قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية حملة برعاية الحب للكاتبة سلسبيل كوبك الفصل الثامن

رواية حملة برعاية الحب للكاتبة سلسبيل كوبك الفصل الثامن

رواية حملة برعاية الحب للكاتبة سلسبيل كوبك الفصل الثامن

نظر له رحيم بصدمة و خوف احتلاه، تقدم ببطء من بيان الملقاة أرضًا و التقطها بين يداه.
رحيم(بخفوت): بيان.
رحيم(بخفوت): بيان ردي عليا.
رحيم(بعصبية): فين الإسعاف؟
ظابط: طلبنا عربية إسعاف إضافية لأن كل اللي جه نقل المصابون و الحراس و سيادة الوزير.
حملها رحيم بين يده و هو ينظر لها بخوف و تقدم من سيارته و وضعها بداخلها و قاد سيارته إلى أقرب مشفى.
رحيم: لو سمحت عايز دكتور يفحصها بس بسرعة.
ممرضة: مالها؟

رحيم: كانت من ضمن الانفجار و الواضح أن رأسها اتخبطت ممكن دكتور بسرعة.
ممرضة: أكيد.
أتى له الطبيب بعد فترة و قام بفحص بيان.
الدكتور: هتضطر تبقى عندنا يومين تحت الملاحظة.
رحيم: طب هي هي أخبارها؟
دكتور: إن شاء الله خير متقلقش.
رحيم: طب فاقت؟
دكتور: لا لسة بس إن شاء الله هتفوق في أقرب وقت.

تقدم رحيم من أشيائها الذي أحضرها معه و تفحصها فوجد بداخلها تلك الرسالة و غادر المشفى و ذهب إلى الشركة و أخذ يستوجب الموجودين كيف تم إرسال تلك العلبة.
في مشفى أخرى،
تم نقل سيادة الوزير بداخلها، فكان هو الأقرب لذلك الانفجار فأكثرهم ضررا.
نقلوه للعمليات و تسرب ذلك الأمر للجميع، فأصبحت المشفى مليئة بالحرس و الصحافة.
-عدت بعض الأيام على تلك الأحداث، و لم يفق كلًا من بيان و زيدان بعد.

بينما رحيم كان يتولى جميع الأمور ما بين أبيه، و بيان، و أمه، و ملاك و مالك جلب لهم أشيائهم ليبقوا عند جدهم قليلا فهو لن يستطيع مراعاتهم، و أيضا كان يحقق في تلك القضية بجانب الضباط المسؤولين.
صلاح(بقلق): رحيم هي لسة مفاقتش.
رحيم: لا.
صلاح(بقلق): طب مش عايزني أروح ليها ليه يا رحيم هي فيها إيه؟
رحيم: الدكتور حتى مش عارف السبب بس بيرجح أنه أثر الانفجار المواد اللي فيه أثرت عليها و على مخها.

مالك(ببكاء): بابا خلينا نشوف ماما وحشتنا أوي.
ملاك(ببكاء): أرجوك يا بابا خلينا نبص عليها من بعيد حتى.
صلاح احتضن مالك و ملاك بينما تعالى رنين هاتف رحيم و كان المتصل الطبيب المسؤول عن حالة بيان.
رحيم(بلهفة): في جديد؟
دكتور: الحمدلله المريضة فاقت.
رحيم: أنا جاي حالا.
نهض رحيم من موضعه و نظر لصلاح.
رحيم: بيان فاقت هطمن عليها و هتصل بيك تيجي بالأولاد.

جرى رحيم سريعًا و استقل سيارته للذهاب للمشفى، صلاح فرح باستيقاظ بيان و كذلك ملاك و مالك.
عند بيان.
كانت قد فاقت منذ مدة قصيرة و هي تشعر بدوران في رأسها أثر إغمائها الطويل لمدة يومان.
دكتور: متقلقيش مدام بيان فترة و الدوخة هتروح.
بيان: شكرا.
دكتور: زوجك جاي، عن أذنك.
غادر الطبيب الغرفة بعد أن فحص و اطمئن عليها ثم دلف مهند لداخل الغرفة مما دهش بيان لوجوده.
بيان: حضرتك جيت ليه؟

مهند: قلقلت بقالي يومين مش عارف أجيلك.
بيان: احم شكرا على قلقك.
مهند: بيان.
بيان: نعم.
مهند: عرفت اللي حصل و أن في ناس طبعا عايزة تأذي حماكِ اللي هو وزير الداخلية و طبعا أنتِ طرف يبقى في أذى ليكِ، صح يا بيان؟
بيان: ا.
مهند: قبل ما تكملي و كمان زوجك شغله كله خطر.
مهند: بيان أنا مش هقدر أعرف أن في أذى حواليكِ و أسكت أو محمكيش.
مهند: بيان أنا مستعد اتجوزك و تطلقي من جوزك ده و أوعدك هخلي بالي منك و من ولادك.

مهند: أنا بحبك يا بيان.
لقد عاد الدوران مرةً أخرى، تشعر بأنها داخل دائرة كبيرة تلتف حولها، لِمُا أصبحت الرؤية مشوشة هكذا.
مهند: بحبك و معايا هعيشك ملكة.
مهند: كل اللي تؤمري بيه هيجي لحد عندك.
بيان(بتعب، بخفوت): اسكت، اخرس.
دلف رحيم إلى الغرفة رأى بيان تحاول النهوض من سريرها و لكنها تشعر بعدم اتزان، جرى عليها سريعًا و التقطها بين يديه.
احتضنته بيان بقوة و خبأت وجهها بداخله.
بيان: أنا تعبانة أوي.

رحيم: اهدئي اهدئي.
نظر رحيم ل مهند و شك بأنه أخبرها شيء جعلها تتعب هكذا، عاد رحيم بنظره ل بيان التي تتنفس بصعوبة و تشعر بدوران يجتاحها أثر كلمات مهند فلا يمكنها أن تتخيل نفسها مع أحد سوى رحيم لا يمكنها خيانته أو البُعد عنه.
رحيم: أنت بتعمل إيه هنا؟
مهند: اطمن عليها.
رحيم: بصفتك!
مهند: مديرها و عايز أقدر حالتها عشان أكتب ليها على اجازة.
رحيم: أعتقد جيت و اطمنت تقدر تمشي.
مهند(بغيظ): ماشي.

نظر مهند بغضب ل بيان فهي تتمسك برحيم كأنه ملجأها الوحيد بل هو بالفعل ملجأها الوحيد، غادر مهند من المشفى بأكملها.
حاول رحيم أن يبتعد و لكنها رفضت ذلك بقوة و شدت عليه بأحضانها.
رحيم: قالك حاجة تضايقك؟
بيان(بخفوت): لا و لكني حاسة بدوخة شوية.
رحيم: أنادي الدكتور؟
بيان(بخفوت): لا لسة كان عندي و قالي أنه شيء عادي و هيخف.
رحيم: طب اهدئي.
ملس رحيم بخفة على شعرها و أجلسها مرةً أخرى على سريرها و جلس بجانبها.

رحيم: ممكن أعرف الورقة اللي لقيتها في شنطتك جاتلك ازاي؟
هزت بيان رأسها بصمت و قصت على رحيم ما حدث، تنهد رحيم و نظر ل بيان و إلى جرحها الظاهر في وجهها.
رحيم: أسف إني مردتش كنت في مهمة.
بيان: و لا يهمك.
رحيم: هتصل بصلاح بيه يجي و يجيب الولاد.
بيان: تمام.
هاتف رحيم صلاح، بينما بيان نظرت ل رحيم و عادت بذكرياتها قليلًا.

بعدما أُصيب رحيم في الفرح و تلقى الرصاصة بدلا من بيان سقط أرضًا بين يدي بيان التي لم تستوعب ما حدث نظرت له و لثوبها الذي تلطخ بالدماء.
بيان(بخفوت): رحيم.
التف الجميع حول رحيم الملقى أرضا، استدعوا الإسعاف و اقترب كلًا من زيدان و نجدت و صلاح من بيان التي تجلس أرضا تستاقط الدموع من عيناها.
بيان(بخفوت): هتسبني في يوم زي ده!

نقلوا رحيم للمشفى سريعًا ظلت بيان تجلس أرضا أمام غرفة العمليات بثوب زفافها تبكي على حالها.
صلاح: بيان حبيبتي اهدئي هو إن شاء الله بخير.
زيدان(بعصبية): أنت يا زفت أعرف مين اللي عمل كدة فورا.
زيدان(بعصبية): أيوه يعني مين اللي وراه؟
نجدت(بحدة): أنا مش هسكت سامع.
نجدت(بحدة): رحيم لو جراله حاجة كلكم هتتعاقبوا.
كان كلًا من نجدت و زيدان يفعلوا عدة اتصالات للوصول للمجرم الحقيقي.

صلاح: حبيبتي اهدئي شوية بقى عشان خاطري أنتِ مأكلتيش حاجة من الصبح.
بيان(ببكاء): مش عايزة حاجة يا بابا.
انهارت بيان في بكائها و احتضنت صلاح بقوة.
صلاح: بس يا حبيبة أبوكِ قلبي بيوجعني بسببك، و اهدئي أنتِ كمان عشان قلبك.
شعرت بيان بوجع في قلبها و لكنها تحاملت حتى خروج الطبيب من غرفة العمليات.
دكتور: متخافوش خير، المريض بخير و مفيش داعي للقلق.
دكتور: عن أذنكم.
غادر الدكتور، أخرجوا رحيم على نقالة لغرفة مرضى.

نجدت(بحدة): روحي غيري هدومك و ابقي تعالي بعدين.
بيان(ببكاء): مش هسيبه لوحده.
نجدت(بحدة): احنا هنا يلا روحي مع باباكِ.
صلاح: بنتي هتقعد مع جوزها إيه هتمنعيها من حقها.
زيدان(بهدوء): أنت مش شايف حالتها منهارة و كمان هتفضل بفستانها كدة و الدم.
بيان: أيوه هفضل كدة و جمبه لحد ما يفوق.
نجدت(بحدة): متعصبنيش روحي مع.
زيدان: سيبيها يا نجدت.
زيدان: لكن لو حصلك حاجة أحنا مش مسؤولين.

دكتور: لو سمحت شخص واحد اللي يبقى متواجد في غرفة المريض و مسموحله يبات معاه.
بيان: أنا أنا هبات معاه.
صلاح(بقلق): بس يا بيان.
بيان: لا يا بابا هفضل معاه.
صلاح: طيب يا حبيبتي.
غادر الجميع المشفى، بينما بقت بيان في غرفة رحيم و هي تشعر بوجع شديد في قلبها و تبكي.

رحيم: بيان بيان.
بيان: ها! إيه؟
رحيم: سرحانة في إيه؟
بيان(بتلقائية): فيك.
خجلت بيان و نظرت أرضا بينما رحيم جلس بجانبها على السرير.
بيان: رحيم.
رحيم: نعم؟
بيان: أنا حلوة؟
رحيم: أفندم!
بيان: يعني أتحب؟
رحيم: مش فاهم يا بيان.
بيان(بتنهيدة): يعني بتحبني يا رحيم؟
رحيم: احم هو إجباري هحبك لأنك أم ولادي.
بيان(بضيق): يعني بتحبني لأجل إني أم ولادك!
رحيم لا رد.
بيان: طب قوم من جمبي.
رحيم: أفندم!

نظرت بيان ل رحيم بغيظ من جفاءه معها و حاولت إزاحته من جانبها و لكنه لم يتحرك.
بيان: رخم.
رحيم: لسانك يتقص.
بيان: طب أبعد كدة بقى.
تعالى رنين هاتف رحيم الذي أجاب سريعًا.
رحيم: ألو وصلتوا لحاجة؟
رحيم(بضيق): يعني إيه لسة بقالكم يومين بتقولوا لسه.
رحيم(بضيق): طيب أقفل.
رحيم: اتأخروا ليه!
بيان: امشي أنت.
رحيم: لو عايز أمشي كنت مشيت.
بيان(بغيظ): وجودك زي عدمه.
رحيم: مُصرة تخليني أزعق.
بيان: من امتى مش بتزعق؟!

رحيم: بيان أنا مقدر أنك تعبانة.
بيان(ببرود): طيب.
تلقائيا تذكرت كلمات مهند ليها و كيف أعلن عن حبه لها، و بدون وعي قارنت بينه و بين رحيم الذي انشغل بهاتفه و بعض الأعمال حتى يأتي صلاح و مالك و ملاك.
بيان: رحيم أنت ليه مش بتعبرلي عن حُبّك و لا أنت مش بتحبني!
لِمَا يشعر بأنه عاجز عن الإجابة لم يسأل نفسه يومًا عن ذلك، لا يمكنه فشخصيته غريبة ليست تقليدية لا يستطيع التحدث كثيرًا لا يمكنه.

أخرجته بيان من تفكيره عندما أمسكت بيده.
بيان: رحيم أ.
ملاك(بفرحة): ماما.
جرت ملاك لتتوسط أحضان بيان التي شعرت ببعض التعب أثر اصطدام ملاك بها.
بيان: حبيبة ماما وحشتيني أوي.
اقترب مالك من بيان و قبّلها فاحتضنته بقوة.
بيان: وحشتني أوي.
صلاح: كنا قلقانين عليكِ طول الوقت.
بيان: أنا الحمدلله بخير يا بابا.
قبّلت بيان يد صلاح بينما هو جذبها لاحضانه.
ملاك: أنتِ كويسة؟
بيان: اه يا حبيبتي الحمدلله.

رحيم: احم انا هستأذن هشوف سيادة الوزير و هرجع بليل ليكوا عشان نروح.
بيان: تمام.
نظر رحيم ل بيان قبل أن يرحل ثم غادر سريعًا المشفى بأكمله ليطمئن على أبيه.
رحيم: حصل جديد؟
نجدت: لسة فاكر.
نجدت: حد حاول يقتله بس الحراس لحقته و خدته على المديرية اطلع دلوقتي و مترجعش إلا لما تحل الموضوع على الأقل اعمل حاجة واحدة من اللي زيدان عملها ليك.

تنهد رحيم و غادر المشفى و ذهب للمديرية ليحقق في أمر ذلك الرجل الذي قبضوا عليه.
في المساء.
قلقت بيان على رحيم فلم يعد و قد حان موعد رحيلها منذ زمن، نام كلًا من مالك و ملاك حتى صلاح بقى معهم.
دلف رحيم بتعب شديد غرفتها و تقدم منها وجدها ما زالت مستيقظة.
بيان(بقلق): رحيم أنت كويس؟
رحيم(بتعب): لا.

جلس رحيم مقابل بيان على سريرها و احتضنها، شعرت بيان بخفقان قلبها أثر قربه منها فلم تتعود بأن يستسلم داخل أحضانها هكذا.
بيان: حاسس بأيه؟
رحيم(بتعب): اليومين اللي فاتوا منمتش و كنت بشتغل و متابع حالتك و حال سيادة الوزير حتى الأولاد.
رحيم(بتعب): تعبان أوي يا بيان.
بيان: تعالى نروح بيتنا و ترتاح هناك و كمان هعملك مساچ.
نظر لها رحيم بينما هي شجعته على ذلك.
بيان: يلا هصحي بابا و الأولاد.

نهضت بيان و تقدمت من والدها و أيقظته برفق.
بيان: قوم يا حبيبي عشان نروح.
صلاح(بنوم): هو البجح جوزك جه؟
بيان: بابا قوم.
صلاح: آآه يا ضهرك يا صلاح.
بيان: قوم يا حاج و لا عايزني أشيلك.
صلاح: و فيها إيه ما أنا ياما شيلتك.
بيان: أنا أشيلك في عيوني يا بابا، عندك شك؟
صلاح: لا يا حبيبتي.
رحيم(بتعب): بيان أنا هسبقك بمالك على العربية.
بيان: بلاش تشيله أنا هصحيه.
رحيم(بتعب): يا بيان يلا.

غادر رحيم، بينما بيان حملت ملاك و غادرت مع صلاح خارج المشفى فقد أبدلت ثيابها مسبقا قبل أن يأتي رحيم.
صلاح: روحني البيت يا رحيم.
بيان: مفيش داعي يا بابا تعالى بات معانا.
صلاح: لا هنام في بيتي.
بيان: عشان خاطري يا بابا بقالك كتير مجيتش بيتنا.
صلاح(بتنهيدة): ماشي يا بيان.
قاد رحيم إلى المنزل و لكنه كان يشعر بالتعب الشديد و يجاهد حتى يبقى مستيقظًا.
بيان: يلا ننزل.

صعدوا جميعا للشقة، القى نفسه باهمال على الاريكة الموضوعة في الصالون.
بيان: معلش يا بابا هو تعبان تعالى معايا.
وضعت بيان أبنائها في سرير كلا منهما، و دّلت صلاح على غرفته ليبقى فيها حتى صباح الغد.
أبدلت بيان ثيابها و خرجت ل رحيم أيقظته لينام بغرفتهم و لكنه رفض.
بيان: يلا يا رحيم معلش أخر حاجة هتعملها و بعدها هتنام.

نهض رحيم على مضض و نام بغرفته، أغلقت بيان هاتفه و هاتفها و أيضا فضّلت النوم خارج الغرفة حتى لا ينزعج من المنبه عندما توقظ أبناءها.
في الصباح الباكر.
لم تستطع بيان النوم جيدا فنهضت على ذلك الصوت المزعج صوت المنبه فأوقظت أبناءها.
بيان: يلا قوموا عشان الباص ميروحش عليكم.
ملاك(بضيق): ماما.
بيان: نعم.
ملاك(بضيق): ميس الانجلش عايزاكِ.
بيان: ليه يا ملاك؟
ملاك(بضيق): مش عارفة.
بيان: طيب لما أفوق يا ملاك حاضر.

بيان: مالك.
مالك: نعم يا ماما؟
بيان: ألبس الكوتشي و يلا عشان الفطار.
بيان: يلا يا ملاك.
أنهوا فطورهم و هبطوا ليستقلوا الأتوبيس الخاص بالمدرسة، بينما بيان دلفت لغرفتها لتأخذ قسطًا من الراحة فنامت بجانب رحيم لفترة طويلة و كذلك هو.
استيقظ رحيم قبلها و نظر لها ثم لتلك ساعة الحائط فوجدها تخطت الثالثة عصرا قام منتفضا من موضعه.
دلف للمرحاض ثم خرج و أبدل ثيابه، استيقظت بيان على أثر حركاته التي تصدر صوت.

بيان(بخفوت): صباح الخير.
رحيم: قصدك مساء الخير مصحتنيش ليه يا بيان؟
بيان: كنت تعبان يا رحيم و صعبت عليا قولت مش هصح.
شهقت بيان صدمة عندما تذكرت موعد رحيل أبنائها من المدرسة.
بيان: الولاد زمانهم خرجوا.
بيان: رحيم بسرعة ولادي.
بيان: روح المدرسة زمانهم واقفين لوحدهم.
تركها رحيم و غادر الغرفة و لكنه وجد مالك يجلس أما التلفاز، بينما ملاك تجلس مع صلاح في الشرفة.
بيان: أنت من.
بيان: مالك!
بيان: جيت ازاي؟

مالك: بأتوبيس المدرسة و جدو نزل خدنا.
بيان(بتنهيدة حارة): الحمدلله.
بيان: أنت هتروح فين يا رحيم؟
رحيم: المستشفى و بعدها هطلع على شغلي.
بيان: تمام متتأخرش، خلي بالك من نفسك.
قبّلته بيان على إحدى وجنتيه ثم تركته و ذهبت لأبيها.
بيان: مساء الخير يا بابا.
صلاح: مساء النور يا حبيبتي.
صلاح: إيه مش ناوية تأكلينا بقى و لا إيه؟
بيان: عيوني أنت تؤمر.
بيان: مالك ملاك غسلتوا إيديكم و وشكم؟
مالك: اه.
ملاك: اه يا ماما.

بيان: طب يلا يا حبايبي جيبوا كتب المدرسة و يلا عشان تذاكروا عقبال ما أجهز الغداء.
بيان: مالك يا رحيم؟ مش هتنزل؟
رحيم: مش هتأكليني؟
بيان: تعالى ورايا على المطبخ.
حضرت بيان أكل خفيف و سريع ل رحيم حتى يستعيد جزء من طاقته و يمكنه التركيز.
بيان: احتمال أنزل أجيب شوية طلبات من السوبر ماركت.
رحيم: لو تعبانة ابعتِ البواب أنا همشي.

غادر رحيم المنزل، بينما بيان أحضرت الغداء لهم و فعلت روتينها اليومي تدرس لأطفالها و تلاعبهم قليلا ثم تتركهم يلهون كما يريدون.
بيان: أحلى قهوة لحبيب قلبي.
صلاح(بابتسامه): بحب القهوة من إيدك بتعرفي تظبطيها زي جميلة.
بيان(بابتسامه): المهم أنها بتعجبك.
صلاح(بتنهيدة): وحشتني أوي.
بيان: ربنا يرحمها يا بابا.
بيان: مبسوطة أنك معانا.
صلاح: مبسوطة مع رحيم يا بيان؟
بيان: الحمدلله.
صلاح: إيه قصة مهند دِ؟

بيان: متجبش سيرته أرجوك يا بابا.
بيان: هقوم أحضر العشاء زمان رحيم على وصول.
نهضت بيان و حاولت مهاتفة رحيم حتى أجاب.
رحيم: إيه يا بيان؟
بيان: وصلت لفين؟
رحيم: في الطريق.
بيان: عمو زيدان أخباره إيه؟
رحيم(بتنهيدة): لسة مش عايز يفوق.
بيان: طب و طنط؟
رحيم: بخير يا بيان بخير.
بيان: طيب يلا متتأخرش عشان تتعشى.
رحيم: تمام.
بيان: يلا يا حبايبي عشان العشاء.
مالك: اومال فين بابا؟

بيان: بابا في الطريق بس أنتوا لازم تتعشوا دلوقتي عشان تناموا بكرة في مدرسة.
ملاك(بحزن): قولتلك ميس الانجليزي عايزة تقابلك.
بيان: يا روحي أنا أسفة بكرة هأجي معاكِ.
ملاك(بفرحة): ماشي.
بيان: بابا لو عايز تتعشى قبل ما رحيم ما يجي عادي.
صلاح: لا يا حبيبتي عادي.
صلاح: المهم بس أروح بكرة.
بيان: ليه يا بابا ده الأولاد مبسوطين و أنا مبسوطة أنك معانا.
صلاح: بس برضو يا بنتي جوزك هيكون عايز يأخد راحته في بيته.

بيان: خليك معانا يومين كمان بس.
صلاح: افترضي هعمل كدة بكرة أنتِ و رحيم هتروحوا شغلكم و الأولاد في المدرسة أقعد أعمل إيه بقى.
دلف رحيم تقدمت منه بيان سريعًا.
بيان: ادخل خد شاور و تعالى اتعشى.
رحيم: تمام.
صلاح: اتجوزتي بجح كبير.
رحيم(بتعب): أزيك يا صلاح بيه.
تركهم رحيم و دلف لغرفته لينعم بحمامًا دافىء خرج ليأكل فهو لم يتناول شيء سوى الفطار مع بيان.
بيان: ادخل نام يا رحيم.
صلاح: هو ماله؟

بيان: يا بابا ما هو أكيد هيتعب بيشتغل و كمان مهتم بقضية والده و خايف على مامته و حاجات كتير.
بيان: يلا يا حبيبي قوم نام متشغلش بالك.
صلاح: طيب ربنا يهدي.
ذهب صلاح لينام، بينما بيان دلفت لغرفتها وجدت رحيم ما زال مستيقظًا.
بيان: منمتش ليه؟
رحيم: عايزك في موضوع.
بعد فترة،
كانت بيان مستلقاة في أحضان رحيم و هي تحاول أن تتحدث و لكنها لا تستطع.
رحيم(بخفوت): نامي يا بيان.
بيان: رحيم أن.
رحيم: إيه؟
بيان: أنا خايفة.

رحيم: من إيه؟
بيان: تبعد عني و تسبب جفاء أكتر ما هو موجود.
رحيم(بخفوت): بيان هرمونات أخر الليل دِ مش معايا، نامي نامي يا بيان أنا عندي شغل الصبح.
بيان(بضيق): دِ مش هرمونات يا رحيم.
رحيم: طيب يا بيان لما أخلص من مشاكلي أوعدك هنقعد و نتكلم حلو كدة؟
بيان: قولي يا حبيبتي.
رحيم: حلو كدة يا حبيبتي؟
ابتسمت بيان و نامت بأحضان رحيم الذي حمد الله لأنها نامت، ف بيان دومًا تختار الوقت الغير مناسب للنقاش.

تنهد رحيم بعمق و أغمض عيناه ليستعد للنوم.
مرت عدة أيام دون أحداث مهمة تُذكر.
كاد أن يجن فأخبره مالك بأنها منذ الصباح لم تعود.
رحيم(بعصبية): ماشي يا بيان أنا هعرفك ازاي تخرجي كل ده من غير أذني.
دلفت بيان من باب الشقة بملامح باهتة، وجدته أمامها و هو سبب حزنها هذا.
بيان: لو سمحت مش قادرة أتكلم.
رحيم(بعصبية): خير يا هانم كنتِ فين؟
بيان: مكان ما أكون يا رحيم.
رحيم(بعصبية): و من امتى برودك ده!

تركته بيان و دلفت لغرفتها فهي لا تقوي على الحديث بينما رحيم دلف خلفها و جذبها له.
رحيم: كنتِ فين؟
بيان: كنت عند الدكتورة حلو كدة!
رحيم: يعني من الصبح لدلوقتي عند الدكتورة إيه بتخترعوا الذرة!
بيان(بخنقة): رحيم أرجوك أبعد عني.
رحيم(بحدة): مش قبل ما أعرف.
بيان(بخنقة): أنا حامل يا رحيم حلو كدة!
رحيم(بحدة): و خير زعلانة ليه ده بدل ما تفرحي!
بيان(بخنقة): و هسقطه يا رحيم.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة