قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية حوريتي الصغيرة للكاتبة علياء شعبان الفصل الثامن والثلاثون

رواية حوريتي الصغيرة للكاتبة علياء شعبان الفصل الثامن والثلاثون

رواية حوريتي الصغيرة للكاتبة علياء شعبان الفصل الثامن والثلاثون

تهللت اسارير وجهه وهو يتنقل ببصره بين زوجته وشقيقته، ف الخبرين جعلوه في قمه سعادته وهنا قام بضم الإثنتان مُردداً في حنو.
ياسمين أنا هكون اب بجد!
أطلق الجميع ضحكات عاليه أثر كلماته، بينما تابعت ياسمين بفرحه...
احلي خطوه يا قلبي. مُبارك عليكِ النقاب.
نيره بحنو: مُبارك عليكِ البيبي يا احلي أُم في الدُنيا.
كوثر مُتدخله: عقبالك يا نيره لما نشوف أولادك إنتِ وحمزه ويملوا عليا البيت.
نادر بأمل: يارب.

حمزه بهدوء: بقولك ايه يا هانم. من هنا ورايح مفيش خروج برا البيت غير معايا، حتى الطلوع علي السلم ممنوع. لان انا هشيلك.
وما أن انهي حمزه جملته الأخيره حتى قام بحملها بين ذراعيه بينما تابعت نيره بإعتراض...
لا يا حمزه أجل القرار دا. لما تروح تشتري معايا النقاب واللبس الجديد.
حمزه رافعاً أحد حاجبيه: اه وتتعبيها معاكِ.
ياسمين بحُب مُلتفته ل نيره: تعبها راحه.

حمزه ضاحكاً: إنتوا هتحبوا في بعض قدامي. خلاص ماشي موافق، بس اجلوا الخروجه ل بالليل علشان هي لازم ترتاح دلوقتي.
نيره بهدوء: امممم ماشي.
انهي حمزه حديثه ومن ثم تقدم بخُطواته الثابته صوب الدرج بينما احاطت هي عنقه بكلتا ذراعيه مُردده.
حمزه انا ممكن اقولك حاجه!
حمزه بإبتسامه هادئه: قولي يا ست الكُل.
ياسمين مُكمله: إنت عينتينك حلوين أوي.
حمزه قاطباً حاجبيه: عينتينك تاني. اممم عارف أصلاً.

ياسمين بغيظ: الدكتوره قالتلي لو في حد عاجبك وعاوزه تجيبي زيه، قوليله انه حلو.
دلف حمزه بها داخل الغرفه ومن ثم مال بجزعه للامام في خفه حتى أجلسها إلى الفراش ثم تابع بحنو...
حبيبتي نفسها في ايه بقا!
ياسمين بتفكير: اممممم. انام في حُضنك وتحكيلي حدوته.
جلس حمزه إلى الفراش علي الفور ومن ثم ضمها إلى أحضانه وبدأ يُمرر أصابعه بين خُصلات شعرها قائلاً...
هحكيلك قصه حُب آدم وحواء.
ياسمين بإعجاب: تمام.

حمزه مُتابعاً: سيدنا آدم كان عايش وحيد في الجنه، تخيلي جنه ربنا الكبيره أوي دي وجمالها، كان سيدنا آدم البشري الوحيد اللي موجود فيها، كان حاسس دايماً إن في حاجه ناقصاه بس مكنش عارف ايه هي!، وفي مره نام وصحي لقي إمرأه نايمه جنبه. ساعتها باصلها بإستغراب وسألها: إنتِ مين!، قالت له: إمراءه. ف قالها: وما اسمك، قالت: حواء، وبعد كدا سألها سؤال مُهم أوي. يُعتبر النُقطه الفاصله بين كُل زوجين، قالها: ولِم خُلقتِ!، فقامت قيلاله: لتسكُن إلي، جميل أوي ردها دا، علشان كدا عُمري ما كرهت ضعفي ولا احساس إني طفل وانا معاكِ، علشان واثق إن سكني بيأويني في جميع حالاتي.

ياسمين بحُب: كمل يا طفلي.

حمزه بإبتسامه هادئه: ليه أصلاً سُميت حواء! علشان خُلقت من شيء حي. خُلقت من ضلع آدم، يعني من جنب قلبه بالظبط علشان تكون هي سكينته وهو يحتويها بعطفه، سُنه الحياه في وجود آدم مع حواء، سُنه الحياه إنك تحتويها وتتطمنها، لأن المرأه لا تُعطي الحُب لرجل فاقد لهذه الأشياء، خُلقت حواء من جزء من آدم، رغم انها كانت ممكن تُخلق بمعزل عنه. بس حكمه ربنا هنا أيه! إن آدم يحس انها قطعه منه يا أيها الناس، اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحده وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا ً كثيراً ونساء، تعرفي بقا ليه الرجال قوامون علي الناس! وليه أصلاً الرسول اوصي بحُسن معاملتكم! علشان آدم خُلق من تراب الأرض، صلب يقدر يكافح في أي حاجه، ينحت في الصخر زي ما بيقولوا. لكن حواء، خُلقت من المنطقه المُحيطه بالقلب، يعني هي روح من رقه ورحمه هي دي سجيتها ولو قويت وحاولت تثبت نفسها في مجال رجولي، سجيتها دايماً بتغلبها في مواقف كتيره. بس إنتوا فيكم حاجه عظيمه أوي إحنا ك اولاد آدم ما نعرفش نعملها. يوم ما الملائكه سألت سيدنا آدم. هل تُحبها يا آدم قال: نعم. ولما كرروا نفس السؤال ل حواء قالت: لا. رغم إن في قلبها أضعاف حُبه ليها. وهنا بتظهر قوه المرأه بالتظاهُر بعكس ما تُخفيه حتى لا تُثير شفقته. لان مفيش اصعب من أنك تعافر علشان تمنع الحمم البركانيه المُنصهره جواك من انها تطفو علي حافه حديثك ف تُثبت ضعفك ساعتها، كُنت عاوز اقولك إني حبيت أحكيلك قصه آدم وحواء. علشان مُنذ بدأ الخليقه كان للرحمه والموده بين الزوجين نبتات تنمو مهلاً وعاشروهن بالمعروف. متزعليش لو يوم جيت عليكِ علشان رغم قوتي وقدرتي علي إني احميكي، بس وقت ضعفي بنضطر نتبادل الأدوار وساعتها بحتاج انا الحمايه والحنان منك. مش عيب أكون طفل معاكِ. مادام بهواكِ بشرع الله، وغرضنا رضاه.

أحكمت ياسمين ذراعيها حوله أكثر ومن ثم قبلت كتفه الأيسر مُردده بحنان...
إنت نبتتي اللي ربنا ربنا وهبهالي من الجنه وقالي اتطمني بيها. يا خير سند دُنيا وجنه.
قام حمزه بطبع قُبله حانيه علي جبينها ومن ثم دثرها جيداً داخل الفراش وهو يُتابع...
مفيش شركه النهاردا. ومفيش خروج من الأوضه، غير وإنتِ خارجه مع نيره. انا عاوز اقعد اطول وقت معاكِ لوحدنا.

اوقف سيارته علي ناصيه أحد الأرصفه مُنتظراً قدومها وما أن دلفت داخل سيارته حتى رددت بهدوء...
أزيك!
أردفت سندرا بتلك الكلمات في ثبات في حين تابع قاسم بتساؤل...
سيبك مني. الاهم دلوقتي. قررتي هنعمل ايه في الجاي!
إستدارت سندرا برأسها للنافذه ومن ثم رددت بوجوم...
إحنا مش هنأجر ناس يخلصوا منها. انا اللي هقوم بالموضوع دا بنفسي.

قاسم بذهول: نعم!، إنتِ عارفه لو شافتك ايه اللي هيحصل! هنروح كُلنا في ستين داهيه.
سندرا بتهكم: وهتشوفني منين! ما هي هتكون بين عداد الموتي.
قاسم بثبات: وافرض ما ماتتش!
سندرا بثقه: هو إحتمال ضعيف، بس مش هنستبعده وهخبي وشي ما تقلقش.
قاسم بتفهُم: تمام وهتعملي دا أمتي.
سندرا مُكمله: انا كلمت واحد معرفه. هيجيبلي عربيه وهنفذ بيها النهاردا بالليل.

بابا بابا بابا!
أردفت جويريه مُتابعه حديثها بنبرآت طفوليه وهي تُهرول بإتجاه هشام المُنهمك في اعماله علي الحاسوب وهنا تابع هشام بهدوء...
أيه يا حبيبتي!
جويريه بحُزن: ماما بتعيط.
هشام بخضه: بتعيط!
هرول هشام مُسرعاً حيث تُمدد زوجته جسدها في الفراش وما أن أبعد الغطاء عنها قليلاً حتى وجدها تبكي بحُرقه...
هشام بفزع وهو يحتضنها إليه: رنيم مالك يا حبيبتي!

أجهشت رنيم بالبُكاء أكثر عن ذي قبل ثم رددت بنبرآت مُتقطعه...
حلمت ب ياسر يا هشام، جالي في الحلم وكان مبسوط مني وقالي وصلي شُكري ل هشام إنه بيحب بنتي أوي كدا ومحافظ عليها. وقالي كمان انه بيحبني ومش ناسيني.
إمتعق وجه هشام من شده الضيق، فقد شعر لوهله بشيئاً يعتصر قلبه من شده الغيره. ولكنه كيف يغير من شخصاً أصبح في ذمه الله.
وهنا تابع هشام بنبرآت حانيه...

أهدي يا حبيبتي. واستعيذي بالله. بس ما حدش بيحبك قدي يا رنيم ومحدش هيحس بلهفتي وفرحتي وانا بفوز بيكِ بعد صبر ووجع سنين.
رمقته رنيم في هدوء وقامت بمحو قطرات الدموع بظهر كفيها كالأطفال مُردده...
وانا عُمر ظني فيك ما خاب للحظه. كفايه حنيتك عليها.
هشام بثبات: انا عُمري ما فكرت في أن جويريه مش بنتي. انا ناسي أصلاً الموضوع دا. احساس غريب جوايا بيقولي دي بنتك حتى لو مش منك. كفايه أنها جُزء من روح قُره عيني.

حل الليل سريعاً
إستيقظت ياسمين من سُباتها لتجده يحتضنها بين ذراعيه بقوه وهنا حاولت ياسمين فك ذراعيه دون ان تُقلق نومته وفي تلك اللحظه شعرت بوهج يشع من وجهه فقامت بوضع كفها علي غُره رأسه ثم شهقت في فزع...
حرارته مُرتفعه اووي.
حاولت ياسمين كثيراً إفاقته ولكن كان تنفسه بطيء جداً فقد تكررت تلك الحاله مُجدداً...

هرولت ياسمين إلى هاتفها وهي تبكي في فزع ومن ثم أمسكت الهاتف بأيداً مُرتعشه وقامت بإجراء إتصالاً بعمها، الذي طلب منها أن تستدعيه إذا شعرت بشيئاً غريباً في زوجها...
ياسمين بقلق: أيوه يا عمي.
محمد بلهفه: في أيه يا بنتي مال صوتك!
ياسمين ببُكاء: حمزه كان كويس جداً. وفجأه حرارته ارتفعت تاني والتنفُس بتاعه بطيء أوي، ودي أكتر حاجه بتخوفني.

محمد بتفهُم: ما تقلقش يا بنتي. انا فهمت اللي عند جوزك. مسافه السكه وهكون عندك.
مر وقت ليس بالقليل وبعدها وصل السيد محمد إلى القصر وقد رحب به الجميع وما أن علمت ياسمين بوصوله حتى طلبت منه أن تصطحبه إلى غرفه حمزه لرغبه في الحديث معه.
وبالفعل دلف السيد محمد إلى الغرفه وقامت ياسمين بإحكام غلقها جيداً وما أن جلس محمد بالقرب من الفراش حتى قام بوضع كفه علي راس حمزه لبضع دقائق ومن ثم ردد...

شكوكك يا بنتي طلعت صح. جوزك معموله عمل، ودي إشارات قويه. السخونه المُفاجأه وبُطء التنفس وكمان النسيان المُتكرر. بس لازم تكوني فاهمه إن السحر دا باطل المفعول قدام القرءان، يعني طول ما الانسان محصن نفسه بقرايه القرءان، عُمر السحر ما هيأثر فيه. لكن اصحاب القلوب الضعيفه إيماناً بيصدقوا وهم السحر دا وبيعيشوا فيه طول الوقت لحد ما بيتملكهم وبيقتص منهم. ودا لانهم ما استخدموش خير علاج وهو القرءان. ودا اللي حصل فعلاً واضح جداً إن حمزه محصن نفسه بالقرءان كويس جداً. ف علشان كدا السحر مش جايب اي مفعول قدام قوه القرآن هو بس بيحس بحبه تعب علشان اللي عامله العمل، واخد حاجه من ريحته.

ياسمين بشهقه: يعني ايه واخد حاجه من ريحته يا عمي!
محمد مُكملاً: تقريباً اللي عمل العمل لجوزك. واخد خُصله من شعره او لبس. الله اعلم يا بنتي.
ياسمين بحزن: طيب والعمل.
محمد بإبتسامه هادئه: انا هقرأله رُقيه شرعيه دلوقتي. وهيكون كويس، هو بس يقرأ قرآن بإستمرار وبإذن الله قريب اوي هوصل لمكان العمل.
ياسمين بخوف: ربنا يُستر يا عمي.
محمد بحنو: اللي بيحط ربنا في حياته وبيتمسك بيه، ربنا ما بيخذلهوش. اتطمني.

ياسمين بهدوء: ونعم بالله.
في تلك اللحظه إستأذن السيد محمد لمُغادره القصر وقلبه يعتصر حُزناً علي ابنه شقيقه وقد عزم النيه للتوصُل لحل في أقرب وقت...
بعد مرور ساعه تقريباً مازلت ياسمين تجلس بجانبه، محاوله خفض حرارته بإستخدام كمادات المياه البارده...
وهنا إستفاق حمزه وهو يتملل في فراشه ومن ثم رمقها بحُب مردداً.
هي الساعه كام!
ياسمين بإجابه: 8م.
حمزه بدهشه: ياااااه. انا نمت كُل دا!

ياسمين بحُزن: اصلك سخنت أوي. ف نمت كتير.
حمزه بهدوء مُحاولاً النهوض عن الفراش: انا فعلاً محتاج أخد دُش بارد.
ياسمين بهدوء: ماشي.
دلف حمزه داخل المرحاض وقام بأخذ حماماً بارداً ليُخفف من حراره جسده العاليه وما أن إنتهي حتى ترجل خارج المرحاض مُتابعاً في تساؤل...
ما روحتيش مع نيره ليه!
ياسمين بنفي: مش هروح طبعاً واسيبك كدا.
حمزه بهدوء: انا كويس يا حبيبتي، وبلاش تزعلي نيره. كفايه فرحتها بالنقاب.

ياسمين بتفهم: طيب خلي بالك من نفسك كتير اوي وانا مش هتأخر عليك إن شاء الله.
حمزه بحُب: ماشي يا قلبي. انا هنزل دلوقتي اقعد مع كوكي لحد ما ترجعي.
إقتربت ياسمين منه أكثر ومن ثم أسندت ذراعه بكفها وهي تُتابع مُتجهين خارج الغرفه.
تعالي. هوصلك لحد الصالون وأشوف نيره فين!
إتجهوا سوياً إلى بهو القصر لتجد السيده كوثر تجلس بصحبه نادر مُندمجين في الحديث وهنا تابع حمزه بهدوء...
متجمعين عند النبي.

كوثر بخضه: حمزه. مال وشك متغير كدا ليه!
ياسمين مُتدخله بهدوء: أصله سخن شويه. ك العاده بيتعب من اي حاجه بياكلها زي الاطفال.
حمزه بإبتسامه هادئه: ماشي يا ماما.
ياسمين بتساؤل: هي نيره فين!
نادر بتتابُع: في أوضتها فوق. ومش راضيه تروح معايا اليلا خالص.
كوثر بلوم: ما قولتلك سيبها علي راحتها يا نادر.
حمزه بإستغراب: مش عاوزه تروح اليلا ليه! أوعي تكون مزعلها يا نادر!

نادر بنفي: والله العظيم ما حصل. دا هي طول الوقت تقولي وديني عند ماما.
ياسمين وهي تنهض عن المقعد: طيب انا هطلع اشوفها. علشان نلحق نعمل شوبينج.
وبالفعل صعدت ياسمين الدرج من الجديد وما أن وصلت أمام غرفه نيره حتى طرقتها في هدوء لتسمح لها نيره بالدخول...
ياسمين بغيظ: ساعه بخبط. اغاني تاني يا نيره!
نزعت نيره الهاند فري عن اُذنيه ومن ثم تابعت بهدوء كُل دا نوم يا ست ياسمين، انا قولت انك نسيتي الخروجه.

ياسمين مُكمله: لا ما نسيتش. وبعدين هو انا مش قولتلك نحاول نبطل اغاني!
نيره بضيق: بحاول والله، بس مش عارفه.
ياسمين بتفهُم: انا عارفه أنك بتحاولي وعارفه إن اللي اتعود علي حاجه مش بسهوله يبطلها. بس انا ملاحظه إنك بتسمعي اغاني كتير ومقصره في فروضك.
نيره بنفي: لا لا أبداً. انا بصلي بس أحياناً في فروض بتروح مني.

ياسمين بإبتسامه حانيه: خُدي النصيحه دي من أُختك يا نيره، حتى لو كُنت بتسمعي اغاني، اقرأي قُرءان ما تُهجوريهوش، حتى لو كُنتِ مش مُتفقهه في دينك إلا بنسبه قُليله، ما تبطليش تقرأي عنه وتُطلبي من ربنا أنه يجعلك أكثر درايه وعلم بدينك. حتى لو كُنتِ مُقصره من ناحيه فروضك، ما تبطليش تدعي إن ربنا يُرزقك قربه والهدايه. حتى لو زعلانه من كُل الدُنيا، ما تبطليش تضحكي في وش الناس. حتى لو مظلومه طول حياتك، ما تباطليش تمارسي العدل بين الناس. أوعي تقولي دا نفاق. دي يا حبيبتي بتكون نوايا وربنا بس اللي مُطلع علي قلوبنا. فاقد الشيء يُعطيه ببذخ لأنه ادري الناس بمراره فقده. اما بالنسبه ل فاقد الشيء لا يُعطيه، فهي مقوله غير مُدعمه في الاسلام عندنا. لان الرسول صلي الله عليه وسلم قال اتق الله حيثما كُنت واتبع السيئه الحسنه تمحُها وخالق الناس بخُلُقٍ حسن، ودا معناه إن بإيدك تكون الأحسن مهما أثرت فيك الدُنيا، وصدقيني مع الوقت هتلاقي حلاوه القرءان في اُذنك مفيش حاجه تعوضها ولا حتى الاغاني، اجعلي القرءان صديق في الدُنيا، يطلُب لكي العفو والمغفره في الأخره.

نيره بحُزن: بس أنا بكسل أحياناً اصلي.
ياسمين بهدوء: طيب ايه رأيك لو مثلاً، حطيتي المصليه قدام عينك طول الوقت. او مثلاً أي وقت هتُدخلي التواليت لاي سبب تتوضي. حتى لو مش وقت صلاه. الحاجات دي كفيله تخليكي تعمليها بتلقائيه لو استمريتي عليها عن قصد فتره، زي مثلاً قبل الأذان بربع ساعه تفردي المصليه علي الأرض وتقرأي صفحتين من القرءان. جربي تكرري الموضوع دا كذا مره، هتلاقي نفسك بعد كدا بتعمليه لوحدك.

نيره بإبتسامه هادئه: تعرفي. إن أنا نفسي اكون من الناس اللي بتتوضأ تلقائي حتى لو صلت أصلاً. بس تعودهم علي الوضوء خلاهم يعملوا كدا وهم مش واخدين بالهم.
ياسمين بحنو وهي تحتضنها: بإذن الله هتكوني منهم يا رفيقه دربي.
نيره بسعاده: إنتِ في الشهر الكام!
ياسمين بفرحه: انا عرفت بالصُدفه من دكتوره كانت بتحضر الندوه ولما شافت ملامحي مُجهده طلبت مني أروح معاها العياده. وهناك قالتلي إني في الشهر التاني.

نيره بفرحه: ربنا يتمملك علي خير. وأخيراً هبقي عمتو.
ياسمين بحنو: عقبالك يا قلبي.
نيره بمرح: بس أوعديني يا ياسمين لو جبتي بنوته عيونها خضراء، تجوزيها لابني، علشان تجيبلي احفاد عيونهم ملونه.
ياسمين بضحك: هتتجوزي بنتي مصلحه يعني يا ست نيره. ويلا بينا علشان منتأخرش في الرجعه.

أنا مش قادره اصدق معقول منصور اخويا، ينسي يكتب نصيب اخوه في الوصيه. مع أن طول عمره ضد اللي بابا عمله. جاي يعمل زيه.
أردفت دعاء بتلك الكلمات في حيره بينما رفع قاسم عينيه عن الجريده القابعه بين يديه ومن ثم تابع بتهكُم.
هو مش أخوكي محمد هو اللي إختار!
دعاء بضيق: مهما كان. دا حقه وربنا هيحاسبنا كُلنا عليه. بس إنت مُتأكد إن الوصيه ما كانش فيها اي ميراث خاص بمحمد!

أشاح قاسم بوجهه بعيداً عنها ومن ثم تابع بثبات.
لا طبعاً. روحي اسأليه في قبره.
دعاء بحزن: ربنا يسامحه ويغفرله.
في تلك الاثناء أمسكت بهاتفها ثم ضغطت ذر الإتصال تنتظر رد شقيقها وما أن أتاها صوته حتى تابعت...
أزيك يا حبيبي عامل ايه!
محمد بحنو: الحمدلله يا ست الكُل. اخبارك إنتِ ايه!
دعاء مُكمله: انا بخير. وهكون كويسه أكتر لو جيت زورتني في بيتي.

محمد بتنهيده عميقه: ما ينفعش أرجع عن قسمي. انا مُستحيل ادخل بيت ل قاسم الطوخي أبداً.
دعاء بنبرآت أشبه للبُكاء: يعني مش عاوز تشوفني انا والولاد.
محمد بهدوء: لسه كُنت في القصر عند حمزه وياسمين، وشوفت نادر هناك.
دعاء بهدوء: طيب انا هجيلك دلوقتي، اديلي اسبوعين ما شوفتكش.
محمد بترحيب: دا البيت هينور بوجودك يا بنت الجيار.

وصلتا أخيراً حيث مركز التسوق، وبدأت نيره بإنتقاء ثيابها الجديده ضمنياً وذلك بمشاركه ياسمين، فنيره تعشق ذوقها كثيراً. مر الكثير من الوقت، وفي تلك اللحظه تابعت نيره بمرح.
وأخيراً خلصنا.
وقبل أن تتحدث ياسمين وجدت هاتفها يُعلن عن وصول إتصالاً، وهنا أجابت بنبرآت مُتلهفه.
حمزه. إنت تعبان ولا حاجه!
حمزه بإبتسامه هادئه: هو انا لما ارن اتطمن عليكي، اكون تعبان.

ياسمين بأريحيه: لا بس من ساعه ما شوفتك وانت نايم تعبان. وانا قلبي واجعني، وبقيت بقلق عليك طول الوقت.
حمزه بحُب: انا بخير يا قلبي، المهم قوليلي خلصتوا!
ياسمين بتأكيد: اه خلاص.
حمزه بإستكمال: طيب يلا متأخروش بقا مستنيكي.
ياسمين بتفهُم: حاضر، في رعايه الله.
حمزه بنبرآت سريعه: ياسمين!
ياسمين بترقُب: نعم!
حمزه بهُيام: بحبك.
ياسمين بنبرآت خافته: وانا بعشقك.

أغلقت ياسمين الهاتف فور إنتهاء حديثها في حين رددت نيره بخُبث...
يا عيني علي الحُب.
ضحكت الفتاتان كثيراً وبعدها أتجهوا خارج مركز التسوق في طريقهما للقصر.
وقفا علي أحد الارصفه، ليقوما بالعبور للجهه الاخري.
علي الجانب الأخر
رمقتها سندرا بنظرات ناريه وهي تجلس خلف مقود تلك السياره المُستأجره وهنا تابعت بنبرآت ناريه وهي ترتدي تلك الساعه الخاصه بحمزه...
مع السلامه يا حلوه.

إنطلقت سندرا بسيارته بسرعه غير عاديه في إتجاه ياسمين التي تعبُر الطريق وهنا صرخت نيره التي عبرت الطريق من قبل قائله...
عَدي يا ياسمين بسرعه، حاسبي العربيه. يااااااااسمين،!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة