قصص و روايات - قصص بوليسية :

رواية حلم ولكن للكاتبة رحمة سيد الفصل التاسع

رواية حلم ولكن للكاتبة رحمة سيد الفصل التاسع

رواية حلم ولكن للكاتبة رحمة سيد الفصل التاسع

في قسم شرطة الجيزة امام مكتب المقدم حسام الدمنهورى
تفتح رنا الباب فجأة وتنصدم عندما ترى حسام يجلس على كرسي مكتبه وفتاة شقراء ذات شعر اصفر وعيون زرقاء وترتدى ملابس تكشف اكتر مما تخفي ووجهها كان في وجه حسام تقريبا تجلس على المكتب وتنزل دموع رنا بصمت وهي مازالت محدقة بهم ويرتبك حسام من الصدمة ويدفع البنت سريعاً بيده حتى يستطيع القيام فتشهق رنا وتهتف بحدة..

شكلي جيت في وقت غلط انا اسفة على الازعاج، سلام
وتستدير حتى تذهب من هذا المكان بسرعة ليوقفها حسام بنبرة مترجية: رنا استني عش. ان خاطرى
ثم يوجهه نظرات حادة لتلك الفتاة ويتابع مزمجراً بغضب..
اوعي بقا يا شيخة ربنا ياخدك ويريحنا
وتذهب رنا وهي تركض وتبكي بأنهيار، لقد انتهي حب حياتها الوحيد ولم ينتهي بالفراق فقط بل انتهي بأسوء الطرق، انتهي بالخيانة!

يتبعها حسام وهو يلهث خلفها ومن ثم يتحدث بصعوبة اثر ركضه السريع والمستمر خلف رنا واندهاش كلاً من كان بالقسم
افهممي، افهمي الاول طب وآآ وابقي احكمي، رنا عشان خاطرى استني
ويركض اسرع حتى لا تذهب ويصل امامها ويتابع بنبرة ترجي وخوف..
رنا اوعي تقهمي غلط، رنا انا آآ دي بس آآ
فترمقه رنا بنظرات جامدة تخلو من اى مشاعر قبل ان ترد ب:
انت مش مضطر تبررلي حاجة يا حضرت الظابط.

فيمسكها حسام بكلتا يديه من كتفها وتحاول رنا تخليص نفسها من قبضته ولكن دون جدوى في حين تابع حسام بحزن:
مش هأسيبك تمشي غير لما تفهمي
فتدفع رنا يده بكل ما اوتيت من قوة حتى تخلصت من يداه وهتفت بجمود:
انا بأكرهك يا حسام بأكررررهك يا خاين.

ظلت تتردد تلك الكلمة على مسامع حسام كأنها صدى صوت او شيئاً لا يستطيع سماعه لأول وهله، ماذا! اصبحت تكرهني، لا انا لم اخونك يا رنا انا احبك وبشدة يا معشوقتي الوحيدة ثم استفاق من شروده على صوت السيارة وهي تتحرك متجهه إلي منزل والدة رنا ثم يتنهد بضيق وحزن معاً وهو يملس على شعره الحريرى.

ثم يدلف مرة اخرى إلي القسم وما ان فتح الباب وجد نفس الفتاة مازالت جالسة ببرود فنظر لها حسام نظرات اخافتها ثم هتف بتهديد: غورى في داهية تاخدك احسن لك وسيبيني الساعة دي يستحسن
فتضيق تلك الفتاة عيناها بضيق وتضع يدها في وسطها وهي تهتز وترد ب:
بقا انا بتمشيني عشان الجربوعة دي!
فيحدق بها حسام والشر يتطاير من عينه ويصفعها بقوة جعلتها تقع على الارض واتكأ قليلاً ثم شدها من ذراعها ورماها بالخارج وغلق الباب.

في احدى الاحياء الشعبية
تصل السيارة الخاصة ب رنا امام منزل والدتها و تنزل رنا من السيارة بخطوات بطيئة وشاردة ومازالت تبكي وتدلف إلي العمارة وتظبط شعرها وتمسح دموعها وتدق الباب وبعد ثواني يفتح لها عبده ويستغرب من منظرها ولكن يصمت ولم يعلق حتى هتفت رنا بتساؤل..
هي ماما صاحية ولا نامت؟
دقق عبده النظر بها ثم تابع بحنان: اها صاحية ادخليلها دي كانت لسة سائلة عليكي.

فتتنهد رنا وتبتسم ابتسامة صفراء وترد بجدية..
ماشي هأدخلها
وتتجه لغرفة والدتها وتمد يدها وهي تحاول كتم دموعها حتى تذهب إلي منزلها وتفتح الباب ببطئ وتوزع انظارها على سرير والدتها لتجدها تجلس بشرود وتنظر للشباك
فتقترب منها رنا وتجلس بجانبها وتتحدث بخفوت:
اية يا حبيبتي عاملة اية دلوقتي
فتبتسم هنا بتلقائية وترد بفرح: بخير يا بنتي
توجه رنا نظراتها قي اعين والدتها وتتابع بحزن..
ممكن تحضنيني يا أمي؟

تهللت اسارير هنا حينما سمعت كلمة رنا وظهرت الابتسامة العريضة على ثغرها وهي تفتح ذراعيها قائلة بحنان: طبعاً يا بنتي تعالي يا حبيبتي وتقترب رنا وبمجرد ما تحتضن والدتها تظل تبكي بتشنج و...
هنا بخوف: مالك يا حبيبتي
رنا وهي تمسح دموعها: مليش يا حبيبتي بس انتى كنتى وحشانى بس
هنا وهي تمسح على شعرها بحنان: لا في، دا انا مامتك هتخبي عليا
رنا وهي تتذكر شكل حسام مع البنت تبكي اكثر و...
خانى.

فتندهش هنا وتتابع بتساؤل: هو مين دا وخانك ازاى؟
رنا: اسمه حسام، انا ف المانيا، وتقص عليها رنا كل ماحدث وتمط هنا شفتيها في عدم رضا و...
هنا: بصي يا حبيبتي انتى غلطانة عشات علقتي نفسك بيه وانتى ماتعرفيش عنه اى حاجة
رنا: ماهو مش بمزاجي
هنا: بصي يا حبيبتي دي ممكن تكون خطيبته اصلا وانتى كدة يبقي مش من حقك تتدخلي ولازم تنسيه وتعيشي حياتك طبيعي
رنا بدموع: هحاول يا ماما هحاول.

في الشركة التي تعمل بها نور
تجلس نور على كرسيها امام الكمبيوتر وهي تعمل ويأتي مصطفى ويقف امام المكتب ولكن نور لم تنتبه له و...
مصطفى وهو يصفر: احم احم انا هنا
نور وهي تنظر له: اسفة بس كنت مركزة ف الشغل
مصطفى بأبتسامة: ولا يهمك يا قمر، عاملة اية؟
فتبتسم نور لابتسامته وترد: الحمدلله وانت عامل اية؟
مصطفى: بخير طول ما انتى بخير
فتنظر نور للأسفل قليلاً وتتابع بخجل: اقعد طيب.

فيجلس مصطفى على الكرسي امامها وينظر لها بأمل وهو يهتف مردداً: هاا فكرتى في إلي قولتلك عليه
فتتنهد نور بضيق وتحرك خصلة شعرها خلف اذنها و..
اها فكرت
مصطفى: واية قرارك؟
فترتبك نور وتجمع الكلمات بصعوبة وتهتف قائلة: احم آآ انا بصراحة مش عايزة اظلمك معايا لان آآ يعني
فيقاطعها مصطفى بسرعة و..

: لا مش هتظلميني، بصي يا نور مانخافيش يا حبيبتي، احنا هنعمل بس فترة خطوبة وبعدها هنقرر وانتى تكونى عرفتيني واخدتى قرارك الاخير ومش هتندمى صدقيني ومش هتكونى خسرانة حاجة
نور بتفكير: هيييح ماشي
مصطفى بأبتسامة واسعة: موافقة؟
نور: موافقة
مصطفى بفرحة: ايووة بقا واخيييرا
نور بأبتسامة بسيطة: طب يلا بقا عشان ما نتأخرش على تسليم الشغل
مصطفى: تمام، هجيلك بعد الشغل عشان اوصلك بعربيتي
نور: آآ مافيش داعي انا...

يقاطعها مصطفى وهو يشير بأصبعه لتصمت...
مافيش، هأجي اخدك يلا سلام
ويدير ظهره ويمشي و...
نور بصوت منخفض: مجنون
يستدير مصطفى بأبتسامة: سمعتك على فكرة
فتبتسم نور ويذهب مصطفى وترتدى نور نظارتها وتجلس على الجهاز الخاص بها وتكمل ما كانت تفعله.

في المقطم ( شقة فهمي )
يجلس ذاك الرجل على الكنبه المجاورة للتلفاز وهو يفكر بضيق ويأتي فهمي وهو يحمل ( كوبيات شاى ) ويضعها امامهم على منضدة صغيرة ويقربها لهم هو والشخص الاخر ويجلس بجانبه ويهتف بصوت أجش و...
ها هنعمل اية يا باشا.

فينظر له صديقه ويتحدث بخبث قائلاً: بص آآ احنا هنروح ونديهم الفلوس وهما هيكونوا في الحته إلي قبل المطار بشوية وهنحط الفلوس ف صندوق الزبالة وهما هيبعتوا شخص يحط البضاعة وياخد الفلوس وبس كدة، بس ياريت العملية دي تبقي سليمة بقا ونخلص عشان انا زهقت
ويمد يده يأخذ كوب الشاى ويرتشف وهو يفكر بشيئ ما و...
فهمي: زهقت ازاى يا باشا
فيترك الشخص كوب الشاى ويتابع بحزن: زهقت من الشغل دا ونفسي ابدأ على نضيف بقا.

فهمي وهو يلوى فمه: امممم ماشي
وياخد كوب الشاى ويرتشف وهو ينظر له بأستغراب
وينهض الشخص وهو بيأخذ الاشياء الخاصه به ويلبس النظارة الشمس ويفتح الباب و...
ماتتأخرش بليل ف مكانا المعهوود
فهمي وهو يهز رأسه: تمام.

في منزل زوج والدة رنا
رنا تنام على السرير بجانب والدتها وتضع رأسها على رجلها ودموعها مازالت تنهمر منها بغزارة ووالدتها تملس على شعرها بحنان بالغ وتقطع رنا الصمت بصوت حزين قائلة: كان نفسي تكوني معايا من زمان
فتغلق هنا عينيها بحزن وهي تتذكر ما حدث وتتابع: والله انا كمان يا بنتي بس الظروف وانا عارفة اني ظلمتك يا حبيبتي بس عمرى ما هسامح نفسي واوعدك مش هأسيبك لحد ما أموت.

فتحدق بها رنا وتضع اصبعها على شفتيها بسرعة وهي تهتف بحزن: بعيد الشر عليكي
ثم تنهض ببطئ وتنظر في المرآة وتعدل خصلات شعرها وتخرج قطن من حقيبتها وتمسح الكحل الذي ساح تحت عيونها وترميها وتنظر لوالدتها بحب و..
طب يلا بقا يا ست الكل انا هقوم اروح عشان بابا مايقلقش عليا
فتعبس هنا قليلاً وترد برجاء: خليكي شوية طيب يا رنا
فتبتسم رنا قليلاً وتتابع بحنان: هأجيلك بكرا تانى ان شاء الله يا أمي.

تبادلها هنا الابتسامة وترد بفرح: طيب يا بنتي، خلي بالك من نفسك
رنا: حاضر
وتاخذ حقيبتها من على التسريحة وتنظر لنفسها في المرآة وتبتسم لوالدتها وتستدير وتخرج من الغرفة وتجد عبده يجلس يتابع التلفاز فتبتسم ابتسامة صفراء وهي تهتف: مع السلامة يا عم عبده
عبده: سلام
وتخرج رنا من المنزل وتجد السائق غفلت عيناه في السيارة فتتنحنح قائلة: معلش يا عم حسنين انا تعبتك معايا.

فيبتسم حسنين بتعب ويرد: لا يابنتي دا انا إلي كبرت ف السن
فتمد رنا يدها وتفتح باب السيارة وتركب وهي تتابع: ربنا يديك طولة العمر، على البيت بقا يا عم حسنين
فيهز حسنين رأسه متفهماً وينطلق إلي قصر عبدالله البهنساوى
وبعد قليل تصل رنا إلي المنزل وتنزل من السيارة وتتحرك كأنها جثه هامدة وتجد والدها يجلس على الأريكة وهو يتابع عمله على اللاب وينظر لها بتساؤل و..
جيتي من امتي يا رنا.

رنا بشرود: لسة حالاً عن اذنك انا عايزة ارتاح
عبدالله: ماشي اتفضلي
وتطلع رنا إلي غرفتها وبمجرد ان تغلق الباب تنام على السرير وتبكي بكاء حاد حتى تتعب وتغط في نوم عميق.

في قسم شرطة الجيزة
حسام يجلس على كرسيه في مكتبه ويمسك قلم وورقة وهو يرسم اشياء غير مفهومة ويفكر في نفس القضية ولكن لم يجد حل وفجأة تحدث ضجة ودربكة في القسم فيندهش حسام وينهض من على كرسيه ويفتح الباب وهو يوزع انظاره في انحاء القسم ويجد مصطفى يسير بسرعة فيوقفه ويهتف بتساؤل: في اية يا مصطفى.

فيجيب مصطفى بسرعة: المافيا إلي انت كنت ماسك قضيتهم النهاردة هيعملوا ثفقة كبيرة جاية من ايطاليا والاخبارية لسة جاية وعاوزين نلحق نروح قبلهم
فيتابع حسام بلهفة: انا هأجي معاكوا
فيهز مصطفى رأسه نافياً وهو يقول: ماينفعش يا حسام
فيمسك حسام يده ويشد عليها برجاء قائلاً: معلش، انا لازم أجي يا مصطفى انت ماتعرفش المشوار دا مهم لي ازاى
مصطفى بتنهيدة استسلام: طيب يلا.

ويدلف حسام إلي مكتبه بسرعة ويضع الورق في الدرج ويغلق الانوار ويخرج ويسير مع مصطفى ويركبوا سيارة الشرطة وخلفهم سيارة اخرى مليئة بالعساكر
بعد نصف ساعة تقريباً يصلوا إلي المكان الذي ستحدث فيه العملية ويقفوا بعيد وهم منتظرين اى شخص يأتي وفجأة يجدوا شخص يرتدى قميص اسود وبنطال اسود وعلى وجهه قناع من اللون الاسود ايضا ويضع حقيبة في القمامة ويكاد يمشي.

ويسبهل حسام وهو يبرق عيناه بغضب ودهشة وهو ينظر على يده ويفتح الباب بسرعة ويجرى بأتجاهه...!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة