قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية حملة برعاية الحب للكاتبة سلسبيل كوبك الفصل الثالث عشر

رواية حملة برعاية الحب للكاتبة سلسبيل كوبك الفصل الثالث عشر

رواية حملة برعاية الحب للكاتبة سلسبيل كوبك الفصل الثالث عشر

اقتربت منه سلمى و أحاطت عنقه بيدها و كادت أن تقترب منه أكثر حتى تعالى رنين هاتف رحيم الذي نهض سريعا عندما علم بهوية المتصل و ما كانت سوى بيان.
رحيم: بيان أنتِ كويسة؟
شعر رحيم بأن بيان تلتقط أنفاسها بصعوبة و الواضح بأنها تجري شعر بالقلق أكثر.
رحيم: بيان!
بيان(بخفوت): مش قولتلك ولادنا عايشين.
رحيم(بقلق): أنتِ فين يا بيان؟
لملم رحيم أشيائه و غادر المبنى و هو يستمع لصوت أنفاس بيان التي تجري بقوة.

رحيم: بيان ابعتِ الموقع أي حاجة ردي عليا.
بيان: المديرة مدام نعمة.
رحيم(بحدة): اقفي مكانك و بطلي تجري أنتِ تعبانة.
نظرت بيان خلفها وجدته مازال يطاردها فاختبأت خلف شجرة و هي تحاول تلتقط أنفاسها بانتظام و عدم إصدار صوت.
أغلقت المكالمة مع رحيم و أرسلت له الموقع و رسالة تخبره بها بعدم الاتصال بها.
أخرجت البخاخة الخاصة بها و استنشقت سريعا، مر من جوارها ذلك الذي كان يطاردها.
بعد فترة،.

توقف رحيم بسيارته في الموقع الذي أرسلته بيان و هبط ينظر حوله و لكنه وجد الشارع لا يوجد به أي شخص و الإضاءة خافتة.
هاتف بيان التي جرت سريعا نحوه و التقطها بين يديه و هو ينظر لها نظرة شاملة.
رحيم: ممكن أفهم في ايه؟
بيان: تعالى نمشي بس الاول.
استقلت بيان السيارة و كذلك رحيم الذي سيجن من تصرفات بيان، أوقف السيارة في مكان هاديء و نظر لها يحثها على الحديث.
رحيم: ممكن أفهم حصل ايه بالظبط؟

قصت عليه ما حدث منذ خروجها من المنزل.

غادرت بيان المنزل و شعرت بأنها غير قادرة على القيادة فأوقفت تاكسي و أخبرته للذهاب إلى المدرسة و لكنها لم تجد بها أحد سوى موظفون الأمن.
بيان: لو سمحت مدام نعمة فين؟ و كمان المدرسة مقفولة؟!
-المدرسة اتقفلت لفترة و مدام نعمة في بيتها.
اومأت بيان و نظرت للمدرسة و هي تتذكر لحظات وجودها هنا مع أبنائها فغادرت سريعا و لكنها توقفت عندما استمعت لصوتا يناديها.

أغمضت عيناها بقوة فهي أصبحت تتخيل أصواتهم في كل مكان، استقلت السيارة و أخبرته يذهب لمنزل مدام نعمة و وصفت له الطريق.
بيان: شكرا.
تقدمت بيان عدة خطوات من العمارة و علمت بأي طابق تسكن به و صعدت.
نعمة: مي.
نعمة(باستغراب): مدام بيان!
بيان: مدام نعمة.
نعمة(باستغراب): اتفضلِ.
دلفت بيان للداخل و ألقت نظرة سريعة على المنزل و جلست حيثما أشارت لها نعمة.
نعمة: بعتذر على فقدانك.

اغرورقت أعين بيان بالدموع و نظرت لها بضعف.
بيان: هما فعلا ماتوا؟
نعمة: ده قضاء و قدر.
بيان: و لكن احساسي بيقول أنهم عايشين انا مش مستوعبة اللي بيحصل.
بيان: كل فترة بتحصل حادثة في المدرسة و مش في المدرسة دِ بس عدة مدارس و السبب مجهول و كلها بتبقى بالمنظر ده أتوبيسات و جثث محروقة.
بيان: مدام نعمة أنتِ في يوم من الأيام كنتِ أم أرجوكِ قدري مشاعري و قوليلي ولادي عايشين؟
نعمة: مش أنتِ دفنتيهم انسيهم بقى.

بيان: عايزاني اتخلى عن روحي بالسهولة دِ!
نعمة: أنا بنتي و خسرتها و نسيتها كمان فمفيش داعي للي بتعمليه ده.
نعمة: بنتك و ابنك ماتوا.
اقتربت بيان من نعمة و جلست بجوارها و أمسكت يدها لعلها تشعر بالحزن داخلها.
بيان: مالك و ملاك روحي و كل ما أملك في الدنيا دِ أرجوكِ ساعديني أنا قلبي بيقول أنهم لسة مماتوش أنا لسة سامعة صوتهم سامعاهم بينادوا عليا حاسة بقلبهم لسة عايش.

فجأة استمعوا لصوت طرق شديد على باب المنزل، نهضت نعمة سريعا و اقتربت من الباب استطاعت أن ترى من العين السحرية.
بيان: حضرتك مستنية حد؟
شعرت نعمة بالانهيار و الخوف و كادت أن تسقط أرضا و لكن بيان تمسكت بها.
نعمة: جايين يقتلوني جايين يقتلوني.
بيان: هما مين؟
نعمة: هما.
بيان: هما مين؟
فجأة الباب كُسِر على ظهر نعمة و بيان التي سقطت أرضا أثر الاندفاع.

وجدت حولها خمس مقنعين يوجهون أسلحتهم على بيان و نعمة، تراجعت بيان للخلف عدة مرات.
بيان: أنتوا مين؟
لم يتحدث أحدهم و لكنهم نظروا لبيان ثم عاودوا النظر لنعمة و كاد أن يضربها أحدهم حتى أمسكت بيان بتحفة أثرية و القتها عليه.
نعمة: مش قولتلك جايين يقتلوني.
بيان: هما مين؟
بيان: ولادي عايشين و لا لا؟
بيان: أرجوكِ.

جذبها أحدهم من شعرها و صدم رأسها بالحائط فسقطت أرضا و هي تحاول أن تجاهد ذلك الشعور الذي اجتاحها تذكرت بأنها يجب أن تكمل و تستمر لأجل أبناءها.
وقفت نعمة و كاد أن يصوب عليها جرت بيان سريعا و جذبتها لإحدى الغرف المجاورة و أغلقت الباب و وقفت خلفه.
ابتسموا جميعا بسخرية و اقتربوا من الباب.
بيان: أرجوكِ ولادي.
بيان: ولادي عايشين صح؟
بيان: اعملي حاجة صح بقى أنتِ ممكن تموتي.

نعمة(بدموع): عايشين عايشين كل اللي اتنقلت جثثهم مشوهه دول عايشين.
بيان: مين بيعمل كدة و ليه؟ أرجوكِ.
نعمة(بدموع): مش عارفة و لكن مستر أيهم عارف و هو اللي بيساعدهم.
نعمة(بدموع): أرجوكِ انقذيني.
كُسِر الباب على بيان التي دفعتهم سريعا و ذهبت نحو المطبخ و أمسكت بسكين و طعنت أحدهم حاول إمساكها و لكنها فتحت ذلك الباب الخلفي للعمارة عن طريق جميع المطابخ المتواجدة في جميع شقق العمارة.

لحقها أحدهم و أخذ يجري خلفها حتى استطاعت مكالمة رحيم.

بكت بيان بحرقة فجذبها رحيم لأحضانه و قبّلها، أغمض عينيه و هو يحاول ألا يتمسك بأي أمل.
رحيم: و مين قالك أن كلامها صح ممكن عملت كدة عشان تساعديها.
بيان: شعوري يا رحيم، الأمومة.
بيان: ولادي عايشين.
بيان: قلبي لسة شغال لسة عايش عشان قلبهم لسة موجود.
رحيم: و لكن يا بيان احنا دفناهم خلاص.
بيان: بقولك ولادي عايشين يا رحيم مش عايز تساعدني خلاص ننفصل و أنا هدور على ولادي لوحدي.

رحيم(بحدة): خلاص بقى بطلي شوية.
رحيم(بحدة): أنا هثبتلك أنها بتضحك عليكِ.
قاد رحيم سيارته نحو منزل نعمة.
بيان: وقف وقف وقف وقف.
رحيم: إيه؟
بيان: هما دول هما دول يا رحيم.
استطاع رحيم أن يحفظ بلوحة السيارة و هبط من سيارته مع بيان و صعدوا للمنزل وجدها ملقاة أرضا تنزف الدماء بغزارة.
بيان: اطلب الإسعاف بسرعة يا رحيم.
اقتربت منها بيان سريعا و هي تحاول أن توقف النزيف و لكنها وجدتها تهمس بأخر كلماتها.

نعمة: أ ي هم.
توفاها الله، تحدث رحيم مع الشرطة و أيضا الإسعاف و بلغ عن الحادث.
بيان: أيهم في واحد اسمه أيهم عارف القصة يا رحيم لازم نوصله.
رحيم: هنشوف يا بيان هنشوف ممكن بقى تروحي و أنا هخلص مع الشرطة و اجيلك نتكلم.
بيان: لا هفضل معاك.
بعد فترة،.

امتلئت العمارة بعناصر قوات الشرطة و أيضا موظفي الإسعاف، أخذوا أقوال كلا من بيان و رحيم بأنه كانت لديهم علاقة و أتوا ليطمئنوا عليها و لكنهم وجدوها في تلك الحالة.
-تمام حضرتك تقدر تمشي دلوقتي.
رحيم: تمام لو في جديد بلغني، يلا يا بيان.
كانت بيان تبكي بحزن على أبنائها، جذبها رحيم و ذهب لمنزلهم جلسوا الاثنان سويا بصمت.
رحيم: و بعدين؟
بيان: ولادي يا رحيم.
رحيم: أعمل إيه طيب يا بيان؟
بيان: ترجعهم لحضني.

رحيم: مش لما الاقي دليل على كلامك.
بيان: و مدام نعمة ماتت ليه و ازاي؟!
رحيم: التحقيقات هتقرر.
بيان: أنا مش هستنى التحريات و التحقيقات بتاعتكم أنا عايزة ولادي يا رحيم ولادي عايشين أنا سامعة صوتهم.
رحيم: ده مجرد وهم بتقنعي نفسك بيه و عايزاني أعيشه معاكِ.
بيان: و أنت يهمك في إيه! هترجعلي ولادي و لا لا يا رحيم؟
رحيم: عمرهم ما هيرجعوا.
بيان: يبقى طلقني يا رحيم مينفعش نعيش مع بعض تاني.

كادت أن تذهب لغرفتها بينما هو جذبها من ذراعها له و نظر لها بعمق و هي بكت و احتضنته.
بيان: أرجوك رجعلي ولادي.
رحيم: أرجوكِ أنتِ متعشيش في وهم.
بيان: صدقني مش وهم.
بيان: قلبي بيقولي أنهم عايشين لسة بيتنفسوا صدقني.
أحاط وجهها بيديه ثم تحدث بهدوء.
رحيم: تمام يا بيان هنمشي لأخر الطريق و اللي أنا عارف أنه مسدود.
استمعوا لطرق على باب منزلهم ففتحه رحيم الذي وجد صلاح يقف أمامه.
رحيم: اتفضل.
بيان: بابا.

جرت سريعا لتحتضنه فهي قد اشتاقت له كثيرا أمسكت يده و قبّلتها بشوق جارف.
بيان: وحشتني أوي يا بابا.
صلاح: و أنتِ أكتر يا حبيبة أبوكِ.
بيان: تعالى تعالى.
جذبته بيان ليجلس و جلست بجانبه ظلت في حضنه لفترة طويلة، بينما رحيم انسحب بهدوء ليبحث عن ذلك المدعو أيهم الذي تحدثت عنه بيان.
بعد فترة،
ارتدى ثيابه و كاد أن يخرج و لكنه توقف حين صاحت بيان باسمه و اقتربت منه.
بيان: رايح فين؟
رحيم: مشوار.
بيان: يخصهم؟

رحيم: مش مهم دلوقتي يا بيان.
بيان: قولي يا رحيم.
رحيم: بعدين يا بيان.
غاد رحيم سريعا و ظلت بيان مع أبيها حتى تأخر الوقت كثيرا و استأذن و غادر.
انتظرته بيان كثيرا و لكنه لم يعود فتخطت الساعة الثانية منتصف الليل.
سمعت صوت طرق الباب فذهبت مسرعة علي أمل أنه رحيم و لكنها وجدته يحيى جارهم.
بيان: دكتور يحيى خير؟

يحيى: أسف لو زعجتك بس ممكن تيجي تقعدي مع والدتي لغاية ما أنزل أجيب الدواء بتاعها أصلها تعبانة أوي أوي أوي.
نظرت له بيان بعدم ارتياح و ترددت في الموافقة.
يحيى: خلاص بعتذرلك أنا بس كنت خايف عليها تبقى لوحدها و تيجي ليها النوبة تاني.
بيان: تمام يا دكتور يحيى تقدر تنزل تشتري الدواء و أنا هفضل معاها.
يحيى: طب اتفضلِ ده مفتاح الشقة.
بيان: تمام.

دلفت بيان شقة ذلك المدعو يحيى و هي تنادي على والدته و لكنها لم تجدها فذهبت لتبحث عنها في كل الغرف و لكنها أيضا لم تجدها فشعرت بالقلق و كادت أن تغادر إحدى الغرف حتى وجدته أمامها فشعرت بانقباض في قلبها.
بيان: هي فين والدة حضرتك؟
يحيى: مش هنا.
بيانك: هو لعب عيال؟
يحيى: لا بس.
بيان: مش عايزة اسمع كلمة و بعد كدة ملكش كلام معايا و لا ليك أنك تخبط على باب بيتي تاني.

كادت أن تغادر و لكنه جذبها له من ثيابها فشهقت بصدمة و أبعدته سريعا.
بيان: أنت قليل الأدب.
جرت بيان سريعا خارج المنزل و لكنه حاول الإمساك به و لكنه لم يستطع فقد جرت سريعا للأسفل.
اصطدمت بأحدهم و هي تجري و لم يكن سوى رحيم الذي يشعر ببعض التعب الشديد يجتاحه نظر لها بصدمة.
اقترب رحيم من بيان الخائفة و اشتم رائحة برفيوم رجالية فراوده الشك و نظر لها.
رحيم: كنتِ بتعملي ايه؟
بيان: يحيى.
رحيم: ماله؟

بيان: حاول يعتدي عليا.
اعتلت ملامحه الدهشة ثم تحولت للغضب و صعد حيث شقة يحيى و طرق على الباب بعنف شديد.
يحيى: إيه في إيه؟ حد يخبط على الناس كدة!
رحيم: و حياة أمك.
ضربه رحيم بقوة في وجهه جعله يسقط أرضا و كاد أن يلكمه مرةً أخرى و لكنه أوقفه بحديثه.
يحيى: مجبرتهاش تيجي لعندي هي اللي جت بنفسها و برغبتها و كمان مفيش اللي يثبت صحة كلامها و اه هو صح بس مفيش كاميرات و لا أي دليل يا حضرة الظابط.

طرده يحيى و أغلق الباب سريعا بينما رحيم كان في قمة غضبه و نظر لبيان الحزينة و جذبها لمنزلهم بعنف و ألقاها أرضا.
رحيم: ممكن أفهم إيه اللي يدخلك بيت واحد بليل كدة!
بيان: هو قالي أن مامته تعبانة.
رحيم(بانفعال): مامته متوفية يا بيان بعد موت مالك و ملاك بأسبوع.
بيان(ببكاء): مكنتش أعرف صدقني أنا.
رحيم(بانفعال): أنتِ بقيتِ مهملة في كل حاجة في حياتك.
بيان(ببكاء): و هو فين حياتي بعد ما خسرت ولادي!

رحيم(بانفعال): فوقي بقى في أنا في أبوكِ في شغلك في فرصة تانية تقدري تعوضي بيهم مالك و ملاك.
بيان(بانفعال): أنت عايزني أنسى تسع سنين من عمري ازاي عايزني أنسى كل اللي بيتعلق بيهم ازاي عايزني أعيش عادي و لا كأن حاجة حصلت هو أنا زيك أنا متعلمتش أبقى عديمة الإحساس و الضمير زيك.
بيان: أنا حقيقي كرهتك كرهتك أوي يا رحيم.
ذهبت بيان سريعا لغرفتها تلملم ثيابها لتعود لمنزل أبيها فهي غير قادرة على العيش معه.

بيان: المرة اللي فاتت كان في أمل نرجع عشان الولاد لكن المرة دِ ورقتي توصلي في أقرب وقت يا رحيم.
بيان: و كل واحد يشوف حياته و طريقه.
غادرت بيان المنزل بين رحيم كان هادئا للغاية ما زال يقف في مكانه من بعد مغادرة بيان مرت عدة دقائق حتى حطم كل ما حوله بغضب شديد يعتريه.
مشيت بيان في الشوارع تائهة لا تعرف ماذا تفعل فهي خسرت أبناءها ثم رحيم و الآن!

لقد خسرت نفسها أيضا لم يبقى لها سوى أبيها لا تريد الذهاب الآن حتى لا يقلق بشأنها.
لم تعلم كم مر الوقت و لكن الشمس أشرقت و وجدت نفسها أمام منزل أبيها جلست أمامه حتى أتت الساعة العاشرة فدلفت للداخل حتى لا يشك بشيء.
سمر: ست هانم، البقاء لله.
بيان: فين بابا؟
سمر: لسة صاحي يا هانم.
بيان: تمام هطلع ليه، طلعي شنطتي فوق.
ذهبت بيان لغرفة أبيها وجدته كاد أن يخرج من المرحاض فقبّلت يده.
صلاح: حبيبتي.

صلاح: جيتي امتى؟
بيان: دلوقتي.
صلاح: نورتِ.
بيان: أنا هقعد معاك كام يوم يا بابا مش قادرة أقعد في بيتنا.
صلاح: البيت بيتك يا روحي.
صلاح: رحيم وصلك؟
بيان: لا جيت لوحدي.
صلاح: طيب يا حبيبتي تعالي افطري.
بيان: عايزة أنام شوية.
ذهبت بيان لتنام على سرير أبيها بينما هو استغرب تصرفها و نظر لها وجدها ذهبت في سبات عميق سريعا.
غادر صلاح الغرفة و ترك بيان نائمة تحلم بأبناءها.
في مكان أخر،.

كان رحيم يدلف من باب الفيلا الخاصة بأبيه في حين زيدان كاد يغادر و لكنه نظر لرحيم.
زيدان: سايب شغلك ليه؟
رحيم: اتخنقت منه.
زيدان: خد اجازه يوم أو يومين مش عايز تهاون في الشغل و متشتغلش و أنت مش مركز فاهم.
نجدت: إيه اللي جابه هنا؟
زيدان: ده بيته يا نجدت.
نجدت: طول ما هو متمسك باللي قتلت أحفادي مش هيدخل البيت ده.
رحيم: أنا و بيان انفصلنا.

نظروا له بصدمة فمهما حدث لم يخيل لهم بأنهم سينفصلوا، غادرت نجدت دون أن تتفوه بحرف.
زيدان: قرار مين؟
رحيم: قرارها.
تركه زيدان أيضا و غادر بينما رحيم دلف للفيلا و صعد لغرفته القديمة جلس بها حتى غفى بمكانه.

مرت عدة أيام دون جديد كالعادة الحياة تشغل الجميع سوى بيان التي لم تستطع أن تشغلها الحياة بعيدا عن أبنائها مازالت لم تتقبل موتهم لا يمكنها الوقوف و البقاء دون فعل شيء.
شعرت بيان بضيق تنفس و هبطت لأسفل حيث أبيها و جلست بجانبه بصمت.
صلاح: انا مش هقولك تنسي لأنه مستحيل، بس هما خلاص راحوا مش هتروحي وراهم يا بيان.
صلاح: في غيرهم محتاجينك و انا أولهم يا بيان.

صلاح: رحيم جوزك و شغلك و أنا من امتى بتستسلمي للأمر الواقع.
صلاح: أنتِ لسة شباب أكيد ربنا هيرزقك بغيرهم.
بيان(بدموع): مش قادرة أتقبل فكرة أنه أنا السبب في موتهم يا بابا.
صلاح: ده ميعاد و ربنا كاتبه يا بيان هتكفري!
صلاح: و كمان رحيم برضو محتاجك.
بيان(بدموع): هننفصل أنا و هو.
صلاح: ما أنتوا ياما قولتوا كدة إيه الجديد.

بيان(بدموع): الجديد إني مبقتش قادرة أعيش معاه زي الأول يا بابا، ازاي لسة هاديء كدة بعد موت ولاده.
بيان(بدموع): ازاي قدر يتخطى وفاتهم.
بيان(بدموع): إنسان زي ده ولادي اللي من دمه مفكرش فيهم أنا هيعمل معايا إيه!
صلاح: اتصلي دلوقتي بيه.
بيان(بدموع): مستحيل.
صلاح: اسمعيني اتصلي بيه و قوليله أنك في مشكلة تفتكري هيعمل ايه؟
بيان لم تقم بالرد.
صلاح: انا و أنتِ عارفين الإجابة كويس.

بيان: هيجي انا عارفة أنه هيجي بس عارف هيجي ليه يا بابا عشان ده واجب مش أكتر و لا أقل.
بيان: يا ريته فعلا هيجي عشانه بيحبني أو.
تنهدت بيان و نهضت و تقدمت عدة خطوات و هي تنظر للسماء و أغمضت عيناها.
ملاك: ماما.
مالك: ماما.
ملاك: ماما أنا هنا امسكيني لو عرفتي.
مالك: ماما بحبك.
فتحت عيناها سريعا و صعدت لغرفتها مرةً أخرى لا يمكنها أن تكذب ذلك الشعور لا يمكن.
-في الصباح الباكر،.

استيقظت بيان باكرا و أبدلت ثيابها و غادرت، بعد فترة كانت تقف أمام منزل ذلك المدعو أيهم التي أخبرتها عنه نعمة قبل أن تتوفي فقد بحثت عنه كثيرا حتى وجدت عنوانه.
أخذت شهيقا و زفيرا عدة مرات ثم دلفت و ضربت الجرس حتى وجدته يفتح بوابة فيلته.
أيهم: افندم مين؟
بيان: أنا بيان والدة مالك و ملاك كنت جاية أتكلم مع حضرتك بخصوص موضوع بعتذر لو هعطلك بس ممكن خمس دقايق.

نظر أيهم لها من أعلى لأسفل و نظر حوله و سمح لها بالدلوف.
-على الجهة الأخرى،
كان يجلس رحيم في مكتبه فهو أصبح مقيم في المبنى يعمل كثيرا و ينشغل حتى لا يفكر في أي شيء.
تعالى رنين هاتفه فأجاب بهدوئه المعتاد.
رحيم: نعم يا صلاح بيه؟
صلاح: عايز أقابلك.
رحيم: امتى؟
صلاح: يا ريت دلوقتي.
رحيم: المكان؟
صلاح: في المول اللي اتقابلتوا فيه أول مرة.

أغلق صلاح الهاتف و غادر للمول الذي رأى رحيم بيان فيه، نهض رحيم و لملم أشياءه و غادر المبنى بعد أن استأذن.
تقدم رحيم من المول بخطوات مترددة.

ممرض: فاقدة الوعي.
رحيم: محسسني أنه مش عندي عيون طب ما أنا عارف أنها فاقدة الوعي فوقها.
حبيب: رحيم بيه.
رحيم: ايه؟
حبيب: انقذنا الموقف.
رحيم: كويس.
رحيم: خد أنت و الفرقة يومين اجازه.
حبيب: و حضرتك؟
رحيم: ورايا شغل.
حبيب: حاضر.
بيان(بخفوت): ماما.
فتحت عيناها ببطء و نظرت حولها استغربت كونها في سيارة إسعاف بجانبها ثلاث رجال.
ممرض: أنتِ كويسة؟
بيان: أنت مين؟
رحيم: في عربية إسعاف يبقى ده مين!

نهضت بيان سريعا و غادرت تلك السيارة و نظرت لرحيم تحاول أن تتذكر أين رأته.
ممرض: رحيم بيه أنقذك كنتِ ممكن في أي لحظة تموتي.
بيان: محسسني أنه أنقذني على وجه الخصوص.
تركته بيان و غادرت المكان بأكمله بينما رحيم نظر لها حتى اختفت من أمام أنظاره.

كان يجري رحيم في النادي المشترك به لا يلتفت للأخرين و لكنه وقف مكانه عندما وجدها تسقط أرضا لا تلتقط أنفاسها، جرى لها سريعا و حاول إفاقتها.
رحيم: أنتِ يا.
رحيم: سمعاني؟
بيان(بخفوت): ال بخخ اخ خة.
أشارت بيان على تلك الشنطة الصغيرة المعلقة على خصرها، فتحها رحيم و أخرج تلك البخاخة المتواجدة بها و جعلها تستنشق ذلك الأوكسجين بداخلها.
بعد عدة دقائق،.

استعادت بيان توازنها و نظرت لرحيم تذكرته على الفور فابتعدت عنه سريعا.
رحيم: أنتِ كويسة؟
بيان: الحمدلله.
رحيم: تمام.
نهض رحيم و مشى بعيدا عنها.
بيان: عديم الإحساس طب قومني طب.
نهضت بيان و غادرت المكان و ذهبت لتبدل ثيابها و لكنها وجدت المكان جميعه رجال.
استغربت بيان و تقدمت منهم.
بيان: أنتوا هنا ليه؟
التفت لها رحيم سريعا و نظر لجميع الموجودين الذين صُدموا من جراءتها، تقدم منها سريعا و أغلق عيناها.

بيان: وسع إيدك بتعمل إيه؟ أنتوا ازاي داخلين أوضة البنات!
رحيم(بهمس): بصي حواليكِ كويس و هتعرفي مين اللي غلطان.
نظرت بيان نحو تلك الشارة المرسوم عليها بأن الغرفة للرجال، شهقت بصدمة و نظرت أرضا.
بيان: خرجني من هنا.
رحيم: اتشليتي!
بيان: يا رخم بقولك خرجني من هنا اعتبرني زي أختك لاما و الله أموت من كتر الكسوف قدامك هنا هه.
جذبها رحيم من معصمها و جذب تلك الشنطة الخاصة به و خرج من الغرفة.
بيان: شكرا.

جرت سريعا لغرفة السيدات و هي تلعن نفسها.

صلاح: هتفضل واقف كتير.
أفاق رحيم من شروده و تقدم من صلاح جلس أمامه.
صلاح: أنا كنت عايز أتكلم معاك بخصوص بيان.
رحيم: طلبت الانفصال.
صلاح: أيوه ده صحيح، هتفضلوا لحد امتى كدة.
رحيم: لحد ما هي تطلب.
صلاح: ما أنت عارف أنها عنيدة شوية.
رحيم: أنا أعند منها.
صلاح: يا ابني اهدأ كدة دِ مراتك و عِشرة.
رحيم: هو أنا اللي طلبت الانفصال!
صلاح: رحيم أنت عارف أنت بالنسبة لبيان إيه؟

رحيم: و بيان باعتني عشان مجرد فكرة سخيفة مسيطرة عليها، هي مش هتتقبل أنهم ماتوا.
صلاح: أنت مش زعلان!
رحيم: تليفونك بيرن رد.
أجاب صلاح على هاتفه أتى له صوت أنفاس حارة فاستغرب و كاد أن يغلق.
بيان(ببكاء): بابا.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة