قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية حطمت أسوار قلبي الجزء الثاني للكاتبة بسملة حسن الفصل السادس عشر

رواية حطمت أسوار قلبي الجزء الثاني بقلم بسملة حسن

رواية حطمت أسوار قلبي الجزء الثاني للكاتبة بسملة حسن الفصل السادس عشر

استمعت هند الي صوت اقدام تقترب من المكتب فتاكدت انها خاصه برهف فقالت لمازن بصوت عالي رقيق مصنطع: خليك جنبي بس يامازن وانا هبقي كويسة
استغرب مازن من حديثها وزاد استغرابه اكثر عندما اقتربت منه هند وقربت وجهها من رقبته بوضع حميمي
ولكن ما صدمهُ وجعله يتوقف ولا يستطيع الحركه من الصدمه هو رؤيته لرهف تقف امام الباب والدموع مترقرقه ف عينيها تنظر لهم بحسره واشمئزاز..

اما هند فقد ارتسمت عل وجهها ابتسامه خبيثه فرحه بانتصارها
نظرت لهم النظره الاخيره باشمئزاز ثم رحلت من امامهم بخطوات مسرعه
فاق مازن من صدمته اخيرا ونظر الي هند وقال لها بتوعد وهو يدفعها من امامه مغادرا المكتب: حسابك معايا تقيل اوي.

خرج مازن من المكتب وهو يسير بخطوات مسرعه اشبه للركض وهو يقول بصوت منخفض نسبيا حتي لا يجذب انظار الموظفين: رهف رهف استني
زادت رهف ف سرعتها اكثر حتي وصلت الي المصعد ولحسن حظها انه كان مفتوح فدخلته وضغطت عل الزر ف بدأ ينغلق باب المصعد.
رأت مازن وهو يقترب من المصعد بسرعه ولهفه لعله يستطيع ايقافها ولكنه لم ينجح لان باب المصعد قد اغُلق
استندت رهف بيدها عل الحائط وسقطت منها شنطتها وبدأت دموعها ف الهطول بشده

هي شعرت منذ ان اشتمت رائحه العطر الانثوي ف ملابسه شعرت بان يوجد امرأه اخري ف حياته حاولت ان تكذب نفسها ولكن طبيعتها كمرأه لم تستيطع فقررت ان تبعد عنها الشك وتذهب للشركه دون علمه ومنذ خروجها من الفيلا وهي تشعر بان شئ سئ سيحدث

فاقت عل انفتاح باب المصعد فجذبت شنطتها من عل الارض وخرجت بسرعه من المصعد خارجه من الشركه باكملها
اتجهت الي السياره التي جاءت بها وركبتها وقالت للسائق بدموع: اطلع بسرعه ياعم ممدوح
ممدوح: حاضر

تحركت السياره تزامنا مع خروج مازن من الشركه
وضع يده ف خصلات شعره وظل يراقب اختفاء السياره من امامه..
زفر بغضب شديد ثم عاد مره اخري ودخل الشركه صاعدا لهند
وبعد دقائق كان قد وصله لمكتبها
اتجه اليها وجذبها من يدها بعنف وجعلها تقف امامه وقال بغضب شديد: انتي ازاي يجيلك الجراءه وتعملي اللي عملتيه من شويه ده
وتابع بعدها بصوت اعلي اخافها: انطقي
اصطنعت هند البكاء وقالت: انا اسفه اسفه يابمشهندس بجد معرفش قولت كده ازااي بس انا كنت تعبانه اووي، وكان خلاص هيغمي عليا

دفعها مازن بعنف شديد وكانت عل وشك السقوط ارضا وقال لها محذرا وهو يشير بيده: مش عايز اشوف خلقتك هنا تاني واحمدي ربنا انك خرجتي من هنا سليمه وتابع بنبره اكثر شراسه: غوري من هنا ومش عايز اشوف وشك ف اي مكان اروحه والا اقسم بالله لاندمك علي اليوم اللي اتولدتي فيه

انهي كلامه ثم رحل من المكتب بخطوات مسرعه
اما هند فنهضت من علي الارض وقالت وهي تتاؤه وتسب مازن ف سرها،، ولكن سرعان ما ارتسمت علي وجهها ابتسامة خبيثه فرحه عل وجهها وقالت: اهم حاجه ان خطتي نجحت،، ثم تابعت بلهفه: اما الحق اتصل علي الباشا بقا اكيد هيفرح مني اووي

جذبت هاتفها وقامت بالاتصال برئسيها وبعد لحظات سمعت صوته الغليظ يقول: خير ياهند
هند بسعاده: خطتي نجحت يافرعون بااشا
فرعون بتساؤل: نجحت ازاي وايه حصل
قصت له هند كل ما حدث منذ قليل وبعد انتهاءها قالت بلفهه: ايه رايك ياباشا مبسوط مني مش كده

فرعون بمكر: هي خطه مش زي ما انا عايز بس مش مشكلة حاجه تقضي الغرض وخلاص
هند بجشع: وحلاوتي فين يابااشا
فرعون بعدم اهتمام: ابقي تعالي المكان اللي انقابلنا فيه المرة اللي فاتت وخدي حسابك ومش عايز اشوف وشك لحد ما انا اعوز اشوفك
هند بفرحه: تمام ياباشا

اغلق فرعون مع هند وقال بمكر: كده ابتدت تحلو،، وهانت كلها ايام واحطم عيلتك كلها ياقاسم

بعد مرور ربع ساعه
دخلت رهف الفيلا وصعدت عل الدرج بسرعه وهي تكتم شهقاتها بصعوبه حتي لا تسمعها كارما
اتجهت لغرفتها وجلست عل السرير وظلت تبكي بشده كان الموت عندها اهون من ان تري مازن منجذب لامرأه غيرها، صوره هند وهي ف احضانه وتضع راسها ف رقبته لم تغيب عن راسها لحظه
زادات ف بكاءها اكثر عندما تخيلت ان علاقته مازن بالسكريتره متطوره لدرجه انها تحتضنه
وكلما تتخيل اكثر عن علاقه مازن والسكرتيره كلما يزداد بكاءها اكثر

وصل مازن للفيلا ف وقت قياسي لسرعته العاليه
صعد الدرج بخطوات مسرعه واتجه الي غرفته وفتح الباب وتألم قلبه بشده عندما رأى هيئه رهف
اقترب منها وقال بحزن شديد: رهف
رفعت رهف راسها اليه ثم نهضت من عل السرير وظلت تنظر له بحزن والم
فقال مازن بحزن: بلاش البصه دي عشان خاطري انتي والله فاهمه الموضوع غلط انااا

قاطعته رهف وهي تقول بجمود وهي تسمح دموعها: انا مش عايزه اسمع حاجه لو سمحت
انهت كلامها ثم اتجهت لمرحاض الغرفه
تنهد مازن بحزن وعلم ان ايامه القادمه لم تكون سهله ابدا فقال بألم: يااارب

مر النهار ولم تسمح رهف لمازن ان يتحدث معاها وتركت له الغرفه وذهبت لكارما التي بدأت تشعر لان شئ ما حدث بين والدتها ووالدها ووالدتها ان كان شئ سئ حدث ولكن ردت عليها رهف ان كل شئ عل ما يرام
فقررت كارما ان لا تضغط عليها فلم تسألها مجددا

ف قصر قاسم
استيقظت لُجين من نومها علي صوت والدتها الحنون يقول: لوجي حبيبتي اصحي
فتحت لُجين عينيها بنعاس وقالت: ايه ياماما
حنين بابتسامه: اصحي ياحبيبتي بقالك كتير نايمه،،قومي يلا علشان تاكلي
اغمضت لُجين عينيها وتذكرت ما حدث مع هشام ضغطت علي عينيها اكثر لتمنع دموعها من الهطول وضغطت علي شفتيها بعنف

لتقول حنين بقلق: ف ايه يالُجين مالك ياحبيبتي،، ف حاجه وجعاكي
ابتسمت لُجين بسخرية وفتحت عينها وقالت بثبات وهي تعتدل عل الفراش: لا ياماما انا كويسه،، انزلي وانا هغسل وشي وهنزل انا كمان
حنين بقلق: ماشي يالوجي

نهضت حنين من عل الفراش وخرجت من الغرفه اما لُجين فجذبت الهاتف من جانبها بسرعه عل امل منها ان تكون رساله هشام مجرد تخيل،، ولكن خاب املها عندما وجدت الرساله كما هي

ظلت تقرأ الرساله مره اخري وبدأت ف البكاء
وقالت لنفسها بوجع: انا اللي استاهل انا اللي بجيب الوجع لنفسي
كانت عل وشك ان تمسح الرساله وتسمح رقم هشام ولكن توقفت عل اخر لحظه وقالت لنفسها بسخرية: لا متسمحهاش عشان كل شويه تدخلي عليه وتعرفي قميتك بقت عامله ازاي،،وعشان متفكريش ف يوم تحطي نفسك مقارنه مع ليان

اغلقت الهاتف وخرجت من الغرفه متجه لاسفل
وجدت عائلتها كلها مجتمعه بالاسفل فاتجهت وجلست بجانب والدتها وبعد مده قصيره وجدت ليان تجلس بجانبها وتقول بلطف: مالك يالوجي شكلك مضايق ليه

نظرت لها لُجين وتأملت تفاصيل وجهه بشرود
وفاقت عل صوت ليان القلق اكتر قائله وهي تمسك يدها: حبيبتي في ايه
تدخلت حنين وقالت: انا كمان ملاحظه ان ف حاجه مضايقها،، ف ايه يالُجين مالك
لُجين بهدوء وثبات: مفيش حاجه ياماما انا كويسه صدقوني انا كويسه

انقذها يزن الذي قال بمرح: ايه ياحنون مش هناكل ولاايه انا واقع
نهضت حنين وقالت بابتسامه: حاضر ياحبيبي هحط الاكل دلوقتي
نظرت الي ليان ولُجين وقال: تعالوا ساعدوني يابنات
نهضت الفتاتان واتجهوا خلف والدتهم
تحت نظرات ادم المتفحصه ل لُجين منذ نزولها من غرفتها..

ف المساء
كان مازن يكاد يجن فهو طوال اليوم يريد ان يبرر لها ما حدث ولكن رهف لا تمنحه الفرصه ليتحدث،،وزاد جنونه اكثر عندما علم انها ستنام ف غرفه ابنتها فهم منذ زواجهم لم تنام رهف بعيدا عنه ابدا
كان عل وشك الانفعال والاعتراض علي تصرفاتها ولكن توقف عل اخر لحظه لانه لا يريد ان تشعر ابنته بوجود مشكله بينهم حتي لا يؤثر عليها بالسلب.

ف صباح يوم جديد
خرج فارس من غرفته بهيئته المبعثره فهو استيقظ من النوم عل صوت جرس الباب
قال وهو يسير مغمض عينيه بنعاس: حاضر جاي
اتجه للباب وفتحه وقال: نعم خي
قاطع حديثه عندما رائ والده امامه يبتسم قائلا: خير ان شاءالله
اتسعت ابتسامه فارس وقال باندهاش وفرحه: بابا
انهي كلامه قم اتجه الي والده واحتضنه باشتياق

بادله عبدالعزيز الحضن وربت عل ظهره وقال بحنان ابوي: وحشتني اوي يافارس
خرج فارس من حضنه وقال بابتسامة: انت اللي وحشتني اوي يابابا
ابتسم عبدالعزيز ثم قال بعدها بمشاكسه: طيب ايه مش هتدخلني انا بقيت راجل عجوز ومش بستحمل اقف عل رجلي كتير،، ولا انت جايب بنات جوا ومش راضي تدخلني

ضحك فارس وقال: ابنك معندوش وقت يبص لنفسه ف المرايا حتي،، اتفضل يابابا
دخل عبدالعزيز ودخل خلفه فارس والذي عندما رائ هيئه المنزل الغير مرتب حك فروه راسه من الخلف وقال باحراج: معلش بقا البيت مكركب شويه بس حضرتك جيت فجأه ومعملتش حسابي

هز عبدالعزيز راسه نافيا وهو يضحك: مفيش فايدة هتفضل طول عمرك مهمل
ثم تابع بشرود والابتسامه مازالت مرسومه عل وجهه: مهره كان دايما تشتكيلي منك ومن اهمالك ولما اجي ازعقلك تزعل هي مني عشان زعقتلك

ابتسم فارس بحزن ومشتاقه لوالدته الراحله: الله يرحمها،، ثم تابع مغيرا الموضوع: بس ليه يابابا مقولتليش انك جاي
عبدالعزيز بابتسامه: حبيت اعملها مفاجأه،، ودلوقتي بقا عايز اعرف كنت مستعجل ليه اني انزل

فارس بمرح: عشان وحشتني يازيزو
ضحك عبدالعزيز وقال: علي بابا ياوواد ده انا فاهمك كويس اووي
فارس بابتسامة: لا بجد انت وحشتني وكنت عايز اشوفك،،وكمان زي ما حضرتك قولت ف موضوع عايزك فيه

جلس عبدالعزيز عل الاريكه وقال بانتباه: موضوع ايه ده
جلس فارس امامه وقال: نويت ادخل دنيا وافرحك بيا واتجوز
عبدالعزيز بسعاده: بجد ياابني
فارس بابتسامة: ااه بجد
عبدالعزيز بحماسه: ودي مين دي واسمها ايه وبنت مين

فارس بابتسامة عل حماسه والده: انت عارفها وعارف عيلتها،، عايز اتجوز ليان بنت قاسم العامري
عبدالعزيز باعجاب: يازين ما اخترت،، انا عارفها ليان كنت بشوفها وهي صغيره،، وانا واثق ف قاسم وف تربيته

فارس بحماسه: طيب ايه هنتقدم امتي
عبدالعزيز بضحكه: ومالك مستعجل كده ليه
فارس: مستعجل اوي ياحاج والله
عبدالعزيز بابتسامه: اتصل عل بشمهندس قاسم وخد منه معاد ونروح نتقدم

وقف فارس وقال بسعاده: هتصل عليه بس الاول هتصل عل ادم واخبره الاول عشان ميضايقش
ضحك عبدالعزيز عل لهفه ابنه وقال له: قبل ما تتصل شوفلنا حد يجي يظبط الدنيا المكركبه دي
فارس بابتسامه: حاضر..

اتصل فارس بادم واخبره برغبته ف الزواج من ليان وعل عكس توقعه فقد وافق ادم بهدوء وأخبره بان يتحدث مع والده ويتفقا عل ميعاد سويا
كان فارس متوقع بان ياخد ادم الموضوع بعصبيه متعقدا بانه استغفله ونظر لاهل بيبته،، ولكن عندما رائ رده فعله سعد بشده كان يود ان يذهب اليه ويحتنضنه من شده الفرحه.

اتصل فارس عل قاسم واخبره بانه يود زيارته هو ووالده ليتقدموا لخطبه ليان
لم يبدي قاسم اعتراض ورائ ان فارس المناسب لابنته فهو يعلم فارس جيدا ويعلم جوهره ومتاكد بانه سيصون ابنته

ولكن عندما اخبر ليان بهذا الموضوع لم توافق واعترضت بشده،، واثار ذلك دهشه جميع عائلتها
حاولت حنين اقناعها باي شكل ومن الاشكال وحاولت ايضا معرفه السبب لرفضها ولكن لم تتحدث ليان وظلت مصممه عل رأيها،، لم يريد قاسم ان يضغط عليها اكثر وقرر ان يتصل علي فارس ليخبره بعدم موافقه ليان

صدم فارس ف البدايه وحزن علي رفض ليان له ولكن لم يستمر حزنه طويلا،، طلب من قاسم بان يسمح له بان يجلس مع ليان لعله يقنعها بامر زواجهما ويعرف منها سبب اعتراضها عليه
وافق قاسم علي طلبه وسعد فارس بذلك كثيرا وعقد العزم داخله بان يجعل توافق علي زواجهم.

كانت ورد ويزن يجلسان سويا ف احد الكافيهات
قالت ورد بعدما لاحظت تعابير وجهه المنكمشه: مالك يايزن ف ايه
يزن وهو يفرك راسه بيده: مش عارف دماغي مصدعه جدا من امبارح مش عارف ف ايه
ورد بقلق: طيب خد برشام مسكن
يزن: خدت ومفيش فايده
ورد: خلاص يايزن روح ونام شويه
وارتاح وان شاء الله لما تصحي يكون الصداع راح

يزن باسف: كنت عايز اقعد معاكي كتير بس
ورد بابتسامه: مش مشكله الايام جايه كتير اهم حاجه روح وارتاح وابقي طمني عليك
ابتسم ادم وقال: ان شاءالله،، انتي وراكي محاضرات تاني
ورد: عندي سيكشن واحد هحضره واروح
يزن: ماشي خدي بالك من نفسك وهبقي اكلمك بالليل
ورد بابتسامه: ماشي
يزن: سلام
ورد: مع السلامه

خرج من الكافيه
وف طريقه للخروج من الكليه اوقفه عمرو وقال: ايه يازيزو رايح فين
يزن بارهاق: مروح
عمرو بخبث: مالك شكلك تعبان
وضع يزن يده عل راسه: اه دماغي مصدعه شويه

عمرو بقلق مصطنع: ليه كده
يزن: مش عارف..هروح وانام يمكن الالم يروح
عمرو بخبث: تعالي معايا وانا اشربك قهوه من اللي عندي مش هتحس باي صداع بعدها

يزن بشك: ودي قهوه ايه دي اللي تسكن الصداع
عمرو بريبه ولكن قال بثبات: قهوه جايلي من بره انت عارف ان بابا ف البرازيل فبعتلي النوع ده مخصوص
يزن بتفكير: ماشي نجرب،، وتابع بعدها بمرح: انت عارف ان نقطه ضعفي القهوه
عمرو بخبث: ااه عارف يازيزو

ذهب يزن مع عمرو متجهين الي شقته
وبعدما قام عمرو بتحضير القهوه ليزن
بدء يزن يرتشف من كوب القهوه فسمع عمرو يقول له وهو يمد يده بسيجاره: خد يازيزو
نظر له يزن ونظر الي السيجارة وقال وهو يرتشف من كوب القهوه: انت عارف اني مليش ف السجاير

عمرو بخبث: ياعم خد جرب مش هتخسر حاجه وبعدين السجاير مع القهوه هتبقي احلي
نظر يزن للسيجاره وسوس له الشيطان فقال يزن ف سره: مش مشكله مره وهنجرب

جذب يزن منه السيجاره فزدادت فرحه عمرو اكثر ولكن لم يظهر ذلك
اشعل يزن السيجاره وبدء ف شربها
ومع اول نفس اخذه من السيجاره بدء ف السعال
فقال عمرو بابتسامة: معلش يازيزو عشان اول مره وكده
لم يعلق يزن وانمت بدء ف الانسجام ف ارتشاف القهوه وف شرب السيجاره تحت نظرات عمرو السعيده

كانت ميار تقود سيارتها بسرعه عاليه كعادتها
وبعد مرور فتره قصيره توقفت بسيارتها
نظرت حولها فذلك المكان كان مكانها المفضل هي مراد عندما كانوا مرتبطين ببعضهم

كان المكان هادئ جدا وكان اشبه بالجبل ولارتفاعه تستيطع من فوقه ان تري الطرقات والمنازل وكأنها شئ صغير جدا
نزلت ميار من السياره واقتربت من حافه الجبل وظلت تنظر الي المنظر الخلاب الذي امامها
مرت ايام عل مقابلتها لمراد ولكن تلك الصدفه احيت لها الكثير من الذكريات خاصه عندما اخبرها انه لم ينسها ومازال مرتدي الدبله الخاصه بخطوبتهم

تنهدت ميار بعنف واغمضت عينيها لثواني تفكر ف حالها تلك الايام،،وادم الذي بعدت عنه ف الفتره الاخيره واصبح حديثهم قليل

فتحت عينيها بخضه عندما سمعت صوت من خلفها يقول: غريبه يعني ايه اللي جايبك هنا
التفتت الي مصدر الصوت وقالت بدهشه: مراد
وقف مراد جانبها وقال هو ينظر امامه: اممم مراد
ميار: انت اللي جابك هنا وتابعت بشك: انت بتراقبني ولاايه

نظر لها مراد وقال بهدوء: انا كل يوم باجي ف الوقت ده وتابع بعدها بسخرية: وانتي بقا ايه اللي جابك هنا،، اوعي تقولي ان جالك حنين للماضي
نرفزتها كلامته ف قالت له بعند: لا انت فاهم غلط انا كنت مخنوقه ولقيت نفسي جايه هنا،، انا الماضي دي نسيته من زمان ومبفكرش حتي افتكره كل اللي بفكر فيه حياتي اللي جايه وجوازي اللي قريب اوي هيحصل

ضحك مراد بصوت عالي استغربت له ميار
قال مراد بعدما انتهي من ضحكه: عارفه ياميار انا اكتشفت انك لسه مستفزه زي زمان

سرعان ما تحولت عينيه واصبحت اكثر غضب وشراسه،،،اقترب منها اكثر وقبض علي ذراعها وقال بغضب: عايزه تقوليلي الكلمتين دول عشان تنرفزيني صح بس عارفه انا من بعد اللحظه دي هنسي الماضي زيك بالظبط وهتجوز واعيش حياتي،، وانا دلوقتي بندم عل الايام اللي زعلت فيها علي بعدك ياميار

ابتعد عنها وقال بسخرية: ربنا يسعدك ف حياتك الجايه ياميار،،وابقي اعزميني علي فرحك
انهي كلامه ثم رحل من امامه بخطوات غاضبه مسرعه،، ولكن توقف عندما سمع صوتها الغاضب الباكي يقول: اااه امشي ما دي اسهل حاجه عندك انك تسبني وتمشي

اغمض عينيه وهو يستمع لباقي حديثها: وقفت ليه يلا روح امشي انا مش عايزه اشوفك تاني
زادت ف بكاءها اكثر وقالت: انا بكرهك يامراد بكرهك

التفت لها مراد ووجدها تضع يدها عل وجهها وتبكي بعنف استغرب له وبشده
سار متجها لها ووقف امامه وربت عل كتفها قائلا: اهدي طيب
دفعته ميار ف كتفه وقالت بصراخ: ملكش دعوه بيا

نظر لها مراد بصدمه وقال: يابنت المجنونه
اقتربت منه وقالت بصراخ وهي تضربه ف صدره اكثر: متشتمنيش فاهم ولالا
قال مراد بصراخ مماثل: انتي يابت انتي اتجننتي خلاص،، انا غلطان اني بحاول اهديكي

نظرت له ميار وبدأت ف البكاء اكثر
فزفر مراد بصوت عالي وقال: استغفر الله العظيم
نظر لها ولم يتحمل ان يسمع صوت بكاءها اكثر فاقترب منها وجذبها الي احضانه بقليل من العنف

اما ميار ف استقرت ف حضنه وبدأت ف البكاء اكثر وكانها وجدت ملاذها اخيرا
بدأت تتفوه بالكلام وتقول وهي تضربه ضربات واهنه ف صدره: انت السبب ف اللي احنا فيه انت اللي وصلتنا لكده،، انت اللي بعدت عني وانت عارف اني مليش غيرك صاحب واخ وحبيب
فضلت تقولي مستحيل يجي يوم وتزهق مني وتسبني بس جه اليوم ده وسبتني،،كنت دايما بتقولي اني بنتك وهتستحملني مهما كانت عيوبي ومشاكلي

بدأت شهقاتها تتصاعد وقالت ببكاء: بس انت سبتني ومقدرتش تستحملني..انا كنت كل يوم بستني انك ترن عليا وترجعلي تاني بس محصلش،، كانت ف حاجات كتيره اوي بتحصلي وابقي نفسي احكيلك عليها بس مبعرفش، سنين عدت وانا بحاول انساك واحاول اعيش حياتي،، ويوم ما انساك وافوق لنفسي ظهرتلي وجاي دلوقتي تلومني اني خطبت

ضمها مراد اكثر اليه وقال بحزن عل حالتهم: ميار احنا قبل ما نسيب بعض كنتي اي حاجه بتعندي فيها اي حاجه مهما كانت صغيره وانا بني ادم وليا طاقه تحمل وبعدين انتي بعنادك ده حسستيني اني مليش لازمه ف حياتك

خرجت ميار من حضنه وهزت راسها نافيه ومازالت الدموع تنهمر علي وجهها
فتنهد مراد ومد يده باتجاه وجهها وقال: طيب خلاص كفايه عياط عشان خاطري
ميار وهي تنظر له بحزن: انت هتتجوز غيري مش كده

ابتسم مراد بحنان وقال: طيب وزعلانه ليه وانتي كنتي هتتجوزي غيري عادي وتابع بعدها عندما لاحظ ترددها وارتباكها: عل العموم انا مش هتجوز ومش بفكر ف الموضوع ده

واكمل بعدها بجديه: وانتي ياميار
ميار بتوتر: انا ايه
مراد: انتي كمان هتتجوزي غيري
ارتبكت ميار بشده وبدأت تفرك ف يدها فقال مراد بسخريه: امال كل اللي حصل من شويه ده كان ايه،، عل العموم ربنا يسعدك
كان عل وشك الرحيل ولكن سمع صوتها الخافت تقول: انا بحبك

نظر لها مراد وقال بصدمه ممزوجه بسعاده: قولتي ايه
ميار: مش هقدر اتجوز غيرك يامراد...

ف المساء
كان فارس قد حضر الي قصر قاسم ليتحدث مع ليان كما اتفق مع قاسم
كانت ليان تجلس ف غرفتها وهي تقول لوالدتها: ياماما مش عايزه انزل،، انا رفضت وخلاص ليه جه
حنين بنبره حانيه: ياحبيبتي انزلي بس ولو لسه معترضه عليه بعدها خلاص محدش هيضغط عليكي تاني
تنهدت ليان وقالت بخفوت: ماشي ياماما

وبعد مرور عشر دقائق
نزلت ليان لاسفل واتجهت للغرفه التي يجتمع فيها فارس وقاسم وابناءه يزن وقُصي
دلفت الغرفه والقت التحيه بصوتها الرقيق ثم اتجهت وجلست بجانب والدها

نهض قاسم بعد فتره وقال: انا هسيبكم مع بعضكم خمس دقايق
نظر بعدها لابناءه وقال: يلا ياشباب
نهض يزن ونهض قُصي وهو ينظر لفارس بغيظ لا يعلم سببه
اقترب من اخته وقال بنبزه تحذيريه وغيره علي اخته: اوعي تقومي من مكانك ولو قرب هو منك نادي عليا

ضحكت ليان وهزت راسها نافيه من تصرفات اخيها وقالت له من بين ضحكاتها: حاضر
دفعه قاسم بخفه وقال: يلا ياقُصي اطلع.. اطلع ياحبيبي

وعندما خرج الجميع من الغرفه نهض فارس من مكانه وجلس بجانبها ولكن مازالت توجد مسافه بينهم
صدمت ليان من فعلته وكانت عل وشك التحدث ولكن قال فارس: بصي متحاوليش عشان مش هتحرك من مكاني
وتابع بعدها بجديه: انا دلوقتي عايز اعرف سبب رفضك

ليان بتوتر: انا انا مش مستعده للجواز دلوقتي
اغمض فارس عينيه وتنفس بصوت عالي ثم فتحها وقال بهدوء ظاهري وهو يضغط علي اسنانه بعنف: ايه سبب رفضك ياليان

لم تتحمل ليان كثيرا وبدأت دموعها تنهمر علي وجهها وقالت: انا لو قبلت عرضك هبقي بدفنك،، انت تستاهل واحده بصحتها اكتر مني،، انا حياتي هتبقي عباره عن علاج ودكاتره واشاعات وتوتر وقلق،، وانا مش عايزه اعيشك ف الجو ده،، انت مش متخيل لو اتجوزنا مرضي هيأثر عل جوازنا ده ازاي،، من اقل مجهود هتنفس بصعوبه،، مش هقدر اقوم بدوري ك زوجه

حتي الخلفه دي مش هقدر عليها وبردو بسبب مرضي
نظرت له وقالت ببكاء وحسره: انت هترضي تتجوز واحده احتمال كبير متقدرش تخلف،،وهتقدر تتحمل كل قرقها وتعبها ده

نظر لها فارس بحب وقال بحنان: ااه ارضي،، عشان انامش بفكر ف اي حاجه من اللي بتقولي عليها دي انا كل اللي بفكر فيه هو انتي وكل اللي عايزوا وبتمناه هو اني اتجوزك وتبقي جنبي ومتاكد واثق ان مهما مرت الايام والسنين عمري ماهندم عل قرار زي ده

ليان بتردد ودموع: بس
قاطعها فارس وقال بابتسامة: مفيش بس ياليان،، انا مش هتنازل وهتجوزك يعني هتجوزك حتي لو وصلت بيا اني اخطفك
ضحكت ليان بخفه فقال فارس: ايوه كده اتضحكي انتي ماتستاهليش غير انك تضحكي وبس.
كان ادم يجلس ف مكتبه ويعبث ف دبلته بشرود
قاطع شروده صرت رنين هاتفهه نظر للمتصل وعندما وجدها ميار قال: كويس انك اتصلتي

فتح الاتصال وبعد تبادل التحيه قال ادم لميار باصرار: ميار احنا لازم نتقابل عشان عايزك ف موضوع
ميار بتنهيده: وانا كمان ياادم محتاجه اتكلم معاك
نظر ادم الي الساعه وعندما وجدها الثامنه مساءا قال: مش هينفع نتقابل دلوقتي خليها بكره الساعه 4 وهنتقابل ف كافيه******
ميار: ماشي ياادم اتفقنا...

عوده لقصر قاسم
كانت لُجين تجلس ف حديقه القصر
تاكل اظافرها بتوتر،، رأت فارس وهو يخرج من باب القصر الداخلي وابتسامه واسعه مرسومه عل وجهه
تعلم انه كان يجلس مع ليان بمفردهم بعدما تركهم والدها

فلاش باك
قررت لُجين ان تخرج للحديقه واثناء سيرها مرت من امام الغرفه التي يجلس فيها ليان وفارس ورأت فارس يخرج من جيب البليزر الداخلي الذي يرتديه ورده حمراء صغيره جميله وسمعته يقول ل ليان بمشاكسه وحب ظاهر ف نبره صوته:طيب معنديش مانع اتقدم من جديد،، تتجوزيني ياليلو
نظرت ليان ارضا وتوردت وجنتيها بخجل شديد واومأت براسها بخجل
فاتسعت ابتسامه فارس اكثر وقال بسعاده: هو ده الكلام،، ها اي رايك نكتب الكتاب يوم الخميس الجاي

اتسعت عين ليان بدهشه ونظرت له وقالت بصدمه: بتقول ايه
اما لُجين فكانت تتابعهم من خلف الباب وعندما فاقت نظرت لنفسها وقالت بسخرية: ايه يالُجين بقيتي بتتجسسي كمان!
خرجت الي الحديقه وجلست عل الكرسي وعادت تتذكر مشهد فارس وهو يهادي ليان الورده وسرحت بخيلها بان يحدث معها مثل ما حدث مع ليان وان يحبها احد مثلما يحب فارس ليان

ابتسمت بحسره وقالت: مش هيحصل يالُجين،، هشام قالي انها عشان جميله فالكل بيحبها لكن انا لا
نزلت دموعها وقالت: طيب وانا لا ليه،، انا مش وحشه زي ما هما متوقعين والله
وظلت عل هذا الحال عيونها تبكي بصمت وعقلها شارد
بااك
عندما رأت فارس امامها نهضت وقالت: فارس
اقترب منها فارس وقال بابتسامه: ازيك يالُجين عامله ايه
نظرت له لُجين وقالت بدموع: الحمدلله

فارس باستغراب وقلق: مالك بتعيطي ليه
لُجين: انت انت بتحب ليان مش كده
فارس باستغراب اكثر: ليه بتسألي السؤال ده
لُجين بنبره متحشرجه: هي احلي مني صح
اشفق عليها فارس وقال بنبره حانيه وكانه يتحدث مع طفله صغيره: انتو الاتنين حلوين يالُجين مفيش واحده احلي من التانيه

لُجين بوجع: لا هي احسن واحلي مني،، تابعت بعدها ببكاء وتوهان: طيب طيب اشمعني حبيتها هي ومحبتنيش انا!
صدم فارس بشده وزادت اكثر عندما سمع صوت غاضب من خلفه يقول: لُجين!
نظرت لُجين الي مصدر الصوت ووجدته اخيها فزاد ارتعاشها اكثر ونظرت بعدها لفارس بضياع وظلت تهز راسها بهستريه ودموعها تغرق وجهها بشده..

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة