قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية حملة برعاية الحب للكاتبة سلسبيل كوبك الفصل العاشر

رواية حملة برعاية الحب للكاتبة سلسبيل كوبك الفصل العاشر

رواية حملة برعاية الحب للكاتبة سلسبيل كوبك الفصل العاشر

قدمت بيان بعض المشروبات لهم و جلست بجانب رحيم و هي تحاول ألا تغفو.
رحيم: بيان بيان.
بيان: نعم.
رحيم: الباب خبط.
بيان: تمام.
نهضت بيان لتفتح الباب و لكنها صُعقت عندما وجدت الطارق مهند.
رحيم: مين يا بيان؟
التفتت بيان ل رحيم ثم وجهت أنظارها ل مهند.
بيان(بهمس، حدة): عايز إيه!
مهند: جايلك.
بيان(بهمس، حدة): أنت مجنون! ازاي تيجي لحد بيتي يعني.
مهند: ما أنتِ مش بتيجي الشغل.
بيان(بحدة): طب امشي.
مهند: لا.

رحيم: لحظة و جاي.
ذهب رحيم ل بيان فلاحظ غيابها و لم تجب عليه حينما سألها، أغلقت بيان الباب سريعًا.
رحيم: مين؟
بيان(بتوتر): البواب يا رحيم كان بيسألني عايزة حاجة.
رحيم: و من امتى؟
بيان: مش مهم بقى يا رحيم مش مهم.
بيان: هدخل أجهز فطار.
ذهبت بيان سريعًا لتعد الفطور و هي شاردة بالمدعو مهند فلا تعلم كيفية التعامل معه و لا تريد إخبار رحيم فهو متعصب للغاية.
بيان: الفطار جهز.

زيدان: زي ما بلغتك يا رحيم الموضوع يبقى في سرية تامة.
رحيم: أكيد يا فندم.
رحيم: اتفضلوا.
زيدان: تسلم ايدك.
بيان: بالهنا يا عمو.
نجدت: ليه هيبته تقوليله سيادة الوزير.
بيان: هو أنتوا مملتوش من الألقاب! ده أنا قربت ازهق من اسمي من كتر ما الكل بيناديني بيه.
رحيم: خلاص يا جماعة حصل خير.
غادر كلًا من زيدان و نجدت بعد الفطور، بينما بيان جلس على أرجل رحيم مما جعله ينظر لها بدهشة كبيرة فتلك ليست عادتها.

بيان: عايزة أطلب طلب يا رحيم.
رحيم: بالطريقة دِ؟
بيان: عايزة أطلب طلب.
رحيم: قولي يا بيان.
بيان: بس مش هترفض.
رحيم: على حسب.
بيان: الولاد عايزين يروحوا النادي و أنت مش مشتركلنا فيه عشان منروحش خالص كدة.
رحيم: روحوا يا بيان.
بيان: عايزينك معانا.
رحيم: أنتِ عارفة إني مشغول يا بيان.
بيان: ظبطلنا يوم من ضمن أيامك كلها يا رحيم.
رحيم: كمان يومين ممكن نروح نتجمع عند سيادة الوزير.

بيان: رحيم أنا حجزت يوم الاتنين الجاي بعد مدرسة الأولاد هنروح النادي.
رحيم(بحدة): بتحطيني قدام الأمر الواقع!
بيان: رحيم.
رحيم: من هنا للاتنين هبقى أرد عليكِ.
رحيم: قومي بقى.
بيان: أنا فعلا هقوم أروح الشغل يا رحيم لأن القعدة هنا بقت تخنق أوي.
رحيم لا رد، غادر الصالون بهدوء و ذهب لغرفته ليبدل ثيابه و كذلك بيان بعد أن قامت بتنظيف السفرة و أبدلت ثيابها أيضا و لكن كان ل رحيم رأي آخر.

رحيم: مفيش نزول بفستانك ده.
بيان(برفعة حاجب): ماله فستاني؟!
رحيم: قصير.
بيان: بس كنت بلبسه قبل ما نت.
رحيم: قبل قبل يا بيان قبل ما نتجوز و أكيد مش بعد تمن سنين جواز هتيجي تلبسيه.
بيان: تسعة.
رحيم: نعم!
بيان: متجوزين بقالنا تسع سنين يا رحيم مش تمن سنين.
فهم المغزى من حديثها و ذهب لخزانة الثياب و أخرج فستانًا لها آخر يناسبها و يلائمها أكثر.
رحيم: البسي ده و انزلي عشان أوصلك.

هبط رحيم للأسفل حيث سيارته، أبدلت بيان ثيابها لفستانا آخر و هبطت هي الأخرى.
صعدت بيان السيارة بجانب رحيم الذي قاد بهدوء إلى شركتها.
رحيم: مبلغتنيش ليه إن مهند جه؟
سعلت بيان بقوة و هي تنظر ل رحيم بتوتر و راودتها عدة أسئلة كيف علم بذلك الأمر و ماذا سيفعل؟!
رحيم: سؤالي صعب!
بيان: لا هو.
رحيم: كملي سامعك.
بيان: رحيم لو سمحت مش قادرة أتكلم.

أوقف سيارته بغضب شديد فمنذ أن علم و هو يحاول الحفاظ على هدوئه و لكنها لم تعطيه الفرصة بأن يبقى هادئا.
رحيم: يعني إيه مش عايزة تتكلمي!
رحيم: أنتِ هتجننيني يا بيان!
رحيم: عايز أعرف حالا الزفت مهند ده كان بيعمل إيه في بيتي و هل دِ أول مرة و لا كان في قبل كدة!
بيان: بتشك فيا يا رحيم!
فزعت بيان عندما صاح رحيم باسمها بصوتا مرتفع.

رحيم: أنا غير الكل و أي كدبة هتكدبيها هعرفها و أي حاجة لو حاولتِ تخبيها عن العالم كله أنا هعرف فتعاملي معايا بوضوح.
رحيم: و مفيش شغل في شركة اللي اسمه فاروق ده تاني.
بيان: ولكِن.
رحيم: مفيش اعتراض أنا قولت كلمتي.
بيان: أنت كدة بتلغي شخصيتي و رأيي.
رحيم: اعتبريني بلغي شخصيتك و رأيك يا بيان حلو كدة.
بيان: خلاص حلو أنت اللي هتجيب الولاد من المدرسة بعد كدة و أنت اللي هتعمل كل حاجة تخص البيت مش أنا.

رحيم: الولاد زي ما بيروحوا بالباص هيرجعوا بالباص.
رحيم: و أنتِ هتبقي مسؤولة عن البيت.
بيان: رجعني البيت.
رحيم: هوصلك لصلاح بيه.
بيان: ماشي يا رحيم.
توقف رحيم بسيارته أمام منزل صلاح و ترجلت بيان من السيارة و هي غاضبه من رحيم و دلفت للداخل.
سمر: بيان هانم.
بيان: فين بابا يا سمر؟
سمر: في أوضة مكتبه.
بيان: شكرا.
دلفت بيان حبث يجلس صلاح و جلست أمامه.
صلاح: خير؟
بيان: مفيش جاية أقعد معاك شوية.

صلاح: كويس تساعديني في الحفلة الخيرية اللي بعملها كل سنة يوم جوازي بجميلة.
بيان: حاضر.
عادت بذكرياتها ليوم زواجها و ما بعد ذلك حينما استيقظ رحيم.

فتح عيناه ببطء و التفت حوله يمينا و يسارا و وجد بيان بثوب زفاقها تجلس بجانبه ممسكة بيده مغمضة عيناها.
سحب رحيم يده ببطء و حاول مساندة نفسه لكي يعتدل في جلسته شعرت به بيان التي قامت مسرعة.
بيان(بفرحة): صحيت؟
رحيم(بخفوت): مروحتيش معاهم ليه؟
بيان: و أسيبك لوحدك ازاي!
رحيم(بخفوت): عادي.
بيان: لا مش عادي أنت زوجي و مش هتخلى عنك أكيد يا رحيم.
جلست بيان بجانب رحيم على السرير أمامه.

بيان: كنت قلقانة عليك أوي.
رحيم(بخفوت): على الأقل كنتِ غيرتي هدومك.
أشار رحيم بيده على بقع الدماء الموجودة على ثوب بيان.
بيان: بابا قالي هيجيب هدوم ليا و هو جاي.
بيان: بس ممكن سؤال؟
رحيم: أنا شايف المفروض تنادي الدكتور مش تقعدي تتكلمي معايا.
بيان: سؤال واحد بس.
رحيم(بخفوت): قولي.
بيان: المفروض أنا اللي كنت أموت صح؟
نظر لها رحيم فتلك هي الحقيقة كانوا يريدون إيذائه بِها و لكنه لم يعطيهم الفرصة.
رحيم: اه.

احتضنته بيان بقوة فهو قد ضحى بحياته من أجلها، بينما هو يريد إبعادها عنه فهو لا يحب أن يقترب منه شخصا لتلك الدرجة.
بيان: شكرا.
رحيم: ابعدي شوية يا بيان.
بيان: في إيه؟ حاسس بوجع؟!
رحيم: اه.
بيان: أسفة.
بيان: هنادي الدكتور.
ذهبت بيان لتجلب الدكتور المسؤول عن حالة رحيم و في تلك اللحظة حضر كلًا من زيدان و نجدت و صلاح للمشفى للاطمئنان على رحيم.
صلاح: فين بيان؟
رحيم(بخفوت): عند الدكتور.
زيدان: حمدلله على سلامتك.

رحيم(بخفوت): شكرا.
نجدت: حبيبي أنت كويس؟ بخير؟
رحيم(بخفوت): متقلقيش أنا بخير.
دلفت بيان للغرفة مع الدكتور الذي فحص رحيم، احتضنت بيان صلاح أبيها و أخذت منه ثياب نظيفة و دلفت للحمام الملحق بالغرفة لتبدل ثيابها.
ارتدت بيان بنطال باللون الأسود و يعتليه تي شيرت باللون الأبيض و قصير يصل للخصر.
دكتور: هو أفضل هيبقى تحت الرعاية يومين و بعد كدة تقدروا تأخدوه البيت.
رحيم: و لكني عايز خروج النهاردة.

نجدت(بحدة): مستعجل على إيه كدة يا رحيم صحتك أهم.
صلاح: ما تسيبيه براحته يا هانم.
نجدت: و يجي على صحته ليه يعني؟!
زيدان: اهدأوا عايز إيه يا رحيم؟
رحيم: أخرج من هنا.
زيدان: تمام أكتب خروج يا دكتور.
دكتور: يا سيادة الوز.
زيدان(بحدة): يلا.
دكتور: أوامرك.
رحيم: صلاح بيه تقدر تأخد بنتك و أنا لما أتعافي هأجي أخدها.
بيان: ولكِن مش هينفع أسيبك لوحدك.
نجدت: و حد قالك أننا مش هنأخد بالنا منه.

بيان: مقولتش كدة يا طنط بس ده زوجي أكيد مش هسيبه في ظروفه دِ.
رحيم(بحدة): خلاص أنا قولت كلمة، بيان روحي مع صلاح بيه و أنا هرجع بيتي و لما أتعافي هأجي و أخدك.
صلاح: هتكون مرتاح؟
صلاح: أقصد و أنت بتبدأ حياتك الجديد بزعل لمراتك و تسبب ليها حزن و بترفض وجودها جمبك.

صلاح: بالرغم من أنها أكتر واحدة كانت قلقانة عليك و قررت تفضل جمبك و المفروض أن إمبارح كان أسعد يوم بالنسبة لأي بنت اتحول لأتعس يوم بس مش مهم المهم راحتك.
بيان: مفيش داعي يا بابا اللي هو عايزه و لما يتعافى نبقى نتكلم.
بيان: ألف سلامة عليك يا رحيم عن أذنك يلا يا بابا.
غادرت بيان الغرفة مع صلاح و هي تحاول التماسك.
نجدت: بقولك إيه يا رحيم أنا بقول أحنا لسة فيها و ممكن ربنا عمل كدة عشان متكملوش مع بعض.

زيدان: ده مش وقته يا نجدت يلا ساعديه عشان نتحرك.
رحيم: مش عايز مساعدة من حد انا هلبس لوحدي يلا اتفضلوا.
بقت بيان عدة أيام تجلس في بيت أبيها لم يتصل و لم يسأل و هي أيضا منعها كبريائها و كرامتها فهو من رفض بقائها بجانبه.
سمر: يا هانم رحيم بيه تحت و بيقولك اجهزي و انزلي ليه.
بيان: قوليله يرجع من مكان ما جه.
سمر: بس صلاح بيه مش هنا و كمان هو عايزك تحت تنزلي تقابليه و.

بيان(بحدة): قولت مش عايزة أروح مع حد و لا أقابل حد يرجع من مكان ما جه.
رحيم: انزلي تحت.
نظرت سمر ل رحيم الذي دلف للغرفة في التو و غادرت سريعا الغرفة، بينما رحيم تقدم من بيان التي وقفت مسرعة و هي تحاول أن تهرب من أمامه فهي ترتدي منامة قصيرة لم يسبق له بأن يراها هكذا.
رحيم: مش عايزة تقابليني.
بيان(بخفوت): انزل دلوقتي و بعدين نتكلم.
رحيم: ليه؟

بيان(بخفوت): أنت مش مكسوف أحنا واقفين كدة مع بعض في نفس الأوضة ازاي بس.
تقدم منها رحيم عدة خطوات أخرى و هي تدعو ربها بأن يخلصها من ذلك الموقف المخجل، جذبها له رحيم بخفة و هي ما زالت تنظر أرضا.
رحيم: أنا جوزك.
بيان: و هنتطلق.
رحيم لم يقم بالرد فقد مال على أذنها يتحدث بهمس مخيف.
رحيم: ادخلي غيري هدومك عشان نروح بيتنا يا بيان.
بيان(بتوتر): و ب با ب اا.
رحيم: أنتِ مراتي و مفيش حد هيمنعني عنك.

أبعدته بيان سريعا و هي تتصبب عرقا أثر رحيم
رحيم: خليني حلو للأخر.
بيان: و لكني مش عايزة أرجع مش عايزة أسيب بابا.
رحيم: و قبل أسبوعين كنتِ هتعملي إيه!
بيان: قولتلك مش جاية معاك و خلاص لما تكون بتبعدني عنك وقت شدتك ده اسميه إيه لما تبعدني عنك و أحنا لسة متجوزين و خدت رصاصة بدالي حتى مودتنيش فرصة أشكرك و لا أقف جمبك و لا أساعدك.
رحيم: يعني مش هتغيري هدومك و تيجي معايا!

بيان: لا يا رحيم و اتفضل بقى اطلع بره مش جاية معاك.
رحيم: حلو.
أمسك بغطاء السرير و وضعه حول بيان التي استغربته و وجدته يحملها بين يديه و يهبط لأسفل، نظرت له بصدمة وجدته يخرج للجنينة.
بيان: استنى استنى.
بيان: هنروح فين؟
رحيم: بيتنا.
بيان: مش عايزة اروح.
رحيم: مش بمزاجك.
بيان: طب ب.
صلاح: مساء الخ.
صلاح: إيه ده! بيان!
بيان: قوله يا بابا ينزلني.
صلاح: بتعمل إيه يا رحيم؟
رحيم: برجع مراتي يا صلاح بيه.

بيان: لا يا بابا متسبنيش.
وضعها رحيم بسيارته و التف ليصعد هو الأخر و ذهب خارج الفيلا، لم يستوعب صلاح ما حدث بينما بيان كانت تشعر بالخوف من هدوء رحيم و خائفة من تلك الحياة التي لا تعلم عنها شيء سوى أنها أصبحت زوجة لشخصًا لا يعلم معنى الحب و لكنها تحبه.
هبط رحيم و حملها مرةً أخرى بعد أن أحكم عليها الغطاء بقوة حتى لا يسقط و صعد لشقته و أنزلها أمام الباب.
رحيم: ادخلِ.

دلفت بيان ببطء شديد و هي تشعر بالرهبة من رحيم الدي يقف خلفها و قد أغلق الباب من خلفها فارتعشت.
اقترب منها رحيم و احتضنها من الخلف على مضض و لكِن لكي يلطف الجو.
بيان(بخفوت): عايزة ارجع لبابا مينفعش وجودنا لوحدنا ده.
رحيم: متأكدة!
بيان(بخفوت): أنا عايزة بابا.
رحيم: و أنا عايزك.
صدمت بيان أثر كلمات رحيم و لكن لم تدوم صدمتها فقد حملها رحيم و ذهب بها لغرفتهم.

سمر: يا هانم يا هانم.
سمر: يا هانم.
بيان(بفزع): نعم يا سمر!
سمر: أنتِ فين؟
بيان: مفيش سرحت شوية مش موضوعنا في إيه؟
سمر: الغداء جاهز.
بيان: طيب كويس.
بيان: الولاد جم؟
سمر: لا لسة.
أخرجت بيان هاتفها و هاتفت سائق الأتوبيس.
بيان: أستاذ منصور.
منصور: ألو يا أستاذة.
بيان: الولاد معاك؟
منصور: أه يا هانم.
بيان: طب كويس تعالى على بيت بابا مش بيتنا.
منصور: تؤمري يا أستاذة.
أغلقت بيان الهاتف و ذهبت للغداء.

-في مكان أخر،
كان يجلس كلا من نجدت و زيدان يعملون بإحدى الملفات.
زيدان: عايزة تقولي إيه؟
نجدت: رحيم.
زيدان: ماله؟
نجدت: دايما حزين مش كويس.
زيدان: جه اشتكى ليكِ؟
نجدت: هو لازم يشتكي ليا انا أمه و أحس بيه.
زيدان: نجدت عايزة إيه من الأخر؟
نجدت: وجوده جمب بيان بيتعبه.
زيدان: و أنتِ جاية تقولي الكلام ده بعد تسع سنين جواز.
نجدت: لا أنا قولت الكلام من أول ما أتكلم عنها.

نجدت: أنا خايفة على رحيم منها هي و أبوها اللي اسمه صلاح ده منفلتين و الدنيا عندهم عادي و بيستهزأوا بالجدية.
نجدت: رحيم طباعه في الفترة الأخيرة مبقتش هي و كمان أحفادي هيطلعوا كدة.
زيدان: متقلقيش رحيم مبيسمعش غير لنفسه و للصح و بس و هو عارف مصلحته فين.
نجدت: و كمان إيه الحفلة اللي بيعملها كل سنة دِ و بيدفع فلوس كتير فيها شخص مبذر اللي زي صلاح ده يتحجر على فلوسه.
زيدان: نركز في قضيتنا الأساسية يا نجدت.

زيدان: هو أشتغل و كون ثروته دِ و هو براحته يصرفها زي ما هو عايز متضايقة ليه هو اللي هيتحاسب و لا احنا.
زيدان: ركزي في الملف ده و عايز تلخيص شامل.
نجدت: تمام سيادتك.
نهضت نجدت و غادرت مكتب سيادة الوزير و ذهبت لمكتبها و هي تفكر كيف توقف طريقة بيان التي قد تغير رحيم.
بينما بيان كانت جالسة تلعب مع أبنائها و هي مبسوطة حتى دلف رحيم و هو غاضب فلم تعود إلى المنزل و بقت هنا حتى أصبح الوقت متأخرًا.
رحيم: بيان.

مالك/ملاك: بابا!
اختبئ كلًا من مالك و ملاك خلف بيان التي لم تنهض من مكانها فقط اكتفت بالنظر له.
رحيم: يعني بتكسري كلامي.
بيان لم تقم بالرد نهضت و كادت أن تدلف للداخل و لكنها توقفت سريعًا عندما صاح رحيم باسمها و اقترب منها.
رحيم: أنتِ عايزة توصلي لأيه! ردي عايزة توصليني لأيه؟
رحيم: عايزة توصلينا لأيه!
رحيم: ما تردي.
رحيم: قالبة حياتنا جحيم، مفيش راحة.
رحيم: كنا عايشين في هدوء.

رحيم(بحدة): ما تردي و لا دلوقتي سكتي!
جرى كلا من مالك و ملاك للداخل سريعا خوفا من أبيهم الغاضب، بينما بيان التفتت و اقتربت منه عدة خطوات.
بيان: لا مكناش عايشين في هدوء يا رحيم كنا عايشين في روتين بيتعاد كل يوم لمدة تسع سنين مليت خلاص زهقت زهقت بجد زهقت من أرامرك من تحكماتك من كلامك من جفاءك زهقت من برودك حتى في مشاعرك بتحسسني إنك اتجوزتني عشان تستقر فقط لا غير.

بيان: تسع سنين و أنا بكتم جوايا و أقول هيتغير هيحبني ده أنت مش بتفتكر عيد ميلادي عيد جوازنا أي حاجة كل حياتك شغل و عائلتك و بس.
بيان: كل اللي أعرفهم متجوزين بيروحوا النادي معاهم بيخرجوا كل فترة بيسافروا بيضحكوا بينبسطوا.
بيان: بيلاقيهم سند واقفين جمبهم.
بيان: لكن لا البيه اللي أنا متجوزاه لازم يكسر القاعدة.
بيان: مليت مليت من روتيني اللي بيتعاد كل يوم، حياتي بقت عبارة عن يوم يوم واحد بس.

بيان: عارفة إن حياتنا مبقتش حياة هادية زي الأول بس أصلا حياتنا في الاول مكنتش حياة يا رحيم.
نظرت له بيان و هي تحاول تهدئه قلبها حتى لا تسقط أمامه ضعيفة و لكن لقد خانتها دموعها التي تساقطت علي وجنتيها ثم قلبها الذي ألمها بشدة فسقطت أرضا.
جرى رحيم لها و هو يجذبها له و يتفقد نبضها.
رحيم(بصوت عالي): مالك ملاك حد يجيب البخاخة بسرعة.

تعرضت لنوبة شديدة و كان ربيع في طريقه لزيارة صديقه الوحيد صلاح و قد أتى وجد بيان تتعرض لنوبتها داخل أحضان رحيم الذي جرى للداخل سريعا.
رحيم(بصوت عالي): فين بخاخة بيان؟
سمر(بخوف): في أوضتها فوق ا.
جرى رحيم سريعا لغرفة بيان، خرج صلاح من غرفة مكتبه مع احفاده الذين جروا ليخبروه بخلاف رحيم و بيان و أخبرهم أن يتركوهم لشأنهم و لكنه خرج سريعا عند استمع لصوت رحيم و علم بأنه حدث أمرًا ما لبيان.

تدّخل ربيع سريعا و هو يحاول أن ينقذها، عاد رحيم و بيده البخاخة جذبها ربيع منه و أعطاها لبيان التي ظلت لفترة تستنشق منها ثم شعرت بدوار يجتاحها فأمسكت بيد رحيم الذي احتضنها.
بيان(بخفوت): عايزة أنام.
ربيع(بحدة): طلعها تنام و بعدها أنزل لازم نتكلم.
ملاك: جدو هي ماما كويسة؟
صلاح: اه يا حبايبي.
حملها رحيم و صعد لغرفتها و وضعها بها، دلف كلا من مالك و ملاك لغرفتها.
رحيم: مش عايز شقاوة سيبوا ماما تنام.

مالك(بخوف): حاضر يا بابا.
هبط رحيم لأسفل وجد ربيع يجلس بجانب صلاح بانتظاره، جلس رحيم أمامهم و هو يعرف ما يدور بداخلهم.
ربيع: أكيد أنت سبب اللي حصلها مش كدة!
رحيم(بهدوء): مشاكلي بمراتي أعتقد محدش ليه أنه يتدخل فيها.

صلاح: رحيم اسمعني يا ابني طبعا علاقتكم مفيش حد يقدر يتدخل فيها عندك حق بس هي بنتي و حياتها شايفها بتدمر قدام عيوني مش هقدر اسكت عن كدة كتير حتى لو هي اختارتك أنت همنعها بكل الطرق مستحيل اسيبها تموت بالبطيء.
رحيم: و سعادة بنتك معايا يا صلاح بيه.
ربيع: فين ده؟! البنت حالتها بتدهور كل مرة بتتعب فيها.
ربيع: هي مراتك لو مش واخد بالك.
رحيم: أنت قولتها بنفسك مراتي يعني مسؤوليتي.

صلاح: أخر فرصة يا رحيم أخر فرصة هوديها ليك المرة دِ لكن لو بنتي حصلها حاجة همنعها عنك حتى و لو بالاجبار بنتي بتضيع مني.
أرجع رحيم رأسه للخلف ببطء و هدوء و هو يحاول يبقى على هدوئه و لا ينهض و يأخذها بالقوة لمنزلهم الذي شاهد على كل خلافاتهم.
توقف رحيم عند تلك الفكرة، لم يشاهد منزلهم سوى خلافاتهم لا يستطع أن يتذكر مواقفهم السعيدة لقلتها.
استمعوا جميعا لصراخ قادم من غرفة بيان.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة