قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية حملة برعاية الحب للكاتبة سلسبيل كوبك الفصل الثاني عشر

رواية حملة برعاية الحب للكاتبة سلسبيل كوبك الفصل الثاني عشر

رواية حملة برعاية الحب للكاتبة سلسبيل كوبك الفصل الثاني عشر

كان رحيم يجلس يباشر بعض أعماله مع فرقته.
حبيب: شوفت حضرتك اللي حصل؟
رحيم: حصل ايه يا حبيب؟
حبيب: أتوبيسين اتقلبوا النهاردة الصبح.
سلمى: القصة ماسآوية.
فُتِح الباب و دلفت بيان مما أثار الاندهاش و الخوف بداخل رحيم.
اقترب منها رحيم سريعا تبكي بشدة لا تستطع التنفس طبيعي تمسكت بقميصه.
بيان(ببكاء): خسرنا ولادنا يا رحيم.
لم يستوعب حديث بيان سريعا، احتضنته بقوة و هي تبكي بصوت مرتفع.

بيان: أنا عايزة ولادي يا رحيم عايزة ولادي.
ضمها له و قبّل جبينها و همس بجانب أذنها.
رحيم: اهدئي يا بيان اهدئي.
رحيم: اهدئي و فهميني اللي حصل يا حبيبتي.
رفعت رأسها له أزاح تلك الدموع التي أخفت معالم وجهها من كثرتها.
تميم(بخفوت): ليكونوا راحوا تبع الرحلة المدرسية اللي حصلت فيها الحادث.
حبيب(بخفوت): شكله كدة.
سلمى: يا ريت تفهمينا حصل إيه عشان نقدر نتصرف.

بيان(بدموع): الولاد طلعوا رحلة مع المدرسة و الخبر اللي وصلي من ساعة أن الأتوبيس اتقلب بيهم و ولع و لما حاولت استفسر محدش وضحلي اللي حصل و لا ساعدني يا رحيم أرجوك شوف ولادي.
رحيم(بانفعال): و هما يروحوا رحلة مدرسية ليه يا بيان مش أنا رافض الفكرة دِ تماما، شوفي عنادك وصلنا لإيه دلوقتي.

سقطت أرضا على ركبتيها فهي ليست حِمل ما تمر به حاول تهدئة نفسه و نزل لمستواها جذبها لحضنه مرةً أخرى تحولت شهقاتها لصراخ.
عمر(بهمس): لازم نسيبهم لوحدهم يلا.
غادر الجميع باستثناء سلمى التي نظرت ل رحيم الذي يحتضن بيان بقوة و يحاول تهدئتها و يقبّلها على جبينها.
رحيم: ممكن تهدئي عشان نعرف نوصل لحل.
أخرج رحيم البخاخة الخاصة بها من حقيبتها و أعطاها لها حتى تستطع التنفس بشكل أفضل.

جعلها تجلس على كرسيه و أشار لسلمى بأن تخرج و خرج خلفها وجد شباب فرقته ينتظرون بالخارج.
رحيم: عايز كل الأخبار الخاصة بالرحلة دِ.
حبيب: معايا التفاصيل يا فندم.
رحيم: تلخيص.
حبيب: في تلت أتوبيسات راحوا الراحلة دِ اتنين عملوا حادثة و واحد سليم عدد المفقودين 150.
رحيم: عايز كشف بكل الأولاد اللي طلعوا الرحلة دِ.
رحيم: و شوف مين اللي ماسك القضية و بلغه بإني عايز أجي.
رحيم: اتصرفوا.

سلمى: متقلقش يا رحيم هنتصرف خلي بالك من نفسك و متزعلش بس أنت.
دلف رحيم لغرفته و اقترب من بيان التي كانت تبكي بصمت لا تستطع أن تتخيل حياتها دونهم.
رحيم: بيان احنا مؤمنين و صدقيني أيا كان اللي حصلهم هو خير.
بيان(بانفعال): أنا خسرت ولادي يا رحيم مش سلسلة و لا خاتم ألماظ.
بيان(بانفعال): أنا ولادي أغلى من أي حاجة و أي حد.
رحيم: و هيرجعوا إن شاء الله ممكن تهدئي بقى.
بعد فترة،.

هدأت بيان تماما و هي تدعو ربها بأن يبقي أولادها محفوظين، دلف عمر للغرفة بعد أن استمع لأذن رحيم.
عمر: رحيم بيه الموقع عرفنا مكانه و تقدر حضرتك تبقى موجود.
عمر: و للأسف الخبر وصل لسيادة الوزير و سيادة اللواء.
رحيم: قومي يا بيان.
أمسك يدها و قربها منه و غادر المبنى جعلها تستقل سيارته و قاد نحو موقع الحادثة.

نظرت بيان إلى ذلك الأتوبيس الملقي أرضا يفوح منه الدخان فقد أتت المطافيء من قبل و أخمدت النيران و كانوا يخرجوا الجثث أمامها كادت ستسقط أرضا من بشاعة المنظر و لكنه أمسكها و هو يحاول تقوية قلبه و اقترب من الظابط المسؤول.
أخرج رحيم بطاقته و تعرف عليه الضابط.
-الظابط حسين يا فندم.
رحيم: تشرفت بمعرفتك.
رحيم: قدرتوا تحصوا أسامي المصابين؟
حسين: مش كلهم يا فندم.
حسين: زي ما حضرتك شايف معظم الجثث مشوهه.

بيان(بهمس): ولادنا يا رحيم.
رحيم: احم طب كان في طالبين مالك و ملاك رحيم زيدان.
حسين: بعتذر يا فندم و لكنهم اترحلوا للمستشفى يعملوا الاجراءات اللازمة لشهادات الوفاة.
سقطت بيان أرضا مغشيا عليها، بينما حسين أسند رحيم فلقد شعر بدوار يجتاحه أثر كلماته.
اقترب رحيم من بيان و جذبها لأحضانه.
حسين: أعتذر لفقدانك ليهم.

اومأ رحيم ببطء و نهض بِ بيان و غادر المكان و ذهب للمشفى بعد أن أخذ اسمها من حسين، بينما بيان كانت ترفض ذلك الأمر و بشدة لا يمكنها فقدانهم فهما السبب الوحيد لبقائها بجانب رحيم، هما السبيل لشعورها بالأمومة كيف ستستطيع التخلي عنهما كيف ستبقى بدونهم!
كانت في دوامة الأفكار تلك التي لا تستوعبها هي و عقلها أيضا.

تنهد رحيم بحزن و هو ينظر ل بيان التي تجلس بجانبه على وجهها التعب و الحزن ثم نظر أمامه حتى توقف أمام المشفى و هبط ليحمل بيان و دلف للداخل.
بعد فترة،
استيقظت بيان من إغمائها و نظرت حولها ببطء و ريبة فعلمت بأنها مشفى نهضت سريعا عندما تذكرت ما حدث مع أبنائها فغادرت الغرفة و هي منهارة تماما تستند على الحائط و هي تصيح باسم أبناءها.

استمع رحيم لصوتها و هو يقف أمام جثة أبناءه المشوهه فذهب لها سريعا و جري عليها و هي قد تشبثت بملابسه و نظرت له بأعين حمراء باكية.
بيان: ولادي ولادي يا رحيم فين؟
رحيم: اهدئي اهدئي بيان.
بيان: ولادنا يا رحيم متخبيش عليا عشان خاطري طمني عليهم.
رحيم: توفوا يا بيان.
صرخت بيان بقوة و سقطت أرضا لا تقوى على سماع مثل ذلك الخبر لا يمكنها هي المخطئة فهي من وافقت على تلك الرحلة من البداية.

رحيم: لازم تتخطي الموضوع مش هتفضلِ كدة.
رحيم: هنجيب غيرهم لسة قدامنا عمر، ده قضاء ربنا يا بيان.
بيان: دِ غلطتي أنا اللي سمحتلهم يروحوا الرحلة.
بيان: أنا الغلطانة.
قبّلها رحيم أعلى جبينها و جذبها لداخل أحضانه أكثر و هي تبكي بحرقة فهي فقدت أعز ما تملك بقلبها.
نجدت: هي فين؟

رفع رحيم رأسه لأمه التي علمت بالخبر و أتت مسرعة لكي تحاسب بيان فهي المذنبة الوحيدة أمامها هي من قامت بالموافقة على تلك الرحلة بالرغم من تحذير رحيم لها من تلك الأمور.
نجدت: بتعيطي ليه يا هانم مش أنتِ اللي خلتينا نخسرهم.
لم تكن نجدت مقدرة للأمور التي تخص بيان من قبل لذلك تتحدث بغضب لا تعير لمشاعرها أي اهتمام.
رحيم: سيادة اللواء أعتقد ده مش وقت محاسبة هما توفوا خلاص.
بيان: (بخفوت): عايزة أشوفهم أرجوك.

رحيم: بلاش.
نظرت له بيان بضعف فاومأ بصمت و نهض معها و نظر لنجدت التي كانت تشتعل من الغضب فهي الآن فقدت أحفادها بحادث سخيف فأمرت بمعاقبة جميع المسئولين عن تلك الحادثة.
رحيم: بلاش يا بيان.
بيان: أرجوك عايزة ادخل أشوفهم.
كان معظم أولياء الأمور هنا منهم من يبكي بحرقة و منهم من يحمد ربه بأن ابنه قد اتصاب فقط الجميع كان يقف في المشرحة ينظرون لجثث أبناءهم بأعين باكية و حزن يغزو قلوبهم.

تقدمت بيان من الثلاجة الخاصة بأبناءها بعد أن سمح لها رحيم و أمر الممرض أن يساعدها.
نظرت بيان لجثث أبناءها كيف مشوهه تخفي جميع ملامحهم أغمضت عينيها بألم تحاول ألا تبكي و لكنها لم تستطع فخرجت سريعا لرحيم الذي التقطها بين أحضانه بهدوء يُحسد عليه، فكيف ظل هادئا منذ أن عرف بالخبر!

-في الصباح الباكر،
كان يرتدي رحيم قميصه الأسود و التفت ليرى تلك النائمة على سريرهم بعمق أو ربما تهرب من ما يحدث من حولها فكيف يمكنها تخطي فقدانهم.
كاد أن يرحل رحيم خارج الغرفة و لكنه استمع لها تهمس باسمه بحزن شديد فاقترب منها و جلس بجانبها.
فتحت عيناها ببطء و نظرت له و بمجرد ما رأته حتى ادمعت عيناها.
بيان: ولادي.
رحيم: ربنا افتكرهم.
بيان: و أنت رايح فين دلوقتي؟ رايح تدفنهم! من غيري!
رحيم: هتقدري؟

بيان: اه بس متحرمنيش من أخر لقاء.
رحيم: طب قومي البسي.
بيان: بلغت بابا؟
رحيم: اه و زمانه جهز و هيروح على المقابر.
نهضت بيان و أبدلت ثيابها لملابس سوداء بأكملها و اقتربت من رحيم و غادروا سويا المنزل و هي تحاول أن تلتقط أنفاسها بانتظام.
ذهبوا ليستلموا جثمانهم و نقلوهم عبر السيارة و ذهبوا للمقابر، كان صلاح يجلس على باب المقابر يبكي بصمت فكما يُقال أعز الوِلد وِلد الوِلد.

كان كلا من نجدت و زيدان يقفان بجمود يصافحون كل من يأتي.
تقدمت بيان من أبيها و احتضنته، بينما رحيم اقترب من الصندوق الخشبي الذي يوجد به مالك و تقدم نحو المقابر و وضعه أرضا و عاد و حمل الصندوق الخاص بملاك.
كان الجميع يتحدث عن رحيم كيف يمكنه بأن يكون بذلك الهدوء، شعر البعض بالظلم نحو رحيم فهو من دفن أبناءه قبل أن يكبروا و يحملوه في كِبره.

تم دفنهم داخل المقابر و وقف الجميع يستمع للقرآن الذي يتلوه الشيخ، جلست بيان أرضا أمام قبرهم تبكي بصمت.
غادر الجميع و بقت العائلة فقط، اقترب صلاح من بيان و احتضنها.
صلاح(بهمس): هما في مكان أحسن ادعي ليهم.
بيان: عايزني انسى ولادي يا بابا عايزني انساهم طب ازاي!
نجدت: و الله ما في حد غلطان غيرك أنتِ اللي سمحتِ ليهم و أنا و رحيم حذرناكِ أكتر من مرة.
نجدت: بس جنابك عملتِ ايه؟!

نجدت: عاندتي و روحتِ على بيت أبوكِ يا بابا عايزة اطلق يا بابا.
زيدان(بحدة): نجدت مش قصتنا دلوقتي يلا بينا.
نجدت: لازم تعرف أنها اللي خلتنا نخسرهم هي السبب عمري ما هسامحك.
انهارت بيان في البكاء في حضن أبيها و أصبح قلبها يؤلمها بشدة.
زيدان: جهزوا العربية.
جذب زيدان نجدت و غادروا، بقى رحيم يقف بهدوء ينظر لبيان التي تجلس بأحضان أبيها تبكي.
رحيم: أنا منتظرك بره.

غادر رحيم و جلس بسيارته ينتظرها، طالت مدة الانتظار و لكنه بقى حتى استمع لنداء صلاح المقلق.
قلق رحيم و ذهب له سريعا وجده يحاول جعلها تستقيظ و لكنها لا تستجيب له.
رحيم: حصل ايه؟
صلاح: أغمى عليها.
حملها رحيم و ذهب سريعا لسيارته وضعها بها و استقل صلاح السيارة بجانبه.
رحيم: اتصل بدكتور ربيع يجي على البيت.
صلاح: طب ما توديها المستشفى.
رحيم: هتفتكرهم.
صلاح: و هي هتنساهم اصلا!

ذهب رحيم لمنزله و وضع بيان به و انتظرا حتى أتى ربيع الذي فحصها.
ربيع: انهيار أثر الصدمة.
ربيع: لازم تبقى جمبها و خصوصا الفترة دِ لو مش هتقدر يبقى وجودها عند أبوها أفضل.
ربيع: و البخاخات تبقى موجودة ممكن تتعرض لنوبة مرة و لا اتنين.
ربيع: و اهتم بغذائها كويس.
رحيم: تمام.
صلاح: يلا يا ربيع.
ظل رحيم بجانبها حتى غفى.

استمر الحال لعدة أيام، التزمت بيان بالصمت و لم تغادر غرفتها.
طلب رحيم اجازة من عمله و ظل معها و لكنه تفاجيء عندما وجدها تحادثه الآن بعد أن أخبرها بأن يجب عليه العمل فلديه مهمة شاقة.
بيان: أنت مش زعلان!
بيان: ازاي قادر تعيش!
بيان: ازاي قادر تنام!
بيان: عمرك ما حبيتهم و لا بتحبهم و لا حتى بتحبني.
بيان: أنا بكرهك أوي يا رحيم.
بيان: أنا خسرت أعز الأشخاص في حياتي.

بيان: خسرت الأشخاص الوحيدين اللي هما السبب في وجودي جمبك لحد الآن.
بيان: استحملت عشانهم تسع سنين.
بيان: و أنت اهملتنا كلنا.
بيان: أنت حقير أوي خسارة فيك كلمة بابا و خسارة فيك كل مرة حبيتك فيها.
بيان: تعرف هما شخصيا خسارة فيك اللي زيك عمره ما هيحب.
كان يجلس أمامها صامتا يستمع لكلماتها التي تتردد في عقله عدة مرات.

نهض بصمت و جذب صينية الطعام و غادر للمطبخ، بينما هي نهضت و ذهبت لغرفة ابنها مالك و أمسكت بثيابه و استنشقت رائحته بعمق و دموعها سقطت على وجنتيها بحرقة و ألم.
وجدت قطعة ثياب تمتلكها ملاك فاحتضنتها و حاولت كتم صراخها فهي لا تستطع المقاومة فقلبها يؤلمها بشدة فكيف يمكنها العيش و أبناءها ليسوا بجوارها.
هزت رأسها عدة مرات بالنفي و جرت سريعا حيث يوجد رحيم.
بيان: رحيم رحيم.
رحيم: إيه يا بيان؟

بيان: أنا ولادي عايشين يا رحيم صدقني ولادي عايشين مستحيل يسبوني هما بيحبوني مستحيل يسبوني يا رحيم.
تمسكت بثيابه بينما هو نظر لها بحزن و تنهد فهي أصبحت على غير الطبيعة.
رحيم: ولادك دفناهم يا بيان.
بيان: لا اسمعني بس مالك و ملاك ميقدروش يعيشوا من غيري هما بيحبوني و مش هيقدروا على زعلي صدقني.
بيان: هما هما مماتوش يا رحيم احساسي بيقولي كدة هما مستحيل اصلا يموتوا قبلي و يبعدوا عني.

بيان: اسمعني يا رحيم أرجوك.
أمسكها من كتفيها و هزها بعنف و نظر لها بحدة.
رحيم: اسمعي يا بيان ولادك دفناهم خلاص ادعي ليهم بدل اللي بتعمليه ده.
رحيم: ارجعي لحياتك و انسي مش هتقدري تعيشي طول ما انتِ مش عايزة تنسي.
بيان: احنا بننسى اللي مش ليهم قيمة عندنا لكن ولادنا يا رحيم مش أي حد عشان أنساهم بالسهولة دِ.
بيان: أنت ذات نفسك مش قادر تنسى لحد الآن موت أختك.

بيان: ولادي عايشين يا رحيم و مستحيل أسيبهم محتاجيني.

مر شهر كامل منذ تلك المحادثة بين رحيم و بيان، لم يتحدث أحدهم للأخر سوى نادرا لم تستطع تقبل الصدمة و لكنها قررت المواجهة يجب عليها الصبر هي تشعر بأمان حتى و لو قليلا.
نهضت بيان و أبدلت ثيابها و خرجت من غرفتها وجدت رحيم يفطر وحده ككل يوم بعد أن عاد من مهمته و أخبرته بيان بأنها لا تريده أن يشاركها بالغرفة أو الطعام لا يمكنها أن تكن له زوجة مرةً أخرى.
بيان: عايزة أخرج.

نهض رحيم و أخرج محفظته و أخرج عدة ورقات من المال و وضعهم على طاولة الطعام.
رحيم: متتأخريش.
غادر رحيم المنزل فالتزم الصمت هو أيضا، بينما في عمله لا يتحدث لأحد بخصوص أي أمر سوى العمل.
نظفت بيان الطاولة و أمسكت بالمال و غادرت المنزل هي أيضا.

-في مكان أخر،
كانت تجلس نجدت تباشر أعمالها حتى طرق بابا مكتبها فسمحت للطارق بالدخول.
-سيادة اللواء سيادة الوزير طالبك.
نجدت: تمام روح انت.
نهضت نجدت و ذهبت لمكتب الوزير زيدان و جلست أمامه.
نجدت: خير يا زيدان طلبتني ليه؟
زيدان: بفكر في حاجة كدة.
نجدت: حاجة إيه؟
زيدان: نزور رحيم في بيته من ساعة موت ولاده و احنا متعاملناش معاه.
نجدت: لا أبدا يا زيدان أنا قاطعته خلاص.
نجدت: اللي زي ده ميستحملش المسؤولية.

نجدت: مش هدخل ليه بيت إلا لو طلق البنت اللي اسمها بيان دِ.
نجدت: هي السبب في موت أحفادي مش كفاية ده.
زيدان: البنت وافقت على رحلة فيها ايه يا نجدت و كمان عمر الأولاد كدة.
نجدت: زيدان أنا خسرت بنتي و بعدها خسرت أحفادي و السبب في ده بيان.
زيدان: نجد.
نجدت: هنا في حاجة اسمها شغل بس يا زيدان بيه أتمنى أي حديث شخصي يبقى في البيت مش هنا عن أذنك.

غادرت نجدت الغرفة و عادت لغرفة مكتبها و عادت لعملها، بينما زيدان ظل يفكر فيما حدث قبل عدة أعوام و كيف فقد ابنته.

-في مكان أخر،
كان رحيم يتناقش بخصوص قضيته الجديدة مع فرقته.
رحيم: في أي أسئلة؟
أدم: مدام بيان عاملة ايه؟
رحيم: و أنت مالك.
أدم: بسأل يا رحيم في ايه؟
رحيم: رحيم!
رحيم: يا ريت نتعامل بالالقاب و رسمية انتوا مش صحابي.
أدم: اخص عليك يا رحيم.
رحيم: أدم احترم نفسك بطل قلة أدب.
سلمى: سيبك منه يا رحيم.
اقتربت منه سلمى و جذبته للخارج حتى لا يفتعل المشاكل مع أدم الذي يستفزه بكل ما يملك.
سلمى: تقلت علينا أوي.

رحيم: سلمى مش فايق.
سلمى: و لا يهمك يا رحيم.
سلمى: صدقني ده خير احمد ربنا.
اقتربت منه سلمى و أحاطت عنقه بيدها و كادت أن تقترب منه أكثر حتى تعالى رنين هاتف رحيم الذي نهض سريعا عندما علم بهوية المتصل و ما كانت سوى بيان.
رحيم: بيان أنتِ كويسة؟
شعر رحيم بأن بيان تلتقط أنفاسها بصعوبة و الواضح بأنها تجري شعر بالقلق أكثر.
رحيم: بيان.
بيان(بخفوت): مش قولتلك ولادنا عايشين.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة