قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية حياة مطلقة الجزء الأول للكاتبة سارة رجب حلمي الفصل التاسع

رواية حياة مطلقة الجزء الأول للكاتبة سارة رجب حلمي

رواية حياة مطلقة الجزء الأول للكاتبة سارة رجب حلمي الفصل التاسع

ام ادم: هو انتى تعرفي شريف منتصر معرفة شخصية ؟
حياة: شريف هو اللى كنت بحكيلك عنه، هو حبيبى وعشرتى الحلوة، اللى ماشوفتش زيها فى عمرى كله، هو اللى كلمات الحب قدام حبه ماتعرفش تعبر، هو اللى كان مخلينى عايشة وبتنفس وبفرح وببتسم وبتفائل وببقى انسانة، ايوا، ببقى انسانة، لما يكون هو الوحيد اللى مخلينى فى السما ومكبرنى وعامللى قيمة كبيرة فى وقت مافى ناس بيقللونى اوى وبيدبحونى فى اليوم بدل المرة الف مرة، يبقى لازم اشوف انى مش ببقى انسانة غير معاه هو وبس،

هو اللى حياتى وقفت لما بعد عنى وسابنى، ولحد يوم فرحى كنت مستنياه يجى ويقولى محدش هياخدك منى، بس معملش كده، وياريته عمل حتى لو مش صادق، بس كان هيبقى خلصنى من كلب زى طارق.
ام ادم: انا مش مصدقة، معقول شريف كان حبيبك ؟ طب وانتى شوفتيه وهو داخل ولا ايه ؟
حياة: بعد ماقعدت على مكتبى لاقيته قدامى، كان بيعيط ومتفاجئ انه شافنى.

ام ادم: معقول شريف باشا بجلالة قدره بيعيط !، ده مكهرب السوق كله، شكله لسه بيحبك ياحياة.
حياة: بيحبنى ! وسابنى ليه لما بيحبنى واتجوز.
ام ادم: ده لسه متجوز من كام شهر ياحياة، وانتى بقالك سنين، وبعدين مايمكن ندم انه سابك ولما دور عليكى لقاكى اتجوزتى، كان هيعمل ايه ؟، الاكيد انه بجد لسه بيحبك، واحد فى مكانته الكبيرة دى لما يعيط قدامك صدقيه واعرفى انه مستحيل يكون بيمثل.

فى الوقت نفسه شريف كان طلب من ايهاب يروحله مكتبه بسرعة.
ايهاب: فى ايه ياباشا قلقتنى، ايه دااا، انا كده قلقت اكتر، انت كنت بتعيط !، تانى ياشريف هتفكر فى موضوع الخلفة واللى نادين الواطية عملته معاك، ماكفاية بقى تفكير واحزان، انت اقوى من كده بكتير، واصلا انت ونادين ماكنتوش..
قاطعه شريف: انا شوفت حياة.

إيهاب: نعم ! شوفتها فين ؟
شريف باصص للفراغ: موظفة معانا فى الشركة.
إيهاب بدهشة: انت بتتكلم بجد ؟
شريف: تخيل موظفة فى شركتى ومعرفش غير بالصدفة !
إيهاب: انا مش قادر اصدق، معقوول ! طب وعملت ايه ؟ هى شافتك ؟
شريف: اه.
إيهاب: طب ماتحكي على طول، حصل ايه قولتوا إيه لبعض؟

شريف: ماقولناش اى حاجة مقدرتش اتكلم ولا هى اتكلمت، وانا مشيت من قدامها دخلت المكتب.
إيهاب: نعم ياشريف ! بقالك 8 سنين مصدعنى بيها وبسيرتها، ولما تبقى قدامك تسيبها وتمشي.
شريف بعصبية: هو انت فاكر ان فى كلام يتقال! انا لو كنت هعمل حاجة فكانت هتبقى حضن وبسس، انا مسكت نفسي على اخر لحظة ومشيت من قدامها وانا مش عايز غير احضنها.

إيهاب: ماتنساش انها متجوزة.
شريف: مش نااااااسي، وده من الاسباب اللى خلتنى خرجت من مكتبها من غير كلام، حسيت ان فى راجل تانى عامل حاجز مابينا.
سمعوا خبط باب المكتب.
شريف: ايهاب شوف مين ومشيه، وقول للسكرتيرة مش عايز اى حد يدخلى النهاردة خالص، وياريت كمان بالمرة تجيبلى ورق تعيين حياة ضرورى وتعرفلى بقالها قد ايه شغالة هنا.

إيهاب: حاضر ياشريف، بعد اذنك.
راح إيهاب للباب وفتحه، شاف حياة واقفة قدامه.
إيهاب: أهلاااااااا بدحيحة الدفعة.
حياة بابتسامة: ازيك يا ايهاب ؟
ايهاب: الحمدلله، اتغيرتى اوى.
حياةابتسمت: وانت كمان.
ايهاب بص لشريف: هااااه مش عايز حد يدخلك برضو ؟

شريف كان واقف بيتابع حوارهم والعرق بيتصبب من وشه وبين شعره، مع انه كان مشغل التكييف !
واول ما إيهاب سأله، لقى حياة بتبصله وكانت مكسوفة جدآ، ايهاب شافهم كده خرج وقفل الباب.

كان شريف واقف مابين الكرسي والمكتب وحياة واقفة جنب الباب متحركتش، راحلها شريف ومفيش حاجة بتحركه غير الشوق، بصلها اوى واتعمق فى نظرات عينيها، وحياة ماقدرتش تبص فى عينه اكتر من كده وطت راسها وبصت فى الارض، مسك شريف ايدها وباسها وكان بيتمنى ان الزمن يوقف عند اللحظة دى وبس، مش عايز يسيب ايدها ابدآ ولا يبعدها عن شفايفه، بقى بعد كل الشوق ده، تبقى مسكته لإيديها قصيرة اوى كده، وفعلآ سحبت حياة إيدها منه ببطئ، كانت فرحانة وشعورها نفس شعوره، بس دايمآ بتفضل تعمل الصح حتى لو على حساب ارادتها.

شريف: زى مانتى ماتغيرتيش.
حياة بتوتر شديد ولغبطة فى الكلام: إيهاب ... بيقولللل إتغيرت.
شريف: انا اكتر واحد فالدنيا عارفك، لما تقاومى كل مشاعرك وتسحبى ايدك يبقى متغيرتيش، زى مانتى مبتحبيش تعملى حاجة وتندمى عليها.
حياة: انا مكنتش اعرف انها شركتك.
شريف: بقالك قد ايه هنا ؟
حياة: 5 شهور.

شريف: يعنى 150 يوم، كل دى ايام كنتى فيها معايا فى مكان واحد ومعرفش!
حياة: كنت هتعمل ايه لو عرفت ؟
شريف: كنت ه... وافتكر انها متجوزة، حب يهزر ويخرج من سؤالها.
شريف: كنت هرفدك.
ضحكت حياة اوى من كلامه.
حياة: هتقطع اكل عيشي ليه بس.
شريف: كنتى بتشتغلى قبل كده ؟
حياة: اول مرة فى حياتى.
شريف: تعالى اقعدى.
حياة: انا ورايا شغل.
شريف: انتى اللى مصممة تترفدى اهو.
حياة: ليه بس.

شريف: مانتى لو صممتى تروحى عشان وراكى شغل، هرفدك وهتبقى فاضية .
حياة: وانت لسه كده بقى بتقلب كل حاجة هزار ؟
شريف: لأ، دى عادة كانت راحت من سنين، ورجعت معاكى تانى النهاردة.
حياة عشان تغير الكلام راحت قعدت على الكرسي، وقالتله ادينى قعدت خير؟
شريف: انتى اللى جيالى على فكرة ؟

اتكسفت وقامت: انا اسسسفة.
شريف: هههههههه اقعدى بس اقعدى بهزر معاكى.
شريف: انتى متخرجة من سنين كتير، ليه قررتى من 5 شهور بس انك تشتغلى؟
حياة: ظروفى حكمت بكده.
شريف: ايه هى الظروف ؟
حياة: اتطلقت.
شريف بسعادة: بجد؟

حياة: واضطريت اشتغل عشان ولادى.
اتحولت سعادة شريف لحزن، لإنه عرف انها عندها ولاد من جوزها،وكمان لإنه إفتكر إنه مابيخلفش، بص للارض بحزن: انتى عندك ولاد؟
حياة: اه معايا حمزة وسما.
شريف: ربنا يخليهملك.
حياة: ابوهم خدهم منى بالقوة، واتجوز.
شريف بغيرة: انتى زعلانة طبعا عشان اتجوز ؟

حياة: انا زعلانة على ولادى اللى مرات ابوهم زمانها بتعذبهم، ده غير ان ابوهم راجل ظالم لوحده من غير مرات اب كمان.
شريف: بعد كل السنين دى مكتشفتيش انه ظالم غير من 5 شهور بس !
حياة: بعد كل السنين دى اخيرآ لاقيت اللى تساعدنى إنى ابعد واهرب بولادى وباللى فاضل منى .
شريف: للدرجة دى اتعذبتى معاه؟
حياة: فوق ماتتخيل.

شريف: ماجيتليش ليه ؟
حياة: اجيلك! بعد ما سبتنى من غير اسباب هجيلك اقولك طلقنى منه وهاتللى شقة ليا ولولادى وشغلنى عشان اصرف عليهم ! وانت ليه تعمل كده أصلآ ؟
شريف: عشااااان، عشان انتى حياة.
حياة: يعنى ايه ؟
شريف: يعنى انتى عايزة ولادك، ولا عايزة ترجعيله ؟
حياة: ارجعله ! لو تعرف اللى حصل فيا عمرك ماكنت هتقول كده، طبعآ عايزة ولادى وبأى شكل.
شريف: سيبى الموضوع ده عليا.

حياة: لسه زى مانت عايز تساعدنى حتى لو ده هيسببلك مشاكل ؟
شريف: وهتكونى لسه زى مانتى وترفضى مساعدتى ؟
حياة: لأ مش هرفضها فى دى بالذات.
شريف: بتحبيهم اوى كده ؟
حياة: طبعآ بحبهم مش ولادى ؟
شريف: ربنا يرجعهملك بالسلامة.
حياة: انا سمعت انك لسه متجوز، ان شاء الله ربنا يرزقك.

حس شريف بنار فى قلبه وخنقة من كلامها، مرة لإنه مابيخلفش، ومرة لإنها بتدعيله يخلف من واحدة غيرها عادى كده، وكإنها خلاص مابقتش تحبه.
اما حياة فقالت الكلام ده عشان عندها فضول تعرف مراته حامل ولا لأ.
ولكن الاتنين مريحوش بعض، لا هو قالها انه طلق وكمان مبيخلفش ولا هى قالتله قد ايه بتحبه وكلامها مايدلش غير على حبها ليه.

فى النادى كانت نادين قاعدة مع صاحبتها مى.
مى: يخربيتك يانادين، ازاى تعملى كده ؟ مش كفاية فهمتيه ان المشكلة عنده، بتطلقى ليه بقى !
نادين: عشان مش هستحمل اعيش فى ضغط نفسي طول الوقت، وافضل خايفة يكتشف وخايفة يحصل حاجة تعرفه، الدكتور يتجنن ويعترفله.
مى: طب ما ده ممكن يحصل بعد طلاقكم عادى برضو، ووارد اكتر يحصل دلوقتى لإنه ممكن يتجوز ومراته تحمل.

نادين: لو اكتشف الكدبة الموضوع مش هياخد حجم زى لو كنت مراته لسه، ولو اتجوز ومراته حملت يبقى حصلت المعجزة وقدر يخلف.
مى: بتدمرى حياتك بسهولة كده عشان الكلام البايخ ده !
نادين: حياتى اتدمرت من يوم ماطلعت مابخلفش يا مى، خلاص مابقاش فى حياة اصلا، يادوب ارجع لأيام الصياعة وتبقى الحياة فل لحد كده، انما جواز وخلفة وعيال مش عايزة اسمع الكلام ده تانى.

مى: انتى حد من عندك يعرف اللى انتى عملتيه ده ؟
نادين: لأ كلهم فاكرين انه فعلا شريف مابيخلفش وساندونى انى اتطلق منه.
مى: على قد مانتى صعبانة عليا، على قد ماشريف كمان صعبان عليا.
نادين: لا مايصعبش عليكى اوى كده، بكرة يتجوز وينسانى تمامآ وهيخلف عادى وهيفرح، وانا اللى حياتى وقفت.

نامت حياة على سريرها، والتفكير اللى كانت بتعانى منه الصبح، زاد دلوقتى أضعاف، طبعآ بظهور شريف من جديد.
حياة: ماهو اكيد بعد ظهور شريف فى حياتى لازم كل حساباتى تتغير، ايه اللى انا بقوله ده ! وحساباتى تتغير ليه ؟، لأ إهدى كده ياحياة، شريف دلوقتى مش هو شريف بتاع زمان، وان كان هو على استعداد يخون مراته بإى مشاعر يحسها تجاهى، فانا مستحيل اعمل كده واساعده، وبعدين انا عندى اطفال، ولازم احترمهم ومعملش حاجة تزعلهم منى ابدا ولا تخليهم يتضايقوا لما يكبروا، وبعدين مش هو ده شريف اللى سابك فى وقت ماكنتى محتاجاه، ووجع قلبك بأكبر وجع وكنتى حاسة بضيقة وخنقة ليل ونهار من بعده المفاجئ ومش عارفة تكلمى مين ولا تسألى مين ولا تطلبى من مين يطمنك عليه، شريف زيه زى اى حد كسرك، الفرق ان فى حد كسرك بالاهانة والضرب والشتيمة وذلك على اللقمة ومعايرتك بيها، وحد كسرك بإنه سابك فى وسط الطريق.

فى عز عشمك فيه وفرحتك بوجوده وأملك إنك تكونى كل حاجة فى حياته، متغفريش لشريف لإنك حتى مش مضطرة تعملى كده خالص، لإن غفرانك ليه هيقربك منه، انتى اتطلقتى اه بس هو متجوز وانتى عندك ولاد ممكن صورتك تتهز فى نظرهم لو حاولتى تتقربى منه باى شكل، لازم اسيب الشغل مش هينفع اكمل فى نفس المكان اللى موجود فيه لحظة واحدة، لإنه من النهاردة هيبدأ يعاملنى معاملة خاصة وكل شوية هيكلمنى ويتحجج بأى حاجة وده هيفتح فرصة لينا لحاجات فات وقتها، اه ممكن يساعدنى اخد ولادى..

بس لو ربنا كاتبلى اخدهم من طارق هاخدهم حتى من غير مساعدة اى حد ولا محاولات منى،وهشتغل اى حاجة تانية، مش لازم فى شركة وعلى مكتب، وحتى لو مرتب أقل، مش مهم، المهم ابقى راضية عن نفسي وعن تصرفاتى.
قطع كلام حياة مع نفسها صوت جرس الباب، قامت مستعجبة مين هيجيلها دلوقتى، فتحت الباب، واتفاجئت اوى لما شافت ولادها قدام عينيها ومعاهم واحدة غريبة، ماحستش بنفسها غير وهى فى حضنهم بتعيط بحرقة وألم على كل لحظة غابوا فيها، ومش مصدقة انهم قدامها.

حياة: انتو بجد هنا ؟
سما: وحشتينى ياماما.
حمزة: احنا جينا ومش هنمشي تانى، صح ياطنط سمر ؟
حياة بعد ما انتبهت فجأ ان فى واحدة جت مع ولادها وهى مش واخدة بالها منهى خالص: ياخبر، انا مخدتش بالى من حضرتك من كتر فرحتى بالولاد، تعالى اتفضلى.
اتحركت سمر من عند الباب وقعدت فى صمت.
حياة: هو حضرتك لاقيتيهم تايهين فالشارع ولا ايه ؟

حمزة: لا ياماما متهوناش، دى طنط سمر اللى جابتنا هنا.
حياة فى حيرة ومش عارفة دى تبقى مين .
سمر بابتسامة: متحتاريش كتير، انا مرات طارق.
حياة بمجرد ماسمعت كلامها وقفت بعصبية شديدة: وطبعآ قررتى تجبيهملى بعد ماتعبتى من ضربهم وتعذيبهم وزهقتى من وجودهم فى بيتك صح ؟
حمزة: لا ياماما،دى طنط سمر طيبة اوى وبتحبنا.

اتصدمت حياة من كلام حمزة وفضلت تنقل نظرها مابينهم، لإن حياة من وقت ما طارق خدهم محطتش احتمال واحد فالماية ان مراته تكون كويسة.
سمر: انا همشي ولو محتاجيين اى حاجة انا موجودة.

حياة: انتى عارفة انتى بتقولى إيه ! انتى مرات طارق على فكرة، فمينفعش تقولى كده ولا تتصرفى كده.
سمر: كل اللى اقدر اقولهولك انى ظلمتك لما اتطلقتى منه لإنى شوفتك بتتبطرى عالنعمة، وظلمت نفسي لما اتجوزته، بس انا مستحيل اخلف لحد ماطلع من البيت ده ويارب اطلع منه سليمة.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة