قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية حطمت أسوار قلبي الجزء الثاني للكاتبة بسملة حسن الفصل الخامس عشر

رواية حطمت أسوار قلبي الجزء الثاني بقلم بسملة حسن

رواية حطمت أسوار قلبي الجزء الثاني للكاتبة بسملة حسن الفصل الخامس عشر

ف الساحل الشمالي
وف الشاليه الخاص بقاسم وعائلته
نزلت سجي من عل الدرج بسرعه وهي ترتدي ملابس خاصه بالبحر وتمسك ف يدها العاب طفوليه خاصه بالبحر ايضا
ركضت نحو والدها وقالت بحماسه: يلا يابابي احنا هنروح البحر امتي بقا
حملها قاسم وقال بابتسامه: هنروح دلوقتي  ياروح بابي ماما بس تنزل وهنروح
سجي بحماسه: ماشي

نزلت حنين وتجعت العائله ثم ذهبوا جميعا الي الشاطئ
وبدأ الشباب ومعهم قاسم ومازن ف النزول للبحر والقيام بمسابقات العوم سويا،، وكان معهم ادم ايضا بالرغم من خوف حنين عليه بسبب اصابته التي لم تتعافي كليا بعد ولكنه طمئنها ادم  انه بخير ولن يصيبه مكروه،، اما الفتيات فظلوا عل الشاطئ يمرحوا سويا وصوت ضحكاتهم يملئ المكان ولم تخلوا من بعض نظرات كارما الخاطفه نحو ادم،، 
استمتع الجميع بالجو خاصه بهذا التجمع العائلي الجميل..

وف اليوم التالي
وف وقت غروب الشمس

كانت  كارما تسير مبتعده عن المنزل وبعد فتره من سيرها جلست عل الشاطئ امام البحر تنظر الي موجاته الهادئه بشرود
كان الجو هادئ جدا وممتع.. ولكن قاطع شرودها صوت صوت نباح كلب فارتعبت بشده ونظرت الي مصدر الصوت وجدت شابان يظهر عليهم الطيش وواحد منهم يمسك سلسله تلتف حول عنق الكلب،، فزعت بشده ونهضت من مكانها بسرعه عندما رأت هيئه الكلب فقد كان ضخماً مخيفاً

سمعت بعدها صوت احد الشابان يقول بعبث: الحق ياض دي خايفه من الكلب
ضحك الاخر بسخريه وقال بمكر وصوت عالي: متخفيش ياحلوه،، ده كلب طيب
لاحظت كارما بعدها اقتراب الشابان منها وملامح العبث مرسومه عل وجههم

فالتفتت بسرعه وبدأت ف الركض بسرعه وهي تستمع صوت ضحكاتهم المستمتعه
نظرت خلفها بخوف ف وجدتهم مقتربين منها فصرخت بصوت عالي وبدأت الدموع تتساقط من عينيها بخوف

عل الجانب الاخر كان ادم يقف ويتحدث ف الهاتف مع صديقه فارس وقال له: انا عايز افهم انت مستعجل عل رجوعي ليه،، وليه اصلا كنت اتخضيت لما قولتلك علي سفري من كام يوم ف ايه
توتر وارتبك فارس وقال: ااا مفيش،، وتابع بعدها بمرح حتي لا يشك صديقه به اكثر: اصلي مش بقدر عل بعدك ويومي مش بيمشي من غيرك

ضحك ادم وقال: ااه انت هتقولي
سمع ادم بعدها صوت صراخ لصوت مؤلوف لديه فقال لفارس بجديه: اقفل يافارس دلوقتي
فارس بقلق: في حاجه ولااايه
ادم وهو يتحرك من مكانه: مش عارف هروح اشوف دلوقتي،، اقفل وهكلمك بعدين
فارس: ماشي

اغلق ادم مع فارس ثم سار بخطوات مسرعه اكتر متجها لمصدر الصوت
اما كارمت فظلت تبكي اكثر فقد تعبت من الركض كما انها لا تعرف كيفيه العوده الي الشاليه مره اخري
اطمئنت وشعرت بالامان عندما رأت ادم امامها فزادات ف ركضها اكثر ونادته بصوت عالي باكي: ادم

نظر ادم الي مصدر الصوت ووجدها كارما تركض نحوه بسرعه واستطاع ان يري ذلك الشابان الذان يضحكان بعبث وهم يركضوا خلفها
اقترب منها بخطوات مسرعه اشبه بالركض
اقتربت منه كارما وتلقائي احضتنته بخوف ودفنت راسها ف صدره العريض وقالت ببكاء وشهقات: اا ابعدهم عني،، انا خايفه اووي

استغرب ادم وارتبك من احضتنانها له بهذا الشكل
ولكن غضب بشده من فعله هذان الشابان وكاد ان يبتعد عنها ليركض خلفهم ويلقنهم درسا خاصه بعدما  رأهم يفرون من امامهم
ولكن منعه تشبث كارما به اكثر فقال لها: كارما اوعي عشان اروح اربي الكلاب دول

كارما ببكاء وهي تهز راسها نافيه: لا متسبنيش لوحدي
تنهد ادم ونظر الي الشابان وجدهم ابتعدوا عنه فربت عل كتفها بهدوء وقال: طيب اهدي طيب هما مشوا خلاص
كارما ببكاء: الكلب شكله يخوف اوي،، كان هياكلني

كاد ادم ان يضحك عل كلامتها الطفوليه ولكن تمالك نفسه وقال بجديه: خلاص انسي اللي حصل وهما مشوا ومش هيتجرؤا يقربوا منك تاني،، وانا لو شفتهم هعلمهم الادب
هدأت كارما نسبيا وعندما استوعبت وضعها الحالي توسعت عينها بشده وابتعدت عنه بسرعه وشهقت بصوت عالي وهي تضع يدها عل فمها بصدمه من فعلتها وقد تحول وجهها للون الاحمر من الخجل

اما ادم فظهرت عل وجهه ابتسامه خفيفه من هيئتها
قالت كارما بدموع وتلعثم: انا انا اسفه،، انا مش عارفه عملت كده ازاي،، انا بجد اس..
ادم بهدوء: حصل خير ياكارما،، وتابع بتساؤل ليبعد عن الحرج:انا عايز اعرف انتي ليه بعدتي عن الشاليه كده

كارما وهي تنظر ارضا وتفرك يدها ببعضها بارتباك: انا كنت بتمشي ومحستش اني بعدت عن الشاليه
تنهد ادم وقال: ابقي خدي بالك بعد كده،، عشان انا لو مكنتش موجود دلوقتي الله اعلم الكلاب دول كانوا هيعملوا فيكي ايه
كارما بخفوت: حاضر

اشارادم بيده وقال: طيب يلا عشان نرجع الشاليه
كارما بخفوت: ماشي
سارت كارما وسار ادم بجانبها

مرت مده من الوقت ولم يتحدث احد منهم
فكارما تنهر نفسها عل فعلتها واحتضانها لادم بهذا الشكل وكلما تتذكر هيئتها وهي ف حضن ادم تزداد دقات قلبها بشده، عل الرغم من احراجها ولكنها شعرت بامان وراحه لم تشعر بها من قبل،، وكم تتمني ان تشعر بهذا الاحساس مره اخري

وعند هذه النقطه تذكرت امر خطوبته وزواجه بامرأه اخري فقالت ف نفسها بحزن: ايه ياكارما انتي ناسيه انه هيتجوز
انتبهت بعدها عل صوت ادم الذي قرر ان يقطع هذا الصمت قائلا بهدوء: يحيي عامل ايه ياكارما

كارما بارتباك واستغراب منه فهو لا يوجه لها كلام ان يتبادل معها الحديث الا نادرا،، ردت عليه بخفوت: كويس الحمدلله
ادم وهو ينظر لها: مش نازل
كارما بحزن: لا بيقولي مش دلوقتي
ادم وهو يعاود النظر امامه: ربنا يرجعه بالسلامه
كارما بتنهيده: يارب

وبعد مرور فتره قصيره اخري وصل الاثنان الي الشاليه
دخلوا سويا وعندما رأتهم حنين اتجهت اليهم وقالت وهي تنظر الي كارما بقلق: كوكي كنتي فين ياحبيبتي انا قلقت عليكي خصوصا لما يزن دور عليكي وملاقكيش بره
كارما بخجل: اسفه ياطنط بس انا مشيت ومخدتش بالي اني بعدت عن الشاليه وتوهت بس الحمدلله اا ابيه ادم لاقني ورجعني تاني

حنين براحه: الحمدلله
كارما وهي تلتفت حولها: فين بابا وماما
حنين: خرجوا مع بعض من شويه وكويس انك رجعتي قبل ما يجيوا كانوا هيقلقوا عليكي اوي
كارما بابتسامه: الحمدلله
خرج ادم عن صمته وقال: امال فين بابا
حنين بابتسامه: نايم،، كله نام بعد ما رجعوا من البحر وانا كنت هطلع انام انا كمان بس مقدرتش اطلع غير لما اطمن عليك انت وكارما الاول

ادم بابتسامه: احنا بخير اطلعي نامي بقا وانا كمان هطلع انام
حنين: هطلع ارتاح شويه قبل ما سجي تصحي وتقولي عايزين نروح البحر تاني يامامي وتابعت بضحكه: عايزه تقعد قدامه 24 ساعه
كارما بابتسامه: مبسوطه بالجو،، وهو الجو ممتع اوي بصراحه
حنين بابتسامة: اه فعلا

وبعد فتره قصيره صعد كل واحد منهم الي غرفته لياخذوا قسطا من الراحه الا كارما التي صعدت لغرفتها وقامت بمهاتفه يحيي وظلت تحكي له ما حدث ف يومها ولكن لم تحكي ما حدث مع ادم خوفا من ان يغضب منها

اما عل الطرف الاخر
كان مازن يسير وجانبه رهف ممسكا يدها
وبعد فتره من الصمت قالت رهف له بابتسامه: مازن انت عارف اني بحبك اوي
نظر لها مازن وقال بمشاكسه: اه عارف قولي حاجه  جديد
توقفت رهف ونظرت ف عينيه وقالت بصدق: وعارف ان مهما مرت السنين  حبي ليك عمره ما هينقص ابدا  ف يوم بالعكس هيزيد

قبل مازن يدها وقال بابتسامه حب: وانا كمان هفضل احبك لحد اخر نفس فيا
ابتسمت رهف وقالت بعدها: بتمني كده وبتمني انه ميجيش اليوم واشوفك فيه بتحب او منجذب لوحده غيري
ارتبك مازن بداخله وجاءت ف باله صوره هند ولكن قال بثبات ومازالت الابتسامة مرسومه عل وجهه: مستحيل حد يجي ياخد مكانك يارهفي ومستحيل احب او انجذب لواحده غيرك زي ما بتقولي

حاولت رهف بحديثه ان تطمئن نفسها وتبعد عنها الشكوك التي اصابتها منذ ان اشتمت رائحه عطر انثوي ف ملابسه
فنظرت له وقالت له بابتسامه: طيب بلا نكمل مشي،، وبعدين انت مش ناوي تجبلي دره مشوي زي كل مره  بنيجي فيها هنا
مازن: ياسلام،، دلوقتي اجبلك احلي دره مشوي لاحلي رهف ف الدنيا
رهف بابتسامه واسعه وهي تمسك يده مره اخري: طيب يلا..

دخل ادم غرفته وجلس عل الفراش ولا يعلم سر تلك الابتسامه التي ارتسمت عل وجهه عندما تذكر كارما وخجلها منه
لا ينكر انه شعر باحساس اول مره يشعر به عندما كانت ف حضنه تحتمي به بهذا الشكل
ولكن تلاشت ابتسامته وقال: في ايه ياادم،، ايه اللي انت بتفكر في ده وبعدين انت ناسي انك خاطب

وعل ذكر خطوبته نظر للدبله التي ف يده وتذكر ميار والتي لم تهاتفه منذ يومان،، يشعر بان شئ ما اصابها ولن يعرفه سوي عند عودته ومقابلتهم سويا وجها لوجه

دخلت حنين  غرفتها هي وقاسم بخطوات هادئه وصعدت عل السرير وتسطحت بجوار قاسم النائم وبخفه وهدوء ادخلت نفسها بين احضانه ودفنت راسها ف عنقه

شدد قاسم علي ضمها اكثر وقال بنبره ناعسه: انا مش عارف عقلي كان فين لما قولت هاخد العيله كلها  معايا،، كان المفروض نسافر انا وانتي بس
ضحكت حنين وقالت: وكان هينفع نسيب الولاد يعني
قاسم وهو مازال يغمض عينيه ؛ والله بالنسبالي انا كان عادي ولادنا كبار ويقدروا يتحملوا مسئوليه نفسهم وياخدوا بالهم من سجي،، بس اللي عارفو ان الموضوع بالنبسالك انتي مش هيبقي عادي

حنين بطيبه: انا مش بحب اروح ف حته من غيرهم وبكون مبسوطه اكتر لما يكونوا معانا
قاسم بخفوت: وانا مش ببقي مبسوط لما بشوفك مشغوله بهم كل واحد فيهم حتي ف الرحلات.. انا ببقي عايزك معايا انا وبس
ضحكت حنين وقالت: خلاص متزعلش ياقاسومي اوعدك هحاول اقعد معاك اطول فتره ممكنه
قاسم وهي يستسلم للنوم: اما نشوف

سمعت كارما صوت دق عل الباب فقالت: ادخل
ونظرت ليحيي قائله: ده مين ده.. طنط قالتلي ان كله نايم
نظرت بعدها الي الطارق فوجدته لُجين فقالت بابتسامه واسعه: لولو تعالي ياحبيبتي
اقتربت منها لُجين ولم تعرف بعد ان كارما تتحدث مع يحيي

فقالت بملل وهي تقترب منها: انا زهقانه وكلهم نايمين،، ولما عرفت من ماما انك صاحيه قولت اجاي ارخم عليكي شويه
كارما بمرح: نورتيني،،وتابعت وهي تشير بعينيها عل الهاتف: بس ايه مش هتسلمي عل يحيي
توسعت عين لُجين بصدمه وقالت بهمس: ي يحيي

سمعت بعدها صوت يحيي يقول بهدوء: ازيك يالُجين
وجهت كارما الهاتف ناحيه لُجين حتي يستيطع يحيي رؤيتها وهي كذلك،، ارتبكت لُجين وقالت بسرعه: الحمدلله
ثم نظرت بعدها الي كارما وقالت: انا هستناكي تحت

انهت كلامها ثم خرجت من الغرفه بسرعه ولم تعطي الفرصه ل كارما لتتحدث
نظرت كارما الي يحيي وقالت بابتسامه: متزعلش يايويو هي بس اتوترت عشان كده عملت كده
يحيي بابتسامة بسيطه: عارف ياحبيبتي،  يلا روحي  انزليها بقا ونبقي نتكلم بعدين
كارما بابتسامة: ماشي مع السلامة
يحيي: سلام..

اغلقت كارما مع يحيي ثم نهضت من عل الفراش ونزلت لاسفل لتجلس مع لُجين التي ارتبكت بشده عندما فجأتها كارما بانها تتحدث مع يحيي
ارتسمت ابتسامه بسيطه عل وجهها ف هي لاتنكر انها سعدت عندما رأته ورغم انها لم تنظر له كثيرا ولكن استطاعت ان تحفظ ملامحه داخل عقلها

وبعد مرور يومان
كان كل من كارما وليان ولُجين يجلسون سويا عل الشاطئ وكان يجلس معهم قُصي ولكن استاذن منهم وعاد للشاليه

قالت كارما بمرح وهي تنظر الي يزن: ماتغنيلنا حاجه يازيزو ف الجو الشاعري الجميل ده

قالت ليان مشجعه: اه يازيزو،، صوتك جميل اوي وانت اديلك كتير مغنتش
يزن بمرح: ما بلاش
ليان وكارما برجاء: لا يلا يلا

وقف يزن فجأه ومال عل ليان وهو يمد يده قائلا بمرح: تسمحيلي بالرقصه دي
ليان بمرح: هسمحلك وامري لله
وضعت كفها في يده ونهضت وبدؤا ف الرقص سويا وبدأ يزن يغني بصوته العذب وابتسامه واسعه مرسومه عل وجهه

لو على قلبي داب في هواك
وكفايه ليل وسهر وعناد ويايا
جوه عيوني حنين وغرام مشتاق لعينيك
قلبي ندالك حن فيوم وتعالى
واديك روحي بس تعالى
ياللي بحبك قرب طمن قلبي عليك
بتغيب ايام وليالي
وانت ما بتغيب عن بالي

ضحكت ليان بصوت عالي وقالت  بنبره لا يسمعها الا هو: انا بردو اللي مش بغيب عن بالك
انهت كلامها بغمزه من عينيها فضحك يزن وقال: بصراحه وحشتني بنت الايه
ضحكت ليان ووقفت وقالت بابتسامه: ربنا يفرحك دايما يازيزو

راقبتهم لُجين بحزن ممزوج بالحسره كانت تنتظر ان يأتي يزن ويفعل معها ما فعله مع ليان ولكن لم يحدث
عبثت ف الرمال امامها  وحاولت التماسك بصعوبه وعدم البكاء فيكفي بكاءها منذ امس عندما رأت قُصي يهادي اختها لسلسه صنعها لها خصيصا من الصدف ولم يهاديها بواحده مثلها

اما كارما فهي راقبتهم والابتسامه مرسمومه عل وجهها وتذكرت يحيي وحنانه ومرحه معها اشتاقت له بشده تنهدت باشتياق وقالت ف نفسها: ربنا يرجعك ليا بالسلامه ياحبيبي

وعل بعد مسافه منهم كان ادم يقف ويراقبهم
ابتسم بخفه عندما يزن وليان يراقصان سويا وكان هو الاخر متوقع ان يفعل يزن مع فعله مع ليان مع لُجين،  ولا يعلم لما  تضايق عندما عندما وجد يزن يجلس مره اخري
نظر الي لُجين وشعر بالأسف عليها عندما وجد حركاتها المتوتره وعلم ان تتماسك بصعوبه حتي لاتبكي

تنهد وقال ف نفسه: اتمني ميفضولش عل وضعهم ده كتير ويفرقوا ف المعامله بينهم..

مر باقي اليوم وقد استمتع به الجميع ماعدا شخص واحد الا وهي لُجين

وف الساعه السادسه صباحا
كانت لُجين تتسطح عل فراشها ودموعها تتساقط،، لا تستطيع ان تتخطي وتنسي المواقف التي احزنتها،، ولم تستطيع النوم من كثرة التفكير الذي ارهقها

اعتدلت ف جلستها ومسحت دموعها وفكرت قليلا  وقررت بعدها ان تخرج من الغرفه وتتمشي عل البحر  لعل ذلك يهدائها
بدلت ملابسها بهدوء حتي لا تستيقظ ليان
وعندما انتهت خرجت من الغرفه ومن الشاليه باكمله بخطوات هادئه حتي لايسمعها احد

ظلت تمشي ببطء تستمع بنسيم الهواء البارد والماء الذي يرتطم بقدمها
توقفت فجأه ونظرت لبحر واغلقت عنيها بهوء وتنهدت بصوت عالي
ظلت عل ذلك الوضع فتره لا تعلم مدتها
وسمعت بعدها صوت جانبها يقول: احلي وقت تيجي فيه البحر من 5 ل 6 الصبح.. ده قمه الروقان والهدوء
فتحت لُجين عينيها بسرعة ونظرت بجانبها لمصدر الصوت بفزع فتابع الشاب قائلا بابتسامه عريضة: هشام فرج 26 سنه وانتي

ابتعدت عنه لُجين ونظرت له باشمئزاز فتابع هشام قائلا: مش بعاكس علفكره
وتابع بعدها بمكر: بصراحه انا حسيت بوقفتك دي انك فيكي حاجه وكبيره كمان وبتحاولي نتخلصي منها وتتغلبي عليها ومش عارفه وانا بقولك مش هتعرفي لوحدك سبيني اساعدك

نظرت له لُجين باستغراب فقال هشام بابتسامه جميله مصتنعه: جربي وصدقي مش هتندمي
لُجين: اجرب ايه انت عبيط

هشان بخبث: هو انا ابقي عبيط لو سبت واحده قمر زيك كده ومضايقه
ارتبكت لُجين من حديثه وقالت بانفعال: لا انت شكلك عبيط فعلاا
انهت كلامها ثم رحلت من امامه فسمعت صوته العالي يقول: هشوفك تاني ياحوريه وهفضل اقولك ياحوريه لحد ما اعرف اسمك وكمان بصراحه انا شايف فعلا انك حوريه

توترت لُجين من كلامه وسارت بخطوات اسرع متجه الي الشاليه وكلامك ذلك الهشام يتردد ف اذنها..
وصلت للشاليه وثعدت لغرفتها بسرعه وجلست عل السرير وهو منصدمه وخجله من حديث ذلك الشاب وقالت ف نفسها: ده باين عليه مجنون ولااايه

وبمرور ايام اخري
انتهت الرحله وعاد الجميع الي بلادهم
كان قُصي سعيد بخبر عودته فهو اخيرا سيقوم بخطبه حبيبه
ويزن كدلك ايضا فقد اشتاق الي ورد وبشده

اما لُجين فهي الوحيده التي لم تستمع بتلك الرحله بسبب المواقف التي حدثت امامها واحزنتها بشده،، وبعد  اصرار والحاح هشام سمحت له  ان يتحدث معها وتبادلوا الارقام واصبحوا يتحدثوا سويا عل مواقع التواصل الاجتماعي،، فتحت لُجين قلبها له وظلت تقص عليه ما حدث معها من مواقف احزنتها ف تلك الرحله وحتي انه بدأت تتحدث معه ف احداث حدثت منذ زمن،، تحدثت معه براحه كبيره وكانها تعرفه منذ سنوات وليس ايام،،

كان فارس سعيد ايضا بخبر عودتهم ولكن ما يعطله بان يقوم بخطبه ليان هو عدم جمئ والده من الخارج حتي الان ولكن لا يمنعه ذلك من ارسال بعض الرسائل الخفيفه القصيره الي ليان والتي بها نوع من الغزل
وكانت ليان عتدما تري تلك الرسالة ترتبك وتتوتر وبالطبع يرفرف قلبها فرحا من تلك الرسائل حتي انها اخبرت اختها بامر تلك الرسائل

تقابل ادم مع ميار وسالها عن اسباب تغيرها وقله حديثها معه ف الفتره الاخيره فاخبرته ميار بانها كانت مريضه ف فتره سفره وكان ذلك السبب ف تغيرها واقتنع ادم بهذا السبب الي حد ما

وبعد مرور ثلاثه ايام  من عودتهم من السفر

ف شركه قاسم ومازن
كانت هند تتحدث مع زميلتها بالاسفل وانتبهت بعدها عل حضور رهف ف الشركه،، فهي تعملها من بعض الصور التي عُرضت عليها من قبل رئيسها الذي كلفها بمهمتها الشيطانية

استغربت من مجئيها الي الشركه وفكرت سريعا وسرعان ما وجدت فكره شيطانية من افكارها،، نظرت باتجاه صديقتها وقالت بسرعه: نورا حالا تروحي تعطلي مدام رهف باي حاجه
نورا باستغراب: اعطلها ازاي بس ياهند
هند بعصبيه: اخلصي يانورا اتصرفي،، قوليلها نورتي الشركه اي كلام،، خمس دقايق بس وبعدين سبيها.. وتابعت بعدها بسرعه وهي ترحل من امامها: يلا وليكي الحلاوه،، بس مترغيش معاها كتير

ابتسمت نورا بخبث: لا طالما فيها حلاوه تمام
اتجهت بعدها بسرعه الي رهف ووقفت امامها وقالت بابتسامه واسعه: مدام رهف نورتي الشركه
رهف بابتسامه وطيبه: تسلميلي ياحبيبتي، قوليلي مازن ف مكتبه مش كده
نورا:اه ف مكتبه

رهف بابتسامه: ماشي ياقمر
نور بابتسامه: مبسوطه اووي اني شوفت حضرتك اتمني تكرري زيارتك للشركه كتير
رهف بابتسامه: ان شااءالله
انهت رهف حديثها مع نورا ثم اتجهت للمصعد لتصعد للدور الثالث حيث مكتب مازن

وعل الجانب الاخر
وصلت هند الي المكتب وفتحت الباب بسرعه واصتنعت ان لديها ضيق تنفس فقالت بتعب مصطنع: بشمهندس الحقني ارجوك
نهض مازن من عل مكتبه واتجه اليها بقلق وقال لها: ف اي يا هند مالك
هند باختناق مصطنع: مش عارفه مش عارفه اخد نفسي حاسه اني بتخنق

كانت هند مع كلمه تتفوه بها تقترب من مازن اكثر دون ان يلاحظ
مازن بقلق: طيب اعمل ايه مش عارف..استني انادي حد يجي يساعدك
استمعت هند الي صوت اقدام تقترب من المكتب فتاكدت انها خاصه برهف قالت لمازن بصوت عالي رقيق مصنطع: خليك جنبي بس يامازن وانا هبقي كويسة

استغرب مازن من حديثها وزاد استغرابه اكثر عندما اقتربت منه هند وقربت وجهها من رقبته بوضع حميمي
ولكن ما صدمهُ وجعله يتوقف ولا يستطيع الحركه من الصدمه هو رؤيته لرهف تقف امام الباب والدموع مترقرقه ف عينيها تنظر لهم بحسره واشمئزاز..

كانت لُجين تجلس عل الفراش وهي تفرك ف يدها بتوتر وخوف.. خوف من ان يعلم احد بانها تتحدث مع شاب غريب.. سرحت مع نفسها وحزنت عل حالها بشده.. فمنذ متي وهي تسمح لاحد من الشباب بان يتحدث معها،، لم تتوقع ابداً ف يوم من الأيام ان يصل بها الحال الي ذلك،، اصبحت ف الوقت الحالي

لاتعلم من هي ولا ماذا تفعل ولا تعلم ان كان ما تفعله صواب ام خطأ،  تبرر دائما حديثها مع هشام انها تحتاج ذلك الحنان والاهتمام الذي فقدته من الجميع

استطاع ان يستغل نقطه ضعفها تلك ف ان يجذبها اليه،، ونجح ف ذلك وبجداره
فاقت عل رساله مبعوثه من هشام.. فتحتها بسرعه وعندما رأت مضمون الرساله زادت ضربات قلبها بخوف فقد بعث لها قائلا: بصراحه يالُجين انا زهقت من التمثليه دي

بعثت له ب انامل مرتشعه: تمثليه ايه ياهشام
انتظرت دقائق وبعث له هشام رساله قائلا: من الاخر.. انا اتعرفت عليكي عشان كنت حاولت مع اختك قبلك ف الساحل  وهي صدتني جامد فقولت اخدك سكه يمكن اعرف اوصلها بس للاسف خطتي فشلت لما قولتيلي من كام يوم ان ف واحد هيتقدم لاختك وبيحبها وهي بتحبه،،

حاولت اتغاضي عن الموضوع وافكك من اختك واركز معاكي انتي بس انتي سوري يعني باين عليكي عايزه دكتور نفسي مش واحد تصحبيه،، انتي غيرتك من اختك خلتك مريضه،،وانا بقا معنديش طوله بال اني اعلاج،، انا كنت عايز اختك ومحصلش نصيب فملهاش داعي التمثليه اللي بعملها دي واضيع وقتي وقتك عل الفاضي،، وسوري بردو يالُجين بس هي اختك بصراحه تجذب اي حد من غير ما يعرفها ف طبيعي يكون ف اختلاف ف المعامله بينك وبينها..اعتبري من دلوقتي  انك مشفتنيش ولا عرفتيني وانسي اي كلام حصل بينا،، سلام يالولو

مع كل كلمه تقرأها لُجين تشعر بانها سكين يمزقها
نزلت دموعها بصدمه من كلامه وحديثه
ومن شده صدمتها وعند قرأتها لكلامته الاخيره ضحكت بصوت عالي.. ضحكه نابعه من وجعها
ظلت تنظر حولها بشتت وابتسامة الصدمه مرسومه عل وجهها سألت نفسها قائله: هو هو عمل معايا كده ليه،، هو اكيد بيهزر،، او ممكن اكون انا بحلم وهصحي مش هلاقي اي حاجه من الكلام ده اتقالت

نظرت لاعلي وقالت بدموع: يااارب ياارب يكون حلم
اغلقت هاتفهها ثم تسطحت عل الفراش واغمضت عينيها بعنف وعقلها مازال يرفض ان يستوعب كلام هشام..اغمضت عينيها محاوله منها الهروب من الواقع ولانها تعتقد  بانها عندما تستيقظ ستجد كل هذا مجرد حلم..

استطاع عمرو ان يقنع يزن بالذهاب الي شقته متعللا بانه يريد الحديث معه عل انفراد

وافق يزن عل طلبه بصدر رحب وذهب معه الي شقه عمرو
جلس يزن عل الاريكه وقال بمرح لعمرو: خير بقا يااستاذ عمرو ايه المشكله العظيمه اللي انت عايزاني فيها
قال عمرو بابتسامه مرح مصطنعة: مستعجل عل ايه استني اعمل لينا كوبيتين قهوه كده عشان تفتح دماغك معايا وتركز.. قهوتك ايه
يزن بابتسامة: مظبوط

عمرو بابتسامة خبيثه: ماشي ياحبيبي دقايق واجيلك
دخل عمرو المطبخ وبدء ف تحضير القهوه واخرج بعدها من جيبه شريط برشام ووضع حبايه منها ف كوب يزن وقال بعدها خبث وشر: حياتك هتتحول لجحيم عل ايدي ياايزن..

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة