قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية حملة برعاية الحب للكاتبة سلسبيل كوبك الفصل الرابع والعشرون

رواية حملة برعاية الحب للكاتبة سلسبيل كوبك الفصل الرابع والعشرون

رواية حملة برعاية الحب للكاتبة سلسبيل كوبك الفصل الرابع والعشرون

أخرج رحيم سلاحه و قام عدة مرات بكسر الزجاج حتى كُسِر و حدث انفجار قوى في المبنى بأكمله و سقطت بيان من النافذة و هي تصرخ و لحقها رحيم الذي لحسن حظه سقط على عشب و المسافة لم تكن طويلة.
رأى رحيم بيان التي تنزف بغزارة فجرى نحوها سريعا و هو قلق من فقدانها و يحدث كما حدث لسلمى.
كاد المبنى أن ينهار عليهما فحملها سريعا و ذهب للخارج حيث ينتظره البقية.

بمجرد رؤيته لشحاته حتى نظر له بغضب عارم يعتلي ملامح وجهه.
رحيم(بحدة): أنت جبان للدرجة دِ!
شحاته(بتوتر): رحي.
رحيم(بحدة): افتح الباب.
فتح شحاته الباب لرحيم الذي وضع بيان و جلس بجانبها و هو يحاول فحصها، وجدها لم تغمض عيناها بعد فحاول إزالة الدماء التي تغطي وجهها بيده.
رحيم: متغمضيش عينك.
ابتسمت بيان بالرغم من تلك الآلام التي تغزو قلبها و رأسها و حاولت التحدث.
بيان: و لو غمضتها!
رحيم: ده وقت هزار!؟

بيان: حتى مستكتر عليا الفرحة و أنا احتمال أموت!
رحيم(بحدة): بطلي تقولي كلام مش قده.
طلب رحيم من شحاته بعض المناديل و قام بإزالة الدماء و هو ينظر لوجه بيان المبتسم، أغمضت عيناها فقلق رحيم و صاح باسمها.
بيان: امممممم؟
رحيم: مغمضة عينك ليه؟
بيان: بريحها شوية.
تنهد رحيم و هبط من السيارة عندما وجد شحاته قد توقف أمام إحدى المستشفيات العامة، تم نقل بيان للطواريء سريعا لمعالجة الأمر بأقصى وقت.

جلس رحيم أمام غرفتها و بجانبه شحاته الذي كان يحاول التحدث حتى استطاع.
شحاته: أسف.
شحاته: مش كل الظاهر حقيقة.
شحاته: قدامك أنا شحاته اللي بينصب على الناس اللي بيصنع قنابل و لكني أكتر واحد بيخاف منها.
شحاته: بس بنضطر نعمل الحاجة اللي بنخاف منها، مثلا عشان أمي اللي بتنتظر رجوعي بفارغ الصبر اللي كل ما حد يقولها ابنك نصاب و البوليس بيدور عليه تبقى مش مصدقاهم و فخورة بيا برضو.

نظر له رحيم ثم عاد بنظره لغرفة بيان الذي خرج منها الطبيب للتو.
نهض رحيم و تقدم منه، فأردف الطبيب قائلا: -يجب عليها البقاء هنا لفترة.
رحيم: لما؟
-يبدو كأنها سقطت من مكان مرتفع، لقد تضرر جسدها.
رحيم: هل السفر خطر؟
-و لما السفر؟
رحيم: لتعاود ديارها.
-حسنا بعد يومان من الممكن.

غادر الطبيب، بينما ظل رحيم يفكر في سلمى و هي تلفظ أنفاسها الأخيرة قبل رحيلها و عاد بذاكرته عندما رأى بيان بوجهها الذي كان يمتليء بالدماء.
نظر لشحاته الذي غفى بمكانه ثم تقدم من غرفة بيان التي ترقد على السرير مريضة لا تعلم بما يحدث من حولها فقد أعطوها مهديء لتستطيع النوم فالآمها كانت قوية.

ظل بجانبها حتى استيقظت و نظرت بجانبها وجدته و أغمضت عيناها مرة أخرى، لكنه نهض عندما علم باستيقاظها و اقترب منها محاوطا وجهها بيده متسائلا عن حالها.
رحيم: أنتِ كويسة؟ بخير طمنيني.
فتحت بيان عيناها ببطء و نظرت لرحيم، لمحت ذلك الخوف الذي يحتل عيناه و لأول مرة يكون ذلك الخوف من أجلها هي.
ابتسمت بخفوت و رفعت يدها حيث وجنته و قربته منها تحدثت بصوت منهك و متعب.
بيان: خايف؟

شعر بالضعف و أعطاها ظهره، بينما بيان أكملت حديثها.
بيان: ضيعت كتير من عمرنا يا رحيم و دلوقتي فات الآوان.
بيان: عايزة أشوف ملاك.
رحيم: مع حسام.
بيان: هخرج امتى؟
رحيم: هتباتي الليلة و من بكرة هترجعي مصر.
نهضت بفزع حينها اجتاحها الألم فصرخت، اقترب رحيم منها سريعا و ساعدها على النوم بطريقة مريحة و استمع لها و هي تخبره بأنها لا تريد أن ترحل بدون مالك و ملاك معا.

-مرت عدة أيام، كان الجميع يشعر بالحزن على فقدان سلمى و إصابة بيان و عدم العثور على مالك بعد؛ بينما بيان كانت تشعر بحزن رحيم الذي يملؤ قلبه لم تعلم ما سببه بعد و لكن اليوم هو موعد رحيلها من تلك المشفى اللعينة التي أُجبرت أن تظل بها.
كانت تخرج بيان برفقة رحيم و تستند عليه.
مينا: حمدلله على سلامتك.
بيان: الله يسلمك.

فتح مينا باب السيارة لكلا من بيان و رحيم الذي جلس بجانبها، بينما مينا قاد السيارة نحو المنزل و هبط كلاهما.
سلم الجميع على بيان، بينما هي كانت تلتفتت يمينا و يسارا على أمل أن ترى ملاك حتى وجدتها تجري على الدرجات و هي تهتف باسمها بصوت مرتفع.
جرت نحوها بيان سريعا و جذبتها لأحضانها باشتياق جارف و دموع تبلل وجنتيها و ألم لم تعد تشعر به بعد رؤيتها لابنتها.

ابتعدت عنها بيان سريعا و هي تتفحص ملامحها و إن كانت سليمة، قبّلتها بيان عدة مرات بحب و حنان أمومي.
بيان(بدموع): حبيبة ماما وحشتيني أوي، طمنيني عليكِ.
جذبتها بيان مرة أخرى لأحضانها و هي تحمد ربها بأنها قد عادت لها سليمة و تتمنى أن تجد ابنها مالك.

ظلت بيان مع ملاك طيلة اليوم حتى غفت بجانبها، صعد رحيم بعد أن تحدث للجميع عما سيحدث الفترة القادمة و دلف للغرفة قام بتغطيتها و تركها ليبدل ثيابه و جلس بجانبهما على السرير و هو يتفحص ملامحهما بالأخص بيان يشعر بأن موعد رحيله قد اقترب.
نهض و هو يشعر بشيء يحيط رئتيه يمنعه من التنفس بشكل صحيح و منتظم.
في الصباح الباكر،.

استيقظت بيان على ضجة بالغرفة، وجدت بيان ملاك تساعد أبيها في تحضير الحقيبة الخاصة بها فاستغربت و نهضت سريعا نحوه.
بالأسفل،
استطاع شحاته أن يعلم بمكان ذلك الرجل الذين يبحثون عنه، كان الجميع يتجهز فعندما علم شحاته بالمكان ذهب أدم لفحص المكان و الاستعلام عن كل شيء و علموا بخطورة الأمر و خطورة المنظمة التي تخطف الأطفال للتجارة بهم و أعضائهم و كل ما يمتلكوه.

علموا بأن المنظمة تمتد فروعها بكل مكان خارج البلاد و بداخلها، يحيط الخطر بكل البلدان.
تجهز الجميع لمواجهة الموت بلا خوف لأول مرة، فتلك المهمة قعد علمتهم الكثير و زرعت بداخل قلوبهم الشجاعة و الحب.
الكثير منا تنقصه بعض الأشياء، نحن خُلقنا لنكمل ذلك النقص لنشفي جروح القلب؛ فنحن خلقنا لنكون بجانب بعضنا الأخر لم نخلق للأذية.
سلسبيل كوبك|ليل|.

نظروا جميعا لصورة سلمى التي قاموا بوضعها على الحائط؛ ليتذكروها، فالبرغم من عجرفتها الزائدة ألا و أنها كانت مخلصة.
كانت تجلس نور خائفة من القادم و على أخيها الذي يذهب للموت بنفسه كما استخدمت نجدت ذلك التعبير من قبل خوفا عليه و لكن تلك الحقيقة فما يفعله رحيم مجازفة كبيرة بكل الأرواح.
تقدم عمر من نور و وقف أمامها.
عمر: خلي بالك من نفسك أنتِ و جيسي.

هزت نور رأسها بإيجاب و نظرت للأرض بتوتر من نظرات عمر المخترقة لها، غادر عمر سريعا و هو يدعو ربه أن يعود.
بالأعلى،
كانت تتشاجر بيان مع رحيم بسبب إصراراه على عودتها هي و كلا من جيسي و نور.
بيان: احنا كملنا الطريق ده مع بعض و هننهيه مع بعض.
رحيم: مبدأتهوش معاكِ أنتِ اقتحمتي الموضوع بجنانك و تفكيرك الغبي ده.
أشارت على نفسها بعدم استعياب.
بيان: أنا تفكيري غبي يا رحيم!

نظر لها رحيم ثم لملاك التي تشعر بالقلق، جذبها رحيم له بدون تفكير و قبّل عنقها.
شعرت بيان بالقلق على رحيم فتحدثت بصوت منخفض لا يسمعه سواهم.
بيان: هيحصل إيه!
رحيم: مفيش و مش هتحصل حاجة، حرام لما أحضن مراتي!
اقترب رحيم من ملاك و جذبها لأحضانه، بينما بيان ظلت واقفة غير مستوعبة لتصرفات رحيم التي توحي بعدم لقائها به مرة أخرى.
رحيم: هوصلكم المطار قبل ما نمشي.

هبط رحيم لأسفل و خلفه بيان و هي تحمل ملاك ابنتها بعد أن أبدلوا ثيابهم كلاهما.
نهضت نور و اقتربت من رحيم الذي ابتعد عنها سريعا و هو يحاول ألا يضعف أو ينفعل عليها، اقتربت منه جيسي و هي تتحدث بالانجليزية حتى يفهمها الجميع.
جيسي: هل يمكنك مسامحتها من أجلي، سيدي؟
جيسي: نحن مجبرون على فعل تلك الأشياء، ربما والدك لم يبحث جيدا مثلك.

جيسي: لكان استطاع العثور عليها مثلما حصلت على ابنتك، لقد فعلت الكثير من أجل ابنتك و أنت الآن تفعل المستحيل لعودة ابنك.
جيسي: أعتقد أن والدها لم يفعل هذا، كانت بانتظاره و انتظارك حتى تملك منها اليأس و الألم.
جيسي: سيدي، سامحها فليس وحدها المذنبة، لا أحد مننا يتمنى أن يكون سيئا و مذنبا لتلك الدرجة نحن أُجبرنا.

حسنا حديثها صحيح، لا أحد مننا وُلِد سيئا و لا أحد يريد أن يبقى سيئا منبوذ من الأخرين شعر رحيم بالحيرة فالتفت لبيان التي ابتسمت له لتحمسه، عاد رحيم بنظره لنور التي تبكي بصمت اقترب منها رحيم سريعا و احتضنها بحب أخوي.

بكت نور بأحضان رحيم حتى حان موعد الرحيل فالطائرة على وشك الإقلاع، غادر الجميع نحو المطار فأعطى رحيم التذاكر لبيان و قبّل ملاك و احتضن كلا من جيسي و نور، التفت لينظر لبيان وجدها قد حملت ابنتها و ذهبت نحو المطار بخطوات مترددة فغادر سريعا مع البقية.
اقتربت كلا من جيسي و نور من بيان و تسائلوا عن مغادرتها، نظرت بيان لملاك ابنتها التي تحتضنها ثم نظرت لهم.
بيان: لأن الفراق مؤلم أوي.

أُعلنت رحلتهم، صعد الجميع على متن الطائرة و كانت نور مشتاقة للعودة إلى ديارها بينما ملاك تفتقد أخيها مالك و جيسي كانت تتمنى لو تلتقي بعائلتها.
عند الأخرون،
دلفوا جميعا بسيارتهم و اقتحموا المكان و قاموا بإطلاق النيران على غفلة مما أدى إلى سقوط الكثير، اختبيء الجميع ليتفادوا الرصاص.

وصل الخبر لرئيسهم و الذي يُدعى فيكتور، هو الزعيم بعد أن قام بقتل رئيسه و استلم هو العمل و قام بتوسيع الأعمال الغير قانونية، و ربما لم يترك شيئا يخالف القانون و لم يفعله.
فيكتور: انقل الأطفال للشاحنة.
قام بعض حراسه بنقل الأطفال من الغرف المخصصة لهم للنجاة بهم.
جذب فيكتور مالك و الذي اعتبره ابنه.
فيكتور: عايزك تقف هنا تصوب على أي شخص غريب، مفهوم؟

هز مالك رأسه ببطء و صمت، بينما فيكتور قد غادر و نظر مالك للأسفل حيث وجد رجال فيكتور و بعض الأشخاص الأخرون و هم رجال أدم الذي قد سقط نصفهم.
دياب: هنهجم امتى؟
رحيم: في النص، يكونوا خلصوا طاقتهم و احنا نبدأ.
أدم: و لكن رجالتي بتقع يا رحيم.
نهض رحيم و قام بقتل شخصين كانوا يصوبون نحو مينا، فظل مينا بظهر رحيم و يتحركان سويا.

لقد مر وقت طويل، اختبيء الجميع و اشتعلت النيران ببعض الأماكن و كان فيكتور يطلب الدعم من أصدقائه و مازال هناك أطفال لم تُنقل بعد للحدود.
شعر رحيم بالقلق فقد رأى شاحنة تخرج من المكان فتقدم حيث الشاحنات و أشار لمينا الذي قام بالتصفير فالتفت له الحراس و قام بقتله بسلاحه الدي يحمله، بينما رحيم قام بإفراغ عجلات بعض السيارات حتى لا يمكنهم الهروب بالأطفال.

طلب رحيم من عمر أن يظل هنا يراقب الأمور حتى يرى مالك ابنه.
كان نادل يشعر بالتعب من جرحه القديم و لكنه كان يقاوم بشدة حتى سقط أرضا و الطلقات تخترق جسده عدة مرات، صرخ دياب باسمه و جرى نحوه يمنع جسده من السقوط أرضا منهزما و كاد أن يُصاب دياب و لكن حسام قام بحمايته و جذبه بعيدا عن نادل الذي سقط أرضا تخرج الدماء منه بقوة.
دياب(بصدمة): مات!
حسام: اهدأ يا دياب لازم نكمل اهدأ.

قام كلا من حسام و دياب بسحب جسد نادل بعيدا عن الضربات و الأسلحة.
كاد أن يضرب أحدهم رحيم حتى تقدم شحاته ممسكا بمضرب بيده و ضربه بقوة على رأسه حتى سقط أرضا، فابتسم شحاته لرحيم و جذبه رحيم بعيدا عن الطلقات التي تندفع نحوهم بلا نهاية.
جلسوا جميعا أرضا يحاولون الاختباء فقد نفذت طلقاتهم و سقطت جميع حراس أدم أرضا، جلس الجميع ينظرون لرحيم الذي يحاول إنقاذ الموقف و نهض أمام رجال فيكتور الذين صوبوا نحوه.

تحدث رحيم بالروسية و صوت مرتفع حتى يسمعه فيكتور، نظر له مالك بصدمة و تراجع للخلف.
رحيم: حسنا يكفي قتال، سأطلب طلبا واحدا و أغادر مع فريقي.
نظر أحد رجال فيكتور لرحيم و حثه على أن يكمل حديثه، فأكمل رحيم.
رحيم: ابني لديكم، أريده لكي أذهب.
خرج له فيكتور و نظر له بسخرية، و تفحصه من أسفل لأعلى و أشار بسبابته على رجاله.
فيكتور: أنت وحدك يمكنني التخلص عليك الآن بإشارة يدي.
فيكتور: لست مضطرا على تنفيذ طلبك.

فيكتور: و لم تعد لديك فرصة العيش على الحياة، فقد تجرأت و حاربت فيكتور الذي حارب الجميع من أجل ذلك المنصب الذي انا عليه الآن لن أتردد لحظة في قتلك، أيها الحثالة.
رفع فيكتور يده الممسكة بسلاحه و صوب نحو رحيم الذي نظر له بقوة كعادته، فهو كان يعلم بأن نهايته ربما اليوم؛ ولكن للقدر رأي أخر و كذلك بيان التي دلفت سريعا بسيارة و حجبت الرؤية بين رجال فيكتور و رحيم.

صوب الجميع نحو السيارة حتى نفذت أسلحتهم، أوقفت بيان السيارة و نظرت لرحيم الذي كان متفاجئا من وجودها و ألقت عليه عدة أسلحة و جرت نحوه و جذبته للأرض و معها بقية الأسلحة الذين بحاجتها.
دياب: واضح إني كنت غلطان.
جذب دياب أحد الاسلحة و صوب نحو رجال فيكتور، بينما رحيم جذب بيان خلف إحدى السيارات و نظر لها بغيظ.
رحيم: خير مستعجلة على موتي.
عقدت بيان حاجبيها و نهضت و هي تطرد الغبار من على ثيابها و نظرت لرحيم.

بيان: علفكرة ممكن نأجل الخناقة دلوقتي و نحاول نخلص عليهم قبل ما يخلصوا علينا و ساعتها هرتاح أخيرا مش هشوفك و أنت بتزعق تاني.
تركته بيان و جذبت أحد الأسلحة لتقف خلفهم لحمايتهم، بالرغم من أنها لا تستطع استخدامه جيدا و لكنها ستحاول.

نظرت بيان لملاك النائمة بجانبها و نظرت للمضيفة التي تعطي التعليمات للركاب، فنهضت سريعا و هي تستغل أخر فرصة لديها.
-لا يمكنك الرحيل الآن نحن على وشك الإقلاع.
بيان: لم نقلع بعد لذلك من حقي أن أغادر الطائرة الآن.
نور: بيان بتعملي ايه؟
بيان: خلي بالك من ملاك.
أزاحت بيان المضيفة و استطاعت مغادرة الطائرة قبل الإقلاع و حاولت التواصل بأحدهم عدة مرات حتى أجاب عليها شحاته.
بيان: أنتوا فين؟
شحاته: بنموت.

جرت بيان سريعا لتستقل أحد سيارات الأجرة.
بيان: قولي المكان بسرعة.
شحاته: شكل الحرب بتتقلب علينا.
بيان: مش مهم دلوقتي يا شحاته، بلغني بالمكان.
شحاته: طيب.
ذهبت بيان للمنزل سريعا و استطاعت أن تحصل على عدة أسلحة و ذهبت حيث أخبرها شحاته.

كان الجميع يقاتل بكل قوته، كادت أن ينقلب الموضوع لصالح رحيم و لكن أحدهم وقف خلف بيان و كاد أن يصيبها لولا تلك الرصاصة التي انطلقت من سلاح أدم.
التفتت بيان سريعا بفزع و نظرت للرجل كيف تخرج الدماء منه و تصعد روحه للأعلى.
بيان: اهدئي مش مهم، بيحصل أكتر من كدة ركزي.

عادت بيان لموقعها مرة أخرى، نظرت لرحيم الذي أُصيب بكتفه بإحدى الأسلحة البيضاء من قِبل أحدهم فأطلقت النيران سريعا نحو الذي حاول قتله و جرت نحوه و هي قلقة عليه.
بيان: أنت كويس؟
اسندته بيان و ذهبت به لمكان أمن و حاولت إيقاف تلك الدماء بيدها أو إخراج تلك السكين، فنظرت له بفزع و توتر.

أتى لهم مينا الذي جذب السكين بقوة و حاولت بيان إيقاف الدماء و لكنها لم تستطع، فقامت بقطع جزء كبير من تي شيرت رحيم و قامت بإيقاف الدماء مؤقتا.
كان يشعر رحيم بالتعب فقد قاتل الكثير، فسعل بشدة نظرت له بيان عندما وجدته يتحدث بأسف.
رحيم: اعذريني لو مقدرتش أنقذ ابنك.
أحاطت بيان بوجه رحيم و تحدثت بقلب يملؤه اليقين بالله و الثقة برحيم.

بيان: ربنا مش هيخذلنا أبدا، و كمان أنا واثقة فيك يا رحيم و متأكدة أنك هترجع مالك لحضني تاني.
عند البقية،
كانوا يحاولون الصمود، و قام شحاته بإلقاء عدة قنابل عليهما و لكنهم لم ينهاروا جميعا فكان فيكتور يمتلك العديد من الرجال.
أُصيب مينا بذراعه فسقط بجانب رحيم و بيان التي جرت نحوه سريعا بقلق و ساعدها رحيم في نقله لمكان أمن لحمايته و عدم إصابته مرة أخرى.

كان عمر يراقب جميع الشحنات و لكنه لم يرى مالك بحوزتهم فقام بمحادثة الشرطة لإنقاذ بقية الأطفال المتجهون نحو الحدود لتهريبهم.
عاد عمر معهم و حاول إنقاذ الموقف و جذب مينا للخارج و ساعده دياب في ذلك فكان يقف بظهرهم لحمايتهم.
فيكتور(بغضب): ماذا تعمل عندك!
نظر له مالك بفزع و سقط أرضا من منظره المهلك للأعصاب.
فيكتور: مش قولتلك أقتلهم!

جذبه فيكتور و جذب منه السلاح و حاول قتل بيان التي كانت تحاول تختبيء برحيم الذي يؤلمه جرحه بقوة.
حاول فيكتور قتلها و لكن مالك صرخ باسمها، فنظر له فيكتور و تسائل عن الأمر.
مالك: إنها أمي، لا تأذيها أرجوك.
ابتسم فيكتور بخبث و جذب مالك معه و طلب من رجاله التوقف عن الضربات.
نظر رحيم نحوه فوجده ممسكا بمالك فعاد بنظره لبيان التي نظرت باشتياق و قلق نحو مالك.
فيكتور: إن لم تستسلم لي الآن، سأقتله.

نظر حسام له و جرى نحوه سريعا، بسرعة لم يتداركها فيكتور للدفاع و جذب حسام مالك و جرى بعيدا و لكنه أُصيب أثناء هروبه فقام دياب بالتصويب نحو رجال فيكتور بقوة و غضب.
دلف عمر للمكان لمساعدتهم بعدما نقل مينا السيارة وجد حسام يحاوط مالك بجسده حتى لا يُصاب فجرى نحوه سريعا على أمل إنقاذه.
عمر: ساعدني يا حسام انقلك.
حسام(بخفوت): خد الولد لمكان أمن و اهرب.
حسام(بخفوت): يلا.
مالك(بقلق): عمو انت كويس.

أخرج حسام ورقة بيضاء وضعها بيد عمر و أخرج كلماته الأخيرة باسم رحيم، ثم أغمض عيناه مستسلما.
بكى عمر بجانبه و لكنه تدارك موقفه سريعا و أخذ مالك نحو السياره.
رحيم: دِ فرصتنا الوحيدة للهروب معانا مالك.
كان رحيم حزينا للغاية على من فقدهم و كان يحاول تدارك الموقف سريعا حتى يمكنه إنقاذ البقية.

نهض رحيم سريعا و بجانبه بيان، حاول كلا من شحاته و دياب الخروج من المكان بعد أن قام شحاته بتفجير مكان تواجد رجال فيكتور أجمعهم و للأسف كان من ضمنهم أدم.
كان يستند رحيم على بيان ليخرج قبل حدوث أي شيء أخر، و لكنه تأتي الرياح بما لا تشتهيه السفن.
ظهر فيكتور من خلف كلا من بيان و رحيم مصوبا اتجاه بيان التي شعرت بذلك و التفتت سريعا.

أطلق النيران نحو بيان تزامنا مع الوقت الذي أخرج دياب سلاحه و أطلق النيران نحو فيكتور، ليسقطا الاثنان أرضا تنساب منهما الدماء.
جذبها رحيم نحوه غير مستوعبا لما يحدث، ابتسمت بيان بألم، بالرغم من تلك الدماء التي تحيط وجهها و ثيابها؛ فلأول مرة ترى خوفه عليها.
تراخت يدها بعيدا عنه و سقطت أرضا بجانبها و أغمضت عيناها معلنة نهاية ذلك الألم المؤلم الذي يجتاح قلبها.

كان يجلس أرضا ينظر إليها بين يداه تنزف دماءً، سقطت الدموع على وجنتيه فهو لا يريد هذا هو يريدها بجانبه دومًا لتسانده، لتظل تتحمله فلا أحد يستطيع فهمه غيرها فلقد تعلم الحب على يداها و بين أضلعها.
لا يمكن أن تنتهى علاقتنا إلى هذا الحد لا يمكن، لقد أقسمت أن أحافظ عليكِ لأخر نفس لا يمكنني العودة بدونك عزيزتي.
أريد إخبارك إنني أحبك و بشدة لربما أتت متأخرة و لكنني دومًا كنت أحبك.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة