قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية حياة مطلقة الجزء الثاني بقلم سارة رجب حلمي الفصل الثامن

رواية حياة مطلقة الجزء الثاني بقلم سارة رجب حلمي

رواية حياة مطلقة الجزء الثاني بقلم سارة رجب حلمي الفصل الثامن

نهلة قاعدة مع ابنها آدم بتذاكرله فى الاوضة بتاعته، سمعت جرس الباب، وخرجت تشوف مين.
فتحت الباب لقت إيهاب واقف قدامها، ومعاه بوكيه ورد وعلبة شيك، ولابس بدلة كإنه جاى يتقدملها، بس هى فهمت سبب زيارته وإبتسمت غصب عنها من هيئته اللى جاى بيها، واللى بتوحى إنه مابيعرفش يتعامل فى المواقف دى.
إيهاب: هنفضل واقفين كده كتير ؟، مش هتدخلينى ؟

نهلة: إتفضل، بس هنسيب الباب مفتوح وهنادى لإبنى آدم.
سابته على الباب ودخلت بحجة هتنادى لآدم، بس هى فى الحقيقة، كانت عايزة تسيبه يدخل من غير مايحس بإحراج إنها مركزة مع مشيته.
بعد ماتأكدت انه دخل وقعد، جابت آدم وطلعتله.
آدم: إزيك ياعمو ؟
إيهاب بإبتسامة: إزيك ياحبيب عمو، عامل إيه ؟

آدم: الحمدلله.
إيهاب: مالك، مش قادر تفتح عينيك ليه ؟
آدم: عايز أنام وماما مصممة تذاكرلى.
إيهاب: هههههه، ماتسيبيه ينام يا نهلة.
نهلة حست ان جسمها قشعر على خفيف كده لما قال إسمها، بس ماكانش عندها أى فكرة عن سبب الإحساس ده.

نهلة: لازم يعمل الواجب قبل ماينام، وهو اللى اتدلع وضيع الوقت قدام الكرتون، يستحمل بقى.
إيهاب بص للأرض وقال بصوت واطى: ربنا يستر.
نهلة: نعم !
ايهاب: لا ولا حاجة.
نهلة: بس انا سمعتك، ليه بتقول ربنا يستر ؟

ايهاب وهو بيضحك: أصل الولد بتعاقبيه عشان قعد قدام الكرتون شوية، امال هتعملى فيا أنا إيه بعد اللى عملته ؟
نهلة: والله، إممممم مش عارفة.
نهلة كان ممكن تديله الوش الخشب من اول ماشافته، بس فى حاجة جواها منعاها إنها تتصرف معاه كده وتإذى مشاعره ولقت نفسها عذراه فاللى عمله، ونسبت ده للشفقة اللى بتحسها تجاهه.

إيهاب لسه هيتكلم بس لاحظ ان آدم نام وهو قاعد.
إيهاب: هو ده المحرم اللى دخلتى تجرى عشان تجيبيه ؟
نهلة: آدم، إصحى لازم تكمل واجبك.
إيهاب: حرام سيبيه نايم، وقبل المدرسة الصبح خليه يكمل الواجب.
بصتله نهلة بإبتسامة: ده انت حنين كمان.
ايهاب: حد قال عليا شرير !

نهلة: لأ، بس اللى يشوف اللى عملته معايا، مايقولش كده خالص.
ايهاب: مش عايز قلبك يبقى اسود كده، انا جيتلك لحد عندك اهو ولابسلك الحتة اللى عالحبل، ومكلف نفسي ورد وشوكولاته، عايزانى اعملك ايه تانى، أطلعلك نار من بوقى ؟
نهلة: كل اللى قولته ده ولسه مطلعتش نار من بوقك !، ده ريحة الحريقة وصلتلى لحد عندى.
ايهاب مبتسم: مانتى اللى عصبتينى، أنا آسف.

نهلة رسمت الجدية على وشها: لا يا استاذ، مش هينفع، كل شوية هتضايقنى وتقول انا آسف ولا إيه ؟، مش مسامحة لأ.
ايهاب بحزن: أنا فعلا آسف، كنت جاى أصلح مش أبوظ الدنيا أكتر، بس واضح انى خلاص بقيت بلغبط وببوظ فى كل حاجة اتحط فيها، انا همشي واتمنى تسامحينى.
نهلة بتضحك: إستنى بس، مالك قلبتها دراما كده ليه، أنا كنت بهزر معاك.
ايهاب ابتسم: يعنى مسمحانى ؟

نهلة: هو انت فاكر انك هتيجى لحد هنا ومش هسامحك ؟، انا سامحت ونسيت من أول ماشوفتك على الباب.
إيهاب: انتى طيبة ورقيقة اوى.
نهلة: طب شوفت بقى ان وجود آدم كان مهم، آديك بدأت تعاكس أهو، لو هو صاحى ماكنتش قدرت.
ايهاب: هههههههه، هو لازم اى كلمتين حلويين يبقوا معاكسة !، ده انا بقول كلمتين كده عشان تسامحى من قلبك بس، وبطرى بيهم القعدة اللى مافيهاش كوباية عصير دى.

نهلة: فاكر إنك أحرجتنى كده ؟، ولا يهمنى، أاه مفيهاش عصير ومش هيبقى فيها.
ايهاب: ياساتر يارب، ايه البخل ده ياست !، مايبانش عليكى.
نهلة: ده مش بخل، ده طرد بالأدب، انا المحرم بتاعى نام خلاص، يلا يا أستاذ إيهاب وليك عندى كوباية عصير، هعزمك عليها بكرة فى الشركة.
ايهاب: مش عايز منك حاجة، وهاخد الشوكولاته بتاعتى معايا.

نهلة: بسم الله الرحمن الرحيم، انت بيتهيألك حاجات ؟، فين الشوكولاته اللى دخلت بيها دى؟، انت جيت فاضى وهتمشي فاضى.
ايهاب: العلبة اهيه، حطتها بايدى على الترابيزة.
نهلة: انت طمعان فى شوكولاته جيباها لابنى عشان شبط فيها وهو راجع مالمدرسة ؟، ناقص تقول انك جايب الورد ده !
ايهاب: مثلآ.

بصتله ولسه هترد بس لاقته بيضحك فضلت تضحك هى كمان.
ايهاب: ضحكتك رقيقة زى شخصيتك، اشوفك بكرة فالشركة.
مشي ايهاب وراح للباب، وبصلها وابتسم وقفل الباب وراه ومشي.

إبتسامة نهلة وسعت أوى، حست انها بتتعرف عليه لأول مرة، أحلى فى عينها أكتر من الاول بكتير، حتى ايام ماكانت رجليه سليمة، ماكانتش بتشوفه بالطريقة الحلوة دى، نيمت ادم على سريره، ونامت فى سريرها وهى مبسوطة بتقديره ليها وانه جالها، وفرحانة بكلامهم مع بعض، مع انه يبان انه فى شد وخناق كتير، بس حست انهم فاهمين بعض مع انهم ميعرفوش بعض كويس، الا انهم تقبلوا كلام بعض أوى، وبالذات ايهاب اللى دخل بيته وهو سعيد بزيارته ليها وحاسس انها فهمت حقيقة مشاعره وده خلاها تتعامل معاه بسهولة ومرح، ماكانتش هتعملهم لو بتعامله على انه مدير فى شركة بتشتغل فيها.

شريف: عاملة ايه ياحياة ؟
حياة: الحمدلله، ممكن أسألك سؤال ؟
شريف: اتفضلى.
حياة: ليه معاملتك مابقتش زى الاول، اتغيرت معايا ليه فى اكتر وقت محتاجة ليك فيه ؟
شريف: معلش.
حياة باستغراب: بس كده !، معلشش !
شريف: عايزانى اقول ايه ؟

حياة: ترد على اسئلتى، ليه مع أول مطب وقعت فيه اتغيرت بدل ماتوقف جنبى، واهتميت بزعلك انت وبس، انا زى ماكون واقعة فى طين وانت سايبنى وواقف تمسح هدومك عشان طرطشت عليك وانا بقع.
شريف: لا انتى وقعتى فعلا، وماسبتكيش شيلتك ووديتك المستشفى.
حياة: انت عملت ده عشان ابنك مش عشانى، ولما راح مابقاليش لازمة عندك.

شريف: ماتفضليش تخترعى فى اوهام وتصدقيها، انا اتجوزتك وانا فاكر انى مبخلفش اصلآ، عشان ماتشغليش اسطوانة انك مالكيش لازمة بعد ماراح دى تانى.
حياة: انت معملتش حاجة تحسسنى انى اغلى عندك من اى شئ.
شريف بعصبية: انتى عايزة ايه دلوقتى ؟، بتخرجى منى اللى مش هيعجبك ليه ؟، اسكتى احسنلك يا حياة.
حياة: أحسنللى ؟!، يعنى ايه احسنللى، عايز تعمل فيا ايه ياشريف؟، هتضربنى ؟

شريف: انا مش همجى عشان اعمل كده، بس فى كلام بيوجع اكتر من الضرب.
سابها شريف وخرج من الفيلا، وهو مش طايق نفسه، ولا حتى طايق الكلام اللى قالولها وهى تعبانة كده.
وحياة كانت حاسة انها هتفقد الوعى من صدمتها فيه وفى كلامه اللى قالهولها.

حياة: معقول، معقول ماطلعش حكاية انه زعلان بس !، ده طلع مشيلنى مسئولية اللى حصل، معقول شريف يظلمنى كده !، وليه يظلمنى ليه ؟ انا ماستاهلش كل ده والله ماستاهل كل ده، هفضل لحد امتى بس فى عذاب، ولا انا ليا من اسمى اكبر نصيب، الحياة يعنى عذاب وانا نصيبى العذاب، وفى عز عذابى وتعبى بتشيلونى عذاب وتعب كمان !، لا ومين ؟، ده شريف، اللى ماكنتش اتخيل يعمل كده فى موقف زى ده ويتخلى عنى ويشيلنى مسئولية اللى حصل ويزعقلى ويسيبنى بالشكل ده، انا اكيييييد بحلم، وحلم سخيف زى حياتى السخيفة، استغفر الله العظيم، سامحنى يارب.

مايا فى ستديو بتتمرن على أغنية جديدة، وكلمات الأغنية ضعيفة وصوتها مهزوز مش حلو.
فؤاد وقف فجأة وحط إيده فى وسط بغضب: مش هينفع الكلام ده، انا مش هدفع فلوس فى العك ده.
مايا: مالك يا فؤاد ؟
فؤاد: مالى اللى هتضيعيه بسوء إختياراتك وصوتك التعبان ده.

مايا اتحرجت جدآ قدام الناس اللى موجودين، بصتله بعين مفتوحة ومش مصدقة، وبتقول فى عقلها معقول بيعمل كده عشان اتصل وماردتش عليه وقفلت تليفونها !
مايا: بعد إذنكم يا جماعة، نأجل البروفا شوية.
كل الموجودين خرجوا، مابقاش غير مايا وفؤاد.

مايا بعصبية: انت ازاى تتكلم معايا كده قدام الناس، انا اختياراتى سيئة وصوتى تعبان !، الكلمتين اللى قولتهم لمجرد اننا زعلانين مع بعض، هينتشروا فى كل حتة، انت فضحتنى.
فؤاد: وانا يهمنى الشغل اللى هدفع فيه فلوس، يكون مظبوط، مش أى عك وخلاص تعمليه عشان ضامنة انك هتقبضى واللى وراكى دول يولعوا !
مايا: انت برضو بتستفزنى!، كل ده عشان ماردتش عليك لما اتصلت !، ده سبب قوى يخليك تعمل كده ؟

فؤاد: هو انا كنت متصل أحب فيكى ؟، انا كنت متصل اهزقك وامسح بكرامتك الأرض، أمى انا يتبصلها من فوق لتحت !
مايا بتوتر: هى دايما بتقولك الكلام الغريب ده عشان هى مبتحبنيش وعايزاك تكرهنى زيها.
فؤاد: انتى لسه هتتجاوزى حدودك زيادة ؟
مايا: انا مابتجاوزش حدودى انا بقولك الحقيقة.

فؤاد: حقيقتك دى تبليها وتشربى مياتها، أنا مش بصدق غير أمى وبس، ولازم تفهمى كويس إن علاقتنا ببعض وإنتاج شركتى ليكى فى كفة، وأمى فى الكفة التانية، وده معناه ان ممكن اقعدك فى بيتك زى ماكنتى لو أمى اشتكت منك مرة كمان، انتى خلصتى كل فرصك معايا.
مايا: كل ده ومن غير ماتكلم معاها ولا كلمة ؟، امال لو كنت خدت واديت كان هبحصل ايه !
فؤاد: ماتجادلنيش كتير، اسمعى اللى بقولك عليه وبس.

رن موبايل فؤاد فى الوقت ده، طلعه من جيب، كان المتصل صديقه إيهاب، فؤاد اكبر من ايهاب بكتير، بس اتعرفوت على بعض فى حفلة من الحفلات اللى كان بيروحها ايهاب قبل مايحصله الحادثة دى، واتصاحبوا من وقت الحفلة اللى اتقابلوا فيها.
بعد فؤاد شوية عن مايا ورد.
فؤاد: ازيك يا هوبا، واحشنى.

ايهاب: الحمدلله انت اكتر، بقولك ايه، انا عايز اقابلك ضرورى.
فؤاد: خلاص انا فاضى دلوقتى اصلآ، لو انت فاضى يبقى يلا.
ايهاب: خلاص يلا.
فؤاد: ماشي ياحبيبى جايلك، سلام.
مايا كانت واقفة بتتابع المكالمة بغيظ كبير.
مايا: هو انت هتسيب كل اللى ورانا وتروح نقابل صاحبك ؟

فؤاد: ايه اللى ورانا ؟، النشاذ بتاع حضرتك، ولا أغانيكى الهابطة، ولا قلة أدبك على اغلى الناس عندى ؟
مايا: فؤااااد، ماتستفزنييش، وبترجع تقول انتى قولتى وعملتى، ماهو من استفزازك ده.
فؤاد: ولا استفزك ولا غيره، انا ماشي، وتغيرى الاغنية دى، مش هدفع فلوس فى فن هابط، ومرنى صوتك كتيييير، مش متظبط خالص، يلا باى.
خرج ونظرات مايا الغاضبة بتلاحقه.

مايا: جتك القرف، لولا فلوسك وشركتك دى ماكنتش عبرتك.
وصل فؤاد للمكان اللى اتفق عليه مع ايهاب، ولقى ايهاب فى انتظاره.
ايهاب: مواعيدك مظبوطة.
فؤاد: ده لازم فى شغلى، عشان لما أقول للمطرب هنزل الالبوم يوم كذا، يبقى هو اليوم.

ايهاب: بمناسبة المطربيين، عامل ايه مع مايا، هتتجوزوا امتى ؟
فؤاد: الله يخليك هات سيرة حاجة عدلة، كنت عايزنى ليه ؟
ايهاب استغرب من طريقة كلامه عنها، بس لما لقاه غير الموضوع ماحبش يضايقه.
ايهاب: فاكر لما كنت لسه عامل الحادثة، وجيت قولتلى ان فى دكتور شاطر جدا وممكن يخلينى أقف على رجلى فى أسرع وقت ؟

فؤاد: اه وكان ردك انك مش عايز دكاترة ومش عايز مساعدة من حد وانك كويس، واننا منتدخلش فى حياتك تانى.
ايهاب: ههههههههه، بس غيرت رأيي وعايز أروحله، ها هتودينى ؟
فؤاد: طبعآ، انت تؤمر، يلا نروح دلوقتى، لو موجود نقعد معاه ونحكيله ظروفك كلها.
هانى: المفروض تروحى لحياة بقى، جايلك أوامر من مصادر عليا بكده.

سهر: ليه هو ماله بدى كمان، هو مش اللى ليه انى اجيبله الورق والعقود من خزنة شريف وبس ؟
هانى: زيارتك ليها فى الظروف دى هتبعد عنك الشبهات بعد كده، ماتنسيش ان اول سرقة هتحصل فى الشركة هتحصل بعد ماعينوكى.
سهر: انا حاسة ان البنى ادم الغلس ده هيتحكم فين على قرشين ناخدهم منه عشان اتعالج برا.
هانى: مفيش تحكمات ولا حاجة، هو عايز الشغل يمشي مظبوط عشان لو اتكشفتى هو كمان هيتكشف، وكل حاجة تانية هتتكشف، وده مش فى صالحه دلوقتى خالص.

سهر: يعنى هو ناوى يكشف عن كل حاجة ؟
هانى: أكيد بس كل حاجة فى وقتها.
مادلين راحت لشريف فى الشركة، وكانت مترددة خايفة من طريقة إستقباله ليها، بس جمدت قلبها واستأذنته بالدخول و...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة