رواية حورية وشيطان للكاتبة رحاب إبراهيم الفصل الثاني عشر
هتفت اسمهان بصريخ بذعر على ابنتها وصديقتها قمر ليأخذ سامح الهاتف وسمع صريخها ليهتف غاضبًا الى اسمهان: -
قمر فين؟ فيييييين؟
قال ما قاله وهو يصرخ بوجه اسمهان وقلبه به رجفة عنيفة لم يشعر بمثلها أكثر من الآن، هو لا يدري أنه فقد قلبه وانتهى أمر الثبات والمكابرة، تلعثمت اسمهان وبالكاد قالت وهي تركض باتجاه الباب: -
انا رايحة للشقة اللي قاعدين فيها وهبلغ البوليس وأنا ماشية.
خرجت من المكان وذهب سامح خلفها ولم يستطع أن يقف أكثر من ذلك وهو مكتوب الأيدي...
ضربت اسمهان يدها برأسها بعصبية وهي تقل وعيناها على السيارة بالخارج: -
انا بعت السواق للبنات ومش هعرف اسوق عشان رجلي، اعمل ايه بس ياربي؟ يارب يلحقهم
ركض سامح لسيارته واشار لها أن تأت لتقترب اسمهان سريعا فقال هو: -
تعالي اركبي معايا عشان تقوليلي العنوان، يلاااا.
هتف بها حتى اطاعة الامر دون تفكير بغرابة تصرفه ثم اخبرته بعنوان السكن ليقل سامح وهو يسرع بالسيارة على اعلى سرعة: -
انا همشي من طريق تاني عشان الطريق الرئيسي فيه مشكلة والعربيات واقفة فيه...
زمت اسمهان فمها بعصبية وقالت: -
يبقى اكيد السواق ما وصلهمش. استر يااارب
كانت تبتلع ريقها بقلق كلما سمعت الطرقات الغاضبة على الباب لتصرخ مرة أخرى: -
سيبوني في حااالي بقى عايزين مني ااايه؟!
جذبتها نسرين بخوف حتى يختبئوا بالغرفة لكن قمر رفضت ذلك وصرخت ببكاء هذه المرة: -
انا مش خايفة منهم عشان اهرب...
قالت نسرين راجية برعب: -
ياقمر ده بيكسر الباب وهيدهل واحتمال يعمل فينا حاجة، ارجوكي تعالي جوا ونقفل الاوضة علينا...
اخذتها قمر للغرفة ثم اغلقت الباب من الخارج وقالت بأسف: -
انا اسفة يا نسرين اني حطيتك في الوضع ده عشان كدا كنت عايزة اجي هنا لوحدي، ياريتك ما جيتي معايا...
هتف صلاح ابن عمها وهو يقرع على الباب بغضب واحيانا كان يدفعه بجسده بقوة: -
اااااافتحي يا فاجرة ياللي حطيتي راسنا في الطين، والله ما انا ماشي غير وانا جارك من شعرك للبلد
سمعت نسرين وهي بداخل الغرفة كلمات صلاح الغاضبة لتطرق على الباب بقوة: -
ياااقمر ارجوكي ادخلي هنا ده شكله مجرم
نظرت قمر للطرقات على الغرفة الداخلية ثم الطرق العنيف على باب الشقة لتضع يدها على اذنيها وصرخت بصوتٍ عال بعنف: -.
انا مش فاجرة ولم لسانك يا صلاح، وإلا هبلغ البوليس يجي ياخدك
دفع صلاح الباب بقوة ولكن محاولة بائت بالفشل هذه المرة أيضًا فخرج أحد الجيران هاتفا اليه بعصبية: -
ااانت مين انت؟
نظر اليه صلاح قائلا بمكر: -
بنت عمي جوا والباب مقفول عليها، بفتحه ولو مش مصدق اسألها
صلاح كان يعلم أن قمر لن تفتعل الشجار بينهم فقال الجار مطرقا على الباب: -
يا انسة قمر؟
تنهدت قمر بحدة واقتربت من الباب مجيبة ومؤكدة على حديث صلاح: -.
معلش ياعمي علي، ده ابن عمي
اطمأن الرجل ولكنه ساوره بعض الشك أيضا، عاد لشقته واغلق الباب...
قالت قمر بتهديد: -
أنا ما رضيتش اقول حاجة والا كنت هتلاقي الشارع كله ملموم عليك دلوقتي ويضربوك، امشي احسنلك والا هبلغ عنك
زفر صلاح بغضب وقال وهو بالخارج: -.
أنتي عارفة لو بلغتي انك هتبقي الخسرانة وهترجعي معايا غصب عنك. انا مش غبي وفاهمك، افتحي الباب بالذوق وهنتكلم بالعقل من غير مشاكل والا اقسم بالله لأكسر الباب واخدك من شعرك وانتي عارفة اني اقدر اعملها...
اطرفت قمر عينيها بقلق وشعرت بالحيرة وبماذا تفعل فقررت المواجهة فربما يكن صادقًا، فتحت الباب ببطء ليدفعها صلاح للداخل ودلف ثم اغلق الباب خلفه...
لهثت قمر وهي تعتدل على الارض ونظرت له بعصبية هاتفه: -.
بقى هو ده العقل اللي هنتكلم بيه؟!
ازداد الطرق بالغرفة الداخلية وانتبهت نسرين لصوت الرجل القريب فشهقت بذعر وقد تخيلت قمر بأي موقف فأطرقت على الباب بحدة وبشكل اعنف، نظرت قمر للباب وقالت: -
انا كويسة يا نسرين، ما تخافيش احنا هنتكلم بهدوء ونتفاهم، احنا ولاد عم ودم واحد بردو ولا ايه يابن عمي؟!
ابتسم صلاح بسخرية وهو يقف امامها وقال: -.
ما تتذاكيش عليا وتكسبيني بالناعم، أنتي هترجعي معايا من غير ما تنطقي ولا كلمة، وكفاية اللي عملتيه
نهضت قمر من على الارض ووقفت امامه بنظرة متحدية: -
مستحيل، أنا مش راجعة معاك مهما عملت، مش مستعدية ابيع حياتي وعمري ومستقبلي عشان قرار اناني وظالم زي قراركم
ضيق صلاح عيناه وأردف بخبث: -.
ليه هو انتي كنتي فاكرة أنك لما ترفضيني هنجوزك زينة الشباب، ده انا هدفن شبابك وجمالك اللي فرحانة بيهم دول مع واحد اد ابوكي مش هتحبي حتى تسمعي منه كلمة، مش أنا اللي اترفض يا بنت عمي
جزت قمر على اسنانها بغيظ ثم اشارت له بيدها وقالت: -
انا ما كرهتش حد ادكوا وطمعكوا وانانيتكم، عايزين الارض خدوها لكن مش هسمح لحد يضيعني ويضيع مستقبلي، انا مشيت وسيبتلكم كل حاجة. عايزين مني ايه تاني؟!
قال صلاح باستهزاء: -.
ارض ايه ياحلوة اللي بتتكلمي عنها، الارض اصلا معانا ومحدش ليه حكم عليها لا ابوكي ولا غيره، بس انتي لازم اكسرلك غرورك ده اللي متعالية بيه علينا وهخليكي زي اقلها بت في البلد بتأكل البهايم في الغيطان، هذلك
أرادت قمر صفعه ولكنها تحكمت قليلا بغضبها فهذا سيسبب غضبه أكثر فقالت: -.
اااه قول كدا، انك عايز تنتقم مني عشان رفضتك. لو في حد مغرور يبقى انت، انا مليون مرة فهمتك أنك زي أخويا ومش عارفة اتخيل أنك تبقى شيء تاني غير كدا، لكن طبعا ده ما عجبكش فحبيت تنتقم مني، تصدق أنا لو هختار ما بين اني اموت واتجوزك هختار الموت وانا فرحانة...
اقترب لها صلاح بنظرة متفحصة لوجهها ثم لجسدها وقال: -
طب عشان خاطرك انا ممكن اوقف الجوازة دي بس وافقي عليا، وافقي يا قمر وكل شيء هيبقى كويس...
كانت نسرين تستمع للحديث بصدمة فقمر لم تقل لها انها هربت لأجل هذا السبب واكتفت بأخبارها أنها اتت لتبحث عن شقيقتها فقط مع رفض عائلتها بذلك...
مر بعض الوقت في نقاش يحتدم مع كل دقيقة وأخرى لتنتبه نسرين لصوت قمر الغاضب
قمر بكره: -.
وأنت لو آخر واحد في الدنيا مش هوافق عليك، ومش هتجوز زي ما انتوا عايزين، انا مش عيلة صغيرة ولا قاصر انا عندي 24 سنة يعني اقدر اخد قراري بنفسي ومن حقي اختار، أنا مش راجعة معاك واللي تقدر تعمله اعمله، انا مش بخاف غير من ربنا
تملّك الغضب من صلاح ليأخذ يدها ويلويها خلف ظهرها بحدة لتصرخ قمر وهي تلكمه ببعض الشتائم، هتف هو: -
وأنا مش هسيبك تتنهي وتفرحي مع حد غيري، ده أنا اموتك الأول.
صرخت قمر مرة أخرى وانسابت دموعها وقالت بتهديد: -
انا لو صرخت وحد سمع صوتي هيبهدلوك، امشي من هنا قبل الناس ما تتلم وتروح في داهية
ضحك بصوت خشن وأردف بسخرية: -
بنت عمي وهربت وابوها والبلد بحالها بتدور عليها واللي يقدر يحوشني يجيلي ويمنعني، ها بقى إيه رأيك؟
لكمته مرة أخرى وهي تتأوه من الم يدها حتى انتبهت لقرع على الباب بشكل حاد وعدة دفعات، حاولت الافلات من يد صلاح ولم تستطع فدفعته بركلة في قدميه ليجثو متأوها لتركض للباب وفغرت فاها بصدمة، ولكن شيء بها اطمئن ولا تعرف لماذا! غمغمت: -
سامح!
اشتد احمرار وجهه مع السرعة الجنونية التي اتى بها الى هنا لتهتف اسمهان: -
بنتي فين؟ حصل ايه يا قمر انتوا بخير؟
تفحص سامح ملامح قمر الباكية وغلى الدم بعروقه بعدما لمح الذي يتأوه بنظرة شرسة على قمر فأزاحها ودلف للداخل...
ابتلعت قمر ريقها بصعوبة من الصددمة حتى انتبهت اسمهان لصوت قرع على باب غرفة داخلية وشمعت صوت ابنتها فركضت اليها وفتحت الباب، ارتمت نسرين بين ذراعي امها وهي ترتجف ونظرت لقمر لتطمئن عليها، قالت: -
قمر قفلت عليا عشان تخليني بعيد.
كانت قمر بعالم آخر وهي ترى خطوات سامح الشرسة الى صلاح حتى لكمه لكمة عنيفة بوجهه، تأوه صلاح غاضبا وقال: -
ااانت مين؟ وأزاي تضربني كدا؟
لم يجيبه سامح وقد انتفخت عروق عنقه من العصبية ولكم صلاح بشراسة لكمة أخرى اوقعت صلاح أرضا بغشاوة الحقت به، سقط على الارض لاهثا بأنفاس متسارعة وقال بتوعد: -
انا هوريك
انتبهت قمر لصوت سيارة الشرطة حتى ذعرت وركضت لصلاح وهي تجذبه للخارج قائلة: -.
امشي من هنا الشرطة جت وهياخدوك، اامشي
ضيق سامح عيناه بذهول وهو يراها بهذا الخوف على ذاك المجرم، خرج صلاح قائلا: -
مش هسيبك يا قمر، بقى جيبالي رجالة كمان تضربني ماااشي
تلعثمت قمر بخوف وقالت: -
ده، ده اخو صاحبتي اللي جوا انا ما جبتش حد
انتبه صلاح لاصوات تصعد ففر هاربًا...
دفع سامح بعنف مقعد بركلة من قدمه وهتف: -
لما انتي خايفة عليه كدا كنتي بتصرخي ليه؟!
كادت أن تجيبه حتى ظهر بعض افراد الشرطة مع تساؤلاتهم عن ما حدث فأجابت قمر: -
مش عارفة، هو حد كان بيخبط جامد على الباب وبعدين مشي ما شوفتهوش
قال رائد الشرطة: -
يعني مافيش أي حاجة تقدري تساعدينا بيها عشان نوصله؟!
هزت قمر رأسها بنفي، فنظر الشرطي اليهم جميعا واخذ اقوالهم المتممة لما قالته قمر وقد ازعن سامح لنظرة اسمهان فمسايرة الحديث حتى تخبرهم قمر بالحقيقة...
انتهى الشرطي وذهب من القوة التابع لها ثم اغلقت قمر الباب وسقطت على المقعد مغشيا عليها لتركض اليها نسرين واسمهان بقلق...
بمكتب فاروق بالمشفى.
وقف وليد أمام مكتب فاروق صامتًا، رجع فاروق بظهره للمقعد وقال بهدوء: -
اتعود أنك تفكر قبل ما تكلمني تاني يا دكتور وليد، حد ممكن يسمعك ويشك فينا، والشك لو دخل شغلنا يبقى روحنا في داهية
قال وليد بقلق: -.
يا دكتور ما انا كلمت حضرتك عادي وانت ما فتحتش الكلام غير لما توصل المستشفى، بس هحذر المرة الجاية
دق فاروق بسن قلمه على جسد المكتب الخشبي اللامع وقال: -
أنت خايف ليه بالعكس ده في صالحنا، هي مشيت من غير ما تخلص ورق خروجها من هنا ولو كانت سألت كانت هتكتشف انها مالهاش ورق دخول اصلا. ده غير انها طالعة سليمة يعني مالهاش حاجة عندنا، مافيش داعي للقلق ده من حسن حظنا
نظر اليه وليد بقلق: -.
مجرد الكلام ده مش كويس يا دكتور، يعني لو اتكلمت ك...
قاطعه فاروق بحدة: -
أنا قلتلك ما تقلقش ومابحبش الجبن ده! أنت هتخليني اعيد تفكير في شغلك معانا أنا ما بحبش الخوافين!
اعتذر وليد: -
أنا اسف يا دكتور. بعد اذنك
فاروق: -
استنى
استدار وليد بنظرة متوترة حتى تابع فاروق: -
مين اللي زارها وهي هنا؟
صمت وليد وكأنه يتذكر ثم قال: -
في بنت زارتها كام مرة وهي اللي خدتها من هنا، تقريبا صاحبتها أو اختها مش عارف بصراحة.
رمى فاروق القلم من بين يديه وقال: -
عمومًا مافيش شيء يقلق، خلينا نشوف شغلنا دلوقتي
استأذن وليد من المكتب لتشتعل نظرة فاروق بحدة وقال: -
البنت دي في حد بيراقبها غيرنا، وغالبّا هو اللي أنا عايزه، عشان كدا سيبتها، بس مش هسيبه
ظهر عز الدين فجأة امام والده بالمكتب ليضيق فاروق عيناه بدهشة قائلا: -
عز الدين؟! أنت مش المفروض في اجازة؟!
جلس عز على مقعد أمام مكاب والده بملامح لا تعابير لها من الجمود وسرد: -.
زهقت من الاجازة والشغل وحشني، مافيش جديد؟
نظر فاروق لأبنه بتفحص ودهشة فقال: -
في المستشفى لأ بس شهيرة اتصلت بيا وزعلانة اننا ما سافرناش لندن لحد دلوقتي، وقولتلها كمان أنك قدمت ميعاد خطوبتك ومش عايز اقولك أنها رفضت تيجي هي واختك...
زفر عز بضيق وقال: -.
ده اللي كنت عامل حسابه، عموما أنا هفهم ساندي الامر واخليها ما تزعلش انهم مش هيحضروا، بس كنت عايز اسأل حضرتك ليه ما قولتليش أن البنت اللي جبتها هنا حاولت تنتحر؟!
توقع فاروق معرفة عز بالأمر بمجرد وصوله الى هنا وأجاب: -
مالك يا عز؟! يعني أنا شايفك مبسوط وبتخرج مع خطيبتك كل يوم، هعكنن عليك ليه ما أنت كدا كدا هتعرف لما توصل، وبعدين البنت اصلا لحقوها وبقت بخير دي حتى مشيت...
قطب عز ملامحه بذهول ثم نهض من مقعده: -
مشيت؟! أزاااي؟!
تعجب فاروق من عدم معرفة عز بهذا الامر بما انه اخبرا بأمر الانتحار فقال: -
غريبة! كنت فاكرك عارف، بس عموما انا اتفاجئت زيي زيك بالضبط، هي قررت تمشي فجأة من غير ما حد يعرف ولا تقول لحد، وللاسف ماعرفناش بياناتها ولا اي حاجة عنها، انا ماخليتش حد يكلمها لأن حالتها كانت وحشة اوي وماكنتش تسمح بأي استعلام عنها...
مرر عز يده على شعره الناعم بمقت وغمغم ببعض الكلمات ثم قال: -
كل اللي اعرفه أن اسمها رحاب بس مش ده المهم، المفروض انها ما تطلعش دلوقتي اصلا...
صمت فاروق متفحصا وجه عز بتعجب...
الحمد لله
بين ملامح قد فاقت للتو من إغماءة، يترقب بلمعة حنونة وسط كم هائل من لمعات الغضب بعيناه، اعتدلت بمقعدها وهي ترتشف الماء من كوب اعتطه لها اسمهان، وهتف بها ولم يستطع أن يخفي غضبه: -.
كنتي بتصرخي ليه طالما هربتيه وكنتي خايفة عليه؟!
تطلعت قمر وهي تبتلع غصة بحلقها وتحكم رباط حجابها على رقبتها، ثم قالت بتلعثم: -
ده ابن عمي
قالت نسرين بلوم: -
ليه ما قولتليش على الحقيقة يا قمر؟
راقبت اسمهان تعبيرات قمر بحيرة فقالت: -
قوليلنا يابنتي في ايه بالضبط؟ نسرين قالتلي انك هربتي عشان تدوري على اختك بس اظاهر أن في حاجة اكبر من كدا؟
تفاجئ سامح بما سمعه وردد: -
هربت!
وقفت قمر وهي تكتم دموعها وقالت وهي تقف امامهم: -
انا هقولكم كلكم الحقيقة رغم ان الاستاذ ده ماعرفش ايه اللي جابه هنا! ودي خصوصيات ماينفعش اقولها قدام حد
تطلع اليها سامح بغيظ وهتف بها: -
الحد ده هو اللي خلصك من ايد ابن عمك الهمجي ده، يعني على الاقل كنتي المفروض تشكريني!
نظرت له قمر بحدة: -
وانت ايه اصلا إلى جابك هنا ومين اللي قالك تخلصني؟!
اقتدح الشرر بغين سامج واجاب: -.
اظاهر كنتي حابة اللي حصل بس انا اللي غلطان اني اتدخل عشان واحدة زيك هربانة من اهلها ويا عالم عملت ايه!
رفعت يدها لتصفعه ولكنه سبقها واحكم قبضتها بعنف لتتااوه بألم وقال غاضبًا: -
ماتفكريش انك تكرريها تاني
ركضت اسمهان ونسرين اليها وقالت قمر ببكاء: -
ايدي هتتكسر. ااايدي
خلصتها اسمهان من بين يديه وقالت لسامح: -
ماينفعش كدا يابني استنى نفهم ايه اللي بيحصل الأول
صرخت قمر من الم يدها وقالت وهي تبكي: -.
صلاح لواها وكان هيكسرها وانت جيت كملت حراام عليكوا
ارتفع غضبه للجنون عندما ادرك أن ذلك الاحمق قد لمسها فصاح بشراسة: -
انا ماشي ومش عايز اشوف خلقتك تاني قدامي انتي فاهمة!
راقبت قمر خطوات بألم ودموع
خرج من الشقة بغضب وقالت نسرين: -
يلا يا قمر على الفيلا مش هنقعد هنا تاني
اوقفتها اسمهان بحدة: -
اعرف الاول في ايه بالضبط، أنا اعتبرتك زي بنتي بس أنتي كدبتي علينا كلنا...
رفعت قمر رأسها وقالت بحزن: -.
انا مش كدابة بس ماكنتش عايزة اخلي اهلي قدامكم بالشكل ده...
جلست اسمهان وقالت بنظرة هادئة بعض الشيء: -
طب احكيلي، يمكن اساعدك
هزت قمر رأسها بموافقة ثم بدأت تشرح السبب في تركها بلدتها بهذا الشكل...
سبحان الله العظيم
ركضت أمينة على الباب الذي كان يطرق منذ ثوان لتدلف نعمة وهتفت امينة بخوف: -
الحقيني يا نعمة، رحاب حرارتها عالية وكانها دخلت غيبوبة، انا نش عارفة اعمل ايه...
اتسعت عين نعمة بذهول وركضت لغرفة رحاب لتجدها ممدة على فراشها وتتصبب على جبينها حبيبات العرق وتغمغم ببعض الكلمات الغير مفهومة، تحسست نعمة بيدها جبين رحاب لتجده دافيء بشكل يقلق، فقالت: -
هروح اجيبلها دكتور، دي شكلها حمى.