forbidden place..

وقف الرجل المطاع و الذي يقود الإثنين الذين يتبعانه في هدوء و أخرج بطاقة حمراء تطلق ليزر إنفتح له الباب الزجاجي..
أمامهما إمرأة في الثلاثين ذات عينين صغيرتين جميلتين تلبس نظارة طبية تلوح منها فم صغير دقيق تجلس في كرسي متحرك؟ شيء ما يتلى تحت الكرسي، أعتقد أنه ذيلها! ثم من يسارها و الأمام قليلا ثمة فتاة مراهقة تنام على سرير، مربوط عليها كل الأجهزة الطبية لإبقائها حية!
قال القائد ببرودة.

ألم تستيقظ بعد! يبدوا أنها ستموت أيضا مثل الآخرين!
ضحكت المراة
كم أنت بارد يا صديقي! ألا تأسف على أختك!
ثم إنصرف القائد يقول
لم تعد كذلك، إذا لم تستيقظ بحدود الليل، تخلصي منها، فنحن لم نعد بحاجة لها بعد أن جهزنا الترياق منها!

ثم خرج ثلاثة الرجال، ، هل مازلت أقول عنهم رجال، فعلى قدر علمي لا يوجد رجال مقوس الظهور، تتدلى تحتهم ذيول جليدية و سميكة كذيول السلحفات، غير ذلك يذكرهم بما كانوا، بشريون عاديون بلا آية تمييز!
دعني أذكرك بأنهم ضحوا مخلوقات أخرى بعد عدة تجارب عليهم، مخلوفات شادة بلا مشاعر، مخلوقات ذكية مطيعة، إنهم يعدون جيوش جرارة لخدمة مصالح الملكة الجديدة..

و لكن لحظة؟
ما دخل ذلك المشهد بقصتنا الآن!
يبدوا أنني بدأت أخرف في الأيام الأخيرة..
فلنعد لقصتنا مرة أخرى...

موسيقى هادرة، و مجموعة راقصات شبه عارية يؤدين نوعا من البالية الإيقاعي وسط إستحسان الجماهير، الصفير، أداء متقن، لابد أن الكاهنات جلاجابوس كن يؤدين الرقصة ببراعة..
إمرحوا أيها السادة و أستمتعوا، و اصدحوا فالحظ في صفكم، و قد كتب لكم بأن تصبحوا إمراطورية..
و كانوا في لحظة التأهب كأنهم سيقدمون قربان الأعظم حالا..

إنخفضت هليكوبتر في ساحة القعلة مبعثرة سحب الرمال حولها، إثنان يثبون منها و هاهم يأتون بالملكة، يحملون على أكتافهم تابوت من خشب، مكللا بكبرياء تليق بجلالتها..
و كان الناس بإستقبالها على أحوال
و أقبلوا من كل مكان، حراسها و خدامها الذين تفرقوا في الويان و العالم، منهم رئساء دول و مشاهير و تجار و أصحاب المال و البنوك و صحفيون، و أشخاص ذو نفوذ قوية..
تستطيع أن تسمع صخبهم من هنا، و صراخهم بعشرات الغات..

إنها النبوءة، النبوءة التي إنتظروها طويلا..
الراقصات يقفن متصلبات على مسافة و قد غمرتهن الرهبة، تعلو صدورهن الجميلة و تهبط، و تتقدم واحدة تلو الأخرى لتقدم نفسها ضحية للملكة..
كل من في الحفلة ينظرون إليها في تهيب، الشاشات العملاقة تنقل وجهها، يا سادة هذه هي ملكة مصاص الدماء، مولد عهد جديد..

إقامة إمراطورية لمصاص الدماء، لن تظل فكرة، بل هي حقيقي، إنها مخلصنا التي سوف تحفط لنا كرامتنا و مجدنا، و تعيد لنا تاريخنا التي ضاعت!
يمكنك أن ترى المشتاقون الذين طال إنتظارهم، ركعوا لها بحرارة توازي حرارة قلوبهم و أختاروا الجلوس بقربها، و ما فارقوا مجلسها، و لا كلوا أو ملو، أقبلوا عليها بقلوب عطشى، و أرواح طمأى..

و يمكنك أيضا أن ترى الفرقة الحمراء التي أرسلت لإحباط مؤامرتهم قد علقوا بين بخازوق و قد تدلت جلودهم المسلوقة..

أما الباقي من الناس العاديين فقد بدأ التهيب و القلق تظهر عليهم، و شاهدت الجزيرة إستقابلا ضخما من السياح، ثم ما لبثت أن صارت مستعمرة منعزلة، بسلك مكهرب و دوريات الحراسة، و بوابات عمالقة..
و دارت الأيام، حتى صار البشر الذين يعيشون في الجزيرة جثث ممزقة، و دماء تغطي الحقول..
و هنا أنشئت مصاص الدماء أول قاعدة لها في هجوم العالم و الإستعمار فيهم..

هناك نداء يتصدر في كل مكان، تعالوا إلى الكنيسة، مدو يدكم و أفتحوها، تعالوا إلى المساجد، تعالوا إلى الأماكن المقدسة و ستتنجون منها، إفتحوا أبوابها و لا ترتجفوا، أدفعوا أبوابها بقوة و أدخلوا بأي قدميك تشاء..
دعك من الشياطين الذين يتزاوجون في الساحات و الطرقات، أنجوا بنفسك من الفتن، دعك من الدماء الذين على شفاههم و جلودهم، دعك من كل ذلك و تقدم، الى أماكن المقدسة، المكان الآمن لك..

الطريق مظلمة موحلة، الغابة مفزعة تترصد فيها الوحوش تتشمم بحثا عن رائحة الدم..
فمن لم تظفر به الوحوش وجدته الشياطين فيمتلكون روحك و غقلك، أو يمتصوا دمك لتتركك مفزعا بلا دم في العروق..
أوصدوا أبواب الكنيسة، في الخارج يتربص مصاص الدماء ينتظرون ضحايا بشرية
في الشارع ألف رجال عراة مع ألف عاهرات يقدمون القرابين..
الطريق تعج بمن فقدوا السبيل فاستحالوا كالغيلان المواتشينين!

لا تذهبوا، أوصدو الأبواب، الحياة خطر داهم..
لو خرجت فلا تعد لأنهم سيلوثونك و لسوف تصير منهم..

هنا، إنطلق يوري مع أبناء أعمامه و الحراس، يوصدون باب القلعة بأسلاك شائكة تمنع إجتياز الغيلان، البشريون الذين صاروا ضحايا لمصاص الدماء، إنهم يفعلون هذه الأوانة ما يحلو لهم، و عليهم أن يحموا أنفسهم إلى حين تعوذ الوضع إلى طبيعته أو ربما لن تعود..
مع كل هذا الخطر، يوري لم ينسى ماريا للحظة..

مع أن الخيانة هي أبشع ما يمكن أن نتعرض له الإنسان في حياتنا، و يوري يدرك هذه الحقيقة إلا أنه لم يقدر على كراهيتها ربما السبب يعود بأنه كان يعرف هذه الحقيقة دائما، الحقيقة أنها لا تحبه أو الأقل هذا ما يحسبه، في اللحظة التي أقبلت عليه عارية، كان يعرف ما تريد!
و مع ذلك سمح لها أن تستغله، ربما شعوره بالذنب نحوها كان باعث ذلك!

خطر له بأنها بحاجة الى ثأر كهذا كيف تتعافى من حب إستفين، و لكنه سرعان ما أدرك أنه كان مخطئا، بعد أن رآها تواعده سرا في أحد المقاهي..
هذا ما أخبرته إيسبيلا عندما إتصلت به، لكنه لم يرد أن يصدقها
. و مضى الوقت و هو ملازم في صمته حتى يدعوها الى الكلام، لكنها لم تتكلم، و لم تخبره أنها إلتقت به، بدأت الحقيقة تفصح عن شكوكها و تدلي بتهمتها، و لم يشك في مرة واحدة أنها لا تزال تحبه.

بل و تفانى في شكوكه حتى تجسم في مخيلته و هما عاريان يحتضنان بعضهما، فأثار هذا في نفسه الغيرة، و مع ذلك لم يسعه سوى أن يثق بها حتى إنهار كل شيء في للحظة..
عندما سمعها بوضوح و هي تقول لا أريد شيكا، أريد كل أملاكك!
إقترب منهم خشية أن تخونه أذنيه، و لكن إتضح كل شيئء عندما وجد في يدها شيكا لامعا..
زاد به الحنق من هذه الخائنة التي تصر على معاملته كالأحمق..
و أخد موقفه على إخراجها من حياته..

لكن ها قد أقبل عليه ليلة أخرى ينام بذونها، و هو قلق عليها..
لقد مضت ثلاثة أسابيع و هو يبحث عنها غير مصدقا تلك الرسالة، رسالة وداع غير مبرر
أكان من الأجدر أن تكتب رسالة إعتدار، ،
يكاد يصدق بأنها هي من كتبت الرسالة...

كان يوري في غرفته نائما، هانئا بنومه، حيث الجو ممطر في الخارج، حدث زلزال أقعده من نومه عندما إقتحم عليه رجال ملثمين يجرون خلفهم ذيول طويلة.

و ثار يوري، و تحول إلى ذئب هائج متسع الفم، إلا أنه تلقى حقنة أردته على الأرض كجثة هامدة، و أمسكوا ذراعيه يجرون خلفه، إلى شاحنة سوداء ضخمة، و هكذا باقي عائلة أكوادور إلا الخدم طبعا..
ذبحوهم من نحورهم كالخراف، و سال دمائهم كالنهر من الفجوة الدامعة التي صنعوها منذ ثانية..
طبعا أنت لا تصدق تلك الشائعة التي تقول بأن مصاص الدماء يموت بوتد خشبي في قلبه، ، الحقيقة هي أنهم يموتون مثلنا..

ثم أشعلوا الحريق على القصر كما امرت ملكتهم..

ما تلك الرياح التي تشعر بها ماريا، إن الطقس بارد بالفعل، الهواء يدخل بين ضلوعها و يجعلها ترتعش من البرد، و لكنها لا ترى شيئا، شيئا فشيئا بدأت ترى صورة تتكون أمامها..؟! إنها ترى نفسها تقف في منطقة تحيط بها الظلام من كل الجهات، الظلام يغطي كل شيء، لقد فهمت ماريا الآن..
إنها الآن داخل حلم!

كانت ماريا تعرف أنها في حلم، فيبدوا أن عقلها كان يعمل جيدا و هي في داخل الحلم، لكنها كانت مسلوبة الإرادة، فالحلم يسير كما هو و لن يقف على ما يبدوا..
يمكنني هنا أن أخبرك بأنها أخذت تهوي طويلا في عدم و ظلام لا نهاية لهما، و أنها تمكنت من الصراخ أخيرا لتذوب صرخاتها في ظلام سرمدي أحاط بها على نحو يقتل الأمل في الصدور قتلا..

كل ما حدث هو أنها شعرت بنفسها تهوي لحظة واحدة، و في اللحظة التالية وجدت نفسها ترقد على تابوت، و أمامها حشد كبير من الناس ينظرون إليها في إنبهار و جلالة..
أين أنا؟
تصاعد السؤال في رأسها لكنها لم تستطع أن تتحركمن مكانها، ظلت هكذا راقدة لا تقدر أن تحرك ساكانا، كأنها لم يعد لها السيطرة في جسدها..
لكن شيء واحد فقط يتردد في عقلها..
أين أنا!
بالطبع ليس حلما، لقد بدا كل شيء حقيقي، قاس، و مروع.

إنها تعجز عن الإجابة ما يحدث لها..
هناك طابور من الناس يتقدمون نحوها، يقبلون يدها في خضوع و تدلل
و بدأت الحقائق في التسلل إليها واحدة تلو الآخر، حقائق إستقبلتها عيناها دفعة واحدة، لكن عقلها عجز ذلك، فبدأ ترتيبا وفقا لأهميتها و غرابتها..
و كل حقيقة تبعها سؤال واحد بلا إجابة..
الحقيقة رقم واحد إنها في قلعة.

لكنها لم تكن كأي قلعة رأتها ماريا في حياتها على الإطلاق، و هي قلعة شامقة تغيب في السماء، ما سمح لضباب كثيف بالتخلل إليها و كأنه غيوم السماء..
و تسائلت كيف أتيت إلى هنا
حقيقة رقم إثنين إنها ليست في حلم
فلا يوجد حلم بهذه الدقة و بهذا الكم الهائل من التفاصيل..
ثم وقف جسدها تلقائيا ليخبرها
إنها ليس جسدها..
و هي نقطة يصعب شرحها قليلا، لتفهمها ستحتاج لأن تكون قد إنتقلت إلى جسد آخر غير جسدك..

أنت تعرف جسدك، تعرف طولك و وزنك..
و ماريا كانت تعرف ذلك، و بالتالي عرفت أن الجسد الذي تقف بها الآن في القلعة ليس جسدها..
إنه جسد أطول، و هي التي كانت قصيرة، جسد قوي، جسد عاري تماما، أبيض شاحب كطحالب الكهوف، شعر طويل أشقر، و نهدين نافرتين، بالتأكيد هذا جسد إمرأة فاتنة..
هنا تحرك الجسد، و جلست في عرش كعروش إمبراطورية الروم القديمة.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة