قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية حملة برعاية الحب للكاتبة سلسبيل كوبك الفصل الحادي عشر

رواية حملة برعاية الحب للكاتبة سلسبيل كوبك الفصل الحادي عشر

رواية حملة برعاية الحب للكاتبة سلسبيل كوبك الفصل الحادي عشر

أرجع رحيم رأسه للخلف ببطء و هدوء و هو يحاول يبقى على هدوئه و لا ينهض و يأخذها بالقوة لمنزلهم الذي شاهد على كل خلافاتهم.
توقف رحيم عند تلك الفكرة، لم يشاهد منزلهم سوى خلافاتهم لا يستطع أن يتذكر مواقفهم السعيدة لقلتها.
استمعوا جميعا لصراخ قادم من غرفة بيان، نهض رحيم مسرعا لغرفتها بينما احضتن ملاك و مالك بعضهم بخوف بجانب سمر.

صعد صلاح خلف رحيم سريعا، وصل رحيم للغرفة وجد بيان تحاول أن تهرب من الغرفة و لكن يوجد شخصا أمامها يوجه لها سكينة و هو يأمرها بأن تبلغه بمكان ذهبها.
بيان(بخوف): رحيم.
رحيم: متخافيش.
-أنا عايز الدهب و همشي و من غير مشاكل.
-هات الساعة اللي في ايدك دِ و محفظتك بدل ما اقتلهالك.
رحيم: ابعد عنها و سيبها تخرج و أنا هديك محفظتي و ساعتي.
صلاح: افتح الباب يا رحيم.
صلاح: أنتِ بخير يا بيان؟

رحيم: متخافش يا عمي سوء تفاهم كدة بسيط و هحله و اجي.
اندهش صلاح من رحيم فلأول مرة يناديه ب عمي فعلم بأنه هناك شيئا، فانتظر بالخارج و هو قلقا على ابنته.
-هات حاجتك و أنا همشي من غير أذية.
القى رحيم بمحفظته و ساعة يده أرضا فتقدم السارق ببطء و حذر لكي يلتقطهم و لكن ضربه رحيم بركبته في وجهه فنزفت أنفه.
جذبه رحيم من ملابسه لخارج الغرفة.
صلاح(بخضة): مين ده؟
رحيم: ده الحرامي اللي حاول يتهجم على بيان.

صلاح: ربيع اطلب البوليس.
ربيع: طمني على بيان الاول.
صلاح: ا.
رحيم: أنا هقدر اطمن عليها عن أذنكم.
دلف رحيم للغرفة مرةً أخرى وجد بيان تجلس علي سريرها و هي تفكر بماذا كان سيحدث لها لولا تدخل رحيم.
شعرت برحيم يجلس بجانبها و يجذبها لأحضانه و كأنها وجدت ضالِتها فتمسكت به بقوة.
رحيم(بخفوت): أنا أسف.

ماذا؟! لقد اعتذر و لأول مرة في حياته يعتذر لها لم يعتذر لها قط من قبل، رفعت رأسها له تتأكد من صحة حديثه و لكنها وجدته محرجا و لا ينظر لعيناها.
قبّلته على وجنتيه ببطء و ابتسمت له.
بيان: مش هنروح؟
شعرت به لقد ابتسم بالرغم من أنه لم يبتسم حقا و لكن عيناه قد فضحته أمامها.
بيان: فين مالك و ملاك؟
رحيم: تحت.
بيان: طب يلا بينا.
نهضت بيان مع رحيم و هبطت لأسفل وجدت الشرطي يقف و يستلم السارق.
مالك: ماما.

بيان: حبيب ماما.
جذبته بيان لأحضانها و القت التحية على ربيع.
رحيم: هنتظرك في العربية.
غادر رحيم، القت التحية عليهم بسعادة و غادرت مع أبنائها و استقلوا جميعا السيارة.
ملاك: بابا.
رحيم: نعم.
ملاك: عايزة آيس كريم.
بيان: معلش يا رحيم اقف عند أقرب محل آيس كريم.
رحيم: تمام.
توقف رحيم عند محل و ذهبوا جميعا له و تناولوا وجبتهم تحت فرحة مالك و ملاك.
بيان: أخبار شغلك؟
رحيم: تمام.
رحيم: عندي مهمة كمان تلت أيام.

بيان(بتنهيدة): ربنا معاك.
عادوا جميعا للمنزل، و استقرت الحياة لفترة عادت بيان للشركة شعرت ببعض الراحة عندما لم يأتي مهند لعدة أيام، بينما رحيم في مهمته لا يعود للمنزل.
كانت تعمل بيان على إحدى التصميات حتى شعرت بيد أحدهم على كتفها فالتفتت سريعا وجدته مهند.
بيان(لنفسها): كنت قدرت أخلص منك.
بيان: نعم.
مهند: وحشتيني.
بيان: أستاذ مهند ا.
مهند: بحبك يا بيان بحبك عايز أقضي عمره كله معاكِ.

شعرت بالضعف قليلا أثر كلماته فهي تفتقر لبعض الكلمات الطيبة الحنونة من رحيم.
أمسك بيدها مهند و قبّلها و هي كانت تراقبه بأعينها فقط تحاول ألا تضعف أكثر من ذلك و لكنها لا تستطيع.
مهند: فرصة واحدة كل اللي بطلبه منك فرصة واحدة يا بيان أنا عارف أنك مش سعيدة مع رحيم و هو أصلا مش بيقدّرك.
مهند: لكني بحبك و بعرف أقدّر كويس اللي زيك يستحق التقدير و الاهتمام و الحب.

حاول أن يقترب منها بينما هي كانت غارقة في أفكارها لا يجب أن تنجذب له و لكنها لا تعلم لما شعرت بخفقان في قلبها أثر كلماته، هي بموافقتها على ما يحدث يعلن بأنها تخون رحيم لا يمكنها السماح بذلك أن يحدث هي تحبه.
دلفت كارمن للغرفة لعنها مهند في سره و ابتعد عن بيان التي ما زالت شاردة بأفكارها.
كارمن: بيان بيان.
بيان: نعم.
كارمن: أنتِ معايا؟
بيان: اه يا كارمن اه.
كارمن: حضرتك عايز حاجة يا مستر مهند؟

مهند: لا يا كارمن لا.
غادر مهند الغرفة و اقتربت كارمن من بيان سريعا.
كارمن: كان قريب منك كدة ليه؟
كارمن: في بينكوا حاجة؟
بيان: لا طبعا إيه اللي بتقوليه ده.
بيان: أنتِ ناسية رحيم و مالك و ملاك مش هينفع أخون ثقتهم أبدا.
كارمن: أنتِ كويسة طيب؟ طب هو بيحاول يجر معاكِ ناعم فهميني يا بيان عشان أساعدك أنتِ حالك بيقلب 180 درجة لما مستر مهند بيجي الشغل.

بيان: أرجوكِ كارما سيبيني أشتغل عايزة ألحق أجيب الولاد من المدرسة.
التفتت بيان لعملها و هي شاردة الذهن ثم لملمت أشيائها لتغادر و لكنها وجدته يمسك يدها.
بيان(بحدة): كدة كتير علفكرة انا مش عايزة أعمل مشاكل.
مهند: تعالي أوصلك و نتكلم.
بيان: أسفة جوزي و ولادي مستنيني.
مهند: خلاص تمام.
استقلت بيان سيارتها و لكنها وجدته يستقل بجانبها.
بيان: إيه ده؟
مهند: خلاص أنتِ هتوصليني.
مهند: و مفيش نقاش يلا.

قادت بيان سيارتها نحو مدرسة أبنائها.
مالك: مساء الخير ماما.
ملاك: مساء الخير ماما.
بيان: مساء النور يا حبايبي.
مهند: مفيش ازيك يا اونكل؟
مالك: ازيك يا عمو.
ملاك: ازيك يا اونكل.
ملاك: ماما.
بيان: نعم.
ملاك: بابا هيرجع النهاردة؟
توترت بيان و نظرت لمهند الذي نظر لملاك.
مهند: هو بابا فين يا ملوكة؟
ملاك: بابا في مهمة صح يا مالك؟
مالك: صح.
مهند: تمام يا حبايبي.
بيان: مستر مهند بيت حضرتك.
مهند: شكرا يا بيان.

قبّلها مهند سريعا على وجنتها و غادر السيارة بينما هي ظلت مندهشة من فعلته.
مالك(بانزعاج): ماما.
بيان: نعم.
مالك(بانزعاج): مش انا و بابا و جدو بس اللي ممكن نبوسك.
بيان: أيوه.
مالك(بانزعاج): الرخم ده يبوسك ليه.
بيان لا رد.
بيان: مين يحب يروح الملاهي؟
ملاك(بفرحة): انا.
مالك: مش عايز.
بيان: ليه يا مالك؟
مالك: كدة.
بيان: خلاص يا ملوكة مرة تانية.
مالك(بشك): أول مرة تقولي ليها ملوكة.

بيان(بحدة): هتحاسبني و لا إيه يا مالك ما خلاص حصل خير.
عادوا لمنزلهم كل شخص التزم غرفته، هاتفت بيان رحيم و لكن كالعادة هاتفه مغلق جلست و هي غاضبة لا تستطع أن تفكر جيدا تشعر بالتشوش.
-في الصباح الباكر.
بيان: يلا باي يا حبايبي.
ودعت بيان كلا من مالك و ملاك و ذهبت لترتب المنزل قبل أن تغادر لعملها و لكنها استمعت لطرقات الباب فذهبت لتفتح وجدته مهند الذي دلف سريعا و أغلق خلفه الباب.
مهند: بيان.

بيان(بصدمة): إيه اللي بتعمله هنا! أنت ازاي تيجي كدة يالهوي!
عادت بيان عدة خطوات للخلف بينما مهند تقدم منها و جذبها لأحضانه.
مهند: وحشتيني و عايزك يا بيان لو عايزاني و عايزاه مفيش مشكلة.
صفعته بيان بغضب على وجنته.
بيان: أنت ازاي تفكر فيا التفكير السيء ده.
بيان: اطلع بره بدل ما انادي الأمن.
مهند: متنكريش أنتِ معجبة بيا و بتحبيني أنتِ عيونك بتلمع لما بقولك كلمة حلوة يا بيان.
بيان(بدموع): اطلع بره.

حاول مهند أن يقبّلها و لكنها ابتعدت عنه سريعا و جلست أرضا و هي تبكي.
بيان: أرجوك امشي امشي.
بيان: ابعد عني بقى كفاية مشاكل.
شعر مهند بالشفقة عليها لا ينكر إعجابه بها و لكنه أيضا لا ينكر وقاحته معها كيف يتجرأ و يحاول فعل أمر شنيع مثل هذا مع فتاة محترمة مثلها و ليست أي فتاة بل متزوجة و تمتلك طفلين يجب احترامها و توقيرها.
مهند: أنا أسف أسف يا بيان.
مهند: حاسس إني قليل أوي في نظري.

مهند: اعذريني كانت مجرد فترة و اوعدك من بكرة هتلاقي صديق مش شخص حقير.
مهند: بعتذرلك بيان.
غادر مهند سريعا و هو ينهر نفسه بقوة فكيف سمح لنفسه بأن يفكر في امرأة متزوجة.
ظلت بيان تبكي بشدة على حالها و علي ما وصلت له لم تذهب لعملها و لم تستطع الوقوف على قدمها و لا تهدئه نفسها و تهدئة قلبها فشعرت بالتعب الشديد جذبت البخاخة سريعا لعلها تهدأ.

نهضت بدلت ثيابها و مارست يومها طبيعي حتى يأتي رحيم فهي عزمت على فعل أمرا ما.
كادت أن تدلف لغرفتها لتنام حتى استمعت لصوت الباب و رحيم الذي يدلف بخطوات بطيئة متعبة للداخل.
رحيم: لسة صاحية؟
بيان: اه.
رحيم: ساعديني يا بيان تعبان اوي.
ساعدته بيان في خلع ثيابه و ارتداء ثياب جديدة نظيفة، دلف للحمام لغسل وجهه و يداه و ارتمى بجسده على السرير بتعب.
بيان: تصبح على خير.

تمددت بيان بجانبه و نامت حتى الصباح استيقظت قبله و ذهبت لغرفة أبنائها توقظهم للمدرسة.
نهض رحيم بعد أن ذهبوا للمدرسة، كانت بيان تهاتف منال تبلغها بعدم مجيئتها اليوم.
رحيم: الفطار يا بيان.
بيان: جاهز.
دلف رحيم للمرحاض و أخذ حماما سريعا و خرج ليتناول فطوره و لكنه لاحظ بيان الشاردة.
رحيم: مالك؟
بيان: عايزة أتكلم معاك في موضوع.
رحيم: تمام بعد الفطار.
بعد فترة،.

كانت تجلس بيان أمام رحيم تفرك يدها بخوف و توتر ارتجفت فجأة عندما اقترب منها رحيم.
رحيم: ممكن أفهم في إيه؟
تحدثت بيان سريعا و هي تلهث بشدة.
بيان: أنا عايزة انفصل عنك عايزة اطلق يا رحيم.
ارتخت معالم وجه رحيم و رجع بجسده للخلف و جلس بأريحة تامة على الأريكة.
رحيم: متأكدة؟
بيان: أه أنا مش مرتاحة معاك.
رحيم: بعد تسع سنين.

بيان: اه كنت على أمل في التسع سنين دول أنك تتغير تعاملني زي ما بعاملك تهتم بيا و بتفاصيلي.
بيان: كنت منتظرة منك حب.
رحيم: اومال مالك و ملاك جم لوحدهم!
بيان: ده واجب يا رحيم.
رحيم(بانفعال): يعني أنتِ عايزة إيه يا بيان؟
بيان: هقعد عند بابا لحد ما ورقتي توصلي يا رحيم.

نظر لها رحيم مطولا وجد الإصرار بعينيها لا ذنب له بأنه لا يعرف يحب فلم يتعلم و لم تسنح له الفرصة بأنه يقيم العلاقات مع إحداهن بل كانت جميع حياته جادة و بها الكثير من الأعمال و الأشغال.
رحيم: و الولاد؟
بيان: في حضانتي كدة كدة أنت مش بتشوفهم إلا بالصدفة.
بيان: و لو حبيت تشوفهم ده لو افتكرت أنه عندك أولاد مش همنعك.
رحيم(بانفعال): اعملي اللي أنتِ عايزاه ده بيت يقرف و عيشه تقرف.

أبدل رحيم ثيابه و غادر المنزل، جمعت بعض الثياب لها و لأبنائها في حقيبة متوسطة الحجم و اتصلت بالبواب ليصعد يأخذها و غادرت هي أيضا المنزل و ذهبت لمدرسة الأولاد أخذتهم.
مالك: ماما هنروح فين؟
بيان: عند جدو.
ملاك: و بابا؟
بيان(بخفوت): بابا هيبقى مشغول الفترة الجاية شوية يا حبايبي.
القت نظرة على خاتم زواجها فادمعت عيناها و نظرت أمامها مرةً أخرى لتقود بتركير نحو المنزل.
سمر: ست هانم.
بيان: سمر دخلي الشنطة جوا.

سمر(بعدم فهم): حاضر.
صلاح: حبيبتي جيتي!
بيان: اه يا بابا.
صلاح: إيه الشنطة دِ؟
نزلت بيان لمستوى كلا من مالك و ملاك.
بيان: حبايب ماما كبار صح.
مالك: صح.
بيان: للأسف هنقعد فترة مش هنشوف بابا و هنعيش هنا مع جدو صلاح لفترة و وقت ما تكونوا عايزين تشوفوا بابا و تكلموه قولولي و أنا هعمل كدة.
ملاك: طب ما نرجع نعيش في بيتنا و هو هيكون معانا.
بيان: بعدين يا حبيبتي.
بيان: يلا روحوا غيروا هدومكوا و العبوا شوية.

صلاح: في إيه يا بيان و إيه شنطة هدومك دِ!
بيان: طلبت الطلاق يا بابا.
صلاح: و ده ليه بقى؟
بيان: مليت فجأة.
صلاح: مليتي!
صلاح: سمر.
سمر: نعم يا بيه.
صلاح: روحي شوفي شغلك و خلي بالك من الولاد، تعالي يا بيان اقعدي جمبي.
جلست بيان بجانب صلاح الذي أخذها داخل أحضانه و ربت علي كتفها بحنو.
صلاح: حبيبة بابا مالها؟
بيان: لو فضلت معاه على الحال ده هخونه يا بابا.
بيان: بقيت انتظر كلمة حلوة من أي حد يا بابا.

بيان: أي حد أيا كان مين بيقولي كلمة حلوة بفرح.
بيان: مش لاقية كلمة حلوة منه مش لاقية حب مش لاقية اهتمام مش لاقية تقدير.
اغرورقت أعينها بالدموع و أكملت حديثها.
بيان: بحسه كتير أنه مجبور عليا بيكرهني زيي زي الكرسي.
بيان: منكرش إني معاه ببقى متأكدة إني في أمان و لكن مفيش سعادة يا بابا.
صلاح: طب يا حبيبة بابا ده بالنسبة ليكِ، فكرتِ بقى في مالك و ملاك؟
بيان: هيقعدوا معايا.

صلاح: طب و يرضيكِ والدهم يبقى عايش و هما يبقوا بُعاد عنه.
بيان: بابا رحيم يعتبر ميعرفش حاجة عنهم ده عارف اسم المدرسة بتاعتهم بالصدفة.
بيان: ده بيقعد معانا ممكن مرة في الاسبوع.
صلاح: متقنعنيش أنه مش بيحبهم دول قطعة من لحمه دمه بيجري في دمهم و في قلبه حبه لأبناءه بالفطرة يا بيان.
بيان: بابا مالك مش طبيعي مش بيحس بالأمان شايف الكل بيتكلم عن والده إلا هو مش عارف يقول إيه عليه.

بيان: كل حاجة غامضة في حياته حتى شغله انا بعرف انه عنده مهمة قبلها بيوم او ساعة ممكن.
بيان: رحيم.
صلاح: مش ده اختيارك؟
بيان: اه.
صلاح: مش هتدخل فيه يا بيان بس كل اللي هقوله حطي قبل مصلحتك مصلحة ولادك و حطي قدام عيونك عِشرة تسع سنين خناق فرح مشاكل مصايب سعادة حاجات كتير أوي.
صلاح: مش سهل تتخلي عن ده كله عشان بيان بس أنا عارف بنتي.
بيان: و لكن وجود مالك جمب رحيم كل يوم بيزيده كره ناحيته.

بيان: صدقني يا بابا مالك مش كويس حالته النفسية وحشة أنا المديرة بتحكيلي.
بيان: حتى مش بيكلم ملاك كتير زي الاول.
بيان: لازم يبعد فترة.
تنهد صلاح بحزن على حال ابنته الوحيدة و قبّل جبينها.
صلاح: ربنا يهديلك الحال يا حبيبتي.
نهض صلاح و ترك لبيان مساحة التفكير بمفردها، تنهدت بألم فقلبها يؤلمها بشدة فهي ليست مواظبة على الكشف و لا الدواء.
في مكان أخر،.

قاد رحيم سيارته بلا اتجاه محدد حتى وصل لمنزل أبيه و ترجل من سيارته و دلف للداخل.
نجدت: أهلا أهلا.
رحيم: ازيك يا سيادة اللواء.
نجدت: أنا بخير.
رحيم: بابا هنا؟
نجدت: اه في الصالون.
رحيم: أخباركم؟
نجدت: احنا بخير، خير مجبتش الأولاد ليه؟
تنهد رحيم بحزن و دلف للصالون و جلس أمام والده بعد أن القى التحية.
زيدان: مالك قاعد زي الستات المتطلقة كدة ليه؟
رحيم(بخفوت): مفيش أنا بخير.

زيدان: طب إيه أنا سامع أنك محقق انجازات في المبنى.
رحيم(بخفوت): كويس.
نجدت: مالك أنت تعبان؟
رحيم: لا بس في موضوع مصيري.
زيدان: خير؟
رحيم: بيان طالبة الطلاق.
اتسعت ابتسامة نجدت و نظرت ل زيدان الذي طالعها ببرود و نظر ل رحيم.
زيدان: خير إيه السبب؟
رحيم: من غير سبب طلبت مني الطلاق من غير سبب.
نجدت: هي تطول أصلا.
نجدت: طلقها و هنأخد الأولاد و هي تشوف طريقها و قريب و اختارلك عروسة على ذوقي المرة دِ.

نظر لها رحيم و كان منتظر منها أن ترأف بحاله، نظر زيدان لرحيم و أردف قائلا.
زيدان: اهدئي يا نجدت دول متجوزين بقالهم تسع سنين و كمان الأم هتبقى حاضنة هما لسة صغار لأن ابنك مش هيبقى فاضي طول الوقت ليهم.
زيدان: و كمان بينهم ولدين لازم يفكروا بعقل شوية مينفعش يتطلقوا خصوصوا عشان مصلحة مالك و ملاك.
زيدان: بص يا رحيم.
زيدان: بالرغم من أن البنت و والدها منفلتين جدا و على الأخر و لكن ده مش موضوعنا.

زيدان: الحل تبعدوا عن بعض شوية لغاية ما الامور تهدأ شوية.
اومأ رحيم لخفوت و استأذن و رحل و عاد لمنزله لم يجد به بيان فعلم على الفور بأنها جادة تلك المرة.
-استمر الحال طويلا فقد ابتعدت بيان عن بيتها و عن رحيم لمدة شهرين لا تنكر فقد اشتاقت له كثيرا تريد رؤيته و بقوة لا تعلم كيف تريد العودة للمنزل و الاهتمام به.
سلمى: رحيم.
رحيم: نعم.
سلمى: مالك؟
رحيم: أنا بخير بخير.

سلمى: لا مش بخير يا رحيم بقالك كتير مش بخير متضايق و مخنوق و بقيت تشرب سجاير و بقيت كئيب.
رحيم: مش مهم ابعدِ عندي.
سلمى: رحيم تعالى معايا.
رحيم: اجي فين؟
سلمى: الشقة عندي ريح أعصابك هتلاقي عندك مشاكل في البيت و هي دِ السبب، صح؟
سلمى: رد عليا يا رحيم عشان خاطري قلقانة عليك أوي.
رحيم: أسف يا سلمى عن أذنك.

لملم أشيائه و ذهب حيث فيلا صلاح و ترجل من سيارته و كان مترددا كثيرا من فكرة الدخول و لكنه توقف سريعا عندما وجد بيان تفتح بوابة الفيلا.
بيان: رحيم!
رحيم(بخفوت): ان.
رحيم(بخفوت): جت تي.
بيان: ايه؟
رحيم(بخفوت): جاي أشوف الولاد.
بيان: للأسف نايمين.
رحيم(بتوتر): بجد! احم طب و صلاح بيه؟
بيان: كلهم نايمين يا رحيم في حاجة تاني غير مالك و ملاك.
رحيم: احم لا مفيش انا همشي انا.
بيان: تمام مع السلامة.
رحيم: اه.

بيان: نعم؟
رحيم: راحة فين في الوقت المتأخر ده!
بيان: كويس أنك عارف أنه وقت متأخر.
رحيم: راحة فين يا بيان؟
بيان: راحة اتمشى شوية.
رحيم: طيب يلا.
سار رحيم أمام بيان لم تفهم بيان بما يقصده فالتفت لها و نظر لها بتساؤل.
رحيم: مش هتيجي؟
بيان: معاك!
رحيم: اه يلا.
سارت بيان بجانب رحيم بصمت و بقوا هكذا حتى توقفوا و جلسوا على مقعد خشبي في الطريق للمشاة.

لمس رحيم يد بيان ببطء فشعرت برجفة بداخلها و ابتعدت سريعا و هي تحاول ألا تضعف.
رحيم: مالك و ملاك أخبارهم ايه في المدرسة؟
بيان: كويسين الحمدلله.
رحيم: مش ناويين يرجعوا البيت؟
بيان: لا يا رحيم.
رحيم: لسة مُصِرة حتى بعد الشهرين دول!
بيان: اه يا رحيم مُصِرة.
نهض رحيم بعنف من مكانه و نظر لها.

رحيم: براحتك بقى أنا عملت اللي عليا و سيبتك براحتك و مطالبتكيش بحقوقي طول الشهرين دول و جيتلك و بحاول اتكلم معاكِ و أنتِ زي ما أنتِ.
رحيم: فخلاصة الكلام من بكرة هبدأ في اجراءات طلاقنا يا بيان.

تركها رحيم و غادر المكان بأكمله فما فعله من محاولة تلطيف الأجواء من طرفه ليس بالأمر الهين فتلك ليست من طباع رحيم، بينما هي تعلم بأنه الصواب لها لا يمكنها البقاء بجانبه أكثر من ذلك فهو لا يحبها و يشعرها بالجفاء.
عادت بيان لمنزلها و هي لا تعرف أن تنام فرحيم يستحوذ على أفكارها لقد تعبت حتى نامت.

-في اليوم التالي.
كان رحيم يجلس يباشر بعض أعماله مع فرقته.
حبيب: شوفت حضرتك اللي حصل؟
رحيم: حصل ايه يا حبيب؟
حبيب: أتوبيسين اتقلبوا النهاردة الصبح.
سلمى: القصة مأسآوية.
فُتِح الباب و دلفت بيان مما أثار الاندهاش و الخوف بداخل رحيم.
اقترب منها رحيم سريعا تبكي بشدة لا تستطع التتفس طبيعي تمسكت بقميصه.
بيان(ببكاء): خسرنا ولادنا يا رحيم.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة