قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية حملة برعاية الحب للكاتبة سلسبيل كوبك الفصل الحادي والعشرون

رواية حملة برعاية الحب للكاتبة سلسبيل كوبك الفصل الحادي والعشرون

رواية حملة برعاية الحب للكاتبة سلسبيل كوبك الفصل الحادي والعشرون

استيقظ صلاح و هو يشعر بالقلق على ابنته فقد حلم بها و هي تستنجد به.
نهض صلاح و قام ليتوضيء و يصلي لعله يهدأ، بعد أن انتهى حاول مهاتفتها و لكن الرقم مغلق.
ظل حتى الصباح و هو يدعو لها حتى تظل بخير و تعود مجبورة الخاطر.
عند بيان،
نهضت بعد حلمها السيء و هبطت لأسفل لتجلس تشاهد السماء و تبكي ببطء، ربما تشعر بالذنب فهي من وافقت على تلك الرحلة هي الوحيدة المذنبة هنا.
دياب: صاحية ليه؟

أزالت تلك الدموع سريعا و نظرت لدياب الذي جلس بجانبها و صوب نظره نحو السماء مثلها.
بيان: مش جايلي نوم.
دياب: علاقتك برحيم متوترة ليه؟
بيان: عشان.
صمتت بيان و هي تفكر ثم نظرت لدياب.
بيان: عشان عشان أنا و هو عكس بعض في كذا حاجة فلازم تحصل تنازلات و رحيم عمره ما يتنازل فكنت أنا اللي بتنازل لغاية مبقاش عندي حاجة اتنازل عنها.
دياب: بتحبيه؟
بيان: كنت.

دياب: مش عارف ازاي حتى حبتيه! ده انا اللي كنت صاحبه و مش بطيقه ازاي عاشرتيه يا بنتي؟!
بيان: دورت جواه على حاجة تتحب.
بيان: مشكلة رحيم أنه نشأ في بيئة غريبة مفهاش حب و لا سعادة حياة جد في جد مفيش لعب مفيش طفولة حاولت أغير و لو جزء بسيط منه معرفتش.
دياب: أنا و رحيم كنا صحاب حتى حسام و مينا احنا الأربعة كنا جيران في الأول و بعدها حسام بِعد و نقل في مكان تاني.

دياب: مينا مكنش ليه في الشرطة و الكلام ده فنقل هو كمان، بقيت انا و رحيم دخلنا زي ما سيادة اللواء عايزة رحيم يكون ايه.
دياب: اتخرجنا سوا و بقيت مقدم حصلت مشكلة كبيرة في الشغل ناس كانت بتكره رحيم فحطوا في مكتبه مخدرات.

دياب: سيادة اللواء نجدت هانم جت ليا و عرضت عليا عرض البسها أنا و مش هتسجن وافقت عشان رحيم و أصلا رحيم كان في مهمة الوقت ده، رجع اتصدم من اللي حصل و اتهمني إني كنت بخون وطني و القسم بتاعي و صدق فعلا إني ممكن أكون بتاجر في المخدرات أو ليا في السكة دِ.
تنهد دياب بحزن و نظر للأعلى و أكمل حديثه.
دياب: طبعا اترفدت من الشغل و لكني متسجنتش ففعلا بقى خليته يصدق إني ببيع مخدرات للشباب لما فتحت أول ملهى ليلي.

دياب: بكرهه أوي.
ابتسمت بيان بخفوت و لم تعلق.
دياب: أنا جاي هنا و أنا مش مصدق موضوع البنك رحيم عمره ما كان مش شريف.
ترددت بيان في الحديث و إخباره بالحقيقة كادت أن تغادر و لكنها عادت و بدأت تقص عليه ما حدث و السبب الحقيقي خلف تواجدهم هنا.
ضحك دياب بعلو صوته و غادر نحو المنزل و صاح بأعلى صوت باسم رحيم، قلقت بيان من أن تكون اخطأت عندما أخبرته.

استيقظ الجميع على صوت دياب المرتفع، هبط رحيم لأسفل و هو لا يفهم شيء و لكنه عندما نظر لبيان و وجدها قلقة و تنظر نحو دياب خمن ما حدث.
دياب: اسمعوا كلكم البيه اللي كان المفروض جايبنا هنا و مصدقينه طلع بيكدب علينا.
دياب: احنا مش جايين هنا عشان البنك و الفلوس، جايين هنا عشان الباشا يعرف يستغلنا كويس عشان يعرف يرجع ولاده المفقودين أصل الباشا يا حرام موقوف عن العمل.

دياب: الباشا استغفلنا و مفيش فلوس و لا في أي حاجة في بس تحقيق لرغباته.
صُدِم شحاته و تقدم من رحيم و هو يتسائل عن حقيقة ما يقوله دياب.
شحاته: فعلا مفيش بنك و لا فلوس!
رحيم(بهدوء): اه مفيش بنك لكن فلوسكم هتأخدوها أول ما تنزلوا مصر أنا مش بكدب ليكم مبلغ مالي منتظر في مصر.
شحاته: ملاليم قصدك!
رحيم(بهدوء): أنا مجبرتش حد مقابل خدمتكم هتأخدوا فلوس.
دياب: قصدك ده لو فضلنا عايشين!
رحيم: عايزين تمشوا اتفضلوا.

ذهب رحيم نحو باب المنزل و أشار للخارج فغضب كلا من دياب و شحاته و صعدوا للأعلى للاستعداد للمغادرة.
تقدمت بيان من رحيم و هي تشعر بالأسف و لكنه طمئنها بنظراته.
سلمى: مش عارفة ايه مؤهلاتك عشان تبقي معانا في موضوع خطير زي ده!
صعد مينا ليحاول إقناع كلا من دياب و شحاته.
دياب(بغضب): كنت عارف و مقولتش.
مينا: عشانك متهور.
مينا: و المفروض بعد ما فهمت الحوار لازم تساعدنا.

دياب(بغضب): هو و أنت و كل اللي كان يعرف خدعنا.
حمل دياب حقيبته على ظهره و غادر الغرفة، هبط خلفه شحاته الذي لم يستمع لكلمات مينا.
دياب: تليفوني.
دلف رحيم ليجلب هاتف دياب، بينما بيان اقتربت منه وهي تلومه على ما فعله.
بيان: أنت ساعدته زمان و اتخليت عن شغلك، ممكن تساعده المرة دِ؟
بيان: خنت ثقتي بيك، بس و بالرغم من ده بطلب منك تساعدنا.
بيان: معرفش سبب اختيار رحيم ليك بس أكيد لأنه فيك حاجة تميزك عنهم.

أزاح دياب بيان بقوة بعيدا عنه كادت أن تسقط و لكن رحيم قد تدخل و أمسكها ثم ألقى الهاتف بوجه دياب و تقدم منه لكمه بقوة في وجهه.
رحيم(بحدة): ايدك متلمسش بيان تاني، و اتفضل بره.
غادر كلا من دياب و شحاته، بينما رحيم جلس على الأريكة بهدوء كطبيعته و يستند بوجهه على قبضتي يده.
حسام: رحيم هنكمل من غير دياب أو شحاته.
عمر: اه و معانا المعلومات اللي شحاته جابها.

تقدمت جيسي من رحيم و أردفت بارتباك: -لا أعلم ما يحدث هنا و لكني مستعدة لمساعدتك.
-مستعدة مساعدتها في إيجاد أبنائها.
تقدمت جيسي من بيان و احتضنتها و بدأت في البكاء، ربتت بيان على كتفيها و تنهدت بحزن فحياتها انقلبت رأسا على عقب.
سلمى: و بعدين إيه الخطوة التانية؟
رحيم: رينو.
سلمى: تاني؟
رحيم: ايوه ده المفتاح.
نادل: و هنتصرف ازاي؟
رحيم: جيسي.
جيسي: نعم؟
رحيم: متى أتى فيدرل بفتيات؟
جيسي: منذ عشر أيام.
رحيم: حسنا.

رحيم: اربع أيام و هنرجع الملهى تاني.
مينا: مش شايف أن الموضوع بيكبر مننا يا رحيم.
رحيم: اللي عايز يمشي يمشي أنا مش ماسك في حد.
نهض رحيم و غادر الغرفة بأكملها، نظر الجميع لبعضه البعض حتى جلسوا و قاطع صوتهم صوت حسام الذي حاول إضافة بعض البهجة للموقف.
حسام: إن شاء الله هنلاقيهم و نرجعهم لحضنك يا ست بيان ارتاحي أنتِ بس.
ابتسمت بيان بخفوت و هي تحتضن جيسي.
حسام: قوليلنا بقى اسمهم ايه؟
بيان: مالك و ملاك.

حسام: أكيد مش أسامي رحيم.
بيان: أنا و بابا اختارنا اسم ملاك لكن نجدت هانم كانت عايزة تسمي مالك فخر و طبعا أنا اعترضت فكانت خلاص هتسميه فخر خليت بابا يتدخل و كتب هو الشهادة.
مينا: أكيد مالك شبه رحيم.
بيان: كشكل اه لكن صفات لا.
نادل: شهادة حق بيان هانم أم كويسة جدا و زوجة برضو كويسة.
حسام: احنا متعرفناش غير بأسامي بعض علفكرة.
مينا: مينا.
حسام: طب ما أنا عارفك انت يا عم انا اقصد الباقي.

عمر: عمر تبع فرقة رحيم بيه في الشغل و طبعا بعد موافقتي بمجيئي لهنا اترفدت.
نادل: حارس من حراس زيدان بيه.
مينا: مش بتتكلمي خالص!
سلمى: هتكلم و أقول ايه؟
حسام: شاركي الحوار.
حسام: اتعرفتي على رحيم ازاي؟
ابتسمت سلمى و عادت بذاكرتها للخلف.

كانت في إحدى التدريبات و تحاول تسلق أحد الحبال و لكنها لم تستطع التمسك بالحبل جيدا فكادت أن تسقط لحسن حظها كان رحيم يتسلق حبل أخر بجانبها.
أمسك رحيم معصمها سريعا و جذبها له، بمجرد رؤيتها له انجذبت لملامحه و لهدوئه بالرغم من الموقف.
هبط رحيم للأسفل من أجل سلمى و ساعدها في النزول، شعرت سلمى بالخجل و نظرت للأرض و أردفت قائلة بارتباك واضح: -شكرا.

لم يرد عليها رحيم و غادر من أمامها، بينما هي ظلت شاردة بالتفكير به حتى استطاعت أن تنضم له في إحدى التدريبات.

حسام: و أنتِ يا بيان حبيتي رحيم طبعا أول ما شوفتيه.
بيان: لا، كنت حابة في رحيم الغموض اللي مغلف شخصيته كنت حاسة أنه أنا اللي هفك الشفرة.
بيان: حبيت رحيم في أول ذكرى وفاة لوالدتي بعد جوازي برحيم.

كانت تتطلع السماء بحزن تستند على سور الشرفة تتذكر مواقفها مع أمها، تشعر بالحنين.
دلف رحيم لها الشرفة بعد أن بحث عنها في جميع أرجاء المنزل استغرب كثيرا عندما وجدها بتلك الحالة فمنذ أن تزوجها لم يراها حزينة قط، فجلس أمامها.
عندما شعرت به اعتدلت في جلستها و نهضت لكي تعد له العشاء.
بيان: دقايق و يكون العشاء جاهز، ادخل خد شاور.
امسك معصمها و جعلها تجلس من جديد أمامه.

رحيم: هسألك سؤال مرة واحدة و عايز إجابة مش عاير اسمع مفيش و حوارات البنات دِ.
رحيم: حد زعلك؟
بيان: لا.
رحيم: حد قالك كلمة تضايقك حد اتعرضلك عرفيني و أنا هجبلك حقك.
بيان: محصلش حاجة.
رحيم: اومال مالك في حالة حزن ليه أول مرة أشوفك كدة.
نهضت بيان سريعا و توسطت أحضان رحيم و هي تبكي بقوة حتى أصدرت عنها بعض الشهقات ذات صوت مرتفع.

كان يشعر بالجمود بينما ملامحه قد لانت قليلا عندما أخبرته بأن الليلة ذكرى وفاة والدتها.
رحيم: و أنتِ عايزاها تزعل أنك مش حاسة بوجودها.
نظرت له بيان و هي تحاول أن تفهم ما يقصد و لكنها فشلت في التفسير
بيان: يعني ايه؟
رحيم: هي عايشة جواكِ، ساكنة في قلبك حاسة بقلبك و بيكِ ازاي متحسيس بيها جواكِ.

رحيم: لما بتحتاجي نصيحتها أو بتحتاجي رأيها محتاجة تتكلمي مع حد، بتسمعي صوت بيصدر عنك جواكِ ده صوتها صوت الشخص العزيز عليكِ.
رحيم: و لما بتعيطي بتتعبي قلبك و هي عايشة جواه يبقى كدة بتتعبيها يعني كدة أنتِ مش حاسة بوجودها.
هزت رأسها بالنفي و دفنت وجهها في أحضان رحيم.

ابتسمت بيان عندما تذكرت اللحظة كما كان هادئا و لطيف في معاملته و لكنها لم تخبرهم بتفاصيل اللحظة.
سلمى: الوقت اتأخر أوي يلا ننام.
صعدت سلمى لأعلى و خلفها واحد تلو الأخر.
بيان: جيسي استيقظي هيا.
أردفت جيسي و هي تشعر بالنعاس يسيطر عليها: -ماذا تريدين من جيسي؟
بيان: ان تستيقظ حتى ننام بالأعلى.
جيسي: حسنا.
صعدت كلا من بيان و جيسي و ذهبوا نحو غرفتهم، استطاعت بيان أن ترى رحيم و هو يتحدث إلى مينا.

رحيم: مفيش يا مينا سيبني و نام.
مينا: تمام يا صاحبي.
تنهد رحيم و شعر بالضيق و الخنقة فخلع زر القميص الذي يرتديه بيده و تقدم من الباب حتى وجد بيان تحاول أن تسند جيسي النائمة.
بيان: ممكن تساعدني؟
تقدم رحيم من جيسي و حملها، طرقت بيان على الغرفة ففتحت سلمى الباب و دلف رحيم للداخل وضع جيسي على السرير و غادر سريعا دون أن يتفوه بحرف.
استقل رحيم سيارته و كاد أن يغادر حتى استمع لبيان و هي تصيح باسمه من أعلى.

انتظر رحيم بيان التي أتت له سريعا و فتحت باب السيارة و نظرت له قائلة: -اطلع.
رحيم: جاية ليه يا بيان؟
بيان: من ساعة ما جيت كان في خاتم عاجبني جدا تعالى نشوفه.
نظر لها ثم قاد بصمت و هو يعلم أنها تكذب أو بمعنى اصح تخترع حجة لكي تأتي معه.
توقف رحيم بسيارته في إحدى الأماكن الهادئة و أغلق أضواء السيارة و استند بجبهته على مقود السيارة، بينما بيان التزمت الصمت و أغمضت عيناها.
رحيم: أنا أب سيء مش كدة!

تفاجأت بيان من سؤال الرحيم الغير متوقع و لم تعرف بما تجيب هو لم يكن بالأب السيء و لكنه كان عديم الخبرة بالأبوة.
نظر لها رحيم الذي احتضنها بعمق، بينما هي ابتعدت عنه سريعا و هي تسترجع كلماته التي لن تنساها قط تلك المرة لن تستطع المغفرة له ككل مرة.
رحيم(بخفوت): جيتي ليه؟
بيان: أنت مهما كنت لسة جوزي.
رحيم: بيان بصيلي.
بيان: لو خلصت يبقى يستحسن نمشي.

قاد رحيم السيارة نحو المنزل، هبطت بيان سريعا و صعدت للأعلى لتنام بجانب جيسي التي قامت باحتضانها بقوة و ابتسامه على ثغرها.
ابتسمت بيان لها فهي تذكرها بابنتها ملاك.

-في مكان أخر،
كانت تجلس وسط مجموعة فتيات تشعر بالخوف.
تقدمت منها فتاة ترتدي ثياب فاضحة جلست أمامها و هي تشعر بخوفها فهي منذ أتت و هي تطيع أوامرهم و تبكي فقط.
-شكلك عربية يا فتاة؟
-ما اسمك؟
ملاك(بخفوت): ملاك.
-ليه بتعيطي؟
ملاك: ماما و بابا وحشوني أوي و كمان مالك.
جلست الفتاة بجانبها و ابتسمت بحزن.
-مش هتعرفي تهربي من هنا حاولت قبلك.
ملاك: بابا مستحيل يسبنا.

ضحكت الفتاة و هي تسخر من حديث الفتاة الصغيرة البريئة، أردفت قائلة: -متتأمليش كتير، أعتقد أنتِ هنا من شهور و لكن لم يأتي بلاغ لهم باسمك.
نظرت لملاك للفتاة و بكت بحضنها.
فيدرل: من تلك الفتاة روبي؟
شعرت روبي بالفزع و ابتعدت عن ملاك سريعا و نهضت و أردفت بارتباك: -أنها فتاة صغيرة كانت تشعر بالخوف فيدرل.
فيدرل: حقا روبي.

جذبها فيدرل له بقوة و وقاحة و أردف قائلا بنبرة تخبىء بداخلها الكثير من الخبث: -لا تنسين أنتِ مفضلتي روبي لن أسمح لكِ بالبحث عن فرصة للهروب من هنا، و لن أدعكِ تحررين الأطفال من هنا.
-سأظل أراقبكِ.

أردفت روبي و هي تشعر بالتقزز منه و تحاول الابتعاد عنه: -أنا هنا منذ زمن فيدرل و حاولت عدة مرات الهروب و بالرغم من ذلك كنت تعيديني لهنا لذلك لا تقلق لن أكررها مرة أخرى، ابتعد عني قليلا فالفتيات هنا ينظرن لنا بخوف.
فيدرل: حسنا عزيزتي.
جذبها فيدرل لخارج تلك الغرفة، ظلت الفتيات يجلسن هكذا حتى قدمت لهم روبي الطعام و هي تشعر بالتعب و اقتربت من ملاك لتوديعها.
روبي(بحنان): همشي.
ملاك(بخوف): ليه؟

روبي: عشان ميأذونيش يا ملاك.
ملاك(بخوف): هتسيبيني لوحدي.
روبي: لا متخافيش هرجعلك تاني، بس خلي بالك من نفسك.
ملاك(بدموع): عايزة مالك.
روبي: الولاد بتترحل مش بيبقوا هنا.
روبي: هحاول أدورلك عليه، يلا كُلي.
غادرت روبي المكان سريعا و عادت لذلك الشارع الذي كانت تتواجد به جيسي و استغربت عندما لم تجدها فتسائلت عنها.
-لا تذكرين اسم الحثالة تلك.

تعجبت روبي و تسائلت عما حدث، فقص عليها ما حدث ذلك الرجل الذي يدعو ديف.
روبي: بحقك ديف جيسي لا تعلم أحد هنا سوانا، من الممكن أنهم قاموا باختطافها.
ديف: أخبرتك لا تذكرين اسمها روبي، تلك الحثالة ذهبت معهم بكامل إرادتها.
روبي: حسنا لا تقلق ستعود ليس لديها ملجأ سوانا.
ديف: أخبرني رينو عندما أحصل عليها اقتلها.
روبي: حسنا اهدأ ديف إن عادت أتركها لي سأتحدث معها و سأفهم ما حدث هيا سأعود لعملي.

ذهبت روبي لتمارس عملها التي أُجبرت عليه من بضعة سنوات حتى يأست فأصبحت كالدمية و تعايشت مع الوضع تطيع الأوامر.

-في مكان أخر،
كان يقف بجانب الرجل الذي كان سيقتله و هو ينظر أمامه بثبات، نظر له الرجل و أردف: -تعال لهنا مارك.
-قولتلك اسمي مالك رحيم زيدان الرفاعي.
-أخبرتك بأنك ستصبح ابني و سأعلمك كل الحِرف التي اكتسبتها.
كان يحاول ذلك الرجل التحدث بالمصرية قدر المستطاع حتى يستطيع مالك أن يفهم ما يتحدث عنه، فمالك مازال طفلا لم يتعد عمره العاشرة.
مالك: اسم مارك ده اسم وحش.

هبط الرجل لمستوى مالك و تحدث بصوت مخيف دب الرعب بداخل قلب مالك.
-أخبرتك اسمك مارك و أصبحت ابني أنا، انسى ذلك المدعو رحيم فأنا والدك يا بني.
هز مالك رأسه بخوف و نظر أرضا، ضحك الرجل برضاء عندما أخاف مالك.
-هيا اضرب كما علمتك أمس.
أمسك مالك السلاح بيد مرتجفة و أطلق النيران على ذلك الجدار أمامه.
-أحسنت بني.

-في مكان أخر،
عند رحيم و البقية.
كان كلا منهما يجهز للدخول ذلك المكان المليء بالفواحش و أيضا سيتواجد به ذلك المدعو فيدرل الذي يبحث عنه رحيم و كما أخبرته جيسي هو من يجلب الأطفال و الفتيات.
حسام: رحيم.
رحيم: ايه؟
حسام: أنا الصراحة عملت حاجة كدة.
نظر الجميع لحسام الذي أشار للباب، فوجد رحيم أدم يدلف من باب المنزل و بيده سلاحه.
أدم: عارف أنك مش عايز مساعدة من حد بس تسمحلي أكون جمبك لغاية ما ترجع أولادك.

كانت العلاقة بين كلا من رحيم و أدم سطحية للغاية، فقد أنقذ أدم رحيم من قبل في إحدى البلدان أثناء مهمة له و تعرف عليه و تبادلوا الأرقام.
تنهد رحيم و نظر لحسام الذي وقف بجانب مينا الذي ابتسم له، تجهز الجميع للخروج فوجد رحيم العديد من الحراس مسلحين.
أدم: عشان ندخل بمشهد درامي.
ابتسم رحيم بخفوت و استقل السيارة و بجانبه بيان التي تدعو بداخلها بأن يمر ذلك اليوم بسلام.
قدم رحيم لبيان مسدس فنظرت له باستفهام.

رحيم: عشان تقدري تدافعي عن نفسك مكنش في وقت أعلمك ازاي تستخدميه بس جه الوقت.
علمها رحيم كيف تستخدمه و أخبرها متى تطلق النيران منه.
بيان(بخفوت): هو مطلوب مني افضل شايلاه.
رحيم: لو مش مستغنية عن عمرك اه.
تنهدت بيان و شعرت بالقلق و أمسكت المسدس، رفعت يديها لترفع شعرها بأكمله لأعلى و أخذت نفسا عميقا و أخرجته بهدوء.
رحيم: خليكِ هنا، ادخلي وقت اللزوم.

هبط رحيم من السيارة و باقي الأفراد، كانت جيسي تجلس في سيارة بيان تشعر بالقلق فطمئنتها بيان و هي تحاول أن تتحلى بالهدوء.
رأهم أحد الحراس على مقربة و عندما حاول أن ينبه أصدقائه قُتِل أثر مسدس أدم.
أدم: ياااااه بقالي كتير مقتلتش حد.
ضحك حسام عليه و دلفوا جميعا حيث ذلك الشارع الذي يمتليء بجميع الفواحش، كلما اعترض طريقهم أحد المسؤولين قتلهم.

علم فيدرل بما حدث و غادر سريعا من المكان و معه روبي التي تصرخ بقوة، استطاع رحيم أن يسمع صوت صراخها.
مينا: ايه؟
رحيم: ممكن بيحاول يهرب و معاه رهينة.
جرى رحيم سريعا نحو مصدر الصوت و خلفه كلا من مينا و عمر، بينما ظل كلا من نادل، و حسام، و سلمى، و أدم بحراسه يضربون في كل من يعترض طريقه.
حينما. كان يجري فيدرل ليصل لدراجته النارية لمح جيسي بداخل سيارة رحيم.
روبي: ماذا تفعل؟ و من هؤلاء؟

فيدرل: عندما أعلم سأخبرك، و لكن أليست تلك جيسي؟
نظرت روبي حيثما أشار و رأت جيسي تتحدث لشخص بدون ملامح واضحة و ما كانت سوى بيان.
تملكه الغضب فتقدم من السيارة و فتح بابها و جذب له جيسي التي صرخت بفزع عندما رأته فهو قد قام باغتصابها عدة مرات من قبل.
شعرت بيان بانقباض في قلبها و هبطت سريعا من السيارة و تقدمت من جيسي حاولت أن تسلك بينها و بين فيدرل و لكنه ضربها بمسدسه بوجهها.

كانت روبي تنظر حولها فقد وجدتها فرصة للهروب و جرت سريعا و قبل أن تهرب وجدت من يحملها و يضع يده على فمها فأخذت ترفص بقدميها بقوة.
أردف رحيم بالروسية: -لا تقلقِ لن نؤذيكِ.
شعرت روبي بالدفء في صوته، فأنزلها رحيم سريعا و أشار نحو فيدرل الذي كان يهدد جيسي بقتلها.
رحيم: هل هذا فيدرل؟

نظرت روبي لكلا من مينا و عمر و لم تستطع رؤية رحيم لأنها كانت تعطيه ظهرها، هزت رأسها بنعم فتركها رحيم سريعا و خرج نحو فيدرل الذي كان سيضرب بيان لولا إطلاقه للنيران.
أُصيب فيدرل فجرى سريعا نحو الدراجة النارية الخاصة به و هرب و قام رحيم بإطلاق النار عدة مرات نحوه و لكنه كان قد هرب.

اقترب رحيم من بيان التي كانت تشعر بالألم في رأسها، حاوط وجهها بيده و هو يرى مدى جرحها، وجد كدمة أثر ضربة المسدس و خيط من الدم ينزل على عيناها و وجنتها.
رحيم: عمر هات علبة الاسعافات من العربية، مينا قول للرجالة توقف هدفنا هرب.
اقتربت روبي عدة خطوات منهم و عندما رأتها جيسي جرت نحوها سريعا، فنظر لها رحيم و شعر بالانجذاب نحوها اغتاظت بيان منه.
بيان: تحب أجبلك رقمها!

ضربته بيان في صدره فتألم و نظر لها و لم يستطيع وصف شعوره لها.
طهر رحيم جرح بيان و نظر نحو الشارع كانت الفتيات يهربن سريعا من ذلك المكان القذر أغلبهم قد أُجبر بعد اختطافهم.
جيسي: سيدي يمكننا أخذ روبي معانا للمنزل؟
رحيم: حسنا جيسي.
شعرت روبي بغيثان و سقطت مغشيا عليها جرى نحوها عمر سريعا.
رحيم: روح على البيت بسرعة يا عمر بيها و خد معاك جيسي يلا.
رحيم: هنادي الرجالة و اجي.
بيان: متسبنيش هنا لوحدي هأجي معاك.

امسك كف يدها و ذهب نحو البقية و تجمعوا و غادروا سويا نحو المنزل.
في المنزل،
حاول عدة مرات عمر أن يجعلها تستيقظ حتى فاقت و نهضت سريعا و هي تتقيأ.
جيسي: أنتِ بخير؟
هزت رأسها بنعم و استندت برأسها على كتف جيسي التي ربتت على ظهرها، عاد الجميع و نظر رحيم لها ثم صعد لغرفته.
مينا: بيان.
بيان: نعم.
مينا: بما أن شحاته و دياب مشيوا، فأنا هنام مع حسام، و نادل هينام مع عمر.

مينا: فاطلعي أنتِ نامي مع رحيم و سلمى و جيسي و البنت دِ معاهم.
هزت بيان رأسها بخفوت و صعدت أخذت ثياب لها و دلفت لغرفة رحيم وجدته يخلع ملابسه حتى يستحم.
نظر لها رحيم و عقد حاجبيه عندما وجدها تدخل، فارتبكت و جلست على السرير.
رحيم: خير ست الحسن و الجمال مشرفة أوضتي يعني!
بيان: أقوم امشي يعني! اعمل ايه محدش ينفع ينام معاك هنا غيري و لا تحب اجيبلك سلمى او البنت التانية.
رحيم: بس أنا أسف إني سألت.

دلف رحيم ليستحم بينما بيان أبدلت ثيابها سريعا و ذهبت للأريكة لتنام عليها، بعد قليل وجدت رحيم يحملها و يذهب للسرير فتسائلت عن السبب.
رحيم: محصلش و لا هيحصل أنه أنا أو أنتِ حد مننا ينام على الكنبة و التاني على السرير.
بيان: لا حصل.
ضحكت بيان بعلو صوتها و هي تتذكر تلك اللحظة، تركها رحيم بغيظ على السرير و التف لينام على الجهة الأخرى حتى الصباح.

-في مكان أخر،
كان ينام مالك بجانب ذلك الرجل و لكنه نهض و هو يمشي على أطراف أصابعه حتى لا يصدر صوت و ذهب للخارج و هو ينظر حوله كان الظلام يخيم.
كان يبحث عن طريقة للهروب من ذلك المكان الذي يحتجز المئات من الصبيان.
وقف كالصنم عندما وجد حارس يصوب نحوه سلاحه و ينظر له بغضب لأنه يعتبر خائنا.

ابتلع مالك ريقه بتوتر و رجع للخلف عدة خطوات بينما الحارس تقدم منه و وضع سلاحه على جبهه مالك الذي أغمض عيناه و أردفت بصوت منخفض.
-أحبك ماما أنتِ و ملاك.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة