قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية حطمت أسوار قلبي للكاتبة بسملة حسن حلقات خاصة الفصل الخامس

رواية حطمت أسوار قلبي للكاتبة بسملة حسن حلقات خاصة الفصل الخامس

رواية حطمت أسوار قلبي للكاتبة بسملة حسن حلقات خاصة الفصل الخامس

دخل عز غرفته بخطوات بطيئه وهو يستند علي الحائط ومازال لا يصدق ما سمعه باذنه
والدته تريد اذيته والابشع من ذلك انها تريد اذيه
سجي..
سجي التي شعرت بالشفقه عليها واصرت علي عز ان يعاملها جيداا ويسامحها علي ابتعادها عنه
مسح عز الدموع من عينيه بغضب وتوعد لرحاب ولذلك الرجل بشده لتلاعبهم بمشاعره ومحاولاتهم لايذاء سجي.

وفي صباح اليوم التالي
كان عز علي وضعه لم يستيطع النوم منذ امس
ظل يفكر ويفكر فيما سيفعله مع رحاب وكيف سيصل الي ذلك الرجل الذي يدعي اكرم
يشعر بغضب شديد وكره لاول مره يشعره تجااهها..
فاق من شروده علي صوت رنين هاتفه نظر للمتصل ووجدها سجي..

لو شخص اخر غيرها ما كان فتح الاتصال ولكن وجد نفسه تلقائيا وضع الهاتف علي اذنه بعدما فتح الاتصال قال بصوت متحشرج: الو
قالت سجي بأسف: عز انت كنت نايم اسفه اني صحيتك
عز بنبره هادئه: لا مش نايم صاحي
سجي بلهفه ونبره حنونه: عامل ايه انهارده، حاسس بوجع وخدت العلاج ولالا..

ابتسم عز بحسره فهي الشخص الوحيد الصادق ف حياته، حنانها وخوفها عليه نابع من حبها الصادق وليس كوالدته تصتنع الاهتمام لتنال ما تريد
اخبرها عز بانه بحاله افضل وبعد عده اسئله من سجي تتطمئن فيها علي حاله عز
قال سجي بلهفه: انا جيالك انهارده انا وبابي ومامي ياعز!

لو كان ف موقف اخر كان عز سعد بذلك الخبر ولكن فحأه أتت صوره رحاب امامه، شعر بالخوف عليها من ان يصبيها مكروه علي يد رحاب
فقال برفض ونبره جامده جعلت اعين سجي تدمع: لا ياسجي متجيش..
سجي بنبره حزينه: ليه ياعز، انا عايزه اطمن عليك، وبعدين انت وحشتني اوي هو انا موحشتكش.

شعر عز بالحزن عندما سمع نبرتها الحزينه ولكن ظل علي موقفه وقال: اسمعي الكلام ياسجي ومتجيش لو سمحتي، اتحججي باي حجه ومتخليش اي حد يجي..
سجي بصوت باكي وقد أتت ف مخيلتها افكار اخري مثل ان عز لم يعد يحبها لانها تسببت في هذا الحادث وبسببها تضرر كثيرا صحيا وماليا: ياعز..
قاطعها عز بنبره اكثر صرامه: وبعدين معاكي ياسجي اسمعي الكلام..

سمع عز صوت شهقات خفيفه فاغمض عينيه بارهاق وندم
هو يعلم حساسيه سجي الشديده وانها سريعه البكاء
كان عز علي وشك التحدث ولكن قطع حديثه عندما سمع صوت طرق علي الباب فقال لتلك التي تبكي بسبب معاملته الجافه: سجي انا مضطر اقفل دلوقتي، هكلمك بعدين
لم يعطيها الفرصه للرد حتي لانه غلق الاتصال عندما دلفت رحاب الغرفه.

اما سجي فنظرت للهاتف بصدمه والدموع تنهمر علي وجهها بسبب معاملته الجافه التي تراه لاول مره
وضعت رأسها علي الوساده وظلت تبكي بحزن وتتمني ان ما تفكر به ليس صحيح..

وعند عز
دلفت رحاب وهي تحمل بين يدها صينيه موضوع عليها انواع مختلفه من الاطعمه
وقالت بابتسامه وهي تنظر لعز الذي ابعد الهاتف عن اذنه تزامناً مع دخولها: صباح الخير ياعز، عامل ايه انهارده
عز بابتسامه مصطنعه: الحمدلله
وضعت رحاب الصنينه امامه علي السرير وقالت بابتسامه وهي تنظر للهاتف: كنت بتكلم سجي ولاايه
عز بنفس الابتسامه: لا ده واحد صاحبي.

اومأت رحاب رأسها وقالت: جهزتلك الفطار، كُل بقا عشان تاخد العلاج
عز وقد قرر ان يتلاعب بها: تسلم ايدك ياماما
استغربت رحاب من معاملته ولكنها ابتسمت لان الحدود التي كانت بينهم بدأت تتلاشي وقالت بسعاده مصطنعه: انت قولت ماما ياعز مش كده
اومأ عز رأسه وهو يبتسم فتابعت رحاب قائله: يااه ياحبيبي مش متخيل كان نفسي اسمع الكلمه دي منك ازاي.

عز بغموض: اوعدك هتسمعيها مني علطول ياماما، انا خلاص قررت انسي اللي فات، مش انتي ندمتي انك سبتيني وانا صغير؟!
ابتلعت رحاب ريقها بتوتر وقالت: طبعا طبعا ندمت
عز بابتسامه: وطالما ندمتي خلاص، وانا متاكد انك هتعوضيني عن السنين اللي فاتت، وكفايه اني لما احتاجك هلاقيكي جمبي بعد كده.

بدأ يتسرب داخلها الشعور بالندم وهي تري عز بدأ يتعلق بها فماذا سيفعل ان علم حقيقتها
فاقت من شرودها علي صوت عز يقول بمكر: ايه ياماما روحتي فين
رحاب بانتباه: معاك ياحبيبي
عز وهو يشير بعينيه للطعام: يلا كلي معايا
كانت رحاب علي وشك الرد ولكن قاطعها صوت رنين هاتفها وعندما وجدت رقم اكرم ارتبكت بشده ولكن حاولت تمالك نفسها وقالت لعز: هروح ارد علي المكالمه دي وجيالك.

عز بهدوء: مين اللي بيرن
رحاب وهي تنهض من علي الفراش بتوتر: دي واحده صاحبتي، هرد واجيلك، افطر انت ياحبيبي عشان تاخد علاجك
عز بابتسامه: حاضر
بمجرد ما اعطته رحاب ظهرها تلاشت ابتسامه عز وحل محلها الغضب والكره الشديد، مصطنعه، مصطنعه لابعد حد، كيف تلك الخبيثه تسمي ام، قرر عز ان ينهي ما يفعله بسرعه فهو لم يعد يطيق فكرة وجودها معه بالمنزل..

وبعد مرور يومين
بدأ عز يبحث خلف رحاب ليعرف من الذي يوجهها واستطاع بابتسامته المطصنعه ونبرته الهادئه ان يقنع رحاب انه سامحها ولم تشك به للحظه
كان عز دائما يستغل خروجها من المنزل ليدلف لغرفتها ويفتش باشياءها لعله يصل الي شئ
وبالغعل وجد توكيل سياره باسم قاسم ومسجل منذ فتره قصيره
تنهد عز بألم واخذ الورقه ثم خرج من الغرفه وقرر ان يذهب لقاسم بعد ان جمع بعض المعلومات عن الشخص التي تتحدث معه رحاب..

وكانت علاقته بسجي ف تلك الفتره ليست علي ما يرام
كانت تفكير عز ف كيفيه كشف والدته فقل حديثه مع سجي وهذا ما أثر علي سجي بالحزن الشديد ظنا منها انه يتبعد عنها..
وفي أحد الايام ف قصر قاسم..
كان قاسم يجلس علي الفراش وينظر بلوم وعتاب لتلك المسطحه امامه علي الفراش ويظهر علي وجهها الارهاق.

ابتسمت حنين بارهاق وقالت وهي تمد جسدها واضعه يده علي يدها: قاسم هتفضل ساكت كده كتير، انا بقيت كويسه ياحبيبي والله..
ظل قاسم ينظر لها بصمت ايضا فتنهدت حنين بحزن
فمنذ ساعه كانت حنين تجلس مع ورد بالاسفل ويتحدثوا سويا وفجأه بدأت حنين تشعر بالدوار
حاولت ان لا تعير هذا الدوار اهتمام اعتقادا منه انه سيحدث لثواني وسينتهي..
ولكن حدث العكس فكان الدوار يزداد بشده
وضعت يدها علي الاريكه واغمضت عنييها بشده.

فنهضت ورد بفزع وقالت: طنط حضرتك كويسه، ف ايه
حاولت حنين التحدث ولكن الدوار اشتد عليها اكثر وفجأة فقدت حنين وعيها فصرخت ورد بفزع وحاولت افاقتها ولكن لم تستطع ولم يوجد بالقصر سواهم ف الجميع كانوا بعملهم..

ومن حسن حظ ورد تعالي صوت هاتف حنين ف اتجهت الي الهاتف بسرعه ووجدت رقم قاسم ف وبسرعه شديده ردت عليه وقالت بلهفه وخوف: عمو قاسم الحقني
قال قاسم بفزع وهو ينهض من علي مقعده: ايه ياورد ف ايه
ورد بصوت باكي: كنت قاعده بتكلم مع طنط حنين وفجأه لقيتها اغمي عليها، انا مش عارفه اعمل ايه وانا ف القصر لوحدي.

انقبض قلب قاسم بشده وقال وهو يخرج من مكتبه بسرعه شديده: انا جاي حالا يااورد، خليكي معايا وحاولي تفوقيها تاني وانا جاي بالدكتور حالا
ورد بصوت باكي وهي تقترب من حنين: حاضر ياعمو
استمرت ورد ف محاولاتها لافاقه حنين باءت محاولاته بالفشل
دقائق قليله واتي قاسم الي القصر وهو يشعر بدقات قلبه العاليه من شده خوفه عليها
حاول افاقتها ولكن فشل في ذلك هو الاخر.

وما انقذ الموقف هو حضور الطبيب بعد مده قصيره من حضور قاسم.

مرت مده من الوقت وانهي الطبيب كشفه علي حنين ثم بدأ يخبر قاسم انه سبب اغماءه هو عدم الاكل لمده طويله وهو ما أكدته حنين عند افاقتها من غيبوبتها..
انهي الطبيب كلامه لقاسم قائلا: لازم تهتموا باكلها اكتر من كده، ضغطها نزل جاامد وده غلط جدا عليها ولو حصل كده تاني ممكن يسبب مشاكل كبيره احنا ف غني عنها...
شكر قاسم الطبيب وبعدما كتب الطبيب العلاج المناسب رحل من القصر.

ومنذ رحيله وقاسم يجلس امامها هكذا اما ورد ف استأذنت منهم واسرعت تحضر الطعام لحنين لعدم وجود عاملات بالقصر.

خرج قاسم عن صمته اخيرا وقال بنبره جامده: انا مش نبهت عليكي الصبح قبل ما امشي انك تفطري؟!
ابعدت حنين نظرها عنه بخجل وقالت بخجل: مكنتش جعانه
قاسم بغضب واستنكار: ماشي مكنتش جعانه لما صحيتي، ايه اللي يقعدك لحد الساعه 5 من غير اكل، مش كفايه انك امبارح نمتي من غير ما تاكلي..

حنين بسرعه ولهفه: ما انا قولت استناك ناكل مع بعض ياقاسم، مش بحب اكل لوحدي
قاسم بغضب: وعجبك بقا لما ضغطك نزل بالشكل ده، انا مش فاهم انتي بتعملي كده ليه..

حنين بتوتر: ياقاسم والله..
قاطع حديثهم صوت طرق علي الباب فاذن قاسم الطارق بالدخول متوقع انه ورد ولكن تفاجأ باادم الذي دلف وقال بلهفه وهو يتجه والدته: مالك ياامي ايه اللي حصل.

حنين بحنان وهي تربت علي يده: انا كويسه ياحبيبي
نظر ادم لوالده وقال بقلق: ف اي يابابا ايه اللي حصل، ورد قالتلي ان اغمي عليها وجبتولها الدكتور
قاسم بسخريه: قوليله ياحنين اغمي عليكي ليه، ولا اقول انا
تابع وهو ينظر لابنه: اصلها ملكتش حاجه من امبارح لحد دلوقتي.

ادم بعتاب وهو ينظر لوالدته: ليه كده بس ياامي تقعدي الفتره دي كلها من غير اكل
حنين بلطف: والله ياحبيبي مكنتش جعانه خالص، اكيد لو كنت جعانه كنت كلت علطول
تدخل قاسم بغضب: وانا قولتلك ياحنين ميه مره مش لازم تحسي بالجوع عشام تاكلي وكل مره بكلمك فيها وانا ف الشغل بقولك قومي كُلي ياحنين بس انا كأني بكلم هوا، لا انا فارق معاكي ولا صحتك فارقه معاكي.

متجيش تزعلي بقا لما اجي انا كمان اهمل ف صحتي ما هو مش انتي بس اللي دماغك ناشقه وعنيده..

حنين بدموع: والله ياقاسم مش قصدي اعند، انا مكنتش جعانه والله
تابعت بلهفه عندما رأت ملامح وجهه مازالت غاضبه: طيب خلاص انا اسفه مش ههمل ف اكلي تاني، ممكن تهدي عشان خاطري
لم يرد عليها قاسم فقالت بصوت باكي: قاسم رد عليا لو سمحت
احضتنها ادم وقال بحنان وهو يقبل رأسها: اهدي ياامي، هو خايف عليكي وكلنا خايفين عليكي، انتي مش بتستحملي تشوفي حد فينا تعبان واحنا كمان مش بنستحمل نشوفك تعبانه.

حنين بصوت باكي: وانا مش قصدي اخوفكم عليا
نظر ادم لابيه واشار بعينيه لوالدته فتنهد قاسم واستسلم لقلبه وقال بنبره هادئه: خلاص ياحنين متعيطيش وانا هعدي المره دي، بس والله ياحنين لو الموضوع ده اتكرر تاني..
حنين بلهفه: مش هيحصل ان شاءالله مش هيحصل.

طرقت ورد الباب ف تلك اللحظه ودلفت وهي تحمل ف يديها صنيه طعام وقالت لحنين: جهزتلك حاجه خفيفه كده ياطنط عبال ما الاكل يخلص، عايزه الصنينه دي كلها تتاكل
ابتسمت حنين بلطف وقالت: تسلم ايدك ياحبيبتي.

قال قاسم لورد: بعد كده ياورد طول ما انا ف الشغل وانتي قاعده معاها تأكليها عشان انا لو اعتمدت عليها مش هتاكل حاجه
ورد بسرعه: والله ياعمو من غير ما تقول وانا سألتها انهارده كذا مره كلت ولالا، تقولي اه كلت.

نظر قاسم بغيظ لحنين التي ابعدت نظرها عن قاسم
ابتسم ادم وقال وهو يميل علي والدته: ايه ياحنون الدلع ده، انا عرفت كارما طالعه لمين
ابتسمت حنين باتساع وقالت: وهو ف زي كارما
ضحك ادم وقال: بصراحه لا، بيني وبينك بنتهز اي فرصه عشان تتدلع وتعمل التصرفات دي
ضحكت حنين وقالت بحب: ربنا يخليكم لبعض ياحبيبي
ثم تابعت بلهفه: الولاد عاملين ايه وحشوني اوي وكارما كمان وحشتني.

ادم بابتسامه: كويسين الحمدلله
تدخل قاسم وقال بغيره: هو بيقولك ايه يضحكك كده
ضحك ادم علي والده ثم قال بمكر: بقولها سر ياوالدي
قاسم بغيظ: طيب يلا بقا امشي مش اتطمنت عليها
ضحك ادم بصوت عالي اما حنين فقالت بلوم: قاسم!

دخل ف تلك اللحظه يزن الذي أتي بسرعه عندما هاتف ورظ للاطمئنان عليها اخبرته بما حدث
وبعد مرور مده حضر جميع اولادها ليطمئنوا علي حنين وعاتبها الجميع علي اهمال صحتها بهذه الطريقه
اما حنين فكانت السعاده تغمرها وهي تري اولادها حولها قلقين خائفين عليها بهذا الشكل...
وفي اليوم التالي
نظر عز الي مبني شركه قاسم العالي
اخد نفس عميق ثم وتقدم بخطوات هادئه الي الداخل.

وبعد مرور دقائق كان عز يدلف لمكتب قاسم بعدما اذنت له السكرتيره.

نهض قاسم وقال بابتسامه هادئه: تعالي ياعز
تقدم عز وقال بهدوء وابتسامه خفيفه: اخبار حضرتك يابشمهندس قاسم
قاسم: الحمدلله، انت عامل ايه، وليه خارج مش قولتلك ترتاح ف البيت لمده اسبوع
عز بابتسامه مرهقه: انا كويس الحمدلله
ابتسم له قاسم ثم اشار للمقعد وقال: اقعد ياعز
جلس عز علي المقعد وجلس قاسم علي مقعده
وبعد مرور ثواني من الصمت
تحدث عز وقال وهو ينظر له: انا جاي لحضرتك عشان اقول حاجه بخصوص رحاب هانم.

قاسم: والدتك
عز بابتسامه سخريه: يعني بيقولوا
لم يعلق قاسم فتابع عز حديثه وهو يمد يده السليمه ويضع ورقه التوكيل الخاصه بالسياره: اول حاجه دي عربيه حضرتك، انا مش محتاج عربيات وانا شويه وهرجع عربيتي زي ما كانت..
قاسم بهدوء: ده حقك ياعز، بنتي كانت السبب عشان كانت هي اللي بتسوق
تفوه قاسم بتلك الكلمات وهو يعلم ان ليست سجي السبب.

فقد علم من وراء الحادث بعدما اتي ادم بمعلومان كافيه عن رحاب واكتشف قاسم وادم انها وقبل ظهورها ف حياه عز كانت دوما مع رجل يدعي اكرم سعد الجسمي وهذا الرجل هو منافس لقاسم.

بدأ قاسم وادم يضعوا النقاط علي الحروف واكتشفوا ان اكرم من دبر الحادثه لينتقم من قاسم لانه أخذ منه صفقه كبيره جدا، وبترتيب مع رحاب التي علمت بطريقتها خروج سجي وعز سويا وبمفردهم قرر اكرم ان يستغل تلك الفرصه وان يحقق اننقامه من قاسم وكان هدفه هو ايذاء سجي وليس عز.

توعد قاسم لاكرم وبالفعل بدأ قاسم يعمل ليجعل شركات اكرم تنهار وقد نجح ف ذلك وبسهوله
وعلي الرغم من ذلك لم يستيطع قاسم التحدث مع عز ف شئ مثل هذا فهي والدته وصدمته بها ستكون كبير لا محال، ولكن لم يكن يعلم ان عز اصبح علي درايه بكل شئ..

تحدث عز وقال بنبره ثقيله: مش سجي السبب، مدام رحاب هي السبب، وده الموضوع اللي جاي اكلم حضرتك فيه
نظر له قاسم بانتباه فتابع عز حديثه واخبره بكل شئ علمه عن اكرم.

وانهي حديثه قائلا وهو ينهض: انا جاي وقولت لحضرتك كل اللي عرفته..
ابتلع ريقه بصعوبه وقال بنبىه ثقيله: وحضرتك ليك الحق تعمل اللي انت عايزه، حتي حتي لو مش عايزني اكون خطيب بنتك، ده حقك، لما امي تحاول تأذيها من حقك تحافظ عليها.

تابع بنبره متألمه منخفضه: انا دايما حاطط سجي في عنيا وبحاول علي قد ما اقدر احميها من اي اذي او شر، حتي لو انا اذي او شر ليها هحميها من نفسي وهبعد عنها، بعدها مش هيكون بالساهل ابدا عليا بس كفايه انها هتبقي بخير.

صمت لثواني وقال: انا بعتذر بعتذر علي اي حاجه حصلت بسببي وبسبب امي، انا انا هسيب القرار الاول والاخير يرجع لحضرتك واللي شايفه مناسب انا هوافقك عليه
ختم حديثه قائلا بامتنان: وشكرا علي وقوفك جمبي في حاجات كتيره اخرها وانا في المستشفي، ابويا لو كان موجود مكنش عمل معايا ربع اللي حضرتك عملته، انا همشي وهستني من حضرتك الرد، سلام عليكم
انهي كلامه وذهب سريعا من امام قاسم ولم يعيطيه حتي الفرصه للرد.

اما قاسم ف بعد رحيله تنهد بحزم وقد شعر بالالم والشفقه عليه، فهو لا بستحق ابدا ان يكون ابنًا لتلك الخبيثه
وبعد تفكير دام لدقائق
جمع قاسم اشياءه وقرر ان يذهب للقصر ويتحدث مع ابنته بشأن موضوع عز..
وبعد مرور ربع ساعه
دلف عز شقته بهدوء وسمع صوت رحاب المنهار تتحدث في الهاتف قائله بصوت عالي: يعني يااكرم خسررت كل حاجه يعني ايه؟!

ثم تابعت بصوت اعلي قائله: بقولك ايه ياحبيبي الحركات دي تعملها علي حد غيري، انا عايزه فلوسي اللي خدتها مني بحجه انك تعمل مشروع كبير يكسبنا دهب والا اقسم بالله اوديك ف داهيه بالورق اللي معايا، اتقي شري احسن يااكرم..
صمتت لثواني تسمع لحديثه الي الان لم تنتبه لعز الذي ينظر نحوها ويبتسم بهدوء مريب
رحاب: يعني ايه اقضي نفسي بالفلوس اللي معايا، لا ياحبيبي انا عايزه فلوسي كلها تبقي معايا انهارده.

تحدث الطرف الاخر فردن عليه رحاب قائله: لا طلع موضوع عربيه قاسم ده من الحسبه دي كانت خطتي انا والعربيه دي من نصيبي، انا هسيب الشقه انهارده واسافر وقبل مااسافر تكوني فلوسي جاهزه يااكرم، سلام يا يابيبي
انهت كلامها ثم اغلقت الهاتف وهي تقول بغل: الحيوان عايز يضحك عليا
التفتت بظهرها وشهقت بفزع شديد ورجعت عده خطوات للخلف عندما وجدت عز امامها ينظر لها بابتسامه.

شعرت بجفاف شديد ف حلقها من شده التوتر والخوف وبدأت تتلعثم ف الكلام قائله: عز انااا.

عز بهدوء: انا عايز اعرف حاجه واحده بس، ومن حقي اني اعرفها
صمتت رحاب وابتعلت ريقها بتوتر شديد
فتابع عز حديثه قائلا بنبره تحمل كل معاني الامل: انتي ليه بتكرهيني اوي كده، انا سألت نفسي كتير اوي السؤال ده قولت يمكن في سبب يخليكي تكرهيني كده بس ملقتش، انا حتي لما عشت معاكي عشر سنين كنت صغير يعني اكيد معملتش حاجه توصلك لمرحله الكرهه ليا دي.

صمتت لثواني وقال: انتي كرهاني لدرجه متتوصفش، لدرجه انك بتأذيني في حياتي، متخيله يعني ايه ام كل هدفها تدمر ابنها وتدمر الكام حاجه الحلوه اللي في حياته
ابتسم بالم وقال: انا جاي انهارده احيكي، انتي تميتي مهتك بنجاح يارحاب هانم، جيتي خليتي حياتي سواد ومحيتي النقطه البيضه الوحيده اللي فيها، السبب اللي كنت عايش عشانه انتي بقيتي السبب في انها تروح من ايدي.

اصل مفيش اب يقبل يجوز بنته لواحد امه حاولت تقتل بنته..

قال والدموع في عينيه: ياريتك كنتي فضلتي بعيده ياريتك ما دخلتي حياتي تاني، علي الاقل كانت مشاعري نحيتك هتكون اهون من اللي انا حاسس بيه نحيتك دلوقتي..
لوهله شعرت رحاب بالندم وسقطت دمعه وحيده من عينيه وقالت بأسف شديد: عز انا انا اسفه.

ابتسم عز بسخرية: لو انتي اسفه بجد، ولو انتي اكتفيتي من اذيتي، ارجوكي لمي حاجتك وامشي من هنا، مش عايزك تظهري تاني في حياتي، لو سمعتي حتي خبر مووتي متجيش العزا بتاعي، ده اول واخر طلب بطلبه منك، انا من اللحظه اللي اكتشفت فيها حقيقتك وانتي بالنسبالي ميته اعتبريني انا كمان ميت..

ابتلع ريقه وتابع: انا نازل ارجع ملقيش ليكي اي اثر في البيت
اعطاه ظهرها وكان علي وشك الرحيل ولكن توقف وقال بسخرية: ومتتعبيش نفسك وتدوري علي حاجه تاخديها لان مفيش حاجه، وبالنسبه للعربيه فهي رجعت لاصحابها.

انهي كلامه ثم خرج من الشقه صافعا الباب خلفه بعنف شديد انتفضت رحاب علي اثره..
كانت الساعه قد تعدت الحاديه عشر مساءا
وفي الشتاء في هذا الوقت تكون اغلب الشوارع فارغه خاصه في أيام البروده كمثل هذا اليوم
سار عز علي الرصيف وهو يشعر بثقل شديد علي قلبه وكل مده تنزل سيل من الدموع من عينيه فيمسحها هو بعنف وغضب شديد وكأنه يرفض ضعفه بهذا الشكل
ظل يسير لمده طويله ولا يعلم الي اين يذهب.

بدأت الامطار تتساقط بعنف ورغم من ان عز يرتدي ملابس خفيفه الا انها لم يعير ذلك اهتمام.

وبعد فتره طويله من السير
وجد عز نفسه علي الكورنيش امام النيل المكان المحبب لقلبه
تابع عز سيره ولكن توقف فجأه عندما نظر امامه لمح والده، اخبر نفسه انها مجرد تهيأت ولكن عندما اقترب كانت حقيقه وبالفعل كان والده
نظر عز الي الطفل الصغير والذي يتراوح عمره بين 11 الي 13 عام والذي يمسك يد والده اما والده فكان يضع فوق رأس الصغير شمسيه لحمايته من مياه الامطار.

نظر عز لهذا المنظر وعند تلك اللحظه لم يتمالك نفسه وبدأت الدموع تنهمر من عينيه بشده وكم تمني ان يكون مكان هذا الطفل، كم تمني ان يعيش بين اب وام يغمرونه بحنانهم ليس كل همهم المال فقط.

لم يتحمل عز ان ينظر لهم أكثر من ذلك فرحل بعيدا عنهم بخطوات سريعه وهو لايستطيع ايقاف دموعه
وقف امام الكورنيش لحظات وفجأه بدأ يضرب يده المكسوره ف سور الكورنيش بغضب وعنف شديد قائلا من بين بكاءه: ليه ليه بيحصل كده ليه بيكرهووني ليه ليييه
ظل علي هذا الوضع لمده دقائق وابتعد عن السور عندما لم شعر بانه يده تخدرت بالكامل..
توجه الي المقعد الذي أمامه وجلس عليه وبدأ التعب يتملك جسده بالكامل.

وضع يده علي صدره من الالم المفاجئ الذي اصابه وقال بوجع وهو يتطلع إلي السماء: يااارب انا تعبت اووي، ريحني من الدنيا دي وخدني عندك انا مبقتش قادر خلااص
انهي كلامه ثم بدأ صوت بكاءه يتعالي وما ساعده غلي ذلك هو عدم وجود أحد بالشارع.

وبعد مرور دقائق من بكاء عز توقف فجأه وتعالت دقات قلبه عندما سمع صوتها الباكي من خلفه يقول: عز!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة