قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية حورية بين يدي شيطان للكاتبة رحمة سيد الفصل السابع

رواية حورية بين يدي شيطان للكاتبة رحمة سيد الفصل السابع

رواية حورية بين يدي شيطان للكاتبة رحمة سيد الفصل السابع

وصل علي الفندق، فتوجه نحو الغرفة على الفور، ولكنه تصنم مكانه عندما وجد ثامر طليق أسيل يطرق على الباب اكثر من مرة وصوت رجاؤه مسموع بوضوح:
-أسيل، أسيل افتحي لي ارجوكِ، سنتحدث قليلاً وبعدها قرري ما تشائين، أسيل انا لم استطع ان اقابلك لاشرح لكِ بسبب هذا اللعين علي..!
حينها اقترب منه علي وجنون اصبح يتلاعب بأعصابه، ليمسكه من ياقة قميصه وهو يهدر فيه بعنف:.

-وهذا اللعين إن لم تبتعد الان سيهشم وجهك القذر هذا ويخرج كل الغل الذي بداخله فيك!
نفض ثامر ذراعاه عنه وهو يصيح فيه بتوعد شرس:
-سأبتعد، ولكن اقسم أنني سأجعلك تندم على خداعك لي يا علي! وستطلق أسيل شئت ام أبيت...
وقبل ان يغادر نال لكمة حادة من علي الذي كان يتنفس بصوت مسموع وهو يحاول تمالك نفسه حتى لا يقتله في التو واللحظة...

نهض ثامر يمسح فمه بكم قميصه ثم غادر وهو يرمي علي بنظرات قاتلة، اخرج علي المفتاح من جيب سرواله وفتح الباب ليقع نظره على أسيل التي كانت تجلس على الفراش تضم ركبتاها لصدرها بصمت يحوي بين جفونه الكثير والكثير من الكلام الذي فقد أحقيته في الصدوح...
اقترب منها وما إن رفعت رأسها له حتى سألها بعمق:
-لو كان الباب ليس مغلق بالمفتاح، هل كنتي ستفتحين له يا أسيل؟

الدهشة التي إرتسمت على ملامحها الناعمة أرسلت له جوابه بأقل من لحظة، ثم لوت شفتاها وهي تقول ساخرة:
-وهل أغلقت الباب عليّ بالمفتاح يا علي؟ هل كنت تخشى هروبي؟! لا استطع أن اهرب يا علي، او بمعنى أصح لا اريد...
في لحظة كان يجذبها من ذراعها بعنف وهو يضغط عليه، ثم سألها مستنكرًا:
-هل تخشين أن افضح ذلك الحقير يا أسيل؟ هل مازلتي تعشقينه بعد كل ما حدث؟

أنزلت عيناها ارضًا، هي لا تعشقه كما كانت ولكنها ايضًا لم تستطع كرهه...!
خاصةً أنها تشعر أنها ردت له صفعته عندما أتمت زواجها بعلي رغم ان ثامر لا يعلم، ولكن رغم عن كل شيء يتآكلها الندم كالصدئ في الحديد!..
حينها رفع علي رأسها له ببطء، ليهتف بعاطفة متوهجة:
-أسيل، أنا لن أفضحه الا اذا اضطررت، رغم انني كلما تذكرت أنني اول رجل يلمسك اريد أن اصرخ سعادةً
ثم نكس رأسه ارضًا وهو يزفر بعمق:.

-ولكن لا ادري لمَ تنتهي سعادتي سريعًا...
وقبل ان تسأله عن أي شيء كان يفرد جسده على الفراش ويضع رأسه على حجرها يغمض عيناه وهو يردد لها بخفوت:
-هل يمكنك أن تداعبي شعري حتى أنام؟!
كانت متجمدة، تحاول التحرك، تحاول نفض حالة التوتر تلك عن ثوب مشاعرها، ليمسك علي يدها وكأنه شعر بترددها فوضعها على شعره الناعم وهو يهمس لها:
-أنسي كل شيء، وأي شيء، تذكري فقط أنني احتاجك الان!

وعند ذكر الاحتياج، وعندما تذكرت أنه الوحيد الذي أغدقها بالشعور الذي كانت تحتاجه لأكمال حياتها كأنثى، بدأت تحرك يدها على شعره بلطف دون ان تجرؤ على سؤاله عما به...!

بينما في الغرفة المجاورة كان ثامر يدور في الغرفة كذئب حبيس، يشعر انه مكبل من كل الاطراف!
ولكن لا يدري أي لحظة جنون تلك التي دفعته ليمسك هاتف الفندق ويطلب رقم منزل عاصي الذي نقله من هاتفه وهو ينوي إخباره بكل شيء...
وليحدث ما يحدث، اهم شيء الان ألا تصبح أسيل لرجل اخر مهما طال الزمن وصار!
وبالفعل اتاه الرد فقال بصوت اجش هادئ يحمل خبث دفين:.

-اعطي الهاتف للسيد عاصي، اريد ان اخبره بأمر مهم جدًا يتعلق بشقيقته أسيل!

بعد أيام...
منذ خروج حور من المستشفى كانت شبه حبيسة بغرفتها، ولكن هذه المرة بأرادتها، هي مَن فرضت هذا الحصار على نفسها هذه المرة...!
لا تريد الاختلاط بعاصي او امه بأي شكل من الاشكال، ولولا أنها تعلم انها ربما تعرض شقيقها للخطر لكانت تركت هذا المنزل على الفور...

ورغم فتور معاملة حماتها لها نوعًا ما، تخليها عن الاهانة والقسوة مع حور، الا انها لا تستطع محو وصمة الخذيان التي تشعر بها كلما تعاملت معها او مع ولدها عاصي...
وفجأة سمعت صوتها وهي تتأوه صارخة وكأنها تحاول مناداة أي شخص، ورغم تحذيرات الطبيب لحور الا انها نهضت ببطء تسير نحو الصوت حتى خرجت لتجد والدة عاصي ساقطة ارضًا...
ركضت نحوها بسرعة تسألها بقلق:
-ما بكِ خالتي؟
حاولت الاخرى التقاط انفاسها بصعوبة:.

-لا آآ، اس، استطع اخذ نفسي
ثم اشارت بيدها نحو الكومدين هامسة:
-الد، آآ الدواء
ركضت حور متناسية ألمها لتجلب الدواء بسرعة وتعطيه لها، وبسبب خبرتها التي اكتسبتها في دورة التمريض التدريبية بدأت تدلك لها رقبتها وصدرها لتساعدها على التقاط أنفاسها...
في تلك اللحظة تحديدًا دلف عاصي الذي إتسعت عيناه بذهول وقد بدت له الصورة وكأن حور تحاول خنق والدته وهي تحاول تخليض نفسها!

ثم سارع يقترب منها وعيناه ترسل شرارة مُخيفة و...

خيرًا تفعل، خيرًا تجد...! فلو كان خيرًا تفعل شرًا تجد لأصبحت الدنيا مجرد غابة تركض فيها الذئاب لفعل الشر كأحدى الوسائل للهجوم والدفاع ...
حدث كل شيء بسرعة، عاصي أنتشل حور من أعلى والدته وصوت زمجرته الخشنة كزئير أسد يهاجم فريسته...!
لتصيح فيه حينها حور بسرعة:
-اتركني والدتك لا تستطع التنفس.

نظر لوالدته بلهفة ليتحقق من صحة كلام حور، فوجد وجهها أحمر يختنق وتصدر حشرجة خفيقة وهي تحاول التنفس والحديث...
ساعدها لتنهض وهو يسألها بلهفة:
-هل أخذتي دوائك يا أمي؟
اومأت برأسها مؤكدة في نفس اللحظة التي نطقت بها حور بجدية:
-أنا اعطيتها إياه...

حمل عاصي والدته بهدوء ليضعها على الاريكة فبدأت تلتقط أنفاسها رويدًا رويدًا، حينها عاد الشعور بالألم لحور التي إنكمشت ملامحها وهي تمسك بطنها لتغادر متجهة لغرفتها مرة اخرى...!
دلفت الغرفة لتغلق الباب بهدوء ثم امسكت بدوائها لتأخذ مسكن قوي، زفرت بصوت مسموع ولا تدري لمَ شعرت أنها سارت خطوة أمامية في الطريق المظلم بينها وبين والدة عاصي..!

تناولت ملابسها واتجهت للمرحاض لتأخذ حمامًا ينعش خلاياها المشدودة بتوتر واضح..
مر بعض الوقت وخرجت هي من المرحاض ترتدي الروب لتتوجه نحو مرآتها تجلس امامها وتبدأ بتمشيط خصلاتها المبللة...
نظرت للمرآة التي تعكس صورتها المغموسة بكآبة واضحة، ومن وسط مشاحناتها النفسية الداخلية صدر سؤالاً أنار الكثير داخلها ولكنها لم تجد له ردًا حازمًا يطفئ ما اُنير...
لمَ هي ضعيفة هكذا امامهم؟! ...

اغمضت عيناها تتذكر ما حدث بدءًا من زواجها، كان تحملها لكل تلك القسوة عهدًا وفرمانًا قطعته بلا تردد، ولكن عندما يصل الامر لقتله جنينه، فليحترق ذلك الفرمان في الجحيم!
زحف التوتر لثناياها تلقائيًا عندما فتح عاصي الباب بهدوء وهو يدلف، ولكنها أسقطت قناعًا من التصلب ليغطي ملامحها التي استوطنتها القلق...
اكملت تمشيط شعرها دون ان تعيره انتباه، ليجلس هو امامها مزدردًا ريقه بتوتر وهو يقول:.

-شكرًا لانكِ انقذتي والدتي
مطت شفتاها ببرود دون ان تنظر له:
-لا داعي للشكر، لم افعل سوى ما هو واجب عليّ لان اهلي ربوني على هذا
رغمًا عنه غمغم بسخرية:
-اووه واضح أن اهلك مصدر كل المبادئ!
تجاهلت جملته و إلتفتت له تحدق بعيناه الهادئة لتقابل عيناها البنية الممتلأة بالغضب الناري وهي تهمس من بين اسنانها:
-ولكن ما لا افهمه لمَ أنت سيء الظن دائمًا بي هكذا؟!
عادت تمشط شعرها وتابعت بحنق طفولي واضح:.

-وانا التي كانت تعتقد أنك ستشكرني بحرارة على معروفي، واحدة غيري لكانت تركت والدتك كأنتقام لكرامتها المهدورة وانت لن تدري أنها تجاهلتها بعمد اساسًا...
اغمض عيناه يتنهد تنهيدة عميقة تحمل الكثير والكثير، وكيف يثق بها من الاساس وهي شقيقة القتلة؟!
الثقة تتبخر عندها لتصبح مجرد هواء لا قيمة له..!
فجأة فتح عيناه على تأوهها المكتوم وهي تمسك بطنها ليسألها بتوتر:
-هل انتِ بخير؟

اومأت دون رد ولكن ملامحها كانت رسمة بريشة عميقة للألم فنهض هو على الفور يساعدها لتسير نحو الفراش، بدأ الدوار يهاجمها وأنفاسها تثقل شيء فشيء، وفجأة سقطت على عاصي الذي تفاجئ بسقوطها ليسقط على الفراش وهي فوقه، تسلطت عيناها تلقائيًا على عيناه الرمادية التي احتلتها غيوم داكنة لم تستطع تحليلها، يداه أشتدت تلقائيًا على خصرها النحيل الذي يتراقص بمخيلته دومًا فيعذب ارادته التي تكاد تكون معدومة للابتعاد عنها...!

بدأت تتنفس بصعوبة وصدرها يعلو ويهبط، تحاول استجماع شتات نفسها، ولكن قبل ان تصل لمبتغاها كان هو يقترب منها والهدف شفتاها
ولكن هي بدأ عقلها يستعيد رشده فهبت بسرعة تبعده وهي تهمس بحروف مشتتة كحالها تمامًا:
-لا، لن يحدث، اتركني يا عاصي!
كلماتها اللاسعة كانت كصفعة تعيده لوعيه، فأنتشل نفسه بصعوبة من فوقها يجبر نفسه الأبية على تركها وعدم اكمال ما بدأه...
وبمجرد أن ابتعد استعاد لهجته القاسية وهو يخبرها:.

-اساسًا انا لم أكن لأفعلها، لا تنسين مَن أنتِ وما هو وضعنا، انا لا أتلهف للأقتراب من شقيقة القتلة!
جزت على أسنانها بعنف وهي تهمس بنفس النبرة القاسية:
-وشقيقة القتلة تشمئز من لمساتك يا سيد عاصي
وفجأة تأوهت متألمة عندما جذبها له يلوي ذراعها خلف ظهرها، وانفاسه الهادرة تلفح أذنها ورقبتها وهو يتشدق بغضب:
-ظهرت مخالب القطة اذًا، ولكن حذاري يا قطة أن تفقديني أعصابي حينها لا ادري ما هو رد فعلي.

ثم رماها على الفراش بعنف وهو ينهض مغادرًا تلك الغرفة التي أظهرت ضعفه امامها مرة اخرى...!

كانت أسيل في الفندق تعد اشياءها لتغادر كما أتفقت هي و علي بعد ما حدث، زفرت بعمق وهي تعود بذاكرتها ليوم اتصال عاصي بها...
فلاش باك##
أجابت على اتصاله على الفور بملامح مشرقة تنضح فرحًا وهي تردد:
-عاصي، اشتقت لك يا أخي
سمعت صوته الغاضب وهو يقول:
-لذلك لا تريدين المجيء لهنا مع زوجك يا أسيل؟!
بدأ التوتر يزحف شيءً فشيء لساحة ملامحه، فسألته بصوت بدا متوترًا:
-زوجي! هل هو مَن أخبرك؟
رد على الفور:.

-نعم هو، وفعليًا انا غاضب منكِ
سألته بسرعة:
-ماذا اخبرك يا عاصي؟
سمعت تنفسه الهادئ وهو يخبرها بهدوء:
-أخبرني أنكم تشاجرتم وهو يود المجيء لهنا معكِ حتى تحل تلك المشاكل ولكنك ترفضين مرددة أنكِ لا تريدين ادخال أي شخص في مشاكلكم بل وتركتي منزله لتقيمي في فندق بمفردك! أي هراءات تلك يا أسيل؟ منذ متى وأنتِ متسرعة ومتهورة لهذه الدرجة؟!
حاولت إيجاد حجة مناسبة فلم تجد سوى ان تقول بصدق:.

-حدثت اشياء كثيرة، كثيرة جدًا يا عاصي أنت لا تعلمها، وليست مجرد شجار كما اخبرك، ما حدث اكبر من ذلك، لذلك أنا اود ان اظل بمفردي فترة قليلة وحينها سأتي إليكم ولكن بمفردي ايضًا يا عاصي
بدا صوته حادًا وهو يأمرها بحزم:
-اخبريني اذن يا أسيل
هزت رأسها نافية وكأنه يراها:
-لا استطيع على الهاتف، اعدك سأحكي كل شيء ما إن أتي إليكم
-سأتي أنا اذن، اخبريني اسم الفندق
هتفت هي بلهفة مرتعدة:.

-لا لا، ارجوك يا عاصي لا تضغط عليّ، أنا سأتي بأرادتي ولكني اود الاختلاء بنفسي قليلاً، ارجوك
جاءها صوته الاجش مترددًا:
-حسنًا سأتركك لانك لستي طفلة، ولكن ما اسم الفندق حتى اكون مطمئن عليكِ...
ترددت كثيرًا وهي تفكر، ستخبره بأسم الفندق وتقنع علي بالمغادرة! حتى تستطع اقناع علي بعدم فضح سر ثامر وحينها ستعود لأهلها على الفور...
نطقت اخيرًا بهدوء ؛.

-فندق ، وانا اعدك خلال اسبوع ستجدني امامك ولكن لا اريد ان يقترب مني ثامر مرة اخرى ولا تقلق انا لن اغادر بغداد الا عندما أتي إليكم
تنهد موافقًا على مضض:
-حسنًا، انتبهي على نفسك واجيبي على هاتفك عندما اتصل بكِ
-حاضر يا اخي، مع السلامة
-الى اللقاء
أغلقت الهاتف وهي تتنهد بصوت عالي لا تصدق انها بدأت تكذب على شقيقها هكذا!..
دلف علي في تلك اللحظة لتنهض هي مرددة على الفور:.

-ثامر اخبر عاصي أنني تركت المنزل واقيم في فندق بمفردي وعاصي اتصل بي فأخبرته باسم الفندق حتى يكون مطمئن
حينها صرخ فيها عاصي بانفعال واضح:
-هل أنتِ غبية!؟ عاصي اذا اتصل به هذا الحقير مرة اخرى لن يتردد في المجيء هنا بنفسه ليحل المشكلة
لم تستطع منع نفسها من الضحك ساخرة:
-هل تخشى أخي لهذه الدرجة؟!
حينها وبحركة مباغتة جذبها من ذراعها يضغط عليه بعنف وهو يهدر فيها بغل مكبوت:.

-انا لا اخشى سوى مَن خلقني يا أسيل، ومسألة مواجهتى لأخيكِ مسألة وقت لا اكثر، انا انتظر الوقت المناسب وحينها سترين مَن يخشى مَن!
ولا تدري لمَ شعرت بالرعب يغدق مشاعرها بلا توقف كأمطار باردة تكاد تفقدها احساسها، فهمست تلقائيًا بسؤال مستنكر:
-هل ستفضح سر ثامر يا علي؟ هل ستخبرهم أنه عاجز جنسيًا وأنني ظللت عذراء طيلة السنتان!؟

اغمض عيناه يحاول السيطرة على الوحوش التي تنهش سيطرته على ذاته، ليردف بعدها غير مصدقًا:
-لا اصدق كيف تحملتيه حتى تلك اللحظة بل ومازلتي تخشين فضيحته! أي عشق أبله ذاك الذي تكنيه له؟!
رفعت رأسها وهي تجيب بشموخ يليق بها:.

-عندما صبرت اثناء زواجي كان بسبب عشقي له وبسبب قناعتي انه شيء خارج عن ارادته، ولانني تربيت على الاصول لا استطع فضح زوجي على امل انه سيُشفي في يوم، ولكن مر الوقت وبدأ ينفعل ويضربني عندما يفشل في الاقتراب مني حينها رفضت أن يقترب مني مرة اخرى، فأنتهى الامر ب أنه يحاول النجاح مع عاهرة ربما يستطع وينتهي عجزه، فمن رأيه أن الخطأ بي أنا، أن أنا مَن لا استطع اغراؤه أنني لستُ انثى كاملة!

ولم تلاحظ الدموع التي تكونت كالسحب بعيناها الزرقاء وهي تتذكر ما عانته تحت مسمى انها أصيلة!..
كتمت شهقاتها التي تود الانفجار وهي تتابع:
-ولكن الان انا لا اود فضحه ليس بسبب عشقي له بل لان مَن ستره الله لا استطع انا فضحه
امسك وجهها بين يداه برفق يقترب منها وعيناه تنبض بعشقًا لم يستطع دفنه بين أطياف الماضي، ليهمس بصوت أجش ثقيل بعاطفته:.

-ولكن أنا، أنا يا أسيل لا استطيع الصبر ولا استطيع الصمت، أنتِ الان ملكًا لي، وما هو ملكًا لي لا اتنازل عنه، بل يصبح قلبًا وقالبًا لي!
أغمضت عيناها وهي تتنفس ببطء فلفحت انفاسها وجهه فكانت تلك القشة التي قسمت ظهر البعير، ليقترب منها ببطء مسلطًا انظاره على شفتاها المكتنزة التي ترتعش بعض الشيء، لتبتعد هي على الفور مغمغمة بجدية:.

-انا لم أنس أنك علي الذي قتل شقيقي، لذلك لا تتعامل معي وكأننا دفننا ذلك الماضي!
كز على أسنانه بغيظ واضح ثم استدار وهو يخبرها بجمود:
-حضري ملابسك وحقيبتك وانا سأذهب لأخبر صاحب العمل بمغادرتي ثم أتي لنغادر ذلك الفندق، لا تعتقدي لوهلة أنني سأتركك تذهبين لأهلك بكل بساطة يا أسيل
وبالفعل غادر لتجلس على الفراش متنهدة بتصميم:.

-وانا لن اغادر قبل ان اتأكد أنك لن تفضح ثامر يا علي، لأنني انا مَن تسببت بفضحه امامك
باك###.

ظلت أسيل تزفر بضيق وهي تفكر، هي لا تكره علي ولكنها ايضًا لا تستطع تقبله، لا تستطع بلع تلك الغصة المريرة التي تستقر بحلقها كلما تذكرت انه قاتل شقيقها...!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة