قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية حورية بين يدي شيطان للكاتبة رحمة سيد الفصل السابع والعشرون

رواية حورية بين يدي شيطان للكاتبة رحمة سيد الفصل السابع والعشرون

رواية حورية بين يدي شيطان للكاتبة رحمة سيد الفصل السابع والعشرون

خلال لحظات كانت ريم تتصل بفريق الاطفاء وسط انهيارها الهيستيري، كلمات ذلك اللعين كانت كالتعويذة التي تقلب حياتها رأسًا على عقب!..
ركضت كالمجنونة بعدها تستقل أول سيارة اجرة تقابلها وهي تخبره بعنوان شركة ظافر
وبالفعل وصلت بعد فترة، في نفس الوقت الذي وصلت به سيارات الاطفاء...

ولكن منظر تلك النيران التي تشتعل بالشركة من كل جانب مؤذي للقلب، مؤذي بدرجة كبيرة حتى أنها شعرت أن تلك النيران أشتعلت بقلبها هي...!
دقائق عديدة وكانت تلك النيران خمدت بالفعل فركضت ريم تدفع جميع البشر بحثًا عن ظافر او حتى، جثمانه!..
واخيرًا وجدت احد عناصر الأسعاف يحملونه فركضت معهم وهي تبكي بانهيار صارخة بأسم ظافر...
وصلا بعد قليل الى المستشفى وريم لم تتوقف لحظة عن الابكاء...

دلف معهم الى غرفة الطوارئ حينها أخرجت ريم هاتفها تتصل بوالداه لتسمع صوت والدته الهادئ يقول:
-اهلاً يا ابنتي كيف حالك؟
خرج صوتها مبحوحًا وهي تحاول التوقف عن البكاء مرددة:
-بخير ولكن ظافر آآ ظافر لقد تعرض لحريق بشركته وهو في مستشفى ، الان
سمعت صرختها بوضوح وهي تتمتم:
-ماذا تقولين ريم!
ثم أغلقت الهاتف دون كلمة اخرى لتركض ترتدي ملابسها وهي تتوجه نحو المستشفى بالطبع...

وبعد فترة اخيرًا خرج الطبيب الذي كان يتنفس بأرهاق ماسحًا وجهه فسألته ريم بخوف:
-ماذا حدث ايها الطبيب؟
تنهد وهو يجيبها:
-الحمدلله هو بخير سيدتي لا تقلقي، لقد قمنا باللازم وسيتحسن بأقرب وقت إن شاء الله!
هبطت دموع ريم الحارقة على وجنتاها الناعمتان وهي تهمس له:
-شكرًا، شكرًا كثيرًا
غادر الطبيب بعد أن اخبرها بابتسامة هادئة:
-يمكنكِ رؤيته بعد أن يتم نقله لغرفة عادية..

حينها لمعت عيناها باحتراق روحها، بنيران ذلك الخوف الذي أحرقها داخليًا، وبشراسة الانثى، أخرجت هاتفها وهي تحمد الله أن هاتفها به برنامج تسجيل المكالمات الذي يسجل كل المكالمات تلقائيًا...
استمعت لتلك المكالمة القصيرة ثم اتصلت بالشرطة بكل هدوء، لأنها وببساطة على يقين أن ظافر لن يفعلها ويخبر الشرطة ابدًا حتى لا يفتح ابواب الجحيم عليه!

ولكنها ايضًا وبنفس البساطة ليس لديها أهم من حياته، سمعت الصوت من الجهة الاخرى على الهاتف فنطقت بجدية متزنة:
-الشرطة، أريد أن اقدم بلاغ هناك مَن قام عمدًا بإحراق شركة ، وقد راح عددًا ضحية ذلك الحريق...

بعد فترة...
استجاب عاصي لذلك الصوت الذي يأتي من ركن عميق وبعيد داخله يخبره انه ربما لو احضر لها بعض الاشياء التي تُسعد أي انثى ربما يبدأ ذلك الحاجز بينهما بالتصدع...!
دلف عاصي للغرفة التي تقطن بها حور، تنحنح وهو يقترب منها مغمغمًا بصوت هادئ:
-هيا انهضي ارتدي ملابسك
عقدت ما بين حاجبيها وهي تسأله:
-لماذا؟
مسح طرف أنفه بتوتر ثم تشدق ب:
-سنذهب لنشتري لكِ بعض الاشياء ثم نتناول عشاءنا في احدى المطاعم.

هزت رأسها نافية ببرود:
-لا اريد شكرًا لك...
حينها اقترب ليسحبها من ذراعها قائلاً بصوت حاد بعض الشيء:
-لا اسألك عن رأيك يا زوجتي، انا اريد ذلك ولا يوجد سواكِ يأتي معي، هيا عزيزتي
تأففت حور اكثر من مرة بملل وبالفعل اطاعته بنفاذ صبر...

وصلا بعد فترة احدى المحلات لشراء بعض الملابس، تركته حور دون اهتمام كالعادة وتقدمت تنتقي بعض الاشياء، ثم توجهت للغرفة الصغيرة الموجودة بالمحل لقياسهم وبالطبع دون أن توجه له كلمة واحدة حتى وكأنه هواء ليس له قيمة عابر!..
كانت ترتدي فستان طويل حتى كعبي قدماها ولكنه مفتوح من عند الظهر، كانت حور قد خلعت ذلك التيشرت الذي ترتديه لتراه كما يجب ان يُرتدى...

ظلت تنظر للمرآة بتفحص وفجأة وجدت عاصي يدلف فشهقت وهي تزمجر فيه بغيظ:
-هيا اخرج عاصي
هز رأسه نافيًا بمكر ومن ثم أردف:
-حقي كمواطن أن أرى ما ستشتريه زوجتي!
عضت على شفتاها بحرج واضح، اقترابها منه يُهلك حواسها ويجبرها على الخضوع وهذا اخر شيء تريده الان...
بدأ عاصي يقترب حتى كاد يكون ملتصقًا بها، فهمس امام وجهها بأنفاس الخشنة التي بدأت تثقل شيءً فشيء من ذلك القرب المُهلك، :.

-ولكن لدي اعتراض على ذلك الفستان إن كنتي سترتديه خارج المنزل
رفعت عيناها التي تموج بعاطفة عصفت بهم لتسأله:
-ماذا؟
وفجأة إرتعشت حرفيًا عندما شعرت بأصابعه الخشنة تتحسس الجزء الظاهر من ظهرها ببطء جعل قشعريرة باردة تسير على طول عمودها، خاصة وهو يسير صعودًا ونزولاً بإصبعه هامسًا مثخن بالعاطفة:
-يُظهر جزءًا منكِ لن يراه سواي!

وبالرغم من انه يعلم أنها محجبة لن ترتديه دون شيء اسفله ولكنه كان كالمتلهف لأي فرصة لقربها...
ولتتخلص حور من ذلك الجو المعبء بشتى المشاعر ابعدته وهي تقول:
-لدي شرط واحد وحينها أفكر بالعودة والغفران عاصي
ظهرت اللهفة بصوته وهو يسألها:
-ما هو؟
وما إن أخبرته كان يقترب منها مرة اخرى ولكن بخطوات تملأها الشراسة التي أشعرتها أنه على وشك الانقضاض عليها و...

طارت الحروف من بين شفتاها وهي تفكر في حل لتلك المعضلة التي ألقت نفسها بين حفرتها بكل سذاجة!..
خاصةً عندما أصبح امامها مباشرة يضغط على ذراعها بقوة وهو يسألها مستنكرًا:
-ماذا؟ عيدي ما قلتيه مرة اخرى
بللت طرف شفتاها بتوتر ثم راحت تخبره بحروف متفرقة مزقها التوتر والقلق:.

-قلت أنني أحتاج أن ابتعد تمامًا، وأن أجد عمل لنفسي واعتمد على نفسي وأن انسى وجودك في حياتي مؤقتًا، وإن لم استطع النسيان يحق لي طلب الانفصال النهائي وايجاد شريك حياة مناسب لي!
بالرغم من أنها تعلم استحالة تنفيذ ذلك الشرط الذي كان كاللون الأسود الحالك الذي لا يُضفي سوى ظلامًا على خلفية حياتهم سويًا، إلا أنها لم تجد سواه مهرب تلجأ له للهرب من براثن عاطفته التي كادت تسحبها بين طياتها...

ولكن على العكس ازداد قربه منها وهو يهمس بصوت أجش غير مصدق:
-وهل تتوقعين مني الموافقة على ذلك الجنون؟!
هزت رأسها نافية بسرعة ببراءة:
-لا، ولكني احاول أن اشرح لك أنني احاول إيجاد حل اوسط لنا ولكنك ترفض!
وكالعادة أستخدم سحر اصابعه التي تُسلط على جوارحها الانثوية الفوضوية فتجبرها على الخضوع، بدأ يتحسس وجنتها بحنان بإصبعه وصوته الهادئ شابه الرقة والحنان والحزم في آنٍ واحد وهو يخبرها:.

-أنا لا استطيع الابتعاد عنكِ ولو ساعة واحدة وأنتِ تخبريني أنكِ ربما تقررين الأنفصال النهائي في نهاية المطاف!
حينها نفضت هي يده هي عنها بعصبية وهي تزمجر:
-لا تحاول لمسي مرة اخرى! سيطر على يداك اولاً ثم نتحدث فيما بعد
لا يدري أيضحك لأعترافها بتأثيره الغائر فيها ام يبكي لأنها ترفض ذلك التأثير..؟!
سمعها وهي تكمل بهدوء ولكنه حاد:
-والان هيا إلى الخارج أريد تبديل ملابسي.

أغمض عيناه يحاول تنظيم أفكاره، يحاول الهدوء ليستطع تخطي حاجز امواج جنونها تلك بمهارة، وبالفعل فتح عيناه ليومئ مؤكدًا بجدية:
-لا تتأخري لأنكِ لو تأخرتي سأدخل وأرى كل شيء!
إتسعت عيناها وهي تصرخ فيه بحرج واضح:
-سافل لم ترى ثلاث دقائق تربية!
ضحك حينها بصخب ثم استدار يغمزها بطرف عيناه بينما يتابع بنبرة تبدو بريئة ولكنها عكست تيار البراءة لتختلط بأعاصير المكر:
-لمَ؟ في النهاية أنا لن أرى شيء لم اراه حبيبتي.

شتمته حور بصوت منخفض وهي تغمض عيناها بنفاذ صبر، فاستسلم هو وخرج ضاحكًا...
نظرت حور لأثره بصمت شارد، لا تدري إن كانت الخطوة التي هي مُقدمة عليها صحيحة ام لا، ولكنها تراها علاج وإن كان مؤقت لذلك الأنهيار الروحي...
أغلقت الباب جيدًا ثم بدلت ملابسها بلهفة لتفتح الباب الصغير عله يكون يُخرج من ذلك المكان بدلاً من الهرب من الباب الرئيسي...!

وبالفعل حالفها الحظ فوجدت الباب يطل على الشارع الخارجي، لذا ومن دون أن تفكر مرتان كانت تخرج راكضة...
بدأت تركض بسرعة حتى خرجت للشارع الرئيسي وهي تلهث، أوقفت أول سيارة اجرة قابلتها وهي تنطق بأنفاس منقطعة:
-هيا بسرعة ارجوك توجه ل ...
وبالفعل إنطلق السائق حينها بدأت تتذكر عندما أخبرها عاصي وتركها ترتدي ملابسها.

فلاش باك###
أخرجت هاتفها بسرعة تتصل ب علي الذي أجاب بعد دقيقة هادئًا:
-نعم حوريتي
ردت بصوت جاد ومتعجل:
-علي سأخرج مع عاصي الان وسأهرب منه بأي شكل، لن يعلم والدي ولا هو بمكاني وأنت ستساعدني لأقيم بالمنزل الذي في ، الذي أشتريته من صديقك الذي غادر البلاد ليعمل منذ زمن، هذا المنزل بمكان بعيد ومناسب جدًا، أتتذكره؟!
اومأ علي مؤكدًا وترك عمله وهو يسألها بصوت لم يستطع كتم صوت رنين الصدمة والذهول منه:.

-نعم ولكن، كيف وآآ، عاصي!
فتنهدت بصوت مسموع وهي ترجوه:
-علي ارجوك، أتركك من أي شيء وهيا ارسل لي عنوان ذلك المنزل واخبرني أين اجد مفتاحه
دقيقة، اثنان، كانت المهلة التي استغرقها علي ليفكر دون عمق، يفكر فقط بما يكن كالجدار لتستطع شقيقته الاستناد عليه...!
وبالفعل هتف بعدها بجدية يخبرها:.

-عندما تصلين للعنوان الذي سأرسله لكِ برسالة ستجدين منزل رجل عجوز امام ذلك المنزل، انا سأتصل به واخبره أنكِ ستأتي وتأخذي المفتاح منه وهو سيساعدك بكل شيء وبعد فترة انا سآتي للاطمئنان عليكِ...
باك###.

تنهدت حور اكثر من مرة بصوت مسموع، ربما احيانًا نُجبر على السير في خطا كالأشواك بالنسبة لنا، ولكنها تظل أفضل من خطا نحو الجحيم!..

بينما عند عاصي جن جنونه بمجرد أن رأى تلك الغرفة فارغة، إتسعت عيناه بذهول وجملة واحدة يرفض عقله إستيعابها تتردد امام عيناه، أن حوريته فرت هاربة من بين يداه، لم تعد تريده فعليًا، هربت وربما لن تعود، لن يراها، لن ينعم بدفء احضانها وإن كان رغم ارادتها، لن يوبخها إن اخطأت...
لن يفعل ولن يفعل ولن يفعل...
حينها صرخ بجنون وهو يضرب ذلك الحائط بعنف:
-حور...!

الصرخة خرجت من أعماق روحه الجريحة، يا الهي ما أقساه شعور!..
شعور كالسكين البارد الذي ينغرز بمنتصف قلبه أنه مرفوض تمامًا من أكثر شخص يعشقه في تلك الدنيا...!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة