قصص و روايات - قصص مخيفة :

رواية خاتم سليمان للكاتبة علياء رسلان الفصل الثاني والعشرون

رواية خاتم سليمان للكاتبة علياء رسلان الفصل الثاني والعشرون

رواية خاتم سليمان للكاتبة علياء رسلان الفصل الثاني والعشرون

صدمة!
ذهول!
صمت!
كتمت الانفاس!
صمت مرعب لدرجة قاتلة!
فاق على يد الطبيب التي تتلمسه قائلا بأسف: شد حيلك عشان كمان لازم نتم إجراءات الدفن!
نظر له بدهشة قائلا: نعم!، انت بتقول ايه حضرتك!، انت مصدق نفسك مثلا!، اكيد بتهزروا، بتهزروا صح!
ومن ثم صرخ بصوت مبحوح قائلا: اراميس
وركض كالسهم تجاه الغرفة حتى وصل لفراشها لكنه خشي لمسها كأنها شئ غريب لا يستطيع رؤيته او حتى لمسه!

لا يري منها اي شئ على وجهها وجسدها غطاء ابيض!
مد يده المرتعشة وهو يبتلع غصة بحلقه ورفع الغطاء عن وجهها...
وجهها الشاحب!
مثل الموتي!
ولكن لماذا مثل فهي ماتت!
ذهبت لخالقها!
فقط ذهبت من دنياها لخالقها!
انقض عليها يحتضنها وهو يجهش بالبكاء صارخا بقهر: اراااااميس ماتسبنيش بالله عليكي ماتسيبيني، انتي اختي وبنتي وحبيبتي وامي وكل حاجة حلوة في حياتي!

رفع وجهه وهو ينظر لها ليصرخ بها وهو يهزها بعنف شديد حيث انها لو كانت على قيد الحياة ل تكسرت ضلوعها قائلا صراخ: فوووووقي انتي ماينفعش تسيبيني فوووووووووقي فوووووووقي.

وانهار وهو يحتضنها قائلا ببكاء وخفوت: اااااااه فووووقي يا اراميس فوقي انا داغر حبيبك اخوكي رفع رأسه وهو يتفحصها قائلا برجاء وصوت متقطع: مش، مش انتي بتحبي، اني انا، اخرجك، صح صح، ارجعيلي وانا هخرجك كل يوم والله هخرجك كل يوم بس ارجعيلي ماتسيبينيش، ماتسيبينش يا اراميس!
احتضن وجهها بكفيه قائلا بصوت مبحوح: فاكرة يوم ما مديت ايدي عليكي!
كنت اموت قبل ما اعملها يا اراميس سامحيني..

سامحيني يا اراميس وارجعيلي، ارجعيلي انا ممكن اموت وانتي مش معايا ومن ثم ضحك بصوت مبحوح قائلا بأمل: انتي تلاقيكي بتعملي مقلب سخيف فيا صح قومي وقوليلي وانا مش هعملك حاجة...
ظل يتمعن بوجهها عله يجد استجابة لكن لا حياة لمن تنادي!
اخفض رأسه وهو يجهش بالبكاء...
وكل ما يردده بصوت مبحوح: ارجعيلي ارجعيلي مليش غيرك ارجعيلي...
ولكن لا حياة لمن تناادي!

يجلس على احد المقاعد يسترجع ذكرياته معها...
فلاش باك
كانت تقف بالمطبخ تعد الطعام وهي تتطلع بفرح إليه قائلة بطفولة: هعملك اكل جنان يا داغر وعملالك ايس كريم
نظر لها بمرح قائلا: ربنا يستر
لوت فمها بإمتعاض قائلة: بقل كده طييب مش هتاكل هه
ضحك بمرح قائلا بمداعبة: يا ميس قلبك ابيض
فتحت عيناها بصدمة قائلة: ميس انت شايفني حيطة العيال بتلعب جمبها وبتوصلها عشان ماتتمسكش!
عودة.

اغمض عينيه بألم ليجد الطبيب آتي إليه قائلا بجدية وأسف: البقاء لله يا داغر باشا، لازم حضرتك تتابع إجراءات الدفن
اوما له من دون ان ينظر إليه...
ولكنه فجأة رفع رأسه ونظراته مليئة بالشر والكره والتوعد والإنتقام!
كان ينظر لها بعدوانية قاتلة لينقض عليها تلقائيا وهو يصفعها اكثر من مرة!
ولا يوجد اي ردة فعل منها فقط تنظر له بجمود تام!

ومن ثم انقض على عنقها وهو ينظر لها بكره صارخا: شوفتي نتيجة افعالك ولا اقولك مش هخليكي تشوفيها هتحصليها
كانت نظراتها ثابتة ولا يظهر عليها اي ألم، يبدو ان صدمته جعلته يعتقد انه يمكنه قتلها من دون الخنجر!
او انها سوف تتألم ابعدها عنه امن المشفي والطبيب فهتفت هي ببرود: هي ماتت عشان ده قدرها مش بأيدي مجرد قدرها!

دلف للمشفي بسرعة رهيبة وهو يبحث عن داغر عله يجده، اخبرته الخادمة ان اراميس بالمشفي...
وجد داغر يجلس على المقعد وهو يضع رأسه بين يديه ليهتف قائلة بقلق: اراميس فين
لم يرفع حتى وجهه وهو يخبره قائلا بجمود: ماتت!
نظر له بعدم استيعاب قائلا: اااه شكلك فايق، اخلص قول مالها؟!
لم يجد اي رد منه ليصرخ به قائلا بغضب: رد
ظل صامتا وهو يخفض رأسه ليجد سيف يمسكه من ملابسه قائلا بغضب وصراخ: هي فيييين!

نظر له جاغر ليده بغضب ولم يأخذ وقت بالتفكير حيث لكمه بقوة بوجهها لكمة سالت على أثرها الدماء واخذ يوجه له اللكمات حتى فصل الأمن بينهما، كانا يلهثان كالأسد الذي سينقض على فريسته ونظراتهم عدوانية!

انهي إجراءات الدفن وتم دفنها...
كانت اصعب لحظة بحياته بعد فراقها عندما دلف للمنزل ولم يجدها لم تستقبله كعادتها، لن يصعد ليجدها تأخذ دوائها بغرفتها...
اتجه لغرفته ليرتمي على الفراش بألم وهو يتذكر جميع ذكرياتهم، أقسم انه سينتقم منها بعد الإنتهاء من كل شئ!
يقسم على تعذيبها وقتلها!
فقط بعد الإنتهاء!

كان يجلس بغرفته وهو ينظر امامه بعدم استيعاب!
كيف لها ان تتركه بمفرده!
هل يمزحون معه!
نهض وهو ينظر حولها، اصبح كالثور الهائج يقوم بتكسير كل شئ حولها وهو يصرخ بإنهيار مرددا: سبتيني لييييه ليييييه؟!
اصبح كل شئ بالغرفة ما هو إلا زجاج متناثر، ارتمي بجسده على الفراش صارخا بقوة: يااااارب!
دلف على بسرعة وهو ينظر للغرفة بصدمة وإلي اخيه هاتفا بصدمة: سيف في ايه؟!

لم يرد عليه فأتجه نحوه وهو ينظر إليه بريبة قائلا بصدمة: في ايه مالك؟!
أنت بتبكي!
نهض عن الفراش قائلا وهو يوليه ظهره: اخرج بره يا على
هتف على بإصرار: مش خارج غير لما اعرف مالك
صرخ به بغضب قائلا: اطلع برة بدل ما افش غلي فيك، ولا اقولك هغور انا وسايبهالك
والتقط مفاتيحه وخرج وعلى يحاول اللحاق به ولكن لم يستطيع...

يقود عربته بشرود ودموعه تتساقط على وجنتيه بهدوء تاااام!
دموع حارقة، وكأنها تجلده وتعذبه، يشعر بالنيران بداخله..
من قال ان الرجال لا تبكي!؟
مقولة بغيضة يخبرون بها الأطفال الصغار حتى يكفوا عن البكاء!
بعد دقائق..
نجد حشد من الناس ملتف حول السيارة وهم يحرجونه قبل انفجارها!
هتف احد الأشخاص بأسف: لا حول ولا قوة إلا بالله، ربنا يستر ويكون عايش ده خبط ف عربية نقل محملة صخر!

رد عليه احد الأشخاص بقلق: ربنا ينجده ده صخرتين نزلوا على العربية، ربنا يجيب العواقب سليمة...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة