قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية حوريتي الصغيرة للكاتبة علياء شعبان الفصل الثاني عشر

رواية حوريتي الصغيرة للكاتبة علياء شعبان الفصل الثاني عشر

رواية حوريتي الصغيرة للكاتبة علياء شعبان الفصل الثاني عشر

تابعت حديثها بشيئاً من البساطه في الأمور، حيث حسمت ما دار داخل عقلها بهذه الإجابه...
لا مش حفظاه كله.
حمزه بتفهم: ربنا يوعدك بحفظه كامل.
ياسمين بثبات: اللهم أمين بس انا ليا عندك شرط، هو مش شرط أوي بس اعتبره طلب.
حمزه بتساؤل: وأيه هو الطلب!
ياسمين مُكمله: بما إننا مش حافظين القرآن زي بعض، أيه رأيك خلال الفتره دي نحفظه سوي علشان نشجع بعض أكتر!

كان يستمع لها وهو ينظُر إلى أرضيه الغرفه حتى لا يثير خجلها وما أن أنهت جملتها الأخيره حتى رفع عينيه إليها قائلاً...
أفكارك جميله يا ذات العيون الخضراء.
أشاحت ياسمين ب وجهها بعيداً عنه ولم تعقب قط علي كلماته في حين أكمل هو بنبرآت هادئه...
يعني أعتبر إنك موافقه مبدأياً.
ياسمين بثبات: إن شاء الله.

حمزه بشرح أكثر: بإذن الله، هيتم عقد القران في خلال يومين، علشان أقدر أحل مشكله جامعتك قبل الدراسه، وإنتِ عارفه إن بدايه من الاسبوع الجاي الدراسه هتبدأ. وهكون في منصب جديد. ف أتمني إن كل حاجه تتم في خلال أيام.
ياسمين بحزن: موافقه وشكراً علي تعاونك معايا.
حمزه بهدوء: الشكرلله.
أنهي حمزه حديثه ومن ثم وقف علي الفور قائلاً...
أستأذنك.

إتجه حمزه خارج الغرفه، ليلتحق بالجميع في الخارج، وهنا إتجهت رنيم إلى حيث تجلس صديقتها قائله بضيق...
ياسمين، أيه اللي إنتِ عملتيه دا!
رمقتها ياسمين بنظرات مكسور، وفي طيات الثوان أسرعت برمي رأسها في أحضان صديقتها قائله.
أنا تعبانه أوي يا رنيم خليكي جنبي.
قامت رنيم بضم صديقتها أكثر وهي تطبع قُبله علي جبينها في حنو قائله بلوم...
ليه يا ياسمين، قولتيله أنك مش حافظه القرءان كله!

أخذت شهقاتها تعلو بشكلاً ملحوظاً، ولكنه بادرت بوضع يدها علي فمها قائله بضيق مكتوم...

انا دلوقت بس عرفت ليه دايماً عمتو وشها حزين، بسبب جوزها. اللي حاول يتحرش بيا وانا سكتت علشان المشاكل، بس هي حسيت، ف قررت تستعين بشخص بتثق فيه وهو بالفعل وافق أنه يساعدني، أتخلص من تحكمات قاسم الطوخي، لأن انا لو ما قبلتش بجوازي من حمزه. هفضل مُضطهده من قاسم وحقي هيضيع وهيرميني في الشارع. وبما أن حمزه هيساعدني في حياتي كتير، ف انا لازم اردله جزء من جميله عليا، وهو إني أساعده يحفظ القرآن حتى لو كُنت أنا حفظاه، بس هو ميعرفش، وخير ليا لأني هراجع من تاني. وبإذن الله نويت خلال المُده اللي هقعد فيها معاهم، هخليه يحفظ القرآن كله وهساعد نيره تتغير.

كانت رنيم تستمع لحديث صديقتها والدموع تنهمر علي وجنتيها في آسف وما أن أنهت ياسمين حديثها حتى تابعت رنيم قائله بحب...
إنتِ جميله أوي يا ياسمين وطيبه. علشان كدا دايماً ربنا بيوقفلك ولاد الحلال. بس مهما كان الهدف من الجواز لازم تصلي إستخاره، علشان ربنا يبينلك إذا كان حمزه خير ليكِ وهيرجعلك حقك ولا مش هيختلف عن قاسم ولابس الوش الطيب في الأول.

بدي علي ملامح ياسمين القلق، أيُعقل أن يكون بنفس صفات زوج عمتها، وكُل تضحياته وما يدعيه من مساعده، ما هي إلا بدايه لتقييداً جديد.
ياسمين بحسم وهي تزيل قطرات الدموع من علي وجنتيها...
هصلي إن شاء الله.

حل الليل سريعاً.
زي ما فهمت من كلام حضرتك، إن رفضكم للطالبه ياسمين منصور، بأوامر من قاسم الطوخي!
أردف حمزه بتلك الكلمات في حزم بينما أجاب رئيس كُليه الطب بتأكيد...
إنت كمان يومين وهتتعين مُعيد في الجامعه يا حمزه، وإنت عارف إننا ما بنشجعش العنف والشغب ودا اللي وصلنا عن الطالبه.
حمزه بنفاذ صبر: واتأكدتوا من كم الجرائم والتخريب اللي مارستها الطالبه!

الرئيس (رؤوف)بشك: أتمني يا استاذ حمزه، إن كلامك مايكونش من باب السخريه!
حمزه بضيق: هو فعلاً من باب السُخريه يا فندم. لأن دي بنت عاديه جداً. لا مارست تخريب ولا شغب، وكل الكلام اللي إتقال عنها كذب. وحضرتك لما عرفت إنها مُنتقبه صدقته من قبل حتى ما تتحري عن الطالبه، رغم إن دي مش من أدواركم.
رؤوف بصرامه: بس أنا أصدرت قراري النهائي يا أستاذ حمزه، وانا شايف إنك برا الموضوع أصلاً.

نهض حمزه من مقعده الخاص في ضيق، ومن ثم أطرق بأصابعه عده طرقات علي سطح المكتب الخشبي قائلاً...
قرارك واجب التنفيذ يافندم لو كانت مُجرد طالبه. بس الموضوع بقا مشكله حرم حمزه الشيخ.
رؤوف بعدم فهم: أزاي مافهمتش!
حمزه بثبات: يعني اللي بتتهمها بالشغب والإرهاب في خلال يومين هتكون مراتي. أتمني إنك ترجع في قرارك النهائي يا رؤوف بيه. أو انا هاخد ورقي وأشوف جامعه أفضل تحترم طلابها.

رؤوف بهدوء قائلاً: أقعد يا حمزه وخلينا نتكلم. ما تنساش إنك ابن عبدالرحمن الشيخ، يعني صاحب عمري وإنت عارف إن الجامعه واقفه علي رجليها بفضل رجال الاعمال والمُساهمات اللي بيقوموا بيها، واللي منهم قاسم الطوخي، ف بالتالي لازم نقدره.
حمزه بعصبيه ظاهره: مش علي حساب اللي يخُصني يا رؤوف بيه.
رؤوف وهو يوميء برأسه مُتفهماً: خلاص يا حمزه. إعتبر انها من لائحه المقبولين في الجامعه.

حمزه بثبات: تمام جداً أتمني تتصلوا علي رقم المسؤل عنها حالياً، وتبلغوها بقرار الموافقه.
رؤوف بتفهم: إن شاء الله.

بقولك أيه يا روني، ما تيجي نخرج انا وإنتِ!
أردف هشام بتلك الكلمات، بينما تابعت رنيم بسعاده شديده...
بجد يا هشام! اممم بس جوري!
هشام مُكملاً: هتقعد مع ياسمين.
رنيم بتفكير: اممم طيب هدخل أقول ل ياسمين وأتطمن عليهم.
علي الجانب الأخر
قامت ياسمين بإحتضان الصغيره، وأخذت تُمرر أصابعها داخل خُصلات شعرها المسترسل المفرود علي وسادتها، حيث تابعت جويريه قائله.
خالتو أحكيلي قصه حلوه.

وقبل أن تُجيب ياسمين علي طلب الصغيره، دلفت رنيم إلى الحجره قائله بتساؤل...
الحلوين بيتكلموا في أيه!
جويريه بفرح: خالتو ياسمين هتحكيلي حدوته جميله.
رنيم بإعجاب: ووووااو، عن أيه بقا الحدوته دي.
ياسمين وقد إنسجمت مع الأجواء: هحكيلها عن جوهره الاسلام، عن الصادق الامين وقد أيه الرسول كان أمين جداً علي الاسلام وفي رسالته. ها يا جويريه حابه تسمعي!
جويريه بفرح: أكيييييد عاوزه اسمع عن حبيبنا النبي.

رنيم بحب: طيب أستأذنكم هروح مشوار مع هشام.
جويريه بطفوله: متنسيش، تجيبيلي شيكولاته معاكي يا ماما.
رنيم بحنو: من عيوني.
ترجلت رنيم خارج الغرفه في إستغراب لعدم تمسك إبنتها للذهاب معها، ولكن ما جعلها تتناسي سريعا، حُب جويريه ل قصص ياسمين المُمتعه...
قامت ياسمين بوضع الغطاء علي جسد الصغيره ومن ثم مددت بجانبها أيضاً قائله بنبرآت خافته...
صلي علي الصادق الامين!
جويريه بهدوء: عليه الصلاه والسلام.

ياسمين بإستكمال: الرسول صلي الله عليه وسلم، كان من أحرص الناس علي الأمانات وردها لأصحابها، حتى رغم إضطهاد قبيلته له ولكنه كان معروف بينهم ب الصادق الامين. عارفه مين هم قبيلته يا جويريه!
جويريه بتفكير لبضع دقائق: قبيله قريش!

ياسمين بحب وهي تطبع قُبله علي جبينها: بالظبط. ومش بس قبيلته شهدتله بالصدق والأمانه، دا ربنا سبحانه وتعالي بجلالته شهد علي دا لما قال في آيه من القرءان والذي جاء بالصدق وصدق به، أولئك هم المُتقون، وربنا كان يُقصد بالصدق هنا القرآن، هو في دليل أكبر من إن رب العالمين يشهد للنبي بأنه أصدق الناس في رسالته، علشان الناس تآمن بيه!
جويريه بتساؤل: طيب وليه الناس مش بيسمعوا كلام ربنا، ويكونوا كُلهم مُسلمين!

ياسمين بإعجاب ل سؤالها: علشان مش كُلنا عايزين الجنه، بقينا ننتمي لدياناتنا بالوراثه، زي ما أتولدنا بنكون ورغم إن الناس لو بحثت في كُل الكُتب الخاصه بالديانات السماويه، هيلاقوا إن كُل الديانات دي في الأخر هي دين واحد بس الاسلام، حتى في الانجيل إعلن صريح بأن هناك رسول سوف يأتي بعد سيدنا عيسي عليه السلام، اسمه أحمد، ودا بيقابله في القرآن الأيه دي وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُم مُّصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءَهُم بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُّبِينٌ. دا غير إن ربنا سبحانه وتعالي أعلنها صريحه في كتابه العزيز عندما قال وما كان مُحمد ابا أحدٍ من رجالكم ولَكِن رسول الله وخاتم النبيين وكان الله بكل شيءٍ عليماً، ودي أكبل دلائل علي إن الاسلام هو الدين الصحيح والحمدلله علي نعمه الاسلام.

جويريه مُكمله بحب: وكفي بها نعمه.
ياسمين بحنو وهي تلتقط كفها ثم تُقبله بشغف: برافو عليكي، وتعرفي كمان يا جويريه الرسول كان ضحاكاً بساماً، رغم المُعاناه اللي إتعرضلها بس الضحكه مكانتش بتفارق مبسمه، حتى لو حب يهزر مع حد كان الصدق دايماً موجود معاه حتى في الهزار.
جويريه بنبرآت مُتسائله: يعني لازم لما اهزر مع حد اقول الصدق!

ياسمين بتعزيز: طبعاً جداً، تعرفي إن الرسول في مره هزر مع رجل كبير فقاله إنا حاملوك علي ولد ناقه. ف الراجل استغرب وقاله: أزاي يا رسول الله، انا رجل كبير وولد الناقه دا صغير، لسه مولود وماذا أصنع بولد الناقه؟!، ف الرسول وضحله وقاله وهل تلد الإبل إلا النواق؟! وكان قصد الرسول هنا إن ولد الناقه يعني إبل وإن دي توريه.
وكمان له موقف تاني مع سيده عجوز و...

وقبل أن تُكمل ياسمين هذا الموقف المعروف للصغيره، تابعت جويريه بشغف...
أنا عرفاه أقولهولك!
ياسمين وهي تُضيق عينيها: موافقه.
جويريه بطفوله: الرسول صلى الله عليه وسلم قال للعجوز دي إن الجنه مش بيدخلها سيدات كبيره في السن، ف هي زعلت جداً وعيطت لأنها فهمت غلط، علشان فعلاً ربنا بيدخل كل الناس الجنه بس لما بيرجعهم صغيرين تاني.

ياسمين بضحكه هادئه: بالظبط كدا، هي فهمت إن العجوز في الدنيا لا تدخل الجنه بس هو شرح لها قائلاً...
إن الناس إذا دخلن الجنه، يعدن أبكاراً يعني شابات.
أنهت ياسمين هذا الموقف ومن ثم أكملت بتساؤل...
ها فهمتي حاجه من الحدوته النهاردا!
جويريه وهي توميء برأسها: اه فهمت. بس انا زعلانه منك!
ياسمين قاطبه حاجبيها: ليه بس!
جويريه بزعل: علشان إنتِ هتتجوزي عمو حمزه، وهتسيبيني ومش هتحكيلي قصص تاني.

ياسمين بحنو وهي تحتضنها أكثر: لا ما انا هاجي اخدك تقعدي معايا كتير.
جويريه وهي تنتفض من مكانه ومن ثم إتسعت حدقتا عينيها وبنبرآت طفوليه رددت...
وعد يا خالتو!
ياسمين بحنو: وعد.

جلست رنيم إلى أحد المقاعد الجيريه القريبه من النيل وظلت تنظُر إلى السماء وتتذكر ما مر عليها من وقتاً ليس ببعيد وما أصبحت عليه الآن، لتتنهد بهدوء مُردده بصوتاً خافتاً...
الحمدلله دائماً وأبداً.
الجميل بيفكر في أيه!
قطع شرودها مجيء هشام وهو يحمل بين يديه شيئاً تعشقه كثيراً...
قامت رنيم بإلتقاط ما في يده ومن ثم تابعت بسعاده...
دره مشوي، الله بجد.
هشام بهيام: بالهنا يا ست الكُل.

رنيم بإبتسامه هادئه: تعرف يا هشام. وانا معاك بحس إني رجعت طفله من تاني ومش شايله هم الدنيا ولا متعلقه بحاجه فيها غيرك.
أطال هشام النظر لها وبنبرآت حانيه تابع...
وإنتِ متعرفيش أنا دعيت قد أيه علشان بس أمسك إيدك في الحلال.
وأثناء حديثه معها قام بإلتقاط يدها وقربها إلى ثغره، وبحنو طبع قُبلته الهادئه عليها.

رنيم بسعاده: ربنا بيحبنا. وعلشان نصيبي هو إنت. لما اتفرقنا، برحمته علينا وأحساسه بقلوبنا رجعنا لبعض تاني. أصله عارف قد أيه كلمته عنك وكُنت عاوزه حُبنا دايماً يكون ترفُع عن المعاصي، ف لما بنرضي ربنا بيرضينا بعدالته في الأرض ورحمه اللا مُتناهيه. ربنا يثبتنا علي طاعته.
هشام وهو يمد قطعه الدره خاصته إلى فمها ليُطعمها مُردداً.
يارب.

مر يومين علي الأبطال، حيث يستعدون لتلك المُناسبه التي تدق أبوابهم وتحمل معها السعاده المُفتقده مُنذ وفاه مسؤل هذا القصر الكبير
حمزه صدقني الكرافت أحلي، بلاش تقلعها.
أردفت نيره بتلك الكلمات في توسل في حين تابع حمزه بنبرآت صارمه.
مش عاوز بتخنُقني جداً يا نانو.
نيره بإصرار: معلش إستحملها كام ساعه بس.
كوثر مُقاطعه: يلا يا شباب، علشان نلحق نجيب العروسه من بيت هشام.

نيره بضيق: وفيها أيه لو كنا عملنا فرح كبير والناس كُلها حضرت. لازم يعني فرح عائلي!
حمزه بهدوء: علي فكره انا معترضتش علي دا، بس دي كانت رغبه ياسمين.
كوثر بهدوء: في الحالتين هنفرح بإذن الله.
أنهي الجميع تجهيزاتهم ومن ثم قام حمزه بأخذ سيارته وأنطلق بها لإحضار العروس بينما تبعته السيده كوثر وابنتها في السياره الخاصه بهما...
علي الجانب الأخر.

أصريتي علي فرح عائلي، وكمان من غير فستان وقولنا ماشي، لكن مش عاوزه تحطي ميك اب علشان جوزك كدا كتير.!
أردفت رنيم بتلك الكلمات في غيظ بينما أكملت ياسمين التي ترتدي فستاناً هادئاً باللون الوردي وعليه نقاباً بنفس اللون يُزينه تاجاً من الفضه.
ياسمين بهدوء: مش شرط فستان ابيض يعني!
رنيم رافعه حاجبيها: يعني مش نفسك تلبسي فستان ابيض!
ياسمين بحزن: الحمدلله.

أسرعت رنيم بإحتضانها في ود، وقبل أن تبدأ ياسمين في البكاء سمع الجميع صوت أبواق تصدُر من أسفل البنايه...
تجهز الجميع للذهاب، وما أن صعد حمزه ودلف لداخل المنزل، حتى رأي ياسمين بلوناً غير المعهود لها...
أبتسم حمزه بطريقه لا شعوريه منه ومن ثم إتجه ناحيتها علي الفور قائلاً وهو يمد يده لها...
يلا بينا.
رمقته ياسمين من وراء نقابها بثبات مُردده.
لسه ماكتبناش الكتاب.

حمزه رافعاً حاجبيه: ما إحنا رايحين نكتبه علي فكره. مش همسك إيدك وبعدين اتخلي عنك وسط الناس يعني!
ياسمين بصرامه: لا مينفعش.
هشام مُتدخلاً: عندها حق يا عم حمزه، ما تصبر عشر دقايق وابقي أمسك براحتك.
حمزه بثبات: ماااااشي.
إتجه الجميع إلى خارج البنايه، وسط الزغاريد والسعاده اللا مُتناهيه وبالأخص السيده دعاء التي نجحت في الانتصار علي تخطيطات زوجها...

وصل الجميع إلى أحد المساجد الشهيره، وبدأ الشيخ (المأذون)، في إتمام إجراءات عقد القران وما أن أنتهي من تلك الإجراءات، حتى تبادل الجميع المُباركات ودوام السعاده لهما، وقبل بالدلوف خارج المسجد، هتف المأذون موجهاً حديثه لحمزه...
حافظ عليها، علشان الخير فيها.
ضيق حمزه عينيه في إستغراب من حديث الشيخ ولم تكن هي بأقل إستغراباً من زوجها بينما بادلهم الشيخ ببسمه هادئه علي وجهه وسار مُبتعداً.

ظلت ياسمين تنظُر لهذا الشيخ فتره لا بئس بها وما أن وصلوا إلى سياره حمزه الخاصه حتى تابع بعد أن قام بفتح الباب الأمامي لها...
أتفضلي يا مدام الشيخ.
ياسمين وهي تنظُر له في هدوء: شكراً.
ظلت ياسمين طيله الطريق صامته لا تُحرك ساكناً يتردد علي مسامعها ما قاله هذا الشيخ فقط وبعد مرور النصف ساعه وصل الجميع إلى القصر...

ترجل حمزه خارج السياره ومن ثم إتجه ناحيه الباب الخاص بها وقام بفتحه بهدوء شديد مُردداً وهو يمد يده لها...
أتفضلي يا مدام. هتمسكي إيدي بقا المره دي ولا حرام!
ياسمين بنفاذ صبر وهي تضع كفها علي كفه: لا معدش حرام.
حمزه بضحكه هادئه: تسلمي يا حسنايتي الجميله، إنك حنيتي عليا ومسكتي إيدي، بس البمبي فيكِ جامد.
ياسمين بإبتسامه هادئه: شكراً.
حمزه بغيظ: هو انا بقولك مبروك علي الجواز، مفيش أي رومانسيه عندك خالص.

ياسمين بتحدي: خااااالص.
رمقها حمزه بجانب عينيه في غيظ وما أن دلفوا سوياً داخل القصر، حتى بادلهم الجميع السلام، وقبل أن يتجه بها حمزه ناحيه غرفتهما قامت رنيم بضمها، لتهمس ياسمين في أذنها قائله...
ما تسيبينيش وتمشي.
رنيم بضحكه مكتومه: علشان حمزه يقتلني. يلا ربنا يسعدك يا قلبي.

وما أن أنهت ياسمين حديثها السري مع صديقتها حتى قام حمزه بحملها بين ذراعيه وسط نظراتها المصدومه، بينما أخذت نيره تصفق في سعاده مما فعله شقيقها.
إتجه حمزه بها ناحيه الدرج، ثم صعد إلى غرفتهما وما أن أجلسها حمزه علي أحد المقاعد بجانب الفراش، حتى تابع بهدوء.
لما الناس تمشي، انا هنام في الأوضه اللي جنبك.
ياسمين وهي توميء برأسها: تمام، بس مش هنصلي سوا!
حمزه وهو يقف أمام المرآه: طبعاً هنصلي.

بدأ حمزه في فك رباطه عُنقه بينما تناست هي وجوده داخل الغرفه وقامت بنزع النقاب عنها وهي تُتابع بتأفُف...
الجو حار أوي بجد أما أروح اتوضأ.
تجمدت ملامحه وهو ينظُر إلى تلك الحسناء من المرآه، لم تكن حسناء فحسب. بل الحُسن أدي التحيه أمام عرش رونقها الآخاذ...
وقف أمامها مُباشره ثم ردد بنبرآت مصدومه.
إنتِ مين! وفين مراتي!
إمعتق وجهها من شده الغيظ ومن ثم تابعت بثبات.
لا والله.

حمزه بعدم تصديق: لا بجد فين مراتي! حاجه كدا اسود في اسود، انا مسميها حسنايه مُتنقله، اللهي يكرمك ما شوفتيهاش هنا ولا هنا،!
ياسمين بغيظ: انا أو يافندم. الحسنايه المُتنقله
حمزه وهو يفرُك عينيه بكفيه: قطع لسانه اللي يقول عليكِ حسنايه مُتنقله. أكيد غبي ما بيشوفش، دا إنتِ يتقال عليكي موز باللبن.

بدأ حمزه في بالإقتراب منها وهو يهتف بتلك الكلمات في حين إبتلعت هي ريقها بصعوبه، وفرت من أمامه هاربه بإتجاه المرحاض وهي تُتابع.
أما الحق أتوضاً،!

ظلام يطغي علي المكان بأكمله وفي مُنتصف الغرفه يجلس رجلاً مُكفهر الملامح، ولديه لحيه طويله للغايه، وأصابعه تكاد تشبُه اصابع الشيطان.
ظل يُردد بعض التعويذات، وكلاماً لا يفهمه سواه ولا يؤمن به إلا أصحاب العقول المريضه والقلوب الضعيفه نتيجه بعدهم عن الله، وهنا تابع هذا الرجل قائلاً...
أنا مقدرش أعمل أي حاجه. غير لو جبتيلي أي حاجه من ريحته، لبس خُصله من شعره، المهم تكون حاجه ملموسه،!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة