قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية حملة برعاية الحب للكاتبة سلسبيل كوبك الفصل السادس

رواية حملة برعاية الحب للكاتبة سلسبيل كوبك الفصل السادس

رواية حملة برعاية الحب للكاتبة سلسبيل كوبك الفصل السادس

كان رحيم يقود سيارته بسرعة كبيرة، ف كيف تخبره بأنها في مركز شرطة و أنها المخطئة.
كان رحيم يشعر بغضب شديد بالإضافة إلى أنه خسر مهمته ودّ لو يقتل بيان في الحال.
وصل رحيم إلى مركز الشرطة الذي أخبرته بيان عنه و دلف إلى الداخل.
رحيم: لو سمحت بيان صلاح.
ضابط: افندم؟
رحيم: مراتي لسة جاية في حادثة هنا.
ضابط: اللي معاها عيلين دِ.
رحيم: بالظبط.
ضابط: هتلاقيها مرمية أخر الممر ده.

ذهب رحيم حيث أخبره الضابط و وجد بيان تقف و بجانبها مالك و ملاك فذهب إليها مسرعًا و على وجهه تعابير الغضب و جذب بيان له بغضب شديد يعتريه.
رحيم(بغضب): قسم يا بيان! و بالعيال كمان!
بيان(بخوف): هفهمك هي البنت.
رحيم(بغضب): مسمعش صوتك نهائي.
رحيم(بغضب): حسابنا في البيت لما أشوف هطلعك ازاي من المصيبة دِ.
طلب رحيم أن يقابل الضابط المسؤول عن الحادث و علم بكل ما حدث و استطاع أن يخرج بيان بكفالة.

رحيم(بحدة): قدامي.
ملاك(بهمس): مش قولتلك بابا هيجي و يخرجنا.
مالك(بهمس): اسكتي ده شكله عايز يأكلنا.
ضحكت ملاك بتلقائية فنظر لها رحيم بغضب و جذبتها بيان خلف ظهرها و ابتسمت لرحيم.
رحيم(بغضب): أنتِ عندك نفس تضحكي!
بيان(بخفوت): ما هي البنت كانت قليلة الأدب.
رحيم(بغضب): تقومي ترميها في المستشفى مكسورة.
بيان(بخفوت): الحمدلله مامتتش.

رحيم(بغضب): أنتِ مش خايفة على مركزي و لا مركز أهلي إيه الهبل اللي شغالة فيه ده.
بيان(بضيق): بنت و قلت أدبها معايا اسكت لها.
رحيم(بغضب): اركبي.
بيان: حاضر بركبهم.
استقلت بيان السيارة بعد أن ساعدت كلًا من مالك و ملاك أن يستقلوا السيارة.
قاد رحيم سريعًا إلى منزل أهله بينما بيان كانت خائفه من صمته.
بيان: إيه رأيك نروح بيتنا و ن.
رحيم(بحدة): صوتك مسمعهوش طول الطريق.

رحيم(بعصبية): الصبح الزفت واقفة ترغي معاه و دلوقتي جايبك من قسم أنتِ و عيالك.
بيان: التجديد مطلوب.
رحيم(بعصبية): بيان أنا مش طايق نفسي متعصبنيش أكتر.
وقف رحيم أمام منزل أهله ترجل الجميع و دلفوا للداخل.
نجدت(بحدة): يا أهلا بالأقسام.
بيان(بهمس): هو مفيش حاجة بتستخبى على الداخلية كدة.
نجدت(بحدة): إيه المسخرة دِ؟
زيدان(بهدوء): نجدت اهدئي.
زيدان: لو اتعصبتي مش هيغير حاجة الموضوع خلاص انتهى.

زيدان الرفاعي: -والد رحيم وزير الداخلية، شخص جاد في عمله يكره الخطأ، منتظم و بطبعه هاديء، شديد و حازم في بعض الأمور، لا يحب الإنفلات، لا يحب بيان و أيضا لا يكرهها.
زيدان: ملاك قربي.
ملاك: نعم يا جدو.
زيدان: احكي حصل إيه بالظبط.
ملاك: حاضر.
ملاك: ماما جت خدتنا من المدرسة و كنا في البتاعة الخضراء و الصفراء و الحمراء دِ.
مالك: اسمها إشارة مرور يا ملاك.

ملاك: اه إشارة المرور كانت واقفة و خلاص ماما هتتحرك جت بنت و.

كادت بيان أن تتحرك بسيارتها حتى وجدت أمامها فتاة تستقل دراجة نارية و تقود في طريق معاكس و لم تلاحظها بيان فكادت أن تصطدم بها، فترجلت تلك الفتاة و هي غاضبة من بيان.
-مش تفتحي يا عامية.
بيان: و الله حضرتك اللي جيتي في طريق معاكس مش ذنبي.
-و افرضي كان حصلي حاجة.
بيان: يكون أحسن و يلا اتفضلِ امشي عشان عايزة امشي.
-طب مش همشي.
بيان(ببرود): يبقى اترحمي على الموتوسكل بتاعك يا حلوة.

كادت بيان أن تصطدم بالموتوسيكل لتزيحه من أمامها بسيارتها وجدت أمامها تلك الفتاة التي سقطت أرضا مغشيا عليها أثر اصطدام سيارة بيان بها.
ترجلت بيان من سيارتها بصدمة وجدت الفتاة أمام سيارتها و الأخرون يحاوطون بيان حتى يمنعوها من الهرب.

ملاك: البنت هي اللي غلطانة.
زيدان: يلا عشان الغداء.
بيان: مف.
زيدان: أنا قولت كلمة مفيش اعتراض.
جلس الجميع حول مائدة الطعام و شرعوا في تناول طعامهم.
بيان: شكرا على الغداء.
أمسكت بيان بيد رحيم فأبعدها و أكمل تناول طعامه.
زيدان: المفروض تدفعي غرامة دفعتي كام؟
بيان(بخفوت): معرفش رحيم هو اللي دفع.
رحيم: اتصرفت أنا يا سيادة الوزير.
زيدان: و البنت لو فاقت و عملت محضر جديد.
رحيم: هتفاهم أنا مع البنت.

زيدان: مش عايز حاجة تخالف القانون يا رحيم.
رحيم: أكيد يا فندم.
كانت بيان تشعر بالملل فهذا ليس الجو الملائم لها لا تحب أن تتعامل برسمية أو عدم الابتسام للأخرين.
بيان: رحيم لو سمحت عايزاك لحظة.
نهض رحيم مع بيان و ذهب بعيدًا عنهم.
بيان: أنا عايزة أروح أقعد مع بابا يومين.
رحيم: و الأولاد؟
بيان: هيبقوا معايا.
رحيم: و اشمعنا؟
بيان: وحشني بابا يا رحيم في إيه.
رحيم: يومين بالظبط و ترجعي البيت.

بيان: و لو اتأخرت عن يومين هتعمل إيه يعني!
تركته بيان و استعدت للرحيل.
نجدت: هتمشي يا رحيم.
رحيم: هوصلهم و هرجع بكرة.
نجدت: تمام متتأخرش.
وقف رحيم أمام منزلهم، صعدوا إلى شقتهم و بدأت بيان أن تلملم أشيائها التي ستحتاجها.
رحيم: كأنهم مش يومين بس.
بيان: عندك حق هما مش يومين بس.
رحيم(بحدة): و أنتِ فاكرة إني هسمحلك تقعدي أكتر من يومين!
بيان: ده في مصلحتنا.

رحيم(بحدة): بيان استهدي بالله كدة و متخلنيش أتعصب أكتر ما أنا متعصب.
بيان(باندفاع): من امتى و أنت مش متعصب!
بيان: ملاك مالك جهزتوا اللي قولتلكم عليه.
مالك: اه يا ماما.
بيان: طيب يلا.
جذبها رحيم من ذراعها و دلف إلى غرفتهم و أغلق خلفه الباب.
رحيم: خير حصل إيه دلوقتي و خلاكي عايزة تسيبي البيت؟
رحيم: المفروض مين اللي يتعصب على مين، هو مش أنتِ اللي عاملة مصيبة جايبك من قسم أنتِ و الولاد!

بيان: رحيم وجودي زي عدمه معاك عشان كدة سيبني أروح عند بابا يومين أريح نفسي أرجوك بلاش مشاكل.
بيان: و لو على احتياجاتك ممكن كل يوم أجي أعملك كل اللي أنت عاوزه و كمان ممكن تروح عند والدتك لكن أنا مش عايزة أقعد في الشقة الفترة دِ.
ابتعدت بيان عن رحيم و غادرت الشقة بأكملها و طلبت سيارة أتت لها بعد ربع ساعة.
وصلت بيان إلى فيلا والدها و دلفت.
سمر: نورتي يا ست بيان.
بيان: شكرا يا سمر.

بيان: معلش طلعي الشنط فوق.
بيان: يلا يا حبايبي اطلعوا على أوضة ماما.
ملاك: مش هنشوف جدو صلاح.
بيان: بكرة.
بيان: فين بابا يا سمر؟
سمر: في أوضته يا هانم.
صعدت بيان إلى غرفة والدها و ابتسمت له فمازال يحب أمها كثيرًا و يحتفظ بجميع صورها في غرفته.
بيان: بابا.
صلاح: حبيبة بابا جيتي امتى.
بيان: لسة جاية.
احتضنت بيان والدها و قبّلته على إحدى وجنتيه.
صلاح: كدة متسأليش عني إمبارح.

بيان: كان غصب عني بس أنا جاية و هقعد معاك كام يوم.
نظر لها بصدمة فهي من المستحيل أن تبقى خارج بيتها ل ليلة واحدة.
صلاح: سيبتي البيت و مشيتي؟
بيان: لا لا هو عارف انا قولت أغير و كمان بقى الشغل بتاعي قريب من هنا كل يوم أفضل ألف بالعربية من الشغل للمدرسة للبيت و كل واحد في حتة شكل.
صلاح: ده سبب تافه و مش مصدقك لو فعلا سايبة بيتك قومي دلوقتي و ارجعك.

بيان(بتنهيدة): أرجوك يا بابا سيبني على راحتي و كمان رحيم عارف إني جاية.
صلاح: حصل إيه؟
بيان: محصلش بس قولت أغير و كمان أنت واحشني أوي.
تنهد صلاح علي حال ابنته و اومأ لها.
صلاح: يلا روحي على أوضتك.
بيان: حاضر.
دلفت بيان إلى غرفتها و تمددت بجانب أبنائها.
في الصباح الباكر.

استيقظت بيان باكرًا و قامت بالاتصال بالسواق الخاص بأتوبيس الأولاد ليأتي لها على بيت أبيها و كانت سمر حضرت الفطور جلس الجميع ليفطر، غادر مالك و ملاك إلى مدرستهم و استعدت بيان للذهاب لعملها.
مرت عدة أيام على هذا الحال و هذا الروتين، لم يتصل رحيم و لم يأتي لها فقط هو أيضا يعمل و يعود إلى منزله في وقت متأخر لينام فقط.
بيان: عن أذنك مستر مهند بس عندي شغل.
مهند: الكلام معاكِ حلو يا بيان.

بيان(بابتسامه): مجاملة لطيفة.
مهند: لا بتكلم جد.
بيان: شكرًا.
أزاح مهند بعض الخصلات خلف أذنها التي تمردت على وجهها، ابتعدت عنه بيان فورا بتوتر.
مهند: احم طب.
مهند: وريني كدة التصميم.
بيان: لسة مكملش.
مهند: أه طب وريني وصلتي لحد فين.
بيان: أهو قدامك.
مهند: أنتِ بتستخدمي إيه لشعرك؟
بيان(بضحك): عجبك؟
مهند: اه.
بيان(بضحك): زمان كان شعري وحش أوي قصير و مش ناعم نهائي.
مهند: بجد!

بيان: اه فاستخدمت كريمات و شامبو و زيوت كتير لحد ما وصل للنتيجة دِ.
مهند: اللي متأكد منه أنك في كل حالاتك حلوة.
تنهدت بيان فهي لا تريد أن تسمع تلك الكلمات من أحد سوى رحيم و لكنه لن يفعل مهما حدث.
بيان: شكرا لذوقك مستر مهند.
بيان: هستأذن أنا لازم أرجع البيت.
مهند: تحبي أوصلك؟
بيان: لا عربيتي معايا.

لملمت أشيائها لتغادر و تركت مهند في مشاعره اتجاه بيان التي تزداد يومًا عن يوم و لا يستطع أن يمنع نفسه من حبها و التحدث معاها و رؤيتها كل يوم.
استقلت بيان سيارتها و ذهبت لتحضر أبنائها من المدرسة الذين قبّلوها على وجهها بحب و سعادة.
مالك: هنروح النهاردة يا ماما؟
بيان: اه يا حبايبي هنروح النهاردة.
ملاك: بابا واحشني أوي.
بيان: هننزل نشتري شوية طلبات من السوبرماركت يلا.

اشترت بيان بعض المستلزمات التي ستحتاجها في البيت فمن المؤكد بأن ما جلبته من قبل قد انتهى فهي قد تركت المنزل لأسبوعين.
بيان: يلا يا حبايبي.
ملاك: ماما عايزة شيكولاتة.
بيان: روحي اشتري شيكولاتة يا حبيبتي بس متكتريش عشان الاسنان يلا.
بيان: يلا يا مالك نحاسب.
حاسبت بيان و أتت لها ملاك بعد أن جلبت ما تريده، عادت بيان إلى منزلها.
بيان: مين هيساعد ماما؟
مالك: انا.
بيان: طب يلا.

أحضروا جميع الحقائب و وضعوها بالمصعد و صعدوا إلى شقتهم، دلفت بيان باشتياق لمنزلها فهي لا تستطع مغادرة ذلك المنزل و لكن كان يجب المغادرة لفترة.
بيان: يلا على الأوض يا حبايبي.
دلفت بيان إلى الصالون وجدت فرقة رحيم نظرت له باستغراب.
حبيب: مدام بيان.
تميم: أهلا و سهلا بحضرتك.
بيان: أنتوا كلكم هنا؟
أدم(بخبث): اه و رحيم و سلمى في المطبخ.
بيان: تمام منورين.

دلفت بيان إلى المطبخ وجدت سلمى تضحك و تداعب رحيم و هو يساعدها في تحضير بعض الأشياء للفرقة.
بيان(بابتسامه): منورة بيتي يا سلمى.
نظرت سلمى ل بيان بضيق، رفع رحيم رأسه سريعًا عندما استمع لصوتها فيعلم كم هي عنيدة و كانت ستبقى فترة أطول.
سلمى: واضح أن رحيم مكنش مستعد لرجوعك.
بيان(ببرود): مين قالك كدة هو عامل حساب أنكم موجودين.
اقتربت بيان عدة خطوات من سلمى.

بيان(بهمس): و كمان في حاجات مينفعش عازبة زيك تعرفها.
غادرت سلمى المطبخ بغضب يعتريها، بينما بيان نظرت ل رحيم بلامبالاة.
بيان: يا ريت تخلص بسرعة عايزة أظبط مطبخي.
دلفت بيان إلى غرفتها ثم للمرحاض لتأخذ حمامًا يريح جسدها ثم خرجت و هي تلف حولها منشفة و دلف رحيم الغرفة بعد أن جعلهم يرحلون.
بيان: مشيوا؟
رحيم لا رد.
التفتت له بيان تستفهم عن صمته و لكنه اقترب منها حتى حاصرها بينه و بين خزانة الملابس.

رحيم(بخفوت): اليومين بقوا أسبوعين.
بيان: كانوا هيبقوا شهرين كمان لو حابة لكن مش عايزة الولاد يتعلقوا ببيت جدهم و لما يرجعوا هنا مش هيكونوا حابين يقعدوا.
رحيم(بخفوت): يعني أنتِ راجعة عشان الأولاد!
بيان: مفيش حاجة مخلياني معاك غيرهم يا رحيم.
رحيم(بخفوت): بيان أ.
بيان: أنا عايزة أغير لو سمحت أبعد.
رحيم(بخفوت): غيري بعدين لكن اسمعيني.

تعالى رنين هاتف بيان مما أغضب رحيم و التقط الهاتف من السرير وجد المتصل ذلك المُدعي مهند.
بيان: هات التليفون.
رحيم: لأي مدي وصلت علاقتك بيه؟
بيان: يهمك في إيه؟
رحيم(بحدة): بيان ردي على سؤالي.
التقطت بيان الهاتف من رحيم و أجابت.
بيان: مستر مهند خير؟
مهند: احم شوفتي الهدية؟
بيان: هدية إيه!
مهند: افتحي شنطتك و هتعرفي، باي.

أغلق مهند الهاتف بينما رحيم التقط حقيبة بيان و أخرج علبة مغلفة باللون الازرق تحتوي على سلسلة رقيقة بها الحرف الأول من بيان و بجانبه قلب.
رحيم(بغضب): يجبلك هدية بتاع إيه!
بيان(بخفوت): هتلاقيه بيعتبرني صاحبته.
رحيم(بغضب): بيان.
جذبها رحيم له فأصبحت تتنفس بصعوبة بجانبه و تشعر بالخوف فلا تعرف كيف سيفهم الموضوع.
بيان(بخفوت): أنا مالي مكنتش أعرف يا رحيم وسع.

رحيم(بغضب): الراجل ده تقطعي علاقتك معاه يا بيان، تشوفيه تمشي بعيد عنه، يكلمك كلمة مترديش عليه و تيجي تقوليلي و أنا هوقفه عند حده.
رحيم(بغضب): لو شوفتك قريبة منه حتى لو صدفة هزعلك يا بيان.
بيان: زي ما أنت عندك زملاء في الشغل بنات أنا عندي زملاء في الشغل رجالة برضو.
رحيم(ببرود): و أنا بكلمة واحدة مني يا بيان اخليكي تقعدي من شغلك و أي شغل غيره.
بيان: ابعد عني كدة.

جذبت ذراعها من رحيم و أبدلت ثيابها سريعًا و غادرت الغرفة و هي تشعر بضيق تنفس، بدأت تنظف الشقة و تخزن أشيائها و حضرت الغداء وجدت أبنائها قد غفوا فعادت إلى غرفتها بتعب شديد، كان رحيم يجلس يراجع بعض الاوراق الخاصة ببعض المهمات.
نظرت بيان إلى تلك السلسلة التي جلبها مهند لها فالتقطتها من الأرض مع علبتها و وضعتها في خزانة ملابسها حتى تعيدها لها.
رحيم: قربي.
بيان: تصبح على خير.

رحيم: و أنا قولتلك تعالي جمبي عايز أتكلم معاكِ.
بيان: و أنا تعبانة مش قادرة أتكلم و الأكل في المطبخ محدش يصحيني بكرة عايزة أنام.
نهض رحيم و جلس بجانب بيان و قبّل رقبتها، ابعدته بيان عنها و اعتدلت في جلستها.
بيان: لو مش هتسبني أنام هخرج أنام في أوضة تانية.
رحيم: أنتِ بتتعاملي كدة ليه!
بيان: رحيم هو أنت للدرجة دِ شايف أنه معنديش كرامة!
رحيم: إيه جاب سيرة الكرامة دلوقتي!

بيان: لا في كرامة يا رحيم في، انا بقالي أسبوعين عند بابا مفكرتش حتى تشوف مالي و لا مال ولادك أحوالنا ماشية ازاي أخبارنا إيه.
بيان: و لما رجعت عايزني بكل سهولة اتقبل أن في واحدة غيري دخلت مطبخي و كانت بتهزر و تضحك معاك و الله أعلم عملت إيه في الأيام اللي مكنتش فيها هنا.

بيان: و مش بس كدة جاي تحاسبني على أن حد بعتلي هدية انا أصلا معرفش أن في شنطتي حاجة زي كدة و لا أعرف ازاي حطها في شنطتي و أنت نازل زعيق و عصبية كعادتك.
بيان: و دلوقتي عايزني أنسى كل حاجة و أتعامل معاك طبيعي و حب و اعملك اللي عايزه.
أنهت بيان حديثها و التقطت بخاختها لتستطيع التنفس بشكل أفضل، بينما رحيم نهض لعمله.
بيان: بارد.

استلقت بيان على السرير لتنام حتى الصباح، شعرت برحيم بعد فترة يستلقى بجانبها و يغلق الأنوار.
التفتت بيان و احتضنته لتشعر به يشدد عليها و هي بين أحضانه.
في الصباح الباكر.
شعر رحيم بشخصًا يداعب وجهه فتح عيناه ببطء و نظر جانبه وجد بيان نائمة و لا يوجد أحد بالغرفة و لكن استطاع الاستماع لتلك الأنفاس السريعة المنبطحة أرضًا.
حاول رحيم أن يكمل نومه و لكنه شعر بتلك اليد التي تُضع على وجهه و أمسك بها.

ملاك(بصريخ): لا.
رحيم: بتعملي إيه هنا؟
ملاك(بتوتر): كنت أحاول أصحي ماما عشان عايزين نأكل.
رحيم: و الله؟ حد قالك إني عبيط!
ملاك: يا ماما ماما.
رحيم: اهدئي متصحهاش.
ملاك(بصوت عالي): ماما.
نظر رحيم ل ملاك بغضب، بينما نهضت بيان بفزع أثر صوت ملاك.
بيان(بقلق): في إيه يا ملاك أنتِ كويسة؟
جرت ملاك لتتوسط أحضان بيان التي لم تدرك بعد ما حدث و كأنها ما زالت نائمة.
بيان(بنوم): حصل إيه؟

رحيم(بحدة): بنتك الهانم هي اللي صحتك.
ملاك: افتكرتك هتأكلني زي الوحش.
بيان: عيب يا ملاك.
استمعا لصوت قوي يأتي من المطبخ فنهض رحيم مسرعا للخارج و كادت أن تحدث كارثة في ذلك الوقت أثر مالك الذي كان يقف أمام والده الغاضب مرتجفًا.
بيان: تعالى يا مالك.
بيان: قولي يا حبيبي حصل إيه؟
مالك: كنت بحاول اعمل أكل معرفتش فخرجت من المطبخ و نسيت أقفل الغاز و لما دخلت تاني و كنت بحاول أعمل أكل تاني العين ضربت.

رجيم(بغضب): أنت امتى هتبقى مسؤول إيه الهبل ده.
بيان: تعالى يا حبيبي اهدأ خلاص حصل خير.
رحيم(بغضب): هو أنتِ هتفضلي كدة سلبية في تربيتك للأطفال في إيه كل يومين مصيبة و تخيلي لو كان حصله حاجة و المطبخ ولع بيه كنتِ هتفرحي وقتها.
شددت بيان على مالك الذي يبكي بين أحضانها فهو مازال صغيرًا.
بيان: متزعلش يا حبيبي طول ما أنا موجودة حقك عليا أنا.
رحيم: دلعيه دلعيه هو ناقص دلع.

بيان: أنا هحضر الأكل يا حبايبي خلاص يلا روحوا على أوضتكم أو اتفرجوا على التلفزيون عقبال ما أحضر الأكل يا حبايبي.
نهضت بيان و هي تشعر بعدم اتزان فاستندت على رحيم الذي تمسك بها جيدًا.
رحيم: أنتِ كويسة؟
بيان(بخفوت): اه.
ذهبت بيان مسرعة إلى المطبخ و أحضرت الغداء و جلست لتبدأ في عملها.
رحيم: بتعملي إيه؟
بيان(بنوم): بعمل شغل مطلوب مني بعد بكرة.
رحيم: ما تقومي تنامي.

بيان: لا هخلص الأول الشغل ده معلش اعملي نسكافيه يا رحيم. ة
رحيم: مفيش نسكافيه و مفيش شغل.
وجدت بيان رحيم يحملها فتمسكت به و هي أيضًا كانت تريد النوم و بشدة فاستسلمت له.
رحيم: عايز أكلمك في موضوع.
بيان(بنوم): بعدين يا رحيم بعدين.
تركته بيان و استسلمت لتعبها فنامت، بينما رحيم نظر لها بضيق فهي تتهرب منه خرج و وجد هاتفه يصدر منه رنين.
رحيم: خير يا سلمى؟
سلمى: وحشتني.
رحيم: سلمى أنا متضايق ابعدي عني دلوقتي.

سلمى: أجيلك؟
رحيم: تيجي فين مجنونة! لا طبعا.
سلمى: رحيم أنا أعيش عمري كله ليك.
رحيم(بتنهيدة): سلمى انسي تبقي في مكان بيان أنتِ غير يا سلمى.
سلمى: بس قلبي بيحبك و متعلق بيك.
رحيم: اركنيه على جمب شوية لحد ما تنسي.
سلمى: الموضوع مش سهل أوي كدة.
أغلق رحيم الهاتف و زاد تعب قلبه أضعاف فما ذنب تلك المسكينة سوى أنها أحبته.
دلف رحيم إلى غرفته و نظر إلى بيان يتذكر أول مرة التقى بها و كيف كانت مستسلمة بين أحضانه.

كانت تجلس بيان في كافيه في إحدى المولات الشهيرة و التي كانت بها قنبلة و قد تم الإبلاغ عنها.
كان الجميع يهرول إلى الخارج بينما هي بقت في مكانها تبكي بصمت واضعة رأسها على طاولة الكافيه مغمضة عيناها تستمع لتلك الموسيقى الحزينة ذو ذوق عالي وجدت من يربت على كتفها بقوة.
نظرت له بيان بصمت ثم عادت بأنظارها إلى الطاولة وجدت قلة من الناس الموجودين.
أزال رحيم تلك السماعات بقوة و سقطت أرضًا.

رحيم: أنتِ غبية مش شايفة الكل بيخرج ازاي قومي في قنبلة.
نظرت حولها بيان باستغراب و أزالت دموعها الملتصقة بوجنتيها برفق ثم أعادت النظر لهاتفها.
رحيم(بنفاذ صبر): في قنبلة منتظرة إيه اخرجي بره.
بيان(باستلام): هموت! طيب.
وضعت بيان رأسها مرةً أخرى على طاولة الكافيه و نظرت إلى تلك السماعات التي القاها رحيم على الأرض.

بينما رحيم قد نفذ صبره و جذب الكرسي الذي تجلس عليه بيان بعنف و هبط ليحملها بين يداه و هي نظرت له بهدوء و أغمضت عيناها.
تميم(بصوت عالي): رحيم 15 ثانية.
جرى رحيم إلى خارج المول و بيان بين يده مغشيًا عليها، أنزلها أرضًا و لكنه علم بأنه مغشيًا عليها فمسكها جيدًا.
رحيم(بصوت عالي): عايز إسعاف دلوقتي.
حملها رحيم مرةً أخرى و ذهب إلى إحدى سيارات الإسعاف المنتظرة لحمل المصابون إن وُجدوا.

-في مكان أخر...
اطلقوا سراح ممدوح بأمر من رحيم و عاد إلى منزله و هو يتوعد ل رحيم.
-إيه اللي حصل في وشك ده؟
ممدوح: اسألي زوج بنت أختك.
-و ماله زوج بيان؟
ممدوح: ضربني و حبسني عشان معاه واسطة.
-يا حاج يا حاج.
ممدوح: هتعملي إيه؟
-من بكرة هنروح و نجيب حقك أنت قليل و لا إيه؟
-بتنادي ليه يا أم ممدوح؟
مامت ممدوح: عشان تجيب حق ابنك.
-حصل إيه احكوا؟
قص ممدوح ما فعله رحيم بهِ.
-و هو عمل كدة من غير سبب يعني؟

ممدوح: مش عارف يا حاج انا قولت أروح اطمن على بنت خالتي، غلطان أنا!
-لا مش غلطان و هنجبلك حقك.
-اخرسي أنتِ يا عواطف.
ممدوح: يا حاج ا.
-بكرة نروح و هنعرف إيه اللي حصل و صدقني لو كنت غلطان يا ممدوح لأضربك قدام الخلق كلهم.
تركهم ممدوح و صعد لغرفته، بينما عواطف قد حزنت على حال ابنها.

-في الصباح الباكر.
استيقظت بيان مبكرًا و نظرت ل رحيم النائم بجانبها و ملست على وجهه ببطء.
بيان(بانفعال): هتفضل بارد لحد ما تموت.
نهضت بيان سريعا و دلفت إلى المرحاض لتستحم و خرجت وجدت رحيم قد استيقظ.
رحيم: صباح الخير.
بيان لا رد.
رحيم(بحدة): إيه قله الذوق دِ؟
بيان: بتقول حاجة يا رحيم؟
رحيم(بضيق): جهزي الأكل عشان جعان.
بيان: حاضر.
نهضت بيان لتحضر الفطور شعرت بيان برحيم يأتي من خلفها فارتبكت قليلًا.

بيان: عايز إيه من هنا؟
رحيم: لو عايزك أنتِ اللي تجيبي كنت هقولك.
بيان: بارد.
التفتت له بيان، أصبح وجهها مقابلًا لوجهه على بُعد بسيط.
اقترب رحيم منها(ولخيالكم).
رحيم: البرود شيء جميل علفكرة.
مالك: صباح الخير ماما.
بيان لا رد.
رحيم(بهمس): ردي على الولد.
بيان(بعدم فهم): مين؟
تركها رحيم و هو يضحك على حالها بينما هي التفتت و وجدت مالك يجلس أمامها.
بيان: صباح الخير.
مالك: عايز أكل.
بيان: بجهزه أهو، فين ملاك؟

مالك: أنا عارف هتلاقيها نايمة.
بيان: طب قوم ناديها يلا.
مالك: مش قادر.
بيان: طب قوم حط الأطباق معايا على السفرة.
مالك: أنا قادر أشيل نفسي بالعافية.
نهض مالك و جلس على مائدة الطعام بينما بيان أتت بجميع الاطباق من المطبخ و وضعتها على الطاولة و ذهبت لتوقظ ملاك.
ملاك(بنوم): حتى يوم الأجازة الواحد مش عارف ينام.
بيان: قومي يلا.

حملت بيان ملاك و أجلستها على المائدة، ثم دلفت غرفتها لتبدل ثيابها و تخبر رحيم بأن الفطور قد جهز.
بيان: ا.
أشار لها رحيم بأن لا تتحدث.
رحيم: تمام يا تميم.
رحيم: مش عايز غلطة زي المرة اللي فاتت.
رحيم: هنعمل هجوم على المنطقة الأولى زي ما هما فاكرين و في نفس اللحظة هكون أنا و سلمى و حبيب في المنطقة الحقيقية.
تميم: أدم فاكر أنه هيجي عند الهجوم الحقيقي.
رحيم: هأخد مين معايا! لا طبعا أدم معاكوا.

تميم: تعالى أنت قوله.
رحيم: طيب.
ارتدت بيان فستانا رقيق باللون الأزرق الهاديء، كان يصل إلى ما بعد الركبة قليلًا و يتميز بوسع بسيط من بعد الخصر.
رحيم: حضرتك ناوية تروحي الشغل بكدة؟
بيان: اه ماله وحش؟
رحيم: اه وحش غيريه.
بيان: بس عاجبني.
بيان: و يلا عشان الأكل جاهز.
رحيم: الزفت مهند ده بيشتغل إيه في الشركة؟
بيان: مش بيشتغل ده أكبر عميل عندنا في الشركة و مش محتاج أنه يشتغل لأنه عنده شركة ليه لوحده باسمه.

رحيم(بانفعال): طبعا ما أنتِ بتحبي الرجالة اللي معاها فلوس و واسطة.
تلقى رحيم صفعة قوية من بيان، فيكفى إلى هذا الحد أنه يشكك بأخلاقها و احترامها له.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة