قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية حياة مطلقة الجزء الثاني بقلم سارة رجب حلمي الفصل التاسع

رواية حياة مطلقة الجزء الثاني بقلم سارة رجب حلمي

رواية حياة مطلقة الجزء الثاني بقلم سارة رجب حلمي الفصل التاسع

مادلين راحت لشريف فى الشركة، وكانت مترددة، خايفة من طريقة إستقباله ليها، بس جمدت قلبها واستأذنته بالدخول، ولما دخلت إتفاجئ شريف إنها مادلين.
شريف: إتفضلى.
مادلين: كيفك اليوم ؟، بتمنى تكون رايق.
شريف: يهمك فى إيه ؟
مادلين: أكيد يهمنى، لما بتكون معصب أكيد عارف شو بتسوى معى.

شريف حس بالزعل فى صوتها: أنا آسف، بس ساعات بحس إنك بتزوديها شوية معايا، وانا طول عمرى طريقتى معروفة مع أى ست، أخر اللى بينى وبين أى واحدة هو الشغل وبس.
مادلين: هيدا الشي مايمنع أبدآ إنك تتعامل معى بذوق طالما مابضرك بشي.
بصلها شريف بغضب.
مادلين: بعتذر عن كلامى، بس إنت لازم تعرف هيك، بدك تتعامل بذوق، أنا تحملتك وراح إتحملك بس لو حدن غيرى مابعتئد يتحمل.
شريف: طب وليه تتحملى ؟

مادلين: مابعرف، ولا بدى أعرف لإنه أنا هيك مرتاحة، مو لازم دور عالسبب.
شريف: تمام، براحتك خالص، بس انا عندى طلب ولو نفذتيه هبقى مبسوط وعلاقتى بيكى هتبقى فيها راحة اكتر.
مادلين بلهفة: إيه أكيد، قول.
شريف: عايز تعاملنا مع بعض وكلامنا، يبقى فى حدود الشغل اللى بيننا وبس، مش عايز اى تلميحات لأى حاجة، ولا أى تدخلات منك فى حياتى الشخصية.

مادلين بزعل: أوك، متل مابدك، نيالها مرتك.
شريف: من قبل مراتى ودى طريقتى، وهتفضل طريقتى، انا راجل جد ومبحبش اللف والدوران.
مادلين: أوك شريف، بيكفينى كون حدك وبتعامل معك.
شريف: انتى حرة فى حساباتك يا مادلين، بس لما تيجى عندى انا تتعاملى بحدودى.

مادلين خرجت من مكتبه وفضل سارح ومش قادر يفهم هى ليه مستحملة منه ده كله، هل فعلآ معجبة بيه زى ما إيهاب قاله وهو كمان حس بكده، ولا حبته من اول نظرة ودى حاجة مبيصدقش فيها، ولا هى بتتصنع قدامه الحب، بس لو بتتصنع فهى هتعمل كده ليه ؟، احتار من افكاره فقرر يروح يتكلم شوية مع ايهاب.

شريف: بتعمل ايه ؟
ايهاب بعصبية: هعمل ايه فى شركتك دى يعنى ؟، ما اكيد بتنيل بشتغل.
شريف: مالك، شكلها فقعتك كلمتين فى جنابك وظبطتك.
ايهاب بابتسامة حب: لا خالص بالعكس كانت زوق ولطيفة أوى.
شريف: ايه ياواد القلوب اللى بتطلع من عينيك دى.

ايهاب حب يغطى على الكلام: كانت لطيفة معايا لدرحة انها طردتنى.
شريف: مش قولتلك شكلها مظبطاك.
ايهاب: بس كانت بتهزر.
شريف: هو بقى فيه بينكم هزار كمان !

ايهاب: فى حدود الادب، هى مشتنى فعلا عشان مانقعدش لوحدنا خصوصآ ان ابنها نام، بس مشتنى بطريقة كويسة ومن غير ما احس باحراج.
سرح شريف بخياله: فكرتنى بحياة لما روحتلها بيتها لأول مرة، ومارضيتش تدخلنى برضو، مع انها كانت متشوقة اوى تقعد معايا وتسمعنى وتحكيلى.
ايهاب: هما الاتنين محترميين بصراحة، حافظ على حياة يا شريف.

شريف خرج من افكاره وبصله بإنتباه: انت هتوصينى على مراتى ؟
ايهاب: وإيه المشكلة ؟، ماهى مالهاش حد يوصيك عليها، ويمكن توصيتى دى جت فى وقتها.
شريف: ازاى مالهاش حد ؟، انا كل اهلها وناسها.

ايهاب بيأنبله ضميره: ياعينى ياحياة، فى اكتر وقت تعبانة فيه كل اهلك وناسك بعدوا عنك وسابوكى تعانى لوحدك، هو مش انت كل اهلها وناسها برضو !
شريف بعصبية: ايه يا ايهاب ؟، طريقتك دى مش عجبانى، وانا غلطان انى جيت اروق اعصابى معاك شوية، وانا محدش يقولى اعمل ايه مع مراتى، لما تتجوز مش هبقى اقولك تعمل ايه ولا هسألك عملت كده ليه.

شريف خرج من مكتب ايهاب، وبقى حاسس انه كل مايتكلم مع حد بيغلط، وانه مابقاش واعى لأفعاله، وندم على طريقة كلامه مع ايهاب اللى بينصحه، أصبح بيتكلم وبعدها ينسحب وبعدها يندم، بس معندوش اى استعداد لمحاولة تصليح الغلطات دى، واقنع نفسه ان اللى بيحبه هيعذره وهيجيله يسأله عن سبب زعله ويحاول يتصالح معاه، ومش عارف ليه لما فكر فى كده افتكر مادلين اللى برغم كل اللى عمله معاها، جاتله وسألت عن السبب ومصممة تستحمله، فالوقت اللى هو مصمم يقلل منها ويحرجها قدام الناس.

إيهاب كان قاعد فى مكتبه متضايق من شريف ومن تغييره الغريب، شوية يحس انه عنده حق لانه فقد ابنه، وشوية يحس ان شريف بيزودها وبيبالغ اوى فى تصرفاته، بس فى كل الحالات قرر مايزعلش منه ولا يحاسبه على تصرفاته لحد مايخرج من الفترة دى.
قطع افكاره صوت موبايله، اللى كان بيرن برقم فؤاد.
فؤاد: إيه، ماقولتش الدكتور وحش ولا حلو، هتروح تانى ولا لأ ؟

إيهاب: هو كلامه حلو، بس ده العادى منهم كلهم، انهم يقولوا كلام كويس فى أول زيارة عشان يطمنوك وخلاص، أنا هجرب معاه، ومش هخسر حاجة.
فؤاد: أيوا ده الصح، داحنا اتغيرنا أوى.
إيهاب: لا اتغيرت ولا حاجة، كل الحكاية إنى زهقت من الوضع اللى انا فيه، وبقول يمكن الشفا هيحصل على إيده وانا معرفش، فلازم اجرب عشان اعرف.
فؤاد: يعنى الموضوع مفيهوش واحدة ؟

ايهاب سكت شوية بيفكر يقوله ولا يستنى لما يشوف هيقدر يمشي تانى كويس ولا لأ، وكمان يعرف نهلة هتوافق عليه ولا لأ.
ايهاب: لأ مفيش، هو انت مش شايف ان شكل مشيتى سبب كافى لإنى أفكر أتعالج.
فؤاد: ربنا يشفيك يا ايهاب، بس من عشرتى ليك السنين اللى فاتت، بقول ان فيه واحدة، يلا هكلمك بكرة عشان زيارة الدكتور.

قفل فؤاد معاه ولقى مايا داخلة عليه.
فؤاد: يا بجاحتك، إنتى جاية هنا ليه ؟، انتى مش واخدة بالك انك مزعلة صاحبة البيت ده ؟
مايا: مانااااا، جاية اعتذرلها.
اتفاجئ فؤاد لدرجة مابقاش عارف يرد يقول ايه.
مايا: انا بعترف انى غلطت فى حقهة وعايزاها تسامحنى.

فؤاد ماكانش متطمن أبدا لكلامها ولا لرغبتها فى انها تعتذر لمامته، وده يرجع لإنه عارف انها مابتحبش مامته ولما بتتعامل معاها كده، مابيبقاش غصب عنها، بالعكس هى بتبقى متعمدة جدا تتصرف بالشكل ده.
فؤاد: وانتى ايه اللى خلاكى تقررى تعتذريلها ؟، انتى بتتصرفى معاها بإرادتك مش غصب عنك.

مايا: انا بتصرف معاها غصب عنى عشان عارفة انها بتكرهنى
فؤاد: وهى مابتكرهكيش، هى مابتستلطفكيش بس وده يرجع لتصرفاتك معاها، عمومآ انا مش مصدق الكلام اللى انتى بتقوليه ده كله، بس لو الصلح ده هيخلينى اريح دماغى من المشاكل، يبقى اتفضلى عشان تصالحيها.
مشيت مايا ورا فؤاد عشان يروحوا لوالدته.
دخل فؤاد ليها وقال لمايا تستناه على الباب لحد مايناديلها.
فؤاد: ماما، مايا برا على الباب جاية تعتذرلك.

سميرة بصوت عالى قاصدة تسمعها: تعتذرلى عن إيه ؟، انت فاكرنى زعلانة منها فجايبها تعتذر !، انا مش شيفاها اصلا عشان ازعل منها، وده سبب رفضى ليها دى ماتناسبلكش يا فؤاد، هى اقل منك بكتير وعشان كده انا مش شيفاها، ولو دخلتها دلوقتى بإرادتى أو رغمآ عنى، فى الحالتين هيبقى كإن مفيش حد دخل الاوضة دى غيرك.

فؤاد: ماما، لو سمحتى بلاش الكلام ده، مايا بنت ناس والتهزيق ده كتير عليها.
سميرة وطت صوتها خالص: مايا ولا بنت ناس ولا نيلة، واى واحدة مكانها سمعت كلامى ده ابسط حاجة هتعملها انها هتمشي وماتوريكش وشها تانى، بس انت هتطلع دلوقتى وهتلاقيها عادى، ويا اما تعمل نفسها مسمعتش يا اما هتبين انها سمعت وتتعامل ببجاحة عادى.

فؤاد: يا ماما لو سمحتى عشان خاطرى انا عمليها كويس.
سميرة: عشانك انت يا فؤاد انا مش طيقاها فى حياتى، صدقنى انت تستاهل الافضل، والله تستاهل الافضل يابنى.
فؤاد: مش وقته الكلام ده، خليها تدخل متحرجنيش معاها.
سميرة: طب ماتشوف كده يمكن مشيت !

فؤاد بص لمامته بيأس وخرج يشوف مايا، و أول مافتح الباب اتعدلت فى وقفتها لانها كانت مايلة ناحية الباب بتحاول تسمع اللى بيقولوه، وبصتله وهى بتبتسم وكإن مامته ماقالتش فى حقها كلام يضايق اى واحدة عندها كرامة، بقى متأكد تمامآ من كلام مامته، بس هو عارف ان انفصالهم دلوقتى هيترتب عليه مشاكل كتير فى التعاقد معاها، وفى نفس الوقت مش هيلاقى واحدة زيها تستحمله وتستحمل والدته مقابل الفلوس كده، هو مش محتاج واحدة تكون عندها كرامة ومابيهمهاش الفلوس، لان النوع ده هيتعبه، وهو قلبه مش ناقص تعب من بعد وفاة مراته وهو ماتت فى عينه الستات، ووجود مايا بالنسباله تحصيل حاصل.

فؤاد: ماما قلبها مش صافى من ناحيتك، اتفضلى ادخلى، وحاولى تفتحى معاها صفحة جديدة.
مايا بإبتسامة نفاق: حاضر ياحبيبى.
دخلتلها مايا ووقفت باصة للارض: أنا آسفة.
سميرة: محصلش حاجة.
مايا بصت لفؤاد فشاورلها بمعنى انه بيسمحلها تخرج.
فضل يبص لمامته اللى كانت متجاهلة وجودهم تمامآ، وبعدها خرج ورا مايا.

سهر راحت لحياة عشان ترتاح من زن هانى، بس هى كانت رايحة غصب، مش لانها مستخسرة تعمل الواجب مع حياة، لكن لإنها مش قادرة تحط عينها فى عين حياة وهى بتخطط لتدميرهم، وحست بفرحة كمان لما عرفت خبر اجهاض حياة.
سهر: حمدالله على سلامتك يا حياة، ربنا يعوض عليكى.
حياة: يعوضنا علينا احنا الاتنين ان شاء الله يا سهر.

سهر: يارب ياحبيبتى، ده انا عرفت اول يوم ليا فى الشركة، وكل يوم اقول هروح بس اروح اغير هدومى واتغدا، واول ماروح انام مابقاش دريانة بنفسي غير تانى يوم، معلش على تأخيرى كده فى زيارتك.
حياة: شركة إيه ؟، انتى اشتغلتى ؟
سهر: اشتغلت إيه ياحياة !، ايوا اشتغلت فى شركة استاذ شريف جوزك من حوالى اسبوع.

حياة: محدش قالى والله، ألف مبروك.
سهر: ازاى يعنى، ده انتى جوزك صاحب الليلة كلها يابنتى.
حياة: هههههه معلش أصل اللى حصلنا ملغبطنا ومخلينا مش مركزين شوية الايام دى.

سهر بخبث: أو ممكن برضو الصفقة الجديدة شاغلة استاذ شريف، ربنا يكون فى عونه، دى صاحبة الشغل اللى اسمها مادلين دى برغم جمالها الساحر الا انها شديدة اوى فى شغلها، وموقفة الشركة على رجل، ومن اول يوم شغل ليا مارتحتش، وكل زمايلى قالولى انتى جيتى فى توقيت صعب.
حياة: هى شكلها ايه مادلين دى ؟

سهر: ياخبر ياحياة، دى قمر بجد مالهاش وصف، طويلة وشهرها أصفر طويل اوى، لحد اخر ضهرها، وجسمها متناسق بشكل غريب، وبيضة اوى وعينيها ناس بتقول ملونة وناس بتقول عدسات.
حياة: ناس بتقول وناس بتقول !، هما بيتكلموا عليها وواخدين بالهم منها اوى كده،!
سهر: يابنتى كله مالوش سيرة غيرها، دى تلتفت انتباه اى حد، ده غير لهجتها ودلعها وهى بتتكلم تخطف القلب.

حياة سرحت فى دنيا تانية ووشها كان بيخرج سخونية غريبة، وقلبها اتقبض جدا مابقتش عارفة تركز مع سهر ولا عارفة هترد تقول ايه.
سهر: ياخبر الوقت خدنا فى الكلام، انا هقوم امشي بقى عشان هانى لوحده فالبيت، وكمان عشان شغلى بكرة بدرى، هبقى اجيلك تانى.
حياة: ماشي ياحبيبتى، شكرا على تعبك.

سهر دخلت شقتها شافت هان: ماتسألنيش عن اى حاجة، عملت كل المطلوب منى وعايزة انام ماليش نفس اتكلم فى حاجة.
سابته ودخلت اوضتها ونامت، استغرب هانى من تصرفها، بس راح نام جنبها.
بعد مرور ساعة.

هانى وسهر نايمين، وفجأة سهر قامت مفزوعة من النوم وفضلت تصرخ، صحى هانى مخضوض وفضل يهدى فيها.
سهر: لا ياهانى انا مش هكمل فى الموضوع لأ، حرام.
هانى: انتى اتجننتى !، حتة حلم يخليكى متكمليش !، ازاى كده يعنى.
سهر: مش علشان الحلم ياهانى، انا من يوم مابدأنا وانا مش مرتاحة ومش عايزة اعمل كده، دول ناس طيبة ميستهلوش مننا كده.
هانى: خلاص ماسمعش كلمة عايزة اخلف تانى.

سهر: حاضر مش هقول تانى.
بصلها هانى وهو متفاجئ: للدرجة دى !
سهر: أيوا وأكتر، ازاى عايزين ربنا يكرمنا بطفل واحنا بنعمل كل ده، وحتى لو اكرمنا بطفل انت فاكر بعد ده كله هيبقى طفل طبيعى كده وكويس ؟
هانى: ده مش لعب عيال، بعد ده كله عايزة ترجعى فى كلامك ؟
مش هيحصل يا سهر.

شريف دخل الفيلا، وطلع وقف قدام أوضة حياة، وفضل يفكر يدخل ولا يروح ينام فى الاوضة اللى بينام فيها، خصوصآ ان الممرضة خلاص مشيت، وفالأخر قرر انه ينام فى الاوضة التانية، ومشي من قدام اوضة حياة بتجاه أوضته اللى هينام فيها، بس حياة حست بيه وخرجت من الأوضة عشان تشوفه.
حياة: شررريف.
بصلها شريف وهو مخضوض، كإنه كان سرحان وهى خرجته من أفكاره فجأة.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة