قصص و روايات - قصص مخيفة :

رواية خادمتي اللذيذة للكاتبة ميمونة كاليسي الفصل الثالث والعشرون

رواية خادمتي اللذيذة للكاتبة ميمونة كاليسي الفصل الثالث والعشرون

رواية خادمتي اللذيذة للكاتبة ميمونة كاليسي الفصل الثالث والعشرون

ثمة إجتماع أقيمت بدعر وخفاء في العالم السفلي، تحت أنقاض الأرض و دهاليزه
اصبح عالمهم الآن مهددا بالإنقراض، بالوحشية، بالخطر..
دخل الرئيس فجلس متربعا بعرشه، في قاعة مظلمة إلا بعض مشاعل من النار..
و دخل الحراس تباعا، فوقفوا يحيطون حول القاعة..
هنا الوزراء قابعون حول الرئيس خافضوا الرؤوس كأنهم في صلاة، و هو بشكله الخفافيش ملأ الكرس بقعدته، و فرش ريش عبائته الطويلة المطرزة، في ملامحه عروبة..

مخيف هو، بتقاسيمه الفرعوني الهيئة، و قد زهى بغضبه على الجميع خوفا..
أنفاسهم متقطعة رعبا، أجسادهم مرتعدة، متعرقة...
قتل حتى الآن إثنين منهم، لا أحد يرفع رأسه، لا أحد يجرؤ حتى عن أخد شهقة خفيفة!
الخوف الساحق يغرز مخالبهم في كل جزئية من كيانهم..
و بذراعيه الحديديتين دفع وزيره دفعة مهولة صدمته إيسبيلا..
هي لا تحرك ساكنا..
و يصيح بعربيته الثقيلة السمجة و هو يشار إلى إيسبيلا..
أنتي، قومي..

وقفت هي، لم ترتجف ساقيها، هادئة هدوءا فاجأهم جميعا..
قالت و هي تحافظ على وتيرة أنفاسها
- أستطيع أن أشرح لك كيف حدث هذا يا سيدي؟!
- أنا لا أهتم كيف حدث هذا!
- أرجوك سيدي، أعتقد أنه مازال لدينا الفرصة لإستخدامها!
لاحت دهشة عميقة على وجوه الجميع!
- كيف و قد تحولت الى ذئب قذر!
تابعت بثقة
- و لكن هذا لا يلغي كونها نقية الدم، حتى لو تحولت الى هجين!

- صدقني، القادم سيكون أبشع مما شاهدته البشرية في تريخها العرجاء!
- بدمها النقي سوف نعيد السلالة الملكية المنقرضة الى الحياة! خاصة السلالة الأبرز منهم و التي حكمت أوروبا قديما!
- هل تقصد عائلة سكسونيا الألمانية!
- إنهم مدفونون في قبو قصر أكوادور، أما بقية السلالات لا نجد جثث!
صاح أحدهم بذعر
- و لكن هذا جنون يا سيدي، إعادة العائلة الملكية سوف تجلب الجحيم لنا جميعا!
- ثمة أمور يحسن أن تبقي تحت الغطاء..

ردت إيسبيلا بحنق
- أصمت أيها الجبان، بسبب أمثالكم الخاملون فاقد الهمة لم نستطع أن نأخد حقنا الشرعي!
هؤلاء البشريين الأغيار مجرد عبيد لنا، إنهم عملائنا، و كلابنا، هم لا يمانعون الإستفادة و القسوة على الدجاج و الخراف، لا يجدون مانعا أخلاقيا أو إنسانيا فلماذا تطالبني أن أختلف؟!
من الأفضل أن تعرف قيمة ما تدافع عنه أيها العجوز القذر!
- أنت تعرفين كيف إنتهى سلالة الملكية عندما قرروا إستعباد البشريين!

- هذا بسبب السلالة الديسهامية، ولكن الوضع يختلف الآن، لدينا كثير من الإمكانيات لم نكن نملكها..!
- و لكن هذا ينقض الإتفاق الذي بيننا و بينهم!
- ليكن!
و كان الرئيس في حالة صمت غريبة، في وجل مخيف بينما إنفجر جدال حاد بين الأطراف الأربعة..
ثم تكلم
- كانت العبودية مسألة مقبولة و يتعايش معها الناس حتى سنة 1860 أي أقل من 200 سنة،.

- حسنا، لن نتخلى حقنا الشرعي في السلطة من أجل أمثالهم باعة الجسد! سوف نعيد العائلة المالكة!
و تفرقوا جميعا على هذه الفكرة الراسخة، رغم أن البعض كان يخيفهم المسألة، و ربما إعتادوا على الخوف من كل شيء، من إنقراضهم، من أي شيء!
لم تتكاثر المصاص الدماء منذ أن إنقرضت العائلة الملكية..
لذا أصبح من الضروري أن يجدوا حلا، و كان الحل الوحيد الذي أمامهم أن يعيدوا السلالة الملكية، رغم أن الفكرة مخيفة حقا..!

و قد يفقدون مكانهم الآن في السلطة، إلا أن هذا سيمنحهم هيبة و كرامة أمام البشريين الحمقى المشغولون بقتل أنفسهم، و لكن قريبا سوف يجدون من يستغلون غفلتهم..

مع أول فجر من شعاع الفجر الحاني، شرعت إيسبيلا تخطط مشروعها التالي
ساحكي لكم عن حقدها الدفين و رغبتها الكبير في السطو علي..
ما تحيك لا أحد يفعل ذلك ما لم يكن شيطانا رجيما..
فهي تريد أن تعيد الإمراطورية لمصاص الدماء، و لا مانع من بعض التضحية مادام سيؤدي الغرض!
هل سأكون أحد تضحياتها التي ستقدم قربانا لأسيادها! و بكل جشع و فخر! ووحشية
ربما، لا أدري، و لكني أفهم تلك النظرات التي كانت تصوب نحوي.

إنها توحي بحقد دفين، توحي و كأنها تدخر لي مصيرا لا أعرف ما هو لكنه بطء
رغم أنها بدت مترخية تماما و باردة كعادتها..
ثم تجاوزتني بخطوات و هي تتأفف بإشمئزاز، تعتبرني مجرد فأر قذر إعترض طريقها لبرهة، ثم ركلته بعيدا ذون أن تشعر!
أو مجرد نملة داسته و هي لا تدري!
أفهم هذه النظرات المشمئزة بل صرت أحفظها مؤخرا..
دعت أحد الخدم سألته عن يوري، فأخبرها أنه في المكتبة كالعادة يدير أعماله هناك..

و مضت سبيلها، و قد تبعتها لاحقا ذون أن تشعر بي، أريد أن أعرف ما تحيك و ما تريد من يوري!.
هل كنت أشعر بعدم الثقة و الأمان، نعم، لا يمكنني إنكار ذلك!
رغم حبي ليوري إلا أنه لم يحن الوقت لكي أعطيه كل ثقتي!
فلحذر كل الحذر يا ماريا، أنت لا تريدين أن تتذوقي المرارة لاحقا!
كنت فقط آخد إحتياظي لا أكثر، لا أحد يلومني في ذلك!

سرت متلصصة إتجاه المكتب و حالفني الحظ حيث الباب كان مواربا ويمكنني أن أسترق السمع ذون جهد يذكر، أي عادة سيئة نميتها هذه الأيام..
إستراق السمع، و كأنني عدت الى زمن الطفولة والشغب!
لا يهم، المهم أن أزيح من طريقي كل من يهدد إستقراري و سعادتي و إيسبيلا واحدة منهم..
سمعتها تقول برجاء و تدلل.

- أنا أعرفك يا يوري، أنت لا تريد طلاقي لنتكلم بصراحة، أنت فقط تريد أن تضاجع تلك الفتاة، و أنا أقول لك بأنني لن أعترض طريقك! فلماذا تصر علي طلاقي! إعتبرني غير مجودة!
- لماذا يا إيسبيلا! رغم كل ما يحدث لماذا أنت متمسكة بعدم الطلاق!
- سأفقد إحترامي و إعتباري أمام مجتمع المخملية خاصة بعد أن يعرفوا بأنك تركتني من أجل خادمة!
- لن يحصل ذلك! أنا وعدتك أليس كذلك!
- إذن ستبقي سرا! أنت مدين لي بهذا على الأقل!

- أقول لك في المرة الأخيرة لن يعرف أحد علاقتي مع ماريا! كما أن أحد لن يعرف طلاقي منك!
- شكرا لك يا عزيزي!
فارت الغضب نحوة رأسي، كيف يستطيع أن يفعل بي هذا! أنا لن أقبل أن أكون سر أحد!
دفعت الباب المرتخي بغضب، و دارت نظراتهم نحوي بإندهاش!
ثم تزاحمت الكلمات في فمي..
- أنا لن أقبل أن أكون سرك القذر! لماذا تزوجتني إذن!
- إهدئي ماريا، سنتكلم فيما بعد..

ضربت إيسبيلا صدرها بكفها كأنها تعيد قلبها، الذي أوشك على السقوط إلى مكانه، ثم وضعت كفيها على أذنيه، فأزاحتهما لتخفي بهما وجهها، ،
قال بصوت بالكاد يُسمع:
- لن يعرف أحد!
ببرودة أجاب يوري
- حسنا، لن يعرف أحد، ليس قبل أن نتطلق!
كادت أن تنهار إيسبيلا، رغم تظاهرها، بعكس ذلك، فضربت طاولة المكتب بقبضتها.

- لا، لا اريد لأحد أن يعرف أنك تركتني من أجلها، ليس الآن و ليس المستقبل، و إلا أقسم أنني سأنهي حياتي هذه!و ستكون السبب!
قلت لها ببرودة غير مبالية بإنهيارها العصبي
- كيف يمكنك أن تقرر ما سنفعل في حياتنا الزوجية..
- أصمتي، أنت ستبقين دائما الفتاة الخادمة و لن يقبل بك أحد! عائلة أكوادور لن تقبل بأمثالك!
هوى يوري قبضته على الجدار، فتناثر الطلاء، و قال رافعا صوته الجهوري.

- أصمتا كليكما، لقد أخدت قراري، لن يعرف أحد قبل أن نكمل إجراءات الطلاق..
إنتفضت إيسبيلا بإنفعال، ثم خرجت و هي تضرب الباب ورائها
رغم أن هذا لا يرضيها إلا أنه لم يرضيني أيضا، كنت أريد أن يعرف الجميع أنني السيدة الجديدة، و أتباهى بكل فخر بأنني سلبت مكانها..
ربما بهذا أخدت ثأري القديم منها
لا أدري لماذا أنا مهوسة بالإنتقام، رغم أنني فزت منهم، و حصلت ما أردته دوما..
حصلت رجل يحبني، يقدرني، يحتويني..

و لكنني رغم ذلك بدوت كمن لم تشبع من الإنتقام، و لن أشبع أبدا، ليس قبل أن آخد ثاري، بدا من إلينا و إنتهاءا من إستيفن
سأديق لكل واحد منهم ما أذاقوني طوال حياتي التعيسة في هذا القصر..
و قد وضعت لكل واحد منهم خطة مرسومة..
غدا سأعود الى دراستي، و سوف أقضي بعد الوقت في المكتب لكي أضع بعض من خططي الإنتقامية االمريعة!
ربما لا أحتاج الى دراسة كهذا، فأنا أعرف كيف أنتقم كل واحد منهم!
ميرنا التي تحب هيري..

إلينا الغبية التي لا يحبها إستيفن..
و إستيفن الأحمق الذي تتلاعب به أخته..
أعرف ما أفعل بهم جميعا..

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة