قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية حورية بين يدي شيطان للكاتبة رحمة سيد الفصل الثالث والعشرون

رواية حورية بين يدي شيطان للكاتبة رحمة سيد الفصل الثالث والعشرون

رواية حورية بين يدي شيطان للكاتبة رحمة سيد الفصل الثالث والعشرون

بعد قليل عادت أسيل راكضة وهي تهبط لمستواه لتضع بعض من العطر عند أنفه ثم حملت رأسه لتضعها بين أحضانها وهي تردد بلا توقف بصوت مبحوح:
-علي، علي ارجوك هيا لا تفزعني اكثر من ذلك، هيا حبيبي انت قوي لن يحدث لك شيء!
وبالفعل بدأ علي يفتح عيناه رويدًا رويدًا وهو يتنفس بصوت مسموع، وبمجرد أن استعاد وعيه بدأت أسيل تبكي بصوت مسموع وهي تحتضنه بلهفة:
-كدتُ أموت رعبًا سامحك الله.

سألها علي بصوت مشاكس وهو يتأوه من الألم:
-ماذا كنتوا تطعموه في صغره أسيل؟ لقد جعلني كالكرة المُبسطة...!
ضربته أسيل على كتفه وهي تضحك من وسط دموعها ليصيح هو بألم وهو يقول بمرح:
-بدأتُ أصدق أنني اثير غريزة العنف!
ضحكت أسيل بنعومة ثم بدأت أسيل تخرج الاسعافات الاولية ثم عادت لتفتح ازرار قميصه بتركيز لتسمع صوته الماكر وهو يتابع:
-ولكن أتعلمين، يجب أن اشكره لم يجعلني اراكِ فقط بل...

ولكن قبل ان يكمل كانت أسيل تحذره بجدية مصطنعة:
-علي..
عض علي شفتاه السفلية وتشدق بعبث متحسرًا:
-الود ودي أنهض لأقول اللعنة على علي واليوم الذي وُلد به واخذ القبلة لك ولكن شقيقك كسر لي ضلعان ليضمن أنني لن اتحرك من الان لعشرون يومًا
توردت وجنتا أسيل تلقائيًا وصدحت ضحكاتها الانثوية الناعمة، ثم أمرته من بين ضحكاتها:
-حسنًا هيا حاول أن تجلس لأستطع مداواة تلك الجروح.

وبالفعل بدأ علي يحاول الجلوس وهو يتأوه مغمضًا عيناه، إلى أن جلس بالفعل فتنهد بارتياح وكأنه قد فعل شيء عظيم، اقتربت منه أسيل تنوي تنظيف جرحه ولكنه أشار لها بيداه بهدوء:
-انتظري دقيقة دقيقة...
عقدت ما بين حاجباها وهي تحدق به متساءلة:
-ماذا حدث؟

وبحركة مباغتة كان يجذب رأسها له ليستطع إلتقاط شفتاها، يروي ظمأه الذي يزداد يومًا عن يوم حتى تأكد أنه لن يرتوي من شفتاها ابدا بل سيشتعل شوقه اكثر، وهي كالعادة كانت مستسلمة تشعر بفراشات تدغدغ معدتها لتتشبث بقميصه الدامي تلقائيًا، لم يبتعد إلا عندما شعر بحاجتها للهواء فقال بمكر مرح من وسط لهاثه العالي:
-أيرضيكِ أن افوت علي تلك بدون قبلة تُذكر؟ الناس ستأكل وجههي...!

عضت أسيل شفتاها بحرج مبتسمة ابتسامة واسعة كادت تتحول لضحكات خافتة على مرح علي الذي بالرغم من أنها تعلم انه يداري ألمه بذلك المرح إلا انها تشعر ان هناك جزء مرتاح نوعًا ما داخله...!

بمجرد ان اخترقت جملتها أذن ظافر شعرت بالندم يتآكل اطرافها ولكن لم يعد له مكان من ساحة الموقف حيث جذبها ظافر من ملابسها من الخلف كالمخبرين وهو يصيح فيها بذهول:
-ماذا؟ ماذا قلتي عيديها؟!
هزت ريم رأسها نافية بخوف:
-لا ابدًا، لم أقل شيء
ثم سألته بنبرة طفولية وكأنها مدهوشة:
-هل قلت أنت؟

لم يعلم ظافر أيضحك ام يبكي على تلك الطفلة التي تثير جنونه لقتلها ثم تعود وتخمده بطفوليتها التي تعطي المساحة لمنابت عشقه لتتربع على قلبه...
ولكنه رسم الحدة والخشونة على ملامحه الرجولية وهو يمسك ذراعها ضاغطًا عليه بقوة وهو يسألها:
-ريييييم، ماذا حدث وقضية ماذا؟
بللت شفتاها والتوتر يزحف لكافة جوارحها ببطء ثم خرج صوتها مبحوحًا يتحجزه القلق:.

-كنت اكذب اقسم لك، قضية ماذا وهل يتركني زوج أمي افعلها من الاساس؟
بالرغم من أن كلامها هدأه نوعًا ما ولكنه جذبها بعنف من ذراعها لتصطدم بصدره العريض ثم زمجر فيها بغيظ:
-وهل كنتي ستفعلينها لو تركك؟!
ازدادت ضغطته على ذراعها فتأوهت بصوت مسموع بينما هو الغيرة تنهشه كأعنف الوحوش ليعيد سؤالها بحدة عالية:
-ومن هذا الذي تحبينه؟
مطت شفتاها للأمام بطريقة كوميدية وهي تقول:
-حب ماذا يا رجل!؟ وهل ينظر لي قرد حتى...

جذبها ببطء وهو يسير نحو الاريكة مرددًا بصوت ماكر لم تغادره الغيرة المشتعلة:
-كاذبة يا صغيرتي وسأضطر لمعاقبتك!
اتسعت عيناها بفزع وهي تسأله:
-أي عقاب هذا؟
جذبها بقوة ليضعها على قدماه ثم امسك بعصا صغيرة يعاقب بها عمار عندما يُخطئ، ليرفع حاجبه تزامنًا مع حروفه وهو يستطرد بخشونة:
-هيا افتحي يداكِ
صرخت به مستنكرة بشدة:
-هل تراني طفلة يا ظافر لتعاقبني بتلك الطريقة
اومأ مؤكدًا ببساطة:.

-واكثر من طفلة، الاطفال اكثر ذكاءًا منكِ
ثم نظر لها بحدة مُخيفة جلعت كيانها يرتجف لتستسلم وتفتح له يداها فبدأ هو يضربها ولكن ببعض اللين وفي نفس الوقت ضربات جعلتها تتأوه بألم...
إلى أن انتهى فرمى تلك العصا بينما هي تكاد تبكي كالاطفال تمامًا، لتزم شفتاها مغمغمة بحنق:
-لن اسامحك طيلة حياتي وسأردها لك ذات يوم أيها اللعين
قال هو بابتسامة واسعة وكأنه لم يسمع شيء:
-أطياف خرجت من حياتنا نهائيًا.

إتسعت عيناها بعدم تصديق لتهمس تلقائيًا:
-انت تكذب عليّ كالعادة
هز رأسه نافيًا ببساطة لينهض وهو يسحبها خلفه متجهًا بها لقسم الشرطة:
-لا، تعالي وسأريكِ أنني لستُ كاذب...!
ومن يصدق أن تلك الطفلة التي كادت تبكي منذ قليل الان تكاد تقفز فرحًا وهي تسير معه كاالبلهاء متنساية كل ما خططت له...

مساءًا...
غادر عاصي منذ الصباح لعمله وحتى الان لم يعد ينهي اعماله التي تراكمت عليه، وحور كانت حبيسة غرفتها ترفض الخروج من الغرفة منذ أن عادت من المستشفى وعلي لم يرد الصعود لها حتى لا يفزعها بمظهره المقلق واكتفى ب أن طمأنته أسيل عليها...!
هي حتى لم تتناول الطعام معهم، بالرغم من محاولات حماتها التي اظهرت لها بوضوح مدى تضحيتها لتخرج الحروف من فاهها وتلح على حور لتتناول الغداء معهم...!

ولكن ازداد الجوع عن حده فنهضت بهدوء تخرج من الغرفة وهي تقنع نفسها أن الجميع يغط في نوم عميق الان وعاصي لن يأتي الان...
دلفت للمطبخ وبدأت تبحث عن طعام وبالفعل جلست لتتناوله بشراهة، وفجأة وجدت من يحتضنها من الخلف هامسًا بصوت رجولي جذاب:
-لماذا تفعلين بنفسك هكذا إن كنتي جائعة بهذا القدر؟!

كادت حور أن تسعل من الصدمة، أنفاسه الساخنة تداعب رقبتها وجسدها اللعين ارتعش تلقائيًا من لمسته وكأنه يستشف شوق الاخر الحار له، ولكنها حاولت تجاهل شعورها فتركت الطعام وهي تنهض متمتمة بصوت مكتوم:
-الحمدلله...
أزاحته بعيدًا عنها دون أن توجه كلمة واحدة له، أشعرته أنه منبوذ، أن عشقها هو من كان يُحيي حياته البائسة ولكنها الان تحرمه منها...!
جذبها من يدها بسرعة قبل ان تغادر ليهتف بلهفة:.

-انا لم اقل ذلك حتى تنهي طعامك حور...
لم تنظر له وهي تتابع بحدة:
-اترك يدي
زفر بعنف وهو يترك يدها بالفعل لتغادر بسرعة نحو غرفتها، نظر هو في أثرها وداخله شيء يردد مغموسًا باليقين
لن تنال غفرانها بسهولة
ركض مسرعًا خلفها ليتأكد شكه وهو يراها كادت أن تغلق باب الغرفة بالمفتاح ليدفع الباب ويدلف رغم ارادتها، كاد ينطق ولكنها تجاهلته وهي تتوجه للفراش لترفع الغطاء ثم تسطحت ودثرت نفسها أسفله وكادت تنام...!

ليسرع هو الاخر يتمدد جوارها ولكنه ابتسم بمكر وهو يغلق الانوار جميعها وهو يعلم انها تخشى الظلام جدًا، ولكنها كانت الوسيلة الوحيدة ليقطع ذلك الصمت بينهما، وبالفعل تشبثت به حور بسرعة وهي تردد بصوت مرتعد:
-لماذا اغلقت الانوار انت تعلم انني اخاف من الظلام
ردد ببرود مستمتعًا بيداها التي تمسك بقميصه واقترابها:
-وانتِ تعلمين أنني لا احب النوم على الانوار
حينها صاحت به بانفعال:.

-انا تزوجتك منذ ثلاث اشهر وكنت تنام على الانوار وفجأة اكتشفت انك لا تحبها
-نعم
اجاب ببرود لتقترب منه اكثر حتى اصبحت ملتصقة به تمامًا تتوسله بصوت منخفض:
-عاصي ارجوك انا خائفة.

بينما عاصي شعر بمشاعر شتى وهي بين أحضانه، رائحتها تخدره وقربها يهلكه حرفيًا ويهيج تلك العاطفة الموقدة دائمًا داخله، ازداد من احتضانه لها يشعر بجسدها المرتعد ويلف يداه حول خصرها، لتداعب انفاسه وجهها حتى ادركت انه قريب جدًا منها يكاد ينال شفتاها التي يشتاق لها ثم همهم:
-هكذا لن تشعرين بالخوف
حاولت ابعاده بسرعة وهي تردف:
-عاصي، انت تعلم انه ممنوع ما تفكر به بالاضافة انني لن اسمح لك أن تلمسني مجددًا.

داعب أنفها بانفه وهو يتابع مشاكسًا:
-وكيف سأنفذ وعدي واملأ تلك الدنيا باطفال منكِ إن لم تسمحي لي...؟!
عَلت انفاسها وكلماته تنال تأثيرها عليها ولكنه دفعته بعيدًا لتنام على طرف الفراش تحاول طمأنة نفسها واسكات ذلك الخوف...
وبالفعل رغمًا عنها من الارهاق غفت في النوم ليقترب هو ببطء حتى احتضنها من الخلف ينعم بدفء احضانها ليغمض عيناه هو الاخر ويغوص في نوم عميق...

صباحًا في اليوم التالي...
بدأت حور تفتح عيناها ببطء وهي تتحسس الفراش جوارها بتلقائية لتجده فارغ!
نهضت بهدوء متنهدة لترتدي اسدالها كالعادة وهي تخرج من غرفتها متجهة للاسفل...
بدأت تهبط السلم ببطء هادئ ولكن فجاة توقفت على صوت حماتها وهي تحدث عاصي وتسأله وسط حديثها:
-ماذا بشأن ريهام؟ هل أحببت حور يا عاصي؟

صمت عاصي وطال صمته، يعلم أن اجابته بالتأكيد ربما تصبح كالسكين ينغرز بقلب والدته المسكينة حين تجد أن اخر اولادها يعشقون اعدائهم، فاجاب بصوت اجش:
-لا يا امي، ولن أحبها يومًا بحياتي!
فيبدو أن الحظ أختار أن يصبح السكين البارد من نصيب حور لينغرز بمنتصف قلبها بقسوة من اجابته!..

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة