قصص و روايات - قصص مخيفة :

رواية خاتم سليمان للكاتبة علياء رسلان الفصل الثالث والعشرون

رواية خاتم سليمان للكاتبة علياء رسلان الفصل الثالث والعشرون

رواية خاتم سليمان للكاتبة علياء رسلان الفصل الثالث والعشرون

ضجة بالمشفي، الأطباء والممرضات يركضون لإنقاذ هذه الحالة المرثي لها!
دلف لغرفة العمليات والجميع يشفق على حالته المزرية!

كان يجلس ومازال على حالته حتى وجد هاتفه يصدر رنين فأمسكه وهو يرد قائلا بجدية وصوت رجولي: مين؟!
جائه الرد من الطرف الآخر لينتفض بفزع وهو يلتقط مفاتيحه ويستقل عربته وينطلق بها كالسهم...

غيبوبة
نطق بها الطبيب بأسف مكملا: احنا كلما حضرتك لأنك كنت آخر رقم كلمه، للأسف مافيش أمل انه يفوق نقدر نقول انه حاليا عايش بالأجهزة إلي جانب ان وشه متبهدل وايده مكسورة وفي حاجة كمان...
نظر له بقلق وريبة ليكمل الطبيب بأسي: للأسف هو فقد بصره بشكل دائم حتى لو في أمل انه بصره يرجع ف ده مش هيكمل واحد ف المية للاسف
سقط على المقعد بإنهيار وهو يمسك برأسه وهو يحاول استيعاب كل ما يحدث!

هل سيفقد صديقه مثل شقيقته؟!
فمن الذي سيتبقي له!
هتف الطبيب بهدوء: انا من رأيي اننا نفصل الأجهزة لأن احنا كده بنعذبه وبنستتي على الفاضي!
رفع رأسه لو وعيناه مشتعلة وفي أقل من الثانية انقض عليه يلكمه بوجهه وهو يصرخ به قائلا بغضب: عايز تقتله صح؟!
بس وغلاوته ما هيحصل!
ونهض عنه وهو يبصق على وجه الطبيب ودلف لداخل غرفة سيف!

منظره قبض قلبه عندما رأي جميع جسده موصل بالأجهزة، اقترب اكثر منه ليجد وجهه مدمي بالدماء وملفوف بشاش!
كم يألمه قلبه لرؤيته صديقه بهذه الحالة المزرية!
كم يشعر بالضعف وهو لا يستطيع انقاذه!
فهو من يريد الإنقاذ!

جلس على مقعد قريب منه هاتفا بصوت مبحوح: ايه يا سيف عايز تسيبني انت كمان صح، ليه كلكوا عايزين تسيبوني، اراميس وانت، خايف خايف اوي يا صاحبي، حبيت امي وراحت مني، حبيت اراميس وراحت مني خايف انت كمان تروح مني وملاقيش حد يدفني!
ملاقيش حد معايا، ماتسبنيش انت كمان يا سيف...
عارف انك يمكن مش عايز تعيش عشان بتحبها وانا عايز اموت اكتر منك، فوق وماتسبنيش!

ومن ثم هبطت دمعة حارة على وجنته قائلا بصوت مبحوح: انا اللي قاهرني اووي اني شايفك بتضييع وومش عارف اعملك حاجة، مش عارفة حتى انقذك، رابع مرة احس فيها بالعجز، اولهم امي، روح، اراميس، أنت، حاسس إني مربوط ومش قادر اتحرك، إني ضعيف، إني مشلول، عاجز!

ماقدرش اقول ليه بيحصل فيا كده بس انا تعبت تعبت اووي يا سيف وخلاص قربت اقع وحتى مش هلاقي حد يسندني، قدري كده لكن تعبت، والله العظيم تعبت، تعبت ومش هستحمل اكتر من كده، ده خبطتين ف الراس توجع، انا اتخبطت ووقعت وقومت كذا مرة لكن المرة دي لو وقعت مش هقوم تاني يا سيف!
مش هقوم!

تقف على الجبل بشموخ وهدوء مخيف وهي تنظر امامها لتجد احد ما يضع يده على كتفها قائلا بهدوء: ماتقلقيش
التفتت له وهو تنظر له بتمهل قائلة بحزن: كرهني صح!؟
ماكانش قصدي يا يوسف والله ماكان قصدي...
ربت يوسف على كتفها قائلا بحنان: كل حاجة هتخلص ماتخافيش!
ارتمت بأحضانه قائلة بصوت مبحوح: أول مرة أخاف كده يا يوسف، أول مرة!
مسح على ظهرها قائلا بحنان: كل حاجة هتخلص وترجع لطبيعتها!

نظر لها ليجدها تتحرك امامه بعشوائية موترة ليصيح بغضب: يوووه ما تهدي بقا يا عهد
صرخت به بغضب وإنهيار: اهدي اهدي ايه هاا خلاص كل حاجة تدل ان النهاية قربت بتحصل كل حاجة يا جاسر!
موت اراميس وحادثة سيف وكره داغر ل روح كل حاجة، تفتكر ده مايوترنيش ومايخلنيش ابقا خايفة من النهاية!

تجلس بالمنزل وهي تشاهد الكرتون بتسلية ولكن يغمره الشرود والتفكير ف هذا المخلوق الغريب ولكن قطع حبل افكارها هطا الذي يطرق الباب!
قامت بفتح الباب لتشهق قائلة بفزع: الحيوان!
نظر لها بغضب لتلقيبه ب الحيوان ليمسك بيدها ومن ثم اختف وهي معه!

دلف للمشفي وهو يركض فها هم اجروا اتصال واخبروه ان اخيه بالمشفي كما اخبروا داغر...
دلف للغرفة بفزع وهو ينظر تجاه اخيه ليهتف بفزع وهو يركض تجاهه: سيف!
تسمر مكانه عندما رأي وجه اخيه والأجهزة الموصلة بجسده، وكأنه يخشي لمسه حتى لا يتألم، يعتصر قلبه من الألم على اخيه وأبيه وصديقه وكل شئ بحياته...
نهض داغر من مقعده واتجه نحوه وهو يحاول تهدأته لكن كيف له ان يهدأه وهو يريد ان يهدأ!
فاقد الشئ لا يعطيه!

بدأت تتساقط دموع على مشفقا على حالة اخيه قائلا بإنهيار: يارب يارب انا السبب انا السبب
نظر له داغر بعدم فهم قائلا بتساؤل: انت السبب ازاي؟!
هتف من بين بكائه: انا دخلت عليه لقيته كسر كل حاجة ف الاوضة واما فضلت اسأله زعق وقالي انا هسيبهالك وخرج وهو متعصب
ومن ثم اجهش بالبكاء مرة اخري...
اما الآخر فكان ينظر امامه وهو يديق عينيه بتفكير ومن دون مقدمات اختفي!

ظهر امامه قائلا بجمود: سؤال واحد ومن غير رغي، اقدر اساعد سيف بقويا!؟
نظرت له بسخرية قائلة ببرود: تقدر تعالج اي حد إلا سيف عارف ليه، عشان ده قدر، عشان كل حاجة بتحصل قبل النهاية بفترة معينة مانقدرش نغيرها، مانقدرش نعدل فيها اي حاجة حتى اختك مش هترجع إللي بيموت مابيرجعش!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة