قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية حطمت أسوار قلبي الجزء الثاني للكاتبة بسملة حسن الفصل الثاني والأربعون

رواية حطمت أسوار قلبي الجزء الثاني بقلم بسملة حسن

رواية حطمت أسوار قلبي الجزء الثاني للكاتبة بسملة حسن الفصل الثاني والأربعون

تملمت كارما في نومتها وهي تهتف بصوت باكي هامس: اادم ادم لا متسبنيش
مررت رهف يدها علي خصلات شعر ابنتها بحنان وقالت ببكاء هي تنظر لمازن: وبعدين يامازن
مازن بحزن: مش عارف.. مش عارف اتصل بقاسم اقوله علي اللي حصل ولا اتصل بمين

تحدث يحيي الذي كان يجلس علي الطرف الاخر بحانب اخته التي اعطااها حقنه مهدأه بعد انهيارها التام بعدما فاقت من اغمائها
فلم تستجسب لاحد منهم وظلت تصرخ وتنادي علي ادم بصوت عالي فخاف يحيي عليها من شده انفعتلها وبكاءها العنيف وقرر ان يعطيها حقنه مهدئه

يحيي: انا هتصل بفارس
رهف بلهفه وبكاء: ااه اه اتصل بيه.. هو ليه طريقته وهيعرف يتصرف ويجبلنا معلومات عن ادم
تابعت بعدها بحزن شديد: ابيه لو عرف اكيد حنين هتعرف وحنين مش هتستحمل خبر زي ده
يحيي وهو ينهض من علي الفراش: هروح اجيب التليفون من الاوضه وارن عليه وان شاءالله يبقي عنده معلومات ويطمنا علي ادم
مازن ورهف: ياارب

نظرت رهف لابنتها الي مازالت تتحدث بهمس وبكاء
وظلت تتابعها ودموعها تنهمر علي وجهها بينما يدها تتحرك برفق على خصلات شعرها..

ذهب يحيي لغرفته وقام بالاتصال علي فارس والذي لم يكن يعرف اي شئ وعندما قص عليه يحيي ما حدث
انتفض فارس من علي مقعده واغلق مع يحيي ثم توجه الي مكتب اللواء عبدالله
دلف للمكتب ووجد اللواء يتحدث في الهاتف وهو يقول بجديه: الدعم يروحلهم حالا.. مش عارف اتواصل غير مع المقدم ياسر وده في مبني تاني غير المبني اللي اتفجر وهو ميعرفش ايه الوضع هناك.. الدعم يكون عنهم في اسرع وقت انا مش عايز اخسر واحد فيهم ياحسين..

انهي اللواء حديثه ثم نظر لفارس الذي يتابع حديثه بصدمه
ابتلع فارس ريقه بصعوبه وقال : ايه اللي حصل يافندم
اللواء وهو يضع وجهه بسن يديه: محدش عارف حاجه لسه يافارس.. كل اللي نعرفه ان حصل هجوم ارهابي علي رجالتنا وحاليا في اشتباك بين الرجاله والارهابيبن.. الدعم رايحلهم وان شاءالله خير

فارس ببطء: مفيش اخبار عن ادم
هز اللواء رأسه وقال: لا محدش يعرف حاجه عنه ولا عن الرجاله اللي في المبني اللي هو فيه كل اللي عرفته ان المبني متدمر بعد ما ******* دول فجروه
لم يتحمل فارس الوقوف والصمت طويلا فخرج بسرعه من المكتب ولم يهتم لنداءت اللواء عبدالله له
ركب سيارته وقادها متوجها الي شمال سيناء فهو علي علم بمكان الموجود به ادم بالتحديد فقد اخبره ادم بالمكان ذات مره ..

وبعد مرور نصف ساعه
كان فارس يقود سيارته بسرعه عاليه وهو خائف وبشده من فقدان صديقه
امسك هاتفه وقام بالاتصال باحد الارقام وبعد ثواني قال فارس: الو ايوه ياقُصي
قُصي: ازيك يافارس عامل ايه
فارس وهو ينظر الي الطريق امامه بتركيز: الحمدلله.. قُصي انت فين

قُصي ياستغراب: في الشارع كنت بجيب شويه حاجات.. خير يافارس في حاجه
فارس: كنت عايز اطلب منك تروح لليان
قُصي بقلق: ليان.. مالها ليان حصلها حاجه

تنهد فارس وقال: ليان كويسه انا بس مسافر حالا ومقولتش لحد حتي هي ومش عارف هرجع امتي.. عايزك تروح تقعد معاها وتاخد بالك منها عشان لو تعبت في اي لحظه
قُصي بقلق اكبر: في ايه يافارس.. ايه اللي حصل
تنهد فارس وقال بألم وحزن: انا مسافر لادم في العريش.. حصل هجوم ارهابي عليهم هناك وفجروا المبني اللي فيه ادم وانا مش عارف هو فين دلوقتي ولا فيه ايه

قُصي بصدمه: ايه!! .. انت بتقول ايه يافارس؟!
فارس بحزن شديد: زي ما قولتلك كده.. اهم حاجه ياقُصي متقولش حاجه لاي حد.. انا شويه وهوصل واعرف الاوضاع واطنمك وان شاءالله ادم يطلع بخير
قُصي بحزن: ان شاءالله يافارس.. ابقي طمني بالله عليك.. وانا هروح لليان دلوقتي
فارس: متقولهاش حاجه ليان مش هنستحمل
قُصي: متشلش هم انا هتصرف اهم حاجه انت بس خلي بالك واول ما تعرف حاجه عرفني
فارس: حاضر
اغلق فارس مع قُصي وقال بعدها والدموع تترقرق في عينيه: ياتري انت عامل ايه ياادم.. يارتني ما كنت اعتذرت عن العمليه دي وطلعتها معاك ياارتني..

وبشمال سيناء تحديدا العريش
وصل احد العساكر الي المبني المنهار تماما ليتفقد الوضع فيه ووضع الظباط والعساكر
وفي اثناء وهو يحمي نفسه من طلقات الرصاص المنتشرة بكثره من حولها

وجد امامه قائده ادم وهو ملقي علي الارض وفوقه الكثير من الحجاره الكبيره الناتجه من انفجار المبني
وصل اليه بصعوبة وجلس علي قدمه امامه وقال: قائد ياقائد انت سامعني
لم يجد رد منه فبدأ العسكري ابعاد تلك الحجاره عن جسده

وجد صعوبه في انتشال الحجاره عنه لكبر حجمها وثقلها ئبعد محاولات عده استطاع في ان يبعد كل الحجاره عن جسد ادم
حاول ايقاظه مره اخري ولكن لم يستجيب له ادم
وعندما لاحظ جسد احد العساكر علي بُعد مسافه منه ترك ادم وتوجه نحوه ليحاول انقاذ ذلك العكسري
استجاب له العسكري سريعا ولم يصيب باضرار بالغه بسبب الانفجار

حرك ادم اصابعه بحركه خفيفه ومن ثم بدأ يفتح عينيه ببطء وهو يشعر بالالم في جميع انحاء جسده
اقترب منه العسكريان عندما لاحظوا افاقته وقال احدهم: ادم باشا انت سامعني
تذكر ادم ما حدث وعندما سمع صوت طلقات الرصاص
حاول القيام بصعوبه قائلا : سلاحي سلاحي فين
جذب العسكري احد الاسحله القريبه منهم فاخده ادم منه وقال بنبره قويه غير عائبا بالالم جسده: ايه الوضع بره ياسعد

اخبره سعد بالوضع وعندما انتهي اخبرهم ادم بمهمه كل شخص منهم فذهب الاثنان لتنفيذها وتحرك هو الاخر من مكانه ووصل الي مكان اخر يستطيع فيه رؤيه العناصر الارهابيه بوضوح ليطلق الرصاص بحريه اكثر
اختبأ خلف حجازه كبيره واسند سلاحه امامه وقال: بسم الله
وبدأ بعدها يطلق الرصاص بمهاره عاليه
واسقط الارهابيون واحدا تلو الاخر..

وبعد مرور عده ساعات..
في فيلا مازن
بدأ مفعول المهدأ التي اخذته كارما يزول
ففتحت كارما عينيها ببطء ووجدت والدها يجلس علي طرف ويحيي علي الطرف الاخر

عقدت حاجبيبها بعدم فهم ومن ثم بدأت بعض الذكريات تهاجمها
وبعد مرور دقائق نهضت من علي الفراش بفزع وقالت بخوف وفزع: ادم.. ادم فين
نظرت لوالدها وقالت ببكاء: بابا ادم كويس مش كده.. ادم مش هيسبني مش كده يابابا مش كده

مازن وهو يربت علي ظهرها يحنان: ان شاءالله هيكون كويس ياحبيبتي ومش هيحصله حاجه
كارما ببكاء وهي تضع علي رأسها علي صدره باستسلام: انا مش هقدر استحمل انه يسبني يابابا مش هقدر
تنهد مازن بصوت عالي ثم مال وقبل اعلي رأسها بحزن وهو يدعي داخله ان يعود ادم اليهم سالما دون ان يصيبه اي مكروه..

عوده لشمال سيناء
ظل تبادل اطلاق النار مستمر وبدأت العناصر الإرهابية تنسحب واحدا تلو الاخر خاصه بعد حضور قوات الدعم وزياده قوتهم اضعاف

لاحظ الارهابيون ما يقوم ادم بفعله وانه اسقط العديد منهم
فتقدم واحدا منهم والقي نحوه قنبله يدويه
وعندما رائ ادم القنبله علي بُعد مسافه صغيره منه ركض بسرعه مبتعدا عن القنبله
ولكن للاسف تأثر بها عند انفجارها ومن شده الانفجار ارتطام ارضا بقوه شديده وعندها لم يشعر بنفسه الا وهو يفقد الوعي..

وبعد مرور ساعه اخري
بدأ الوضع يستقر بعد معركه كبيره دارت ما بين الطرفين
حضر فارس في تلك اللحظه ولاحظ وجود سيارات الاسعاف لنقل الجرحي والشهداء
اتجه فارس الي اقرب ظابط امامه وقال بتساؤل: فين المقدم ادم العامري
نظر الظابط حوله وقال: مش عارف
نظر فارس امامه ووجد المسعفين يخرجون من من المبني المنهار وهم يحملون ادم الذي مازال فاقدا للوعي علي ما يسمي (التروالي)

فاتجه نحوهم بخطوات سريعه اشبه للركض وقال بقلق شديد وهو يسير معهم: هو ماله
رد عليه احد المسعفين وقال: فاقد للوعي وواضح انه جسمه اتضرر جامد بسبب الانفجار ده.. وعلي العموم هيروح المستشفي وهناك هيقولوا فيه ايه بالظبط
اومأ فارس رأسه بقلق ثم اتجه بعدها لسيارته وسار خلف سياره الاسعاف ليلحق باادم ويكون بجانبه..

وبعد مرور حوالي نصف ساعه
خرج الطبيب من غرفه الكشف فاتجه الي فارس وقال: طمني يادكتور ايه الاخبار
الطبيب: جسمه متضرر جدا من الحادثه وفي كدمات كتيره في ضهره وصدره.. بس الحمدلله انه مفيش نزيف داخلي او كسور

زفر فارس بارتياح وقال: هيفوق امتي وهنقدر نمشي من هنا امتي يادكتور
الطبيب: هو فايق جوه وتقدروا تمشوا بعد ما يخلص المحلول اللي متعلقله.. وابقي عدي علي مكتبي عشان اقولك علي العلاج اللازم ليه
اومأ فارس رأسه وبعد رحيل الطبيب دلف لغرفه ادم ووجده يجلس علي الفراش فاتجه نحوه وجلس امامه علي الفراش وقاال بهدوء: حمدلله علي السلامه ياادم

اومأ ادم رأسه وقال: الله يسلمك
ثم تابع بتساؤل وضيق: متعرفش كام واحد استشهد من رجالتنا
فارس: معرفتش تفاصيل..
ادم بضيق: تمام.. معلش ناديلي حد من الممرضات يجي يشيل البتاعه دي خليني امشي
توسعت عينيه بتذكر وقال: كاررما..
نظر لفارس وقال بسرعه: معاك تليفون؟!
فارس بأسف: لا للاسف فصل شحن مني

زفر اذم بضيق شذيد وقال: طيب شوفلي حد من الممرضات يافارس
فارس: طيب ما تستني لما المحلول يخلص
ادم بنفاذ صبر: لا لازم امشي دلوقتي.. اكيد الدنيا مقلوبه عليا وانا حتي مش معايا تليفون اطمنهم عليا
تنهد وقال: يارب امي بس متكونش عرفت حاجه

فارس: متقلقش محدش عارف حاجه غير مراتك واهلها بس وقُصي عشان راح يقعد مع ليان
اومأ ادم رأسه وقال: ماشي.. قوم بقا شوفلي ممرضه
فارس وهو ينهض: حاضر..

وبعد مرورو ساعات اخري
توجهت رهف بخطوات بطيئه حزينه نحو الباب عندما سمعت صوت الجرس
فتحت الباب وبمجرد ما ان رأت الطارق حتي توسعت عينيها بصدمه وسعاده وقالت بعدم تصديق والدموع تنهمر علي وجهها: ادم؟!
انهت كلمتها ثم اقتريت منه واحنتضه وقالت ببكاء: حبيبي ياادم وجعت قلبنا عليك

حرك ادم يده بصعوبة وبادلها العناق وهو يقول بتنهيده: اهدي ياعمتي انا كويس
خرجت رهف من احضانه وقالت بلهفه شديده: كارما هتتجنن عليك ومنهاره فوق من العياط تعالي ادخل بسرعه

جذبته من يده بسرعه ودلفت الي الداخل وقالت بصوت عالي فرح ممزوج ببكاء: كااارما اادم جه ياكارما.. ادم عايش ياحبيبتي
لحظات ورأى ادم كارما تقف علي بدايه الدرج تنظر له باعين حمراء من شده البكاء
نزلت كارما علي الدرج بسرعه شديده حتي ان ادم خاف عليها من ان تسقط علي الدرج

لم تمر ثواني واحضتنت كاارما ادم بكل قوتها وظلت تبكي بعنف
ضمها ادم اليه اكثر واغمض عينيه بحزن علي توصلت اليه كارما
قالت كارما من بين بكاءها العنيف: ادم انت عايش صح.. انا مش بحلم مش كده.. رد عليا ياادم رد عشان خاطري

ادم: هششش اهدي ياكارما انا عايش ياحبيبتي عايش
كارما ببكاء شديد وهي تدفن رأسها في عنقه: حرام عليك اللي عملته فيا ده.. حراام
ادم بهمس: انا اسف

ابتعدت كارما عنه بفزع وقالت وهي تمسك وجهه بين يدها وتتفحصه بخوف شديد: هو هو كان ف انفجار صح.. عشان كده الكدمات دي موجوده
وضعت يدها علي صدره فانكمشت ملامح ادم بالم وعندما رأت كارما ذلك قالت ببكاء: انا اسفه.. انت متصاب جامد مش كده؟!
يلا يلا نروح لدكتور طيب

تنهد ادم ثم جذبها برفق لاحضانه وقال بهدوء: انا كويس ممكن تهدي..
نظر ادم لمازن الذي قال: ايه ياادم اللي حصل.. احنا كنا بنموت من كتر خوفنا وقلقنا عليك
ادم بأسف: بعتذر عن القلق اللي سببته ليكم بس مكنش فيه فرصه اني ارن عليكم اطمنكم عليا
مازن: متقولش كده يااادم انت ابني.. وحمدلله علي سلامتك ياادم اهم حاجه انك رجعلتنا تاني بالسلامه
يحيي: حمدالله علي السلامه ياادم.. ربنا يحميك ويحفظك

اومأ ادم برأسه وقال: الله يسلمكم
يحيي: تعالي ياادم نطلع فوق واشوف الجروح اللي عندك دي
كارما بلهفة شديده ودموع: ااه اه تعالي ياادم
ادم بنبره لينه: انا روحت المستشفي في العريش وهما عالجوني هناك..
اغمض ادم عينيه بندم فقد نسي تماما كذبته علي كارما

تحدثت رهف قائله بتساؤل: عريش ايه ياادم كارما قالتلنا انك سافرت الغردقه
قالت كارما بخفوت والدموع في عينيها: انت كنت بتكذب عليا ياادم.. قولتلي انك في الغردقه وانت في العريش؟!

ادم بهدوء: ممكن تطلعي تغيري لبسك ونبقي نتكلم في البيت
كانت كارما علي وشك الاعتراض ولكن قاطعها مازن الذي قال: يلا ياكارما اسمعي كلام جوزك واطلعي غيري وروحي معاه ولاحظي انه تعبان وعايز يرتاح
نظرت كارما لملامح وجهه ادم المرهقه وقالت بطاعه: حاضر..

صعدت كارما لاعلي
وبعد صعودها قال مازن لرهف: اعملي كوبايه عصير لادم يارهف.. ولا اقولك جهزيله اكل
رهف بلهفه: حاضر ثواني والاكل يكون جاهز
ادم: لا ياعمتي متعمليش حاجه انا مش جعان
رهف: بس
ادم بابتسامة خفيفه: مش جعان والله.. اكيد لو جعان مش هتكسف اقول يعني

رهف: طيب اقعد وانا هروح اعملك عصير
ثم تابعت بسرعه: ومتقولش لا
ادم بتنهيده: ماشي ياعمتي اللي يريحك

اتجهت رهف للمطبخ وجلس ادم علي الاريكه خلفه بتعب وجلس مازن جانبه اما يحيي فجلس علي الاريكه التي امامه
تحدث مازن وقال: ايه اللي حصل ياادم
ادم بهدوء: حصل هجوم ارهابي علي المنطقه اللي قاعدين فيها..
مازن: وهو فعلا كان في انفجار
اومأ ادم رأسه وقال: فجروا عربيه في المبني اللي كنا فيه.. والكدمات اللي فيا دي بسببه

مازن وهو يربت علي قدمه بخفه: الحمدلله انها جات لحد كده ياحبيبي
ادم بتنهيده: الحمدلله
تحدث يحيي وقال: حد مات من رجالتكم
ادم بأسف: استشهد 10 مننا.. ولاد***** كانوا جاين وعاملين احتياطتهم.. بس الحمدلله الرجاله قدرت تسيطر علي الوضع في الاخر
يحيي: ربنا يرحمهم ويصبر اهلهم
ادم: يارب

جاءت رهف وهي تحمل كوب العصير فاخده ادم منها وشكرها
وبعد دقائق نزلت كارما بملامح وجه حزينه وهي تحمل الحقيبه فنهض ادم واتجه نحوها حاملا بدلا منها الحقيبه وقال وهو ينظر لهم: نستأذن احنا بقا
رهف: ماشي ياحبيبي.. خلي بالك من نفسك ياادم وخد علاجك ياحبيبي وحمدالله علي سلامتك مره تانيه
اومأ ادم رأسه مره اخري ثم قال لكارما: يلا
كارما: يلا.. بس هات امسك انا الشنطه انت تعبان
ادم بهدوء: انا كويس.. اتفضلي يلا

وبعد مرور حوالي ربع ساعه
دلف ادم للشقه خلف ادم وهو يحمل الحقيبه
وضعها جانبا ثم توجه بعدها الي غرفته دون حديث
ذهبت كارما خلفه ووجدته يقف امام الخزانه
واخرج ملابس بيتيه له
تحدثت كارما وقالت: انت هتاخد شاور؟!
اومأ ادم رأسه ايجابا ثم توجه بعدها للمرحاض

وبعد مرور دقائق
خرج ادم من المرحاض وقد ظهرت علي وجهه ملامح الارهاق والالم
نهضت كارما من علي الفراش واقتربت منه وقالت بخوف: انت كويس ياادم
ابتسم ادم ابتسامه مرهقه وهو يومأ رأسه ايجابا
وعندما وجدته كارما يتحه نحو الفراش قالت: ايه ده انت هتنام.. مش المفروض في علاج تاخده واكيد الكدمات دي ليها مرهم

ادم وهو يجلس علي الفراش: روشته العلاج مع فارس ونسيت اجيبها منه.. بكره ان شاءالله ابقا اخدها منه واجيب العلاج
جلست كارما امامه وقالت: بس ياحبيبي انت كده هتتعب جامد ومش هتعرف حتي تنام... انا ممكن اقولك علي نوع مسكن وبعد مااشوف الكدمات اللي عندك اشوف مرهم مناسب وممكن تبعت عمو البواب يجيبلك العلاج ده مم الصيدلية .. متقلقش انا خريجه صيدله لو ناسي وعارفه هكتبلك ايه

ادم: انا معنديش اي مشكله وواثق فيكي وفي شطارتك.. الفكره كلها هتقدري تتحملي تشوفي الكدمات دي ولا هتعيطي
ابتعلت كارما ريقها بصعوبه وقالت: لالا مش هعيط
ادم بهدوء: ماشي ياكاارما
قام ادم وبحذر شديد بخلع تشيرته
وضعت كارما علي شفتيها من الصدمه فهي لم تتخيل انها ستري كل تلك الكدمات
قال ادم بهدوء: كارما احنا قولنا ايه
اومأت كارما رأسه وقالت بثبات مصطنع: انا معملتش حاجه
لم يتحدث ادم فبدأت كارما تنظر للكدمات بتمعنن وهي حزينه بشده علي اصابه

طلبت منه ان يتلفتت لترا ظهره فوجدت ان حاله ظهره اصعب بكثير وتوجد كدمات اكثر واصعب
لم تتحمل كارما كثيرا وقالت وهي تحاول التماسك وعدم البكاء: خلاص شوفتهم.. البس عشان متاخدش برد
ارتدي ادم تيشيرته وهو ينظر لها بهدوء فهو يعلم انها تمنع نفسها من البكاء بصعوبه وليهون عليها قال: طب ايه مش هتكتبي العلاج
كارما وهي تنهض من علي الفراش بسرعه: حاضر هكتبه في ورقه

وبعد مرور ربع ساعه
كان ادم يغلق باب الشقه بعدما شكر البواب علي ذهابه وشرائه للعلاج
دلف للغرفة فاتجهت كارما نحوه وقالت وهي تاخد منه العلاج: البرشام ده هتاخده دلوقتي عشان يسكن الالم.. ولو هتنام دلوقتي يبقي ندهن الكدمات دي دلوقتي بالمرهم

ادم بهدوء: اه هنام دلوقتي
كارما: طيب خد البرشامه واقعد وانا هدهنلك
اومأ ادم رأسه ثم توجه للفراش وبعدما اخذ العلاج
نزع تيشيرته مره اخري ونظر لكارما ااتي تنظر له بتردد وارتباك فقال: لو مش هتقدري تدهني مش مشكله

كارما بنفي: لالا هقدر
اقتربت منه وبدأت وبرفق شديد تضع المرهم علي الكدمات وتحرك يدها بحركات دائريه ببطء وخفه شديده حتي لاتؤلمه
وكانت كل فتره تنظر لملامح وجهه وتري ان كان يتألم بسببها ام لا
ولكن كل مره تنظر له تجد ملامح وجهه ساكنه

جائت عند اكبر كدمه واصعبهم وبمحرد ما وضعت يدها عليه انكمشت ملامح وجهه ادم بألم
فابعدت يدها بسرعه وقالت بأسف: وجعتك.. انا اسفه والله مش قصدي اس
قاطعها ادم وقال برفق: كارما كملي انا كويس.. متبصليش وانتي بتعملي اتفقنا
ابتلعت كارما ريقها بتوتر واومأت رأسه ثم تابعت ماتفعله برفق وخفه

وفعلت كذلك مع ظهره ولكن سمعت تأوهات ادم الخافته عندما اقتربت من اخر كدمه فقال والدموع في عينيها: اسفه مش قصدي اوجعك
تحدث ادم بنبره جافه تلك المره بسبب الالم تلك الكدمات التي اصبحت لا تحتمل: كارما كملي بقا خلينا نخلص من الليله دي

حزنت كارما من نبرته الجافه وقالت بصوت باكي: حاضر
انهت كارما دهان اخر كدمه ثم ابتعدت عنه وقالت بصوت خافت: خلصت..
اومأ ادم رأسه ثم نهض من علي الفراش وظل يسير في الغرفه ذهابا وايابا وهو يشعر بألمه تتزايد اكثر واكثر

نظر الي كارما التي تتابعه باعين دامعه ولا يعلم لما تحدث معها بنبره منفعله قائلا: مش هتقومي تغسلي ايدك مكان الزفت ده
ارتبكت كارما وخافت من هيدته وتحدثت قائله بخوف بريئ: ها.. حاضر قايمه اهو
توجهت كارما الي المرحاض بسرعه
وبعد دخولها زفر ادم بغضب وعنف بسبب انفعاله عليها وقال لنفسه: اهدي كده ياادم وبلاش تطلع غضبك عليها.. مش كفايه الحزن والتوتر اللي عيشتها فيها من شويه

خرجت كارما من المرحاض وظلت تنظر له بتوتر وخوف قليل
فقال ادة بنبره حاول جعلها لينه: نامي ياكارما انا عارف ان اليوم كان صعب عليكي
كارما بلهفه: وانت مش هتنام
ادم: شويه وهنام
كارما: وانا هنام معاك
تنهد ادم وتوجه للفراش وقال بهدوء: تعالي طيب.. خلاص هنام دلوقتي

اتجهت كارما نحوه وجلست علي طرف الفراش
ادم بهدوء: نامي ياكارما
تسطحت كارما علي الفراش ونامت علي جانبها وظلت تنظر له بترقب
اما ادم فحاول التسطح علي الفراش ولكن لم يستيطع بسبب كدمات ظهره ولاحظت كارما ذلك فقال ببراءه: ممكن تنام علي جنبك زي كده..

نفذ ادم فكرتها وشعر بالراحه الي حد ما
نظر ادم لها ثم مد يده وابعد خصلات شعرها خلف اذنها ثم قال بهدوء: متزعليش مني عشان اتعصبت عليكي من شويه.. انا بس اليوم مكنش سهل عليا

كارما بابتسامه صافيه: مش زعلانه.. ومش بعرف ازعل منك حتي او عملت ايه
ابتسم ادم بهدوء ثم وبحذر مد يده علي الوساده لتضع كارما رأسها عليها
نظرت كارما له بتردد وقالت: هوجعك كده

نفي ادم رأسه بابتسامه هادئه فوضعت كارما رأسه علي يده واقتربت منه وقالت بصوت خافت حزين: ادم هو ايه اللي حصل معاك
ادم بنبره متعبه: ادم مش قادر يتكلم ممكن نأجل كلامنا ده بعدين
اومأت كارما رأسه بطاعه فقبل ادم رأسه ثم اغمض عينيه وحاول الاسترخاء وكذلك كارما..

وفي اليوم التالي
قرر ادم الاتصال علي والده واخباره بما حدث حتي لا يعلم من احد غيره ويغضب منه
وبعد مرور ساعه من حديثه مع والده سمع صوت جرس الشقه فاتجه اليه وفتحه ووجد لُجين ووالدته ووالده امامه
اتجهت اليه حنين واحتضنته بخوف وبكاء وحاول ادم تهدأتها ولم تستجيب له وتتوقف عن البكاء الا بعد فتره طويله
وبعدها بنصف ساعه حضر جميع اخوته وظلوا جالسين معه ساعات

وبعد رحيلهم حاولت كارما معرفه ما حدث معه في العريش ولكن تهرب من سؤاله ولم يجاوب لانه يعلم ان قص عليها شئ لن تتحمل ستنهار في البكاء.. انا كارما فلم ترد كارما ان تضغط عليه اكثر حتي لا يعضب وينفعل عليها

مرت ايام اخري دون حدوث اي جديد الا ان ادة اصطحب كارما وتوجه بها الي القصر وقرر الجلوس هناك لمده عده ايام تنفيذا لرغبه حنين..
وقد بدأت كدمات ادم تتعافي بعد ان كان لا يتسطيع ان ينام الليالي من شده الالم

وفي احد الايام
في قصر قاسم
نزل ادم وكارما من علي الدرج وعندما وجدت كارما اخيها يجلس علي الاريكه يتطلع نحو هاتفهه
ركضت نحو وهي تقول بحماسه: يويو
رفع يحيي رأسه وابتسم عندما رأها وقال بحب وهو ينهض: قلب يويو
احضنته كارما بفرحه وهي تقوول: وحشتني اوي.. انت جيت امتي

يحيي وهو يبادلها العناق: وانتي اكتر ياكوكو.. جيت من شويه قولت اقعد معاكي شويه عشان وحشتيني وكمان عشان هخرج انا ولُجين شويه كده
ثم تابع حديثه وهو ينظر الي ادم الذي يتابع ما يحدث بصمت وقال: ازيك ياادم
ادم بهدوء: الحمدلله

جلس يحيي وجلست جانبه كارما ومازالت باحضانه
اما ادم جلس علي الاريكه امامهم وظل ينظر لهم بملامح جامده
حضرت حنين وهي تحمل في يدها كوب عصير ليحيي وقالت عندما رأت ادم وكارما: ايه ده انتو نزلتوا امتي

ادم بهدوء: لسه دلوقتي
وضعت حنين العصير امام يحيي وجلست بجانب ادم وقالت وهي تربت علي قدمه برفق: انت كويس ياادم في حاجه وجعاك
ادم بابتسامه وهو يضع يده علي يدها: انا كويس الحمدلله
حنين باطمئنان: الحمدلله ياحبيبي

مرت دقائق
وظل ادم يتابع بعينيه جلوس كارما في احضان يحيي واندماجهم في الحديث سويا
تململ في مكانه بضيق ثم نهض فجأه وتوجه للمطبخ وهو متوقع ذهاب كارما خلفه خاصه عندما لاحظت هي ملامح وجهه الحناقه

ظل في المطبخ لعده دقائق منتظر حضورها وعندما لم تأتي زفر بغضب: هي بتستهبل دي ولاايه
خرج من المطبخ وعندما وجدها علي نفس وضعها
صعد لغرفته بضيق وقد لاحظت حنين تصرفاته وابتسمت بخفه لانها تري ادم علي تلك الحاله لاول مره

نزلت لُجين في تلك اللحظه وعندما رأت يحيي ابتسمت باتساع واتجهت نحوه
وبعد تبادل التحيه بينهم وجلوس لُجين بجانب والدتها قالت بتساؤل: هو ابيه ماله
كارما باستغراب: ادم.. ماله؟!

هزت لُجين كتفيها بعدم معرفه وقالت: معرفش لما قابلته وانا نازله وشه كان باين عليه متضايق ورد عليا بالعافيه
كانت كارما علي وشك التحدث ولكن قاطعها صوت رنين هاتفهها
نظرت للمتصل وعندما وجدته ادم شعرت بالتوتر فجأه وقالت: ده ادم

حنين بابتسامه حانيه: اطلعي ياحبيبتي شوفيه عايز ايه وابقي انزلي تاني
اومأت كارما رأسه ثم نهضت وقالت وهي تنظر لاخيها: متميشيش يايحيي هطلع اشوف ادم عايز ايه وهنزل تاني
يحيي بابتسامه: انا قاعد ياحبيبتي
ابتسمت له كارما ثم توجهت بعدها للدرج صاعده لاعلي

فتحت باب الغرفه فوجدت ادم يقف في منتصفها وعندما رأها قال بغضب خفيف: اتاخرتي كده ليه؟! انا رنيت عليكي من بدري
كارما باستغراب: من بدري ايه ياادم.. ده انت مكملتش دقيقه واول ما انت رنيت انا طلعت علطول

زفر ادم بغضب ثم وابعد نظره عنها
فتابعت كارما حديثها قائله: انت كنت عايز ايه مني
ادم
ادم ببرود: جهزيلي لبس عشان خارج
استغربت كارما من طلبه فلاول مره يستعين بها لتجهيز ملابسه ولكن قالت: رايح فين ياادم
ادم بضيق: رايح مكان ما رايح

اقتربت كارما منه وقالت بحنان: مالك ياحبيبي ايه مضايقك انت كنت كويس من شويه
ادم بضيق: تصرفاتك اللي مضايقني ياكارما
كارما باندهاش: اناا.. وانا عملت ايه بس
ادم بنفس النبره: والله فيه ان من ساعه ما نزلنا ولقيتي اخوكي تحت وانتي نسياني خالص وقاعده في حضنه عماله تهززي وتضحكي معاه كأني هوا قاعد.. قومت ودخلت المطبخ علي اساس تيجي ورايا مجتيش.. طلعت الاوضه ومطلعتيش بردو الا لما رنيت عليكي..

كارما بعدم تصديق: ادم ده اخويا.. وبعدين يحيي انا مشفتوش من اسبوع وانا مش متعوده ابعد عنه كده.. ولما انت طلعت الاوضه قولت طالع تجيب التيلفون بتاعك او تعمل حاجه وهتنزل علي طول..
ادم بصرامه وغيره : نهايه الموضوع ياكارما المكان االي ابقي فيه تبقي انتي فيه.. وموضوع قعدتك في حضن يحيي ده من ساعه ما جه ميتكررش تاني ماشي ياكارما!!

كارما باعتراض: بس
ادم: مفيش بس اللي اقوله يتنفذ .. اتفضلي بقا جهزيلي اللبس عبال ما اخد شاور
انهي كلتمه ثم اتجه نحو الحرحاض تاركا كارما تنظر لاثره باندهاش وبعد رحيله قال بهمس: هو ماله.. معقول يكون بيغير عليا من يحيي
ضحكت بعدم تصديق ثم توجهت بعد للخزانه وبدأت تخرج ملابس مناسبه لادم وهي مازالت من تصرفاته الغريبه..

وبعد خروجه من المرحاض حاولت كارما تخفيف حده الجو واعتذرت منه وقررت ان تسايره واخبرته ان ما حدث لن يتكرر مجددا الا انها بداخلها ترفض تماما فكره عدم احتضناها لاخيها.. وقد استطاعت كارما ببراءتها وكلامتها الرقيقه ان تهدأ ادم الذي ابتسم وقال منهيًا الحديث: خلاص ياكارما مش زعلان..

وفي الاسفل
تركت حنين يحيي ولُجين وصعدت لاعلي لتقوم بمهاتفه ليان والاطمئنان عليها
وبعد صعودها نهض يحيي من مكانه وجلس بجانب لُجين ثم تحدث بهدوء وقال: وبعدين يالُجين
لُجين بعدم فهم: وبعدين ايه؟!
يحيي: هتفضلي تأجلي في الفرح لحد امتي.. باقيلك شهور علي الوضع ده وانا صبرت عليكي وقولت بلاش اضغط عليها واسيبها علي راحتها بس الموضوع زاد عن حده...مش لاقي مبرر للي انتي ببتعمليه ده.. علي ما اعتقد اننا خدنا علي بعض كفايه اوي وكل حاجه جاهزه مش ناقص غير موافقتك بس

ارتبكت لُجين وقالت: اصل اصل
قاطعها يحيي وقال بهدوء شديد: لُجين هو انتي مش بتحبيني
لُجين باستنكار: ايه اللي انت بتقوله ده يايحيي

يحيي: بقول اللي انا شايفه وحاسه.. مش شايف سبب للي انتي بتعمليه غير ده!!
لُجبن بخفوت: يحيي انت عارف كويس اوي اني بحبك وبحبك جدا كمان
يحيي بجديه: تمام اثبتيلي ده
نظرت له لُجين بعدم فهم فتابع حديثه قائلا: فرحنا الاسبوع الجاي يالُجين.. اظن كفايه تأجيل اوي لحد كده.. ولو انتي فعلا بتحبيني يبقا توافقي علي اللي قولته ده

ابتلعت لُجين ريقها بتوتر ونظرت ليحيي باستعطاف لعله يتراجع عن رأيه ولكن ظلت ملامح وجهه جامده مصممه علي رأيه
لُجين بنبره لينه: طيب مينفعش نخليه الشهر الجاي

هز يحيي رأسه نافيا وقال: الاسبوع الجاي يالُجين ومش هتراحع عن القرار ده الا اذا
لُجين بتساؤل: الا اذا ايه
يحيي: الا اذا قولتيلي سبب رفضك للموضوع ده..
تابع بعدها وهو ينظر لها بتمعنن: لُجين انتي خايفه مني؟!!

لُجين بسرعه وتوتر: لا طبعا هخاف ليه يعني
ثم تابعت بعدها بثبات زائف: خلاص يايحيي انا موافقه وفرحنا هيبقي الاسبوع الجاي
ابتسم يحيي ابتسامة خفيفه وقال: ماشي يالُجين هفاتح خالي في الموضوع وبعدين هبدأ في تربيات الفرح
اومأت لُجين رأسها بتردد وابتسمت توتر ولم تتحدث..

علم الجميع بخبر زواج لُجين ويحيي
وبدأت تحضيرات الفرح المعتاده
مرت الايام بسرعه حتي جاء اليوم المتتظر
اقُيم حفل الزفاف في قاعه من اكبر القاعات الموجوده بالاسكندريه وكانت لُجين كالاميره المتوجه بفتسانها الواسع وميكاجها الهادئ الجميل
وبالرغم من توترها وخوفها من تلك الليله الا انها استعمت بكل لحظه في الفرح

مرت ساعات الفرح وقد استمتع الجميع به
وبعد انتهاء الفرح توجه يحيي بلُجين الي الفيلا بعدما خصص لهم جناح مخصوص بالفيلا
دخلت لُجين الجناح الخاص بهم وخلفها يحيي
توففت في منتصف الغرفه ونظرت ارضا وظلت تفرك في يدها بتوتر
اقترب منها يحيي وقال بابتسامة وهو يحاول تقليل توترها:انتي مش متخيله انا فرحان ازاي انك خلاص بقيتي معايا وفي بيتي

ابتسمت لُجين بتوتر ولم تعلق فتابع يحيي حديثه قائلا: مقولتليش ايه رايك في الجناح
نظر لُجين حولها ثم قالت وهي تعاود النظر ارضا: ااه جميل
اقترب يحيي منها وقال بمرح وهو يمد يده ليقرص خدها: مش متعود انا علي خجلك ده يالوجي.. انا عايز لُجين الشرسه العنيده اللي مطلعه عيني
ابتعدت لُجين عنه بتوتر فقال يحيي ياستغراب: يابنتي مالك متوتره كده ليه اهدي انا مش هاكلك والله

تنحنحت لُجين وقالت بتوتر: انا انا بس عايزه ااغير الفتسان ده عشان تقيل ونفسي مكتوم بسببه
يحيي: تمام ياحبيبتي انا هدخل اوضه اللبس اغير جوه وانتي غيري هنا براحتك ولما تخلصي نادي عليا
اومأت لُجين رأسها بسرعه
فرحل بحيي من امامها وتوجه لغرفه الملابس
وبعد اختفاؤه من امامها شرعت لُجين في تغير فستانها بسرعه شديده خوفا من ان يدخل يحيي في اي وقت

وبالفعل غيرت فستانها في وقت قياسي وارتدت فستانها الحريري القصير ولكن غطته بروبها فلم يظهر منها شئ
اخذت نفسي عميق ثم نادت بعدها علي يحيي بصوت ليس بعالي ولكن سمعه يحيي

توجه يحيي نحوها وقال باعجاب وهو يتفحصها: ده ايه الحلاوه دي كلها
اقترب منها اكثر وقال بصوت هامس: زي القمر يالوجي
انهي كلامه وامسك خصله من شعرها بين اصابعه
فقالت لُجين بتوتر وخوف: يحيي ابعد

اقترب يحيي منها اكثر وقال بحب وهو يمرر يده علي خدها برفق: اهدي ياحبيبتي اهدي خالص
لاحظت لُجين اقتربه الشديد منها فخافت اكثر وبكت قائله: لالا ابعد عني ابعد
ابتعد يحيي في الحال وقال بقلق من هيئتها: لُجين انتي بتعيطي.. انا اسف مش قصدي اخوفك والله انا اسف
اقترب منها واحتضنها فقالت لُجين ببكاء وهي تدفن رأسها في صدره: مش هقدر مش هقدر ارجوك بلاش ارجوك

تنهد يحيي وزاد من ضمها اليه وقال بنبره حنونه: خلاص يالُجبن اهدي ياحبيبتي.. مش هقربلك خالص اهدي
لُجين بصوت باكي متعب: انا انا تعبانه وعايزه انام
تحرك يحيي بها الي الفراش وقال وهو يساعدها علي التسطح: نامي ياحبيبتي
مد يده ومسح دموعها وقال: بطلي عياط بقا عشان خاطري

لُجين بصوت باكي: انا اسفه والله اسفه.. بس مش هقدر.. انا خايفه
جلس يحيي جانبها وقربها منه بحذر وقال: هششش اهدي.. انا مش زعلان والله.. انا اهم حاجه عندي راحتك.. يلا غمضي عينك ياحبيبتي ونامي

اغمضت لُجين عينيها بتعب والدموع مازالت تنهمر علي وجهها
سمع يحيي همسها الباكي تقول: متزعلش يايحيي انا اسفه اسفه
تنهد يحيي وقال بصوت هامس حزين: شكلي مشواري معاكي طويل يالُجين.. بس انا هفضل وراكي وجانبك لحد ما اقضي علي خوفك ده..

وبعد مرور شهر
وفي احد الايام
عاد ادم من عمله مبكرا هذا اليوم
دلف من باب الشقه وعندما لم يجد كارما تجلس في الصاله توجه الي غرفته بخطوات هادئه
وقبل دخوله للغرفه رأي كارما تجلس علي الفراش وتضع الهاتف علي اذنيها وتتحدث بصوت لم يسمعه جيدا

لم يعير الامر انتباه ودلف للغرفه ولكن شعر بالاستغراب الشديد عندما انتفضت كارما مكانها وابعدت الهاتف عن اذنها وقالت بتوتر : ادم خضتني
ادم باستغراب: معقول محستيش بيا.. وبعدين انتي كنتي بتكلمي مين
كارما بتوتر: ها.. ده ده يحيي كنت بكلمه عادي
اومأ ادم رأسه بهدوء وظلت ينظر لها بتمعنن
توترت كارما من نظراته ولتهرب منه قالت: غير هدومك عبال ما اجهزلك الغدا اكيد جعان

انهت كلامه ثم جاءت لتمر من جانبه اوقفها صوت ادم يقول: متأكده انه يحيي ياكارما
هزت كارما رأسها ايجابا بسرعه وقال: ااه صدقني يايحيي.. وانا هكدب ليه يعني
ادم بهدوء شديد: فعلا هتتكدبي ليه.. انتي عارفه اننا متفقين سوا ان اكتر حاجه بكرها في حياتي هي الكدب.. فاكيد مش هتكدبي عليا في حاجه عشان مضايقيش منك مش كده

كارما بسرعه وابتسامه متوتره: اكيد طبعا ياادم.. وانا كمان اصلا مش بحب الكدب
اومأ ادم رأسه وقال: تمام روحي حضريلي الاكل عبال ما اغير هدومي
كارما بطاعه: حاضر

خرجت كارما من الغرفه
وبعد خروجها نظر ادم الي اثرها وقال في نفسه: ياتري بتعملي ايه من ورايا ياكارما.. يلا ما هو انا لو معرفتش انهارده هعرف بكره اكيد
انهي كلامه ثم توجه الي المرحاض وعقله مشغول بكارما وتصرفاتها..

وفي المساء
في شقه فارس.
وضعت ليان يدها علي قليها واغمضت عينيها بألم شديد بسبب تلك النغزات التي تصبيها وتزداد بمرور الوقت
نظرت جانبها نحو فارس النائم
ثم بهدوء وخفه شديده حاولت القيام من جانبه فهي لا تريد ازعاجه يكفي انه لا ينام الا ساعات قليله تلك الايام

خرجت من الغرفه بهدوء وهي مازالت تشعر بتلك النغزات
خرجت للصاله ووقفت في متتصفها ووضعت يدها علي قلبها وتأوهت بخفوت عندما اصابتها نغزه قويه
نزلت دموعها بصمت وحاولت كتم تأوهاته بوضع يدها علي فمها حتي لا يسمعها فارس
بدأت تشعر بضيق في نفسها فاغضمت عينيها وقالت بخفوت وهي تحاول تنظيم انفاسها والدموع تنهمر علي وجهها: اهدي ياليان اهدي..

شعرت بيد توضع علي كتفها فالتفتت بخضه ووجدت فارس ينظر لها يحزن شديد وألم بسبب رؤيته لها بتلك الحاله
ابتسمت ليان من بين دموعها وقالت بصوت هامس متقطع: متقلقش هبقا كويسه..
اقترب فارس منها اكثر وضمها اليه بخوف وحزن شديد وبادلته ليان العناق
تحدث فارس بهمس حزين وقال: ليه ياليان وصلتينا للمرحلة دي.. ليه

انهي حديثه وضمها اكثر اليه وقد نزلت بعض الدموع من عينيه
وبعد فتره سمع تأوهاتها الخافته ف ابتعد عنها بسرعه وقال والدموع مازالت في عينيه: انتي ايه اللي واجعك
ليان بألم: مش عارفه اخد نفسي كويس.. وو وقلبي وجعني

ابتلع فارس ريقه بصعوبة ثم حلمها بين يديه واتجه بها الي غرفتهم
وضعها علي طرف الفراش برفق وتحرك بعدها بسرعه ليحضر لها علاجها
وبعدما اخذت علاجها جلس امامها علي الفراش وامسك يدها وقال: ان شاءالله العلاج ده هيخليكي تهدي.. حاولي انتي تغمضي عينيك وترتاحي

اومأت ليان رأسها بابتسامه باهته ثم اغمضت عينيها بتعب
راقبها فارس باعين دامعه ثم قال بداخله: يارب متحرمنيش منها دي الحاجه الوحيده اللي مش هقدر استحملها يارب
فتحت ليان عينيها وقالت: تعالي نام جنبي
استجاب لها فارس وتسطح جانبها
وضعت ليان رأسها علي صدره واغمضت عينيها براحه
ولكن عادت فتحهما من جديد عندما سمعت فارس يهمس وهو يمرر يده علي شعرها: عمي قاسم وطنط اتصلوا عليا امبارح وقالولي انك تروحي القصر الايام دي عشان طنط تاخدها بالها منك طول الوقت.. عشان انا طول النهار في شغلي وبعيد عنك

نظرت له ليان وقالت: وانت هتيجي تقعد معايا مش كده
فارس: مش بعرف انام غير في الشقه.. بس هعدي عليكي كل يوم بعد الشغل وهرجع الشقه علي النوم بس وهصحي الصبح اعدي عليكي قبل ما اروح الشغل
ليان برفض: لا لا كده مش هينفع.. اصلا المسافه ما بين الشقه هنا والقصر بعيده والشغل بعيد عن الاتنين.. لالا كده انت هتتعب اوي.. خليني هنا في شقتي وخلاص

فارس برفق: لازم تروحي ياليان انا كده هبقي مطمن عليكي اكتر.. ومفيش تعب ولا حاجه وبعدين انتي فداكي حياتي كلها
ليان بدموع: بس انا مش هعرف انام وانت مش جنبي
ضمها فارس وقال بتنيهده حزينه متألمه: ربنا يهون علينا الفتره دي ياليان.
ليان بحزن: هو انا هروح عند بابا امتي
فارس: بعد بكره بعد ما نطلع من عند الدكتور هنروح القصر
اومأت ليان رأسها فتابع فارس قائلا بقلق: لسه قلبك واجعك ومش عارفه تاخدي نفسك

ليان بنفي: لا الحمدلله العلاج اللي خدنه حاب نتيجه
فارس براحه: الحمدلله.. يلا نامي بقا
ليان وهي تغمض عينيها: وانت كمان نام يافارس.. انا والله بقيت كويسه
فارس بهمس: حاضر..

وبعد مرور ثلاثه ايام
دلفت كارما من باب الشقه وهي تتحدث في الهاتف قائله: خلاص تمام اتفقنا يااحمد.. وعلي معادنا كمان يومين
واثناء مرورها في الصاله شهقت بفزع عندما وجدت ادم يجلس علي الاريكه وملامح وجهه بارده وقاسيه في نفس الوقت

قالت كارما بتلعثم وخوف من هيئته: ادم.. يعني جيت بدري.. قصدي ااا
رجعت خطوتان للخلف عندما اقترب ادم منها وتابعت حديثها قائله: اادم في في ايه
منعها ادم عن الرجوع للخلف عندما جذبها من ذراعها بقسوه وقال وهو يضغط علي اسنانه بعنف: كنتي فين!! ومين ده اللي كنتي بتكلميه
كارما بخوف وقد ترقرقت الدموع في عينيها: ايدي ياادم..

زاد ادم من ضغطه عليه وتحدث بغضب شديد: ردي عليا يااكارما كنتي فين وازاي تخرجي من غيري اذني
..بتعملي ايه من ورايا يااكارما
كارما ببكاء شديد: مش بعمل حاجه... سيب ايدي حرام عليك..

وبالفعل ترك ادم يدها فوضعت كارما يدها الاخري عليها وظلت تبكي بألم تحول الي صرخات عندما جذبها ادم من حجابها وقال بقسوه شديده لاول مره تراااه: انطقي ياكارما عشان مخليش يومك اسود انهارده..
ثم تابع بغضب شديد وصوت عالي: انتي بتستغفليني ياكارما؟؟!
كارما ببكاء شديد وهي تحاول ابعاد يده عنها:ااه ابعد ايدك ياادم.. انت اتجننت؟!
تحول ادم فعليا ولم يدرك ما يفعله في تلك الصغيره
فجأه رائ نسرين امامه وشريط ذكرياته معاها وخيانتها لوالده تمر امام اعينه..

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة