قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية حملة برعاية الحب للكاتبة سلسبيل كوبك الفصل التاسع

رواية حملة برعاية الحب للكاتبة سلسبيل كوبك الفصل التاسع

رواية حملة برعاية الحب للكاتبة سلسبيل كوبك الفصل التاسع

تركت بيان رحيم و دلفت لغرفتها فهي لا تقوى على الحديث بينما رحيم دلف خلفها و جذبها له.
رحيم: كنتِ فين؟
بيان: كنت عند الدكتورة حلو كدة!
رحيم: يعني من الصبح لدلوقتي عند الدكتورة إيه بتخترعوا الذرة!
بيان(بخنقة): رحيم أرجوك أبعد عني.
رحيم(بحدة): مش قبل ما أعرف.
بيان(بخنقة): أنا حامل يا رحيم حلو كدة!
رحيم(بحدة): و خير زعلانة ليه ده بدل ما تفرحي!
بيان(بخنقة): و هسقطه يا رحيم.
رحيم(بحدة): و ده ليه؟

بيان(بانفعال): عشان هظلمه هظلمه لو جه، خلتني معقدة يا رحيم خلتني إنسانة محصورة في نقطة معينة.
بيان(بدموع): هيجي لأسرة مفيش فيها الحب و لا الأمان.
رحيم: وجودي لوحده أمان.
بيان(بدموع): أنا مش عايزاه يجي يا رحيم.
بيان(بدموع): مش هقدر أقدمله السعادة و لا الحب لأنك استنفذتهم مني يا رحيم.
بيان(بدموع): كنت طول الوقت بقدمهم ليك.
نزلت الدموع على وجنتيها كالشلال لا تستطع تحمل ذلك العبء بمفردها، فقلبها لا يحتمل.

أفلت يداها سريعًا فكلًا منهم يرى الأمر من جهته فقط، يعتقد بأنها لا تريد ذلك الطفل من أجله لأنها لا تريد شيء آخر يربطها به.
رحيم: اعملي اللي أنتِ عوزاه.
لملم رحيم أشيائه و أخذ بعض الثياب و غادر تركها بمفردها ك كل مرة لا يقوى فيها على النقاش أو التعبير.
جلست أرضًا تبكي على حالها حتى أتى لها أبناؤها يحتضوننها.
مالك: بتعيطي ليه يا ماما؟
أزالت تلك الدموع و جذبتهم لأحضانها جيدًا.
بيان: مفيش يا حبايبي.

بيان: أنا بس تعبانة شوية.
ملاك(بابتسامه): أنتِ فعلا حامل؟
هزت بيان رأسها ببطء بمعنى نعم، و وجهت نظرها لبطنها لذلك الطفل الذي ينشأ بداخلها؛ ربما أخبرته أنها لا تريده فقط ليُغير من نفسه ليشعرها بالأمان ليساعدها ليس ليتركها وحدها.
بيان: يلا ناموا عشان بكرة علينا مدرسة.
ملاك: حاضر.
قبّل كلًا من ملاك و مالك أمهم و ذهبوا لغرفة كلاهم، بينما بيان ظلت تفكر حتى برزت الشمس فقامت لتفعل روتينها اليومي مع أبنائها.

ودّعتهم بقلبًا ينزف بشوق و ألم على فراق الحبيب، صعدت لتبدل ثيابها و تستعد لعملها التي أصبحت تبغضه لوجود مهند به.
كارمن: صباح الخير يا بيان.
بيان: صباح النور.
كارمن: شكلنا هنطرد أو هيتخصم منا.
بيان: اشمعنا؟
كارمن: لأننا جاين متأخر.
بيان: و من امتى و حد بيتكلم معانا.
كارمن: مهند بيه ممشي الشغل مظبوط.
بيان: اسكتي يا كارمن بطني بتقلب.
مهند(بحدة): تأخير ليه نص ساعة ده مش شغل بقى.
-يا فندم.

مهند(بحدة): متتكررش تاني.
مهند(بحدة): كله على مكتبه.
ذهب الجميع إلى عمله.
بعد فترة من العمل،
مهند(بانفعال): بيان.
بيان: نعم يا فندم.
مهند(بانفعال): إيه الكلام ده؟
بيان: عايزة اتنقل فرع جديد.
مهند: و بالنسبة لاستقالتك؟
بيان: ده في حال أنك رفضت إني اتنقل فرع جديد.
مهند: و لكن.
بيان: أخر كلام عندي.
مهند(بتنهيدة): بيان أنتِ ليه مش عايزة تثقي فيا؟

بيان: لأني واحدة متزوجة و حتى لو بيني و بين زوجي أي مشكلة احنا قادرين نحلها.
مهند: و لكنه مش بيحبك أنا بحبك.
بيان: أنا أسفة.
لملمت أشيائها و غادرت الشركة عادت لمنزلها، مرت الأيام على هذا الحال و لكِن زيدان قد استيقظ من غيبوبته و رجع لمنزله الذي أقام فيه رحيم.
مالك(بقلق): مالك يا ماما؟
بيان(بتعب): مفيش يا حبابيي شوية تعب.
مالك(بقلق): اتصل ب بابا.
بيان(بانفعال): لا لا أنا بخير، إياك تتصل ب رحيم.

ملاك(بدموع): و لكنك تعبانة.
بيان: أنا بخير كملوا مذاكراتكم هقوم أشوف الغداء.
نهضت بيان و لكنها تشعر بالمغص الشديد في بطنها صرخت بقوة ثم ظهرت قطرات دم أرضًا دلالةً على خسارة الجنينة.
سقطت بيان أرضًا مغشيا عليها.
مالك، ملاك(بصريخ): ماما.
جري مالك سريعًا ليطلب النجدة من أحد جيرانهم ك يحيى أو سيدة كبيرة سنا تعيش بمفردها لا يسمع الجميع عنها كثيرا فهي تحب الهدوء.

مالك(بخوف): ماما وقعت على الأرض ممكن تيجي تشوفيها.
ذهبت تلك السيدة معه و رأت بيان و هاتفت الاسعاف و تم نقل بيان للمشفى بعد أن أبدلت لها ثيابها.
ملاك: طنط شيماء.
شيماء: نعم يا حبيبتي.
ملاك: هي ماما هتبقى كويسة؟
شيماء: بإذن الله.
أتي رحيم سريعًا بعد أن هاتفته شيماء و أخبرته بما حدث، كاد أن يجن بعد أن استمع لها.
رحيم(بقلق): فين بيان؟
شيماء: اهدأ نايمة شوية.
رحيم: الدكتور قال إيه؟
شيماء: إجهاض.

مالك(بدموع): بابا.
رحيم: نعم؟
مالك(بدموع): هي ماما حصلها إيه؟
نزل رحيم لمستواه و وضع يده على كتفه.
رحيم: ماما بخير بس.
ملاك: كان في نونو في بطنها صح؟
رحيم(بتنهيدة): اه.
رحيم: بس مشي.
مالك: راح فين؟
رحيم لا رد.
شيماء: راح مكان أحسن بكتير يا حبايبي.
رحيم: هي بقالها جوا قد إيه؟
شيماء: ساعتين.
شيماء: اهو الدكتور اللي جاي ده.
رحيم: لو سمحت الحالة اللي في الأوضة دِ إيه اللي حصل بالظبط.

دكتور: فقدت الجنين بسبب سوء تغذية و انهيار كبير مأثر على القلب غير أن القلب أصلا مش في حالة مستقرة.
رحيم: المهم هي بخير؟
دكتور: الحمدلله.
رحيم: طب هتفوق امتى؟
دكتور: كمان شوية.
رحيم: شكرا.
بعد فترة،
استيقظت بيان و وجدت بجانبها رحيم فسقطت دموع عيناها على وجنتيها بحزن عندما تذكرت بأنه لم يكن بجانبها عندما احتاجت له.
رحيم: ليه؟
بيان: رحيم.
رحيم: نعم.
بيان: طلقني.
رحيم: مالك و ملاك.

بيان: بطل تتحجج بيهم مش أول و لا أخر أطفال أهلهم هينفصلوا.
رحيم: هسيبك تقعدي يومين عند صلاح بيه عشان تهدئي و تفكري كويس مفيش أم هتقول كدة.
بيان: بجد مش عارفة أعمل معاك إيه تاني خلاص زهقت زهقت بجد.
بيان: رحيم طلقني أنهي كل اللي بينا.
رحيم(بهدوء): بيان فكري في قرارك كويس لو حصل طلاق عمرنا ما هنرجع لبعض.
بيان: أفضل.
رحيم(بهدوء): مش هأخد بكلامك دلوقتي.
بيان(بدموع): خسرته صح!
رحيم: مش ده اللي كنتِ عايزاه!

بيان(بدموع): لا.
اقترب منها رحيم و جذبها لأحضانه و قبّل مقدمة رأسها.
رحيم: نصيبه و نصيبنا.
عادت لبيت والدها بأبناءها، شكر رحيم السيدة شيماء و أرجعها لمنزلها.
صلاح: حبيبة أبوكِ إيه اللي حصل؟
مالك: ماما خسرت نونو.
احتضنها صلاح فهو يعلم معنى الفقدان، بينما هي بكت بحرقة على ما مر عليها من آلام.
صلاح: ده نصيب يا حبيبتي.
بيان: عندك حق عندك حق يا بابا.

صعدت بيان لغرفتها لتأخذ قسطًا من الراحة فهي تشعر بالتعب الشديد و قد أخذت اجازه طويلة لترتاح قليلًا من الضغط التي تشعر به.
سمر: يا هانم مش هتأكلي؟
بيان: لا يا سمر.
سمر: بس بقالك كام يوم مش بتأكلي.
بيان: شوفي بس الأولاد يا سمر.
سمر: كلوا يا هانم، و صلاح بيه كل مفضلش غيرك.
بيان: بجد يا سمر مش قادرة.
سمر: اللي تشوفيه يا هانم.
بيان: ناموا؟
سمر: اه يا هانم.
بيان: ادخلي أنتِ كمان نامي.
سمر: حاضر.

غادرت سمر الغرفة، بينما بيان بكت بصمت فاليوم بما أن الساعة تعدت منتصف الليل فأصبح يوم وفاة والدتها.
عند رحيم.
كان يعمل على بعض الملفات ثم أمسك هاتفه في اللحظة التي دلفت بها سلمى.
سلمى: رحيم.
رحيم: إيه يا سلمى؟
سلمى: أدم عامل مشكلة كبيرة بره.
رحيم(بتنهيدة): خير؟
سلمى: كالعادة اتخانق مع باقي الفرقة.
رحيم: ابعتيهم هنا.
أخبرتهم سلمى بطلب رحيم، وقف الجميع صفًا أمامه.
أدم: هتأخد صورة!

رحيم(بحدة): استحملت قلة أدبك كتير يا أدم.
رحيم(بحدة): بكرة هكلم سيادة اللواء و هخليه ينقلك.
أدم: و هما كمان غلطانين.
رحيم(بحدة): هما فعلا غلطانين عشان عملوا رأسهم برأسك برأس جاهل.
أدم(بعصبية): ليه الغلط؟
رحيم(بحدة): الزم حدك.
رحيم(بحدة): و أنتوا هتنزلوا من بكرة التدريبات من تاني لمدة أسبوع مع الفرق الجديدة.
حبيب: بس يا فندم.
رحيم(بحدة): خلص الموضوع امشوا من قدامي.
غادر الجميع و سلمى قد اقتربت من رحيم.

سلمى(بابتسامه): بحبك يا رحيم.
رحيم(بتنهيدة): و أنا لا يا سلمى.
سلمى: بس و لا بتحبني و لا بتحب بيان و ده أفضل.
رحيم: عندك حق مش بحب و مش بعرف أحب لكن لو جيت في يوم و حبيت هتبقى بيان يا سلمى.
سلمى: مش مشكلة ابقى انا و هي.
رحيم: انسي.
أمسك رحيم هاتفه و نظر فيه و رأى تاريخ اليوم، ف صُدم و جرى خارج المكتب و قاد سيارته إلى بيت بيان و وقف أمام منزلها بسيارته.
عند بيان.

شعرت بالخنقة الشديدة و خرجت للشرفة و لمحت رحيم الذي كان ينظر إلى شرفتها.
بدون وعي جرت بيان خارج غرفتها و من ثم ذهبت ل رحيم الذي اقترب منها بهدوء، بينما هي اندفعت له و احضتنته بقوة كبيرة و أصبحت في نوبة أخرى من البكاء.
رحيم(بهمس): اهدئي.
رحيم(بهمس): بيان.
بيان(ببكاء): وحشتني أوي أوي يا رحيم.
رحيم(بهمس): و هي جمبك في كل وقت و أنتِ عارفة ده يا حبيبتي.
بيان(ببكاء): ملحقتش أشبع منها بِعدت عني بسرعة.

رحيم(بهمس): عارف يا بيان عارف خلاص اهدئي.
ملس رحيم بحنية على شعر بيان و قبّلها برفق، حملها بين يده و دلف لجنينة الفيلا و وضعها على الأريكة المتواجدة و جلس أمامها.
رحيم: مش ناوية ترجعي بقى؟
رحيم: وحشتيني يا بيان.
نظرت له بيان و أجهشت في البكاء مرةً أخرى فهي تعلم بأن كلامه مصطنع و مزيف لا يستطع التفوه بتلك الكلمات و لكنه يقولها الآن للتخفيف عنها.
بيان(بخفوت): لا لا يا رحيم مش عايزة أرجع.
رحيم: و بيتنا؟

بيان: بيتك لوحدك.
رحيم: أخر كلام عندك؟
بيان: اه.
نهض رحيم، بينما هي بداخلها تمنت لو يبقى ف برحيله يثبت لها أكثر بأنها لا تفرق معه.
جلس رحيم بجانبها على الأريكة و نام واضعًا رأسه على إحدى رجليها حتى الصباح.
سمر: ست هانم ست هانم.
بيان(بخضة): سمر!
نهض رحيم سريعًا على أثر صوت سمر الذي يثير الارتباك، بينما بيان نظرت لسمر منتظرة منها أن تتحدث.
سمر: مالك و ملاك مش موجودين.
بيان(بخضة): ازاي ده!

جرت بيان لغرفة أبنائها سريعًا و هي تشعر بالقلق حيالهم و خلفها رحيم الذي كان الأسرع و دلف للغرفة وجدها فارغة.
رحيم(بحدة): ازاي ده يحصل يعني؟
بيان(بدموع): ولادي.
كادت أن تسقط أرضا و لكنه أسندها و جذبها له.
رحيم: الولاد بخير متقلقيش اهدئي أنتِ بس.
رحيم(بعصبية): اجري جيبي البخاخة بتاعتها.
استيقظ صلاح أثر صوتهم المزعج و العالي.
صلاح: في إيه!
صلاح(بقلق): مالها بيان؟
رحيم: الولاد مش موجودين.
صلاح(بصدمة): ازاي!

سمر: البخاخة يا بيه.
جذب رحيم البخاخة و أعطاها لبيان لتستنشق الأوكسجين بداخلها و تستعيد توازنها من جديد.
بيان(بدموع): ولادي يا رحيم أنا عايزاهم.
رحيم: هنلاقيهم بيلعبوا في مكان في الفيلا.
رحيم: هنلاقيهم.
تحرك الجميع في محاولة منهم لإيجاد الأطفال، ذهبت بيان سريعًا لتبدل ثيابها فهي كانت بثياب النوم.
رحيم(بعصبية): راحوا فين يعني؟
بيان: احكي بالظبط إيه اللي حصل يا سمر؟

نظرت لهم سمر جميعا بتوتر و خوف و خاصةً رحيم فهي تعلم بمدى غضبه.
اقترب منها رحيم و جذبها من ذراعها بغضب.
رحيم: عارفة لو ليكِ يد في الموضوع ده هعمل فيكِ إيه؟
سمر(بخوف): و أنا مالي يا بيه أنا طلعت عشان اصحيهم ملقتهمش.
صلاح: سيبها يا رحيم إيه اللي بتعمله فيها ده.
افلتها رحيم بعنف و نظر لبيان التي تبكي بصمت على فقدانها لأبناءها.
رحيم: في كاميرات هنا؟
صلاح: لا.
رحيم(بانفعال): ازاي يعني؟

صلاح: أنا حر بيتي، و كمان أنت ازاي هنا؟
رحيم(بانفعال): فين بواب الزفت الفيلا؟
صلاح(ببرود): اجازه حاجة تاني؟
نهض رحيم بعنف من موضعه و نظر ل صلاح بغضب على بروده وعدم اهتمامه.
بيان(بدموع): بابا أرجوك أرجوك يا رحيم بلاش تعملوا مشاكل ولادي مختفيين اتصرفوا.
صلاح: جوزك موجود اهو يفضي وقت شوية و يدور على ولاده بدل ما يروح يحل قضايا الناس التانية و سايب قضيته الأولى اللي جه عليها الزمن و هو.

شعر رحيم بالمغزى من حديث صلاح و كاد أن يغادر و لكنه وقف عندما استمع لصوتها الذي يملؤه البكاء.
بيان: هتروح فين و ولادي مش موجودين!
رحيم: عايزاني أفضل قاعد جمبك و متحركش أشوفهم فين.
غادر رحيم و جرت خلفه بيان بعد أن أحضرت أشيائها و صعدت لسيارة رحيم.
رحيم: أنزلي مش هأخدك معايا.
بيان: و أنا مش هسيبك إلا لما الاقي ولادي يا رحيم.
قاد رحيم سيارته بانفعال و هو لا يعلم أين سيبحث عنهم و كيف.
عند صلاح.

ارتدى ثيابه و ذهب للمقابر حيثما دُفنت زوجته جميلة، جلس أمام قبرها و تجمعت الدموع بعيناه فلا يقوى على فراقها.
صلاح(بدموع): وحشتيني أوي أوي يا جميلة.
صلاح: مقصر معاكِ الفترة الأخيرة أنا اسف.
صلاح: بنتك مش مرتاحة و حاسس إني السبب لأني وافقت عليه من الأول وافقت أسلمه بنتي اللي وصيتيني عليها قبل ما تموتي مش قادر محملش نفسي الذنب في اللي هي عايشاه.

صلاح: بس اللي بيهون عليا في كل مرة لمعة عينيه لما يشوفها أو يلمحها قدامه.
صلاح: تعبت من كتر التفكير مش عايز أخيرها بيني و بينه مش هقدر أشوفها قدامي في حيرة و أكون أنا السبب فيها.
صلاح: بقول امتى أجيلك بس خايف أسيبها لوحدها يا جميلة
صلاح: زعلان عشان مبقتيش تيجي ليا في المنام بستناكِ كل ليلة.
صلاح: كان نفسي تبقي معايا و أنتِ بتشيلي أول حفيد.
صلاح: كمان يومين عيد جوازنا كل يوم و أنتِ حبيبتي.

صلاح: وحشني حضنك عيونك لمساتك.
صلاح: وحشاني أوي يا جميلة أوي.
صلاح: حاسس إني تايه و لأول مرة مبقاش عارف أتصرف أو أفكر حتى.
صلاح: هضطر امشي دلوقتي يا حبيبتي و هرجعلك تاني.
صلاح: و اه نسيت أقولك أنا اللي وديت الأولاد عند ربيع ممكن يحصل حاجة أو تتعدل شوية.
صلاح: يا رب يبقى خير ليهم.
كانت بيان تبكي طول فترة قيادته و هو لا يستطيع فعل أي شيء لأجلها أو لإيجادهم، فقام بعمل بعض اتصالاته و لكن لم يحدث شيء.

بيان: كدة خسرتهم!
رحيم: بيان متكبريش الموضوع هيرجعوا.
بيان(بانفعال): يعني إيه مكبرش الموضوع أنت مش حاسس بحاجة بحسك بتعمل كدة بس لأنه المفروض تعمل كدة مش عشان هما ولادك و خايف عليهم.
رحيم: عندك حق اه.
بيان: بكرهك.

فتحت بيان باب السيارة و ترجلت من السيارة و غادرت و هي تلعن رحيم فيؤلمها قلبها على فقدان أطفالها فهي من قامت بتربيتهم و كانت تقضي معظم أوقاتها معهم لا يمكنها تصور الأمر لا يمكنها أن تعيش بدونهم.
ترجل رحيم من سيارته بعنف و جذب بيان له التي نظرت له بضياع و الدموع تغمر عيناها بحزن.
رحيم(بحدة): ده مش وقت خناق مش وقته.
رحيم(بحدة): اركبي العربية و مش عايز أسمع نقاش لو فعلا خايفة عليهم.
بيان: و ولادي؟

رحيم: أوعد.
تعالى رنين هاتف رحيم فأصبح الوقت متأخرًا، و لكِنه وجد المتصل الدكتور ربيع المسؤول عن حالة بيان.
رحيم: اركبي العربية و أنا جاي.
أجاب رحيم بينما بيان ذهبت للسيارة و هي تبكي على حظها.
رحيم: ألو.
ربيع: رحيم ازيك.
رحيم: مش وقته في حاجة مهمة؟
ربيع: عندي أمانة ليك تعالى استلمها.
رحيم: أمانة إيه وكلام فارغ إيه أنا مش فاضي.
ربيع: مالك و ملاك عندي يا رحيم ت.

أغلق رحيم الهاتف سريعًا و جري استقل سيارته و قادها بسرعة كبيرة و هو يتوعد لربيع على ما فعله.
بيان(بخوف): براحة بتسوق كدة ليه!
رحيم(بغضب): الدكتور المحترم زفت ربيع.
بيان: اتكلم عن عمو حلو.
رحيم(بغضب): عمك الحلو ده هو اللي معاه الولاد و ملففنا وراهم من الصبح
بيان: أكيد مش صح و هيعمل كدة ليه؟
رحيم(بغضب): قصدك إني بكدب إذا كان هو اللي اتصل بيا و قالي بنفسه.

بيان: دكتور ربيع بيحبني و عمره ما هيعمل فيا كدة أنا واثقة فيه.
رحيم(بغضب): كلمة كمان يا بيان و صدقيني هضربك.
بيان: عادي يعني ما ده المتوقع مع شخص همجي زيك.
أوقف السيارة أمام العمارة الذي يقطن بها الدكتور ربيع و صعد لشقته و طرق الباب بعنف بينما كانت خلفه بيان تحاول اللحاق به.
بمحرد ما أن فُتح الباب حتى تلقى ربيع لكمة قوية من رحيم، أمسكه رحيم من قميصه بغضب.
رحيم: بقى الولاد عندك و أنت عامل كدة فينا.

بيان(بقلق): مالك ملاك.
جرت بيان نحوهما و احتضنتهم بقوة، بينما رحيم كان يسدد اللكمات القوية لدكتور ربيع الذي لا يمكنه التصدي و رد اللكمات له لكِبر سنه.
بيان(بقلق): سيبه يا رحيم أنت مجنون الولاد بخير و أكيد دكتور ربيع مش هيأذيني ابعد كدة.
ربيع(بتعب): قوليله أصلا مش انا اللي عملت كدة صدقيني يا بيان.
ربيع(بتعب): صلاح هو اللي جابهم ليا الصبح و اتفق معايا أخليهم عندي بليل.
بيان(بخفوت): بابا!

بيان: بابا يعمل كدة ليه؟
ملاك: عشان تتفقوا.
مالك: و متتخانقوش تاني و لا تزعلوا من بعض.
ملاك: و نرجع بيتنا بقى.
مالك: وحشتينا يا ماما و وحشنا البيت أوي عايزين نرجع كفاية كدة عند جدو صلاح.
ملاك: عشان أحنا بنحس بالأمان طول ما أنتِ.
مالك: و بابا مع بعض.
علم رحيم بأنهم حافظين تلك الجمل و لكن بالرغم من ذلك من الواضح بأنه نابع من داخلهم، أدمعت أعين بيان لما يشعروا به أطفالها.
ملاك: مش عايزينكم تتخانقوا تاني.

مالك: و تفضلوا جمبنا علطول.
ملاك/مالك: بلاش طلاق يا ماما.
مالك: و أنا خلاص مش عايز أخ صغير ليا كفاية ملاك.
نزلت بيان لمستواهم و احتضنتهم و التقت عيناها برحيم الذي كان ينظر لها من البداية في انتظار لردة فعله، فهو يعلم بيان عنيدة تُصِّر على قرارتها الغبية.
ربيع(بتعب): آآه، أنا اللي تضريت في الأخر و لا أنتوا و لا صلاح حصلهم حاجة.
ربيع: إيدك تقيلة يخربيتك.
مالك: مش هتطلقوا يا ماما صح؟
ملاك: أرجوكي يا ماما.

نظرت للأرض ثم نهضت و تقدمت من رحيم الذي اقترب منها عدة خطوات و كذلك هي.
بيان: احم الولاد كانوا عايزيني ا.
رحيم: عندك رأي تاني؟!
بيان: أنا.
رحيم: فين شنطكم؟
ملاك: اهي.
رحيم: يلا بينا.
بيان: دكتور ربيع بعتذرلك عن اللي حص.
جذبها رحيم له و خرج من تلك الشقة مع أبناءه.
رحيم: مبنعتذرش لحد يلا قدامي.
استقلوا المصعد و نظرت له بيان بغضب و انفعلت.
بيان: إيه قلة الذوق دِ؟ مش شايف اللي عملته فيه.؟!

بيان: لو حد غيره كان زمانه قالي مجيش عنده تاني العيادة أو المستشفى و لا أتابع معاه.
رحيم: عادي نجيب غيره.
بيان: أنت ليه كدة بجد!
بيان: بطل قلة ذوق و متبوظش ليا علاقتي مع الناس.
رحيم: لكن علاقتك مع أهلي في داهية.
بيان: أنت بتكلمني أنا ما تروح تشوف والدتك.
نظر مالك لملاك و كذلك هي ثم وجهوا انظارهم ل بيان و رحيم اللذان يتشاجران الآن.
مالك/ملاك: عمرهم ما هيبطلوا خناق.
رحيم: و مالها بقى أم.
ملاك: ماما ماما.

بيان: إيه يا ملاك؟
ملاك: شيليني.
بيان: خلي بابا يشيلك.
غادرت بيان المصعد مع مالك، رحيم حمل ملاك و خرج خلفها استقلا جميعا السيارة و قادها رحيم إلى منزلهم بصمت.
بيان: يلا يا حبايبي انزلوا.
صعد جميعهم للشقة و اهتمت بيان بأمور ملاك و مالك كالعادة حتى ناموا، و ذهبت لغرفتها حيث رحيم الذي أبدل ثيابه لثياب أكثر راحة من تلك اللتي كان يرتديها.
رحيم: كلمي والدك افهمي حصل إيه.
بيان: بكرة.
رحيم: دلوقتي يا بيان.

بيان اكتفت بالصمت و ذهبت استعدادًا للنوم، بينما رحيم غضب قليلا من عصيان بيان لكلمته و كاد أن ينهض و لكنه تراجع عن فكرته.
غطت بيان في سبات عميق بينما رحيم ظل يعمل حتى أتى الصباح ف بيدع مهمة يريد إتمامها.
في الصباح الباكر.
كان شارع رحيم الذي يسكن به مليء بالحرس و السيارات لتأمين المكان فالوزير قادم بنفسه إلى هنا مع زوجته سيادة اللواء نجدت هانم.
غفى رحيم بمكانه حتى أوقظته بيان.
رحيم(بنوم): في إيه!

بيان: قوم نام على السرير أو شوف لو وراك شغل.
تنهد رحيم و نظر ل بيان ثم أغمض عيناه.
رحيم: مش ورايا شغل يا بيان متصحنيش.
بيان: طب قوم نام على السرير بدل نومة الكنب دِ.
رحيم: بيان روحي و سيبيني مش قادر.
نظرت له بيان فيبدوا على وجهه علامات التعب و الارهاق فقررت أن تتركه قليلا.
ذهبت لتوقظ أبناءها و ثم فتحت الشرفة و دلفت لها حتى تنعم بنسمة الهواء في الصباح.

انتبهت لتلك الفوضى التي تعم الشارع و علمت بقدوم زيدان و ذهبت سريعًا لتخبر رحيم.
رحيم(بنوم): بيان اطلعي بره.
بيان: سيادة الوزير هنا.
انتفض رحيم من موضعه و قدم التحية العسكرية سريعًا و لكِنه انتبه للأمر عندما وجد بيان تضحك.
رحيم(بحذر): بتهزري يا بيان!
بيان: لا هما تحت و زمانهم طالعين.
دلف رحيم للمرحاض الملحق بالغرفة، بينما بيان ذهبت لتوقظ أبناؤها مرةً أخرى.
بيان: يلا يا ملاك بطلي كسل.
بيان: يا مالك.

مالك(بكسل): حاضر قومت اهو.
نهض مالك و دلف للمرحاض ليغسل وجهه، استمعت بيان لطرقات الباب فعلمت بهويتهم و ذهبت لتفتح الباب.
بيان: أهلا و سهلا، حمدلله على سلامتك يا عمو.
نجدت: يا ريت نلتزم بالألقاب.
زيدان: بيان رحيم موجود.
بيان: أيوه حضرتك أتفضل.
دلف كلًا من زيدان و نجدت التي نظرت في أرجاء المنزل ببرود.
نجدت: هو لسة نايم إيه الكسل ده!
رحيم: لا صاحي يا سيادة اللواء.

قبّل رحيم يد نجدت و صافح زيدان الذي حثه على الجلوس.
بيان: تعالى يا مالك سلم على جدو و تيتة.
مالك: صباح الخير.
نجدت: فين ملاك؟
بيان: بتصحى.
نجدت: متأخر كدة!
بيان: متأخر اللي هو ازاي الساعة لسة سبعة و نص حضرتك أ.
رحيم: خلاص يا بيان روحي شوفي الأولاد و تعالي.
جهز كلًا من مالك و ملاك و وضعت لهم فطورهم بداخل صناديق الغداء الخاصة بهم داخل حقائبهم.

تعالى رنين هاتف بيان وجدت المتصل منصور سائق الأتوبيس الخاص بالمدرسة.
بيان: يلا يا حبايبي انزلوا.
زيدان: أحنا جينا دلوقتي لسبب ما.
نجدت: عرفنا أن في حد مراقبك أنت كمان.
زيدان: قررت أنا و نجدت نيجي و نرصده النهاردة و متفق مع القوات.
رحيم: يعني ده ممكن يبقى خطر على مالك و ملاك!
نجدت: متخافش الحراس تحت واخدين بالهم كتير.
بيان: اتفضلوا.
قدمت بيان بعض المشروبات لهم و جلست بجانب رحيم و هي تحاول ألا تغفو.

رحيم: بيان بيان.
بيان: نعم.
رحيم: الباب خبط.
بيان: تمام.
نهضت بيان لتفتح الباب و لكنها صُعقت عندما وجدت الطارق مهند.
رحيم: مين يا بيان؟

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة