قصص و روايات - قصص بوليسية :

رواية حلم ولكن للكاتبة رحمة سيد الفصل الثلاثون

رواية حلم ولكن للكاتبة رحمة سيد الفصل الثلاثون

رواية حلم ولكن للكاتبة رحمة سيد الفصل الثلاثون

خرج الطبيب وملامح وجهه لا يبدو منها الخير، نظر لها ثم هتف بأسف قائلاً..

انا اسف عملت إلي عليا والباقي على ربنا، حالته حرجة جداً، هيتحط في العناية المركزة 24 ساعة وهي إلي هتحدد عشان الرصاصة كانت عند القلب بالظبط، ادعوله بقا
ظلت رنا محدقة به بصدمة، ثم وقعت على الارض وظلت تبكي، ثم خطر في بالها شيئ، نهضت ثم اخذت حقيبتها وذهبت، ندى هي الاخرى لم تكف عن البكاء حتى نظر لها خالد وهو يربت على كتفها برفق ثم هتف قائلاً..
ندى يلا قومي هروحك وهأجي انا تاني.

هزت ندى رأسها نافية وهي تقول..
لا مش هينفع مش هأسيبه لوحده
خالد بهدوء: ندى عشان خاطرى، روحي غيرى هدومك وريحي وتعالي تاني
تنهدت ندى وهي تحاول ان تهدأ من روعها ثم نهضت وهي تستند على خالد، امسك خالد يدها ثم ساروا سوياً بأتجاه الخروج، ركبت ندى السيارة وهي صامتة ثم استدار خالد وركب من الجهه الاخرى وحرك المقود متجهاً لمنزل حسام.

في منزل عبدالله البهنساوى.

وصلت رنا إلي المنزل وجدت عبدالله يجلس على الاريكة مستنداً يضع ساعديه على الاريكة ويتصفح احدى المجلات بملل، لم تنطق رنا بكلمة قط وطلعت بأتجاه غرفتها وفتحت الباب ودلفت واغلقته خلفها ثم رمت حقيبتها على الفراش وذهبت بأتجاه الحمام الخاص بغرفتها وحاولت ان تتذكر كيفية الوضوء، توضأت وهي ترتعش، ارتدت جلباب قديمة إلي حداً ما وطلبت من الدادة ان تحضر لها طرحة، جلبتها لها فاطمة وهي مندهشة ف رنا بعمرها كله لم ترتدى شيئ على شعرها، بدأت رنا تصلي وهي تبكي وعندما سجدت انهارت تماماً واخرجت كل ما بداخلها، واخذت تعلو شهقاتها وهي تدعي قائلة..

ياارب احميهولي ياارب، ياارب تقومه بالسلامة انا مش هأقدر اعيش من غيره، دا هو الحاجة الوحيدة الحلوة ف حياتي، يارب انا كدة هأموت بجد ولا اخ ولا ام ولا اب ولا زوج، لا انا كدة هتكسر فعلاً، اوعدك يارب هصلي وهعمل كل حاجة وهألبس الحجاب بس هو يقوم بالسلامة.

اكملت الصلاة وانتهت وارتدت ملابسها المكونة من بنطال جينز وتيشرت احمر ولمت شعرها بتوكة صغيرة ومسحت الكحل الذي ساح تحت عيونها بقطنة صغيرة واخذت الحقيبة الخاصة بها وخرجت من الغرفة.

في منزل محمود بدران.

كانت إسراء تجلس في غرفتها ترتدى إسدال صلاة وتمسك مصحف وتقرأ بصوت عذب، منذ ان حدث ما حدث معها، اصبحت إسراء تقترب من ربها كثيراً وكانت لا تفوت الفرض وتقرأ القرأن بأستمرار وتدعي الله ان يرزقها بذرية صالحة ومنذ دخول والدها السجن وكلت له محامي ولكن المحامي قال ان موقفه صعب جداً وعبدالله خرج بعد التحقيق لانه انكر كل شيئ، قررت اسراء ان تعيش باقي حياتها وحيدة وتقضيها لابنها فقط ولا تتزوج او اي شيئ، اصبحت والدتها مشلولة بسبب صدمتها عندما علمت ان زوجها يعمل بأعمال غير مشروعه، كانت إسراء تخدمها وتحاول ان تستدرجها لتتحدث ولكن من دون جدوى.

امام منزل حسام الدمنهورى
وصل كلا من ندى وخالد إلي المنزل ونزلت ندى من السيارة بحزن واقترب خالد منها وامسك بيدها وطلعوا سويا حتى وصلوا امام الشقة، وقفت ندى امام الباب مستندة على الحائط بحزن في حين اتجه خالد لمنزل جارتهم ام هبه ودق الباب، فتحت له ام هبه الباب قائلة بترحاب شديد..
ازيك يا خالد يابني عامل اية؟
خالد بجدية: الحمدلله ممكن المفتاح بتاع شقة حسام؟
ام هبه: ايوة حاضر.

ثم دلفت إلي الداخل وجلبت المفتاح واتت به لخالد واعطته لخالد بأبتسامة، مد خالد يده واخذه منها وبادلها ابتسامة صفراء واولاها ظهره ودلف هو وندى واغلق الباب بهدوء في حين دلفت ندى إلي غرفتها على الفور وظلت تبكي بأنهياار شديد، اقترب خالد من الباب وسمع شهقاتها، دق الباب ولكنها لم ترد ففتح الباب ليجدها تجلس على الفراش وتبكي، اقترب منها وامسك كتفيها قائلاً بحزن: ندى اهدى هيبقي كويس ان شاء الله انتي ادعيله.

لم تتوقف ندى عن البكاء تنهد خالد ثم اقترب منها اكثر واحتضنها وبشدة، لم تعطرد هي لانها كانت في حالة لا تسمح لها بالاعتراض من الاساس، تشبست هي به وزاد بكاؤها في حضنه وشدد من قبضته عليها وهو يقول بحنان..
هششش اهدى، انا جنبك
حاولت ندى ان تهدأ وهدأت تدريجياً ولاحظت هذا الوضع فأبتعدت بحرج، في حين نظر لها خالد وتنحنح في حرج قائلاً..
انا هأخرج اشترى حاجات عقبال ما انتي تغيرى هدومك وتريحي شوية.

اومأت ندى برأسها متفهمة واستدار خالد وخرج من الغرفة واغلق الباب خلفه ثم تنهد وخرج من الشقة بأكملها.

في مكتب حمزة
وصل حمزة شركته واتجه لمكتبه بخطوات واثقة وهو يلقي التحية على الموظفين ووصل مكتبه وجلس على كرسيه بغرور ومد يده يفتح الخزنة وكان يتفقد الخزنة الخاصة به كعادته ولكن لم يجد الاوراق التي تدين والد أميرة، ظل يصيح بغضب في جميع الموظفين قائلاً..
فيييين الورق إلي كان في خزنتي.

لم يرد اى شخص من الموظفين، ظل حمزة ينفث كل غضبه فيهم وهو يهينهم بأقذر الالفاظ ومنهم من كان يرد عليه ومنهم من كان لا يقدر حتى لا يقطع رزقه، امرهم حمزة بالانصراف وعاد لكرسيه بغضب جامح واخذ يفكر قليلاً وتوصل لشيئ ما ثم نهض وارتدى الچاكيت الخاص به.

وصل حمزة بعد ساعة إلي منزل اميرة
ودق الباب لتفتح له اميرة بأبتسامة ولكن سرعان ما اختفت تلك الابتسامة عندما رأت حمزة، توترت على الفور ولكن حاولت ان تبدو طبيعية وتنهدت قائلة..
نعم يا حمزة عايز اية؟
نظر لها حمزة بأستفزاز وهتف قائلاً..
دي طريقة تقابلي بيها خطيبك
اميرة بأستنكار: خطيبي!، دا مين إلي فهمك كدة، انت عارف كويس اني مجبورة يا خطيبي لكن دلوقتي بّح
حدق بها حمزة بغضب واردف قائلاً..

انتي مش اد اللعب معايا يا اميرة
عقدت اميرة ساعديها امام صدرها وهي تقول..
لا قده وقده اووى كمان يا حمزة
امسكها حمزة من يدها بقوة وتألمت اميرة ولكنها لم تظهر، جزت على اسنانها واردفت قائلة..
سيب ايدى يا حمزة اوعي
اقترب منها حمزة ودلف وشدها خلفه واغلق الباب وتابع بغضب قائلاً..
انا بقي مش هخليكي نافعة، وابقي وريني البيه هيبص ف وشك ازاى.

لم يعطيها الفرصة لتفهم وانقض عليها كالوحش الهائج واخذ يمزق ملابسها محاولاً ان يعتدى عليها.

في المستشفي
وصلت رنا إلي المستشفي واتجهت إلي غرفة العناية المركزة لتجد حسام ينام على الفراش والاجهزة تحيطه من كل مكان، وقفت رنا تنظر له من خلف الزجاج بحزن شديد ثم بكت مرة اخرى بحدة، جاءت الممرضة فنظرت لها رنا وهتف قائلة بسرعة: ممكن ادخله لو سمحتي
صمتت الممرضة لحظة ثم اجابتها بهدوء..
طيب بس ماتطوليش عليه، روحي الاوضة دي خدى الهدوم اللازمة وادخلي.

اومأت رنا رأسها وهي تمسح دموعها ثم استدارت وذهبت للغرفة وارتدت الملابس بسرعة ثم اتجهت للعناية المركزة مرة اخرى ودلفت بهدوء وجلبت كرسي ووضعته بجانب الفراش وامسكت يد حسام ثم اردفت بصوت اشبه للبكاء قائلة: حسام حبيبي، مش ناوى تقوم بقاا، انت وحشتني اووى يا حسام، اوعي تسيبني لوحدى انا والله مش هأقدر اكمل من غيرك، انت جوزى وحبيبي وابني وحياتي كلها، حسام خف بقا انا تعبت والله طب انت حاسس بيا حرك ايدك اعمل اي حاجة.

ظلت رنا تبكي وفجأة وجدته يحاول ان يحرك يده، ابتسمت رنا وصاحت قائلة..
دكتوور، تعالي بسرعة
وخرجت بسرعة لتنادى الطبيب، جاء الطبيب ودلف بسرعة واخذ يتفقد وضع حسام وطلب من رنا ان تخرج، اطاعت رنا كلام الطبيب وخرجت
بعد قليل خرج الطبيب ونظر ل رنا ثم هتف قائلاً..
البقاء لله، جهاز القلب اتوقف.

صُدمت رنا ودلف بجنون إلي الغرفة ولم تأبه بمناداة الطبيب، وجدت جثته مغطاه، لم تصدق عيناها واخذت تترنج مكانها وكادت تقع مغم عليها، فوجدت من يمسكها ليلحق بها، نظرت له قبل ان تفقد وعيها لتجد...!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة