قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية حوريتي الصغيرة للكاتبة علياء شعبان الفصل التاسع والعشرون

رواية حوريتي الصغيرة للكاتبة علياء شعبان الفصل التاسع والعشرون

رواية حوريتي الصغيرة للكاتبة علياء شعبان الفصل التاسع والعشرون

بدأ نادر يقضم أظافره في توتر أثناء مراقبته لحديث شقيقه بينما تابع هشام بثبات.
أول موضوع هو أن رنيم قررت نتجمع كُلنا ونتعشي في قارب في البحر وهنجيب ياسمين معانا ونحاول نصلح ما بينكم واهي تكون فرصه كويس لبدايه جديده بينكم، اما بقا الموضوع التاني هو اننا جايين النهاردا بالليل نشرب معاكم الشاي.
حمزه بمرح: ما انتوا طول الوقت بتيجوا تشربوا الشاي يا صاحبي.
هشام بضحك: لا المرادي مختلف.

حمزه بتفهُم: بمعني!
هشام مُكملاً: إحنا جايين نطلب إيد آنسه نيره، ل نادر.
حمزه بثبات: تنورونا يا هشام، هنستناكم.
هشام بنبره مؤكده: كنت عاوز اطلب منك طلب.
حمزه قاطباً حاجبيه: ايه هو الطلب!
هشام بهدوء: يا ريت نيره ما تعرفش اننا جايين!
حمزه بإستغراب: أزاي دا! وبعدين هي تعرف ان نادر جاي!
هشام بهدوء اكثر: لا متعرفش. بس احنا عاوزين نعملها مُفاجأه ليها.
حمزه بتساؤل: مُفاجأه أزاي! افرض ما عجبهاش ورفضته.

هشام بثقه: انا أخويا ما يترفضش يا حمزه بيه.
حمزه بثبات: اممم. دا الموضوع فيه إن بقا. بس ماشي مش هقولها أن العريس يبقي نادر.
هشام بسعاده: طيب تمام، علي ميعادنا بالليل.
أغلق حمزه الهاتف معه ثم إنطلق حيث مقر الشركه لبدأ الاجتماع هنا، بينما تابع نادر لشقيقه في سعاده...
ميعادنا بالليل مش كدا!
هشام بضحك: دا إنت واقع خالص.

نادر بهُيام: عارف احساس. انك توعد وتوفي بوعدك. حلو اوي الاحساس دا وفي كميه رضا من ربنا مالهاش وصف، يا بخت اللي يوعد ويوفي، احسن من اللي وعد وباع بالرخيص.
رنيم بتدخُل: يعني انت فرحان علشان هتنفذ وعدك ليها وبس!

نادر بثبات: طبعاً، علشان لما أنفذ وعدي. هكون بكدا اثبتلها انها إختارت راجل، واني مش عاوز غيرها، ومُكتفي بيها جداً. كفايه فرحتها وقت ما هتشوفني، ساعتها بكبر في نظر نفسي، قبل ما أكون كبير في نظرها.
رنيم بحنو: ربنا يتمم علي خير، ويجعلها نصيبك.
نادر مؤمناً: اللهم امين. بس قبل كل حاجه لازم اعمل مُكالمه ومش عاوز اي رد فعل منكم أثناء كلامي.
هشام بإستغراب: هتعمل ايه يا اهبل!

امسك نادر هاتفه الخاص ومن ثم اجري إتصالاً سريعاً بها وبعد بضع ثوان أجابت هي بإستغراب...
السلام عليكم!؟
نادر بهدوء: أزيك يا نيره!
نيره بغيظ: الحمدلله على كل حال. مش كنا اتفقنا، ان حضرتك مش هتكلمني غير لما تكون جاهز!
نادر بحزن مُصطنع: أنسي اللي انا وعدتك بيه يا نيره، انا خلاص مسافر وهكمل تعليمي برا.

تجمدت الدماء في عروقها وقد اغرورقت عيناها بالدموع وهي تُلقي بجسدها إلى الفراش ومن ثم استجمعت قوتها بصعوبه حيث تابعت.
تمام.
نادر بنفس الحزن: أشوفك علي خير.
وما أن أغلق نادر الهاتف حتى رددت رنيم في غيظ وهي تقترب منه وتوبخه بعنفوان...
ايه اللي إنت عملته في البنت دا. حرام عليك!
هشام ضاحكاً: يخربيت جنانك. دي ممكن بعد كدا، تولع فيك.

نادر بمرح: مفيش أحلي من الجنان في الحُب. انا واثق أن نيره بتبادلني نفس المشاعر. بس هي شايفه أن احسن طريق للموضوع دا. انها تخبي مشاعرها لحلالها. علشان كدا هي كبيره في نظري أوي.

أجهشت نيره بالبكاء وهي تضرب بقبضتها الصغيره فراشها وهنا تابعت بنبرآت مُتقطعه...
يعني كان بيضحك عليا! وانا اللي غلطت وصدقته. لا وكمان استغبيت وحبيته. استاهل، استاهل كُل اللي بيحصلي والوجع اللي جوايا.
في تلك اللحظه إحتضنت وسادتها في مراره وما هي إلا لحظات حتى وجدت هاتفها يُعلن عن مجيء إتصالاً، وهنا نظرت للمُتصل ثم أجابت ببكاء.
ايوه يا ياسمين!
ياسمين بشك: نيره، إنت بتعيطي!

نيره ببكاء أكثر: مخنوقه شويه.
ياسمين بقلق: طيب إنتِ في الفيلا!
نيره بهدوء: اه.
ياسمين بتتابع يكسوه التوتر: ط طط طيب هو حمزه لسه موجود!
نيره بإستكمال: لا حمزه راح الشركه.
ياسمين بحسم: خلاص انا جيالك حالاً.

أزيك يا كوكي!
أردفت دعاء بتلك الكلمات وهي تُحادث السيده كوثر في حين تابعت كوثر بهدوء...
بخير الحمدلله وإنتِ يا دودو!
دعاء بهدوء: الحمدلله. كُنت حابه اتكلم معاكِ في موضوع مهم اوي.
كوثر بإنصات: سمعاكِ يا حبيبتي!
دعاء بجديه: احنا جايين زياره ليكم بالليل. علشان نطلب إيد نيره ل نادر ابني.
كوثر بتفاجؤ: بصراحه فاجأتيني يا دعاء. بس تنورونا طبعاً.
دعاء بسعاده: بنورك يا روحي. وأخيراً هنبقي قرايب.

كوثر بهدوء: علي خير بإذن الله.
دعاء بتذكُر: عاوزاكِ تبلغي نيره إن في عريس متقدملها. بس ما تقوليلهاش انه نادر.
كوثر بإستغراب: ودا ليه!
دعاء بحب: هفهمك كل حاجه بعدين.
كوثر بتفهُم: تمام.
أنهت كوثر حديثها مع السيده دعاء وما هي إلا لحظات حتى وجدت ياسمين تدلف داخل القصر وهنا تابعت كوثر بسعاده...
ياسمين حبيبتي، وحشتيني.
قامت ياسمين بإحتضانها في إشتياق مُردده.
وإنتِ كمان يا ماما.

كوثر بلوم: لو وحشتك فعلاً ما كونتيش، سيبتيني.
ياسمين بحزن: اوقات بنضطر نعمل حاجات مش حابينها ولا عاوزينها، بس علاج جروحنا فيها.
كوثر بحنو وهي تضع قبله علي جبينها: ربنا يبعد عنك الحزن والغم، ويعوضك خير عن كُل حاجه فقدتيها.
إبتسمت لها ياسمين بحنو وبعدها رددت مُتسائله.
هطلع اشوف نيره إتأخرت عليا ليه.
كوثر بهدوء: ياريت يا ياسمين تبلغيها أن في عريس جاي يشوفها النهاردا.

ياسمين بهدوء: علي خير بإذن الله يا ماما.
إتجهت ياسمين إلى غرفه نيره لتجدها مُسجاه علي الفراش والدموع تنهمر علي وسادتها بغزاره وهنا أسرعت ياسمين إليها ومن ثم قامت بإحتضانها في ضيق.
فيكِ ايه بس يا نيره!
نيره وقد تلونت مُقلتي عينيها باللون الاحمر: غلطت وحبيته أوي يا ياسمين وهو باع وعده ليا.
ياسمين بثبات: تقصدي نادر!
نيره بضيق: ما تقوليش اسمه تاني. مش مسامحاه.
ياسمين بهدوء: هو ايه اللي حصل!

نيره ببكاء هيستيري: اتصل بيا وقالي انه هيسافر وطلب مني أنسي وعده ليا.
ياسمين بتفهُم: اممم مش يمكن في ظروف اجبرته علي كدا!، التمسيله الاعذار يا حبيبتي.
نيره بإنهيار: ما كنتش مشكلتي من الاول، يوم ما جه يوعدني بأنه بيحبني ومش هيسيبني.
ياسمين بحزن لحال صديقتها: طيب ممكن تهدي، قبل ما اقول خبر مهم.
نيره بترقُب: خبر ايه!
ياسمين بتلعثم: في شاب جاي يتقدملك النهاردا. وماما كوثر بتقولك جهزي نفسك.

نيره وقد جحظت عينيها: نعم!، لا لا لا طبعاً مش هقابل حد.
وهنا أسرعت ياسمين بإحتضانها اكثر مُردده بضيق.
أهدي يا حبيبتي.
شردت ياسمين في تلك اللحظه لما حدث قبل نصف ساعه مضت، حيث وجدته يتصل بها لتُجيبه ياسمين بهدوء...
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته.
نادر بهدوء: وعليكم السلام. ازيك يا ست الكُل.
ياسمين بإبتسامه هادئه: بخير. اخبارك ايه انت! ونفذت اللي وعدتني بيه!

نادر بسعاده: نفذت اللي وعدتك بيه من زمان اوي، واخدت بنصيحتك وقررت اسيب نيره لربنا يحافظلي عليها، لحد ما أكون جاهز، وعمر حبي ليها ما بيقل وهي بعيده عني. بس انا لقيت حل كويس اوي، وقررت اتقدم رسمي.
ياسمين بسعاده: بتتكلم بجد!
نادر بفرحه: بجد الحمدلله.
ياسمين مُكمله: بس قررت تتقدم بدري أزاي!
نادر بإستكمال: كلمت امي، ولقينا حل سوا وانها هتديني سُلفه وهردهالها، وبكدا هكون مرتاح أكتر ونيره معايا.

ياسمين بتفهُم: علي خير بإذن الله.
نادر بتذكُر: إحنا جايين النهاردا نتقدملها. ياريت ما تقوليلهاش عن أي حاجه أبداً. لان هعملهالها مُفاجأه.
ياسمين بإستغراب: ما اكيد. ماما كوثر او حمزه هيقولولها!
نادر بثقه: لا ما انا ظبطت الموضوع كله.
عادت ياسمين من شرودها علي صوت نيره وهي تنهض من الفراش مُردده بحسم...
أنا هنزل حالاً وهقول ل ماما، إني مش هقابل حد.
ياسمين بصدمه: بلاش يا نيره. اللي بتعمليه دا مايصحش.

نيره بضيق وهي تتجه خارج الغرفه: لا يصح جداً.
هبطت نيره الدرج في إنفعال حتى وصلت حيث تجلس والدتها وبعدها هتفت بنبرآت مُختنقه...
ماما. انا مش عاوزه اقابل حد لو سمحتي.
كوثر بإستغراب: ليه يا حبيبتي!
نيره ببكاء: مش بفكر في الارتباط دلوقتي.
أسرعت السيده كوثر بإحتضان إبنتها في إستغراب وقلق حيث تابعت بقلباً مخضوضاً عليها...
أهدي يا نيره. مفيش حاجه حصلت لكُل دا. صارحيني يا نيره لو في حد في حياتك!

نيره بإختناق: لو سمحتي يا أمي، مش عاوزه اتكلم في أي حاجه دلوقتي.
كوثر بتفهُم: طيب ممكن تقابليه، علشان شكلنا قدام الناس وبعدين ابقي ارفضي.
نيره بضيق: حاضر يا أمي. حاضر.

إتفضل يا فندم، دا ملف التصاميم كُلها الجديده واللي دخلنا بيهم العرض الاول في المُساابقه.
أردفت السكرتيره بتلك الكلمات بينما تابع قاسم بجديه...
التصاميم دي. غير تصاميم شركه الشيخ.
السكرتيره بتأكيد: أيوه يا فندم. وحددنا ميعاد استلام القطع منهم، لان تم تجهيزها من ايام فاتت وبإذن الله هنبلغ مُدير الشركه بميعاد الاستلام.
قاسم بتفهم: تمام جداً. عاوزين نكون جاهزين تماماً ل يوم العرض.

حل الليل سريعاً
شكلك زي القمر يا نانو
أردفت ياسمين بتلك الكلمات وهي تنظر إلى صديقتها في سعاده في حين تابعت نيره بوجهاً مُقتضباً...
ياسمين، إنتِ مابقيتيش حاسه بيا أبداً.
ياسمين بلوم: انا يا نيره!
نيره بضيق: إنتِ مش شايفه وشك فرحان أزاي. وانتِ عارفه كويس اوي، إني مش مبسوطه.
ياسمين بثبات: متستعجليش الامور لعل الله يحدث بعد ذلك امرا.
نيره بحزن: ماشي يا ياسمين. هقابله بس مش موافقه.

في تلك اللحظه دلفت السيده كوثر داخل الغرفه ثم رددت بنبرآت فرحه.
العريس واهله وصلوا يا بنات. ومستنيينك يا نيره.
نيره بوجهاً مُكفهراً: اووووف. حااااضر.
إتجهت نيره بصحبه والدتها وياسمين حيث غرفه الصالون وكادت الدموع أن تخونها وتسقُط من شده الإختناق وما أن وصلت أمام باب الغرفه حتى أخذت شهيقاً طويلاً لتستمد منه بعض القوه لتحمُل هذه اللحظه وما أن دلفت للداخل حتى جحظت عينيها غير مُصدقه ما تري.

ظلت مُسلطه مُقلتي عينيها بإتجاهه لا تقوي علي الحراك مُطلقاً بينما تابعت السيده دعاء بحنو.
زي القمر يا نيره. ماشاء الله عليك ِ.
حمزه بثبات: أقعدي جنبي يا نيره.
وهنا أجهشت نيره بالبكاء وسط الجمع الجالس داخل الغرفه بينما قامت ياسمين بإحتضانها محاوله تهدئتها قائله...
أهدي. نادر موجود أهو. ما خلفش وعده زي ما قولتي. المفروض تفرحي يا حبيبتي.
كوثر بقلق: أسفين يا جماعه. بس هي من إمبارح مش طبيعيه أبداً.

هشام وهو ينظُر ل زوجته نظرات ذات مغزي ومن ثم همس بخفوت...
نادر. صدم البنت.
قام حمزه بإلتقاط كف شقيقته ومن ثم أجلسها بجانبه وهو يُتابع في هدوء.
نيره. إنتِ كويسه!
نيره وهي تمسح دموعها بظهر يدها: اه كويسه.
في تلك اللحظه امد نادر يده لها بمنديلاً لترمقه هي بنظرات مُتوعده حيث هتفت بغيظ...
مش عاوزه حاجه منك.
حمزه بهدوء: نيره. اهدي خلاص. وبعدين لو مش عاوزه الجوازه دي، اعتبري إن مفيش حاجه حصلت.

إنتاب نيره الصمت الشديد وكأن علي رأسها الطير وهنا تابع حمزه بخُبث.
بنعتذر منك يا نادر، شكلها مش موافقه.
نيره بنبرآت مُتسرعه: لا انا ما قولتش كدا.
أطلق الجميع ضحكات عاليه نتيجه لما فعلته نيره بينما تابع حمزه بحنو...
يعني ايه قرارك النهائي دلوقتي!
نيره بخجل: موافقة.

تعالت الزغاريد داخل القصر من قبل الخادمات، اللواتي تابعن الموقف من البدايه، وبالفعل شرعوا في قراءه الفاتحه ك بدايه مُبشره لتوافق قلبين بالحلال...
نادر بمرح: هو انا ممكن اقعد مع خطيبتي!
حمزه بغيظ: من اولها كدا! وبعدين لسه مرحله الخطوبه علي فكره.
نادر بمرح: قبل ما ترفُض إني اقعد مع خطيبتي. افتكر الخطه ها ها!
حمزه بتمويه: يخربيت اللي يأمنك ع اسرار. خلاص موافق. بس علي الانتريه اللي في وشنا دا.

نادر بموافقه: تمام بكرا تبقي مراتي. ومحدش يكون له عليا فضل يا عم حمزه.
كوثر بسعاده: ربنا يديم الفرحه بينكم يا ولاد. وناس هنا قلبها يحن علي ناس.
حمزه ملتفتاً بإتجاه ياسمين ومن ثم غمز لها بعينيه.
أشاحت ياسمين بوجهها بعيداً عنه بينما تابعت كوثر موجهه حديثها ل ياسمين...
ياسمين حبيبتي. لو سمحتي هاتي لي فوني من الأوضه.
ياسمين بتفهُم: حاضر يا ماما.

وهنا نظر حمزه بإتجاه هشام ليقوم هشام برفع علامه (الاوكيه)بيده لبدأ مُخططهم...
علي الجانب الأخر
نيره خلاص بقا لو سمحتي!
أردف نادر بتلك الكلمات في ترجي بينما تابعت هي بغيظ.
لو سمحت ما تتكلمش معايا خالص.
نادر بخُبث: ولما إنتِ مش طيقاني كدا. وافقتي عليا ليه!
نيره وهي تنظُر له بصدمه: والله!
نادر بحنو: بهزر معاكِ يا مجنونه. علي العموم أتفضلي احلي ورد لأجمل عروسه.
نيره وهي تلتقط منه الباقه: شكراً.

نادر بفرحه: يعني خلاص مش زعلانه!
نيره وهي تنظُر له بجانب عينيها: لا طبعاً لسه زعلانه.
نادر بضحك: طيب والشيكولاته دي، اوديها فين!
نظرت نيره لعلبه الشيكولاته الموضوعه بين يديه في شكل هديه وملفوفه بفيونكه ورديه اللون وبعدها قامت بإلتقاطها في فرحه.
أنا هاخدها طبعاً.
نادر بسعاده: مبسوط إني هشوف دبلتي في ايدك. وهتكوني من حقي في أقرب وقت، مبروك عليا إنتِ.

في تلك اللحظه إتجه حمزه خلف ياسمين نحو غرفه والدها وقبل أن تترجل خارج الغرفه، تصطدم به وهنا شهقت في خضه...
بسم الله الرحمن الرحيم. خضتني علي فكره.
إتجه حمزه داخل الغرفه ثم اغلق الباب خلفه وهو يسده بجسده وهنا تابعت هي بضيق.
حمزه لو سمحت افتح الباب.
حمزه رافعاً حاجبيه: وبعدين معاكِ بقا يا أوزعه. هتفضلي تفرضي عِندك عليا وانا ساكت.
ياسمين بتوتر: انا عنيده ومش هتغير.

وهنا قام حمزه بإمساك ذراعها ومن ثم دفعها إليه وقام بإلفاف يده حول خصرها مُردداً.
مشكلتك إنك كلام وبس. وانا مش عاوز اتعامل بأسلوبي معاكِ علشان بحبك ومش قابل اشوف دموعك. وعارف انك لما بتسحي بتعملي فيضانات.
ياسمين وهي تُحاول التخلص من ذراعيه: علي أساس أن انا بعيط من اللا شيء.
حمزه بحنو وهو يطبع قُبله علي جبينها: طيب ما انا اعتذرت.

ياسمين وهي تبتعد بوجهها إلى الجهه الاخري: اعتذارك مش هيعالج اللي جوايا. وبعد أذنك اللي بتعمله دا مينفعش.
حمزه بصرامه وهو يتركها: مفيش خروج من البيت تاني. دا أخر كلام عندي. اللي يسيب مراته تبات برا بيته مايبقاش راجل. وانا اتجاهلت كُل دا بحجه انك محتاجه فتره نقاهه.
ياسمين بضيق: بس انا مش عاوزه أكون مراتك، افهم بقا.

حمزه وهو يتجه خارج الغُرفه: بس انا مش هقبل غير انك مراتي وام اولادي بإذن الله. وأتمني كلامي يتسمع بحذافيره.
وهنا إلتفت لها من جديد حتى جعلها تنتفض فزعاً وهو يُقرب اصبعه السبابه ناحيته...
يتنفذ بحذافيره، حذفوره حذفوره. وإلا هتندمي.
غادر حمزه المكان علي الفور بينما ضربت هي بقدميها الارض ك الاطفال وهي تُتابع بغيظ.

يعني أيه! هو هيحبسني وبعدين انا عندي ندوه في ملجأ أيتام ومتفقه مع الناس كمان نص ساعه. انا همشي وأعلي ما في خيله يركبه.
وهنا إتجهت ياسمين للاسفل ثم تابعت بنبرآت ثابته للجميع...
استأذنكم يا جماعه، عندي ندوه في ملجأ ولازم أكون موجوده في خلال نص ساعه.
كوثر بتفهُم: ربنا معاكِ يا بنتي.
رمقها حمزه بنظرات مُتوعده بينما تلاشت هي النظر له وبعدها إتجهت مُسرعه خارج القصر...
بعد مرور الربع ساعه.

وصلت ياسمين حيث الملجأ، حيث استقبلها الجميع بحفاوه شديده. فقد عُرفت في وقتاً قليلاً بأنها أصغر داعيه اسلاميه في مصر، كما احبتها الفتيات لدرجه كبيره...
راقبها حمزه بسيارته طيله الوقت وما أن وجدها تترجل خارج السياره، حتى اصطف سيارته ثم دلف خلفها...

جاب ببصره في أرجاء المكان وهو يبحث عنها بنظرات مُتلهفه، يرغب في إحتضانها بجفنيه وصرخاته بها، كفي بُعداً، ليجد وفد كبير من الفتيات يدلفن داخل قاعه كبيره في أحد أروقه الملجأ، وهنا قرر تتبع خُطواتهم حتى وصل إلى مُبتغاه، وجدها تجلس القُرفصاء أرضاً وقد رفعت نقابها حتى تستطع التواصل مع الفتيات.

جلس هو في احد زوايا المكان مُنتظراً، إنتهاء هذه المُناظره، حيث ظل مُحملقاً بها من شده إشتياقه لتفاصيلها الصغيره، وبعدها بدأت هي في إلقاء كلماتها علي مسامعهم دون أن تنتبه قط لوجوده بينهم...
وبعد مرور دقائق معدوده يجد حمزه فتاتين يجلسن امامه مُباشره ويحجبن الرؤيه عنه كُلياً...
زفر حمزه في ضيق، فقد رغب في النظر لها وقتاً أكثر، بل طيله الوقت وعندما مل جلوسهم أمامه حتى صاح بنبره عاشقه...

ايا جبلين من بشر، أزاحا النور عن بصري
سألتكما بربكما، قليلاً كي اري قمري.
وما أن انهي مقتطفته المُفضله إلى قلبه حتى تابع بهُيام.
بحبك يا حوريتي الصغيره، ما تبعديش كفايا قلبتلك ع الامام ابن الجوزي وبقولك شعر اهو. مسامحاني مش كدا!
جحظت عينيها في صدمه وهي تجد زوجها يجلس بين الفتيات وهنا نهضت علي الفور وبعدها إتجهت إليه وترجلوا خارج القارعه...
ياسمين بضيق: إنت كُنت بتراقبني!

حمزه بثبات: خايف علي مراتي. وبحميها في صمت ايه مشكلتك!
ياسمين بغيظ أكثر: وبتحطني قدام الامر الواقع، بين كل البنات!
حمزه بنبرآت ثابته: احطك قدام الامر الواقع ليه! تقريباً انا قولت مفيش خروج من القصر. وإنتِ بتضربي بكلامي عرض الحائط فطبيعي هنفذ تهديداتي.
وما ان أنهي حديثه حتى قام بحملها بين ذراعيه في حسم وسط صدمتها مما يفعل وهنا أخذت تضرب بقدميها في الهواء بإعتراض وضيق بينما تابع هو بعناد أكثر...

استعنا ع الشقي بالله.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة