قصص و روايات - قصص بوليسية :

رواية حلم ولكن للكاتبة رحمة سيد الفصل السابع عشر

رواية حلم ولكن للكاتبة رحمة سيد الفصل السابع عشر

رواية حلم ولكن للكاتبة رحمة سيد الفصل السابع عشر

في قسم شرطة الجيزة
ليقطع تفكيره صوت موبايله معلناً عن اتصال من * روني حبيبتي * فتظهر الابتسامة على ثغر حسام بمجرد ان يرى أسمها على هاتفه فيرد ليأتيه صوت صريخ رنا وهي تقول..
حسااااااام ألحقني بسرررررعة
فينتفض حسام فور سماعه صريخها و..
رنااااا مالك يا رنااا ردى عليا.

ولكن ينقطع الخط فوراً ويقع الموبايل من حسام بفزع ويجرى خارج مكتبه ويغلق الباب خلفه ويستمر بالركض السريع ولا يأبه لنظرات من حوله واندهاشهم ويصل للخارج ويفتح باب سيارته بلهفة ويسير بسرعة فائقة وهو يفكر ب رنا، ماذا يمكن ان يكون حدث معها، هل ممكن ان يصيبها مكروه لالا انا لن اسمح لأى شخص ان يؤذيها فهي خطيبتي وستصبح زوجتي عما قريب
هكذا كان حسام يحدث نفسه وهو في طريقه إلي منزل ( عبدالله البهنساوى ).

تمر دقائق على حسام كالزمن ويصل اخيرا امام منزل عبدالله وينزل فوراً، حتى انه لم ينتبه انه لم يغلق باب السيارة بالمفاتيح ويطرق باب القصر بعنف وهو ينادى
رناااااا، افتحووا يلي هنا، رنااااااا.

ولكنه لا يطيق الصبر اكثر فينط من على السور بحذر ويدخل ويجد كل المنزل مُدمر تماماً، يخفق قلبه بهلع على معشوقته ويبحث في كل ارجاء القصر ليسمع صوت صريخ رنا فيجرى بأتجاه الصوت ويجد رنا تجرى بسرعة ويجرى رجل مُلثم خلفها ويكاد يمسكها فيجرى حسام بأتجاه ويمد يده يضربه وتجرى رنا سريعا محاولة الهرب وحسام يجد من يعيطه ( حقنة ) في ظهره فتتشوش الرؤية امامه ويلف ليرى من فعل ذلك ليكن في صدمة عندما يرى ذاك الشخص ويقع مغم عليه بعد ذلك.

تستمر رنا في الركض وتتعثر قدميها في الأشجار وتقع وهي تبكي وتصرخ من الألم والخوف معاً ويقترب منها الرجل بسرعة ويكون في يده منديل وبه مُخدر فيكممها فور ان يمسكها وتحاول رنا ان تصرخ لكن دون جدوى ويمد الرجل يده تحت ركبتها والاخرى عند رقبتها ويحملها ويسير بها إلي خارج القصر حتى يصل إلي سيارة جيب من اللون النبيتي الغامق ويضع رنا بداخلها بحذر ثم ينظر للرجل الذي يقف بخوف فيبدأ ذاك الرجل كلامه بحدة وهو يقول: متخلفييين، هتعملوا اية لو كان لحقها وخدها وهربوا، هفرح بيكوا انا!، يعني الحمدلله اني جيت في الوقت المناسب جتكمممم داهية محدش يعتمد عليكوا.

فيبتلع الرجل الأخر ريقه بخوف ويرد وهو مطأطأ رأسه بتوتر ب
طب يا باشا هتعمل اية، دا شافك!؟
فيستدير الرجل ويعطيه ظهره وهو يبتسم ابتسامة شيطانية ويتذكر
ويتابع حديثه: هأ، لا ماتقلقش ياخويا، انا عطيته حقنة مخدرة لساعات طويلة، ثم انه مش هيفتكرني اساساً، لأني انا حطيتله دواء عشان مايفتكرش اى حاجة حصلت من اول ما جه هناا
فيرفع الرجل الأخر يده ويصفق وهو مندهش من زكاؤه ويرد ب:
الله عليك يا باشا، برنس.

فينظر له الرجل الاخر ويبتسم بتكبر وهو يقول بصرامة: يلا خدوه ارمووه ادام العمارة بتاعت بيته وهاتوا البت على المكان بتاعنا و، هيقولكم ع الباقي
فيرد الرجلان في نفس واحد بجدية: اوامرك يا باشا
ويتكئوا للأرض ويتعاونوا في حمل حسام من على الأرض ويضعوه بالسيارة ايضاً ويستدير كلا منهم إلي جهه الباب ويركبوا وينطلقوا إلي مكان ما.

امام العمارة التي يسكن بها حمدى
تصل إسراء بالتاكسي امام العمارة التي تظن ان حمدى يسكن بها هو وصديقه وتفتح الباب وتنزل وهي مازالت متوترة وتفتح شنطتها وتخرج منها بعض النقود وتغلق الشنطة ثم تمد يدها إلي سائق التاكسي وهي تقول:
اتفضل ياسطي شكرا
سائق التاكسي بجدية: العفوا، مع السلامة.

فتستدير اسراء وهي تنظر للعمارة وينطلق سائق التاكسي إلي مكان ( اكل عيشُه ) كما يقولون وتسير إسراء بخطوات حذرة وتدخل العمارة وتجد بواب العمارة ( رجل يبدو من لهجته انه صعيدى ويرتدى جلباب من اللون الرمادى واسمر الوجه يلف على رأسه شاش ابيض ) تقترب منه اسراء وهو ينظر لها من الأعلي إلي الاسفل وتتنحنح إسراء ثم تنطق بكلمات متوترة ب:
لو سمحت هو حمدى آآ قصدى استاذ حمدى المحامي موجود.

فينظر لها حسنين ويحك رأسه بتفكير ثم: آآ، استاذ حمدى المحامي مين، مفيش في العمارة دي كليتاها محامين يابتي
فتحدق به إسراء وهي فارغةً شفتيها في صدمة وترد بصعوبة
آآ ازاى، انا متأكدة انه ساكن هنا وآآ يعني كنت بأجي هنا لأمور خاصة
حسنين بسذاجة مصطنعة: مأعرفشي يابتي، بس إلي انا متأكد منه ان مفيش حد اسمه حمدى محامى هنا و، آآ انتي تجصدى ( تقصدى ) حمدى اياه صاحب استاذ محمد
اسراء بلهفة: ايوة اها تقريبا هو دا.

حسنين وهو يمط شفتيه: بح، عزل، مابجاش هنا
فتنظر له إسراء بصدمة فهي الان تلقت اكبر صدمة بحياتها من اقرب شخص لها، كيف له ان يتركها هكذا، كيف لم يخبرها اين سيذهب واين سيقيم، كيف يبتعد عنها بعدما سلب منها اعز ما تملُك ووو، وخدعهاا، حقاً خدعها فهي لم تتوقعه هكذا ابداً
فتنزل من إسراء دمعة حارة وفتمسحها وهي تتنهد بقوة ثم توقف تاكسي وتفتح الباب وتركب وهي شاردة تماماً وتفيق على صوت السائق وهو يقول:
على فين؟!

إسراء بسرحان: مصر القديمة.

في منزل حسام الدمنهورى
يفتح حسام عينيه الرصاصية بتثاقل ويرى خالد يجلس على الكرسي المجاور للأريكة ويتابعه بنظراته في توتر تام ويحاول حسام ان يعتدل في جلسته وهو يستند على خالد ويجلس وهو صامت وخالد ايضاً لم يتفوه بكلمة قط حتى قطع هذا الصمت صوت حسام العالي بجدية وهو يبدأ ب:
اية إلي جابني هنا، اخر حاجة فاكرها اني كنت رايح ل رنا.

ليرد خالد بصوت اجش: كنت جاى لك البيت عشان قالولى انك مشيت من القسم جرى وجيت طالع لاقيتك ادام باب العمارة ومش حاسس بحاجة
فيخفق قلب حسام وتنزل دمعه حارة خانته عندما تذكر مناداتها له ولم يستطع انقاذها، يا له من احساس صعب حبيبتك تناديك كي تساعدها وانت لم تساعدها قط، يا ترى هل هي بخير ام لا، لا لا اكيد بخير
ثم تنهد بضيق وحزن تام وتابع:.

ياااارب، الاول اختي ودلوقتي حبيبتي، انا مابقاش عندى طااااقة، هما بيعملوا كدة لية انا تعبت والله تعبت
يحزن خالد على حال صديقه ثم يربت على كتفه بهدوء وهو يصبره ب:
اهدى يا حسام، رنا مش هيحصلها حاجة، ومش هيقدروا يهربوا مننا صدقني
فيقوم حسام من على الأريكة وهو يحدق في فراغ وينطق بشرار: اقسم بالله ما هسيبهم، ورحمة امي همحيهم من على وش الدنيا بس اطوولهم.

فيتنهد خالد بأرتياح، على الاقل ترك ضعفه وقرر الثأر لأخته ثم حبيبته التي لا يعلم كيف حالها الان.

المقطم تحديداً في شقة فهمي وصديقه
يجلس ذاك الرجل على الأريكة ويضع يده اسفل ذقنه وينظر على الباب ويحرك رجله بسرعة وفي توتر ثم يتنهد تنهيدة قوية تحمل الكثير معها وبعد ثواني يُفتح الباب ويدخل فهمي وهو مغطي رأسه ( بالزاعبوت ) ويرتدى نظارة شمس كبيرة لا تظهر من وجهه سوى فمه وانفه ثم يغلق الباب خلفه ويجلس جانب صديقه دون ان يتفوه بكلمة يخلع الزاعبوت والنظارة ويضعها على الترابيزة امامهم.

ثم يتحدث بصوت أجش: الباشا مُصر على كلامه، لازم نقتل الظابط!
ليحدق به صديقه بحدة ثم يرد بغضب:
قولتلك ماينفعععش، انت مش هاتفهم، اقتله ازاى وهو..
ثم يصمُت عند اخر لحظة، كان سيودى بنفسه إلي طريق ليس له نهاية اذا تفوه بحرف واحد، سيدمر نفسه اولاً قبل اي شخص ويغمض عيناه ويفتحها بتوتر
فيتابع فهمي بتساؤل: وهو اية؟!، انطق يا محمود، انا هأساعدك صدقني
فيقوم محمود من على الأريكة ويذهب للشباك وينظر على الشارع.

ويرد بألم: صدقني مأقدرش، انا كدة هأدمر نفسي قبل أي حد، سامحني يا صاحبي
فهمي بتفهم: ولا يهمك
ثم يتابع بتهديد: بس على فكرة انا هأقتل الظابط، انا مش مستغني عن حياتي، الباشا قال لو مانفذناش في غيرنا ينفذ واحنا هيخلص علينا معاه..!
ليفكر محمود ثواني ويرد ببرود:
مش هايقدر احنا دراعاته، مايقدرش يعيش من غير دراعه.

في قسم شرطة الجيزة
يجلس حسام على كرسي المكتب الخاص به ويتابع عمله في البحث عن رنا او الوصول لأى دليل يصله بها وشارد ولا يدرى بما حوله ليقطع شروده صوت موبايله وهو يرن فيتأفف ولا ينظره له حتى فيرن مرة اخرى فيمسكه بعصبية ويرد دون ان يرى ممن الاتصال! و..
حسام بصوت عالي وحاد: الوو مين؟
رنا ببكاء: حسام انا رنا
فينبض قلبه بعنف، نعم فهي حبيبته هي مازالت بخير، اشكرك ياربي الحمدلله
ويعود لرشده سريعاً.

ويرد بلهفة: ايووة يا رنا انتي بخير يا حبيبتي، حد عملك حاجة؟ ماتقلقيش انا هأ..
لتقاطعه رنا بنحيب وبكاء: هيقتلوني يا حسام!..

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة