قصص و روايات - قصص مخيفة :

رواية خادمتي اللذيذة للكاتبة ميمونة كاليسي الفصل الثلاثون والأخير

رواية خادمتي اللذيذة للكاتبة ميمونة كاليسي الفصل الثلاثون والأخير

رواية خادمتي اللذيذة للكاتبة ميمونة كاليسي الفصل الثلاثون والأخير

و هناك أمام عرشها طعام من جثث آدمية و شراب أحمر يبدوا و كأنه دم طازج من ضحاياها..
تملكها الرعب، دق قلبها بسرعة، و حاولت ماريا أن تصرخ و تبكي كردة فعل غريزي تماما، لكنها لم تستطع..
ثم جاءو بقدور كبير يطهو فيها الناس أحياء، فأمرتهم أن يقطعوهم بالسيوف و هم داخل القدرو أحياء يصرخون..

فرفعت كأسها الحمراء، الذي تحب أن تشربه على على آهات المعذبين المسلوخين أمامها كالذبائح و التي تقع على أذنها موقع زقزقة البلابل..

أجبره جسدها الجديد على أكل لحم بشري، و حاولت أن تتقيأ، لكنها لم تستطع..
بجانبها كان يجلس عشر من النبلاء البريطانيين القدماء، يأكلون معها..
المكان مظلم إلا بعض شماع، و كأنهم يقدسون الظلام..

يبدوا أنهم مستمتعون جدا بصراخ الضحايا و كأنهم يسمعون ألحانا عذبة..
و هنا لمحت وجها مألوفا..
إنه هيري فقد وضع يده على أنفه مشمئزا من الرائحة االكريهة لبعض الجثث التي ماتت و تعفنت..
إلتفت نظرات جسدي الجديد نحونه، و خرج صوت أنثوي ساحر
ما بك يا حفيدي
يا جدتي، لا أستطيع تحمل الرائحة العفن هذه!
فخرج الصوت مني مرة أخرى بطريقة ساخرة
لا بأس يأي، لا بأس سأعالج الأمر!

أشارت إلى رجالها، فهجموا على الرجل هجمة واحدة، ثم أمرتهم أن يرفعوه على خازوق أطول من كل الخوازيق المعروضة..
صرخ هيري حتى تحول صراخه إلى بكاء لما وخزوه بالوتد في دبره و رفعوه و ثبتوه...
و خرج الصوت بطريقة ساخرة
أنت الآن في الأعلى أيها الإبن العزيز حيث لن تصل إليك الروائح الكريهة.

لم أتحمل المنظر المفزع، بدرت مني صرخة، سرعان ما وضعت كفي على فمي، و تراجعت الى الوراء، فاتكأت على جدار باكية بصمت حنى تحول نظراتهم نحوي..
لأتأكد بأنني إستطعت أخيرا أن أتحكم الجسد..
بدت أسارير الإستغراب و التعجب، و سألوني
هل أنت بخير! أيتها الملكة
فخرج الصوت مرتبكا
لا أدري، شعرت بثوان قليلة أنني لم أستطع التحكم في جسدي
و فجأة تعالى صوت إيسبيلا و هي تقول.

ملكتي، إنها الأعراض الجانبية التي كنا قلقين عليها!
آية أعراض
الأعراض الجانبية من ترياق التي أستخدمناك فيها، صنع خلية واحدة من خلايا دماغ الفتاة!
كنت تعرف، و مع ذلك حقنتني بالترياق، يا لعدم مسؤوليتك
سامحني يا ملكتي، سوف أحل هذه المشكلة بسرعة!
كيف!
سنقتل الفتاة حالا
إذن إفعل، و إلا سوف تندمين!
ليلتها إكتشفت أن غريزة الخوف هي أقوى الغرائز على الإطلاق، أقوى حتى من غريزة البقاء، حين سمعتهم يتآمرون بقتلي..

و بطريقة يصعب فهمه أو تفسره..
أخذت تهوي طويلا في عدم و ظلام لا نهاية لهما مرة أخرى، تمكنت من الصراخ أخيرا لتذوب صرخاتها في ظلام سرمدي أحاط بها على نحو يقتل الأمل في الصدور قتلا..
كل ما حدث هو أنها شعرت بنفسها تهوي لحظة واحدة، و في اللحظة التالية وجدت نفسها ترقد على سرير، فتحت عينيها فوجدت أن إضاءة قوية يحدق، حيث جعلها تشعر بعمى، ثم بدأت الصورة تتضح أمامها.

إنها في مختبر، و هي بلاشك هذه المرة في جسدها، راقدة فوق سرير مربوطة بكافة أنواع الأجهزة الطبية...
و هناك إمرأة بزي الممرضات، و يمكنها الآن أن تحاول الهرب مستغلة إنشغال المرأة..
هكذا حسمت الأمر قبل أن تصلني إيسبيلا لقتلي، و هكذا بدأت أزحف بعيدا عنها محاولا ألا أصدر أدنى صوت موقنة أن رحلة هربي لن تطول، فأنا هالكة لا محالة..

و لمحتني المرأة فصاحت، لكني وجدت نصلة حجرية، لأهوي على رأسها بلا شفقة أو رحمة مخرسا صرختها..
هبت على قدمي بصعوبة، أندفع نحو الباب و أنا أتعثر في سري هنا و هناك، أحس أن روحي تفيض من نواحي برعب، و كنت أرتعش مثل إمرأة في المخاط..
علي أن أهرب!
لكن إلى أين سأهرب! لا يهم، المهم أن أخرج من هذا المبني..
لهذا أخدت أعدو و أعدو..

دماء تفجرت من جرح رأسي، خفقفات قلبي أصمت أذناي، أنفاسي أصبحت رماحا تنغرس و تنزرع من صدري بقوة، و هلع لا حد له سيطر تفكيري يجبرني أن أعدوا، و أعدو..
هكذا كانت بدابتي، لكني عدت مرة أخرى إلى الغرفة الزجاجية، إلى حيث أخدت فيها روح المرأة..
ثم حاولت أن أفتح أي باب، قد يوصلني إلى خارج هذه الدائرة
و لكن جميع الأبواب موصدة..
و فجأة..
أحسست قلبي يتوقف، رويدا، رويدا..
و ظفرت الدموع عيناي، و هاجت أحاسيسي..

ثم لم أشعر إلا و كفه تتناول بحرص شديد أصابعي الباردة
لأتأكد تماما أنني لا أحلم، و أنني بالفعل أمام أخي!
أخي حبيبي، صرت بذونه في الذنيا وحيدة..
لم ارهق نفسي بالتفكير، فقد تركت جسدي تغفوا بحضنه طويلا، و طواني تحت ذراعيه بقوة، حتى لا يصير حلما فيتبدد..
أخي، ظننتك قد مت! كيف حدث، هذا!
أخي، لنهرب، سوف يمسكون بنا، سيقتاوننا، لنهرب..
و أمسك يده أجره، ليفجئني بدفعة فقدت فيها توازني..

ماذا حدث لك يا أخي! يجب علينا أن نسرع!
لن نهرب يا عزيزتي ماريا، هذا هو العالم الذي ننتمي إليه!
إن لم نهرب سوف يقتلوننا!
سيكون أفضل لو وثقت بنا!
ما تقصد، هل أنت، واحد، من، هم
و لكني لمحت من بعيد إيسبيلا و جنودها الغوغائيين، يعدون نحونا كالمجاذيف..
لحطتها شعرت بطعنة من خلفي، رمقت إليه فإذا هو أخي، و أخدت أرمق عيوني هناو هناك، قبل أن أهوى على الأرض
و تكدست عيني بالضباب، أرى أخي يضحك فوقي بأسنان صفراء..

ثم رأيت ذيل يتحرك تحت ملابسه تلامس وجهي..
قبل أن أغيب عن وعيي تماما..

في اللحظة التالية، أفقت في تلك القعلة، و لكن بجسدي هذه المرة، تكورت على نفسي و أخدت أرمق عيوني، هنا و هنا
وجدت نفسي في قاعة متسعة يكسوها الظلام و البرودة، جال بصري في القاعة التي يتسلل إليها ضوء شاحب عبر نوافذ عالية مغلقة، لأرى، أمامي الكثير من الضحايا المعلقين على الخوازيق يتألمون، هيري مازال معلقا في مكانه..

و لم أملك إلا أن أطلق صرخة رهيبة من هول المشهد الذي أراه، أغمض عيني و جسدي يرتعش، و ظللت أطلق الصرخات و الدموع تنهمر من عينيّ، إنني الموت الآن، أتمنى الموت لكي لا أراى بشاعة ما أشاهده الآن..
هدأت صرخاتي قليلا و تحول إلى بكاء خافت..
و على الرغم من صدمتي قمت أجول بين خوازيق أبحث يوري..

و فجأة توهجت أمامي في الظلام عينان قرمزيتان، و عرفت أنها هي، و لم أعرف ما علي فعله لأستعد، فقط أدرك أنني لا أريدهم أن يعلقون في الخازوق، أو يقتلون..
شكرا لكي لمساعدتي على الرجوع في الحياة مرة أخرى، لن أنسى لك الجميل، و سأتذكرك دائما بعد رحيلك
رحيلي!؟
نعم، رحيلك، و لكن لن ترحلين وحدك، سيرافقك حفيدي إلى العالم الآخر!

أرجوا أن لا أكون فظة لكني أنصحك بأن أقتله أولا حتى ترحيلن بقلب مطمئن و أنتي تعلمين بأن لاشيء يربطك في هذا العالم!
قالت ماريا بصوت خرجت كلماته متقطعة
أتعني يوري!
أخرجوه إلى هنا!
دفعوه إلى القاعة ممزق الثياب و الدم يسيل من فمه، يلعن و يبصق، يطلق مزيدا من السباب البدئ، و ما أن لمحني حتى بدأ يرتعش بجنون، و قد تحولت لسانه خشبة في بلعومه، فلم يستطع النطق..
أحسست قلبي يتوقف رويدا، رويدا..

في تلك اللحظة كان يوري قد بدأ يخرف بالكلام..
ما، ماريا، لا، لا..
ثم هاج و صاح بجنون
دعوها، أتركوها و شأنها، لا، أيها الوحوش، أيها القتلة الملعونين، أتركوها، إياك أن تقتربوا منها..
أما أنا فكنت كامنومة مغناطيسيا، لحظتها فقط تحول خوفي إلى ذعر حقيقي
لا أملك معطم إرادتي، فلم أكن أفعل شيئا سوى أن أراقب و كأنني أرى شريطا سينمائيا، و قد تحول عيناي إلى بياض..
قالت المرأة و ظل يوري يصرخ.

أبعدوه من هنا، فلقد صم آذاني، أقتلوه بعيدا عني
حملوه رجالها ليبعدوه و هو يخور كالثيران متوعدا لهم إذا لمسوني
و فجأة هدأ جسدي، و رجعت حدقتا عينيّ للظهور مرة أخرى، و لكن أين يوري
سمعت صراخه بعيدا عن القعلة، ثم فجأة سمعت صوت حشرجة، و من وسط الظلام إرتفعت صرخة رهيبة تشق الظلام، صرخة من يتعذب قبل أن يموت، ثم سكنت صوته و حركته تماما
لااااااااااااااا...

إنطلقت تلك الكلمة مني، مع نحيب و بكاء، و تمنيت لحظتها لو أموت فعلا
و لكن إمتزج حزني بغضب كالبركان..
أيتها المتوحشة، لن أرحمكي
أنت من تتحداني، كنت سأدعك تعيش لكنك مغرورة و ستموتين لتلك الكمات التي قلتها!
إقتربت مني بسرعة، و لم أشعر إلا بعد أن قبضت المرأة عنقي، و ترفعني بيد واحدة في الهواء..
أغمضت عيني..

هل رايت نظرة الخروف و هويرى السكين التي سيذبح بها؟ نظرة هدوء و تسلبم، فلا يقدر على فعل شيء بالتأكيد، هذه هي النظرة التي نظرت بها للمرأة أمامي و أنا أقول
لماذا قتلت أحفاذك، أي ذنب إقتفوه نحوك، لماذا قتلتهم بهذه الوحشية!
إرتسم على وجهها ملامح الغضب و هي تنظر إلي للحظات مرت علي كأنها ساعات.

كنت مخلصة لجدهم زوجي، و لكن جدهم خانني و جعلني أسجن كل تلك السنوات، هل تعتقد أنني لن أنتقم من آل أكوادور هؤلاء الكلاب الخونة، للأسف سأقتلهم إنتقاما من جدهم، و سأقطع نسله، و سأقتلك أيضا و الكلب الصغير الذي يخبو في رحمك الآن..
هل أنا حامل!

لا لن يكون قتلك عاديا، بل سأعذبك حتى تتمنى الموت فلا تجده، ستموت بأنع طريقة تتخيلها يا بنيتي، أنا أشفق عليك، و أرتجف مما سأفعله بك و بإبنك اليتيم، و لكني واثق أنك ستجد عذرا لي!
ثم دفعتني على الأرض، فشعرت بأم في ظهري، أدركت أن الموت رحمة و أنا أرى ما فعلت بضحاياها..
الظلام يحيط بالشقة من جميع جوانبها، بالطبع نحن لا نرى خلف الظلام و لكن صدقني، لن تريد رؤية تلك الأشياء التي تحيط بها الظلام..

إنتظر!، هناك صوت خطوات ثقيلة تتحرك بإتجاه الشماع فأشعلوا بعودة ثقاب..
صدقني فما رأت ماريا الآن أكثر الأشياء رعبا..
أطلقت صرخة رهيبة من هول المشهد الذي تراه، أغمضت عينيها و جسدها يرتعش و ظلت تطلق الصرخات و الدموع تنهمر من عينيها، إنها تتمنى الموت الآن، تتمنى الموت لكي لا ترى تلك الوجوه البشعة و هي تنظر لها و تبتسم..
واحد منهم يكون أخاها..

هدأت صرخاتها قلياا بعد راح صوتها يتحول إلى نحيب و بكاء خافت، و بعد دقيقة من النحيب و هي مغمض العينين تنتظر الموت بدأت تفتح عينيها ببطء لترى أن ثلاثة و من بينهم أخاها مازالو موجودين في أماكنهم و ينظرون لها في هدوء..
لم تملك إلا أن تنظر لهم بنصف عين، و ظلت تحاول النظر لهم من بين الدموعها حتى قالت المرأة و هي تخرج
علقوها في خازوق بعد أن تغتصبوها.

و بعد أن خرجت المرأة تكلم أحدهم و أظنه أخاها، حيث بدوا متشابهين تماما بوجوه أشبه بوجوه الضفاضع..
كان الصوت يخرج منه بنبرات بطيئة و صوت يشبه الحشرجة
أخرجوا جميعا، سوف أهتم شؤونها لوحدي..
و أستجابوا بسرعة مرددين حسنا أيها القائد
و بعد أن خلا الصاحة من غيرهم، قال بصوت كالهمس
هيا بنا
توقفت ماريا عن البكاء، ووجهها ينطق بدهشة و هي تقول بصوت خرج بصوبة
أخي، هل أنت أخي
ثم سكت قليلا و أضاف
نعم يا عزيزتي.

فتبعته بهدوء حتى أشار إليها في مخرج..
إحتضنها، إحتضانة وداع، قائلا لها وسط دموعها
حسنا يا روحي، سوف تخرجين من هنا، و تنتظرك طائرة!
و أنت، ألا تذهب معي
لا، أنا مكاني هنا
لا، لا، لا، لن أفقدك بعد أن وجدتك، لا يا أخي..
ألم أحذرك من قبل عن العناد، هيا إذهبي..!
لن أتركك أبدا
و تعلقت به، ثم لمح من بعيد بعض تلك المخلوقات يعدون نحوهم كالمجاذيف، فدفع ماريا نحو الخارج مغلقا الباب خلفه..

و تعلقت بالباب، و هي تنحب بشدة..
و هبطت الهلكوبتر، فتدلى عنه رجلين ملثمين..
نظرت نحوهم بدهشة، فرفعا اللثام عن وجوههم..
أحدهم كان إستيفن، و الآخر، إنه، إنه، كيف حدث هذا!
و أخدت تعدو نحوه بجنون، فلمسته حتى لا يظهر أنه حلم فيتلاشى أمامها، و لكنه كان حقيقا، إنه يوري، لم يمت..
صاح قائد الطائرة
هيا، لنرحل بسرعة..
و لكن أخي
إن لم تذهبي الآن يا ماريا، ، . سوف تذهب تضحية أخوك هباءا..

و أخد يوري يجرها، حتى حلق بها مع الطائرة و هي تبكي على أخوها..
. ربت إستيفن على كتفها برفق..
و قال بلطف
لم تخسري أخوك
نظرت إليه بدهشة..
فتناهى خلفها صوت عمها
إستيفن أخوك الجديد الآن
كيف؟!
إنه إبن أبيك.

تمت
نهاية الرواية
أرجوا أن تكون نالت إعجابكم
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة