قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية حورية بين يدي شيطان للكاتبة رحمة سيد الفصل الثاني عشر

رواية حورية بين يدي شيطان للكاتبة رحمة سيد الفصل الثاني عشر

رواية حورية بين يدي شيطان للكاتبة رحمة سيد الفصل الثاني عشر

أصبحت تشعر أن الهواء إنسحب من حولها حتى بات الاختناق رفيقها، كادت تصرخ وهي في انتظار الجلدة الحتمية ولكن على العكس سقطت الضربة على الأريكة جوارها فصرخت حور بفزع...
فتحت عيناها ببطء لتجد عاصي كما هو، عيناه حمراء حادة وعروقه بارزة بجنون وكأنه سيقتلها، ولكنه ألقى الحزام من يده ارضًا ليقترب منها فتراجعت هي تلقائيًا ليمسكها هو من ذراعها يهزها بعنف صارخًا بصوت قوي مُخيف:.

-أنا لستُ سادي لأضرب امرأة كالبهيمة بالحزام وأتلذذ بعقابها...
اومأت حور موافقة بسرعة ثم همست بنبرة طفولية مرتعدة:
-أعلم، اقسم بالله أعلم ذلك
كادت تظهر ابتسامة خبيثة مترافقة بشظايا عبث وهو يهمس لها بصوت خشن أثار شيء داخلها رغمًا عنها:
-ولكني بالتأكيد سأعاقبك حور..
ثم سحبها معه بقوة ليجلس على الأريكة الصغيرة ثم مددها على بطنها على قدمه، فتخبطت هي بقلق وهي تسأله مستنكرة:
-ماذا تفعل! أي عقاب هذا؟

أمسك بالحزام يلفه على يداه ببطء، وبحركة مباغتة أصبح يضربها به على أردافها ولكن برفق نوعًا ما، بدأت حور تتلوى على قدماه بألم وهي تهمس بأسمه ولكنه لم يُعيرها اهتمام وبدأ يعد الضربات من الواحد حتى العشرون...
وما إن لفظ بالعشرون وتوقف، رفع جسدها له لتصبح جالسة على قدماه ليجد عيناها ممتلئة بالدموع اللؤلؤية، وشفتاها الصغيرة ترتعش بضعف كالأطفال بينما هي تهمس بصوت مبحوح:
-أتركني، ابتعد أريد ان أنهض
-اصمتي.

قالها وزفر بصوت مسموع، وداخله شيء لا يستوعب حتى الان ما كاد يحدث!
قلقه وخوفه أصبحا كالأشواك ينغزان صلابته وقسوته التي أحكم لجامها حول ترانيم مشاعره كافة...!

رفع أنظاره لحور لتتعلق عيناه بحركتها التي تثير جنونه وهي تعض على شفتاها الصغيرة لتمنع بكاءها بصعوبة، ومن دون تردد كان يمسك رأسها بيداه واليد الاخرى تجذبها له ليلتقط شفتاها دون أن يعطيها فرصة الاعتراض، يشعر بعاطفة عنيفة تتفجر داخله بأبسط حركة منها، وتنفجر براكين صبره لينقض عليها واخيرًا ابتعد يلتقط أنفاسه اللاهثة فنطقت هي ومازالت مقتربة منه تشاركه لهاث أنفاسه:
-ماذا فعلت!

رد بصوت خشن مثخن بالرغبة والشوق الحارقان:
-أعاقبك، ولكن هذه المرة لأتلذذ بذاك العقاب
أحمرت حور على الفور من غزله الخفي بين ظلمة كلماته، فغطت شفتاها تلقائيًا بيدها وهي تهمس:
-أريد النهوض أرجوك
ثم حاولت أن تنهض بالفعل ولكنه أحكم قبضته حول خصرها ليجذبها له فتجلس على قدماه مرة اخرى، كان تنفسه سريع وعالي وهو يردد بصوت آمر:
-قبليني
حدقت به بذهول مُحرج:
-بالطبع لا، ماذا تقول.

ضغط على خصرها بيداه بقوة وهو يعيد بصلابة تخفي خلفها ثوران مشاعره:
-قبليني، الان!
ابتلعت ريقها بتوتر ثم همست بصوت مبحوح:
-لن افعل
لن يفرض نفسه على امرأة مهما حدث، فاتنهد هو يحاول تنظيم أنفاسه ثم جذبها له بقوة يزرعها بأحضانه.
كان يداعب خصلاتها الناعمة وهو يقول دون مقدمات بنبرة حادة غيورة:
-لو كان لمسك أقسم انني كنتُ قتلته وقتلتك بعده لأنكِ مَن أتاحت له الفرصة.

رفعت رأسها له تستند على صدره وهي تهمس بينما تنظر لعيناه بعاطفة خاصة له وحده:
-لو لمسني رجل غيرك لكنت قتلت نفسي بنفسي سيد عاصي!
تأوه بعنف وهو يجذبها له يحيطها بعاطفته القوية اللاهبة مرة اخرى و يُقبلها بشوق لا يقل بينما يهمس بأرهاق زاد على مشاعره وروحه فعليًا:
-آآه يا حورية تصر على جنون السيد عاصي!..
فسحبها معه لدوامة مجنونة عاطفية لا يعرف كلاهما اولها او آخرتها الحتمية...!

كان ظافر في مكتبه كالعادة صباحًا، يمسك القلم بين اصابعه الخشنة يتلاعب به وهو يتذكر ذلك اليوم الذي كاد أن يفقد به عقله فعليًا...
تذكر قبلته اللاهبة لها في المستشفى وهو يعاقبها بطريقته على خداعها، تلك الماكرة الصغيرة لا تعلم أنه يتهافت لأي فرصة لينقض على شفتاها المكتنزة التي تؤرق ليله...!

لا ينكر أنها عادت لخصامها الصامت بمجرد ان خرجوا من المستشفى فأصبحت لا تتحدث معه وتتجاهله تماما، ولكن يكفيه أنها بخير فقط وهو سيتكفل بالباقي...!
استفاق من شروده على رنين هاتفه العالي فأمسكه بملل لتتجمد عيناه المُهيمة بعشق صغيرته لقسوة جادة وهو يرى رقم اطياف على شاشة هاتفه...
رد ببرود كعادته عندما يتحدث معها:
-نعم؟
وبصوت متوتر قالت:
-ظافر ارجوك هل يمكنك المجيء لشقتي؟
صرخ مستنكرًا:
-ماذا؟!

تلعثمت وهي تكمل بتوتر:
-لا تُسيء فهمي، اقسم ان عمار مُتعب جدًا لا ادري ما أصابه يكاد ينفجر جسده من السخونية وانا بمفردي ارجوك تعالى بسرعة
اتسعت حدقتاه بخوف وهو يهمس:
-عمار! ومنذ متى وعمار يعيش معك بمنزلك؟
-انا جلبته امس من عند والدتي، ارجوك انا خائفة وبشدة
نهض بسرعة وهو يلتقط سترته مرددًا:
-حسنًا انا قادم انتظريني
ثم ركض بخطوات ملتهفة نحو منزل أطياف جاهلاً يُحاك له دون درايته!..

وصل بالفعل امام منزلها فترجل من سيارته بسرعة يصعد السلم بخطى واسعة، حتى وصل فبدأ يطرق الباب بسرعة، فتحت له أطياف ليتصنم محدقًا بملابسها...!
عفوًا هذه لا تعد ملابس اصلاً، تقريبًا تغطي اجزاء بسيطة جدًا من جسدها فقط، تنحنح بحرج وهو يعود لخشونته قائلاً بتساؤل:
-أين عمار؟
أجابت بهدوء وهي تشير له نحو الداخل:
-في غرفته، تفضل يا ظافر
وبالفعل دلف بتردد فأشارت له على الأريكة وهي تهمس مبتسمة برقة غير معهودة:.

-أجلس سأجلب لك شيء لتشربه واذهب لأجعل عمار يرتدي ملابسه، لا تقلق والدتي اخبرتني أن اعطيه دواء ما وذهب في نوم عميق...
كاد يعترض ولكنها ذهبت للمطبخ بالفعل، امسكت بالكوب وسكبت به بعض العصير ثم اخرجت من جيبها حبوب صغيرة لتضع بعضها في الكوب ثم بدأت تحركه ببطء...
وما إن انتهت اتسعت ابتسامتها الخبيثة وهي تهمس لنفسها بمكر:
-لنرى ماذا ستفعل يا سيد ظافر، فلينقذك عشقك لتلك الصغيرة الان...

خرجت بالكوب له وهي ترسم التوتر على ملامحها ثم قدمته له هامسة:
-تفضل
اخذه منها وهو يومئ برأسه على مضض:
-اسرعي احضري عمار وهيا الان
سارت بالفعل نحو غرفة عمار فبدأ ظافر يشرب العصير بهدوء عله يهدئ توتره وقلقه...
مر وقت قصير وبدأ ظافر يشعر بدوار حاد يداهمه، خرجت أطياف في تلك اللحظات ولم تبدل ملابسها، فسألها بصوت واهن وهو يمسك برأسه:
-ماذا يحدث؟
إتسعت ابتسامتها الشيطانية وهي تقترب منه مستطردة:.

-كل خير، يحدث كل خير يا طليقي العزيز!

قبل ذلك بفترة...
كان علي يركض خلف أسيل وكأنهم في دائرة لا تنهي من الدوران المُهلك، وصل الفندق خلف أسيل يركض وهو يناديها بحدة:
-أسيل انتظري
ولكنها لم تنتظر اطلاقًا، كانت شبه تركض وهي تدلف للغرفة فدلف هو الاخر واغلق الباب خلفه وهو يزفر بعمق وحدة مسموعة...
فأشارت له أسيل محذرة بصلابة:
-اخرج يا علي والان، لا أطيق رؤيتك حتى!
هز رأسه نافيًا وهو يقترب منها مرددًا بأصرار:
-لا، لن ابتعد ماذا ستفعلي؟

ظلت تتراجع للخلف بتوتر ثم نطقت بحدة عدائية تنبع من جوفي عينيها الزرقاء:
-سأصرخ وسأخبر عاصي بكل شيء، كل شيء حتى اضمن انه سيقتلك كما قتلت شقيقي!
وفي اللحظة التالية كان يحيط بخصرها بيداه بينما هي تحاول التملص من بين قبضته بعنف، ولكنه وبحركة مباغتة كان يضرب رأسها بعنف برأسه فتأوهت بألم لتفقد وعيها ببطء بين ذراعيه...
تحسس وجنتها بشرود وهو يهمس بصوت غريب:.

-اعتذر يا زرقاء ولكنني لن اتركك لتهدمي كل ما فعلته ببساطة...!
ثم حملها بين ذراعيه بليونة ورشاقة...

كان عاصي في مكتبه الصغير بمنزله ينهي بعض الاعمال الخاصة بعمله، عندما سمع صوت هاتفه يعلن عن وصول رسالة على الواتساب فتأفف بضيق وهو يمسك هاتفه ليجد فيديو مُرسل له...!
فتحه بهدوء ليُصدم من رؤية علي الجبوري وهو يُقبل فتاة ما في ورشة للحدادة...!
ثم وفي اللحظة التالية وصلته رسالة مكتوبة.

شقيقتك أسيل تطلقت من زوجها وتزوجت من علي الجبوري وهي تعيش معه بفندق وليس بمفردها، وليس هذا فقط بل انه يخونها مرارًا وتكرارًا لينتقم منك لأجل شقيقته !
بدأ عاصي يشعر بغليان في اوردته، جنون، وقسوة كادت أن تُذاب تجاه حور عادت تُبنى من جديد وشيطانه يهمس له
بالتأكيد هي مَن شجعت شقيقها على ذلك !
نهض بسرعة يركض نحو غرفتهم ليفتح الباب دون مقدمات وهو يصرخ باسمها:
-حووور، أين أنتِ.

خرجت من المرحاض تحدق بهيئته المشعثة بقلق وهي تسأله:
-ما بك عاصي! ماذا حدث
جذبها من رأسها بعنف يقربها من هاتفه وهو يزمجر بجنون أفقده ثباته تمامًا:
-أنتِ على علم بكل ما يُحيكه شقيقك اللعين أليس كذلك؟ بالتأكيد اخبرك عندما جاء لرؤيتك يا !
حاولت حور التملص من قبضته التي تؤلمها وبدأت الدموع تتجمع بعيناها، وشيء داخلها يُنذرها بعودة الشيطان...
ولكن هيهات...!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة