قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية حطمت أسوار قلبي الجزء الثاني للكاتبة بسملة حسن الفصل الثالث والأربعون

رواية حطمت أسوار قلبي الجزء الثاني بقلم بسملة حسن

رواية حطمت أسوار قلبي الجزء الثاني للكاتبة بسملة حسن الفصل الثالث والأربعون

كان ادم يقود سيارته وهو لا يعلم الي اين يذهب
ظل علي هذا الوضع قرابه النصف ساعه
وبعد مرور نصف ساعه
توقف بسيارته في احد الاماكن المطله علي البحر والتي تبعث الهدوء والطمأنينه في النفس
نزل من سيارته وسار نحو احد المقاعد وجلس عليه ثم ظل ينظر امامه بشرود
اعاد رأسه للخلف وتنهد بثقل ثم اغمض عينيه وتذكر ما حدث منذ ساعة

فلاش باااك
جذبها ادم من حجابها وقال بقسوه شديده لاول مره تراااه: انطقي ياكارما عشان مخليش يومك اسود انهارده..
ثم تابع بغضب شديد وصوت عالي: انتي بتستغفليني ياكارما؟؟!
كارما ببكاء شديد وهي تحاول ابعاد يده عنها:ااه ابعد ايدك ياادم.. انت اتجننت؟!

ادم بصوت عالي وهو يزيد من قبضته علي شعرها: انا هوريكي الجنان اللي بجد ان متكلمتيش ياكارما.. انطقي كنتي فين
كارما بهشقات وبكاء شديد: حا حاضر هقولك كنت فين بس سيب شعري عشان خاطري
ابعد ادم يده عنها وقال بغضب شديد: انطقي.. ثم تابع بتحذير: بس اقسم بالله ياكارما اقسم بالله لو كدبتي في كلمه لهوريكي وش مش هتتمني انك تشوفيه ابدا..

وبسبب بكاء كارما الشديد لم تستطيع التحدث وذلك اغضب ادم اكثر واكثر فقال بقسوه: انا ماسك نفسي عنك بالعافيه ياكارما.. انطقي بدل ما..
قاطعته كارما وقالت من بين بكاءها: كنت بحضرلك مفاجأه عيد ميلادك ياادم اللي بعد كام يوم .. هو ده اللي كنت مخبيااه عنك.. كان كان غرضي اني افرحك عشان عارفه انك من ساعه اخر عميله وانت دايما متعصب ومضايق..

ثم تابعت بعتاب وبكاء شديد: بقا ده جزاتي اني بحاول افرحك.. بتمد ايدك عليا وبتشك فيا ياادم بتشك فيا انا؟!
تابع ادم حديثها وملامح وجهه نادمه وهو لا يصدق ما فعله بها.. ابتلع ريقه بندم وتوتر وقد فاق اخيرا من غيبوبته واستوعب ان تلك التي امامه كارما

حاول الاقتراب منها فابتعدت عنه كارما وقالت ببكاء وفزع: والله العظيم هو ده اللي حصل ياادم.. ولو مش مصدقني هاخدك للناس اللي متفقه معاهم علي كل حاجه.. متضربنيش والله دي الحقيقه ياادم والله..
جذبها ادم من يدها وضمها اليه بقوه والشعور بالندم يتزايد داخله
تحدث ادم بهمس حزين وهو يزيد من ضمها اليه: انا اسف اسف حقك عليا

ضربته كارما في صدره بيدها الصغيره وقالت بشهقات: مش هسامحك علي اللي انت عملته ده.. مش هسامحك ياادم فاهم..
ثم تابعت بصوت باكي هامس: انت طلعت قاسي اوي ياادم.. قاسي وظالم ومتسرع
ادم باسف: وغبي ومتخلف كمان..
قبل رأسها وتابع قائلا: حقك عليا والله مش عارف عملت كده ازاي

كارما بصوت متعب: انا تعبانه..
حملها ادم بين يديها ووضعها علي الفراش بعدما قام بفك حجابها
اغمضت كارما عينيها وقالت بهمس وبكاء: شعري وجعني اوي.. وايدي كمان

جلس ادم جانبها وقال بندم شديد وهو يمرر يده علي شعرها برفق: اسف والله اسف
لم تتحدث كارما لانها ذهبت في نوم عميق

تنهد ادم بحزن شديد ومسح دموعها المنهمره علي وجهها بانامل يده
هو يعلم ان كارما عندما تحزن بشده تنام لتهرب من الواقع
قبل ادم رأسه مره اخري واعتذر لها بهمس ثم نهض من علي الفراش وقرر ان يخرج للخارج لشعوره بالضيق الشديد..

باااك
فتح ادم عينيه عندما شعر بشخص يجلس جانبه
وقال باستغراب: فارس؟!
فارس وهو يجلس باريحيه علي المقعد وينظر لامواج البحر: اممم فارس
ادم: ايه اللي جابك هنا؟!
فارس بابتسامه ساخره: نفس اللي جابك

نظر ادم امامه بشرود ولم يتحدث
وبعد مرور دقائق
قطع ادم هذا الصمت وقال وهو مازال ينظر امامه: مالك؟!
فارس بنبره حزينه: مش هاين عليا ارجع البيت وليان مش فيه.. مش عارف هقضي الكام شهر دول ازاي وهي بعيده عني..

ادم بهدوء: طيب ما تقعد معاها في القصر محدش هيعترض واكيد كلهم عرضوا عليك انك تقعد
فارس بتنهيده: مبعرفش انام غير في شقتي.. وكمان ابويا لازم حد يهتم بيه وبادويته
ربت ادم علي قدمه قائلا: هانت يافارس وكل حاجه هترجع لطبيعتها
اومأ فارس رأسه وقال بتمني: يارب
تابع بعدها بتساؤل: وانت مالك؟!

ادم بشرود: مديت ايدي علي كارما..
نظر له فارس بصدمه شديده قائلا: نعم يااخويا عملت ايه
ادم بهدوء: زي ما قولتلك..
فارس بانفعال علي صديقه: انت اتجننت ياادم.. انت مستوعب انت بتقول ايه.. لا وبكل برود سايبها وقاعدلي هنا.. انت متخلف ياابني

ادم وهو ينظر له بملامح جامده: لاحظ ان لسانك بيطول
نظر فارس امامه واغلق عينه واخد نفس عميق يحاول التماسك وعدم الانفعال عليه
ظل علي هذا الوضع لثواني ثم سمع بعدها صوت ادم الهادئ يقول: واضح ان الماضي هيفضل مسببلي عقده في حياتي لحد ما اموت
تنهد وتابع قائلا: معرفش انا ايه اللي خلاني اعمل كده.. بس مكنتش في وعي.. انا كنت شايفها هي.. كنت حاسس ان الماضي بيعيد نفسه تاني بس من غير ضحيه صغيره.. نسيت ان دي كارما اللي بتعشقني اللي مستحيل تعمل حاجه تزعلني كارما اللي واثق فيها وفي تربيتها..
تنهد بثقل وتابع :عارف يافارس

قال فارس المتابع لحديثها باهتمام شديد: ايه
ادم بألم: انا مكرهتش في حياتي قد الست دي.. اكيد السبع او التمن سنين اللي كانت فيهم في حياتي لو مش موجودين كنت هبقي حد تاني.. مكنتش هبقي معقد بالشكل ده.. مكنتش اذيت كارما كده

فارس بهدوء: انا معرفتش ايه اللي حصل بينك وبين كارما وهحترم انك مش عايز تقول بس اللي فهمته انك ظلمتها وجيت عليها.. تنحنح وتابع: ممكن لو قولتلها مشكلتك دي تسامحك
ادم باعتراض شديد: لا طبعا مش هعمل كده.. انت عارف اني مش بحب افتح الموضوع ده مع حد ومحدش يعرف غيرك انت وبابا وامي وبعدين انا مش عايز اشوف نظرات الشفقه في عينيها نحيتي.. لالا مستحيل

ادم بتفهم: خلاص مش مشكله تحكيلها ممكن تشوف طريقه تاني وتصالحها بيها..
صمت لثواني وقال: وانت مش وحش ياادم علفكره انت كل مشكلتك انك خايف ان الماضي يتكرر تاني..بس ده عمره ما هيحصل وعمر ما كارما هتبقي زي الست دي.. بلاش خوفك ده يتحكم فيك ياادم عشان متخسرهاش

ادم بتنهيده: هو كان هيتحكم بس فوقت قبل ما اعك الدنيا اكتر الحمدلله
فارس بهدوء : ربنا يريح بالك ياصاحبي..
تابع بعدها بنبره مرحه ليهون علي صديقه: ومتبقاش غشيم كده تاني مره.. وبعدين في حد عاقل محترم يزعل كارما منه.. دي كارما طيبه ورقه الدنيا كلها فيها
لكزه ادم بعنف في كتفه قائلا بغيره شديده: طب اهدي بقا ها اهدي عشان مقومش واطلع اللي فيا كله فيك
فارس بصوت عالي متألم وهو يضع يده مكان لكمه ادم: اااه يااقاسي

لاحظ ادم انظار بعض الاشخاص نحوهم عندما سمعوا صوت فاررس العالي
فنظر لفارس وقال بغيظ شديد: عجبك كده..
ضحك فارس بصوت عالي ولاول مره منذ فتره طويله وقال: ولا يهمني

نهض وقال بحماسه: ما تيجي ننزل البحر ونتسابق
ادم باستنكار: دلوقتي..
فارس بسخرية: ايه خايفه ولا اايه ياابيضه
نهض ادم وقال وهو يدفعه في كتفه بغيظ: مش ادم العامري اللي يخاف ياخفيف

فارس بغيظ وهو يصرخ به: ايه يااعم هزار البوابين ده.. ايدك تقيله يازفت.. الله يكون في عونك ياكارما والله
ركض فارس من امام صديقه وهو يضحك بصوت عالي عندما رأي ملامح وجهه الغاضبه
نظر خلفه ووجد ادم يركض خلفه وهو يقول بغضب: انا هخليك تحرم تنطق اسمها تاني علي لسانك ياحيوان

وبعد فتره توقف فارس عن الركض وقال بجديه مصطنعة وهو يشير لادم: خلاص بقا.. كفايه انا تعبت
ادم بغضب: والله يافارس لو
قاطعه فارس قائلا بضحك: خلاص ياعم مش هجيب سيرتها تاني
ثم تابع بتحدي: ها هتنزل معايا ولا رجعت في رأيك

قال ادم وهو يخلع سترته بتحدي اكبر: هنزل عشان لو غرقت ولا حاجه اعرف اجيبك
ضحك فارس قائلا بغرور: يابني انا لو مكنتش طلعت ظابط كنت هطلع غواص
ثم تابع باستفزاز: وبعدين متنساس ان اخر سباق بينا انا كسبتك
ادم: تمام.. هنشوف مين فينا بقا هيكسب المره دي
فارس بابتسامه تحدي: تمام اوي..

وبعد مرور ساعه
قال ادم بشماته وهو ينظر لصديقه وهو يخرج للشاطئ: ايه ياعم الغواص مش سامع صوتك يعني
فارس بغيظ مكتوم وهو يبعد المياه بيده عن جسده: انت بتنصب ياعم

ضحك ادم بسخرية وقال: ااه كنت متفق مع البحر عليك
ثم قال باستفزاز: ما تبطل حجج الاطفال دي وقول اني كنت احسن منك .. اعترف بالهزيمة يافارس
فارس بابتسامه صفراء: ماخلاص ياعمنا.. عرف ان مفيش زيك في السباحه.. مبسوط كده
ادم بضحكه عاليه وهو يرتدي ملابسه: اوي

وبعد مرور دقائق
نظر ادم لصديقه الذي يسير جانبه بصمت وقال بنبره مرحه: خلاص يافارس مش معقول سباق هيخسرنا بعض.. اوعدك المره الجايه هخسر نفسي عشان متزعلش

توقف فارس وقال بتحذير لادم: مابلاش الشغل ده ياادم عشان متزعلش
ادم وهو يرفع احد حاجيبه: هتعمل ايه يعني
ابتسم فارس بخبث وقال: مصمم ترجعني لايام الشقاوه التاني
نظر ادم لها باستفهام لم يدوم طويلا عندما سمع صوت صديقه يرتفع قائلا بجديه وانفعال شديد: يااخي انت مش هتبطل اللي انت بتعمله ده... يعني ايه عايز تضحك عليها وتجيبها الشقه وتاخد اللي انت عايزوا وبعدين ترميها
حرام عليكي يااخي دي حتي البنت بتحبك.. اتقي الله انت لو عندك اخت بنت هترضا حد يعمل فيها كده

توسعت عين ادم بدهشه وصدمه شديده مما يتفوه به صديقه
كتم فارس ضحكاته بصعوبه وتابع قائلا بنفس النبره: فاكر فاكر رويدا اللي انتحرت بسببك لما خدت اللي انت عايزوا وغدرت بيها.. بص انت من انهارده تقطع علاقتك بيا انا ميشرفنيش اصاحب واحد *** زيك

انهي كلامه ثم رحل من امامه وهو يكتم ضحكاته بصعوبه وتابعه ادم بنظرات صادمه وهو لا يستوعب الي الان ما فعله صديقه
نظر حوله ووجد نظرات الاشمئزاز تحيط به من الجميع
ثم سمع صوت رجل كبير في السن يقول باشمئزاز: اخص علي الشباب اخص.. حرام اللي بتعمله في البنات ده حرام

ادم بدفاع عن نفسه: ياحاج والله ده بيكدب.. بقا ده منظر واحد بتاع بنات
انهي كلامه وهو يشير علي نفسه
ثم نظر بعدها نحو صديقه الذي ابتعد عنه مسافه وقال بصوت عالي غاضب: اقسم بالله لاربيك يافارس الزفت انت.. اقف عندك يااحيووان

نظر فارس خلفه وعندما وجد ادم يركض نحوه بدأ الاخر في الركض وهو لا يستيطع التوقف عن الضحك
زاد ادم في ركضه اكثر واكثر حتي استطاع الامساك به
اسقطه ارضا وقال وهو يميل عليه ويجذبه من تشيرته بعنف: انا ياض انا بعشم البنات وبغدر بيهم
لم يستيطع فارس التحدث بسبب ضحكه المتواصل
فلكمه ادم في بطنه بغيظ شديد
تأوه علي اثرها فارس الذي قال وهو يسعل من شده الضحكه: خلاص خلاص كفايه مش قادر

ابتعد ادم عنه وجلس علي الارض وظل يتابعه بغيظ شديد
قال فارس وهو يضحك: قولتلك بلاش انا مصدقتنيش
ضحك ادم ضحكه خفيفه باستسلام فقال فارس وهو يغمز بعينه وهو يجلس جانبه: بس ايه رأيك في تمثيلي

قال ادم: انا لو كنت فضلت ثانيه واحده تانيه كان الناس كلها اتجمعت عايا وضربوني.. انت مشفتش كانوا بيبصولي ازاي
ضحك فارس وقال بفخر: طول عمري عندي موهبه التمثيل دي
ادم وهو يضيق عينيه بغيظ: لولا بس خوفت علي اختي من الخضه كنت مخلتش فيكي حته سليمه

ضحك فارس وقال: واهون عليك ياادومي
دفعه ادم عنه وقال وهو ينهض: ده انت بارد
انهي كلامه ثم تحرك مبتعدا عنه فنهض قارس وقال وهو ينهض: استني ياابني رايح فين بس
لحقه فارس وسار جانبه ثم قال: هتروح
اومأ ادم رأسه فقال فارس وهو يقول بغرور مصطنع: بص بم انت صعبت عليا وبم اني بردو عارف انك ملكش في الرومانسيه والكلام ده وعارف انك لسه لحد دلوقتي مش عارف هتصالح مراتك ازاي

تابع بحذر : بقول مراتك اهو
ادم بابتسامه صفراء: شاطر بتتعلم الدرس بسرعه
فارس: المهم يعني ان في مطعم حلو اوي اوي ف ****** مطعم هادي علي البحر علطول..كلمتين حلوين منك في المكان ده مراتك هتنسي اي زعل

ادم بعدم اهتمام مصطنع: ماشي هبقي اشوف
فارس بابتسامة: مفيش حاجه اسمها هتشوف انت هتروح ياادم
تابع قائلا: هروح انا بقا عشان تعبت
اومأ ادم رأسه بهدوء فقال فارس بابتسامه: ياريت تتكر تاني القاعده دي.. من فتره كبيره اوي وانا مضحكتش الضحك ده

ادم: هو بعيدا عن رخامتك وبرودك بس انا كمان انبسط وكنت محتاج وقت زي ده جدا
ابتسم فارس وقال وهو يضرب زراعه بخفه: نتقابل في الشغل بكره بقا
اومأ ادم رأسه بابتسامه وبعد توجه فارس لسيارته ركب ادم ايضا السياره وبدأ في قيادتها عائدا للمنزل..

وبعد مرور مده من الوقت
كان ادم يقف بسيارته ينتظر ينتظر تحول اشاره المرور الي اللون الاحمر
واثناء انتظاره لمح بعينيه احدي المحلات لبيع القطط
فجائت في باله كارما وتذكر حبها الشديد للقطط
وتذكر موقف ما مر منذ اسبوع

فلاش بااك
كان ادم وكارما سيذهبان الي القصر حينها
وبعد خروجهم من العماره
سار ادم نحو سيارته وفي باله ان كارما تسير جانبه ولكن عندما توقف امام السياره والتفتت لها لم يجدها
استغرب بشده وعاد من حيث جاء بخطوات سريعه قلقه من ان يكون اصابها مكروه
لم يسير طويلا وتوقف عندما وجدها تتكئ علي قدميها امام احد القطط
تنهد ادم باستسلام علي تصرفاتها الطفوليه
ثم اقترب منها وسمعها تتحدث للقطه قائله: ياروحي انتي شكلك جعانه خالص

رفعت كارما رأسها نحو ادم الذي قال: انتي بتعملي ايه ياكارما
كارما بطيبه وبراءه: لقيت القطه دي قاعده علي جمب وشكلها جعان اوي ياادم.. ممكن تجبلها جبنه مثلثات او لانشون من السوبر ماركت ده ياادم عشان خاطري

جذبها ادم من ذراعها برفق وقال: حاضر هجبلها بس ابعدي انتي عنها.. ممكن تكون عيانه او حاجه
كارما بتبرير: انا ملمستهاش خالص
ادم: وانتي كنتي عايزه تلميسها
تنهد وتابع: تعالي معايا نجبلها الاكل وبعدين نمشي

كارما: لا روح انت وانا هفضل جمبها عشان متوهش مننا
ادم بهدوء: ماشي ياكارما بس متلمسهاش
اومأت كارما رأسها بطاعه فرحل ادم من امامها
وبعد دقائق قليلة عاد ادم وهو يحمل الطعام بين يده فاخدته كارما منه وظلت تتطعم القطه بحنان وحب شديد وكانها طفلتها

وظل ادم يتابعها وابتسامه خفيقه مرسومه علي وجهه لرقتها وطيبه قلبها الشديده
وبعد مرور مده من الوقت
نهضت كارما وتحدثت للقطه وكانها تفهمها: هجيلك هنا بكره ولو لقيتك هبقا اجبلك اكل تاني
ثم تابعت وهي تنظر لادم بابتسامه واسعه: يلا
وعندما لاحظته ابتسامته قالت: في ايه

ادم بابتسامه: مستغرب ازاي واحده زيك بتحب القطط اوي كده مش مربيه قطه
كارما وهي تقلب شفتيها بحزن: كان نفسي اوي في قطه من وانا صغيره بس ماما مش بتحبهم خالص ف مكنش ينفع اجيب
اومأ ادم رأسه بابتسامه ثم قال وهو يمد يده نحوها: طيب ايه مش يلا بقا
كارما بحب وهي تمسك يده: يلا..

بااك
ابتسم ادم ثم قال وهو ينظر نحو المحل: هو انا اه مش بحبهم.. بس كفايه انها هتفرح بيها اوي..

وبعد مرور نصف ساعه
دلف ادم للشقه وهو يحمل في يده صندوق بداخله الهره الصغيره
وضع الصندوق علي الطاوله بالصالة ثم توجه للغرفه
دلف للغرفه بهدوء
وكما توقع وجد ان كارما مازالت نائمه
اقترب منها وجلس علي الفراش جانبها وبدأ يمرر يده علي شعرها برفق قائلا: كارما كارما اصحي كفايه نوم لحد كده

فتحت كارما عينيها ببطء ونعاس وقالت: هي الساعه كام
ادم بهدوء وهو يعلم انها لم تتذكر بعد ما حدث منذ ساعات: الساعه 11 كفايه نوم لحد كده
وضعت كارما يدها علي ذراعها وقالت بتأالم: دراعي وجعني اوي معرفش ليه
ادم بندم واسف شديد: انا اسف

انعقدت ملامح وجه كارما باستغراب ولكن بدأ يتلاشي سريعا عندما تذكرت ما حدث منذ ساعات
ترقرقت الدموع في عينيها ونظرت لادم بعتاب وحزن شديد فقال ادم بأسف وهو يمسح دموعها: عارف ان غلطت جامد اوي في حقك.. بس انا اتعصبت من فكره انك تخرجي من ورايا وكمان سمعتك بتكلمي راجل في التليفون وبتتفقي معاها علي معاد تتقابلوا فيه

تابع بسرعه: الموضوع مكنش شك فيكي هو كان غضب وغيره مني عليكي، مش برر اللي انا عملته لا انا غلطان وغلطان اوي كمان بس انا عارف انك هتطلعي احسن مني وهتسامحيني علي الغلطه اللي عمرها ما هتكرر تاني

كارما ببكاء: انا معملتش حاجه غلط انا كان قصدي اعمل اي حاجه بسيطه تسعدك
ادم بابتسامه حنونه وهو يقبل وجنتيه بحب: حقك عليا.. وبعدين كفايه وجودك جمبي ده بيخلني سعيد

تنحنح وقال: انا بقا عملت حاجه واتمني انها تسعدك وتخليكي تسامحيني
كارما بصوت باكي هامس: حاجه ايه
سحبها ادم من يده برفق: تعالي معايا
سحبت كارما يدها من يده ونظرت له بغضب وتمرد
فابتسم ادم وقال بصبر: ماشي ياستي حقك.. ممكن تتفضلي معايا عشان تشوفي الهديه

سارت كارما وخلفها ادم
وعندما توجهت كارما للصاله ورأت الصندوق الموجود علي الطاوله
نظرت لادم بسعاده: انا سامعه صرت نونوه... هي دي قطه
ادم بابتسامة: افتحيها وشوفي
اتجهت كارما نحو الصندوق بسرعه وفتحته وعندما وجدت القطه قالت بسعاده شديده وهي تخرجها من الصندوق وتحتضنها بحب شديد: يارووحي انا علي الجمال والحلاوه

قبلت القطه بحب وقالت: انتي صغنونه اووي...وحلوه اوي اوي.. اسميكي ايه ياحلوه انتي اسميكي ايه
سمعت صوت ادم من خلفها يقول بابتسامة: ممكن نفكر مع بعض لاسم ليها
ضمت كارما القطه وقالت بضيق وحزن: لا انا هسميها..
ادم: اممم.. انتي لسه زعلانه.. تعالي اوريكي المفاجأه التانيه طيب يمكن تسامحيني
كارما بعدم اهتمام مصطنع: مفاجأه ايه

ادم بابتسامه وهو يشير نحو غرفه الرسم: مش كان نفسك من زمان تشوفي الاوضه دي وتعرفي ايه اللي فيها وانا قولتلك اني بحضرلك مفاجأه فيها والمفاجأه خلصت وان الاوان تشوفيها بقا
كارما بفضول تحاول عدم اظهارها: ماا ماشي وريني

تحركت كارما نحو الغرفه وخلفها ادم
وعندما اقتربت من الباب وضع ادم يده علي عينيها حاولت كارما ابعدها ولكن قال ادم بهمس وهي يميل عليها: معلش استحملي بس لزوم المفاجأة وكده
ابعدت كارما يدها وسكنت مكانها ولم تتحدث

اخرج ادم مفتاح الغرفه من جيب بنطاله ثم فتح الباب وقال لكارما: امشي ياكارما
تحركت كارما معه ودخل الغرفه
قال ادم وهو يجعلها تقف في متتصف الغرفه: بصي هشيل ايدي بس متفتحتيش عينك غير لما اقولك ماشي..

كارما بخفوت: حاضر
سحب ادم يده وبعد مرور دقائق قليلة
قال ادم وهو يقف جانبه: فتحي
فتحت كارما عينيها التي توسعت بشده من الصدمه والسعاده بنفس الوقت
اقتربت من اللوحه التي امامها وقال بسعاده: الله.. دي انا.. دي انا بالظبط مين اللي رسم اللوحه الجميله دي وازاي عرف يطلع ملامحي بالظبط كده

نظرت كارما حولها ووجدت العديد من اللوح فقالت بانبهار شديد: ايه اللوح الجميله دي كلها
شهقت وتابعت قائله: ايه ده دي طنط حنين.. ولُجين كمان
عادت ونظرت الي لوحتها وقالت: حلوه اوي حلوه اوي بجد.. تسلم ايد اللي عملها.. صحيح هو مين اللي عملها هخليه يرسملي واحده ليحيي وو

نظرت لادم الذي ينظر اليها ويبتسم وهو يضع يده في جيبه وقالت بتساؤل وصدمه: لا متقولش انت اللي راسم كل اللوحات دي؟!
تحدث ادم وقال بابتسامه هادئه: كل فتره كده بدخل الاوضه هنا وبرسم شويه.. محدش يعرف الموضوع ده غيرك انتي ولُجين

اقترب منها وقال وهو ينظر في عينيها الدامعه: وعندي اخر مفاجأه ليكي بقا
كارما بدموع وبدأت دقات قلبها تتسارع: ايه
مد ادم يده وتحسس خدها الناعم بانامله قائلا: انتي طلعتي جميله اوي ياكارما.. وانا ندمان اني قضيت عمري االلي عدا اللي فات ده من غيرك..

صمت واخد نفس عميق وقال بصوت رجولي عاشق : انا بحبك ياكارما.. وبحبك اوي كمان واسف مكنش قصدي ازعلك
ظلت كارما تنظر لها والدموع مترقرقه في عينيها
ووقفت بعدها علي اطراف اصابعها واحتنضنته ودفنت وجهها في عنقه وبدأت تبكي بقوه وهي لا تصدق انه اخيرا اعترف بحبه لها

رفعها ادم نحوه وقال باسف: بتعيطي ليه بس.. انتي بردو لسه زعلانه.. طيب اعملك ايه وتسامحيني
ظلت كارما علي هذا الوضع لدقائق ولم تتحدث
اما ادم فظل يريت علس ظهرها بحنان ويمهس لها بكلمات آسفه

سمع بعدها صوت كارما الباكي: انا مش بعيط عشان زعلانه منك...انا بعيط عشان مصدقه انك قولتلي بحبك
ابتعدت كارما عنه وقالت بلهفة وبكاء: انت فعلا بتحبني ولا بتقول كده وخلاص

ادم بابتسامة حنونه وهو يزيل دموعها: مش بحبك بس وبموت فيكي كمان.. ولو مكنتش بحبك مكنتش قولت الكلمه دي.. وبعدين انتي اكتر واحده عارفه اني لما اقول حاجه زي كده تبقي طالعه من جوايا بجد..
تابع بعدها بتساؤل: ان اللي عايز اسمعه منك دلوقتي انتي مسامحني ولالا

كارما بخفوت: هتعمل كده تاني؟!
ادم بابتسامه: عمر ما ده هيحصل تاني اوعدك
ابتلعت كارما ريقها وقالت بابتسامتها الجميله: مسامحك من ساعه ما شوفت القطه
ضحك ادم وضمها اليه مره وهو يقول: مش عارف عملت ايه حلو عشان ربنا يرزقني بواحده زيك..
كارما وهي تبادله العناق: افضل قولي كلام حلو كده دايما.. مش لازم نتخانق عشان تعمل كده

ادم بنبره مرحه: طالما خدت الخطوه الاولي والاصعب فالباقي سهل ومش هبطل اقولك كلام حلو بعد كده
ابتعدت كارما عنه وقالت والفرحه ظاهره في عينيها: بجد
ادم بابتسامه: بجد
نظرت كارما للوحه وقالت بسعاده وهي تمرر يدها عليها: بس انت رسمك جميل اوي ازاي مقولتليش قبل كده انك بتعرف ترسم
ادم بابتسامه: كنت مستني الوقت المناسب..

شهقت كارما بخضه عندما وجدت نفسها بين ذراعي ادم فقالت بتوتر وخجل: انت بتعمل ايه
ادم بابتسامه: مفيش هاخدك وندخل الاوضه ونحط مرهم علي دراعك ده..
كارما: طيب سبني وانا همشي معاك
ادم بمكر: لا.. حابب ان اشيل مراتي واوصلها بنفسي للاوضه عندك مانع
كارما بفرحه: انا لو اتعودت علي الدلع ده انت اللي هتتعب

ادم وهو يتحرك بها خارج الغرفه: ادلعي براحتك ياحبيبتي
كارما بتذكر: القطه!!
ثم تابعت وهي تحاول الفرار من يده: سبني اروح اشوفها اكيد زعلانه وخايفه انها قاعده لوحدها

ادم بغيظ: شكلي هندم علي اني جبت القطه دي.. بصي مبدائيا كده طول ما انا معاكي تنسي موضوع القطه ده ماشي
كارما بحزن عليها: طيب اشوفها جعانه ولالا طيب
ادم بهمس رجولي وهو دخل الي الغرفه ويغلق الباب بقدمه: انسي القطه دلوقتي وركزي معايا ممكن
كارما بخجل: ممكن..

وبعد مرور عدة ايام
كانت سجي تقف علي الفراش وهي تقول لوالدتها بحماسه: كده كل حاجه جهزت مش كده يامامي
حنين بابتسامه: كده ياقلب مامي

تابع قاسم حماسه ابنته الزائده باعين حانقه وقال: مش عارف ايه سر الحماسه الزياده دي.. دي انتي اول يوم في الدراسه بتروحي المدرسه بالعافيه..
ضحكت حنين بصوت عالي نسبيا فهي تعلم سر حماسه ابنتها ف السبب الاول والاخير هي انها ستقابل عز

تابعت حنين ابنتها التي جلست بجانب والدها وقالت ببراءه شديده: اصل زينه صاحبتي وحشتني اوي يابابي وعايزه اشوفها
قاسم بغيظ: زينه بردو.. مش عز يعني
سجي وهي مصطنعة النسيان: عز مين يابابي

تعالت ضحكات حنين اكثر بينما قال قاسم بدهشه: ايه يابت المكر ده.. عليا انا بردو.. امال لو مكنتش بتكلميه كل اسبوع
سجي بخجل طفولي محبب له: بصراحه يابابي هو انا فرحانه اني هشوفه اه
ثم تابعت بسرعه: بس بردو فرحانه عشان هشوف زينه

قاسم بغيظ: ماشي ياسجي.. اما نشوف اخرتها معاكي انتي وعز.. مش عارف انا ايه اللي مصبرني عليكم.. وايه اللي خلاني اوافق علي الصداقه دي
اقتربت سجي منه وقبلته من وجنتيه قائله ببراءه: عشان انت بتحبني يابابي ومش بتحب تشوفني زعلانه.. انت قولتلي كده

ابتسم قاسم وضمها اليه قائلا: والله من نحيه بحبك في انا بحبك اوي وفعلا مش بحب اشوفك زعلانه.. بس بصي بقا زي ما اتفقنا قبل كده اي حاجه تحصل مع عز تيجي تحكيها لماما او ليا ماشي ياحبيبتي
سجي: حاضر يابابي..

وبعد مرور نصف ساعه
كان قاسم يجلس علي الفراش في غرفته يعبث في هاتفه بملل
رفع رأسه عندما شعر بدخول حنين الغرفه فقال: نامت
اومأت حنين رأسها بابتسامه وقالت: ااه.. من كتر حماستها مكنتش راضيه تنام
ابتسم قاسم بهدوء ولم يعلق
فقالت حنين وهي تجلس جانبه: مالك ياحبيبي

قاسم بابتسامه: مفيش.. بس يعني بفكر ياتري ممكن نندم بعد كده اننا خليناهم يتصاحبوا عادي.. الاتنين متعلقين ببعض جدا خاصه عز.. علي كلام سجي انه مش مصاحب حد غيرها.. لما يجي الوقت المناسب اكيد لازم هيبعدوا عن بعض.. بس حااسس انه لما يجي اليوم ده هما الاتنين هيتعبوا

حنين: والله انا كمان بفكر كده
تابعت بابتسامة: عارف بفكر في ايه تاني
قاسم بتساؤل: ايه
حنين: حاسه انه في النهايه وبعد ما الاتنين يخلصوا تعليم مش هيبقوا غير لبعض.. يعني حبهم البريئ ده هيكبر معاهم هما الاتنين.. ده مجرد احساس يعني

قاسم بغيره علي ابنته: لا سجي دي الوحيده اللي مش هجوزها.. هفضل مقعدها جمبي
ضحكت حنين وقالت: اشمعني يعني.. ما انت جوزت اخواتها عادي ومقولتش كده
قاسم بابتسامه: مش عارف.. بس سجي ليها مكانه مميزه في قلبي.. بحب اقعد معاها دايما بحب رغايها بحب دلعها عليا.. مبعرفش ارفض ليها طلب ولو رفضت نظرتين براءه منها علي كام دمعه كده وبتراجع عن قراري وبوافق.. مخليناني زي الخاتم في صباعها

ضحكت حنين وقالت: ااه وده واضح جدا يعني..
ثم تابعت بحب: ربنا يبارك فيها ويحميها هي واخواتها يارب
قاسم بتنيهده: يارب..
تابع بعدها قائلا بمكر: سيبك بقا من العيال دول وقوليلي انتي حلوه اوي كده ليه انهارده؟!
ضحكت حنين بعدم تصديق وقالت: مش عارفه اقولك ايه والله
قاسم وهو يسحبها من يدها قائلا: قربي بس كده وانا اللي هقول...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة