قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية حوريتي الصغيرة للكاتبة علياء شعبان الفصل الرابع والثلاثون

رواية حوريتي الصغيرة للكاتبة علياء شعبان الفصل الرابع والثلاثون

رواية حوريتي الصغيرة للكاتبة علياء شعبان الفصل الرابع والثلاثون

ضمها إليه بحنو ونظرات مُتأهبه لحديثها تابع في فضول...
بتفكري في أيه يا ياسمينتي!
ياسمين خافضه بصرها وبنبرآت خافته أردفت: بفكر في طفل منك قاعد وسطنا دلوقتي، يا تري هتغير منه زي ما بتغير من الباقي!
حمزه بهدوء: بإذن الله قريب. ومن ناحيه الغيره بقا، ف انا مش مضمون.
ياسمين قاطبه حاجبيها في مرح: مش مضمون. هتعمله ايه بقا إن شاء الله!
حمزه ضاحكاً: هكهربه.

ياسمين بغيظ: وانا هكون فين لما ابني هيتكهرب، وبعدين انا مش عوزاه يطلع زيك!
حمزه رافعاً حاجبيه: بمعني!
ياسمين مُكمله بخفوت: مش حنين علي مامته، وطباعه حاده.
حمزه بلوم: يعني أنا مش حنين عليكي!
ياسمين بشرود قليلاً: اممم لا دا كان زمان.
حمزه بتفهُم: ربنا يرزقنا بأطفال نسخه طبق الاصل منك. عاوز ياسمين تتكرر في البيت كتير، عاوز الخير يعم ويجيب السعاده في إيده.

ياسمين رافعه يدها عالياً: اللهم امين، بس احنا كدا مُضطرين نصحي الفجر علشان نمشي ونقدر نوصل علي ميعاد المُحاضرات.
حمزه بثبات: محاضرتك 8مش كدا!
ياسمين بتأكيد: اه
حمزه مُكملاً: ولا يهمك يا ست البنات. بس كان نفسي نفضل فتره أكتر لوحدنا.

ياسمين بتفهُم: معلش يا حبيبي، بس إنت عارف إن عندي مُحاضرات لا وكمان ندوات، دا غير مُقابله السكرتاريه اللي مينفعش اتأخر عنها، وإنت بنفسك شوفت إصرار عمتو علي إني ارجع قبل ميعاد المُقابله.
حمزه طابعاً قُبله علي جبينها: تتعوض في وقت تاني إن شاء الله.
بدأت ياسمين تتثاب ك الأطفال وهي تتململ في فراشها، تأهباً لمرحله الاحلام بينما تابع حمزه بنبرآت خبيثة...
إنتِ كُل يوم هتستعبطي وتنامي.

ياسمين وهي تبتعد قليلاً عنه ثم تضع الغطاء عليها: تصبح علي خير.
رمقها حمزه بغيظ ومن ثم قام بجذب الغطاء مره أخري وامسك ذراعيها بقبضته القويه مُردداً في إنتصار...
لا مفر يا اوزعه.

في صباح اليوم التالي
في تمام الساعه السادسه صباحاً إستيقظت ياسمين فزعه وهي تنظُر للوقت في المُنبه وهنا تابعت وهي توقظ حمزه بحزن...
حمزه الساعه6، هنلحق نلبس ونسافر واوصل للمحاضره في وقتها!
حمزه وهو يتثأب: مهمه أوي المحاضره دي يعني!
ياسمين بصُراخ ك الاطفال: دا امتحان الميد تيرم.
حمزه بإبتسامه هادئه: طيب يلا قومي البسي وهنلحق.

أسرعت ياسمين خارج الغرفه علي الفور وما أن تأكد من إبتعادها حتى امسك الهاتف واجري إتصالاً بشخصُاً ما مُردداً بخفوت.
ايوه يا وائل كُل حاجه جاهزه!

قومي بقا يا بنتي علشان تلحقي مُحاضراتك. وبعدين نادر مش مبطل رن عليا.
أردفت السيده كوثر بتلك الكلمات في نفاذ صبر بينما تابعت نيره من أسفل غطائها...
مش هروح الجامعه. انا عاوزه اكل.
كوثر عاقده حاجبيها: عاوزه تاكلي! أخيراً سمعتك بتقولي جعانه قبل ما اموت.
أبعدت نيره الغطاء عنها ومن ثم عدلت من وضعيتها جالسه وهي تضع قُبله علي جبين والدتها قائله...
وبعدين ما ترديش عليه سيبيه يتعذب شويه!

كوثر بإستغراب: وهتعذبيه ليه بس يا بنتي!
نيره بهدوء: علشان قولتله، ما يرنش لحد ما أخد قرار.
كوثر بتساؤل: طيب وايه قرارك يا حبيبتي بعد صلاه الإستخاره!
نيره بمرح: معرفش. جعانه بس.
كوثر وهي تجز علي أسنانها: لا إنتِ مش طبيعيه النهاردا وهتجننيني. لو رن تاني هقوله إنك اخدتي قرار بالرفض.
نهضت نيره عن فراشها في سرعه البرق ثم أمسكت ذراع والدتها قائله بترجي.
لا لا بالله عليكِ. موافقه، بس انا حالياً جعانه يا كوكي.

كوثر بغيظ: اما اوصيهم يعملولك الاكل، بدل ما تاكلينا.
ترجلت السيده كوثر خارج الغرفه وهنا أخذت نيره تدور في سعاده غير معهوده وتتطاير خُصلات شعرها معها، إحتفالاً بهذا القرار المُبهج علي قسمات وجهها دون وعياً منها...

أنا ماشي يا امي، يدوب الحق المُحاضره.
أردف نادر بتلك الكلمات في ضيق، في حين أكملت السيده دعاء في ترقُب.
مالك يا نادر. إنت متضايق من حاجه.
نادر بنفي: لا يا ست الكُل. بس مكنتش نايم مرتاح امبارح.
دعاء بتساؤل: طيب وعرفت قرار نيره!
نادر بضيق وهو يتجه خارج غرفه المعيشه: هي لسه ما قالتهوش، بس انا تمام عرفته. نتكلم بعدين يا أمي.

أنا عاوزه افهم بس إنت مغمي عنيه ليه بس يا حمزه!
أردفت ياسمين بتلك الكلمات في ضيق أثناء جلوسهم داخل سياره حمز الخاصه والتي يقودها سائقه الخاص، بينما تابع حمزه بهدوء...
دقايق وهتعرفي.
مرت عده دقائق وبعدها أوقف السائق السياره، وهنا ترجل حمزه منها ثم إتجه صوب الباب المُقابل لزوجته وقام بفتحه وامسك كفيها في هدوء، مُتجهين علي أرضيه اسفلتيه كما شعرت ياسمين حين رددت...

إحنا ماشيين علي اسفلت مش كدا! وحاسه إن الدُنيا حوليا فاضيه.
أبعد حمزه يديه عنها لتنظُر هي إلى الطائره في صدمه، قام حمزه بحجز طائره خاصه بهم، ليُنقلها إلى القاهره حتى تتمكن من اللحاق بمُحاضرتها، وهنا رددت بتساؤل...
طياره!
حمزه بهدوء وهو يضع يده في جيب بنطاله: عجبتك المُفاجأه.
ياسمين وهي توميء برأسها سلباً ك الاطفال: لا انا بخاف منهم.
حمزه ضاحكاً: متخافيش أبداً وإنتِ معايا، يلا اركبي.

صعدوا سوياً علي متن الطائره وما أن جلست في مقعدها حتى تشبثت بذراعه بقوه وهي تدفن رأسها بين ذراعيه في وجل...
اشهد أن لا إله الا الله، واشهد أن محمداً رسول الله.
حمزه بإبتسامه هادئه: تصدقي إنتِ مش وش مُفاجأت حلوه زي دي.
ياسمين بخوف: بس انا مكونتش عاوزه اموت كدا عاااااااا.
حمزه يكاد ينفجر من شده الضحك: يا مجنونه، أهدي وتعالي هنلعب لعبه حلوه.
ياسمين بغيظ من حديثه: اسكت خالص مش عاوزه العب معاك.

حمزه بحُب: هاتي بس كف إيدك.
في تلك اللحظه أمسك حمزه كفها ومن ثم ردد بحنو.
هسبح علي إيدك لحد ما نوصل، وساعتها مش هتحسي بالوقت خالص.
ياسمين بسعاده مُتناسيه ما تشعُر به: الله. موافقه جداً وانا كمان هسبح علي صوابعاتك.
حمزه رافعاً حاجبيه: دي من ضمن قاموس الجمع المُذهل بتاعك.
ياسمين بمرح: هات إيدك يلا.

الو السلام عليكم. ازيك يا نادر.
أردف وائل بتلك الكلمات في سعاده، بينما تابع نادر مُترقباً...
وائل! فينك يابني كدا!
وائل مكملاً: سيبك مني دلوقتي. انا عاوزك تنزل تشتري احلي بدله عريس، ودا بتصريح من حمزه.
نادر بعدم تصديق: لحظه كدا! حمزه وافق علي كتب الكتاب!
وائل مكملاً: لا ومش بس كدا. دا كتب الكتاب هيكون النهاردا.

نادر بفرحه عارمه: بس بس انا لسه ما ظبطتش حاجه ولا كلمت مأذون، وكمان نيره واهلي لسه ميعرفوش.
وائل بتفهُم: الدور دا عليك بقا. مش اهلك موافقين مبدئياً، الوقت بقا ميهمش. وبعدين حمزه مشغول الفتره الجايه بشغله وعروض الازياء والصفقات، ف كُل تفكيره، انه لما يسافر او يكون في شغله وانت موجود في القصر، يكون مطمن والامور ماشيه صح.
نادر بتفهم: تمام اوي. شكراً أوي يا وائل علي تعبك معانا. مردودالك يا صاحبي.

وائل بسعاده: مبروك يا عريس.
علي الجانب الأخر
دلفت دعاء داخل غرفه نومهم لتجده مُستلقي علي الفراش، شارد الذهن لتهتف هي بنبرآت ثابته...
بتفكر في أيه يا قاسم!
حول بصره إليها في تلك الاثناء ومن ثم ردد بهدوء.
في الشغل وعرض الازياء الجاي دا، اللي لو فُزنا بيه هينقلنا، نقله كبيره اوي.
دعاء بتفهُم: إن شاء الله، كُنت عاوزه اكلمك في موضوع.
قاسم مُكملاً: قولي.

دعاء بثبات: إنت عارف إن نادر بيحب نيره جداً، وقرينا الفاتحه في غيابك. من حقك تزعل بس اكيد عاوز أبنك يفرح، ف لو مش هضايقك يعني، لو نعملهم كتب الكتاب النهاردا. لانك طبعاً عارف المشغوليات اللي عليك إنت وحمزه بسبب عرض الأزياء ومش هتبقوا فاضيين الفتره الجايه، وطبعاً حمزه مستحيل يخلي نادر يُدخل ويُخرج عليهم من غير تصريح.

أنهت دعاء جملتها الاخيره وهي تنظر لقسمات وجهه حيث ألقت علي مسامعه ما قاله لها نادر بينما تابع قاسم بهدوء.
موافق، إن كتب الكتاب يكون النهاردا.

جحظت عيناي دعاء في دهشه، فلم تعُد تُصدق ما سمعت، اوافق زوجها بتلك السُرعه وهو الأكثر قولاً ل لا قبل معرفه الاسباب. ولكن لم يطُل تفكيرها كثيراً. ف طبيعي إن لا تتوقع الزوجه، إن زوجها يُفكر في أذيتها وافراد عائلتها، يستحيل أن تُخمن كمائن مُخططاته الشريره، وهنا قامت دعاء بإحتضانه في سعاده...
شُكراً بجد يا قاسم. كُنت عارفه إن قلبك طيب وهتوافق.
قاسم بضحكه خبيثه: هو انا عندي أغلي من ولادي.

شرد في تلك اللحظه حيث المكالمه التي تمت بينه وبين تلك الافعي.
#flash back
بس إنت أزاي تُرفض عرض زي دا!، إنت عارف بموافقه علي جواز إبنك من اخت حمزه نتايجه ايه!
أردفت سندرا بتلك الكلمات في خُبث بينما تابع قاسم بترقُب...
أيه بقا نتايجه!

سندرا مُكمله بثقه: اول حاجه هتكسبها من الجوازه دي النسب، كفايه انك ناسبت عيله الشيخ. والاهم بقا إنك لازم تكون هادي ومُتسامح معاهم أكتر من كدا، يعني تنسي عصبيتك دي، علشان يوم ما البنت دي تموت، يبقي إنت خارج حيز التوقعات خالص، ولازم تفكر كويس في اي خطوه قبل ما تنفذها، وافق علي الجوازه دي لو عاوز توصل لمخططاتك لان نيره وياسمين صحاب جداً زي ما قولت وبسهوله تقدر تعرف من نيره وهي في بيتك تحركات ياسمين.

عوده للوقت الحالي.

أول ما ترجعي من الجامعه، كلميني وانا هستني هشام يخلص شغله وهنيجي القصر علي طول.
أردفت رنيم بتلك الكلمات في سعاده وهي تُحادث صديقتها هاتفياً في حين تابعت ياسمين بحنو...
حاضر يا قلبي. وبوسيلي جويريه، لحد ما اشوفها، اصلها وحشتني جدا ً.
نيره بتفهُم: حاضر. وحمدلله علي سلامتك يا ياسو.
أغلقت ياسمين الهاتف مع صديقتها ثم تابعت حديثها وهي تلتفت لزوجها الجالس بجانبها في السياره...

تصدق ما حستش بالوقت خالص. انا حبيت الطياره جداً.
حمزه بحنو: إن شاء الله، نكرر الموضوع دا تاني.
ياسمين وهي تبتلع ريقها: لا انا حبيته. بس مش عوزاه يتكرر خالص.
مر الوقت سريعاً ومن ثم وصلت السياره داخل الحرم الجامعي وهنا ترجلت ياسمين من السياره بسرعه شديده مُردده...
بدأوا الامتحان شكلهم.
حمزه بثبات: يعني إنت مرات دكتور حمزه وخايفه يحرموكي من الامتحان!
ياسمين وهي تبتلع ريقها: مش عارفه.

إبتسم حمزه بشده علي طريقتها الطفوليه، ومن ثم إصطحبها إلى داخل المُدرج وما أن رأه الدكتور حتى هتف بترحيب...
حمزه الشيخ هنا. منور المُدرج والله!
حمزه وهو يحتضنه: أزيك يا دكتور محمد.
الدكتور بتساؤل: فينك مش ظاهر الايام دي!
حمزه مُكملاً: قولت اقضي كام يوم في البيت، تغيير، وبعتذر منك عن التأخير.
الدكتور بتفهُم: مفيش داعي للإعتذار، مدام دكتور حمزه تتأخر براحتها.
حمزه بإبتسامه هادئه: الله يعزك. سلام عليكم.

دلف حمزه خارج المُدرج وهو ينتوي فعل شيئاً ما ومن ثم أمسك هاتفه وقد اجري إتصالاً في انتظار الرد...
نادر بسعاده: أزيك يا شريك!
حمزه مُتابعاً: الحمدلله علي كُل حال يا ابو النسب. فينك كدا!
نادر بهدوء: لسه مخلص مُحاضرتي حالاً.
حمزه بتفهُم: حلو اوي. هنتقابل عند الباب الرئيسي للجامعه وهكلم وائل، علشان نعمل شوبينج ونجيب كُل اللي محتاجينه بخصوص كتب الكتاب.

نادر بإمتنان: انا مش عارف اشكرك ازاي يا حمزه. إنت عملت احسن معروف فيا.
حمزه مُكملاً: عارف تشكرتي أزاي!
نادر بترقُب: قول اللي إنت عاوزه يا حمزه.

حمزه بثبات: تخلي بالك من أُختي كويس اوي، تكون خير سند ليها مش مُجرد زوج. انا محاولتش اضايقك او اصعب عليك الامور في إنك توصلها، بالعكس انا وقفت جنبك علشان عارف مين نادر الطوخي. وعارف إنك بتحبها جداً. بس عاوز اتأكد إن كلامي مليون في الميه صح. مش عاوز اختي في يوم ترجعلي معيطه او موجوعه منك. بسبب كلمه قولتها، لازم تنفذ وصيه الرسول واستوصوا بالنساء خيرا. علشان ما يكونش دين عليك يوم القيامه، وساعتها هي هتقول للرسول لم يستوصوا بنا خيراً يا رسول الله. ف لو مش هتقدر تشيل أُختي في قلبك وتحافظ عليها، ابعد احسن وانا هشيلها علي راسي، دي هي اللي طلعت بيها من الدنيا هي وامي، لو مش هتعرف تعمل دا أبعد علشان انا مريض بأهل بيتي. مريض بحقوقهم، وسعادتهم ماقبلش عليهم الهوا.

نادر بتفهُم ونبرآت مُمتنه: خليك واثق في صاحبك، مش زوج لأُختك. وإن شاء الله اكون عند حُسن ظنك. وزي ما إنت سند وفرحه لبنت خالي، ما ينفعش انا اخل بوعدي ليك.
حمزه بهدوء: تمام يا ابو النسب. مستنيك برا الجامعه متتأخرش.
نادر بتساؤل: هي نيره تعرف بكتب الكتاب!
حمزه بنفي: قولت لماما. ما تبلغهاش، هنعملها مُفاجأه.
نادر بسعاده: تمام اوي.

أغلق حمزه الهاتف مع نادر ومن ثم وقف أمام سيارته خارج الجامعه، لينظر أمامه في صدمه وبعدها هتف بصوتاً جمهوريا ً...
ياسمين!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة