قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية خادمة الشيطان للكاتبة شروق حسن الفصل الرابع والعشرون

رواية خادمة الشيطان للكاتبة شروق حسن الفصل الرابع والعشرون

رواية خادمة الشيطان للكاتبة شروق حسن الفصل الرابع والعشرون

وكأن عقله نبهه لحالة التجمد التي تلبسته عندما وجد جسدها بين أيدي هذا البغيض الذي يمسكها من خصلاتها بعنف فيؤدي إلى تأوهها المتألم، سقطت دموع عيناها بألم ويداه تشتد فوق خصلاتها لتمسك بيداه علها تخفف من قوتها ولكن لا فائدة، نظرت جيسيكا ل بيبرس الذي يهرع بإتجاهها بلهفة مغمضة عينها بألم، يبدو أنها النهاية كما قالت خاصة عند وجود تلك الطعنة الجانبية على أقصي معدتها والتي لا تتهاون في تقطير دمائها المصفاة على يد هذا الغادر، يبدو أن قصة عشقها التي لم تبدأ إنتهت إلى هنا وتلك هي النهاية المحتومة، ضربات قلبها تبدأ في الإنخفاض الآن ليُصعب عليها عملية التنفس ولكن تقاوم بأقصي ما لديها.

أما بيبرس مجرد رؤيته لها بتلك الحالة بشعرها المشعث ووجهها الأحمر الداكن بشحوب يرسمه ببراعة جعله يحتبس أنفاسه بخوف متأهبًا لما سيحدث، ليهرع إتجاهها وهو يقسم بأن يذيق هذا الدخيل أشد أنواع العذاب.
صاح بيبرس بعنف وهو يشهر سلاحه إتجاه هذا الوجه المألوف بالنسبة له ولكن ذاكرته لا تساعده في هذا الموقف: أتركها يا حقير وإلا أقسم لك بأن أُقطع جسدك إربًا.

ضحك الآخر بملئ فاهه ويده تشتد أكثر على خصلات تلك المسكينة التي أصبحت شبه مغيبة عن الوعي، ليقول بعتاب زائف: تؤ تؤ تؤ. ألا تتذكرني عزيزي بيبرس! اللعنة على زاكرتك.
دقق في ملامح وجهه وها قد علمه للتو، وقبل أن يجيب جاء صوت يزن الراوي من خلفه وهو يتحدث بغضب كالذئير: مرتضي الرفاااعي. النهاردة يوم الحساب ودفع فواتير الماضي. وانت فواتيرك كتير ولسه مسدتهاش.

بمجرد سماعه لصوته والذي يوازي إعصار غاضب محمل برياح خمسينية مهلكة، ابتلع ريقه بتوتر ولكن يجب أن يكمل ما انتوي فعله قبل ذهابه، تحدث مرتضي بصوت جعله ثابت قدر الإمكان وهو يختبأ بجسده خلف جسد جيسيكا الواهن: وأنا جاي أسدد الفواتير دي يابن الراوي، بس انت اللي هتدفع حسابها.

اعتلي ثغر الآخر ابتسامة جانبية ساخرة ليسخط مرتضي على ردة فعله الساخرة ليزيد من قبضته فتتأوه بقوة قبل أن تهبط على ركبتيها وذلك الألم الذي يعصف بمعدتها يزداد شدة وخطورة، لتتساقط حبات العرق عن جبينها ناظرة للذي يطالعها بخوف ولم تغفل عن طبقة الدموع التي تجمعت بحدقتيه لتبتسم بوهن قائلة بضعف وكأنها لحظة الوداع الحاسمة في حياة كليهما: أحبك بيبرس. احببتك منذ أن قابلتك يا مغفل.

هز رأسه برفض وهو يري جسدها يتراخي أمام عينه، هل تركته كالبقية! صرخ بإسمها بقهر ولا يستطيع الحراك تجاهها بسبب هذا اللعين الذي يصوب سلاحه تجاه رأسها بالتحديد، ليفقد آخر ذرة عقل تبقت لديه ومتحولًا لوحش ضاري عاني من ويلات الفراق مشهرًا سلاحه تجاه المرتضي الذي كان يوجه نظراته المتحدية ليزن الذي كان يقابلها بسخرية، ثم وعلى حين غرة انطلقت طلقاته بصوتها المدوي في الأرجاء لتصيبه في كتفه وأخري في قدمه لتُشل حركته وهو ينظر له بصدمة، ليذهب إليه بيبرس مكملًا ما فعله وهو يبرحه ضربًا متذكرًا جميع من فارقوه ودموعه تهبط بلا هوادة.

أستفاق على يد تجذبه ليجده يزن الذي ينظر له بتحذير متحدثًا بقوة: لا تضعف الآن، هي تريدك، تريد من شعرت معه بالقوة لا الضعف، لذا اذهب الآن وانقذ ما تبقي من عشقك بيبرس.
استمع له بدموع تغرق وجنتيه ليذهب إليها مسرعًا ويهبط لمستواها حاملًا إياها بسرعة مهرولًا تجاه سيارته التي صعد بها مسرعًا يقودها إلى أقرب مشفي لهم.

أمسك يدها وهو يقول برجاء ودموعه تأخذ مجراها على صفحات وجهه: ارجوكِ لا تتركيني جيسيكا، لا تتركيني بعد أن أصبحتِ طوق نجاتي وملاذي الوحيد، لقد تركني الجميع ولا يمكنهم العودة مرة أخري، لكن. لكن لن أسمح لكِ بالذهاب مثلما فعلوا، قلتِ لي منذ قليل إنكِ تحبيني، لكن بالنسبة لي فقد تخطيت الحب بمراحل لتصبحي كإدمان يتغلغل داخل أوردتي، أرجوكِ تحملي قليلًا فقط، لقد أوشكنا على الوصول عزيزتي.

كان يهذي بتلك الكلمات لتهدئتها ولكن في الحقيقة كان يُهدي من روع قلبه ودقاته المتزايدة التي تضرب جنبات صدره بخوف من الفراق مرة أخري، وصل للمشفي في غصون خمسة عشرة دقيقة فهرع يحملها بسرعة ثم أدخلها المشفي متخدثًا بلكنته الأجنبية: طبيب بسرعة أرجوكم، انها تنزف.
هرع إليها الأطباء ومعهم عربة الترولي يضعوها عليها بحذر لتقول الممرضة على عجالة وهي تسحبها للداخل: خليك هنا يا أستاذ وإن شاء الله هنطمنك عليها.

لم يفهم منها شئ ولكنه قال برجاء عندما لمح الطبيب يدخل مهرولًا لغرفة العمليات التي ولجت بها للتو: أرجوك أفعل ما بوسعك لإنقاذها، ارجوك.
أومأ الطبيب رأسه بشفقة وهو يري حالته الرثة ثم ولج للداخل يباشر مهمته المفروضة عليه، نظر بيبرس حوله فلم يجد سوي أشخاص قليلة والحركة بالمشفي هادئة نظرًا لأن الشمس بدأت بالبزوغ من سويعات قليلة لتفرض سيطرة نورها على المكان.

جلس بإنهاك على المقاعد المقابل للغرفة وهو يدعو بتوسل لخالقه: يا الله. ليس لي سواها فخذ من عمري وأعطِها.

علي الناحية الاخري كان يزن يرمق مرتضي المصاب المقلي على الأرض بإهمال بنظرات متشفية، لا زالت رغبة الإنتقام متمكنة منه لينظر الآخر بجمود لتنهار حصونه المدعية بالقوة ليردف بتلجلج: ل. لو. لو قربتلي هتندم صدقني يابن الراوي.
علت ضحكاته الصادحة بلا روح متشدقًا بسخرية: شوف ي أخي، اللهم لا شماتة. بس أنا شمتان فيك.

نظر له مرتضي بعدائية وهو يهسهس بفحيح: صدقني هتندم وهخسرك أغلي ما عندك. هخليك تتحسر وتبكي بدل الدموع دم يابن الراوي.

لم يعير لحديثه أي إهتمام بل إنطلق تجاهه مبرحًا إياه ضربًا حتى سالت الدماء من أنفه وفم، بينما دماء ذراعه وقدمه التي كان بيبرس هو سببها مستمرة في السيلان، اندفع مراد وعمر تجاهه يحاولون تخليص الذي بين يديه حتى لا يفقد عقله ويقتله دون إدراك، وأخيرًا بعد محاولات عدة أبعدوه عنه وهو يلهث بقوة والاخر فاقد الوعي لا يعي بما حوله، بصق عليه بإشمئزاز مبتسمًا بإنتصار وأخيرًا بعد طول إنتظار إستطاع تحقيق إنتصاره الذي طال لسنوات عديدة وكانت تلك الشحنة هي الضربة القاضية للزعيم، حيث وضع بها معظم أمواله حتى يدخلها للوطن العربي ظنًا منه بأنه سيجد المساعدة داخل مصر، ولكن جاءت الضربة مِن مَن كان يضع به أمله ليكون هو تلك الطلقة الغادرة التي تخرج من فوهة سلاح غير معلوم الهوية تضرب صاحبها بلا أي شفقة.

تم التحفظ على البضاعة المحملة بالباخرة والقبض على باقي الرجال الذين ينظرون بعدائية تجاه يزن الراوي وكأنهم لو تُرِكوا سيقومون بإلتهامه، جاءت القوات للقبض على مرتضي أيضًا وهو فاقدًا للوعي ليتجهوا به إلى إحدي المشفيات الحكومية المتهالكة حتى يأخذ العناية الكاملة ويكون متجهزًا للحكم المنتظر والذي سيكون إعدامه بلا أدني شك.

صدح صوت الطيور حوله تغرد في سلام وكأنهم يحتفلون بالنصر من أجله والقَصاص لطفولته المنتهكة ليبتسم دون شعور منه وقد عادت الدموية لخلايا وجهه شاعرًا بالإنتشاء وكأنه إبن الثالثة عشر عام، ذهب عمر لإحتضانه وقد آثارت ضحكته حفيظته ليعلم أن ابن عمه قد نال مراده أخيرًا، ليردف بصوت متحشرج: حقك رجع يا يزن. حقك رجع يا صحبي.
بادله يزن العناق بسعادة تغمر كيانه وهو يهتف بحب: مكنش هيرجع لولاك إنت ومراد يا عمر.

انضم لهم مراد محتضنًا إياهم، ليصبحوا ثلاثتهم في أحضان بعضهم مشددين العناق، ليأتي في ذهنهم صوت يزن في طفولتهم، لينظروا إلى بعضهم بحب مرددين بفخر: طول ما احنا مع بعض. محدش يقدر يهزم الوحوش.
لتنتهي جملتهم وهو يضعوا كفوفهم فوق الأخري ليكونوا مثلث الوحوش.

وها قد تحقق النصر وتحقق الثأر بعد سنوات طويلة تعدت العشرة، ويبقي الإصرار على القصاص، حتى نالوا منه في يدٍ واحدة متحدين معًا، ولكن هل سيصمت الشر لهنا، أم مازالت للحكاية بقية!

تلك الحروب التي تدور دواخلنا تجعل مِنا بقايا روح مشتتة، فالقلب يصرخ بالنفي وعدم التصديق والعقل يصرخ بالسؤال، وهذا ما فكرت به عند إستيقاظها صباحًا ولم تجده بجانبها أيضًا، زاد القلق في قلبها العاشق ليتفتت إلى قطع تناثرت أشلائها بهدوء، وكأن ذلك الكسر الذي بفؤادها يمكنه التلملم مجددًا بلا أدني مجهود، قامت بتبديل ثيابها ثم قامت بالخروج من غرفتها علها تجده ولكنها لم تلمح طيفه حتى الآن.

تذكرت والدتها وحديث والدها المشكك لتتجه إلى غرفتها عازمة على معرفة الحقيقة المخفية عنها، طرقت باب الغرفة الماكثة بها ليأتيها صوت والدتها سامحًا له بالدخول لتدلف بخطي بطيئة مترددة خاصة عندما نظرت إلى وجه والدتها وبسمتها البشوشة التي تزين محياها لتقول بحنان أمومي فطري: تعالي يا حبيبتي واقفة ليه!

ولجت للداخل لتجلس أمامها وكم شعرت بأنها دنيئة لتأتي وتسأل والدتها هذا السؤال والذي يشكك بسمعتها، لتنهر نفسها بحدة لتستمع إلى صوت والدتها مرة أخري: قولي عايزة تسألي وتقولي إيه.
ابتلعت ريقها بتوتر لتجلس أمام قدمها ممسكة بكف يدها بحنان وحب مردفة: عايزة أسألك على حاجة. بس مش عايزاكي تفهميني غلط. انا والله عارفاكي وعارفة إنك.

قاطعتها والدتها: قولي عايزة تسألي في إيه من غير مقدمات يا ضحي، انتِ بنتي وعارفاكي أكتر من نفسي.
جابت بنظرها أنحاء الغرفة كاملة تحاول أن تحد الكلمات لقولها ولكن خانتها ثقتها بنفسها لتقول بتلعثم وخجل: بص. بصراحة. ب. بابا لما جه إمبارك قال كلام كدا أنا مفهمتش منه حاجة.
صمتت تستشف ملامح والدتها لتجدها تستمع لها بإنتباه فتشجعت مكلمة: يعني قالي. قالي إنك كنت. على علاقة بواحد صحبه. وإنك كنتِ يعني...

زفرت بحدة لتقول بسرعة وهي تغمض عيناها بحزن: إنك خونتيه مع واحد صحبه قبل كدا وإن دا السبب في معاملته اللي اتغيرت من بعدها.
فتحت والدتها عيناها بصدمة مما سمعته للتو، هل وصلت الدرجة لزوجها بالتشكيك بها أمام أولادها! هل قام بإتهامها بشرفها حقًا! هبطت دموعها بقهر وهي تستمع لحديث إبنتها لتقبل ضحي يدها تشاركها في البكاء: والله انا ما صدقته يا ماما. انا. انا بس كنت عايزة اقولك عشان اريح نفسي واريح ضميري.

مسحت والدتها على رأسها وهي تمسح دموعها بكف يدها الآخر لتمسكها من معصمها وتجلسها أمامها قائلة بحشرجة: انا هفهمك كل حاجة. وليه أوبوكي فاكر إن أنا خنته.

Flash Back: -.

لطالما جاهد للحصول عليها فكانت هي أفضل إنتصاراته بعد عناء طويل ومشقة بسبب والدها الذي كان يرفضه لأن حياته المادية كانت متدهورة قليلًا، لكن عندما رأي والدها إصراره في الحصول عليها تأكد بأن ذلك الشاب هو المناسب لإبنته وسيتمكن من المحافظة عليها، وها قد جاء اليوم المنتظر منذ عدة أعوام مروا كالدهر بالنسبة إليهم، دلفت منزلها الصغير على إستحياء لتشخص ببصرها تجاهه، فوجدته ينظر لها بهيام وعشق تمكن منه.

ابتسمت بخجل فها هو عشق المراهقة والنضوج أمام عينها ينظر لها بوله كما تمنت، ابتلعت ريقها بتلعثم عندما وجدته يتقرب منها حتى وقف أمامها مردفًا بعشق: مبروك عليا انتي يا كريمة.
بدالته نظرته محاولة تنحي خجلها جانبًا لتجيبه بنفس نبرته: الله يبارك فيك يا حبيبي.
احتضنها بشدة فبادلته العناق حتى سمعته يقول بربح وكأنها جائزة حياته المرهقة: ااااه يا كريمة. اخيرًا بقيتي في ملكي وفي بيتي، وفي حضني.

نطق الأخيرة بخبث لتزحف الحمرة لوجهها قبل أن تتركه وتركض لغرفتها، لتسمعه يقول بمشاكسة: هتروحي فين يعني. ما انا وانتي والليل طويل.

توالت الأيام والأشهر بل السنوات أيضًا يغدقها بعشقه الذي لا ينتهي وهي تستقبله برحابة صدر وفرحة مقدمة له الحنان والحب الذي افتقده منذ الصِغر، ف حمدي يتيم الأبوين، كافح طوال حياته حتى كوّن له كيانه الخاص من عرق جبينه للحصول عليها، وها هي تحمل أول نطفة في رحمها لتشهد عن عشقهم الذي شُيد بالحب، توالت فرحة حمدي عندما علم بأنه صبي ساهر عند ولادته ليزداد عشقه بها، وبعد عام رزقهم الله بطفلة بسيطة الملامح والتي كانت ضحي.

في هذه الأثناء كانت تحظي بكامل الرعاية منه والحب حتى جاء ذلك اليوم، عندما دخل منزله وبيده بعض الحقائب كعادته التي بها ما لذ وطاب، لكن لم يكن وحده تلك المرة، بل ولج معه صديق له كان يظهر على ثيابه الثراء الشديد، ليقول حمدي بود لكريمة: دا سالم بيه يا كريمة، صاحب الشركة اللي انا شغال فيها. عربيته عطلت في مكان قريب من هنا وجه يصلحها هنا في الحارة.

ابتسمت له بود فبادلها الإبتسامة بأخري عريضة، لكن نظراته لم تكن محببة لها على الإطلاق، تجاهلت شعورها حتى يذهب فجلست بجانب زوجها على الأريكة وعلى قدمها كانت ابنتها الصغري، وسالم على الأريكة الأخري المقابلة لهم، جلس كلًا من حمدي و سالم يتحدثون قليلًا فشعر حمدي بالراحة لأنه كان يظن بأنه مغرور ومتكبر كما كان يقول جميع من يعمل لديه.

مر أكثر من خمسة عشر دقيقة ليقول حمدي بحرج: اسف يا باشا نسيت اجبلك حاجة تشربها.
هز سالم رأسه بالنفي قائلًا: ملوش لزوم يا حمدي اقعد.
والله ما يحصل يا باشا، ثواني اجبلك حاجة تشربها من المطبخ عشان زي ما انت شايف مراتي على رجليها البت وعدم اللمؤاخذة تعبانة حبتين.

ثم ذهب من أمامهم والجًا للمطبخ، ليستغل الآخر فرصة دخوله ممررًا نظره على كريمة التي لاحظت نظراته فإحتقن وجهها بشدة وقبل أن تصرخ به تذكرت زوجها، فمن الممكن أن يقطع مصدر عمله، حسنًا لا بأس فهو سيذهب بعد قليل ولا داعي للمشاكل.
قاطع تفكيرها نبرته المراوغة متشدقًا: قوليلي يا كريمة. كريمة صح! انتِ عايشة كويس مع جوزك.
اجابته ببرود بعد ما أثار خوفها: اه الحمد لله. نعمة وانا راضية بيها.

تحولت نظراته للإشمئزاز وهو ينظر للمنزل حوله، ثم تقدم قليلًا بعدما تأكد أن حمدي لا زال بالمطبخ: مش عايزة اللي يخليكي عايشة مبسوطة في مكان ولا عمرك حلمتي بيه!
فتحت عيناها بعدم تصديق لتقول بصوت هادئ محتقن: انت بتقول إيه يا جدع انت! انت اتجننت.

وقف قبالتها ثم هبط لمستواها قليلًا ممررًا يده على وجهها بوقاحة فقال قبل أن تبعدها بسخط: بقول إن إنتِ حلوة وجميلة وتستاهلي حد يعيشك في مكان أحسن من الخرابة دي، ويدلعك.
قال الأخيرة بخبث لتسري القشعريرة في جسدها من شدة وقاحته وكادت أن تجيبه صارخة حتى استمعت إلى صوت زوجها العالي: في حاجة يا باشا.
انتصب سالم في وقفته مردفًا بسخط: كنت بشوف بنتك يا حمدي. ما شاء الله جميلة زيك إنت، وامها.

جز حمدي على أسنانه بغضب من إقترابه من زوجته بتلك الطريقة حتى ولو كان يري إبنته ولكنه تداراه قدر الإمكان بحسن نية ثم قدم له أقداح الشاي الساخن ولكن سالم أخبره بأن السائق قام من الإنتهاء من إصلاح السيارة لذلك عليه الذهاب.
أومأ له بالإيجاب، ليذهب الآخر قبل أن يستدير غامزًا لكريمة أثناء إنشغال زوجها بحمل الطفلة بدلًا منها، ثم خرج من المنزل متجهًا لوجهته.

نظرت كريمة لوجه زوجها لتجده ينظر لها بتهجم وغضب، دخل الغرفة واضعًا ابنته الغافية على الفراش فوجدها تقف أمامه بتردد فمر بجانبها متجاهلًا إياها لتوقفه مسرعة وهي تردف: إيه يا حمدي المعاملة دي! إيه مش طايقني ليه!
تحدث بحدة أمام وجهها منهرًا إياها: مش عاجبك المعاملة دي! وطالما مش عجبك ليه خلتيه يقرب منك بالطريقة دي.
نظرت له بحزن مردفة بعتاب: وانت مش واثق فيا يا حمدي؟

نفخ بضجر وصورة رب عمله تأتي أمامه وهو مقترب منها بطريقة أزعجته وأثارت حنقه ليقول بتعنيف: وهو انا لما الاقي راجل مقرب من مراتي كدا وهي سكتاله عايزاني أعمل إيه! ازغرط ولا اتحزم وارقصلكوا!

تجمعت الدموع بحدقتيها وهي تستمع لغضبه والذي تراه لأول مرة لتنظر له نظرة أخيرة مليئة بالحزن قبل أن تتركه وتتجه لغرفتها منهمكة في البكاء، أما هو زفر بضيق من معاملته القاسية عليها، فقد أعمته غيرته عندما وجدها قريبة من الآخر صامتة، هو يعلم بنيتها ولكن ماذا يفعل بغضبه هو!

قرر التوجه إليها ومصالحتها ليطرق على باب غرفتها وولج دون الإستماع لإذن دخوله، وجدها جالسة على فراشها ودموعها تغرق وجهها لينتقل لها ألمه عبر نظرتها المحملة بالعتاب، ولماذا لا يحزن وتلك هي التي تمناها فترة صباه ونضجه وشبابه!

اتجه إليها وجلس على الفراش ممسكًا يدها ثم قبل كفها بعمق وكأنه يعتذر عما بدر منه، ليقول بحب وهو يمسح بإبهامه دموعها التي تهبط بصمت: كفايا دموع. متزعليش مني، انا عارف إني زعلتك بكلامي بس غصب عني بغير عليكي، يمكن أول مرة تختبري غيرتي بس أنا صعب، خصوصًا في أكتر حاجة بحبها في حياتي.

مسحت بقايا دموعها وكأن حديثه مسد على قلبها يحاول إصلاح ما فعله، لم تجبه وإنما إكتفت بالنظر له بحب ليجذبها لأحضانه مربتًا على ظهرها يقول بصوت يحمل بين طياته العشق المبجل: أنتِ عوضتيني عن فقدان أهلي، عوضتيني عن حنان الأم والأب وعملتيلي عيلة، حسستيني إني مش لوحدي بعد ما كنت بكافح والدنيا بتلطم فيها يمين وشمال، متجيش إنتِ وتلوميني على غيرتي عليكي.

يا الله. كيف لجمال حديثه أن يُنسيها غضبها منه منذ قليل! ألا يعلم بأنها تعشقه مثلما يفعل هو! بالتأكيد يعلم فهي إختارته من بين جميع الرجال ليكون شريك حياتها، مسدت على ظهره وهي تقول بحب: مش بلومك يا حمدي. بس كنت عايزاك تسمعني بس.
قبل جبهتها ليقول بإنصات: سامعك يا حبيبتي. قولي كل اللي في نفسك.

فركت يدها بتوتر، هي بالطبع لن تخبره عما حدث، فمن الممكن أن يتهور ويؤذي ذاته ويبدو على الآخر أنه ذات نفوذ كبيرة فمن الممكن أن يدبر له أي قضية يُسجَن من ورائها، لذلك قالت بهدوء يُنافي ما يدور داخلها: بصراحة أنا مش مرتاحة للراجل دا، حساه مش مظبوط كدا.
تحدث بمزاح لكي يحمل عنها توترها: واحنا هنناسبه يا كوكي، أهي مرة وخلصت.
بادلته المزاح ليجذبها إليه مرة أخري كإعتذار منه مرة أخري وهي تستقبله برحابة صدر.

توالت السنوات ليكون ساهر قد تعدي الحادية عشر وضحي في العاشرة من عمرها، ووالدهم يغدقهك جميعًا بالحنان فها هي أسرته تبدأ بالنضوج أمام عيناه شاكر كل الشكر لربه ثم لزوجته التي أنعمته بهم، غير مركزه المالي الذي بدأ في التزايد وأصبح موظف حاسبات في الشركة التابعة ل سالم.

وفي أحد الأيام تأخر عن موعد قدومه ليتسلل القلق لقلب كريمة لذلك قررت الإتصال به، ليأتيها بعد مدة صوت غريب لا تعرفه مخبرًا إياها بأن زوجها تم القبض عليه بتهمة الإحتيال.
وقع قلبها وذهبت للقسم بسرعة وهناك علمت ما يدور لذلك قررت التوجه للشركة تطلب مقابلة مديرها ببكاء، نظرت لها السكرتيرة بإحتقار قائلة بقرف: صاحب الشركة مين دا اللي عايزة تقابليه يا ست إنتِ. امشي إطلعي برا.

خرج في هذه الأثناء سالم وكاد أن يصرخ بهم، لكنه وجدها تقف أمام عيناه ليقول بلهفة داعيًا إياها للداخل: تعالي يا كريمة.
ولجت مع للداخل لتقول ببكاء: بالله عليك يا سعاة الباشا تطلع جوزي من السجن هو ملهوش دعوة ومستحيل يسرق حاجة.
قطب جبينه بتعجب ليقول بعدما تذكر: إيه دا هو حمدي من ضمن الموظفين اللي سرقوا الشركة.
هزت رأسها تنفي التهمة عن زوجها مردفة بسرعة: والله يا بيه حمدي عمره ما مد إيده للحرام.

جلس خلف مكتبه وهو يرفع سماعة هاتفه قائلًا وهو يطلب إحدي الأرقام: متقلقيش يا كريمة هطلعه حالًا.
تهلل وجهها بالفرحة خاصة عندما انتهي من محادثته مؤكدًا لها: حمدي هيطلع يا كريمة...
غزت البسمة وجهها لتجده يكمل بخبث: بس كله بحسابه.
ابتلعت ريقها بتوجس لتقول بخفوت: قصدك إيه يا باشا؟
ليلة...
لم تفهم ما يرمي إليه لتقول مستفسرة: مش فاهمة.

وقف قبالتها بطوله الفارع محني لركبته حتى يصل لطولها مكملًا وهو يحاوط خصرها بيده: تقضي معايا ليلة. ليلة واحدة بس قصادها طلوع جوزك من السجن.
فتحت عيناها بصدمة ولا تعلم ما حدث إلا عندما هوي كفها فوق وجنته بعنف لتقول بغضب جحيمي: دا بعينك ياا حقير. انت واحد وسخ وأنا مستحيل أخون جوزي. ربنا كبير وهيقف معايا بدل إنسان خسيس زيك.

قالت كلماتها ثم رحلت من أمامه بسرعة ليضع يده على وجهه مكان صفعتها متمتًا بمكر متوعد: ماشي يا كريمة. ماشي.
سارت هي في الشوارع وتفكيرها مشتت لتقرر العودة لمنزلها عل وعسي أن تجد حلًا بدلًا من النحيب هكذا، وبمجرد أن فتحت باب منزلها وجدته يجلس بإرهاق على الأريكة مغمضًا عينه لتذهب إليه بلهفة: حمدي. حمدي. رجعت امتي؟
نظر إليها مردفًا بتعب: من شوية كدا. حد دفعلي الكفالة وطلعت بس معرفش مين.

تمتمت بالحمد ثم احتضنته بخوف فشدد هو من إحتضانها قبل أن يتسائل: كنتي فين صحيح؟
ك. كنت بدور على أي حد يساعدنا بس ملقتش.
هز رأسه بإرهاق ثم قال: هدخل أريح شوية أصل هلكان نوم.
تركته ليستريح قليلًا قبل أن تشرع وتقوم بإعداد مائدة الطعام لأجله، بينما هو مجرد دخوله للغرفة وجد هاتفه يضئ بإسم سالم ليجيب بهدوء: الو يا باشا، حضرتك اللي دفعت الكفالة!
جائه صوت الماكر قائلًا: ايوا هي المدام مقلتلكش ولا إيه!
مدام!

ايوا المدام. انت كنت مفكر إني ممكن أخرج واحد حرامي من دون مقابل!
ابتلع إهانته قبل أن يتسائل بغضب: وهي كريمة هي اللي هتديك المقابل!
جاء صوته المتلاعب الوقح قبل أن يقول: وأحلي مقابل كمان. إنت بس اللي مش مقدر النعمة اللي في ايدك.
اهتاج صوته قائلًا بصراخ وصوت غاضب: إنت بتقول ايه! أقسم بالله هقتلك.
لو مش مصدقني عندك مراتك أهي اسألها. ولا أقولك استني هوريك أحسن.

اغلق الهاتف لتأتي بعدها بثواني عدة صور عندما كانت كريمة في مكتبه واقفة وهي مقترب منها بدرجة كبيرة.
انطلق من الغرفة بغضب عارم ليمسكها من ذراعها قبل أن يقول بإهتياج: دفعتي التمن إيه عشان أخرج يا كريمة! روحتيله لييييه!
م. مش فاهمة.
احتقنت عيناه بشدة مقتربًا منها قبل أن يتسائل بفحيح: روحتي لسالم ولا لأ يا كريمة!

ابتعلت ريقها بخوف وهي تري هيئته لتومأ بالإيجاب وكادت أن تتحدث فقاطعها بلطمة على وجهها أدت إلى نزيف شفتها السفلي، لتسمع صراخه الغاضب وهو يمسكها من ذراعها بقسوة: بعتيله نفسك عشان تخرجيني! بعتي شرفك! ليييه يارتني كنت مُت ولا جه عليا اليوم داا.

كان يتحدث وهو يضربها بقسوة ودموعه تهبط بقوة على وجنتيه، يري تحطم أحلامه وتدهور عالمه الوردي الذي كان يعيش به، ليستفيق على وقوع جسدها بين يديه فاقدة للوعي كالجثة الهامدة.
Back: -.

أنهت قصتها ودموعها تنهمر على صفحات وجهها كأنها تروي قصة معاناتها لتكمل: ومن بعدها خدني المستشفي واكتشفت إني كنت حامل بس الجنين نزل بسبب العنف والضرب. ووقتها بقي زي مانتي شايفة كلةيوم بيتهمني بالخيانة ومطلقنيش مفكر إنه كدا بينتقم مني، بس هو مش بينتقم غير من نفسه، بقا كل يوم سهر وخمرة لحد ما خسر القرشين اللي كنا سايبينهم للزمن على القمار، ومعاملته ليكم زي ما كنتي شايفة كدا.

اجهشت بالبكاء لتكمل بألم: كنا عايشين أحسن من أي اتنين متجوزين. ربنا يجازيه اللي طان السبب. حسبي الله ونعمة الوكيل.
كانت ضحي تستمع لها بقلب مُحطم وموعها تتسابق على وجهها، يبدو بأن والدها لم يكن كما تخيلت، بل هو وقع في فخ نصبه له أحد الشياطين ليهدم ملاذهم، احتضنتها ضحي وهي تقول ببكاء: بابا لازم يعرف الحقيقة يا ماما. مينفعش تتعذبوا بسبب ذنب إنتي معملتهوش.

غلبت أفهمه بس هو مكانش بيسمعني والله. عايزاني بعد العمر دا كله أعرفه الحقيقة اللي هو مسمعهاش!
أجابتها ضحي بإصرار: حتى لو عدي ألف سنة لازم يعرف الحقيقة. متقلقيش سيبي الموضوع دا عليا، المهم دلوقتي خدي دواكي ونامي عشان ترتاحي.

أومأت لها والدتها فإتجهت هي للخارج وهي عازمة على كشف الحقيقة لوالدها، وبينما هي تهبط وجدته معذب قلبها يدلف من باب القصر لتهرول إتجاهه بسرعة محتضنة إياه بشدة قبل أن تقول: يزن حبيبي كنت هموت من الخوف عليك.
إستقبلها هو بذراعيه القويتان داسسًا إياها بين أحضانه قبل أن يقول: قلب يزن ورحه وعمره.
سمعا حمحمة قوية ومن بعدها صوت عمر المستنكر القائل: هو إكمننا سناجل يعني وعلى باب الله هتعذبونا كدا!

رفع حاجبه بتحذير قائلًا: بتقول حاجة يا عمر يا حبيبي.
لا يا فوكس. بقول هطلع أريح أصلي هلكان نوم.
كاد أن يصعد فوجد من يمسكه من تلابيبه يردف بسخرية: ما هو بيت أبوك هو، مش انت عندك بيت يلاااا.
حدجه بضجر قبل أن يقول: برستيجي لو سمحت يا يزن سيب هدومي. وبعدين دا بيت خالي، والخال والد ولا انت ايه رأيك.

كاد يزن أن يجيبه ولكن قاطعه حديث ضحي الموجه لعمر: يزونتي قال كلمته خلاص. يلا إسمع كلامه ورح بيتك مش ناقصين إحنا.
ثم نظرت ليزن بحب متشدقة: يلا يا بيبي عشان تطلع ترتاح إنت كمان.
ثم أخذته وصعدت للأعلي.
بينما تشنج وجه عمر الواقف ينظر لأثرهم ببلاهة مرددًا: بيبي!
ضحك مراد على ملامح وجهه مربتًا على ظهره بخفة: يلا من غير مطرود.
ثم تركه وقهقته تتصاعد عندما نظر لوجه المتهجم.

جاء المساء ليستعد الجميع لتناول الطعام ملتفين حول الطاولة، ليهبط يزن بصحبة ضحي درجات السُلَم الطويل لتهرول آيات إتجاهه محتضنة إياه بشدة قائلة: وحشتني أوي يا يزن.
نظر إليها بهيئتها الجديدة بفخر وعيون لامعة ليبادلها العناق بحب أخوي خالص مجيبًا: وانتي كمان يا يوتا.
صمت قليلًا ثم همس بمشاكسة: كدا هتجبيه على بوزه اكتر ما هو واقع.
حمحمت بخجل لتتسلل الحمرة لوجهها وهي تقول بجهل مصطنع: ق. قصدك إيه!

أحاط كتفها ليقول بمزاح: مش قصدي حاجة يا حبيبة أخوكي.
والله! دلوقتي بقت حبيبة أخوها ونسيت رابطة الجرجير اللي جنبك!
ترك شقيقته ليحطها أمامهم بلا أي خجل: أحلي رابطة جرجير في حياتي.
ابتسمت ببلاهة وكأنه يغازلها بشعر صريح لتكون كالبلهاء، ليقاطع نظراتهم صوت عمر وهو يمصمص على شفتيه كالعجائز: شوف العيال يا عصام ياخويا. معندهمش ذرة خِشا.
نظر له يزن بغيظ ناهره: انت ايه اللي جابك هنا يا حيوان؟

رفع عمر رأسه بكبرياء وهو يمسح على كتف عصام قائلًا: خالو الله يباركله. هو اللي صمم إني أقعد أتعشي معاكوا.
نفض عصام يد عمر بقرق وهو يردف: إيش حال ما كنت طردك من شوية!
وضع عمر يده على قلبه وهو يقول بتأثر: الله يباركلك يا خالو عارف إني منور.
قاطع مشاغبتهم هبوط رضوي من الأعلي في نفس الوقت الذي دخل به ساهر المنزل كي يعلم الحقيقة، ليسألها مدحت مستفسرًا: راحة فين يا رضوي؟

وجهت نظرها لساهر ثم أردفت بجمود مصطنع: راحة اتخطب.
ليأتيها صوت يزن الساخر بينما عيناه محتدة: لا فيكي الخير والله، طيب مش كنتِ تعزمينا!
مجتش فرصة.
قالت كلمتها وكادت أن تتجه للخارج ولكنها سمعت صوت والدها المعنف يهدر قائلًا: استني هنا. راحة فين قولتلك.
قولتلك يا بابي، كان فيه عريس متقدملي عن طريق مامي والنهاردة خطوبتي عليه.

كان صوت ساهر الذي صدح تلك المرة معنفًا: مش كل مرة تعملي كدا وتسبيني وتمشي. مش بمزاجك تنهي كل حاجة ما بينا زي مانتي عايزة، انا عايزة افهم دلوقتي في إيه.
تأففت بإصطناع لتقول بلامبالاة وهي تخرج: قولت إني هتخطب مش ناقصة وجع دماغ بقا.
تركتهم ينظرون ببلاهة في أثرها بينما نظرات يزن كانت تحزم بالخبث مع ابتسامة جانبية صدرت عنه في الخفاء.

ذهبت ضحي لأخيها تحتضن إياه بمواساة قائلة يحزن: متزعلش نفسك يا حبيبي، والله ربنا هيعوضك.
ابتلع ريقه بأسي ولم يعقب على حديثه بينما قلبه يطالب بالتحرر من سجن القلق.
جاء إتصال ليزن ليجيب ببرود ليأتيه صوت الطرف الآخر بخوف: يزن باشا، مرتضي الرفاعي هرب.

علي الناحية الأخري، في سينغافورة بالتحديد، كان يصرخ ويحطم كل ما تطاله يده، وهو يصيح بإهتياج: كيييف. كيييف تم هذا، لقد خدعنا يزن الراوي، سأدمره، لن أجعله يفلت من عملته أبدًا.
صمت قليلًا وصدره يعلو ويهبط بعنف غاضب قبل أن يقول: ما هو أعز الأشخاص لدي يزن الراوي؟
اجابه الذي أمامه بخبث: عائلته. وزوجته.
ليجيبه الزعيم بفحيح وشر يتغلغان داخله: أريد حياة زوجته مهما كان الثمن.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة