قصص و روايات - قصص بوليسية :

رواية حلم ولكن للكاتبة رحمة سيد الفصل الثامن

رواية حلم ولكن للكاتبة رحمة سيد الفصل الثامن

رواية حلم ولكن للكاتبة رحمة سيد الفصل الثامن

في قسم شرطة الجيزة
يتابع حسام القراءة في الورق وفجأة يشعر بوجع في رأسه ويمسك رأسه بألم وهو يهتف..
آآه دماغي مش قااادر
ثم يترنج في مكانه ويقع مغماً عليه في مكتبه ويُحدث ضجة وصوتاً عالي بشدة ويسمع العسكرى تلك الضجة وينهدش ثم يمد يده بتردد ويدق الباب ولكن لم يجد رد فيفتح الأوكرة ببطئ وهو يوزع انظاره في المكتب وينصدم عندما يجد حسام يقع على أرضية المكتب فاقد وعيه ويهتف بصوت عالي..

شاااادى يا حسنين تعالوا بسرعة حسام بيه مغم عليه.

ويتكأ ويمد يده تحت ظهر حسام ويحاول رفعه من الأرض ولكن القوى الجسمانية تختلف بالطبع فيتحامل على نفسه ويحاول مرة اخرى وينجح في رفعه على الأريكة ويأتي شادى وحسنين ويعاونوه في ذلك وفي نفس اللحظة يمُر مصطفى من أمام مكتبه وهو مستغرب ويجد البلب مفتوح فيلوى شفتيه من الدهشة فمن المفترض ان حسام لم يكن بالقسم اساساً! ويستدير ويدخل المكتب يجد حسام منبطح على الاريكة فاقد الوعي ومن حوله العساكر يحاولون إفاقته بشتي الطرق.

فيقترب مصطفى قائلاً بصدمة:
جه هنا امتى؟، وازاى!
فينتبه له العسكرى ويرد بسرعة: مأعرفش يا باشا
فيومأ حسام برأسه ويتابع بجدية ب
روح هات مياة وبرفان بسرررعة
فيستدير العسكرى بسرعة ويخرج من المكتب ويجلب الاشياء التي قالها له مصطفى وبعد دقائق معدودة يصل مع الاشياء ويأخذها منه مصطفى بلهفة ويفتحها بسرعة ويبُخ منها على حسام عدة مرات متتالية حتى بدأ حسام يستفيق من إغمائه
لم يمهله مصطفى الفرصة وهتف بتساؤل:.

جيت ازاى وكنت فيين كل دا
فيحدق به حسام بأندهاش فبنسبة له هذا الشخص مجهول! ويتابع بأستغراب..
أنت ميين اصلاً؟
تظهر معالم الصدمة على ملامح مصطفى الذي نهض على الفور اثر الصدمة قبل ان يرد بدهشة..
انت مش عارفني!؟
فيعتدل حسام في جلسته ويتابع بتلعثم:
آآ بص هو انا آآ يعني فقدت الذاكرة و...
يقاطعه مصطفى بحركة من يده بمعني أنتظر و..
فقدت الذاكرة، طب كنت فين، احنا قلبنا عليك الدنيا.

فيرد حسام بجدية بالغة: كنت في ألمانيا
فيسبهل مصطفى وتخرج الكلمات منه بصعوبة وهو فاغراً شفتيه:
استنى بس براحة عليا عشان الصدمات كترت، كنت ف المانيا ازاى!
فينظر حسام للفراغ ويتابع بشرود..
معررفش، انا صحيت لاقيت نفسي ف بيت واحدة ف المانيا وبتقول انها لاقتني مغم عليا ادام عربيتها
فيجلس مصطفى مرة اخرى ويهتف: طب يلا تعالي اوصلك بيتك ترتاح لحد بكرا ونشوف هنعمل اية.

فينهض حسام ويتنهد قبل ان يرد ب: ماشي يلا عشان انا كمان عايز ارتاح
فيومأ مصطفى برأسه متفهماً ويوجه انظاره للعسكرى قائلاً بصوت آمر: لم الورق دا ورجعه مكانه يا عاشور و روق المكتب
عبده: اوامرك يا باشا
ويسير حسام مع مصطفى ثم يركبوا السيارة في صمت تام ويحرك مصطفى مقود السيارة ف طريقهم لبيت حسام.

في ألمانيا ( منزل عبدالله البهنساوى )
تنهي رنا تجهيز الاشياء الخاصة بها وتقف امام المرآة وهي تنظر لنفسها بأبتسامة حيث كانت وترتدى فستان نصف كم يصل إلي ما بعد الركبة وتترك لشعرها العنان وتحمل الحقيبة وتفتح الباب وتلقي نظرة اخيىة على الغرفة وتغلق الباب وتنزل للأسفل لتجد عبدالله يجلس على الأريكة يمسك الجرنال يقرأه بأهتمام وتهتف رنا بسعادة..
انا خلصت يا بابا خلاص
فيومأ عبدالله بصمت ويترك الجرنال.

وينهض وهو موجه نظره للخدم قائلاً بصوت آمر: حطوا الشنط في العربية بسرعة
فيتحرك الخادم ويحمل الحقائب بسرعة ويضعهم كما أمره عبدالله
ويسير عبدالله ورنا بأتجاه السيارة ويركبوا ورنا كل ما يشغل تقكيرها هو ذاك الحسام الذي تعشقه.

امام منزل ( حسام الدمنهورى )
ينزل حسام ومصطفى من السيارة في نفس الصمت بينهم ويمسك حسام حقيبته ويدخلوا البيت وسط نظرات حسام التي تتأمل البيت ويحاول تذكر اى شيئ حاي يقطع مصطفى ذلك الصمت قائلاً بتساؤل..
انت طبعا ممعاكش مفتاح
اها ممعايش بس ممكن نسأل طنط ام هبه عشان ممكن تكون ندى سيبالها نسخة
فيعقد مصطفى حاجبيه بأستغراب قبل ان يرد ب: ع اساس انت فاقد الذاكرة.

فيتنهد حسام ويتابع: ماهو انا رجعتلي نص الذاكرة يعني في اشخاص بفتكرهم واشخاص لا
فيومأ مصطفى برأسه متفهماً ويكملوا حتى يصلوا امام منزل السيدة أم هبه ويدق حسام الباب وبعد ثواني يُفتح الباب و..
ام هبه بدهشة وسعادة: اهلا يا حبيبي فيينك دا احنا غلبنا وملاقنكش والمرحومة كانت عمالة تعيط عليك طول الوقت وكانت هتبلغ بس الله يحرقه إلي كان السبب ف موتها.

فيرد حسام بحزن: الله يرحمها، ممكن مفتاح الشقة لو سمحتى يا طنط
فتبتسم ام هبه وتستدير وتتجه للداخل وتجلب المفتاح وتأتي
وتتابع بحنو:
طب تعالي اتغدى معايا وبعدها روح ارتاح طب
فيمد حسام يده ويأخذ المفتاح وهو يبادلها الأبتسامة ويرد بأمتنان: متشكر يا طنط، انا مش جعان
ام هبه: طيب يا حبيبى
ويدير ظهره ويمشي ويفتح الباب ويدخل البيت هو ومصطفى وبمجرد ان يدخل حسام البيت تألمه رأسه مرة اخرى وتأتي له صور..

ندى جالسة ف الصالة وهي تبكي وتصرخ بأسم حسام وتدب على رجلها بقلق وام هبه تجلس بجانبه محاولة منها ان تواسيها وتخبط على كتفها بحزن.

وفي اليوم التالي تستيقظ ندى ثم ترتدى ملابسها وتأهذ حقيبتها وتنزل من المنزل وفجأة وهي في اتجاهها للقسم يأتي شخص من خلفها ويكتم فمها بالمخدر بينما تحاول هي الصراخ ولكن دون جدوى ويده تكن عليها وشم على شكل عقرب ويقوموا بحمل ندى في عربية مرسيدس سوداء ويقطع الصور التي يراها حسام صوت مصطفى وهو يلوح امامه بيده قائلاً بصوت أجش:
اييية يابني رُحت فين!
فيرد حسام بجمود
شوفت إلي حصل
مصطفى: شوفت اية يعني مش فاهم.

فيتنهد حسام يضيق ويتابع بجدية: فجأة حسيت انى رجعت بالزمن لورا ليوم خطف ندى وشوفتهم وهما بيخطفوها وانت قطعت تفكيرى
بيعقد مصطفى حاجبيه بأستغراب ويهتف بدهشة يشوبها المرح: ازاى يعني هو انت ساحر ولا اية
فيحدق به حسام بغضب ويتابع..
تصدق ان انا غلطان انى بتكلم معاك، ساحر اية لا طبعا، ومعرفش اية دا بس الدكتور ف المانيا قالي انه توادر افكار يعني ممكن اشوف حاجات حصلت لحد بحبه
مصطفى بتفكير: امممم ماشي.

ويمر الوقت وتصل الطيارة التي تتواجد بها رنا وعبدالله ارض مصر ويذهبوا إلي القصر الخاص بعبدالله في المعادى على الفور ويتفقوا على ان يذهبوا لوالدة رنا في الغد صباحاً حتى يستريحوا من السفر وينتهي عبدالله من تظبيط الأمور الخاصة به
وفي نفس الوقت يجلس حسام في منزله غلي الأريكة ولم يكف عن التفكير في القضية ومحاولة تفسير كلام ندى الغير مفهوم! وكيف له ان يصبح قريب من الحقيقة كما قالت ندى.

في صباح اليوم التالي في منزل خالد
تدخل والدة خالد عليه وتجده يجلس شارد على نفس حالته تلك الفترة بل اسوء ودقنه ظهرت والسواد تحت عيناه يزداد يوماً بعد يوم وجسده يضعف اكثر و...
والدته بحزن: يارب يا خالد ربنا يهديك وترجع لحياتك بقا
فينظر لها خالد ويهتف..
نعم يا ماما، مش قولتلك مش عايز حد
والدته: يابني هتفضل كدة لحد امتي
خالد: لحد ما اموت واروحلها
فتضرب والدته كف بكف و...

ربنا يهديك يابني، ع العموم انا كنت جاية عشان اقولك حاجة مهمة
فلا يرد عليها خالد ايضاً ويشرد في حبيبته ندى مرة اخرى حتى يسمع والدته تهتف قائلة..

حسام راح القسم امبارح ومصطفى اتصل وعاوزك تروح عشان انت كنت اقرب واحد لحسام
فينتفض خالد عند سماعه اسم حسام وينهض على الفور و...
هاتي الموبايل يا امي بسرعة لو سمحتى
والدته: يعني حسام قومك ف ثوانى اهوو
وتستدير وتخرج من الغرفة لتجلب له الموبايل وتعود بعد ثواني وتمد يدها له بالموبايل فيأخذه خالد بلهفة ويتصل بمصطفى ويضعه على اذنه منتظراً الرد ليرد مصطفى بصوت أجش: بردو مش عايز يخرج يا طنط.

خالد: انا خالد يابني
مصطفى بفرحة: اخييرا يا راجل
خالد: حسام فين
مصطفى: جه امبارح معرفش ازاى وهيجي النهاردة على القسم
خالد: طب انا هألبس وجاى حالا
مصطفى: طيب، سلام
ويغلق خالد مع مصطفى وتفرح والدته إلي حدا ما ف ع القليل سوف يخرج من هذا السجن الذي كان فيه وتخرج لتترك خالد يرتدى ملابسه ثم ينزل بأتجاه القسم.

في احدى الاحياء الشعبية
تجلس والدة رنا مُهمدة على سريرها كالعادة وزوجها بجانبها يراعها ويرن موبايله فينهض لكي يجلب الموبايل ويجد المتصل عبدالله البهنساوى ويضغط زر الاجابة بلهفة و...
الووو
ايووة
انا جيت من المانيا انا ورنا وهنيجي عندكم بعد شوية
ليرد صفوت بفرحة: تنوروا يا استاذ عبدالله
عبدالله: سلام
عبده: سلام
ويغلق الهاتف ويتركه على المنضدة ويدلف إلي الغرفة لزوجته سريعا و...
هيجووا يا هنا هيجووا.

فتضيق هنا عيناها بأستغراب قبل ان تتابع بتعب: هما مين دول
عبده: عبدالله ورنا جايين بعد شوية
هنا بفرحة: بتتكلم بجد
عبده: ايووة والله اتصل بيا وقالي انهم وصلوا من ألمانيا امبارح وجاين اهم
هنا: الحمدلله.

في ڤيلا عبدالله البهنساوى
تستيقظ رنا وترتدى بلوزة كت حمراء وبنطلون سكيني جينز وتربط شعرها كعكة وتضع البرفان الذي تفضله وتنزل لتجد عبدالله جاهز ويشرب قهوته و...
يلا يا بابا انا جهزت
عبدالله وهو يترك الفنجان: طيب مش هتفطرى
رنا: لا مش بأحب افطر دلوقتي
فينهض عبدالله ويرتدى نظارته الشمسية ويسير بجانب رنا ويركبوا السيارة في طريقهم لمنزل والدة رنا المريضة.

داخل قسم شرطة الجيزة
يدلف حسام إلي القسم بهيبته المستمرة ويلقي التحية على العسكرى الذي يجلس امام باب مكتبه ويرد العسكرى له التحية ويفتح الباب ليجد خالد يجلس على كرسيه ينتظره وبمجرد ان يراه حسام تحدث له نفس الحركة ويرى صور..
خالد بجلس بنفس الطريقة ويمسك ورق ويقرأه بحزن وشرع في البكاء الحاد ثم ركض وهو يصرخ بهلع..
ندى، ندى.

عودة للوقت الحالي
يتجه حسام ناحية خالد ويحتضنه ويبادله خالد اللهفة والشوق وهتف بحب..
وحشتني جدا اقسم بالله
فيبتسم خالد ويتابع: انت إلي واحشني يا صاحبي، فينك قلقتني عليك جدا، انا فكرتك مخطوف
فيهز حسام رأسه نافياً وهو يبتسم قائلاً: اقعد هحكيلك
ثم يجلسوا ويطلب حسام من العسكرى ان يجلب لهم شاى ويقص حسام ما حدث معه منذ ان وجد. نفسه في ألمانيا ليحدق به خالد بصدمة شديدة.

في احد الاحياء الشعبية
تصل رنا وعبدالله إلي منزل والداتها وتنزل من السيارة وهي تنظر للمكان الذي تعيش به والداتها والفقر والاطفال المتشردة التي تركض حول السيارة والأصوات العالية وتسير ببطئ وعبدالله يسبقها ويدلف من باب البيت وتلحق به رنا وتطلع على السلالم المُدمرة كلياً والحائط الخارب وهي حزينة على حال والدتها.

وتدق على الباب ويفتح لها عبده فتنظر له رنا بأشمئزاز لانه في نظرها هو سبب كل ما يحدث بينها وبين والدتها
حتى يقطع عبده شرودها بصوت أجش قائلاً..
الاوضة دي فيها مامتك يا رنا، ادخلي شوفيها
رنا: ماشي.

وتنهض رنا وتدلف إلي الغرفة وتنصدم من شكل والدتها المُرهق وتدمع عيونها حزناً وتقترب من سريرها وتكون الأم نائمة وتنصدم من شكل والدتها وتشعر الام بحركة رنا وتفتح عيونها ببطئ وتدمع عيونها ايضاً من الفرحة وتحتضن رنا والدتها بشوق وتزيد والدتها من ضمها على الرغم من مرضها ويظلوا هكذا لدقائق حتى تقكع ذلك الصمت رنا بصوت هادئ..

رنا: ماسألتيش عليا لية كل الفترة دي
الام بتعب: سألت كتيير والله يا رنا بس محدش كان بيقولي حاجة
رنا: طب ارتاحي بقا
الام: لا ماتمشيش
رنا: ماتخافيش هأجي تاني
وتنهض تقبل جبين والدتها وتستدير وتخرج ثم تغلق الباب خلفها وتوجه نظرها ل عبدالله قائلة..
بابا انا هروح مشوار لحد نور وهرجع
عبدالله: ماشي ما تتأخريش
رنا: ماشي، انا هبقي اجي على هنا عايزة اقعد مع ماما شوية
عبدالله: ماشي براحتك.

وتذهب رنا وتركب السيارة وتطلب من السائق ان يوصلها قسم شرطة الجيزة،
وتتذكر عندما قص عليها حسام ما رأه واخبرها اسم القسم وبالفعل بعد ربع ساعة يصلوا إلي القسم وتدلف رنا إلي القسم بنظرات واثقة وتتلفت وهي تدقق في القسم بعينيها البنية وترى عسكرى يسير فتوقفه و..
لو سمحت هو فين آآ المقدم حسام
العسكرى: المكتب إلي علطول ف شمال
رنا: شكرا
العسكرى وهو ينظر لها من الاعلي إلي الاسفل: العفوا.

وتسير رنا كما قال لها ذاك العسكرى وتصل المكتب ولم تجد العسكرى الذي يجلس دائما امام الباب وتمد يدها وتفتح الباب وتنصدم عندما ترى...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة