قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية حورية بين يدي شيطان للكاتبة رحمة سيد الفصل التاسع والعشرون

رواية حورية بين يدي شيطان للكاتبة رحمة سيد الفصل التاسع والعشرون

رواية حورية بين يدي شيطان للكاتبة رحمة سيد الفصل التاسع والعشرون

كانت ريم تركب السيارة جوار ظافر متجهان لمكان لا تعلمه ريم ولكنها تسير معه بناءًا على وعده بنزهة لطيفة!..
لازالت تتذكر مجيء الشرطة للمستشفى ذلك اليوم واستجوابهم لظافر، صدرت عنها تنهيدة عميقة وهي تراقبه بطرف عيناها هاتفة بتساؤل شارد:
-ظافر، ألم يُحزنك إخباري للشرطة ذلك اليوم؟
تفرق ثغره بابتسامة حانية متزامنة مع حروفه المؤكدة بحزم حاني:.

-بالطبع لا، إن لم تفعلي ذلك لكنت اعتقدت أنني لا أهمك كثيرًا...!
ابتسمت بتوتر ولكنها سألته رغم ذلك لتطمئن قلبها الذي يضخ بجنون مرتعد:
-هل لي أن اسألك؟ ماذا سيحدث الان!؟ أنت لا تريد أن تخبرني بأي شيء!
إلتفت ظافر لها، أمسك يداها الصغيرتان بين كفاه الكبيران، يربت عليهما بحنان ثم همس لها برفق:.

-لا تخافي صغيرتي، لن يحدث شيء مهم، أنا ارسلت احدهم لشركة ذلك اللعين ليعمل لديهم فترة ثم يفديني لأعوض خسارتي، بالأضافة لكونهم مشغولون بتحقيقات الشرطة معهم تلك الفترة بسبب شكوتنا، والان نحن سنذهب مدة يومان نقضيهم بمفردنا باسترخاء حتى يخبرني رجلي أنه أتم ما كلفته به!
ثم سألها مشاكسًا يقلدها:
-هل توجد اسئلة اخرى؟
هزت رأسها نافية بابتسامة عاشقة، ليشغل هو السيارة ويتجه بها نحو المكان المقصود...

بعد فترة ليست بطويلة...
أوقف ظافر سيارته بمكان هادئ امام بحر، ترجل من السيارة وهو يشير لريم أن تنزل بابتسامة حنونة، توجها معًا نحو سفينة كانت تستقر على الشاطئ ليصعد ظافر اولاً ثم يسحب ريم برشاقة خلفه...
كانت الابتسامة تزين وجهها حتى قبل أن ترى مفاجأته، تخللت يداه يداها برفق وهو يسحبها للداخل...

وبمجرد أن دخلوا كانت المفاجأة، السفينة من الداخل مظلمة لا يُنيرها سوى الشموع، وبعض الورود مُلقاه ارضًا بأول حرف من اسم ريم بالأنجليزية، وبعض البالونات في الأعلى مُلصقة، شهقت ريم بصوت مسموع وهي تحتضنه، الفرحة تغلغلت لمسام روحها باتساع، وذلك الشعور أن احدهم يحاول إسعادك يجعل كيانها كله ينبض بعشق ذلك الرجل...
نظرت له بامتنان يصل للسماء وهمست:
-شكرًا، شكرًا كثيرًا...

ابتسم هو بحنان يراقب تلك الفرحة التي تلمع كالوميض السحري بعيناها، ثم أشار لها برأسه متمتمًا:
-هيا تعالي اعددت لعشاء سيعجبك
اومأت مسرعة بحماس، ولكن هي تسير إلتوت قدماها فجأة فصرخت بألم وكادت تقع ولكن يد ظافر كانت الأسرع لتحيط بها وهو يقربها منه بتلقائية، أصبح وجهها مقابلًا لوجهه تمامًا، العيون تتقابل في ملكوت آخر والقلوب تصدح بتناغم لا ارادي...!
همس ظافر بمشاكسة وهو يغمز لها بطرف عيناه:.

-بدأتُ احب هذا المكان!
حينها ضحكت ريم وهي تنتفض مبتعدة عنه بخجل واضح، سار ظافر بهدوء يسبقها وهو يفتح الثلاجة ليُخرج شيكولاته من احدى الانواع الفخمة، اشار بها امام عيناها وهو يسألها بنبرة مرحة:
-ألم تكن تلك الشيكولاته المستوردة من الولايات المتحدة التي كنتي تريدينها؟
اومأت مؤكدة وهي تنتشلها منه بفرحة كالطفلة الصغيرة، فتحتها ريم بحماس ولكن قبل أن تأكلها كان هو ينتشلها منها بمكر، نظرت له بحنق مغمغة:.

-ماذا؟
فتحها هو ببطء ثم كسر قطعة منها ليضعها بفمها ولكن بلحظة وبسرعة البرق كان يُقبلها هو ما إن وضعها بفمها، يلتهم ثغرها المُلطخ بالشيكولاته بلهفة انغمست برنين الشوق ودقات القلوب الجهرية...
بعد ايام...
كان علي يتقدم نحو السجن الذي يقطن به ثامر بعد أن أخذ الأذن وبصعوبة لزيارته، وبالفعل دلف له بكل ثقة ليهب ثامر منتصبًا ما إن رآه...

لوهله اعتقد أنه نجح وأسيل قد أجهضت، فارتسمت ابتسامة متشفية مريضة على ثغره وهو يهتف:
-علي الجبوري بنفسه قرر زيارتي! يا مرحبا
اقترب علي اكثر ثم أردف بصوت خبيث مُلون بالغل والحقد:
-جئت لأخبرك بخبر سعيد
بدأت دقات ثامر تزداد بقلق، وخيط خياله المنتشي يسير في الاتجاه المعاكس تمامًا لما اراده...!
ولكنه سأله بصوت حاول جعله قوي:
-ما هو؟

حينها جلس علي واضعًا قدم فوق الاخرى، ثم نظر له يأهب عيناه لاستقبال ردة فعله على الصفعة الكلامية التي سيُسددها علي له وتابع:
-سارة المسكينة في مستشفى الامراض العقلية لم تستطع تخطي صدمة اغتصابها! بل واعتراف احد المجرمين للشرطة بأنه مَن حاول أن يصدم أسيل بسيارته باتفاق معك...
ثم نهض تتسع ابتسامته وهو يكمل:.

-بمعنى أنه لم يعد لك اي شخص يساعدك في الخارج، ومدة سجنك بدلاً من ثلاث سنوات زادت للخمسة! اعتقد أنك ستُبشر بذلك الخبر بعد قليل ولكني فضلت أن اخبرك انا به..
كان كل شيء ينهار أمام عينا ثامر ، ما خطط له، مَن كانت تساعده، تيقن من خسارته التامة ل أسيل، وسيظل حبيس بين اربع جدران لخمس سنوات كاملة يعلم الله وحده كيف سيقضيهم...!

صرخ بجنون وهو يضرب الحائط عدة مرات بينما علي يبتسم بتشفي وراحة تامة تهاجم جوارحه الغائرة...!
ثم استطرد ببرود ثلجي:
-الى اللقاء، اووه عذرًا أقصد الوداع!
ثم سار بكل هدوء متجهًا للخارج تاركًا ذاك الذي كاد أن يفقد عقله حرفيًا...

في احدى الايام...
يستمر تجاهل حور لعاصي الذي كادت أن تتلف اعصابه من ذلك التجاهل الذي يُهلك روحه ويخدش كرامته بقسوة ولكنه دائمًا ما يرمم تلك الخدوش بعشقه الدفين لها حتى ينال ذلك الغفران الذي شعر أنه تخطى ابواب السماء واصبح صعب المنال بل مستحيل...!
خصص لها مكتب خاص جواره تمامًا حتى لا تكون في الخارج تختلط بذلك وذاك، تجاهل أعماله التي تركها عندما سافر وجاءها دون تفكير بمجرد أن علم مكانها من علي...

للحظات يوسوس له شيطانه أن يأخذها عنوة ويعود بها لمنزلهم ولكن ترن جملة علي بأذنيه كالرعد دائمًا
عاصي، لقد أخبرتك بمكانها حتى تذهب خلفها وتُشعرها أنها لها قيمة، أنها ليست منسية، أنك ستفعل المستحيل لتنال غفرانها، لا لتجبرها على ما لا تريده وحينها لن اقف اشاهد، ارجو ألا تخذلني !
تأفف بضجر وهو يتجه للمكتب الذي تقطن به، الاسباب التافهه التي يتخذها حجة ليراها اصبحت مكشوفة جدًا حتى لبعض الموظفين...!

حتى انه ذات مرة توجه لها ليخبرها أن احد العملاء سيأتي وأن تحضر له بعض الاشياء التي لا تهم بالمرة...
ولكن لا يهم، كل الذي يهمه أن يعود ويرى ذلك العشق يُنير تلك العينان التي لا تجعلناه ينام الليل بارتياح بالرغم من أنه يقطن بأحدى المنازل الملتصقة بمنزلها...!

طرق باب مكتبها مرة واحدة ودون أن ينتظر كان يفتح الباب ليدلف بتلقائية ولكن تجمدت عيناه بصدمة وهو يرى احد الموظفين يجلس امام حور ويبدو أنه ممسكًا بيدها، احتدت عيناه حتى أصبحت كجمرة من النار خلقتها الشياطين، اقترب منهم بسرعة البرق ونظراته لا تدل على خير ابدًا فانتصبت حور بفزع تتراجع للخلف وهي تدعو أن يمر الامر بسلام ولكنه لا يبدو كذلك اطلاقًا...!

خلال لحظات معدودة كان عاصي يجذب ذلك الرجل من قميصه بعنف ليُسقطه أرضًا وهو يلكمه ويضربه في اجزاء متفرقة بجنون، بينما حور تصرخ بفزع وهي تحاول تفريقهم ولكن عاصي كان كالثور الهائج، وكأنه أطلق حرية الوحش المستكين داخله، وترك إعصار الغيرة المجنون ليتحكم به!..
وعندما كاد الرجل أن يفقد وعيه صرخت حور مزمجرة في عاصي:
-يكفي عاصي ارجووووك.

واخيرًا تركه وهو يلهث بصوت مسموع، يحدق به بشراسة وكأنه يود قتله في تلك اللحظات ليُسكت لهيب الغيرة الذي يحرق دواخله بجنون...!
أمسكت حور عاصي بسرعة وهي تنظر للاخر مرددة بتوجس:
-هيا انهض ارجوك وغادر الان
وبالفعل نهض ليغادر ولكن قبل أن يخرج كان عاصي يصرخ بصوت جمهوري مُحذر:
-بلا عودة، وإن رأيتك بالقرب منها ولو بمحض الصدفة أعدك ألا أتركك إلا وأنت تلتقط انفاسك الأخيرة...!

خرج بالفعل يمسح الدماء التي لخطت وجهه ترسم غيرة ذلك المجنون على ملامحه، وما إن تأكد عاصي من خروجه حتى جذب حور من ذراعها يقبض عليهما بعنف حتى تأوهت بألم هامسة:
-عاصي ذراعي
بدأ يهزها بجنون، غمامة الغيرة تعمي عينيه عن أي شيء، لا تصل أي انذارات لعقله سوى أن احدهم كان يمس جزء منها...!
ثم صار يهدر فيها بعنف مستنكرًا ما إلتصق بذاكرته:.

-كيف تتركينه يمسك يدك هكذا؟! تجاهلتيني ولم اعترض، أهنتيني واحكمت زمام اعصابي لأصمت، هربتي دون علمي وايضًا لم أحاسبك، ولكن يصل الأمر أن يلمس رجل آخر جزء منكِ! هذا ما لن أصمت عنه ابدًا...!
عضت حور على شفتاها تحاول تمالك نفسها، تحاول كبت تلك الدموع التي تتسابق لتنهمر مغرقة وجنتاها، سمعته يهزها بعنف اكبر وهو يسألها بنفس الصوت الحاد:
-ما الذي كان يفعله ممسكًا يدك اجيبيني؟

ابتلعت ريقها عدة مرات، ثم بدأت تخرج الحروف من بين شفتاها عنوة وهي تخبره:
-سقطت الأسوره فكان يحاول مساعدتي لأرتديها مرة اخرى فقط رغم اعتراضي، لم يكن يمسكها اعجابًا منه بي!
كز على أسنانه والغيظ المغموس بغيرته العاصفة مازال يحرق الاخضر واليابس داخله، ثم أردف بصوت أجش متملك:
-رغم ذلك لم يكن يجب عليكِ أن تتركيه يساعدكِ، الاقتراب منكِ ولمس أي جزء منكِ ولو يداكِ، ملكية خاصة لي فقط!

تركها اخيرًا وهو يتنفس بعمق، يتماسك ويتماسك ثم تأتي الغيرة كالعاصفة التي هبت على اوراق شجر متماسكة بصعوبة لتدمر تماسكها ذاك...!
نظر لها ثم استطرد يحاول تهدأة نفسه:
-في المرة القادمة لا أعدك أن اتمالك نفسي ورد فعلي لن يكون مجرد صراخ وغضب فقط!..
حينها رفعت هي عيناها له تقول بصوت متحشرج مهزوز من البكاء الذي يشرف على حروفها رغمًا عنها:
-لا يحق لك التدخل بحياتي اساسًا سيد عاصي، لا تنسى ذلك!

كادت تستدير لتغادر ولكنه امسك يداها جيدًا ثم سحبها خلفه نحو الخارج، حاولت هي إفلات يدها من بين قبضته وهي تتشدق بحنق واضح:
-عاصي اتركني ماذا تفعل؟!
ولكنه كان متجاهلاً اياها تمامًا حتى اصبحوا امام حشد من الموظفين، فجذبها له ببطء حتى أحاط خصرها بيداه حتى أصبحت ملتصقة به، شعر بتلك الرعشة التلقائية التي انتابتها بمجرد أن مستها يداه، ولكن ما هز أعماقها حرفيًا هو صوته الذي صدح في الارجاء يتابع:.

-حور تكون زوجتي، ويعني ذلك أنه لا يحق لأي شخص منادتها دون ألقاب حتى، ولا احتاج أن اقول أن مَن سأراه من جنس الرجال يختلط بها بأي طريقة دون سبب واضح ومُحدد سينال عقاب ليس هينًا!
ثم استدار بنفس الهدوء وهو يسحب حور معه متجاهلاً الهمهمات التي بدأت تصدر عن الموظفين بينما حور يكاد الخجل أن يشطر وجهها نصفين من شدة تأثيره عليها...!

ما إن دلفا إلى الغرفة أمسك عاصي يداها الاثنان بين يداه برقة، ليرفعها لشفتاه ثم قبلهما بكل ذرة حنان يمتلكها، ليرفع عيناه التي تفيض حنانًا وعشقًا لون بريق عيناه الرمادية فهمس بخشونة:
-اعتذر حوريتي ولكن أرجو ألا تختبرين صبري مرة اخرى خاصةً في غيرتي عليكِ...!
سحبت يداها من بين يداه بسرعة وهي تتمتم:
-حسنًا ابتعد اتركني.

زفر عاصي بضيق واضح، بعد دقيقة واحدة تقريبًا سمعوا طرقات هادئة على الباب فقال عاصي بهدوء:
-تفضل
حينها دلفت امرأة بخطى واثقة نحو الداخل، وتلقائيًا كانت نظرات حور تتفحصها بتركيز انثوي غيور، بدءًا من خصلاتها الصفراء التي تصففها بعناية وتتركها تنساب على ظهرها ومساحيق التجميل الواضحة، حتى ملابسها الضيقة التي تبرز مفاتنها بشكل مقزز!
وفي اللحظة التالية كانت تقترب من عاصي جدًا وتصافحه بابتسامة ناعمة مرددة:.

-سررتُ كثيرًا برؤيتك سيد عاصي، لم أصدق عندما أخبرني أسامة أنك أنت مَن ستتسلم العمل لفترة لحين عودته
ابتسم عاصي ابتسامة عملية وهو يردف:
-وانا اكثر سيدتي..
ثم اشار لها أن تجلس بلطف:
-تفضلي
ثم نظر لحور التي كادت النيران أن تخرج من اذنيها من شدة الغيرة التي بدأت تشتعل ببطء في فتيل عشقها الذي كانت تحاول دفنه داخلها، ليستطرد ببرود مصطنع:
-يمكنكِ أن تنصرفي حور، نتحدث لاحقًا!

إتسعت حدقتاها بذهول، منذ دقيقة يُقبل يداها بحنان والان يأمرها بالمغادرة ببرود ليجلس مع تلك الشمطاء؟!..
رمتهما بنظرة حادة مشتعلة لو كانت تنتمي لخيوط الواقع لكانت إنغرزت بهما كالسهم السام، وبالفعل غادرت وهي تتمتم بصوت خفيض:
-حسنًا سيد عاصي أنا سأريك كيف تخرجني لتجلس مع تلك اللعينة بمفردكما!
ثم لوت شفتاها وهي تقلدها بغيظ:
-سررتُ برؤيتك سيد عاصي!، لعنك الله عكرتي صفو مزاجي!..

وصل كلاً من علي و أسيل إلى أحدى العمارات لتشاهد اسيل احدى المنازل التي اختارها علي ليصبح منزلهما...
توجها نحو المصعد بهدوء لتدلف أسيل اولاً ثم علي من بعدها، ولكن فجأة وبمجرد أن تحرك المصعد شعرت أسيل بدوار خفيف يداهمها فاستندت بتلقائية على علي فأحاطها هو بذراعاه دون تردد هامسًا:
-ما بكِ حبيبتي؟

هزت رأسها نافية بصمت، حينها لاحظ هو ذلك الوضع، هي بين أحضانه تمامًا، وجهها امام وجهه مباشرةً، ابتسم بمرح ثم قال:
-بدأت أشك أنكِ تتعمدين أن يمسكنا احدهم في حالة تلبس في المصعد!
ضحكت أسيل برقة ثم رفعت رأسها بتلقائية لتصطدم مقدمة رأسها بشفتاه...
حينها امسك وجهها بين يداه، ينظر لعيناها التي دائمًا تسحبه للغرق بها، ثم همس بصوت منخفص مثقل بالعاطفة الحادة:
-القبلة لا تصبح هكذا عزيزتي، بل هكذا.

قال اخر كلمة وهو يغمزها بطرف عيناه بمكر، ليهبط لمستواها يسرق شفتاها في قبلة سريعة ولكنها عميقة اثارت زوبعة من المشاعر اللاهبة داخلها وداخله ايضًا...
ابتعد بعد دقيقة يتنفس بصوت مسموع ليُفتح المصعد على مصرعيه، سارت أسيل امامه دون كلمة اخرى لتتجه للمنزل بسرعة..
دلف علي ليرحب بهم صاحب المنزل ثم بدأوا يشاهدون المنزل بتفحص...

ولكن فجأة امسكت اسيل برأسها ليزداد ذلك الدوار ومن دون مقدمات كانت تسقط مغشية عليها بين ذراعي علي الذي صرخ بأسمها فزعًا...

كان ظافر يقف امام ابراهيم الجبوري بهدوء يتوسله الانتباه للحظات فقط ليخبره ما اراد، بينما الاخر يتفحص شيء على اللابتوب ببرود، حينها زمجر ظافر فيه بعصبية خفيقة:
-عمي، لن يحترق الجهاز إن نظرت لي دقيقتان فقط!
لوى شفتاه بامتعاض يسأله:
-هااا؟ اخبرني ظافر ماذا حدث؟
تنحنح عدة مرات قبل أن يخبره بجدية تامة:
-اريد تحديد موعد زفافي انا وريم
صمت ابراهيم للحظات، ثم سأله ببرود:.

-وهل أنهيت مشاكلك مع ذلك الرجل قبل أن تتزوجا؟!
اومأ مؤكدًا وهو يحاول التمسك بخيوط الهدوء التي كادت تنساب من بين يداه:
-نعم، في الغد في المناقصة سأدمره نهائيًا وآخذها انا كما حاول تدميري، بالاضافة الى كونه ربما يقضي شهور في السجن
اومأ ابراهيم بلامبالاة متابعًا:
-ليس لدي مانع، احضر والداك ولنحدد اقرب وقت مناسب بما أن المنزل جاهز وكل شيء
اومأ ظافر مؤكدًا بحماس هادئ:
-حسنًا عمي، غدًا في الثامنة نكون عندكم.

ثم استدار ليذهب حينها اقتربت منه ريم توعده بابتسامة واسعة تقطر سعادة وحماس ليس أقل منه، ليلتقط قبلة سريعة لشفتاها متمتمًا:
-إلى اللقاء حبيبتي
إتسعت حدقتاها وهي تزجره بحدة:
-ظافر
عض طرف شفتاه بمكر يخبرها بهمس عابث احرق وجنتاها من الخجل والحرج:
-قلب ظافر، كلها ايام قليلة حينها سأفعل ما اشاء بكِ وليس مجرد قبلة يتيمة بريئة.

ثم غادر يضحك على وجهها الذي اصبح كحبة طماطم لامعة بينما هي تحدق في اثره بهيام لم تستطع اخفاءه...!

بعد إنتهاء العمل في الشركة...
هبطت حور كعادتها تنوي التوجه لمنزلها كالعادة يوميًا، ولكن فجأة توقفت متسمرة مكانها عندما رأت تلك الشمطاء التي لا تعلم لها أسم حتى الان، تقترب من عاصي الذي كان يركب سيارته، قالت له شيء ثم ضحكت وهي تركب معه ببطء ناعم...
ودون تردد او تفكير كانت حور تقترب منهم بسرعة البرق، دفعتها وهي تركب مرددة بدهشة مصطنعة:.

-اووه حقًا اعتذر لم ألاحظ انكِ تودين الركوب جوار زوجي في مكاني!؟
تلون وجه الاخرى بألف لون ولون وهي تنظر لعاصي وكأنها ترجوه أن ينقذها بأي كلمة ولكن عاصي كان مبتسمًا بصمت يراقب الغيرة التي تستوطن نظرات حور مشوبه بالشراسة الانثوية الحادة في تلك المواقف...
فابتلعت ريقها بتوتر وهي تتابع قائلة لحور:
-اعتذر سيدة حور لم اكن اعلم أنه ينتظرك.

تجاهلتها حور وهي تركب جوار عاصي، امسكت كفه الخشن العريض تخلل اصابعها في اصابعه وهي تهمس بابتسامة باردة دون أن تنظر لها:
-ليست مشكلة، إن كنتي تودين المجيء تفضلي!؟
هزت الاخرى رأسها نافية بسرعة:
-لا لا، شكرًا لكما
حينها إنطلق عاصي بسيارته لينفجر ضاحكًا بصخب، تأففت حور بغيظ وهي تفلت يده ليهز رأسه نافيًا وهو يعود يمسك يدها:
-لا، اتركيها، للحظة كدتُ اتوقف لأشكرها لأنها استطاعت تحريك جبل الثلج!

كادت حور أن تعترض بحنق مغتاظ ولكن فجأة إتسعت عيناها بفزع وهي تلمح احدهم لتصرخ بعاصي بسرعة أن يتوقف و...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة