قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية حملة برعاية الحب للكاتبة سلسبيل كوبك الفصل الخامس

رواية حملة برعاية الحب للكاتبة سلسبيل كوبك الفصل الخامس

رواية حملة برعاية الحب للكاتبة سلسبيل كوبك الفصل الخامس

استيقظت بيان في منتصف الليل أثر رنين هاتفها، التقطته بيان و هي مغمضة العين و أجابت و لكنها لم تسمع أحد يرد عليها.
نظرت بيان إلى جانبها و لكنها لم تجد رحيم فنهضت من موضعها و ذهبت إلى المرحاض لكنها لم تجده، ف غسلت وجهها و خرجت لتطمئن على الأولاد.
لم تجد بيان رحيم في المنزل فحاولت الاتصال به عدة مرات و لكن هاتفه كان دومًا مغلق.

جلست بيان على الأريكة و هي تفكر إلى أين ذهب و لِما ذهب في هذا الوقت المتأخر من اليوم.
أمسكت بيان بهاتفها و وجدت عدة رسائل مرسلة من رقم غريب بينما كان مضمونها بالنسبة لبيان أغرب.
-طبعا مستغربة أن جوزك مش موجود.
-جوزك أنا أعرف هو فين هو حاليا عند شهيرة.
-طبعا هتسأليني مين شهيرة، شهيرة معجبة برحيم و قدرت تخليه يجي لغاية عندها و أنتِ نايمة بتأكلي رز مع الملايكة.

لم تعير بيان تلك الرسائل اهتمام، فهي تثق ب رحيم ثقة عمياء لا يمكن خيانتها.
أعادت بيان الاتصال مرةً أخري برحيم و لكن مازال هاتفه مغلق فقد قلقت عليه بشدة.
تعالى رنين هاتفها من ذلك الرقم مرةً أخرى فأجابت.
بيان: أنت مين و عايز إيه؟
أُغلق الهاتف مما جعل بيان تغضب و تقلق على رحيم و لكن أيضا أُرسلت لها صورة عبارة عن احتضان شهيرة ل رحيم أمام منزل شهيرة و سيارة رحيم.

لدى بيان خبرة بالفوتوشوب فعلمت بأن تلك الصور ليست مزيفة.
أمسكت بهاتفها و أرسلت رسالة لذلك الغريب الذي يراسلها.
بيان: عايزة العنوان.
بعد فترة أرسل لها العنوان، نهضت بيان لتبدل ثيابها و بداخلها لا تريد أن تصدق بأن رحيم قد يخون ثقتها به.
اطمئنت على الأولاد ثم غادرت المنزل و قلبها يؤلمها قليلًا و نست بأن سيارتها لم ترسل بعد من الشركة و أيضا رحيم قد غادر بسيارته.

حاولت طلب سيارة تأتي لها و قد حالفها الحظ و وجدت سيارة أجرة في هذا الوقت و استقلتها.
بيان: لو سمحت.
السائق: تمام.
ودّت بيان لو أن تعود إلى المنزل و تنسى ما قيل لها و لكن لابد من المواجهة فربما ليست المرة الأولى له فربما يخونني منذ زمن و أنا كنت الغافلة.
السائق: أهو المكان.
بيان: طب لو سمحت انتظرني أنا جاية تاني.
السواق: تمام.

ارتجلت بيان من السيارة و قد خاب ظنها فقد وجدت سيارة رحيم أمام إحدى المنازل المكتوب عليها منزل شهيرة العوضي.
تقدمت بيان و هي غير متوقعة كيف ستكون ردة فعلها و ماذا ستجد.
وجدت بيان باب الشقة شبه مغلقًا فاستطاعت فتحه، تعلم بأن أحد يريد الوقوع بهم و لكن رحيم هو من يفعل هذا هو من يخون ثقتها.

تقدمت بيان خطوتين للأمام حتى وجدت رحيم ممسكا بجاكت بدلته و يتقدم من الباب ليغادر و لكنه وقف كالصنم تعتلي ملامحه الدهشة.
نظرت بيان إلى حالته زر قميصه لربما خُلع، و ماذا عن باقي أزراره لا يمكن أن يفعل هذا بي.
اقتربت بيان من رحيم فقد استطاعت تمييز تلك الرائحة فإنها ليست ما يستعملها و أيضا استخدامها حريمي.
رحيم: بيان.

تركته بيان و دفت إلى داخل المنزل حتى وجدت تلك التي تُدعى شهيرة نائمة على سريرها و مغطاة، أزالت بيان الغطاء فوجدتها ترتدي ما لا يناسب قوله.
شعرت بنغزة قوية تسيطر على قلبها فغادرت الغرفة بأكملها و كانت ستسقط و لكن يد رحيم منعتها.
بيان: أبعد عني.
رحيم: تعالي نروح البيت و أفهمك بالظبط يلا.
جذبت بيان يدها من يد رحيم بعنف شديد.
بيان: ريحتك مقززة هتخليني أرجّع.

ضربته بيان على صدره بغضب، فلا شيء يبرر ما فعله حتى لو كان عملًا و مجبرًا.
بيان: مش عايزة أشوفك.
غادرت بيان المنزل فهي لا تستطيع أن تبقى بداخله لحظة و مع ذلك الإنسان القذر.
خرج خلفها رحيم جريًا و أمسك بها.
رحيم: لازم تسمعيني.
رحيم: من امتى بتظني فيا الظن الوحش ده يا بيان؟
بيان: رحيم.
بيان: بكرهك و بكره كل لحظة عيشتها معاك و بندم على كل دقيقة قررت أكمل معاك حياتي.
بيان: يا ريتني كنت مُت قبل ما أتجوزك.

بيان: و مش عايزاك تيجي البيت مهما كان السبب مش طايقة أبص في وشك.
دفعته بيان بغضب و استقلت تلك سيارة الأجرة.
بيان(بدموع): لو سمحت اطلع بسرعة.
استقل رحيم سيارته بغضب شديد و قاد إلى منزل والده فهو يعلم أنها في ذلك الوقت لربما تقول أشياءً قد تندم عليها فيما بعد.
يجب أن يجعلها تهدأ ثم سيعود لها ليفهمها كيف تم الأمر حتى لا تسيء الظن به.

بينما بيان دفعت للسائق أجرته و صعدت إلى منزلها و قد زاد ألم قلبها فهي على وشك التعرض لنوبة حادة.
دلفت بيان إلى غرفتها سريعًا و أخرجت البخاخة و عدة أدوية لكي تتجنب تلك النوبة فلا أحد بجانبها الآن ليساعدها أو يخفف عنها.
شعرت بيان ببعض الراحة و ظلت مستيقظة حتى حل الصباح ثم تحركت كإنسان آلى لتوقظ أبنائها الذين لاحظوا التغير الجذري فهي كانت دوما تبسم و تداعبهم.
بيان: يلا خلصوا أكلكم عشان المدرسة.

مالك: أومال فين بابا؟
بيان: في مهمة.
ملاك: اتخانقتوا؟
بيان: لا طبعا إيه الكلام ده مفيش الكلام ده بيني و بين بابا الدنيا بينا تمام المهم دلوقتي خلوا بالكوا من نفسكوا.
ملاك: بابا طلع جامد يا ماما ده ودانا متأخر و برضو خلاهم يدخلونا.
بيان: ربنا يخليه ليكم يا حبايبي.
مالك: ده عمل كدة عشان أنتِ قولتيله يعمل كدة مش عشان بيحبنا.
بيان: لا يا حبيبي بابا بيحبكم جدا هو بس مبيعرفش يعبر نستحمله بقى.

بيان: يلا عم منصور تحت انزلوا.
ملاك: مش هتنزلي معانا؟
بيان: لا هريح النهاردة يلا.
مالك: ماشي يا ماما.
غادر كلًا من ملاك و مالك إلى مدرستهم، بينما بيان بقيت في المنزل تفكر و تفكر كثيرًا و تضع مصلحة أبنائها في الأولويات فيجب أن تصل لحل مناسب.
بيان لا يمكنها ملامسته مرةً أخرى أو حتى النظر في عيناه كيف استطاع يكذب عليها و كذلك أيضا لم يكن موجودًا عندما تعب والدها.
بيان: بابا!

هاتفت بيان سمر لتطمئن على والدها فقد اشتاقت له.
سمر: ألو يا هانم.
بيان: بابا أخباره إيه؟
سمر: بخير بس بيسأل عليكِ.
بيان: قوليله مش هقدر أجي النهاردة و هأجي ليه قريب.
سمر: حاضر يا هانم هو هيخرج بليل.
بيان: تمام طمنيني عليه و خلي بالك منه.
سمر: في عينيا.
بعد فترة كبيرة،
كانت بيان تتجول في الشقة بقلق فمن المفترض أن الأولاد يعودوا قبل ساعة.
بيان: لا أكيد ده كله يعني مش العربية عطلانة.

هاتفت بيان منصور السواق الخاص بالأتوبيس.
بيان: أستاذ منصور فين الأولاد؟
منصور: هما لسة مجوش؟
بيان(بقلق): لا انت وصلتهم تحت.
منصور: لا زوج حضرتك أستاذ رحيم جه خدهم.
بيان(بقلق): ازاي بس؟ هو مش عارف مواعيدهم أنت متأكد أنه هو!
سمعت بيان طرق على الباب فذهبت سريعًا لتفتح، فوجدت رحيم و بجانبه ملاك و مالك.
بيان: خلاص يا أستاذ منصور وصلوا الحمدلله...
منصور: تمام يا هانم.
ملاك: شوفتي بابا اشترى ليا إيه؟

بيان: وحشتوني يا حبايبي.
احتضنت بيان ملاك و مالك الذين جروا إلى الداخل بسعادة من تلك اللعب الذي جلبها رحيم لهم فلأول مرة يجلب لهم شيء.
غادرت بيان و دلفت للداخل لتحضر الغداء، دلف أيضا رحيم ليبدل ثيابه.
وجدت بيان نجدت تهاتفها فاستغربت كثيرا و أجابت.
بيان: ألو.
نجدت: أنتِ ازاي كنتِ هتبوظي المهمة عليه اتجننتي.
بيان: نعم حضرتك!

نجدت: الولد كان في مهمة و كان لازم يجاري البنت اللي اسمها شهيرة عشان يوصل لمعلومات تخص ملف قضيته.
نجدت: أنتِ هتدخلي في شغلنا.
بيان: لا حضرتك مش هتدخل في شغلكم و كذلك أنتِ مش هتتدخلي في بيتي و حياتي انا غير الكل و مش هسمح جوزي يلمس واحدة غيري لمجرد أنه شغل.
بيان: و لو أنا هبوظ ليكم شغلكم عادي جدا ننفصل و ارتاح منه.
أغلقت بيان الهاتف و ما هي إلا دقيقة حتى أتى الجميع إلى صوت كسر في المطبخ.

فكسرت بيان جميع الأطباق التي كانت أمامها و نظرت ل رحيم الذي علم سبب غضبها فهو قد أخبر والدته فقط لأنها استفسرت عن سبب وجوده هنا.
غادرت بيان المطبخ و دلفت لغرفتها تجلس على سريرها تبكي بشدة و يتعالى صوت شهقاتها فهي تشعر بألم أضعاف لا يمكن هذا لقد تحملت الكثير يجب أن يرفقوا بقلبها قليلا.
دلف رحيم إلى الغرفة و أغلق الباب خلفه و جلس بجانبها على السرير بصمت، كادت أن ترحل و لكنه أمسك بيدها و جذبها له.

رحيم: ممكن أعرف وصلتلك المعلومة ازاي؟
بيان(بحدة): مش مهم مش هتفرق و اللي حصل حصل.
بيان(بحدة): و قولتلك مش عايزة أشوفك أنت إيه يا أخي مش هترتاح إلا لما أموت أو يحصلي حاجة.
رحيم: و أنا هريحك خالص يا بيان.
نهض رحيم و فتح خزانة الملابس جلب منها ثياب بدلها أمام بيان التي حاولت ألا تنظر له حتى لا تقابل عيناها عينه.
بيان: سيب فلوس لأن فلوسي خلصت.
رحيم: يعني مش مهم إني نازل أصلا.

بيان: زي بالظبط مش مهم بالنسبة ليك وجع قلبي.
بيان: يا ريت لما تيجي تبقى تتصل الأول.
غادر رحيم المنزل بعد أن ترك المال الذي تحتاجه بيان، بينما بيان دلفت إلى المطبخ لتنظفه و تحضر الغداء لأطفالها.
بيان: يلا يا ملاك نادي مالك عشان تيجوا تذاكروا.
مالك: مش بعرف أذاكر و أنا جعان.
بيان: بجهزه اهو يلا اقعدوا ذاكروا شوية عقبال ما يجهز يلا بسرعة.
ملاك: ماما.
بيان: نعم؟
مالك: اتخانقتي مع بابا؟

بيان: ركزوا في مذاكرتكوا و بس اللي بيني و بين بابا هنعرف نحله.
كان تجلس بقلق فقد أتى الليل و هو لم يعود لن تهاتفه و لن تسأل عنه و لكنها قلقة بشأنه.
سمعت طرق على الباب فذهبت مسرعة ظنًا منها أنه رحيم و لكنها وجدت ممدوح ابن خالتها فأغلقت الباب فورا فهي كانت ترتدي ثياب ليست مناسبة.
دلفت بيان سريعًا إلى غرفتها بدلت ثيابها سريعا ثم عادت و فتحت الباب مرةً أخرى.
بيان: أنا بعتذر يا ممدوح افتكر رحيم.

ممدوح: و لا يهمك.
بيان(بتردد): اتفضل اتفضل.
دلف ممدوح و جلس كما أخبرته بيان التي كانت مترددة من وجوده في هذا الوقت و بالرغم من ذلك عدم وجود رحيم.
ممدوح: مالك يا بيان ما تيجي تقعدي.
بيان: ه ه حضر حاج جة تشرر به ا.
ممدوح: تمام.
جرت بيان سريعًا إلى المطبخ و قامت بهاتفه رحيم مرتين حتى أجابها.
بيان: رحيم.
رحيم: نعم.
بيان: ممدوح هنا تعالى.
رحيم(باستغراب): و هو ممدوح إيه اللي جابه هنا؟!

بيان(بحدة و همس): و انا أعرف منين!
ممدوح: إيه يا بيان ده كله؟
بيان: أنت ليه جيت في الوقت المتأخر ده، أكيد حاجة مهمة أوي.
ممدوح: هي فعلا مهمة أوي.
اقترب ممدوح منها عدة خطوات و لكنها تراجعت للخلف.
ممدوح: كنت مع صحابي و بعدها حسيت أنك وحشتيني جيت هنا علطول.
بيان: تشكر يا ممدوح بس كنت ممكن تتصل قبل ما تيجي.
ممدوح: ما هو مش أنا اللي جيت هو أنا جيت!
ممدوح: قلبي هو اللي جابني.

بيان(بخفوت): شكله مصطبح فينك يا رحيم؟
ممدوح: مش هتحضنيني زي زمان!
بيان: شكلك نسيت إني متجوزة.
بيان: فوق يا ممدوح احنا كنا صغيرين خالص أنت لسة فاكر.
ممدوح: طبعا لسة فاكر مبقدرش أنساكِ.
بيان: هو أنا.
غادرت بيان المطبخ سريعا فكاد أن يحاصرها.
بيان: اقعد زمان رحيم جاي من شغله.
بيان: أو لو عايز تمشي تروح.
ممدوح: بيان.
بيان: نعم.
ممدوح: تتجوزيني؟
بيان: يا ابني بقولك متجوزة.

ممدوح: تتطلقي منه و تتجوزيني و أنا هستناكِ و هشيلك في عينيا أنتِ و الولاد.
ممدوح: ها!
بيان: ها إيه يا ممدوح بس يا نهار أسود.
بيان وجدت رحيم يدلف إلى الشقة ف جرت له سريعًا و اختبأت خلف ظهره.
ممدوح: هو ده اللي فضلتيه عليا!
ممدوح: معيشك في تعاسة.
بيان(بهمس): متعملش ليه حاجة شكله أصلا مش عارف هو بيقول إيه.
اقترب رحيم من ممدوح و تأكد بأنه قد شرب الكثير، لكمه رحيم بقوة حتى سقط أرضًا.

بيان: حرام عليك عملت ليه كدة؟
أخرج هاتفه و هاتف أحد الأشخاص الذي يعمل بالشرطة.
رحيم: فؤاد بيه.
رحيم: عايزك تبعتلي حد يأخد واحد مصطبح كدة.
رحيم: اه في بيتي.
رحيم: تمام متتأخرش.
بيان: هتحبسه؟
رحيم: يومين يتعلم الأدب.
بيان: لا لا مش هسمحلك بكدة.
بيان: هو مغلطش هو بس مغيب.
رحيم: إيه حبيتي كلامه!
بيان: لو كنت حابة كلامه مكنتش اتصلت بيك تيجي و يلا بقى امشي من هنا بعد ما اللي أنت كلمته ده يجي.

رحيم(برفعة حاجب): هي شقتي و لا شقتك!
بيان: هي شقتك بس لقدر الله لو حصل انفصال هتبقى شقتي أنا و الأولاد.
كاد أن يقترب رحيم من بيان حتى استمعوا إلى صوت ملاك و هي تصرخ.
بيان(بقلق): ملاك.
اقتربت بيان من ملاك التي تبكي و احتضنتها.
بيان: مالك يا حبيبتي؟
ملاك: حلم وحش.
بيان: حلم وحش! أنا ذات نفسي مبحلمش حلم وحش.
بيان: عموما احكيلي إيه اللي حصل في الحلم؟
ملاك: بابا كان بيقتل في ناس و فجأة في حد جه قتله.

بيان: استغفر الله العظيم.
بيان: متخافيش يا حبيبتي ده مجرد حلم.
انقبض قلب بيان بخوف على رحيم، دلف رحيم إلى غرفة ملاك التي احتضنت رحيم بقوة.
رحيم: في إيه؟
بيان: حلمت حلم وحش.
رحيم: خير؟
بيان: مش مهم هو أنت عندك بكرة عملية؟
رحيم: اه مهمة كدة بسيطة و هرجع في نفس اليوم.
بيان: تمام.
نامت ملاك في أحضان رحيم الذي وضعها في سريرها مرةً أخرى و جذب بيان إلى غرفتهم.
بيان: عايز إيه يا رحيم؟

رحيم: أولا أنتِ المفروض تتحاسبي؟
بيان: أنا! ليه كنت جيت لقتني في شقة مع واحد غيرك و لا كنت بكلم رجالة عليك.
رحيم: أنك مش واثقة فيا.
بيان: كنت واثقة فيك لحد ما اتأكدت أن الصورة مش مزيفة و هي حقيقة و أنت عارف إني بعرف أميز كويس بين الصور.
رحيم: دِ مجرد صورة حتى لو كانت حقيقة بس أنا عاهدت نفسي أن من بعد جوازي بيكِ مفيش أي واحدة هتبقى في حياتي إلا شغل فقط لا غير و إلا كنت اتجوزت سلمى عادي.

بيان: أنت عايز تعصبني.
رحيم: طيب خلاصة الموضوع يا بيان الست اللي شوفتيها معايا كنت عايز أخد منها معلومات مهمة تخص عملية بكرة و ملمستهاش وديتها منوم بس كان لازم عشان أبان قدامها إني عملت معاها حاجة ابقى بالصورة اللي شوفتيني بيها.
نظرت بيان بعيدًا عن رحيم فهي تعلم بأنه لا يكذب و لا يحب الكذب، و لكن كرامتها هي أين يجب أن تضع حدًا لتصرفاته معها.
رحيم: بطلي تفكير و بصي ليا.
بيان: نعم.

رحيم: أيوه خليكِ مطيعة كدة.
بيان: أنت.
اقترب منها رحيم عدة خطوات.
رحيم: أنا؟
بيان(بخفوت): ا.
رحيم: اممم؟
أغمضت بيان عيناها فهي علمت ب نيته تلك.
في الصباح الباكر.
استيقظت بيان باكرًا وجدت رحيم يبدل ثيابه.
بيان: هترجع بليل؟
رحيم: إن شاء الله.
بيان: ابقى طمني.
رحيم: تمام.
بيان: هتعمل إيه في ممدوح؟
رحيم(بحدة): تنسيه يا بيان تنسيه.
فزعت بيان أثر صوت رحيم و نهضت دلفت إلى المرحاض المرفق بالغرفة و خرجت لتختار ثيابها.

رحيم: الولاد عندهم مدرسة؟
بيان: اه.
رحيم: صلاح بيه أخباره إيه؟
بيان: لو مهتم كنت تتصل أنت تعرف.
رحيم: أنتِ عارفة إني مشغول.
بيان: على الأقل والدك كان يطمن عليه أو يسأل عنه.
رحيم: أنتِ عايزة سيادة الوزير يكلمه.
بيان(بانفعال): والدي مش قليل يا رحيم و كمان إيه الحياة اللي كلها جد دِ بذمتك شوفت والدك ده بيضحك مرة!
بيان(بانفعال): لا بجد هتجنن منكوا.

تركت بيان رحيم و غادرت الغرفة لكي تعدّ الفطور، و قامت بعمل روتينها اليومي أوقظت الأولاد ثم جعلتهم يفطرون جميعًا و ارتدت ثيابها و الجميع أصبح مستعدًا لمباشرة أعماله.
رحيم(بضيق): مش ضيقة الجيبة؟
بيان: أول مرة تعلق على لبسي خير؟
رحيم(بضيق): هتروحي الشركة كدة؟
بيان(بتنهيدة): اه يا رحيم اه.
رحيم: طب خشي غيري.
بيان: في إيه يا رحيم أنا كدة هتأخر على شغلي و.
رحيم: سمعتي أنا قولت إيه يا بيان غيري هدومك.

زفرت بيان و ذهبت إلى غرفتها لتبدل ثيابها لبدلة رسمية تناسب عملها ثم عادت.
بيان: حلو كدة؟
رحيم: مش بطال يلا.
استقلوا المصعد مع أحد جيرانهم.
-مدام بيان لبسك شيك جدا.
بيان(بابتسامه): ده من ذوقك مدام شمس.
بيان: ابقي تعالي في يوم.
شمس: أنتِ عارفة الشغل بيأخد كل وقتي حتى صابر بدأ يشتكي إني مش مهتمية بيه.
بيان: حتى اللي بتبقي مهتمية بيه يا مدام شمس بيشكتوا، صنف الرجالة كله كدة.
شمس(بضحك): عندك حق.

نظر رحيم إلى بيان بطرف عيناه ثم غادر المصعد و خلفه بيان و مالك و ملاك الذين جروا إلى الحافلة تبع المدرسة.
بيان: أستاذ منصور ازيك.
منصور: في نعمة يا هانم.
بيان: يلا يا ولاد خلوا بالكوا من بعض.
شمس: أستاذ رحيم كنت محتاجة اطلب طلب منك.
رحيم: أتفضلِ يا مدام شمس.
شمس: ليا أخ بيحاول يقدم في المخابرات لكنه بيترفض بسبب سوء تفاهم كدة أيام المراهقة.
رحيم: أسف لكن شغل الواسطة ده مليش فيه.
رحيم: اركبي يا بيان.

شمس: في سوء تفاهم.
شمس: أنا بس عايزة أفهم من حضرتك ازاي اعالج الموض.
رحيم: الموضوع انتهى.
استقل رحيم سيارته بينما بيان نظرت ل شمس التي اعتلت ملامح وجهها الحزن و اليأس من أسلوب رحيم.
بيان(بحزن): بعتذر يا مدام شمس ر.
قاد رحيم سريعًا و التفتت له بيان.
بيان(بحدة): إيه أسلوبك ده؟
رحيم(ببرود): مش بحب الواسطة.
بيان(بحدة): محدش طلب منك تعملها حاجة هي كانت بتستفسر عادي، أو ممكن كنت تسمعها و تخلع بشياكة.

بيان(بحدة): أو كنت تجاملها لكنك مُصِر نخسر كل جيرانا و كل اللي نعرفهم.
رحيم: بليل في عشاء في بيت سيادة الوزير تظبطي وقتك.
بيان(بنفاذ صبر): بارد.
بيان: وديني عند بابا في البيت.
رحيم: لو وديتك هناك هتروحي الشركة لوحدك أنا مش مستعد اتأخر على شغلي.
بيان: أنت ابن وزير ازاي أنا نفسي أعرف.
رحيم: أخر كلام إيه!
بيان: هتوديني عند بابا أسلم عليه و بعدها هتوديني الشركة يا رحيم.
بيان: مش بطلب معصية.
رحيم: وقتي ميسمحش.

تعالى رنين هاتف رحيم الذي أجاب عليه.
رحيم: إيه يا سلمى؟
سلمى: حضرتك يا فندم اتأخرت و المفروض نطلع المهمة من ربع ساعة.
رحيم: ساعة و هكون عندكم.
سلمى: تمام يا فندم.
رحيم: عارفة يا بيان لو المهمة دِ طارت من إيدي هعمل فيكِ إيه.
نظرت له بيان بلا أهمية، توقف رحيم أمام منزل حماه و ترجل من سيارته و كذلك بيان و دلفوا سويا إلى الداخل.
بيان: سمر بابا فين؟
سمر: نايم.
رحيم: تمام نيجي في وقت تاني.

جذب رحيم بيان إلى خارج الفيلا فنظرت له بيان بغضب.
بيان: عملت كدة ليه كنت هصحيه.
رحيم: بيان أنا عندي مهمة فخليني أوصلك للشركة و يبقى معاكِ عربيتك و تتصرفي براحتك لكني مش مستعد اتأخر يلا.
قاد رحيم السيارة إلى الشركة فترجلت منها بيان التي التفتت لجهة رحيم.
بيان: خلي بالك من نفسك.
رحيم: مش عايز مشاكل.
رحيم: و جهزي نفسك بليل في عشاء.
بيان: حاضر يلا باي.

قبّلته بيان على إحدى وجنتيه بقوة ثم غادرت و لكنها لم تغفل عن أعين ذلك المدعى مهند الذي أصبح يتردد إلى الشركة يوميًا.
مهند: مدام بيان.
بيان: مستر مهند نعم.
كاد أن يرحل رحيم و لكنه توقف عندما رأها تتحدث مع مهند.
مهند: إيه أخبار الشغل؟
بيان: بالنسبة لمشروعك فأنا متابعة مع العمال و إن شاء الله تستلمها خلال أيام.
مهند: واثق من ده بس لازم تحضري الافتتاح.
بيان: هيبقى صعب بس هحاول.
مهند: نسيت أقولك.
بيان: ها؟

مهند: البدلة شيك عليكِ و وقار.
بيان(بابتسامه): شكرا لحضرتك بس بلاش كلام حلو لأني مبعرفش أرد و كمان سبحان من خلانا نتعامل مع بعض كنت الأول مش بتطيق تسمع صوتي حتى.
مهند: مشكلتي مش بعرف أثق في الناس بسرعة.
تعالى رنين هاتف بيان و وجدت المتصل رحيم.
بيان: لحظة بس مستر مهند.
بيان(باستفهام): رحيم في حاجة؟
رحيم(بحدة): ممكن تبدأي تشوفي شغلك و لا هتفضلي واقفة كدة.

نظرت بيان إلى موضع سيارة رحيم وجدته كما هو لم يرحل فأغلقت الهاتف و نظرت لمهند.
بيان: نكمل كلامنا جوا مستر مهند.
مهند: أكيد.
بيان(بداخلها): الغبي.
مهند: مين رحيم؟
بيان: رحيم جوزي اللي أنت شوفته في المستشفى.
مهند: متجوزين عن حب؟
بيان(بضحك): حب!
بيان: رحيم ميعرفش يعني إيه حب أصلا، عموما لأنه عندي تصميم و مشغوله جدا بيه ف عن أذنك.
بيان: الكلام معاك ممتع.

ابتسم مهند ل بيان التي غادرت و ذهت لمكتبها لتباشر عملها، بينما مهند ذهب لمكتب فاروق الذي استغرب مجيئه كل يوم.

-في مكان أخر.
عند رحيم.
دلف إلى مكتبه مع فرقته.
أدم: ها و بعدين؟
أدم: روحنا و حصل علينا هجوم و بس ده كله بسبب معلومات من الباشا الغلط.
رحيم(بحدة): كلمة كمان و هشطب اسمك يا أدم من فرقتي.
أدم: أيوه فين الأسيوط بقى اهو قدر يضحك عليك و كنا كلنا في خطر.
تميم: أدم في إيه عادي هتتعوض.
عمر: ما هو مش هيفضل هربان كتير.
سلمى: متزعلش نفسك يا رحيم هنعرف نوصل ليه.
رحيم: شهيرة دلوقتي كارت محروق.

حبيب: ممكن كان اختبار منها.
رحيم: لا معتقدش.
رحيم: عموما كل واحد يروح يشوف وراه إيه و لو في جديد بلغوني.
غادر الجميع الغرفة و بقى رحيم بمفرده غاضبًا من هروب ذلك المدعى الاسيوط و لم يتمكن من القبض عليه.
تعالى رنين هاتف رحيم وجد المتصل بيان فأجاب.
رحيم: خير يا بيان انجزي؟
بيان: احم رحيم محتاجة تيجي ليا.
رحيم: أجي فين؟
بيان(بخفوت): القسم.
رحيم(بحدة): ال إيه؟!
بيان: القسم.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة