قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية حطمت أسوار قلبي للكاتبة بسملة حسن حلقات خاصة الفصل السادس

رواية حطمت أسوار قلبي للكاتبة بسملة حسن حلقات خاصة الفصل السادس

رواية حطمت أسوار قلبي للكاتبة بسملة حسن حلقات خاصة الفصل السادس

التفتت عز بصدمه عندما سمع صوتها وشعر لوهله بأنها مجرد تهيئات فما الذي سيأتي بسجي ف هذا الوقت
ولكن صدم بالفعل عندما رأها تقف امامه وتنظر له بأعين باكيه
فقال بنبره ثقيله ومازالت الدموع تنهمر علي وجهه: سجي!؟
جلست سجي امامه وانهمرت دموعها اكثر عندما رأت حالته
فقال عز بنبره متألمه: متعيطيش!
سجي بصوت باكي وهي تلومه: ليه بعدتني عنك ياعز.

ابتلع عز ريقه بألم وقال بصوت هامس: لو كان جرالك حاجه بسببها مكنتش هسامح نفسي
سجي بصوت باكي: انت ملكش ذنب ف اي حاجه
عز بنبره متألمه: ليه عملت كده، ليه ده انا كنت هبتبدي اسامحها
نظر لها وقال والدموع تنهمر علي وجهه: هو انا مستاهلش يبقي عندي ام واب يحبوني، انا وحش اوي كده ياسجي.

اقتربت سجي اكثر منه وحاوطت وجهه بين يده وقالت بلهفه ودموعها تتساقط، تشعر بالالم شديد ف صدرها لرؤيه عز بهذه الحاله: هما اللي وحشين ياعز، انت اي كد يتمني يكون عنده ابن زيك ياحبيبي..
قال عز بتوهان وبدأ يسيطر عليه الدوار بقوه: متسبنيش ياسجي، انتي الحاجه الوحيده اللي عايش عشانها
قالت سجي وهي تقيض علي يده: عمري ما اسيبك لو اخر يوم ف عمري
وللتو لاحظت سجي يده التي تنزف بسبب ضربه للسور.

فقال بخضه وبكاء: عز ايدك، ايدك ايه اللي حصلها.

لم يتحمل عز كل هذا الالم الذي يشعر به فقرر الهروب من الوقع فمال علي سجي فاقدا للوعي
شعرت سجي بالرعب عليه ثم نظرت نحو سياره والدها القريبه منهم نسبيا وقالت بصراخ: بابي الحقيني..
نزل قاسم بسرعه من السياره وتوجه نحو عز وهو يركض..

وبعد مروو ربع ساعه
كان قاسم بقف أمام غرفه الكشف وباحضانه سجي التي كتنت منهمره ف البكاء وكان قاسم يحاول تهدأتها ولكنها لا تسجيب
قالت سجي وهي تشهق من فرط بكاءها: عز ميستهلش كل ده يابابي، ليه مامته طلعت وحشه كده
قال قاسم بتنهيده حزينه علي عز: ف ناس كده ياسجي قلوبهم دي مكانها حجر، ورحاب دي كل همها الفلوس، بس ربنا مش هسيبها اكيد هتتعاقب دنيا واخره علي اللي عملته ف ابنها ده.

رفعت سجي نظرها نحو قاسم وقالت ببكاء: عز حالته وحشه اوي يابابي، اول مره اشوفه كده
قاسم وهو يمسح دموعها: الصدمه اللي اتعرضلها مش هينه، بس انتي جمبه وانا كمان جمبه وان شاءالله هنقدر نطلعه من حالته دي ونرجعه عز بتاع زمان
سجي ببكاء وهي تنظر لغرفه الكشف: يارب يابابي يرجع زي زمان..

قبل قاسم رأسها ثم ظل ينظر أمامه بشرود
وهو يتذكر ما خدث منذ قليل
فبعد رحيل عز انهي قاسم اعملها المهمه ثم توجهه للقصر وقص علي سجي كل ما حدث، وبمجرد ما سمعت سجي ما حدث حتي انهمرت ف البكاء وخافت علي عز بشده وظلت تترجي والده ان تذهب اليه
وافق قاسم وهو يعلم اثر تلك المقابله علي حاله الاثنان.

ذهبا للمنزل وظلوا يطرقوا علي الباب ولكن لم يستجيب احد، حاولت سجي التوصل لعز عن طريق الهاتف ولكن جميع مكالمتها لم تفيد بشئ
تذكرت عز عندما اخبرها عده مرات بمكانه المفضل امام الكورنيش فقالت لوالدها علي هذا المكان وبالفعل ذهبوا سويا وكما توقعت سجي وجدت عز هناك
توقف قاسم بالسياره ونزلت بعدها سجي وسارت نحو عز بسرعه ولم تعبئ بسقوط الامطار.

اما قاسم ففضل ان يراقبهم من بعيد ويتركهم لعل سجي تستطيع التخفيف عنه..

فاق قاسم من شروده علي خروج الطبيب من غرفه الكشف
فتوجه قاسم وسجي اليهم بسرعه وقال قاسم بلهفه: طمني يادكتور
الدكتور بتنهيده: حاله ايده مش كويسه ابدا، انا مش عارف اتحمل المها ازاي، علي العموم احنا عملنا اللي علينا بس عشان ايده تتعالج ده هياخد وقت، وبجانب حاله ايده ف هو جاي وعنده سخونه شديده ده غير ضغطه اللي انخفض مره واحده وكان سبب ف اغماءه..

تنحنح وتابع: هو هيفضل ف المستشفي انهارده تحت الملاحظه، وطبعا اهم حاجه ليه الراحه التامه عشان كمان جروح جسمه اللي موجوده بسبب الحادثه.

بكت سجي فقال قاسم بتنهيده: تمام يادكتور شكرا
الطبيب بعمليه: العفو، تقدروا تدخلوا عنده هو شويه وهيفوق..
أومأ قاسم رأسه فرحل الطبيب وبعد رحيله
قال قاسم وهو وهو يحاوط كتف سجي بيده: سجي حبيبتي كفايه عياط عشان خاطري، عز محتاجلك وعشان يخرج من حالته لازم تكوني قويه ياقلب بابا، وهو أن شاءالله فتره وهيبقي كويس
أومأت سجي رأسها وقالت بصوت مختنق وهي تمسح دموعها: حاضر.

قبلها قاسم من جبهتها بعمق ثم ابتعد عنها وقال: يلا ندخل..
سجي وهي تمحي اي اثر للدموع: ااه يلا..

ظلت سجي وقاسم بجانب عز الذي منذ استيقاظه ولم يتحدث سوي كلمات قليله ولم ترد سجي ان تضغط عليه كثيرا ف ان يتحدث.

مرت الايام بدأ عز يتحسن الي حد ما جسديا ونفسيا
كان قاسك كل ليله يذهب اليه ليطمئن عليه وفي الصباح ياتي احد من ابناءه فلم يمر يوما سوي كان احد منهم موحود بالمنزل
وكانت سجي تحاول دائما اخراجه من حزنه وبدأت تنجح ف ذلك شيئا فشيئ..

اختفت رحاب عن الانظار وقررت ان تسافر للخارج وتعيش حياتها هناك وقررت عدم الظهور ف حياه عز ابدا فيكفي ما حدث له بسببها
اما عز ف بمرور الايام وبوجود سجي وعائلتها بدأ يحاول ان ينسي ما حدث الفتره الماضيه وحاول ان يعود لحياته الطبيعيه قبل ظهور رحاب فيها..
وبعد مرور حوالي اسبوع.

كانت كارما تقف ف المطبخ تعد الافطار لعائلتها الصغيره
وكان جميع من في المنزل نائم سوي مكه التي كانت تجلس علي كرسي مخصص لمن في سنها وتراقب تحركات والدتها باعين بريئه.

نظرت كارما الي مكه وقالت وهي تحمل علي ذراعيها وتقبلها من وجنتيها: كوكي ادخلي صحي بابا اكون انا خلصت الاكل
قالت الطفله بسعاده كبيره عندما ذُكر اسم والدها: بابا
كارما بابتسامه: اه بابا ادخليه صحيه بقا
تملمت الصغيره من بين يدها بحماس فانزلتها كارما وراقبتها وهي تمشي بسرعه طفوليه
تاكدت كارما من دخول مكه الغرفه ثم عادت تضع بعض اللمسات الاخيره ليكون الافطار جاهز.

دخلت الصغيره الغرفه وعندما رأت والدها متسطح علي الفراش غارق ف نوم عميق ابتسمت بسعاده ثم تابعت مشيتها السريعه حتي تصل اليه
وقفت عند طرف الفراش ومدت ذراعها الصغير نحوه ولكن لم تستيطع ان تصل اليه نظرا لان ادم نائم بمنتصف الفراش.

بعد محاولات عديده فاشله اتجهت للناحيه الاخري للفراش وحاولت الوصول اليه ولكن ايضا لم تستطيع
قلبت شفتيها بحزن طفولي وهي تنظر الي والدها النائم
ظلت واقفه مكانها لثواني
ثم بدأت بعدها تحاول ان تصعد علي الفراش وهي تصدر اصوات طفوليه توحي بصعوبه الامر عليها.

وبسبب صوتها تململ ادم ف نوم وفتح عينيه
وعندما وجد مكه امامه ابتسم بنعاس وقال بصوت متحشرج من اثر النوم: هو انتي يامكه
انهي حديثه ثم مد يدها يسحبها علي الفراش جانبه
ابتسمت الصغيره باتساع لاتمام هذه المهمه الصعبه
ثم تسطحت بجانب والده وقالت بضحكه طفوليه: بابا
ابتسم لها ادم وقال وهو يميل عليها ويقبلها من وجنتيها: صباح الخير يامكتي، ايه اللي صحاكي بدري كده
مكه بعد ثواني من الصمت: ماما.

ابتسم ادم لها ثم احتضنها وبدأ يداعبه بلطف..

وف غرفه اخري
دخلت كارما الي غرفه ابنها خالد لتيقظه للذهاب الي المدرسه بعدما انتهت من إعداد الافطار
جلست جانبه علي الفراش وقالت بصوت هادئ وهي تمرر يدها علي خصلات شعره: لودي اصحي ياحبيبي يلا عشان تروح المدرسه
تململ خالد ف الفراش بانزعاج وقال بصوت نائم: ماما سبيني عشان خاطري انا تعبان ومش قادر اروح
كارما بتنهيده: يلا بقا ياخالد قوم علطول مش لازم كل يوم تعمل الحركات دي.

لم يرد عليها خالد وانما تابع نومه فقالت كارما: خالد اسمع الكلام بقا وقوم يااما هخلي بابا يجيلك، انت الوحيد اللي بتعبني ف ايام المدارس، حنين بتصحي معايا علطول
تتأفف خالد بضيق وقال: حنين بتصحي علطول مش من حبها ف المدرسه، بتصحي عشان تروح تقعد مع قاسم.

تنهدت كارما ثم قالت وهي تنهض من علي الفراش: طب قوم يلا عشان الباص شويه وجاي، عبال ما اصحي اختك تكون صحيت ياخالد
وضع خالد الوساده علي وجهه بتذمر فهزت كارما رأسها نافيه من تصرفاته المتمرده دائما ثم خرجت من الغرفه واتجهت لغرفه حنين
ولم تستغرق وقت طويل في ايقاظ ابنتها لانها دوما ما تستيقظ سريعا
خرجت كارما من غرفه حنين وأتي علي بالها مكه
عقدت حاجبيها باستغراب لتأخيرها عند والدها كل هذه المده.

ثم توجهت بعدها الي الغرفه بسرعه
فتحت الباب بلهفه ولكن شعرت براحه وابتسمت ابتسامه خفيفه عندما وجدت ادم مستقيظ ويداعب مكه
اقتربت منهم ووجدت ادم يقبل احدي وجنتيها
رفع ادم وجهه فوضعت مكه بده علي خدها الاخر تطالبها بقبله اخري
ضحك ادم ومال عليه وقال بعدما قبلها: وادي خدك التاني ياستي، حاجه تاني
وضعت الصغيره بحماسه يده علي ارنبه انفها
فمال ادم عليها مقبلا اياها
وكل هذا وكارما تتابع ما يحدث بابتسامه حنونه.

تلاشت وحل محلها الغيره عندما وجدت مكه تشاور علي شفتيها
فقبلها ادم قبله سريعه وهو يضحك علي افعال مكه.

التفتت الاثنان علي صوت كارما تقول بغيره: صباح الخير ياادم باشا، لو مش هقطع لحظاتكم الحلوه دي ممكن يلا عشان نفطر..
اعتدل ادم ف جلسته وقال بضحكه لكارما وهو يضع مكه بين احضانه: صباح الخير ياكرمله، مالك متضايقه ليه
كارما بابتسامه صفراء: لا ابدا ياحبيبي انا تمام، قوم بقا خد دُش سريع ويلا عشان تفطر وتنزل شغلك.

ادم بابتسامه: حاضر
كارما وهي تتجه نحوهم: هات مكه عبال ما تخلص
تمسكت الصغيره به ولم ترغب ف الذهاب معاها وعندما حاولت كارما سحبها دون اردتها كانت مكه على وشك البكاء
فقال ادم وهو يضم مكه: خلاص ياكارما سبيها وانا هلبس وهطلع
نظرت كارما لمكه وقالت بغيظ خفيف: ماشي براحتكم
انهت كلامها ثم خرجت من الغرفه تحت مراقبه ادم وضحكه علي غيرتها من مكه.

وبعد مرورو بعض الوقت
خرج ادم من الغرفه وهي مرتدي ملابس انيقه ويحمل بين يديه مكه
توجه للسفره الصغيره ووجد كارما وحنين يجلسون بجانب بعضهم اما خالد يجلس علي الطرف الاخر
القي عليهم تحيه الصباح ثم مال علي حنين وقال بحب وهو يقبلها: صباح الخير ياحنيني
حنين بابتسامه واسعه: صباح الخير بابابي.

فعل ادم المثل مع كارما وقبلها من وجنتيها ولم يخجل من وجود الأبناء بل اعتادوا همعلي معامله والده الحنونه دائما مع كارما ووتعمد ادم ان الا يظهر مشاكلهم اامام الاطفال حتي لا يؤثر ذلك عليهم.

فعل ادم المثل مع خالد ثم جلس وعلي قدمه مكه وبدأ الجميع ف تناول الطعام
وبعد فتره من الصمت تحدث ادم لابنه بهدوء: اخبار المدرسه ايه معاك ياخالد
خالد وهو يتابع تناول الطعام: كويسه
ادم: والتمرين
تحدث خالد بحماسه هذه المره وقال: عندي مسابقه الاسبوع الجاي يابابا، اكيد حضرتك جاي مش كده
ادم بابتسامه: طبعا جااي
قال خالد بثقه: ان شاءالله هاخد مركز اول يابابا
ادم بابتسامه: انت قدها ياخالد.

تدخلت حنين وقالت بحماسه: بابي ممكن اتعلم سباحه زي خالد عايزه ابقي شاطره زيه كده
ادم بابتسامه: ف الاجازه ان شاءالله ياحبيبتي هخليكي تتعلمي
اومأت الصغيره رأسها بحماسه ثم قالت بعدها وهي تنظر لوالدتها: مامي هو الباص لسه بدري عليه
قالت كاركا بابتسامه وهي تربت علي وجنتيها: كمان عشر دقايق ويجي ياحبيبتي، كملي اكلك يلا.

اومأت حنين رأسها فتابع ادم وقال: اول مره اشوف طفله بتحب المدرسه زيك كده ياحنين
قال خالد بسخريه: هي بتحبها بس عشان وقت البريك بتروح لقاسم وبتقعد معاه، ولو طالت ممكن تلزق فيه اليوم كله
نظرت حنين له بغضب طفولي: امال اقعد مع مين يعني
خالد بتحدي: عندك بنات كتير صحابك ممكن تروحي تقعدي معاهم بدل ما انتي دايما قاعده معاه.

نفخت حنين بغضب طفولي وقالت وهي تنظر لوالدتها: مامي قوليله ملوش دعوه بيا
قال ادم هذه المره بجديه: حنين عيب كده ده اخوكي الكبير
ثم تابع وهو ينظر لخالد: وانت بقا ياخالد ليه لما بتلاقيهم قاعدين لوحدهم مش بتروحلهم.

قالت حنين باندفاع: والله يابابي وقت البريك بيكون معايا انس وادم ويونس وفرح وفيروز وبنقعد كلنا مع بعض، وخالد لم يقعد معانا لازم بتخانق يا مع فرح يا مع سليم..
نظر لها خالد بحده لا تليق بسنه ابدا
فصمتت حنين خوفا منه ونظرت لوالدتها باستنجاد.

قال ادم بنبره جامده: انت لسه بردو بتتخانق مع سليم عشام خاطر فرح، انا مش اتكلمت ف الموضوع ده معاك اكتر من مره ياخالد؟!
نظر خالد لاخته بتوعد فقال ادم بحده خفيفه: بصيلي هنا ياخالد ومتبصش لاختك البصه دي تاني، انت بتتخانق مع سليم ليه عايز افهم..

خالد بغضب مكتوم: عشان هو واحد رخم وانا مش بحبه، ودايما بيستفزني وانا مش عايزوا يقعد مع فرح عشان هو مش كويس
ادم بصرامه: خالد لو سمعت انك اتخانقت مع سليم تاني مش عايز اقولك هعمل ايه، وبعدين ملكش دعوه بفرح سليم قريبها وزي اخوها زيك، ملكش دعوه تقعد معاه ولالا
ثم تابع وهو ينظر الي حنين: وانتي ياحنين ياريت نقلل قاعدتنا شويه مع قاسم، البنات الشاطره مش بتقعد مع ولاد لوحدهم، تمام ياحبيبتي.

حنين بلهفه: يابابي مش بقعد لوحدي، ماما قالتلي ان كده غلط قبل كده ف بقيت بقعد معاه ومعانا انس وادم وفرح وفيروز
ادم بابتسامه: ماشي ياحبيبتي..
قالت كارما وهي تنهض من غلي المقعد: يلا بقا عشان الباص جه تحت
جمعت كارما اغراضهم وخرجت حنين اولا بعد أن قبلت والدها.

وكان خالد علي وشك الخروج ولكن منعه يد ادم ووقال بهدوء: خالد انت بقيت راجل دلوقتي، خليك حنين علي اختك وخد بالك منها ولو لقتها قاعده مع قاسم لوحدهم اقعد معاهم ياحبيبي ماشي
خالد بتنهيده: ماشي.

ابتسم له ادم وودعه وبعد خروجهم نهض ادم وقال لكارما بابتسامه: انا رايح الشغل ياحبييتي عايزه حاجه
هزت كارما رأسها نافيه وقالت: خلي بالك من نفسك ياحبيبي ومتتاخرش علينا
اومأ ادم رأسه ثم أعطاها مكه بعد ان قبلها ثم قبل كارما مودعا اياهم وخرج بعدها من الشقه متوجها الي مقر عمله..
وفي فيلا مازن
وفي الساعه الثانيه بعد منتصف الليل
فتح انس باب غرفه والديه بهدوء شديد حتي لا يصدر صوتا.

ثم دخل واغلق الباب خلفه بحذر شديد
اقتربت بخطوات هادئه نحو فراش والديه وهو ينظر لوالده بحذر خوفا من ان يستيقظ.

وقف عند طرف الفراش التي تنام عليه والدته ثم قال بهمس وهو يهزها برفق شديد: ماما، ماما اصحي
استقظت لُجين وعندما وجدت انس امامها قالت بخضه: انس، مالك ياحبيبي انت كويس
اومأ انس رأسه ثم قال بنبره منخفضه: ممكن انام جمبك انهارده ياماما
تنهدت لُجين بقله حيله ونظرت لانس الذي ينظر لها باستعطاف، هي ليس لديها مشكله ابدا
ولكن يحيي ان علم بنومها جانب انس في غرفته او حتي نوم انس بغرفتهم سيغضب.

فقالت لُجين برفق: احنا اتفقنا علي ايه سوا ياانس
تململ يحيي علي اثر صوتهم ثم فتح عينيه بنعاس وقال: ف ايه
خاف أنس ف تلك اللحظه من ان يغضب والده عليه
نظر يحيي لانس وعلم عندها سبب مجيئه للغرفه فقال: تاني ياأنس هو مفيش فايده يعني
ترقرقت الدموع ف عين أنس وقال: انا بطني وجعاني ومش عارف انام بسببها
قالت لُجين بقلق: طب استني هروح اجبلك دوا ياحبيبي
قال أنس برفض وهو يمسك يدها: لا انا لو نمت معاكي هتخف..

زفر يحيي بغضب بسبب تصرفات ابنه، فهو يري ان سنه كبير علي تلك التصرفات ويجب ان يتعاد علي النوم بمفرده، ولكنه أنس غير مقتنع بذلك بسبب تعلقه الشديد بالُجين علي عكس فيروز وادم.

قال يحيي بهدوء: أنس احنا اتفقنا علي ايه سوا؟!
أنس بصوت باكي يستعطف والده: اتفقنا انام لوحدي ومخفش، بس انا دلوقتي بطني وجعاني ولو نمت لوحدي هتفضل وجعاني
يحيي: بطل عياط ياأنس الرجاله مش بتعيط
أنس: انا بعيط عشان بطني وجعاني.

تدخلت لُجين وقالت وهي تضم ابنها: خلاص يايحيي عديها انهارده ياحبيبي وهو بكره هينام لوحده مش كده ياأنس
اومأ أنس رأسه بلهفه
فقال يحيي بغيظ: ابنك بيدلع يالُجين وانا عارف انه بطنه مش وجعاه وكل دي حجج عشان ينام معاكي، بس الوضع ده غلط ومش عاجبني ياأنس وان كنت هعديها انهارده مش هعديها بكره..
انهي كلامه ثم تسطح علي الفراش معطيا ظهره لهم
نظرت لُجين لأنس بشفقه عندما وجدته يبكي قائلا: انا مش بتدلع ياماما.

اومأت لُجين رأسها ثم قالت: تعالي ياحبيبي نام وبكره نبقي نتكلم
اومأ أنس رأسه ومسح دموعه ثم صعد علي الفراش وتسطح بمنتصف الفراش بين والديه
اقترب من لُجين واحتنضها ثم اغمض عينيه
قبلت لُجين رأسه ثم تنهدت بقله حيله واغلفت عينيها وسرعان ما شعرت بالنعاس وذهبت ف نوم عميق.

أما أنس فلم يستيطع النوم وهو يعلم ان والده غاضب منه
ابتعد عن والدته ودار بجسده نحو والده وقال بصوت هامس وهو ينام خلفه مباشره: بابا انت نمت
يحيي بجمود وهو مازال يعمض عينيه: عايز ايه يا أنس
أنس بصوت باكي: انت زعلان مني
اطلق يحيي تنهيده حاره ثم التفتت له وقال وهو ينظر له: ايوه ياأنس، عشان انت بتوعدني بحاجات ومش بتنفذها.

أنس بحزن: انا مش بعرف انام لوحدي، بكون عاوز ماما جمبي عشان اعرف انام
يحيي بتفهم: انا عارف ده ياأنس، وقولتلك انت حاول بس اسبوع تنام من غير ماما وانت بعد كده هتتعود خاالص، ادم او فيروز متعودين يناموا لوحدهم ولازم انت كمان تتعود عشام انت خلاص كبرت وميفعش تنام جمبنا ياحبيبي
أنس باستعطاف: طيب ممكن انام هنا انهارده بس وبكره اوعدك والله اني هنام ف اوضتي
تنهد يحيي وقال: ماشي ياأنس.

أنس بحذر: يعني انت مش زعلان مني
يحيي: لو منمتش بكره ف اوضتك هزعل منك بجد ياأنس
أنس بلهفه: لا اوعدك هنام ف اوضتي بكره وباقي الايام يابابا
اومأ يحيي رأسه بابتسامه وقال: طيب يلا نام وكفايه كلام بقا عشان ماما متصحاش
اقترب أنس منه اكثر واحضتنه وقال: حاضر يابابا تصبح علي خير.

يحيي وهو يقبل رأسه: وانت من اهل الخير ياحبيبي.

اغمض أنس عينيه فنظر له يحيي وتفحص ملامح وجه أنس، علي الرغم من عدم استجابه أنس لحديث والده بالنسبه للنوم بمفرده، الا ان أنس يملك عده صفات تميزه بشده، اهمها حنيته الشديده عليه وعلي والدته، ان فعل اي شئ مهما كان صغير وشعر بغضبهم سرعان ما يعتذر وقد يصل للبكاء حتي يسامحوه، عندما تمرض والدته او هو او اخواته يهتم بهم بشده ويظل جانبهم يهون عليهم تعبهم حتي يشفوا تماما..

يداعب اخته الصغيره وان اخذت منه لعبه لا يغضب مثل باقي الاطفال بل يبتقبل ذلك بصدر رحب ويبدأو اللعب سويا
أما شخصيه اخيه ادم ف اقوي من شخصيه أنس، هو الدرع الحامي لانس وفيروز يدافع عنهم اذا ضايقهم احد حتي ان أنس اذا شعر بالخوف من شئ ما ولم يجد والدتهم او والده يتجه الي اخيه بسرعه، فادم هادئ وعقله سابق لسنه قوي وشجاع
ابتسم يحيي بهدوء ودعي داخله ان يحفظ الله عائلته الصغيره..
وبعد مرور اسبوعان.

سارت الامور طبيعيه عند الجميع
وكانت سجي تشعر بسعاده كلما شعرت بتقدم حاله عز النفسيه وقد بدأ الحضور ف الكليه مره اخري بعد غياب مده طويله.

فاز خالد بالمركز الاول ف مسابقه السباحه كما توقع وكفاءه ادم علي ما توصل إليه مخبرا اياها ان اي شئ سيبطلبه سيبنفذه له
وتعجب ادم عندما قال خالد بحماسه انه يود الذهاب الي مقر عمله
رفض ادم فالبداية وطلب منه ان يطلب طلب اخر ولكن اصر خالد علي موقفه فاستسلم ادم له وخذه الي مقر عمله.

كان ادم يجلس ف مكتبه وامامه خالد الذي اعجب كثيرا بطبيعيه شغل عمل والده
دلف في تلك اللحظه فارس الذي اندهش بوجود خالد
وبعدما القي التحيه عليه نظر لادم وقال بمكر: مش هتصدق مين جيالك كمان خمس دقايق.

ادم: انا النبره دي مش مستريحالها، مين اللي جاي
فارس بمكر: سوزان يابرنس، ياسارق قلوب العذارا
تأفف ادم وقال: ياادي القرف اللي علي الصبح
فارس بمكر: مالك بس يادومي دي حتي سوزي بتحبك.

ادم انفعال: حبها عقرب، وانت مش قولت اللي عندك يلا روح امشي من قدامي
ضحك فارس وقال: الله بتتعصب عليا ليه دلوقتي هو انا جيبهالك
ادم بغيظ: حقك تعمل اللي انت عايزوا، انت كان عدلك البت دي تيجي معاك بس فلت انت يابن الاايه
بصحك فارس بتستفزاز وقال: طب سلام بقا يادومي عشان قربت تيجي
ثم نظر لخالد وقال بابتسامه: نورت المكان ياخالد ابقي كررها تاني.

وتابع وهو يغمز بعينيه: ومتنساش يالودي تقول لماما علي االي هيحصل كمان كام ثانيه ده
القي عليه ادم احدب الانتيكات عليه ولكن تفادها فارس وهو يضحك بقوه وخرج من المكتب.

نظر ادم الي ابنه وكان علي وشك تحذيره بعدم اخبار والدته بما سيحدث ولكن دلفت سوازن في تلك اللحظه بعدما تركت علي الباب
وعندما رأت ادم امامها قالت بدلع مشمئز، : مقدم ادم عامل ايه
ادم بجدبه: الحمدلله خير كنتي عايزاني في ايه
كانت سوازن علي وشك الحديث ولكن قالت وهي تنظر لخالد وتضع يدها علي شعره: مين الامور ده ياسياده المقدم.

ابعد خالد يدها عنه وقال بقرف: اسمي خالد مش قمور وانا ابن المقدم ادم، ولو سمحتي متحطيش إيدك علي شعري تاني عشان بقرف
كتم ادم ضحكته بصعوبه وقال وهو يتحرك من مكانه جاذبا ابنه فهو لا يريد ان تتعامل مع احد من عائلته فقال لها: معلش ياانسه جالي مشوار ضروري دلوقتي
فكر لثواني ثم تابع بمكر: لو الحاجه اللي هتقوليه مهمه ف ممكن تروح للمقدم فارس عبدالعزيز وهو هيساعدك.

اومأت سوزان رأسها بابتسامه مصطنعه وهي تشعر بالغيظ من هذا الطفل..
تغاضت عن ما حدث وقررت التوجه لمكتب فارس
كان فارس يجلس علي مقعده يتحدث مع ليان فالهاتف
سمع صوت طرق علي الباب فسمح للطارق بالدخول ولم يكن يعلم انها سوزان.

دلفت سوزان وقالت بدلع: مقدم فارس، مقدم ادم بعتني لحضرتك عشان عايزه اقولك علي حاجه مهمه اووي
شتم فارس ادم ف سره وسمع صوت ليان ف الطرف الاخر تقول باستنكار: مين دي يافارس وبتتكلم كده ليه، وبعدين انت. مش قولتلي ف الشغل، فين الشغل ده ان شاءالله.

فارس بهدوء: اه ياليلو ف الشغل وانا معايا شغل دلوقتي هخلصه وهرجع اكملك
ليان بنبره عاليه نابعه من غيرتها: شغل ايه يافارس انت مش هتقفل غير لما تقولي مين دي..
فارس بجديه وقد اغضبه صوتها العالي: شويه وجايه ياحبيبتي نشوف الموضوع ده، يلا سلام
تعلق الاتصال ثم نظر لسوزان وقال بجديه: اتفضلي ياانسه وقولي المعلومات اللي عايزه تقوليه.

جلست سوزان امامه وبدأت تحكي له بعض للمعلومات الغير هامه ولم تخلو الجلسه من حركاتها الرخيصه التي يقابلها فارس بجمود شديد...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة