قصص و روايات - قصص مخيفة :

رواية خادمتي اللذيذة للكاتبة ميمونة كاليسي الفصل الثالث عشر

رواية خادمتي اللذيذة للكاتبة ميمونة كاليسي الفصل الثالث عشر

رواية خادمتي اللذيذة للكاتبة ميمونة كاليسي الفصل الثالث عشر

إنبثق في عينيها ما يشبه الصراخ..
إستغاثاتها تزيدهم إشتعالا و إثارة..
قاومتهم كلبوة متوحشة كما يقاتل المقاتلون جيشا..
و لكنها لم تستطع أن ترد رجلين ضخمين..
رفسوها على الطين مرة أخرى..
جرح الرجل المتوحش السكين يده بقصد، يبدوا سفاحا مجنونا، سال منه الدم، إستلذها..
إتثار هذا شهية ماريا، عطشها التي أخرسته، جوعها الوحشي التي ألجمته.

رفعت سحنتها المغرقة بالطين، بينما الضحكة تملأ قسمات وجهها، قهقهت بشكل هستيري..
إمتلئهم الدهشة، بلدت أديانهم بينما صقلت من عقولهم العجب..
أطلق الرجل صوته عاهرة مجنونة بينما صفعها الآخر من وجهها إستهجانا أخرسي
زاد الضربة وتيرة الحماس في داخلها..
إبتلعت صوتها و قهقهاتها المجنونة، أحسوا بالراحة لابد أنها خافت..

غابت على أنظارهم كثبات الرمل قليلا، دارت عيناهم على الشارع و ما إنفكت حتى هجمت علي أحدهم و أنقضت فوق رقبته كالأسد، استكان. بين. مخالبها..
تمتص وتيرة الحياة منه كما تأكل النار الهشيم من الحطب..
وقف الآخر برعب، إرتفع عويله، بسرعة قام بطعن السكين على ظهرها عدة طعنات بشكل هستيري يغتاله خوف لم يراه من قبل!

و لكن كانت ثابتة فوق جسد صديقه المتهاوي، و هي بذلك لم تشعر شيئا مما تنهال فوق جسدها من ركلات و طعنات حتى أخرجت آخر قطرة من جسده و تركته جثة هامدة خاوية..
سرعان ما تقمص الآخر دور الجبان الهارب، مقشعر البدن، روحه تتطاير مع أنفاسه اللاهثة كطيور مرعوبة، كالح الوجه، جرى لفترة حتى ظن أنه وصل الى بر الأمان، أخد تنهيدة ثقيلة، و تنفس صعداء، و ما لبث ثانية حتى ظهرت أمامه تكتحل بإبتسامة جنونية.

و بسخرية مريرة خاطبته أهلا يا صديقي، لنستمتع قليلا
صاح بجنون، تفجرت براكين سكونه و طمأنينته، إنبثق من عينيه ما يشبه التوسل..
غشت رؤيته غفوة. و ذهول، ووجد نفسه تحت كنفها، و قد غرست أنيابها في لحم عنقه الطري، بدا فريسة لا حول و لا قوة، حتى الصراخ أبت الخروج من فمه الملتوي من الألم، و رضخ مثل الشاة عاجزا! لحظات و رمت جثة أخرى في الشارع..

لم يتنام الى سمعها أي صوت من أحاسيس النذم و شعور بتأنيب، و لم تبادر أي رحمة لهم سوى إنتشالها بإقتناء فكرة إنهم حثالى المجتمع و كانوا يستحقون ما حصل لهم، و لكن الجريمة هي الجريمة مهما كانت المبررات تعاقب القانون عليها..!
حملت نفسها و كان هذا أول مرة تبدوا شبعة الى حد الثمالة و الغثيان، مرر ت لسانها حول شفتيها تستلذ ما تبقى من أثار الدماء، فيما إلتبست بإبتسامة ماكرة و شريرة.

يا للذة الرجال، إنهم أفضل من تلك الأكياس الباردة، العروق في دمهم حارة و بطعم المعدن، سأحرص فيما بعد أن أصطاد رجال أشداء و حثالة مثلهم، و بذلك أقوم خدمة كبيرة للمجتمع.

لملمت أطراف فستانها الممزقة من التحت بشوكات الطريق و حصيات الغابة، إختفت كالبرق، و ظهرت أمام القصر بسرعة، داهمها غرور القوة، و نبش في داخلها غطرسة عجيبة، و إعجاب بالنفس! هي لم تعد تلك الضعيفة التي يستغلها الجميع و يفعلون بها ما يريدون..
كانت تريد الإنتقام من يوري تبتلع له مفاجأت غريبة، بل تريد الإنتقام منهم جميعا!
سترد أصابع الإهانات و الضربات لإيسبيلا!

و تنتقم لتلك الإشاعات التي روجتها إلينا..!
و لكن بالرغم كل الحقد و التهيب للإنتقام الدي أعدته و القلق الدي يعتريها إلا أن شوقها إلى إستيفن كان طاغيا على كل شيء..!
قلبها يتمرّغ في أنهار اللهفة و الشوق، يغمرها من الداخل و هي تتطلع القصر، حتى كادت روحها تفيض منها مثل الطيف يحلق بسماء الأماني و الأمل..
دفعت الأبواب الحديدية في خارج القصر، ، إنفتح مصراعيه، دخلت بهدوء..

إنتفض الحارس من جلسته كالمجنون، و كأنها رآى شبحا و لطالما أنكر وجودهم!
جاوزته بينما غشت عيناه و غيبت وعيه للحظة ثم إستحضرها و لم يجد ها
لا بد أنه شبح، أنها شبح ماريا
...
الحاشية: ً.

بعيدا عن ضجيج الحياة، المتعبة، و بهدوء الليل، تحت إنجذاب القمر، في الحديقة، قرب أصوات هدير الماء في نافورة الجميلة، يشتد أوتار العزف الرومانسية في إستيفن و إلينا، إلى أبعد حدود، كانا قد إفترشا لحافا على الأرض، يقومان بإعداد النجوم كما كانا يفعلان عندما كانا صغيرين..
شردهم الذكريات الى يوم كانا ينعمان بطفولتهما، يوم. لم يكن حينها يعرفان سوى السعادة و المرح...

تنهدت إلينا، إنحنى رأسها قرب رأسه، تكلمت بنشوة أنثى
استيفن، هل تتدكر عندما كنّا صغيرين، نراقب نجوم السماء حتى نغض في نوم عميق و تقول لي أبي و أمي يسكنان هنا و أنت تشير أصابعك بأكبر النجوم!
خاطبها بمرح أتدكر أيضا كيف كنت أصنع غصنا بخاتم و أضعها بيدك و أوقول لك سأتزوجك يوما
انتفضت إلينا من جلستها، ونظرت إليه بخجل هل مازلت تتدكر تلك الأيام، لقد ظننت بأنك نسيت.

إلتبس بإبتسامة ماكرة لا يا عزيزتي، بالطبع كيف لي أن أنسى أنني كنت يوما ألعب مع إلينا الجميلة
كانت تقطر خجلا، حبست الدم في وجنتيها الباهتة، و أردفت بهدوء هل كنت تعرف أيضا أنني كنت..
قاطعها كنت أعرف أنك تحبّني، كان واضحا ألا تظن! إرتباكك كل ما تراني، نظراتك التي تلاحقني كالطيف، و لكن كان عليك أن تبوح لي بحبك!
ردت بإنفعال لا، لقد بحت لك مشاعري برسالة طويلة أرسلت مع ماريا ألم تصلك.

شرد في أفكاره، تلك الرسالة التي رسمته أصابع رشيقة و مبدعة، رسالة أخدت تفكيره لأيام و شردته بغياهب الغموض..
تنهد، عاتب نفسه تبا! كيف لم يخطر في بالي أنها منك، لقد ظننت بأن تلك الرسالة تخص ماريا..
إختلطت أفكاره، عصفته الحيرة الى عالم الشرود، أخد يرتب أفكاره فيما وقف و اعتدر لإلينا، كان أشبه برجل عندما إنتهى في بناء سفينت و جد البحر جافا..
أطيافه مشبوحة، ترك جسده الجاثم هنا و راح بروحه في عالم الشرود.

تلك المرأة في الرسالة نبتت فيه دهاليز الإعجاب، كانت إمرأة الخيال، إمرأة الثقافة، إمرأة الإبداع، رسالتها التي ملأها في ذلك الصباح نذرك الجنون و اللهفة للإلتقاء بها، إمرأة عرفت معنى الشعور و الإحساس و البوح بعواطفها الجياشة..
لم يكن يعي أن الحب لا علاقة لها برسالة أو مكتوب، و أن القدر هو ما جمعها لماريا، تنهد بثقة نعم، أنا أحببت ماريا، و لا تصنع تلك الرسالة أي فرق.

كان أشبه بأنه يرغم نفسه في أمر يعتقد فيه أنه يمكن أن يصنع فرقا ولو كانت حية..
و لكن ها هي ظهرت أمامه تفاجؤه بحضورها المستحيلة..
وجد ساقيه عاجزين عن الحركة بفعل الدهشة و الصدمة المباغت الذي إعتراه..
خرجت من بين الظلام و كأنها تحاول أن تختطفه بعيدا..
إنتفضت إلينا من جلستها، لسعتها لفحات الصدمة، إنقباض ممزوج بأسي، أحست كل أمانيها إختفى على درج الرياح، و هرولت بعيدة تجهش بالبكاء.

هم إستيفن أن يلحقها، و لكن توجد ماريا أمام عينيه، تلك التي أحبها و أعشقها و زرعت في قلبه الحزن عندما ظن أنه فقدها..
إبتلعها في حضنه ناسيا كل شيء..
كان لحظة لم يستطع أن يقاومها، فأجهش بالبكاء و هو متمسك بها و كأنه يخاف أن اختفى و تتبعثر في الهواء..
لم تكتمل سعادة ماريا في إحضانه، فقد لحظات حاولت تقبيله و لكنه تراجع قليلا فأحسست ببرودة مشاعرك أو أن شيئا قد تغير..

إستفسر لها تبدوا منهكة يا عزيزتي، بعد كل ما مررت لا بد أنك تحتاجين الى حمام ساخن، و نوم مريح، دعني آخد الى غرفتك
تسرى في أوردتها الإطمئنان، و لم تتوقع أن يومين التى لم تكن في القصر تغير أشياء عديدة..

ليلة قال القدر كلمته من ليال الضياع، يضيع عقلها في جلستها العربدية حينما شاهدت ماريا، قادت قدماها لتدخل الى غرفتها، رمت نفسها فوق سريرها بإهمال لينجلي ليلة يضعضع البرد في أركان جسدها الجاثم، و كآبة حاد أطاحت بها مهدورة الأنفاس و هي تجهش بالبكاء، و تئن أنينا يعزف أوتار عزف حزين يقطع نياط القلوب الساهرين..

كان شباكها مفتوحا، تعصف برودة رعشة اليأس متسللة الى أوردتها تدريجا، برد جلدي تساوي برد قلبها المكسور و آمالها التي تناثرت مثل قطع المرآة، آمال رسمتها لحظة إنصياع لسعادة مؤقتة، برد يتركها بين سنادات الألم، برد تترك دموعها أثار على خدها، و كانت البرودة تتعصف فوق جسدها اللامبالي..
دلفت نحو الشباك بعد أن ضاق بها الكتمان و صدع الألم أناملها المرتجفة الباردة...

تناظر السماء بنظرات حيري و ترجوا أرجوك، خد جسدي، خد روحي..
سمعت صوتا عميقا يأتي تحت نافدتها، أيتها الفتاة، أيتها الفتاة
تاهت نظراتها في الفضاء الواسع، لمحت أحدا عندما أنحت رأسها بشده..
امعنت النظر إليه، أنه فتى يبدوا في مثل عمرها، ضخم الجثة..
خاطبته بتعجرف هل تتكلم معي
نعم أنا أتكلم معك
أردفت ماذا تريد أبها الفتى! و ماذا تفعل أمام منزلنا؟
خاطبها بلطف هل هذا منزل عائلة إكوادور كلاوس.

خاطبته بينما تكفف أثار الدموع على خدها نعم إنها منزلنا
سكت لبرهة و أردف بحنان لا تبكي لأحد لا يستحقك، لا تهدري دموعك الغالية
نظرت إليه بإنفعال حاد، تلوى فمها و أردفت كم أنت وقح، لا تتدخل فيما لا يعنيك أبدا، أغرب عن وجهي
خاطبها بعناد لا لن أذهب، أريد أن أجد ماريا
لحظتها تحول حزنها الى حقد، و رمت في وجهه شتائم فوضوية كقصف عشوائي جعله ينعتها بغبية و مجنونة..
...

عند بوابة القصر وقف يدق الجرس بأنامله المتوترة، إرتجف، تنبش به الدكريات صور الجثث التي تركت ماريا وراءها على الطريق بإهمال، فقام هو بنبش الجثتين على حفرة عميقة حتى لا تجدها الشرطة، نعم، لقد كان يحمي ماريا و لا يعرف السبب، ربما لأنه يحس بالمسؤولية تجاهها لأنه لم يدفنها كما كان يفترض أن يفعل، أم كان محاولة غير معلنة للبحث عن حبيبة تملأ حياته بسعادة، دعنا نتوقف عن الإستنتاج، و نتطرق للقصة..

لفته ملامح وجه الحارس السارح المضطرب إنتباهه..
خاطبه بصوت عال أيها الحارس لماذا لا تفتح لي الباب
تملك الدهشة عليه و رد بسرعة آسف، لقد كنت شاردا على ما شاهدت قبل ساعات
تكلم جيري بإهتمام و هل رأيت ماريا
توسع عينى الحارس حتى بدت حدقتا عينيه، و ردد نعم، نعم، رأيتها مند قليل و قد ظننت بأنها شبح
إستطرد بدهشة و لكن من أنت..؟!
خاطبه أنا إبن سيد فرانسيكوا الدي يمتلك دار الجنازة.

فتح الحارس البوابات الحديدية للقصر..

الحاشية ١:
كان المسكين إستيفن في دهشة الدروب، يتغلغله رعشة التوتر و الحيرة..
تحرك نحو ماريا بدمعة شاردة يأبى أن تخرج من مقلتيه..

و كانت الندم تطعنه بسكين الحسرة، لو أنه فقط إنتظر قليلا قبل أن يتجاوز عن فراقها، لو أنه لم يقدم ما قدم في تلك الليلة، ندم من كل شيء، سكرته، نومه مع إلينا، وعده لها بالخطبة يوم الحفلة، آه يا لتلك الميثاق التي قطعها، و لكن هل حقا سيتخلى عن وعده؟! هل سيمحوا تلك الليلة التي ضاجعها ألينا بكل سهولة، هل سيخفي ما فعل لحظة إنصياع لحزنه و سكرته من ماريا؟!

كل هذه الأسئلة كانت تحيره! كانت تقذفه الى عرصات الإستسلام للكذب!
حينها قبل جبينها بقبلة حارة، و أخد يطمئنها بلفظة بلاغي عشقي..
حبيبتي ماريا..! أرجوك لا تتركني، أنا بذونك لا شيء..
أحبك، أحبك، و ألف مرة أحبك يا ماريا!
خاطبها بثقة و هو يمحوا كل ما إختزنته ذاكرته من تلك اليومين!

أشرق السعادة على وجه ماريا، إنتفضت من فراشها، و أبتلعته في حضنها بشقاوة أنثى، و هي تتدلع بصوتها الناعم محاولة أن تذكره على خطبتهم
حبيبي، أأنا في لهفة شوق جنوني عن ليلة خطبتنا، هل سنشتري الخواتم غدا
سرت قشعريرة غريبة في جسده، و هو يبلع خوفه، و يجر حقيقته السوداء التي تجثم في صدرة الى إختلاق عذر غير حقيقي..
و رد بصوت خافت. لا ليس غدا! سأكون مشغولا!

غطى وجه ماريا سحابة حزن دقيق كسرها بكلامه المعسول و قبلة في خدها..
أنا أحبك ماريا! ثقي بأنني أحبك
إبتسمت له بإبتسامة خلابة..
خاطبها قبل أن يشي طريقه الى الخارج و الآن سأذهب لأتركك ترتاحين، أراك في الصباح.

خرج إيستيفن من الغرفة ماريا، و أنساب نحو غرفة إلينا كنهر جارف، أكان محاولة التصالح مع ضميره الدي يأنبه بحق الدي إقترب تجاه إلينا، أم أنه يريد بزيارته لها مقابل غير عادلة، يريد منها أن تخفي ما حدث بينهم؟! و تنسى كل شيء!؟
تحرك نحو غرفتها بذيول الحيرة و الإستعداد!
دق بابها بدقات سريعة متتالية...
أدار العروة، دفع الباب بلطف..

وجدها واقفة قرب الباب، وجهها الشاحب الحزين، آثار الدموع على خديها المكفهرتين، شفتيها الوردتين الممتلئتين التي شبعت من رقرقة دموعها الحارة..
نظرت إليه ببرودة
الصمت يطبق المكان..
أمسك أطراف يديها الباردة..
شعرت بالدفء، صدر منها حركة تلقائية دفعت بها يده، و خاطبته بلهجة ثائرة
ماذا تريد يا إستيفن! ماذا تريد مني! ألم ترجع حبيبتك! لماذا لا تكون معها هذه الليلة فهي بأمس الحاجة لك.

رد بصوت خافت و ماذا عنك!؟ ألست بحاجة لي
إنسحب صوتها حزنا الى قاع حلقها، لم تستطع أن تجيب، نظرت إليه بنظرات مملوءة بالحقد و الإنقباض، غصة عجيبة في داخلها..
أمسك يديها بجرأة، لم تستطع أن تمنعه..
خاطبها بحنان إنها باردتين جداً.
و أخد يمسحها بيديه و يدفؤها، بينما سيول العشق و الدفء ينجرف من داخلها..
رمت نفسها لحظة ضعف على جسده، إبتلعته بدراعيه، فليس في جعبتها أي متسع للتفاوض، هي تريد ه و بقوة!

خاطبته بين شهقات بكائها إستيفن أنا أحبك، لن أستطيع أن أعيش بدونك، أنا أريدك حتى لو كان يقتضي الأمر أن أشاركك مع إمرأة أخرى، أنا أريد أن أكون زوجتك و أم أطفالك، حتى لو كان يعني أن تقضي ليلة واحدة معي و بقية لياليك مع ماريا!
إرتسم الدهشة في وجه إستيفن، لم يتوقع هذا من إلينا! و خاطبها و أنت تعرفين أنني أحبها أكثر منك.

ردت بصوت مراري يائس نعم، إستيفن، كل ما يهمني أنني أمتلك مكانة في قلبك حتى و لو كان جزءا صغيرا!
لفها بإحكام في ذراعيه، يحتضنها بلهفة شوق جسدها الناعم..
و سرعان ما تقمص بدور الخائن ناسيا ما عده بنفسه أنه سينسى إلينا لأنه يحب ماريا أكثر..
جذبه حفيف ثوبها الإستقراطي الفضفاض فوق جسدها البنزدي الناعم..
يفاجئها بقبلة حارة على فمها..

و كان نيران شهوته كبركان هائج، بحر عاص يكره القوانين و يحب التمرد، بحر طاغية من طغاة الطبيعة..
دقائق و ينطفئ لهيبه، يتدحرج من فراشها ليقتفي أثار العتمة و البرودة، دون قبلة أو حتى كلمة حانية
و فيما يلبس يخاطبها ببرودة و كأنها دمية الإشباع لا مشاعر لها..
سوف ينتهي ما بيننا فقط عندما تعرف ماريا، حينها لن تجدني بقربك..
إبتلعت إلينا قسوته، لأنها لا تريد أن تفقده، و بدت يائسة لحنانه و عطفه..

فالجوع الى الحنان شعور مخيف و موجع، يظل ينخر فيك من الداخل و يلازمك حتى يأتي عليك بطريقة أو بأخرى..

خاطبته بنبرة حزينة قبل أن يشق طريقه خارج الغرفة هل مازال خطبتنا قائما، يوم الحفلة
ما أسوء أن تبدوا المرأة يائسة للحب. انها على استعداد لتضحية كرامتها!

وقف بدهشة و تملل قبل أن يُبْصق الحرف الأول بثقة سأفكر بالأمر
خرج من غرفتها عاري الصدر، يحمل قميصه بيده..
إنبثق أمام شخص غريب
تجمد إستيفن في مكانه، عرقلته الصمت..
خرجت إلينا خلفه تناديه، بثوبها الفضفاض..
تجمدا أمام الباب..

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة