قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية حوريتي الصغيرة للكاتبة علياء شعبان الفصل السادس والثلاثون

رواية حوريتي الصغيرة للكاتبة علياء شعبان الفصل السادس والثلاثون

رواية حوريتي الصغيرة للكاتبة علياء شعبان الفصل السادس والثلاثون

جحظت عيناي ياسمين في صدمه، فإنه الثوب الابيض التي لطالما حلمت بإرتدائه، لم يكُن شبيهه مُطلقاً، بل هو بكامل تصميمه كما رسمته ليس في مُخيلتها فقط، بل أيضاً تلك الورقه التي اعطتها له.
ياسمين بإنبهار: دا الفستان الابيض، اللي رسمته يا حمزه!
حمزه بهُيام: أيوه دا فستان الاميره بتاعتي.

ياسمين وهي تضع يدها علي فمها في عدم تصديق وقد اغرورقت عيناها بالدموع: مش مصدقه، إن الفستان قدامي بجد. جبته منين يا حمزه.
إقترب حمزه منها في تلك اللحظه ومن ثم قام بضمها إلى أحضانه في حنو مُردداً...

مينفعش ياسمينتي تتمني حاجه ومتلاقيهاش. وأوعدك طول ما انا عايش وبتنفس، هعيش ليكِ وبيكِ ودايماً وبكُل الطُرق هخلقلك السعاده، حتى لو كانت في بطن الحوت. إنتِ متعرفيش بعشقك اد أيه. بشكر ربنا في صلاتي عليكِ وبحمد ربنا إنه رزقني بأميره الحوريات، ومش هسأل ربنا ايه السبب، إن الحوريه تقع في حُب الراجل الفقير دا. هحمد ربنا وبس علشان رزق ربنا لا يُرد ولا يُسأل عن سببه.

تمهلت ياسمين قليلاً ومن ثم وقفت علي أطراف أصابعها وقامت بتقبيل أيسر صدره قائله بسعاده...
بموت انا فيك، يا قطعه من جنه في زيّ فقير. وبيت كبير بيحتويني وساكنه فيه، يا علاج مُخفف للآلم وراجل زي الرسول ما قال، ف بلغوه عني السلام.
حمزه غامزاً: بقينا جامدين وبنعرف نقول شعر.
ياسمين بعشق: بحبك يا حمزه، بحبك اووووي.
حمزه بحنو: وانا بعشقك يا حوريتي الصغيره، ودلوقتي بقا جه الوقت اللي تلبسي فيه الفستان.

ياسمين بدهشه: البسه!
حمزه بثبات: طبعاً وهتروحي بيه. كتب الكتاب.
ياسمين قاطبه حاجبيها: حمزه بطل هزار.
حمزه بثقه وهو يُدني الثوب الابيض ويضعه إلى الفراش: بالله ما بهزر. ودا اللي هيحصل. قدامك نص ساعه وتكوني جاهزه، بس بلاش ميك اب لاروح فيكِ في داهيه، انا بحذرك. ومتقلقيش الخمار والنقاب مع الفستان، واتمني تلبسي التاج اللي اشتريتهولك في المول.
ياسمين بذهول: بس يا حمز...

حمزه مُقاطعاً وهو يتجه خارج الغُرفه: مفيش بس، هروح اقولهم يجهزوا نيره.

دلف الجميع داخل غرفه نيره وهي تنظُر لهم في إستغراب شديد، فهذه ليست عادتهم حيث الدلوف داخل غرفتها والآن تأكدت ظنونها، بأن هُناك حركه غير طبيعيه داخل القصر...
نيره بهدوء: طنط دعاء. وحشاني كتير، وإنتِ كمان يا رنيم.
رنيم بحُب: مبروك يا عروستي الحلوه.
نيره بتساؤل: ايه! عروسه أزاي!
كوثر بحنو وهي تحتضن إبنتها: مبروك يا حبيبتي. النهاردا كتب كتابك، إنتِ ونادر.

نيره وهي تحُك رأسها بيدها: معلش يا ماما، عيدي اللي إنتِ قولتيه دا تاني!
دعاء بسعاده: بالراحه يا كوثر علي البنت.
نيره بهدوء: يعني أنا هبقي جوز نادر، قصدي مرات نادر النهاردا!
كوثر بضحك: بالظبط كدا.
نيره وهي تجلس إلى طرف الفراش في صدمه: وحمزه!
كوثر مُكمله: ماله!
نيره بثبات: عارف الموضوع دا.
كوثر بضحك: امال هنجوزك من ورا أخوكي يا حبيبتي، شكل الصدمه أثرت علي دماغك.

صعدت نيره إلى الفراش واخذت تقفز فوقه من فرط سعادتها وهي تهتف بهُيام...
أنا عروسه وهتجوز حبيبي، هيييه.
كوثر وهي تنظُر لابنتها بأسف مُصطنع: عليه العوض.
توقفت نيره فجأه ومن ثم نزلت برأسها إلى مستوي والدتها الجالسه وهي تهتف...
ماما هو مينفعش يبقي فرح علي طول، انا عاوزه أعيش مع حبيبي.
كوثر بغيظ: اخرسي لالغي كتب الكتاب.
دعاء بضحك: فعلاً الصدمه أثرت عليها. بجد ربنا يديم حبهم لبعض ويتمم علي خير.

نيره وهي تؤمن: اللهم امين ويباركلي في جوزي.
كوثر رافعه احد حاجبيها: هو لسه بقا جوزك يا بنت الهبله.
نيره وهي تلوي شفتيها: هيبقي جوزي بعد شويه، وشوفي مين هيدخلك البيت دا تاني، طول ما إنتِ بتهزقيني بقا.
في تلك اللحظه قطع حديثها صوت طرقات علي باب الغُرفه ومن ثم دلف حمزه وهو يحمل ثوباً أبيض أخر، وهنا تابع بحنو...
السلام عليكم.

رد الجميع التحيه وما هي إلا ثوان حتى وجدها بين أحضانه وهي تهتف بحُب ونبرآت سعيده...
أنا بحبك اوي يا احلي اخ في الدنيا. انا بحمد ربنا انه رزقني بأخ زيك. ربنا يسعدك يا حمزه يا ابن بابا عبدالرحمن ويحبب فيك خلقه ويُرزقك الذريه الصالحه، ويباركلك في ياسمين، زي ما فرحتني.

حمزه وهو يطبق ذراعيه حول خصرها: ياااااااه. يا جمال دي دعوه. طول ما إنتِ مبسوطه، انا دايماً السعاده في حياتي. إني أشوفك إنتِ وماما وياسمين بخير وامان، دا في حد ذاته رضا من ربنا عليا. بس اوعديني أنك تسمعي كلام نادر وتصونيه في غيابه قبل وجوده.
نيره بحُب: إن شاء الله.
حمزه وهو يمد يده لها بالفستان: إتفضلي فستانك يا عروسه واجهزي علشان نادر زمانه علي وصول.
رنيم بتساؤل: إنت شوفت هشام يا حمزه!

حمزه بهدوء: اه بيلبسوا وهيحصلونا علي الاهرامات.
نيره قاطبه حاجبيها: اهرامات ايه دي!
حمزه ضاحكاً: فكره خطيبك المجنون. إن كتب الكتاب يكون جنب الاهرامات الثلاثه.
نيره بإعجاب: Wow، this is amazing
حمزه بإبتسامه هادئه: طبعاً لازم تكون مُدهشه، طالما من نادر، يلا اجهزي بسرعه.

يعني دا أخر كلام عندك يا ماما! مش هتروحي معانا!
أردفت سندرا بتلك الكلمات في عصبيه بينما تابعت كاميليا بضيق...
اه دا أخر كلام عندي. وياريت بقا إنتوا كمان، تفوقوا من اللي إنتوا فيه!
عاليه بنفاذ صبر: يلا يا بنتي مش هنخلص من دروس المواعظ بتاعتها. المهم حطيتي الدعوات في شنطتك!
سندرا بتأكيد: اه معايا متقلقيش.

إتجهت سندرا بضع خُطوات ناحيه باب المنزل ومن ثم إلتفتت حيث تجلس والدتها وقامت بإلقاء قُبله في الهواء وهي تُردد...
مش هتأخر عليك ِ.

زي القمر يا نيره. تبارك الخلاق يا حبيبتي.
أردفت السيده دعاء بتلك الكلمات في حنو بينما تابعت كوثر وهي تحتضن إبنتها في حنو حيث إرتدت نيره ثوبها الابيض ذو الأكمام الرقيقه وقد أصرت علي إرتداء الخمار الذي دون مُبالغه زادها رقه...
ربنا يسعدك يا حبيبتي ويديم سعادتك.
نيره بتساؤل: امال فين ياسمين!
كوثر بسعاده: تقصدي العروسه التانيه.
نيره بفرحه: دا بجد! حمزه هيعملها فرح!
رنيم بسعاده: اه حاجه شبه كدا.

علي الجانب الأخر
دلف حمزه داخل غرفه زوجته، ومن ثم نظر لها في إنبهار وهو يري ثوبها الابيض المنفوش إلى حداً كبير ويتناثر علي ذيله حُبيبات فضيه كثيفه، وما زادها جمالا ً ارتدائها لخمارها الفضفاض حيث يعلوه ذاك التاج البرونزي الذي اوصاها به حمزه...
حمزه بهُيام: لا دا إحنا نقعد هنا، وافضل باصص عليكِ كدا لسنه قدام، لا دا كدا مش هينفع خالص.
ياسمين بإستغراب: هو ايه اللي مش هينفع!

حمزه بغيظ: لابسه النقاب وزي القمر يخربيت حلاوتك، امال لو شافوكي من غير النقاب هيعملوا ايه!
ياسمين بهدوء: اقلع الفستان يعني.
حمزه بثبات: للاسف مش هينفع، علشان دا وعد اخدته عليا قدام ربنا، وهو إني البسك الفستان اللي حلمتي بيه. امري لله. شكلي هصور قتيل النهاردا.
ياسمين بإبتسامه هادئه: يعني عجبتك!
حمزه بحُب: دا أنتِ فاضلك2 فولت وتنوري يا مدامتي. تعالي اما اقرألك شويه قرآن.

وضع حمزه كفه أعلي رأسها وبدأ في قراءه ما تيسر له من آيات الله وما أن إنتهي حتى قام بوضع يدها في يده مُنطلقين إلى غرفه نيره...
قام حمزه بالثناء علي شقيقته وبعدها إصطحب الإثنان مُنطلقين إلى بهو القصر، وقد وقف نادر في اخر الدرج وهو ينظُر لحبيبته بسعاده بالغه حيث ردد وهو يقف أمامها مُباشره.
ما شاء الله ولا قوه الا بالله.
حمزه مُتدخلاً: أبعد عينك عنها، إحنا لسه ما كتبناش الكتاب.

نادر فاغراً فاهه: امال هتقعد جنبي في العربيه ازاي!
حمزه بضحكه مُتهكمه: عشم إبليش يا شريك، دي هتركب معايا أنا وياسمين العربيه وبمُجرد ما كتب الكتاب يتم، من حقك تعمل اللي إنت عاوزه.
نادر بضيق: يعني مش كفايه انه كتب كتاب وهتفضل معاك في القصر بردو.
حمزه بهدوء: لا هتفضل معاك إنت بإذن الله.
نادر بإستغراب: مش فاهم.
دعاء بحنو: يعني إنت ونيره هتسافروا ع اول طياره ل باريس وتقضوا شهر العسل وهي مراتك رسمي نظمي.

نادر بفرحه: ما بتهزروش مش كدا.
حمزه بإبتسامه هادئه: هو إنت فاكر إن نيره بس اللي بيتعملها مُفاجأت.
نادر بسعاده مُفرطه: وربنا إنت جدع ابن حلال.
حمزه ضاحكاً: طيب يلا بينا علي الاهرامات.
إستقل الجميع سيارتهم، حيث قام حمزه بإصطحاب اهل بيته وكذلك فعل نادر وهشام مُتجهين إلى موقع الزفاف غريب الأطوار، ولكن هكذا ما رغب به نادر وحمزه.

بمرور الوقت وصلت العربات امام الباب الرئيسي وبدأت الترحيبات بالعروسين، وهنا إصطف الجميع سيارتهم، ثم دلفوا للداخل حيث ينتظرها وائل وقاسم الطوخي بصحبه المأذون.

في تلك اللحظه جلس حمزه إلى جانب المأذون وعلي الجانب الأخر يجلس نادر ووالده، وهنا بدأت إجراءات عقد القران في أيسر حال، إتسعت معها إبتسامه نيره الحالمه، وأخيراً ما عشقها قلبه وانتظرته طويلاً وهي تكتم هذا الحُب داخلها حفاظاً علي تلك اللحظه قد أصبح حلالها، فكيف لا تُجن من فرط سعادتها به.

أنهي المأذون الاجراءات وتعالت التصفيقات من قبل المدعوين وهنا أسرع نادر ناحيه زوجته ثم قبل جبينها في هُيام وهو يُردد في أُذنها هامساً.
بارك الله لنا وبارك علينا، وجمع بيننا في خير ورزقني منك خير ذُريه يارب العالمين.
نيره بسعاده ونبرآت أشبه للبُكاء: بحبك اوي.
نادر وهو يجذب كفها اليه ويُقبله: إنتِ لسه في مراحل الحُب الاولي. انا عديت الليفل (Level) دا من زمان.

دعاء بسعاده: يلا يا ولاد علشان تقطعوا الجاتوا.
وهنا جاءهم صوتها وهي تُردد بنبرآت ثابته...
طيب مش تستنونا. علشان نفرح معاكم.
نظرت كُلاً من دعاء وكوثر لبعضهما البعض، بينما تابعت نيره في خفوت ونبرآت مُغتاظه...
أيه جاب وش البومه دي هنا. ومين اللي دعاها أصلاً.
نادر بثبات: مش فاهم، ايه جابها هنا.
سندرا بثقه: بس انا طلعت احسن منكم، وقبلت دعوه قاسم بيه.

إلتفتت دعاء ناحيه زوجها في صدمه حيث رمقته بنبرآت مُغتاظه بينما تابعت السيده كوثر بمرح لتجنُب حده الموقف...
أهلاً بيكِ يا حبيبتي. يلا يا جماعه نقطع الجاتوا.
حمزه بصوتاً خافتاً ل ياسمين: تعالي عايزك.
ياسمين بضيق: اه يا ريت مش عاوزه اقف هنا.
حمزه مُتفهماً لما تُرمي إليه: حاضر.
خطت ياسمين بضع خُطوات بصحبه حمزه ولكنها توقف لوهله وهي تُردد بضيق...
ياربي. النقاب اتفك من ورا. انا ما بحبش النقاب الستان أبداً.

حمزه بتفهُم: خلاص ولا يهمك، ادخلي التواليت دا وظبطيه.
ياسمين وهي توميء برأسها مُتفهمه: تمام، شويه وراجعه.
غادرت ياسمين المكان مُتجهه إلى المرحاض المُلحق بالمكان، وهنا نظر حمزه أمامه ليجد تلك الافعي تقترب منه، ولكي يتجنب وجودها إتجه حيث تجلس والدته والجميع ليُحبط مسعاها في التحدُث معه...

زفرت سندرا في ضيق من فعلته وبعدها قررت تتبُع خُطوات ياسمين وقد راقبها حمزه وهي تفعل ذلك فقرر السير حيث تتواجد زوجته مُنتظراً إياها بالخارج...
دلفت سندرا داخل المرحاض، لتُصدم عندما تجد ياسمين قد أزاحت النقاب عن وجهها، سعياً في مُعاودت ظبطه...
ظلت مُثبته مُقلتي عينيها علي ياسمين وأخيراً تحررت من صومعت صمتها وهي تُتابع.
طلعتي جميله اوي.
ياسمين مُلتفته إليها بإستغراب: شكراً إنتِ أجمل.

سندرا بغيره: من حق حمزه يتمسك بيكِ جداً. ما هو طول عمره بيحب الجمال.
ياسمين بثبات وهي تُهندم من وضعيه نقابها: اخر حاجه بيفكر فيها حمزه الجمال. وعلشان يكون عندك خلفيه، حمزه إتجوزني من غير ما يشوفني، وبعد أذنك ابعدي عنه وسيبينا في حالنا، وياريت اسمه ما يجيش علي لسانك تاني.
أنهت ياسمين جملتها الاخيره التي نطقت بها في ضيق، ثم أسرعت مُتجهه للخارج، لتجده ينتظرها بفضول...

حمزه مُستفهماً: سندرا ضايقتك بحاجه!
ياسمين بنفي مُصاحب بإبتسامه رقيقه علي شفتيها: لا خالص.
حمزه بحُب: طيب تعالي معايا.
ياسمين بتساؤل: هنروح فين!
حمزه بمرح: بس تعالي.
أركبها حمزه تلك العربه المُتنقله المتواجده داخل الاهرامات حتى وصلوا امام الهرم الاكبر وهنا تابع حمزه وهو يجذبها من ذراعها...
حمزه بثبات: أيه رأيك نطلع لأخر الهرم!

ياسمين بصدمه: نعم! بالفستان! وعاوزني اطلع كُل المسافه دي، حرام عليك يا مجنون.
حمزه وهو يُشير بيده لشخصاً ما...
إقترب منهم بلدوز كهربائي يقوم وائل بسواقته وما ان رأته ياسمين حتى وضعت يدها علي فمها وهي تُردد في صدمه...
إنت بتفكر في أيه يا حمزه! إنت وصاحبك المجنون دا!
حمزه بضحك: هنركب علي البلدوزر دا ووائل هيرفعنا للدرجه اللي فوق دي ونقعد عليها.

ياسمين وهي تنظُر له بجانب عينيها: بطل هزار يا حمزه ويلا نمشي.
حمزه بثبات: قدامي يلا.
ياسمين بصريخ ك الاطفال: لااااااا عاااااااا
قام حمزه بحملها بين ذراعيه ثم اوقفها داخل هذا المُربع الحديدي وقد إنضم إليها أيضاً...
تشبثت به وهي تصرُخ فزعاً من النقله التي ترفعها للأعلي، بينما قام هو بإحتضانها في هدوء هامساً لها...
وصلنا.

نظرت ياسمين أمامها في خوف ومن ثم إتجهت إلى ذاك الحجر الكبير وقامت بالجلوس عليه وكذلك فعل حمزه...
حمزه مُوجهاً حديثه ل وائل: شكراً يا غالي. عدي علينا بعد نصايه كدا.
وهنا إلتفت حمزه ناحيتها ليجدها تنظُر له بوجهها مُغتاظاً وقد قرأ ذلك من الشراره التي تصدُر من عينيها...
أنا هفضل قاعده هنا لحد ما اروح عند ربنا، ومش هنزل بالطريقه دي تاني. ومش مسامحاك أبداً.

أطلق حمزه ضحكه عاليه علي حديثها ومن ثم قام بإحتضانها وهو يُتابع بحنو...
حقك عليا. بس انا جايبك هنا علشان نعمل خُطوه حلوه اوي.
ياسمين بتساؤل: خطوه ايه، اللي هتموتني علشانها!
قام حمزه بوضع يده في جيب بنطاله ومن ثم أخرج منه كيساً كبيراً يحتوي علي العديد من البالونات وهنا تابع بإستكمال وهو يمسك بقلماً بين يديه...

أنا دلوقتي هنفخ كُل البلالين دي. وهديكي القلم دا هتكتبي علي كُل بلونه الصفه اللي حبيتيها فيا وهنطيرها، وكمام الصفه اللي مش بتحبيها ودي بقا هنفرقعها بدبوس علشان مش هتحصل مني تاني. اما بقا البلونه اللي علي شكل قلب دي، ف هنكتب عليها اسامينا واسامي الاطفال اللي هنجيبهم.
ياسمين بفرحه: الله. حقيقي فكره حلوه اوي يا حمزه.

بدأ حمزه في نفخ البالونات وقام بإعطاء الواحده تلو الأخري ل ياسمين وقد قامت بتدوين ما طلبه منها وهنا تابع بتساؤل وهو يلتقط البالونه الأولي...
خلينا نشوف اول بالونه، اممم العصبيه، ودي طبعاً من الصفات اللي بتكرهيها فيا.
ياسمين بتأكيد: الصراحه اه.

أمسك حمزه دبوساً بين أصابعه وقام بوخذ البالونه حتى تلاشت إلى قطع صغيره ومن ثم فعل ذلك في الباقي، فقد قام بإطلاق سراح البالونات المُدون عليها مزاياه التي تعشقها ياسمين، وما أن وصل إلى البالونه التي تتخذ شكل القلب حتى شرع في قراءه المُدون عليها بسعاده...

حمزه وياسمين. وحمزه تاني دا هيكون ابننا، ورنيم ونيره وحياء ومليكه ومرام وخديجه وبيسان و رهف و جويريه وهيا ومالك وعُدي وسيف وعبدالله، ما شاء الله، متجوز ارنبه.
ياسمين بضحك: الله اكبر. احسد ولادي بقا.
حمزه مُكملاً: دا احنا نفتح بقا حضانه ونسميها قافله آل الشيخ. علي بركه الله.
أطلقت ياسمين ضحكه طويله علي حديثه ومن ثم إقتربت منه وطبعت قُبله حانيه علي انفه مُردده.
وستظل طفلي الكبير.

مر الكثير من الوقت الذي حمل في طياته جميع معاني السعاده والحُب بينهما ومن ثم إنطلقت عائدين لتوديع نيره ونادر لبدء رحلتهما الزوجيه معاً والتي ستبدأ بزياره المكان المُفضل لنيره.
حمزه وهو يحتضن شقيقته: خلي بالك منها يا نادر. أختي دين في رقبتك.
نادر بحب: في عنيا.
تمني الجميع لهم السعاده ومن ثم إنطلق نادر ونيره إلى المطار...

في صباح اليوم التالي
أوعي يا حمزه. أوعي عينك تروح هنا ولا هنا.
أردفت ياسمين بتلك الكلمات وهي تُلقن حمزه وصاياها السبع أثناء قيامها بهندمه حلته السوداء بينما ينظر هو لها بهُيام...
حد يكون معاه القمر ويبص للنجوم.
ياسمين بغيظ: اه ما هو شوشو شاطر. والله لو ما كنش العرض دا مهم. مكونتش قبلت تروح أبداً.
حمزه بإبتسامه هادئه: وليه كُله دا!

ياسمين وهي تضع يدها حول خصرها: علشان ما لقيش واحده تقولك يا مسيو حمزه. وبعدين هو عرض الأزياء ايه غير حاجات استغفر الله العظيم.
حمزه بضحك: وعد. هخليكي تصممي زي مُحجبات وندخل بيه المُسابقه الجايه.
ياسمين بهدوء: بالله عليك، غُض بصرك.
حمزه وهو يُقبل رأسها: وانا بكِ، عُميت عنهم جميعاً.

أبتسمت له ياسمين في حنو ومن ثم إنطلق هو حيث عرض الأزياء، بينما إتجهت هي إلى الشركه وما أن دلفت إلى مكتبها حتى تنهدت في أريحيه مُردده...
ربنا يوفقك يا حمزه.
في تلك اللحظه دلفت السكرتيره إلى المكتب وهي تُردد بهدوء...
كُل الناس موجوده يا فندم. ادخل اول واحد.
أومأت ياسمين لها إيجاباً وبعدها أمسكت بملف كشف الاسماء بين يديها وهنا وقعت عيناها علي شيئاً لم تتوقعه أبداً...
ياسمين بصدمه ونبرآت خافته...

ياسين محمد الجيار،!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة