قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية حورية بين يدي شيطان للكاتبة رحمة سيد الفصل السادس

رواية حورية بين يدي شيطان للكاتبة رحمة سيد الفصل السادس

رواية حورية بين يدي شيطان للكاتبة رحمة سيد الفصل السادس

وعندما تظن أن الطلاء الوردي سيطغو على حياتك، تُفاجئ بأنه ليس سوى مجرد بداية لبهوت السواد الحالك !
دقيقة واحدة كانت المدة التي استغرقتها حور في رعبها، لتحدق ب شقيقها علي صارخة:
-اركض، اركض يا علي، اركض ارجوووك هيا
وبالفعل قفز علي بسرعة من السور كما أتى ليركب الموتوسيكل ويفر هاربًا، في الوقت الذي ركضت فيه حور تجاه عاصي، وقفت امامه بسرعة تحاول إيقافه وهي تردد بلهفة:
-ارجوك اهدأ، ع...

ولكنه لم يستمع لها بل دفعها بعنف مزمجرًا كالليث الجريح:
-ابتعدي، لن اتركه حي!
ركضت بسرعة تلحق به، فأمسكت به من ذراعاه وعيناه تقدح شرارة وهي تردف صارخة بالمثل:
-وانا لن اتركك تقتله، هذا شقيقي، شقيقي الذي قبلت أن اضحي بنفسي واتزوجك من اجله، شقيقي الذي تحملت كل شيء لأجله وسأتحمل مادام هو بخير!
كلماتها أشعلت فتيل الشياطين بعقله، وهروب علي كان كالبنزين الذي يزيد الاشتعال...!

لقد كان في عقر داره، قاتل شقيقه كان في عقر داره ولم يستطع الامساك به...!
هذه الكلمات كانت كافية لخلق روحًا اخرى، شرسة ذات مخالب لا تعي ولا تعلم سوى الانتقام داخل عاصي...!
ابيضت مفاصله وهو يحدق بحور بنظرة جعلت كيانها يرتجف طالبًا الرحمة ممن لا يضع الرحمة ضمن خططه...
ليجذبها من خصلاتها بقوة وهو يهدر فيها بعنف:.

-هرب بسببكِ، بسببكِ أنتِ لم استطع الامساك به، ربما كنت احاول التبرير لكِ بأنكِ ليس لكِ دخل بما حدث، احاول ان اكون رحيمًا بكِ، ولكن الان لن يجعلني اتركك سوى موتكِ يا حور!
بدت لها كلماته كالعهد الذي صكه بدماءه مختلطة بدماء شقيقاه التي لم تجف بعد...!
فحاولت النطق بصعوبة وكأنها لازالت تتعلم الابجدية:
-ارجوك افهمني يا عاصي، هذا شقيقي، لا استطع تركه يُقتل.

لم يكن منه سوى أن صفعها ولأول مرة، صفعها بكل الحقد والغيظ الذي يغلي كالمراجل داخله، ليتابع بصوت مُخيف:
-واللذان قُتلا شقيقاي ايضًا، ولا استطع ترك انتقامهم دون ان اخذه!
سقطت ارضًا وقد بدأت بالبكاء، ليجذبها هو من خصلاتها يجرها خلفه متجهًا نحو الداخل مرة اخرى لتتعالى صرخات حور المتألمة، دلف بها فركضت والدته تجاهه تسأله بفزع:
-ماذا حدث يا عاصي؟
أجاب صارخًا وكأنه لا يستوعب ما حدث للتو:.

-علي، علي الجبوري كان هنا يا أمي، كان هنا وهرب بسبب تلك العاهرة!
شهقت والدته بعنف وهي تضع يدها على فاهها، تعلم أن الليلة ستكون اول ليلة للحورية بين يدي الشيطان فعليًا...!
ولكن في نفس اللحظة حمدت الله أن ابنها لن يصبح قاتل...!
سحب عاصي حور من شعرها وهو يتجه لأعلى ببطء متجبر، عقله لم يعد يدرك سوى بضع حروف، حروف متمثلة وكأنها كل الدنيا في الوقت الحالي الانتقام...
لتسأله والدته بقلق وهي ترى مظهر حور:.

-ما الذي ستفعله بها يا عاصي؟
اجاب دون ان ينظر لها وهو يكمل صعوده:
-ستُحبس ذليلة في غرفة مغلقة مظلمة دون طعام او شراب حتى تخبرني أين يختبئ علي الجبوري!
وبالفعل توجه بها نحو احدى الغرف الفارغة، وهي دموعها تهبط بصمت متلوية تحاول فك خصلاتها من بين قبضته وهي تردد بصوت يكاد يسمع:
-عاصي، ارجوك ارحمني، ارجوك
ظل يهزها بعنف وهو يستكمل صراخه الهيستيري:.

-بقدر وجعي، بقدر شعوري بالعجز الذي جعلتيني اعايشه، بقدر ألمي كلما تذكرت اشقائي، سأنتقم منكِ ومنهم فيكِ يا حور!؟
زجها بعنف في الغرفة المُظلمة، لتتأوه هي بصوت عالي، وقبل ان يغادر كانت تمسكه من قدمه وهي تهمس بحروف متقطعة تخللها البكاء:
-لا تتركني في هذه الغرفة ارجوك، انا اكره الظلام
امسك شعرها بقبضته بعنف وهو يضغط على رأسها، ثم قال بقسوة:
- لا يجب ان تكرهيه لانه سيصبح مأواكِ من الان وصاعدًا...

ثم دفعها بقدمه بقوة لترتج للخلف صارخة بألم، ثم أغلق باب الغرفة بمفتاح وهو يتنفس بصوت مسموع بينما هي انخرطت في بكاء عنيف...!

بينما ريم تحاول دفع ظافر عنها بعنف صارخة ببكاء هيستيري، وظافر كان كمن تلبسه شيطان يصعب الفكاك منه!
في نفس اللحظات بدأت والدة ريم تفتح الباب بالمفتاح الاخر لكل الغرف، وبمجرد ان دلفت ركضت نحو ظافر تبعده عن ريم صارخة بجنون:
-ابتعد عنها، هل فقدت عقلك؟ اتركها.

وبالفعل ابتعد عنها يلهث بعنف بينما هي تحاول ستر الظاهر من جسدها، ودقات قلبها كالطبول في الحرب في تلك اللحظات، احتضنتها والدتها بسرعة وهي تهمس بصوت حاني:
-هششش اهدئي يا ريم، اهدئي حبيبتي
عندها تدخل ظافر صارخًا فيها وهو يسألها:
-هل تعلمين بما تُحيكه ابنتك مع تلك ال
رمقته والدتها بنظرة نارية تقطر غلاً دفينًا، ثم قالت:
-يستحسن أن تصمت الان يا ظافر، لانني ان تحدثت سأنطق بما لا يعجبك اطلاقًا.

أطلق ظافر ضحكة خشنة ساخرة، وكأنه يهتم؟!
نار، نار سوداء تلك التي داخله تحرق الاخضر واليابس من جوارحه المشحونة تجاه ريم...!
نظر ثم نطق بحدة:
-لا اهتم! اللعنة عليها وعلى مَن يُحبها
تقوس وجه والدتها بابتسامة متهكمة وهي تستطرد:
-ثورت وغضبت وكدت ان تعتدي عليها لانها على علاقة ب أطياف؟! اذًا ماذا يجب أن تفعل هي عندما تعلم ما فعلته أنت؟!
حينها خرج صوت ريم مبحوحًا وهي تسألها:
-ماذا فعل؟

كان ظافر جامدًا، صلبًا لا يسبح في بركة مشاعره سوى الجنون والغضب، حتى انه فقد كل شعوره بالتوتر والقلق عند ذلك الموضوع، وكأنه ادرك ان الخيط الخفيف الذي يصل بينه وبين ريم قُطع وانتهى الامر...!
استفاق على شهقة ريم العنيفة التي كانت مجرد توثيق لانتهاء ذلك الرابط، عندما قالت والدتها بصوت جامد:
-كان سبب رئيسي في موت والدك يا ريم!

بدأت ريم تشعر بدوار حاد يداهمها، كانت تشعر أن والدتها لا تحب ظافر ولا تثق به بأي شكل من الاشكال، ولكن حتى في اسوء كوابيسها لم تكن تتخيل أن له علاقة بموت والدها الحبيب...!
رفعت عيناها الجريحتان له عندما أكد ببرود:
-سأوفر عليكِ السؤال، نعم لي علاقة، ولن أبرر حتى ما حدث!
خرج صوتها كالخطوط المتعرجة نحو الانتقام وهي تردد بصوت لا حياة فيه:.

-اذن نحن متساويان، أنت كنت احد الاسباب ل موت والدي، وأنا تعاونت مع أطياف ضدك
ثم عقدت ذراعاها مستطردة بنبرة حادة منتشية في صدمته:
-هل تعلم لمَ؟ لانني وبمجرد ان علمت انك ستتزوج حتى لا تصدر المحكمة حكمها ضدك بشأن وصية عمار، اخبرت أطياف واتفقت معي ان اظهر نفسي امامك بشكل غير مباشر وبالتالي عندما تتزوجني وتقف امام المحكمة اخبرهم انك كاذب ولست متزوج وأنك تزوجتني لهذا السبب وانني انوي تركك بعد فترة.

كان فك ظافر يهتز بعنف وكلامها يخترق حدود الصبر داخله، انتفض يود الانقضاض عليها وهو يصرخ بهيسترية:
-يا يا أنا سأريكِ مَن هو ظافر الزبيدي!
رفعت رأسها بتحدي قائلة:
-أعلى ما في خيلك، أركبه يا ابن الزبيدي!

وفجأة كان يدفع والدتها بعنف نحو الخارج هي واطياف التي كانت مجرد مشاهدة، لينتشل المفتاح من يد والدتها ثم اغلق الباب مرة اخرى، استدار ينظر لريم التي كانت قطة تظهر مخالبها ولكن تلك المخالب ترتعش من الخوف...
بينما في الخارج والدتها تصرخ مهددة، عادت ريم للخلف بخوف هامسة:
-لا تفعل شيء تندم عليه يا ظافر
هز رأسه نافيًا ببرود:
-لن أندم، ابدًا!

ثم بحركة مباغتة كان يجذبها بعنف حتى أسقطها ارضًا وهو فوقها، بدأت تدفعه بكل قوتها صارخة بينما هو يردد من بين اسنانه:
-سأخذ منكِ اعز شيء، وسأطلقك بعدها، حينها لن تجرؤين على خيانة اي شخص مرة اخرى..!
ازدادت مقاومة ريم، وهو كالجماد، لا يدرك ولا يستوعب سوى أنها تعاونت ضده، خانته وهو الذي كان يعشق التراب الذي تسير عليه...!
وحينما تأتيك الضربة ممن لا تتوقعه، يصبح عقلك في حالة وقف التنفيذ...

وفجأة كان يضرب رأسها بالأرضية بقوة فبدأت تفقد وعيها...!

بعد يومان...
كانت حور تجلس على الأرضية الباردة، ترتعش من الخوف، يومان كانوا وكأنهم عامان، تعيش وسط وحوش الظلمة المختلطة بذبات افكارها المرتعدة..!
لم تتناول سوى بعض المياه من الخادمة التي أشفقت عليها، وتنتظر مصير مجهول كان هو أسوء عقاب يمكن ان يحط عليها...!
وفجأة فُتح الباب ليدلف عاصي، لم ترفع رأسها له حتى، ظلت كما هي، فاقترب هو منها ليركلها في بطنها بقدمه مزمجرًا:.

-انهضي، يبدو أنكِ لن تخبريني بدون عنف وبهدوء!
لم ترد سوى بصوت هادئ رغم رعشة الخوف التي لفحت به:
-لا اعلم مكانه
ضربها مرة اخرى صارخًا بصوت زلزل اركان المنزل:
-كاذبة أنتِ مجرد كاذبة...
رفعها من خصلاتها بعنف وهي تصرخ من الالم، ليهزها وهو يكمل:
-ستخبريني، لن اتركك الا بعد ان تخبريني.

ثم رماها على الارض بعنف لتسقط على ظهرها، حينها أطلقت صرخة مدوية وهي ترى الدماء تهبط بغزارة حتى وصلت لقدماها، فصرخت في عاصي الذي تجمد مكانه:
-انا انزف، آآه انا انزف يا عاصي، انا حاااامل!
تلعثم وهو يحاول ترتيب حروفه، ولكن بمجرد ان تذكر زمجر فيها بقسوة:
-وهل تتوقعين مني ان اسارع بنجدته! الافضل له ان يموت حتى لا يأتي ليجد ام مثلك واب يكرهه لانه منكِ أنتِ...!

لا يدري لمَ بدأ شعور من نوع آخر بالذنب يحتل عقله، منذ متى كان عنيف لهذه الدرجة؟!، بدأ يشعر أن اقتراب تلك الفتاة منه يسطو على شخصيته بهجوم التغيير فيجعلها اشد حقدًا وعنفًا وبغضًا...!
بلحظة كان يقترب منها ليحملها بين ذراعيه كريشة خفيفة بينما هي بدأت تفقد الوعي وهي لا تهمس سوى بكلمات لم تتغير:
-طفلي، انقذ طفلي ارجوك!
ثم غابت تمامًا عن الوعي، ليركض عاصي بسرعة نحو الاسفل وهو ينادي على الخادمة:.

-فااااطمة بسرعة نادي لي الحارس ليجلب سيارتي، بسرعة!
وبالفعل امتثلت فاطمة راكضة لأوامره، في تلك اللحظة أتت والدته شاهقة بصوت مسموع:
-عاصي! ماذا فعلت في الفتاة؟
خرج صوته شاحبًا، يحمل لمعة إنكسار لم تستطع تفسيرها وهو يرد:
-تنزف، كانت حامل ويبدو اننا سنخسره!
ثم اكمل ركضه دون ان ينتظر ردها، لترتدي هي اول شيء تقابله وهي تركض خلفه وقد اثار مظهر حور في نفسها نوع من الحنان الأمومي الفطري داخلها...

وبالفعل بعد نصف ساعة وصلوا الى المستشفى فحمل عاصي حور وهو يركض بها نحو الداخل مناديًا على أي طبيب، الى ان اتاه الطبيب فأخبره بسرعة:
-هي حامل، وسقطت بعنف وتنزف بغزارة
اومأ الطبيب برأسه بسرعة وهو يشير له ان ينتظر، وبالفعل غادر الطبيب مع حور لغرفة الطوارئ...!
كان عاصي يدور حول نفسه يمينًا ويسارًا، بدأ يشعر أن قبصة مميتة تُقيد سير دقاته حتى كادت تتوقف؟!

لم يكن يتخيل حتى في أسوء كوابيسه أنه يصل لدرجة أن يقتل طفله بنفسه...!
يا الهي، عاصي الذي كان لا يستطع أذية مجرد حيوان حتى كاد ان يقتل طفله، طفله هو!
ضرب الحائط بقبضتاه بعنف وهو يصرخ بصوت مكتوم، لتقترب والدته منه بسرعة وهي تربت على كتفه بحنان مغمغمة:
-لا تقلق، ستكون بخير هي والطفل بأذن الله
اومأ عاصي ولم يرد، مرت حوالي ساعة ليخرج الطبيب اخيرًا يزفر أنفاسه بأرهاق، فركض عاصي نحوه يسأله بلهفة:.

-ما الأخبار ايها الطبيب؟
بدا وكأن صيغة السؤال الطبيعية الاخرى (ما أخبار زوجتي يا طبيب) تُخجله!، لم يستطع كبح هياج مشاعره في تلك اللحظة، خوف، قلق، توتر، ولكن كالعادة يسدل ستار الجمود على ملامح وجهه...
خاصة عندما بدأ الطبيب يتحدث بجدية:
-الحمد لله، السيدة بخير والجنين ايضًا بخير، ولكننا استطعنا تثبيته بصعوبة شديدة لذلك أي مجهود ولو بسيط سيُعرضها للاجهاض.

اومأت والدته مؤكدة ثم انشغلت بالاسئلة التي بدأت تطرحها على الطبيب، متناسية تمامًا ان والدته لم تكن سوى حور...!
دلف عاصي بخطى مرتعشة نحو الغرفة، ليقع نظره على حور التي كانت تنظر للشرفة بشرود عميق، بملامح شاحبة، وروح تبدو وكأنها مقتولة!
لم يجرؤ أن يناديها وهي لم تجرؤ أن تنظر له، تشعر أنها ستكرهه إن رأته الان، إن تخلل عنفه معها مسام ذاكرتها!، وهي لا تريد أن تكرهه...

ولكن للأسف اصبح يجلس على طرف الفراش وهو يهمش بصوت مبحوح:
-حور...
لم تجيب، ولم تحرك رأسها لتنظر له حتى، بقيت تحدق بالشرفة، وكأن كل حديثه فقد خاصية الجذب في تلك اللحظات المشحونة بشتى المشاعر...!
فتابع هو بصوت أجش:
-أعلم أنكِ تكرهيني الان اكثر من اي شيء...
وللحظة عاد له غروره القاسي الذي تلبسه منذ مقتل اشقاءه فأكمل:
-ولا يهمني، انا انقذتك لأجل طفلي فقط!
ثم عاد الخفوت النادم لصوته وهو يستطرد لها بنبرة عذبة:.

-ولكن واجب عليّ أن اعتذر يا حور، وإن كان يجب ان اعتذر لنفسي قبلاً، اعتذر لنفسي على ضعفها امام شيطان الغضب والجنون، لانني لم اكن يوما هكذا، لم اكن قاسي، لم اكن عنيف، لم اكن حتى خاضع لتلك العشيرة والهذيان ذاك، ولكن، انا واثق أنكِ إن وضعتي نفسك بمكاني للحظات ستفعلي اكثر مني، تخيلي للحظة أن اشقائك الاثنان قد قتلوا، وأنكِ عاجزة، مع ان الشعور بالعجز قاتل بالنسبة لي اكثر لاني رجل، وتخيلي أنه لا يوجد بيدك طريقة للانتقام سوى تخليص حقك ممن لا دخل له، ماذا ستفعلي؟ انا روحي تحترق يا حور، اشعر أنني ابتلع الجمر كلما تحدثت معكِ او تذكرت أن مَن قتلوا اشقائي هم اشقائك اللذان تدافعين عنهم حتى تلك اللحظة!

كان أنفاس حور عالية، كلماته وكأنها تجبرها على الخضوع امام سحر إقناعها، ولكن ألم بطنها الذي لم يخف حتى تلك اللحظات كان كالظل الذي يُذكرها بأجرامه وعنفه...
فأشاحت بوجهها بعيدًا عنه وهي تهمس بصوت مختنق:
-هل أنهيت كلامك؟ يمكنك المغادرة، اريد ان ارتاح الان
وتابعت بسخرية:
-إن كان لا يضايق حضرة الباشا عاصي الشهاوي
تأفف عاصي بضيق حقيقي، لمَ يتنازل هو من الاساس ليشرح لها ما يدور في خلده؟!..

ألم تكن هي واهلها المخطئين وهم الضحية؟! كيف اصبح هو بليلة وضحاها المخطئ واصبحت هي الضحية...!
ولكنه رغم ذلك مد يده يمسك وجهها برفق حتى نظرت له، وما إن قابلته عيناها المتحجرة بالدموع همس:
-أسف، سامحيني!
توترت نظراتها التي كانت جامدة منذ لحظات فقط، خاصةً وهي تجده يميل ببطء نحوها، لوهلة ظنت انه سيُقبلها ولكنه عاكس ظنونها حينما طبع قبلة أبوية حانية على وجنتها ليبتعد بعدها...

تنهدت اكثر من مرة بعد خروجه، وفكرة واحدة تدور بعقلها، عاصي متأسف وحزين ويرجو السماح ليس من اجل شخص حور، بل لانه تخلى عن اهم مبادئ شخصيته واصبح عنيف وهو يكره العنف حد الجنون!..

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة