قصص و روايات - قصص بوليسية :

رواية حلم ولكن للكاتبة رحمة سيد الفصل السادس عشر

رواية حلم ولكن للكاتبة رحمة سيد الفصل السادس عشر

رواية حلم ولكن للكاتبة رحمة سيد الفصل السادس عشر

تنظر رنا له وهي تشعر كأنها تتخيل او ان حسام يمزح معها، لم تتخيل في يوم ان يكون حسام زوجها قط فيعيد حسام نفس الكلمة على مسامع رنا مرة اخرى ليأكد عليها كأنها لم تسمعه فينبض قلبها بعنف مع تكرار حسام لنفس تلك الجملة التي طالما تمنت ان تسمعها من حبيبها حسام ثم اخذت نفس عميق وترد وهي تنظر له ب
موافقة طبعاا
فيحدق بها حسام وكأنه استرجع روحه مرة اخرى وهو في قمة سعادته وينظر لها بحب.

فتستدير رنا وتخرج من ( البلكون ) الخاص بغرفتها وتغلق الزجاج خلفها وتنظر في المرأة على شكلها وتعدل من شكلها قليلاً ثم تنزل على الفور بسرعة لدرجة انها كانت ستقع اثر سرعتها الكبيرة في النزول وبمجرد ان يراها حسام تعلو الابتسامة ثغرة وهو ينظر لها ويفتح ذراعيه وتجرى رنا عليه وتحتضنه،
دقائق تمر عليهم وهما كذلك وتمنوا لو يقف بهم الزمن هنا وتشعر رنا بسعادة تغمرها وهي بين يديه وتقطع الصمت بصوت رقيق: بحبك.

فتزيد الابتسامة على وجه حسام وهو يشدد في ضمها ويرد ب
وانا بعشقك والله
وبحركة مفاجأة يُنزل يده اسفل رجلها واليد الاخرى على ظهرها ويحملها ويلف بها وهو يضحك وتبادله رنا الضحكة ويصرخ فجأة بصوت عالي ب
بحبببببك ومأقدرش استغني عنك يا حياتي
رنا بنظرة عشق: وانا كمان مأقدرش استغني عنك
ويُنزلها حسام برفق ويتنهد ثم..
طب يلا عاملك مفاجأة بقا
فترفع رنا حاجبها بدهشة وتحدق به وترد ب.

تااني مفاجأة، كدة الصدمة هتأثر عليا وهموت
لم تكمل رنا جملتها حتى وجدت حسام ينظر لها بحدة ويضع يده على فمها و..
اوعي تقولي كدة تاني، انا بجد هأموت لو جرالك حاجة
فتنظر له رنا بحب فهي لم تشعر بذلك الحب من احد من قبل وطيلة عمرها وحيدة ولم تشعر بحنان الام ولا الاخ ولا الحبيب واخيرا ما وجدت ذاك الحسام الذي عشقته مجرد ان تعرفت عليه
فيقطع تفكيرها حسام وهو يلوح بيده امام وجهه و..
هااااى سرحتي فين يا روني؟!

رنا بوهن: مش في حد
فيهز حسام رأسه بعدم رضي ويرد ب
طب يلا بقا لفي
فتستغرب رنا من طلبه وترد وهي عاقدة حاجبيها بتعجب: ودا لية بقاا يا كابتن؟
حسام بمرح: عشان هأحط قماشة على عينك واخطفك واتجوزك
رنا بضحك: طب اوكي موافقة يلا اخطفني
وتستدير رنا فيبتسم حسام ويخرج منديل مصنوع من قُماش صغير ويربط عيونها ويمسك يدها و..
يلا يا روني عشان نركب العربية
رنا: طيب بس اوعي عشان حاسة هأقع
حسام: لا ماتخافيش.

وتمشي رنا معه بحذر ويقول لها حسام اذا كان هناك شيئاً ما يُعيق طريقها حتى يصلوا امام السيارة الخاصة به فيمسك حسام رنا ويساعدها في الركوب ويُنزل رأسها حتى لا تصطدم بسطح السيارة ويُغلق الباب ويسير للجهه الاخرى للسيارة ويركب ويربط الحزام ثم يحرك السيارة وينطلق ب رنا إلي حيث ما يريد.

في احدى الأحياء الشعبية ( منزل والد إسراء ).

تجلس إسراء في غرفتها وهي تفكر في مصيرها وماذا اذا علم والداها بتلك الزيجة التي ورطت نفسها بها وتشعر انها اخطأت كثيرا حين وافقت على طلب ذاك الرجل الذي يدعي انه يحبها ثم تبرر لنفسها بقول حمدى ** احنا ما عملناش حاجة غلط يا حبيبتي احنا هنتجوز بس مش هنعرف حد ** وتعود تحدث نفسها مرة اخرى ماذا لو لم يكن يحبني ماذا لو كان يخدعني ماذا لو تخلي عني ووو ماذا اذا اصبحت حامل!

كل هذه الأفكار تدور في عقل اسراء وهي تحدث نفسها بتوتر وخوف فهي تعرف والدها جيداً إذا علم فلن يتردد لحظة ويقتلها على الفور.

وتجمع شتات نفسها وتقرر ان تتحدث مع حمدى وتجعله يتزوجها رسمي قبل ان يعلم اى شخص وتقوم على الفور من على سريرها وتتجه وتفتح الدولاب الخاص بها وتخرج بنطلون جينز من اللون الرمادى وتيشرت كم من اللون الأصفر وتتكئ قليلاً لتفتح الدرج الملازم للدولاب وتخرج طرحة مشجرة مختلطة من الأصفر والرمادى الغامق وتقف امام المرأة وترتدى ملابسها وهي تحسم امرها بشأن حمدى.

بعد دقائق تنتهي إسراء من ارتداء ملابسها وتأخذ شنطتها من على ( الكومدينو ) الخاص بها وتفتح باب غرفتها وتطفئ النور وتغلق الباب خلفها وتخرج وتنظر على الصالون وتوزع انظارها على جميع اجزاء منزلهم لتجد والدتها فقط في المطبخ تقطع الخضروات بتعب وتتجه نحو المطبخ وتتحدث بصوت مُتقطع ب
ماما انا آآ احم يعني هأروح ل ساندى عشان آآ عشان تعبانة شوية وعايزة اتطمن عليها بس.

الأم وهي تلوى فمها: اممم، قولي لأبوكي انا ماليش دعوة عشان مايفشش خُلقه فيا
فترتبك إسراء من رد والدتها فهي تخشي ان يرفض والدها و..
انا مش هتأخر يا أمي، هي ساعة هأشوفها وأتطمن عليها وهأجي على طول والله
فتفكر الأم لثواني وتنهض من على الكرسي وهي تترك السكين والخضروات وتقف امام إسراء وهي تنظر لها.

وتتابع بحدة: بس أقسم بالله يا إسراء لو اتأخرتي عن ساعة هأقول لأبوكي انك كذبتي واتأخرتي وانتي عارفة أبوكي ممكن يعمل أية
إسراء بتنهيدة ضيق: خلاص يا أمي والله مش هتأخر، يلا سلام عشان ألحق
الأم: سلام
فتستدير إسراء بسرعة وتفتح الباب وتخرج ثم تغلقه خلفها بحذر.

في مكان اخر بالقاهرة
يصل حسام مع رنا إلي المكان الذي يريده ثم يفك الحزام ويفتح باب السيارة وينزل ويسير للجهه الاخرى ويفتح الباب ل رنا ويساعدها في النزول ويمسك يدها واليد الاخرى على كتفها ويسير معها بحذر حتى يصلوا إلي المكان تماما و..
وصلنا، استني هأفكلك الربطة دي
رنا بحماس: اوكي يلا
فيقف حسام خلفها ويمد يده ويفك لها الربطة وتفتح رنا عيناها لتتفاجئ بالمنظر الذي رأته.

مكان مكون من ورود كثيرة وشكلها جميل وأشجار خضراء وامامها بحر لونه أزرق وبه أمواج عالية وهواء مميز فتأخذ رنا نفس عميق وهي تنظر إلي الورود والبحر وتشعر كما لو انها تحلم حلماً رائعاً وتنظر للأمواج والطبيعة وتشعر انها تسير مع الأمواج وتستنشق الهواء ليقطع حسام تركيزها ب
اية رأيك بقاا.

فتتسع ابتسامة رنا وهي تنظر للورد والبحر وترد وهي تنظر في عيونه: تحفة اووى يا حسام، تحس كأنك في مكان مُنعزل تماما عن الناس ودي احلي حاجة
فيمسك حسام يدها برفق ويبتسم ابتسامة عشق و..
وانا عندى كام روني، انتي بس أطلبي وانا هأنفذ
فتبادله رنا الأبتسامة وتضع يدها على يده وتتنهد براحة.

فيرن هاتف حسام ليقطع تلك اللحظات فيتنحنح حسام بحرج ويمد يده ليخرج هاتفه من جيبه ويرى الهاتف يعلن عن اتصال من * خالد * فيرد و..
الوو يا خالد
الوو انت فين يا حسام؟
انا مع رنا خرجنا شوية، لية خير في حاجة ولا اية
لا مفيش بس كنت عاوزك وغير كدة المخبر إلي انت بعته ورا البت إلي اسمها راندا دي جه وجاب معلومات وكان عاوزك وانا قولتله انك هتيحي كمان شوية
هيييح ماشي يا خالد انا هأجي اهو مسافة السكة.

ماشي يا حسام بس حاول ما تتأخرش عشان انا كمان عاوز أقولك على حاجة ضرورى
خير يا خالد قلقتني
لا ماتقلقش بس يلا تعالي
ماشي يلا هأجي سلام
سلام
وكانت رنا تتابعه بنظراتها وهي تحاول فهم ما يحدث
وتبدأ كلامها: خير في اية يا حسام؟
حسام بتنهيدة: خالد عاوزني ضرورى والمخبر جالي كمان وجاب لي اخبار عن راندا
رنا وهي عاقدة حاجبيها بضيق: مين راندا دي!؟

حسام ولم يظهر أى تعبير على وجهه: راندا إلي جات لما انتى كنتى عندى وقالت انها خطيبتي وآآ كنا هنتجوز
فيظهر الضيق على معالم وجه رنا وترد بعدم رضا ب
اممم ماشي
حسام وهو يحاول تخفيف حدة الموقف بلطف: بتغيرى يا بطتي
فتحدق به رنا وتضربه بكف يدها في قلبه ضربة خفيفة و..
طبعا بأغير عليك، مش بحبك بقآ
حسام بأبتسامة: وانا بموت فيكي أقسم بالله يا حبيبتي
رنا: طب يلا روح شوف صاحبك والموضوع دا وانا هأرجع البيت.

فيمسك حسام يدها بحب ويضغط عليها وهو يقول: يلا يا خطيبتي
ويسيروا معاً حتى يصلوا إلي سيارة حسام وتركب رنا فيغلق حسام الباب ويتجه للناحية الأخرى ويركب ثم يغلق الباب و يربط حزام الأمان كالعادة وينطلق إلي منزل عبدالله البهنساوى.

في أحدى الاماكن المهجورة بالمقطم
مكان واسع كبير وبه عمارات كبيرة وعالية ولم يتم بناؤها ولا يوجد ضجة وهدوء تام يسكن هذه المنطقة وبعيدة عن مساكن الناس الذين يسكنون بالمقطم كأنها عالم خاص يجلس شخصان ملثمان عضلاتهم بارزة على كرسين خشب وهم يفكروا بشيئاً ما ويقطع صوت الهواء المنطلق في الفراغ صوت الرجل الأول بقوله..
هننفذ النهاردة يا شعبان
ليرد عليه شعبان بأستعداد: تمام وانا جاهز.

الرجل الأول: تمام احنا هنروح نجيب البضاعة للراجل دلوقني وهنجيبها على هنا، مع انها بضاعة صعبة شوية
شعبان بتركيز: وضح اكتر، انا هأعمل اية؟
الرجل الأول بتفكير خبيث: بص انت هتروح على...
ويبث خطته الدنيئة على مسامع شعبان ليبتسم شعبان ابتسامة ماكرة وهو يهز رأسه.

أمام قصر عبدالله البهنساوى
يصل كلا من رنا وحسام امام قصر والد رنا وينزل حسام من السيارة ويستدير ويفتح الباب ل رنا بأبتسامة حانية ويمسك يدها ثم يغلق الباب بالمفاتيح
فتقاطعه رنا بمرح: لازم يعني الحركة دي ما انا بأعرف افتح الباب على فكرة
حسام بغمزة: لازم ما أتعبش حبيبتي ف حاجة يا موزة
فتضحك رنا على كلامه ثم يمد حسام يده ويمسك يد رنا ويسيروا سوياً ليدخلوا داخل القصر ويصلوا إلي الداخل و..

رنا بصوت عالي إلي حدا ما: دادة فاطمة يا دادة فاااطمة
فتأتي المدعوة بفاطمة على الفور ويبدو من شكلها انها امرأة ذات الاربعون عاماً ويظهر على معالم وجهها الطيبة والحنان ورنا تحبها بشدة فهي تلجأ لها في مواقف وتشعر انها تعوضها عن حنان أمها الذي فقدته منذ الطفولة ويقطع ذاك الصمت صوت رنا وهي تقوول..
هو بابا مش هنا يا دادة؟
لترد فاطمة بصوت هادئ: اه يا بنتي، جه من شوية وجاله شغل ضرورى ف مشي.

فتبتسم رنا بسخرية: دا العادى بتاعه
فتتنحنح فاطمة في حرج وهي تقول..
طب آآ هستأذن انا يا بنتي
رنا بهدوء: أتفضلي يا دادة
حسام: طب انا هأمشي بقا يا روني عشان متأخرش بقا، هكلمك أما اروح
رنا بأبتسامة: ماشي
فيقترب منها حسام ويقبل جبينها بحب ثم يستدير ويخرج من القصر ويصل بجانب سيارته ويلقي نظرة اخيرة على القصر ويتنهد ويفتح باب سيارته ويركب ويدير المقود ويذهب.

في قسم شرطة الجيزة
يصل حسام إلي القسم ويسير بأتجاه مكتبة وهو يلقي التحية على زملائه الذي يقابلهم مع ابتسامة لازمته منذ دخوله القسم ويصل امام مكتبه فينهض العسكرى ويحي حسام بحركة بيده ويفتح حسام الباب ويدخل ويخلع الجاكيت الخاص به ويضعه على الكنبه الصغيرة التي بجانب المكتب ثم يجلس على كرسيه ويتنهد ويمد يدع ويرن الجرس و..
قول لخالد بيه اني وصلت يابني
اوامرك يا باشا.

ويضع حسام يده على المكتب ويخبط بتوتر عليه وهو يفكر ماذا يريد خالد ان يحدثه ومن تكون راندا يا ترى، هل هي حقاً خطيبته وكانت ستصبح زوجته، لا لا مستحيل ان اتزوج هذه الفتاة فهي لا تناسبني تماما ماذا سيكون مصيرى مع رنا اذا كانت هذه حقيقة بالفعل، هل سأترك حبيبتي او اتخلي عن فتاة بريئة تعلقت بي!

هذا ما كان يدور بعقل حسام ليقطع تفكيره صوت موبايله معلناً عن اتصال من * روني حبيبتي * فتظهر الابتسامة على ثغر حسام بمجرد ان يرى أسمها على هاتفه فيرد ليأتيه صوت صريخ رنا وهي تقول..
حسااااااام ألحقني بسرررررعة
فينتفض حسام فور سماعه صريخها و...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة